بـعد مرور سـاعات طويلة وقد أوشـك الليل على أن يـعم ظلامُه الدامس على أرجاء المكـان انتـهت الفتاة من أصلاح مـوتور السيارة بـعدما صُبغ وجهها وملابسها باللـون الأسود فتحـولت الملامح الجذابـة الجميلة إلى ملامح صبي يـعمل في ورشة تصليح سيـارات , الغريب أن طِيــلة الفترة التي قضتها مع صديقها المؤقت ( موتور السيارة ) , لم تمر سيارة واحدة سوى تلك الشاحنة المُزعجة التي اغتصبت سيارتها , وضعت العدة المُتناثرة على الأرض داخل العـلبة وحملت ال30 كيلو جرام مرة أخرى إلـى شنطة السيارة التي عانت معها حتى أحـكمت غلقها بسبب تلك التعرجات التي نتجت عن الارتطام , انزلقت في الكرسي لتنطلق بالسيارة مع انطلاق ساعات الليل الأولى . ظلت في طريقها المُظلم مُعتمدة على ضوء كشافات السيارة حتى وصلت إلى مُفترق طريـق أمامها يقـسم الطريق إلى طريقين متماثـلين كل منها يـحمل في بدايتهُ لافـتة تُشيـر إلـى المكان المتجه إليه ذلك الطريق , الطريق الأول وهو الطريق المُنشق عن مسارالطريق الرئيسي ويقع على يمين الفتاة , يحمل لافته كُتب عليها بخط واضح ( قرية النورس ) ما أثـار دهشة الفتاة أن هـذا الطريق تغزوهُ الأشجار والحشائش الكثيفة على جـانبيه وهـذه المواصفات لا تتماشى مع طبيعة الطريق الصحراوي أمَّا الطريق الآخر والموجود على نفس مسار الطريق الأساسي وضعَ عليه لافتة كُتب عليها بخط مختلف عن اللافتة الأولى ( كليبتو موتيل ) الفتاة تنظر إلى مفترق الطريق بدهشة وتخاطب نفسها قائلة :- ,دا إيه دا بقى ... من امتى وهنا في طريقين ما طول عمرُه طريق واحد وبعدين إيه كليبتو موتيل ده كمان , الموضوع ده جديد. تدور أحداث الرواية حول مجموعة من الأصدقاء ضلوا طريقهم أثناء سفرهم إلى أحدى القرية السياحية فقرروا إقامة تلك الليلة في فندق " كليبتو " , هذه ليست صدفة وأنما هو القدر أراد أن يكشف النقاب عن حقيقة أمرِه الغامض , هذا ليس مجرد فندق تقليدي يستضيف النزلاء وأنما هو أحدث أستوديو تمتلكه مافيا تصوير الأفلام في العالم , ليست افلاماً كتلك التي نشاهدها علي شاشات السنيمات وأنما هي أفلام من نوع أخر , لا تستخدم إلا لإرضاء بعض المرضى النفسييين .