يمثل الشاعر والروائي العراقي عامر حمزة علامة فارقة في الأدب السرياني العراقي، فهو أول شاعر عراقي عربي يكتب قصائده باللغة الآشورية التي لا زال يتحدث بها سكنة العراق الأصليون، وتقديرا لهذه الموهبة النادرة منحه مؤخرا اتحاد الأدباء السريان في العراق الهوية الفخرية. تتحدث الرواية (ساپر چيون) التي تعني بالعربية الجوال أو السائر أو المتنقل من مكان الى آخر، رواية الألفة الاسلامية المسيحية التي كانت قبل أن تضرب العراق موجات الكره والاقصاء والالغاء، تتحدث عن سنوات الهجرة الأولى من الشمال العراقي، سهل نينوى الى الحبانية، ليعمل هؤلاء في قاعدة الحبانية، ومنها في هجرة ثانية نحو بغداد، وأخيراً الهجرة نحو البعيد، حيث بدأت البيوت تخلو من ساكنيها بيتاً بيتاً، بعد أن بدأ الناس يغادرون واحداً إثر آخر، غير مصدقين مرارة صبحنا.. مرارة أن لا نراهم ثانيةً، ومرارة أنهم رحلوا من غير أن نراهم للمرة الأخيرة، ومرارة أنهم رحلوا بعيداً الى هناك.. الى أماكن لا نعرفها. (ساپر چيون) تنقل لنا صوراً من صور هذه الألفة الاسلامية المسيحية، فالكل يحتفل بعيد رش الماء، وهو عيد مسيحي شهير، يشير الى حدث تاريخي، يوم كثر فيه عدد المعتنقين للمسيحية، وما عاد بمكنة رجال الدين رشهم بالماء المقدس واحداً واحداً فجمعوهم في مكان واسع ورشوهم بالماء المقدس بصورة جماعية، فضلاً عن (عيد المشية) العيد الذي يحتفل فيه المسيحيون بإنتقال مريم العذراء روحاً وجسداً نحو السماء،حيث يتوجه المسيحيون مشياً على الأقدام نحو كنيسة مريم العذراء في الميدان، وتشاركهم الأسر المسلمة احتفالهم هذا.. المشية التي صارت عيداً آخر لنا يضاف الى حلاوة أعيادنا الأخرى.. متحدين بالطاهرة العذراء.. الروح العظيمة التي دفعت بنا الى كنيسة مريم العذراء في ساحة الميدان البعيدة.. مطمئنين من صعود الدعاء الى الخالق العظيم.