نتناول في هذه الدراسة أربعة عشر عملاً روائيًّا من دول المغرب الكبير كنماذج للسرد الروائي المغاربي الذي يتناول السياسة وتجلياتها الفاسدة في هذه الدول، وكيف نجح كل روائي من هؤلاء الروائيين، أو أخفق في التعبير عن هذا الهم الجماعي الذي يربط هذه الدول مع بعضها البعض، ولعل ما دفعنا إلى تخصيص هذه الدراسة حول الفساد السياسي في الرواية المغاربية فقط من دون غيرها من الدول العربية الأخرى هو ملاحظة الوفرة الكبيرة في الروايات المغاربية التي تتخذ من هذا الفساد موضوعًا روائيًّا لها، وإذا ما كنا نتفق على أن الأدب هو المرآة الحقيقية للواقع؛ حيث يعكس تجلياته وحراكه الاجتماعي والسياسي والثقافي؛ فإنَّ انشغال الحركة الروائية المغاربية بالفساد السياسي في أعمالها السردية هو دليل على أنَّ الفساد في هذه المنطقة ذات الطبيعة الخاصة- من حيث الثقافة والتاريخ والعرق - هو فساد يحمل أثرًا واحدًا في حراك هذه المجتمعات التي تحاول التخلص منه حتى لو كان ذلك عن طريق نقده من خلال الكتابة الروائية.