ابن شرف القيرواني

شعار

فَما جَشأتْ نَفْسي عَشيّة مُشْرِفٍ

يا عودُ من أَيّةِ الأَشجارِ أنت فلا

ولقد نَعِمْتُ بِليْلةٍ جَمُد الحَيا

تَصعُّدُ نَفسٍ لا صُعود تَنفّسِ

سَأُبْقي على الدنيا بصَوْلَةِ مِحْرَبٍ

وما بُلوغُ الأمانِي في مَواعِدها

شكوتُ حُزْنِي وَبثيِّ

إذا صَحِبَ الفتَى جِدٌّ وسعدٌ

ورَأْسُ قبّاريّةٍ برأسهِ

ومَضْروبةٍ في ظَهْرها حين تَكْتسِي

عِتاباً عَسَى أنَّ الزَّمان لهُ عُتْبَى

ما لى يُعاقبني الزّمانُ وليْسَ لي

خيارٌ يُحِّينا خيارُ الوَرىَ بهِ

بدأتَ وللمُبْتَدى الفضل في

لكَ منزلٌ كَمُلتْ بِشارته لنا

خَليلَ النْفس لا تُخْلِ الزّجاجا

جُسومٌ على حُكمِ العيونِ صِحاحُ

وبَلْقيسيّةٌ زِينَتْ بِشعْرٍ

دَهَى الغُصَنَ جمْر الغَضا

لله من يومٍ أغرَّ سَعيدِ

إنَّا إلى الله راجِعون لقد

ما الحبُّ إلاَّ غَيْرَةً وصَبابةٌ

بكَيْتُ دَمًا والقاصِرَاتُ سوافِرٌ

ألحاظكم تجرحنا في الحشا

لا جنودٌ إلاّ جنودُ السعودِ

هلْ لك في موزٍ إذا

وعاجو على عُسفانَ والليلُ أليَلُ

غريبةُ أشكالٍ غريبةُ دارِ

ما لي كذا كلَّ ما طَلَبْتُهُ عَسِرٌ

رياضٌ غلائلها سُنْدسٌ

كأنَّما الأغصانُ لمَّا عَلاَ

احذْر محاسِنَ أوْجهٍ فقدتْ محاسِنَ

بين أجفانِكَ سحْرُ

قَلَمٌ قلَّم أظفارَ العِدَا

أغنَيْتَنِي عن جميع النَّاس كلّهمُ

زارَ وقد شَمَّرَ فضل الإِزارْ

كأنَّ الديارُ الخالياتِ عرائسٌ

ألا ربَّ شيءٍ فيه من أحرف اسمه

ما ضئيلُ له الهواءُ مقيلُ

ما آكِلٌ يُعْطَى على أكْلَةٍ

بعدَ خطوبٍ خَطبتْ مُهجتي

ومعرفةُ الأيَّامِ تجدي تجاربا

وَدُرَّةٍ نارتْ ذُرا دَارِي

باليُمْنِ والسَّعدِ عُدْ وبالظفر

قد كنتَ في وَعْدِ العذَارِ فَأنْجِزَا

سقَى الله أرضاً أنبتت عودَك الذي

أأنْ تَصَيَّدتَ غيرِي صَيْدَ طَائِرَةٍ

وناصبٍ نحو أفواهِ الوَرَى أُذُنَّا

لو كانَ خُلْقُكَ للَّيالِيَ لم يَزَلْ

وَشَمْسٍ تَراخَتْ أنْ تَغِيبَ لِقِبْلَتِي

قالت: أَذُو شَيْبٍ فقلتُ مُخَادِعاً

لمَّا انقَضَتْ من المِئِينَ أَرْبَعُ

يا حَبَّذَا المَوْزُ وإسْعَادَهُ

لَولاَ هُمُ لَحَجَجْتُ أوَّلَ حَجِّةٍ

أَهْلَ الصَّفَاء نَأَيْتُمْ بعدَ قُرْبكمُ

وشيخٍ لهُ غُرْفَةٌ فَخْمَةٌ

سَقَى القَصْرَ فالمَيْدَانَ أخْلافُ مُزْنَةٍ

قَالُوا تَصَاهَلَتِ الحَميرُ

عَجِبْتُ مِنهُ وأحْشَائِي منازِلُهُ

لَعَلَّ اللهَ يَفْتَكُّ المُعَنَّى الأسِيرَ

كأنِّي وأَفْرَاخِي إذا اللَّيلُ جَنَّنا

يقولون: سَادَ الأَرْذَلُونَ بِعَصْرِنَا

كأنَّما حَمَّامُنا فَقْحَةٌ

ما يقُولُ الشَّيْخُ فِي شَيْءٍ

يا حامِلِي الأدَبِ الغُرَّ البَهَالِيلاَ

رَسْمُ الشَّجِيِّ البُكَا في الرَّسْمِ والطَّلَلِ

يَا قَيْرَوانُ وَدِدٍ أَنِّي طَائِرٌ

مَرَّ بي غُصْنٌ عَلَيهِ قمرٌ

بعَيْشِكَ نادِ أَيَّامِي وقُلْ هَلْ

آهٍ للقيْرَوَانِ أنَّهُ شَجْوٍ

خادِمُنَا خَيْرُنَا وأفْضَلُنَا

ما للحَبِيبِ وما لِي

تَذَكَّرْتُهَا واليَمُّ بيني وبينَها

قِفَا فَتَنَسَّمَا عِطْرَ النَّسِيم

واذْكُرْ لَيَالِيكَ التي ذَهَبَتْ لَنَا

إنِّي وإنْ عَزَّنِي نَيْلُ المُنَى لأَرَى

شَرَفُ الدَّولَةِ المعزُّ بنُ بَادِيسَ

غيري جَنَى وأنا المُعَاقَبُ فيكُمُ

رَحَلُتُ وكنْتُ ما أعْدَدْتُ زَاداً

قلْ لِمَنْ لاَ يَرَى المُعَاصِرَ شَيئاً

أُغْرِيَ الناسُ بامتداح القديمِ

صَنَمٌ منَ الكَافورِ بَاتَ مُعَانِقِي

يا خَائِفَاً مِنْ معْشَرٍ

إنْ تَرْمِكَ الغُرْبَةُ في مَعْشَرٍ

لمُخْتَلِفُ الحَاجاتِ جمعٌ بِبَابِهِ

يَا أَعْدَل النَّاسِ إسْماًكَمْ تَجُورُ عَلَى

كَتَمَ الهَوَى فَوَشَى بِهِ كِتْمَانُهُ

يقُولُ لِي العَاذِلُ في لَومِهِ

كَمْ ذَكَرٍ في الوَرَى وأُنْثَى

ما هذه الخِدَعُ التي قَدَّرْتُمُ

ولقد يُهَوِّنُ أن يَخُونَكَ كاشِحٌ

ومُعَلَّقٌ بِذُؤَابَةٍ في رأسِهِ

كَمْ قَدْ وَشَتْ لكنْ كُفِيتُ لسانَها

طَلَعَتْ مِنَ الغَرْبِيِّ شَمْسُ الدِّينِ

قُلْ لِلْعَذُولِ لو اطَّلَعْتَ علَى الذي

فَلَوْ رأَى مَنْ مَضَى ما شِدْتَهُ لَهَجَا

وحَيثُ يَهُونُ المَرءُ يُكْرَمُ ضِدُّهُ

غُلْفٌ تَمَنَّوْا في البُيوتِ أمانِيَا

فَيا أخَوَيَّ من أسَدٍ وسَعْدٍ

ما فُلاَنٌ إلاَّ كَجِيفَةِ كلْبٍ

شَتَّانِ فِي النُّطْقَينِ ما بَيْنَنَا

وَبَلْقِيسِيَّةٍ في المُلْكِ لَيْسَتْ

للهِ لَيْلَتُنَا إذ صَاحِبَايَ بِهَا

قامَتْ تَجُرُّ ذُيُولَ العَصْبِ والحَبَرِ

إنِّي وإن عَزَّنِي نَيْلُ المُنَى

رَحَلْتُ

وَقَدْ وَخَطَتْ أرْمَاحُهُم مَفْرِقَ الدُّجَا

لَمْ يَبْقَ للظلْمِ فِي أيَّامِهِمْ أَثَرُ

إنْ قُلْتُ: نَاراً أَتَنْدَى النارُ مُلْهِبَةً

صَنَمٌ

لَكَ منزِلٌ كَمُلَتْ سِتَارَتُهُ لَنَا

ألْحَاظُكُمُ تَجْرَحُنَا

أظْفَارَ العِدَا

مطل الليل بوعد الفلق

أجْفَانِكَ سِحْرُ

عَدَمْنَاكَ من بُعْدٍ وإنْ زِدْتَنَا قُرْبا

إنَّا إلى الله رَاجِعُونَ

أهْلُ الصَّفَاءِ