شرف الدين الحلي

شعار

طلعت عليك أهلة الأعوام

ليت ما بين جفوني ورقادي

أما وهوى فيه الغرام ألذ لي

وهو قلب شاعر لا غرو أن

دون العلا ومدى إدراكها قحم

علام زماني ظالما يتعسف

لما أدار من اللواحظ مسكرا

لو سرت في أجم يا ضيغم

خداه ورد والعذار بنفسج

يا دار دار بساحتيك غمام

أما الربيع ففض زهر كمامه

هب ورد خدك في حمى المقل

وما قلت شعرا رغبة في لقا امرئ

يا سعد تلك رسوم سعدى

على القلب حق الهوى قد وجب

أرهفت الأجفان بيض الصفاح

لو كنت يوم لوى نعمان في الظعن

أدنى إليك بعيد كل مرام

وسمت بغر صفاتك السير

بيض الظبا سلت من الجفون

بدا لها برق الحمى يلتهب

نبه بحيهلا على الصهباء

عذري حب لي فيه أعذار

قسي الدهر مصمية السهام

أوشت بأسرار الخميلة شمأل

سل عن دمي غير السيوف والأسل

لك العزمات يقدمها السعود

هتفت وقد نشر الربيع برودا

لاعج الشوق والدموع المذاله

ألا نبه بحي على الفلاح

قسما لقد أنضيتهن رسيما

أسلمت مهجتي إلى الوجد عيني

أكماة على متون الجياد

ما هام بالمجد إلا معرق الهمم

أما العلا فملكت رق سماتها

ما للفؤاد عن الغرام عدول

طال الوقوف فسر به

أمن نشوة في عطفك المتأود

عظم الجلالة والمقام الهائل

خليلي ما هذا الشذا المتضوع

يا مشتري الحمد بأغلى الأثمان

منع التأسف قلبي المتبولا

إن تجافت عن الرقاد الجفون

أكذا شيمة أحداث الليالي

ما لليالي لأمها الهبل

ولرب ليلة موعد كصدوده

ليت قرب الجفن من سهره

ملكت كما شاء الهوى فتحكم

جد بي الوجد وكان مازحا

لمن الأسود عرينها أشب

فؤاد من هواكم لا يحول

نعم هي نعمى بشرها أوضح البشرى

سرى موهنا وتلاه القمر

بكر الحمام يكرر التغريدا

هبني أطلت إلى ملامة عاذلي

أقطب حين أرمقه

غرد في دوحه الهزار

أمن أرض ليلى للنسيم هبوب

كيف يشفي براق الحمى وخداعه

حيا بمعسول الرضاب بروده

لم تجد بالخيال أم الوليد

هام بالغزلان والغزل

مالي إذا قلت الغرام تناهى

كم أرانا توريد تلك الخدود

صحا القلب عن ذكر الحسان الكواعب

لمن سهم تفوقه

لا وصميم أسرتي من أسد

تغنت على غصن من البان مياد

خليلي ما بال النسيم الذي سرى

لمن جرد خيل في الأعنة تمرح

صاح قد أسفر الصباح المنير

أتحسب أن أبنية المعالي

حن إذ هبت من الغور جنوب

خذ من حديث الوجد فيك قديما

من أوقع القلب بين الطرف والجيد

دع في المدامة مولع التفنيد

فيم لها على وجاها تعسف

أيها الصاحب الذي لست أخشى

ما بال دمعك لا يمازجه دم

لا تخطتك ديمة وطفاء

سقاك غواد للحيا وروائح

أدر مشمولة الخمر

يا مليك الدنيا وحسبي بما قلت

قضت لك البيض والقنا السلب

ما بعد كاظمة وبرقة ثهمد

أرح المطي من الوجيف المنصب

وبشرت بوفاة الليل ساجعة

أتلك بروق أم ثغور بواسم

توج بدر التم بالديجور

طيفكم ما عاود المستهام

متى شام طرفي برق غير منيل

إربأ بنفسك أن يدنيك من أرب

أيا لله يوم صح فيه

رنح عطف الغصن الأملود

كمد يطول وباع صبر يقصر

نشرت عقود سمائها الأنداء

لمن الخيام على الكثيب الأعفر

خليلي إن لم تسعداني بوقفة

سقاك ملث من حيا المزن هطال

ليس الوقوف بدارس مستعجم

سل الخطب إن أصغى إلى من يخاطبه

ما ضر من ألف القطيعة لو شفى

ألا ما لعين المزن تروي الثرى هطلا

وحسام ملك يستضاء برأيه

دون الكثيب الفرد من محجر

أضحى المحب من الغرام لما به

كيف التذاذي بالخيال إذا سرى

إذا خدعت سمعي ملامة لائم

طافت على مستنير الروض وطفاء

بين بان اللوى وهضب الكثيب

يا ابن القيول وغيروها نسبة

سقى عصر الصبا صوب الغمام

هاجت فنون الهوى ورقاء في فنن

حيا بكأس السرى ساقي الأغاريد

كم من رسوم ما كدت أعرفها

غيري إذا ما ناب خطب أو نبا

أي يوم في جبهة الدهر غرة

قل لحسام الدين ينبوع الندى

أنا عن شريعة صبوتي لم أعدل

بات لها ذكر العذيب شائقا

دع العذال تهذي بي

زهي الربيع بما جلت أنواؤه

أيها الماجد الجواد الذي بشر

دنت ثمار المنى من كف جانيها

عذارك أوضح في الناس عذري

يا زكي الدين الذي لم أكن أحذر

زد يا محيا السرور بشرا

يا ابن الملوك السابقين مناقبا

لمن على الأجادل

هذا الأراك فلذاك مرتع عينه

أصاح سل البرق إن أمكنا

آية الشوق أن تهب جنوب

لي صاحبان أدام الله ظلهما

عانقته كالظبي أحوى أحورا

أيا ملكا قابلت إقبال وجهه

جلا صباح الحق ليل الباطل

كل يوم على البرية يأتي

أخفى الغرام فأبداه توجعه

هل باللوى على الهوى من منجد

نار غرام حرها محرقي

دعني فكل غرام في حشاي له

بالله جز بالعقيق يا مطر

جلا الدجى من صباحه نور

هل عند طرفي والفؤاد المدنف

من بات يشرب من رضابك مسكرا

خذ من نسيم الصبا أخبار أسماء

أبت لظباك أن تصل الغمودا

ذكر الحمى وهديل ورق حمامه

الله جارك والنبي محمد

أتعلم ما أهدى لي العلم الفرد

ألا هبوا فقد أرج الخزامى

بين الشفاه اللعس أعذب مورد

تذكرت النسيم الحاجريا

كيف يغتر والحياة غرور

لما اطمأن وغاب عنه وشاته

مالي أنكب عن جد إلى لعب

كم احترزت لو وقى احترازي

للملك المحسن حسنى لها

بي ما بعطفك إذ بدا متمايلا

نعم تجلت علينا أوجه النعم

بات يبكي عين السحاب الرويه

هل شجى الورق على أفنانها

إن نفوسا بلغت آمالها

نعم جادت الدنيا بما أنت آمله

لله طرف يوم شرقي الحمى

أرح المطي فقد دنا بعد المدى

كففت خيل اللهو عن سباق

عادت بك الدنيا إلى إيناسها

أمنكم عبقت مسكية النفس

ظل على رغم أنف كل حسود

لو أنني أضمرت سلوانا

نعم هو مغنى الغزال الأغن

بردت حياضك غلة الوراد

لو كنت مثلي بالديار وامقا

يا مليك الدنيا ومالئها جوداً

نعم هي عبقة ريح النعامى

غزل الصبا ومراتع الغزلان

سل فتيات الحله

هنيئا فإن السعد راح مخلدا

رماني زماني من أذاه بموكب

نفحات ذكرك نشرها يتنسم

خذ عن دموعي ما يجن جناني

قم نديم فاكس راحي كأس راح

أيها الماجد الذي سهلت نعم

بدر بدا في هالة من قندس

أبت رتب افتخارك أن تسامى

أين السيوف والأسل

غدت رشقات طرفك وهي داء

ذكر الفتى عمره الثاني وحاجته

أنا بعض ما اخترعته فكرة من عنا

صد ولم يشفى ألم

رنا فسل الجفن مشرفيا

طربن فهجن لي داء دفينا

سل عن الأبرق برقا أومضا

لم يعشق الأثل من نعمان والبانا

أي سحر في طرفك البابلي

أشمت تألق البرق الشآمي

اقدح بماء المزن نار المدام

أدى إلي البرق مذ تبسما

أكذا يهد الدهر أطواد الهدى

أدهشته أنوارها فهو حيران

يا تعدي ظلم الثنايا العذاب

ترى من على نفس الهدى جار واعتدى

أعجب شيء رأته عيني

لو شاء من هجر المحب فأرقا

هي مقلة عبرى وأنة مكمد

يا ملك الأرض الذي ذكره

أعين الرياض غدا النسيم يعبر

كم يسلك الدهر فينا من أساليب

لولا مغازلة الغزال السانح

أشموس تسعى بهن بدور

قضت لك بالنصر السيوف القواطع

أمن يمينك نوء السحب يرتزق

ونى عن نيل شأوك كل ساع

ماء الجفون بوجهه مذ أشرقا

صحائف بشرى زانها رونق البشر

فقم دون ملك عادلي حميته

إذا كان سمعي فيكم يعشق العذلا

هذي المساعي التي استعلت بها الرتب

ألقياني في الشرب بين القيان

حنت لبرق بات من وادي سلم

ليت الذي ألف القطيعة هاجرا

والله ما حدثني خاطري

من أطلع البدر في ديجور طرته

قبل الهوى كنت بصبري أثق

هو ذاك الحمى فرد لمغانه