تراجم مشاهير الشرق في القرن التاسع عشر (الجزء الثاني)
يتناول هذا الكتاب في جزئيه تراجم مشاهير الشرق من الرجال في السياسة والعلم الذين عاشوا في القرن التاسع عشر، وقد توسع المؤلف في المراد من لفظ الشرق، حيث أورد بالكتاب من خَبِرَهُم من مشاهير رجال فارس والهند والصين واليابان، كما أضاف رجالًا غربيين عاشوا في الشرق معظم حياتهم مثل؛ سليمان باشا الفرنسي، والدكتور كلوت بك، والدكتور فنديك. هذا بالإضافة إلى مشاهير بلاد المسلمين في المغرب.العادل عمر بن عبد العزيز
يروي الكاتب قصة أحد صحابة رسول اللە ﷺ الذين أثروا الحياة الإسلامية بفكرهم وجهادهم اعتمادًا على إيمانە وعقيدته، متتبعًا مراحل حياتە منذ نشأتە إلى وفاته، ومقدمًا النموذج والقدوة الإسلامية العظيمة بأسلوب قصصي ممتع ومشوّق.صلاح
ربما تتسائل عن سر العلاقة بينه وبين الكرة التي تجري بين أقدامه، أو عن ذلك الإعجاب الذي حازه بين صفوف مشجعي الكرة في العالم، أو تفاصيل مشواره بين الإخفاق والتحدي وبلوغ القمة. فعلى الرغم من أنه ليس الأول من بين المصريين في احتراف كرة القدم عالمياً، إلا أن "محمد صلاح" بات حالة نالت رضا مدينته "نجريج" وتأييده بلده "مصر" وعشق الملايين له في العالم. والسبب أنه لم يقدم نموذجاً في اللعب وحسب، ولكننا شاهدنا إنساناً صار قدوة للكثيرين - مهما اختلفت جنسياتهم وانتمائتهم وعقائدهم - في التواضع والخلق والالتزام وقبول الآخر. في هذا الكتاب الذي كتبه الصحفيان الرياضيان: الإسباني الشهير "لوكا كيولي" والفرنسي "سيريل كولو"، تقرأ تفاصيل رحلة اللاعب محمد صلاح أو "مو" - كما يحب مشجعوه في أوروبا مناداته - في عالم الكرة وصناعة الأهداف، بدءاً من بلدته "نجريج"، ومروراً بالقاهرة التي عرف اللعب فيها عبر نادي المقاولون العرب، وانتهاءً باستقراره على أرض نادي ليفربول الإنجليزي، وكيف نجح ذاك الصبي النحيل الغريب عن العاصمة في أن يمتلك قلوب عشاق الساحرة المستديرة في العالم لا في مصر وحدها. رحلة لم تكن أبداً سهلة، ولكنها ترسم لنا أملاً فيما يمكن أن نجنيه من الحياة إذا ما تحلينا بالصبر على الأحلام.يافا.. دمٌ على حجر حامية يافا وفعلها العسكري: دراسة ووثائق
دراسة تاريخية تحليلية مفصلة، يعرض الجزء الأول منها ما لم يُروَ قبلًا من تاريخ يافا خلال حرب عام 1948 بتوثيق يومياتها، وتتبع خط سير مقاومتها المسلحة منذ بداية تكوينها ومع تحولات بنيتها وحتى انهيارها وتفككها، مستندة إلى ملفات حامية يافا والتقارير العسكرية لقادتها، لتكشف بذلك جزءًا من الحقيقة المغيّبة في صفحات خزائن تاريخ المدينة المنهوب. في حين يتفرد الجزء الثاني بما يحتويه من وثائق تنوعت بين رسائل وتقارير وتعميمات، وتصريحات وبيانات، وشكاوى ومطالبات، وسجلات تضم قوائم بأسماء مجاهدي حامية يافا وشهدائها، وبما يتضمنه من عرض يومي لمجريات المعارك التي خاضتها على مدى ثلاثة أشهر، مرفقة بقراءة تحليلية للوقائع تنقل القارئ بمخيّلته إليها زمانًا ومكانًا، وتضعه في مواجهة مباشرة مع الحدث، مؤكدة بذلك كله أنّ المدينة لم تسقط دون مقاومة، ولم تُهزم قبل أن تقاتل.الكتابة بالقلم الأبيض
سيدة الموت: مذكرات قناصة ستالين
لقّبت «سيدة الموت»، لودميلا بافلتشنكو، القنّاصة السوفياتية الأكثر نجاحاً وإثارةً للرعب على مر الزمان. تصحبنا في ذكرياتها وننتقل معها من موقع إلى آخر على جبهات المعارك في الحرب العالمية الثانية. تروي لودميلا ذكريات الفتاة التي استفزّتها الحرب وأيقظت فيها ما هو أبعد من الأنوثة، فاندفعت إلى الانخراط في لعبة الموت، ثم انطلقت من وراء البندقية لتجوب العالم في رحلة سياسية كشفت فيها مواهبها في الإقناع والتواصل الإنساني. كتاب مثير يستفزّ الحواس قبل المشاعر، ويدفعك إلى الانتباه والترقّب. حكاية مختلفة من زمن الحرب، نعيشها من وراء منظار قنّاصة، تراقب وتقنص الحياة من مكانٍ لإيمانها أنها تساهم في حمايتها في مكانٍ آخر.مذكرات إيرانية
يروي الكاتب العراقي رحلته إلى إيران في مهمة تنظيمية خلال العمل السري للحزب الشيوعي العراقي، لتبدأ عتبة الحكاية من بيروت إلى موسكو ومنها إلى إيران، مروراً بمدنها المختلفة وانتهاء بالسجن، ليعطي نظرة أفقية عمودية للواقع الايراني على مستويات عدة، سياسياً، اقتصادياً، اجتماعياً، ثقافياً، لينقل بكثير من العاطفة تفاصيل حياته هناك مطلع ستينيات القرن الماضي، مما ورد في الكتاب: "عدتُ إلى البيت بعد أن تأكّد لي أن ليس هناك مَن يتبعني، وأنا أتّجه إلى محلّ سَكَني في شارع «روزفلت» في طهران. جلستُ أضرب أخماساً بأسداس، وأنا أفكّر في مصير أعضاء الفريق. هل تمّ القبض عليهم؟ أم أنهم مشغولون بأمر مُلحّ؟. تناولتُ الأوراق الخاصّة بالحبر السّرّيّ، وكتبتُ رسالة إلى مقرّ قيادة الحزب في براغ، أُعلمهم بالتطوّرات وتصوّراتي للوضع دون أن أبالغ بالأخطار المحدقة. في تلك الليلة، لم يغلبني النوم، وسهرتُ وأنا أفكّر في كيفية حلّ لغز انقطاع أعضاء الفريق خاصّة وأن هناك اتفاقاً بيننا حول العديد من المواعيد الاحتياطية. هل هو السهو؟ أم هناك أسباب مرضية؟ أم أنهم قد وقعوا في فخّ الأمن الإيراني؟ وإذا هم وقعوا في فخّ الأمن الإيراني، فلماذا لم يتمّ متابعتي وأنا أطرق باب بيت العائلة الأهوازية؟ ولماذا لم تخبرني المرأة العجوز عن مصير أفراد الفريق خاصّة وأن هذه العائلة كانت تُبدي الكثير من الرعاية والحرص عليهم، ولا يمكن أن تتردّد في أخباري عن أيّ مكروه يصيبهم؟ هكذا كنتُ أتصوّر الأمور."الأخوات الثلاث: نساء مميزات رسمن تاريخ الصين الحديث
قصة مثيرة عن الحب والحرب والمنفى والتآمر والخيانة، تأخذنا في رحلة مؤثّرة، من أراضي المنفى في اليابان وبرلين إلى غرف اللقاءات السرية في موسكو. تكشف يونغ تشانغ في سردها العاطفي والملحمي حيوات ثلاث نساء مميزات ساعدن في رسم تاريخ الصين في القرن العشرين. ثلاث أخوات ينطلقن من منزل واحد لتتشابك مصائرهن وتفترق لتمتد حياةً كاملة تعيش فيها الصين أعقد التحولات وأكبرها. أظهرن شجاعة عظيمة واختبرن الحب العاطفي واليأس وانكسار القلب، خاصة عندما انتسبن إلى محاور سياسية متناقضة. تعد قصة الأخوات الثلاث من شنغهاي من أشهر القصص الحديثة. ففي الوقت الذي عانت فيه الصين مئة عام من الحروب والثورات، لعبت كل واحدة منهنّ دوراً حاسماً وتركت أثراً لا يمكن محوه في التاريخ.تجربتي في الثورة السورية: كفرية والفوعة ... وريف إدلب
لم يكن يخطر ببالي قبل هذا أن من الممكن أن أكتب عن تجربتي في الثورة الآن، لأسباب ثلاثة؛ أولُها أن الثورة لا تزال مستمرة ولا نعرف نحن الذين شاركنا فيها كيف ستنتهي، ولا على أي برّ سترسو؛ وثانيها أن معظم الأشخاص الذين سأضطر إلى الحديث عنهم لا يزالون أحياء، وأخشى أن تسبب لهم كتابتي مشكلات هم في غنى عنها، أو تُعَرّضَهم للمخاطر، لا سمح الله؛ وثالثها، وهذا هو الأهم، أن الحديث عن بلدتَيْ كفرية والفوعة اللتين يسكنهما مواطنون سوريون يعتنقون المذهب الشيعي الجعفري، ضمن محيط سني، هو حديث يمتلك حساسية تقترب في شدتها من شدة "الصعق بالكهرباء على حين غرة"! من جهة أخرى، اعتدنا نحن السوريين أن نؤجل التطرق إلى الموضوعات الحساسة مرة ومرتين وعشرًا، بل إننا نمعن في تأجيل معالجة المرض الذي يلمّ بنا حتى يندمل جرحُنا وهو ملتهب، ليأتي يومٌ يصابُ فيه جسدُنا كله بالغنغرينا، ويصبح البتر هو الحل الوحيد للمشكلة.الألبوم
هذا الألبوم الذي عاد إليّ يحتوي قَسَم هيبوقراط، وعلى صفحته الأولى كلام مأثور للعالم الطبيب الروسي Setchenev سيتشنيف : «ليس طبيباً من يخرج المريض من عيادته ولا يشعر بالتحسن والشفاء» . فهذا القول، إلى حدّ ما، فيه من التقمّص للقَسَم الثاني في الألبوم المتواري . فعودة الألبوم مجدداً إلى حضيرتي في شباط ٢٠١٥ نكأ كل ما تراكم من جروح فوق ذاكرتي، وانقشعت عن نهم في العودة غلى الكتابة ولو بعد ٣٧ عاماً، ما أدّى إلى إنجاز هذه الوريقات خلال عشرة أشهر .رحلة لم تكتمل: محطات على طريق المقاومة
يوثق الكتاب ثلاث محطات في تاريخ الثورة الفلسطينية، في ضوء تجربة واقعية عاشها الكاتب وشارك في صنعها. وهو يروي، في الأولى، تجربته في "لجنة التنظيم 77" بين عامي 1977 و1988، مع الشهيدين أبو حسن قاسم وحمدي. ويسرد، في الثانية، تجربته في قيادة انتفاضة الأقصى في عام 2000، وملازمته مروان البرغوثي حتى اعتقاله في عام 2002. أما المحطة الأخيرة فترصد الأشهر الستة الأولى من "هبّة السكاكين" التي اندلعت في عام 2015الياس مرقص - حورات غير منشورة
كان الفكر القومي العربي الذي انتعش على المستوى النظري وعلى المستوى العملي بعد سقوط مملكة فيصل الأول في دمشق في عام 1920 قد بدأ يهتز بقوة بعد نكبة فلسطين في عام 1948. وما كادت تفصيلات الهزيمة في عام 1967 تتكشف للجميع، حتى كانت الحركات السياسية القومية قد فقدت جانبًا مهمًا من جاذبيتها الفكرية والتنظيمية جرّاء الصراع الناصري - الشيوعي في العراق، وسقوط الوحدة المصرية - السورية في 28/9/1961، واندلاع الحرب اليمنية، وكارثة الهزيمة نفسها. وفضحت هزيمة 1967 ما كان مستورًا في النُظُم العربية، أي تخلّفها العلمي والمعرفي والإداري والتنظيمي، علاوة على هشاشتها الاجتماعية وتقليديتها الفكرية. وأطلقت هزيمة الخامس من حزيران/يونيو 1967 موجة غاضبة جديدة من النقد الذي طاول كل شيء تقريبًا: المجتمع وأنظمة الحكم والأفكار معًا. وبدأت الأفكار الجديدة الداعية إلى التحرر الوطني والقومي والاجتماعي تُدشّن وعيًا نقديًا جديدًا في العالم العربي بأسره، وانتعش الفكر النقدي الجديد الذي تجرّأ على نقد الناصرية والقومية العربية والشيوعية، وخصوصًا الماركسية – اللينينية ذات الطراز الستاليني السوفياتي. وفي خضم هذا العصف الفكري والثقافي كانت أفكار الثورة الاشتراكية والكفاح المسلّح والعنف الثوري تتصاعد وتنتشر من مشرق العالم العربي إلى مغربه وحتى إلى خليجه (البحرين وظفار واليمن الجنوبي). وكان من أبرز علامات العصر الجديد تحوُّل مجموعات وأفراد من الحركات السياسية القومية إلى ماركسية (غير سوفياتية). فاليسار العربي الجديد الذي انبثق في أواخر ستينيات القرن المنصرم لم يظهر في سياق تحولات اليسار الشيوعي القديم، ولم يكن للشيوعيين القدامى أي تأثير فيه، بل ظهر نتيجة الهزة العميقة التي أحدثتها هزيمة 1967، وكانت الماركسية، في هذا السياق، ملجأ أيديولوجيًا بعد أن تخلخلت ركائز الفكر القومي بنسختيه البعثية والناصرية.الحرب العراقية - الإيرانية 1980-1988: مذكرات مقاتل
هذا الكتاب هو أول دراسة يكتبها عسكري عراقي خاض الحرب العراقية - الإيرانية من يومها الأول في 22/9/1980 حتى انتهائها في يوم 8/8/1988، وشغل في أثنائها مواقع قيادية عسكرية مختلفة، من قائد فرقة وقائد فيلق حتى رئيس أركان الجيش في عام 1987، حين أنهى هذه الحرب الضروس بنصرٍ عراقي كبيرٍ(5). حاولت أجهزة الإعلام والقوى الغربية تجاهله، والتقليل من شأن ما أنجزه جيش العراق على العدو الإيراني في معارك التحرير الست التي شرعت بها قواتنا من معركة «رمضان مبارك»، وتحرير الفاو من براثن القوات الإيرانية في 17/4/1988 حتى معركة «توكلنا على الله» الرابعة التي كانت أكبر حجمًا من بعض معارك الحرب العالمية الثانية، والتي جرَّدنا فيها القوات الإيرانية وحرس الخميني مما تبقى لهما من عدّة وعتاد، مرورًا بالتوكلات الثلاثة الأخرى، وعملية «محمد رسول الله» التي حرّرنا بها شمال العراق من القوات الإيرانية المحتلة. وما قول كبيرهم وليّ الفقيه ومرشد الثورة والقائد الأعلى لقواتهم المسلحة الخميني: «إني أُفضل تجرّع السمّ على توقيع الموافقة على إنهاء هذه الحرب» إلّا تأكيد لما ذكرته أعلاه.محمد عزيز الحبابي: الشخصانية والغدية
تتجه بحوث هذا الكتاب، إلى الإحاطة بالآثار الفكرية التي خلّفها محمد عزيز الحبابي، وتتضمن تقديم أعماله والتعريف بها، ومناقشة جوانب من إشكالاتها. وساهم في إعداد هذه البحوث مجموعة من طلبته القدامى من الجيل الأول الذي درس على يديه في الجامعة المغربية في الستينيات. وأضفنا إليهم باحثين من تونس والمغرب، بهدف الإحاطة الهادفة إلى بناء المحاور والتوجهات الفكرية الكبرى في مشروعه الفلسفي وتقديمها. ورتّبنا بحوث الكتاب بطريقة تمكن القارئ من التعرف إلى منجزات الرجل الفكرية والآثار التي خلّفها في الجامعة المغربية، وذلك بطريقة متدرجة، حيث بدأنا في الفصلين الأول والثاني بتقديم ما يمكن اعتباره معطيات أولية ضرورية في مقاربة حياة الحبابي وفلسفته.تمائم حميد سعيد
لا يخفى على القارئ العربي، ولا حتى على المستشرقين، ما للحلة المزيدية من رموز وأعلام كان لهم كبير الأثر في إغناء المكتبات بمصادر أدبية وفنية واقتصادية وسياسية واجتماعية . ما تزال الحلة التي أنجبت "أحمد سوسه، د . علي جواد الطاهر، طه باقر، أنور شاؤول .... وغيرهم كثيرون" تمد ضرعها الخصب في تحدٍّ جريء للظروف الأمنية والاقتصادية التي تصيبها بين حين وآخر، غير عابئةٍ بأحفاد هولاكو الذين يسعون إلى طمس هويتها الأدبية وتغذية أنهر القلق باللون الأحمر . هذه الحلة الريانة التي لم يجف نبعها، دفعتني لسبر أغوار بعض المجهول، وإثراء شارعها الثقافي بمداد أخضر يخط دون وجل، بعض سطور خجلة عن نخلات حليّة باسقة بدأتها دون انحياز مُسبق بالشاعر حميد سعيد . وسيظل الحبر ندياً بانتظار أن تُزهر ذاكرتنا للكتابة عن رموز حليّة، تكفيراً عن الذنب الأدبي الذي اقترفناه دون قصد بنسيان هذا الأديب أو ذاك، ووفاءً لإرث هذه المدينة العريقة .رسائل فريدا كالو
في البورتريهات الذاتية العديدة التي رسَمَتها، قدَّمَت الفنانة المكسيكية فريدا كالو نفسها كسيدة جميلة ومعذَّبة، وشهيدة، وغريبة الأطوار، تنمّ نظرتها الثابتة عن إدراكها العميق للأحلام، وفهمها للحب وتشرّبها لخيبات الأمل التي شكّلت الإطار العام لحياتها، ما يجعل نظرتها المبهمة استفزازية بالنسبة إلى الناظر العادي . وفضلاً عن كونها رسامة مشهورة، فقد كانت فريدا أيضاً كاتبة رسائل معروفة، كتبت في مراهقتها رسائل غرامية إلى حبيبها، وتواصلت في سن الرشد مع طبيبها وأصدقائها في الولايات المتحدة، وحافظت خلال سفرها على أواصر التواصل مع أحبتها في بلدها . تشتمل هذه المجموعة المختارة، على كتابات فريدا ورسائلها، وتقدم معلومات ومقاطع، قد تساعدنا في حل لغز فريدا كالو . تكشف كتاباتها الستار عن وعيها المبكر، وعمق أحاسيسها ببؤس جسدها الصابر . كما وتتفوق هذه الرسائل عن أي سيرة ذاتية أخرى، في قدرتها على إظهار شخصية فريدا بوضوح لا مثيل له .السوريون المعاصرون
وما أثار اهتمامي أكثر هو عدم وجود اسم للمؤلف، إذ اكتفى الناشر بأن ذكر على الغلاف "بقلم طالب دراسات شرقية" . وكان مؤلف الكتاب قد قام برحلة إلى سورية وجبل لبنان في الأعوام 1841 و1842 و1843 . والأمر الذي يثير الاستغراب هو السبب الذي جعل المؤلف ألاّ يذكر اسمه، وما هدفه من هذه الرحلة التي استمرت طوال ثلاث سنوات، انطلاقاً من الإسكندرية ووصولاً إلى بيروت التي انطلق منها إلى جبل لبنان ودمشق وحلب والساحل السوري حتى السويدية وإنطاكية الإسكندرونة . فإذا كان الهدف من رحلته الإطلاع على أحوال الناس والأوضاع السياسية السائدة في جبل لبنان وسورية عامة، وتدوين ملاحظاته وانطباعاته عنها، فلماذا لم يذكر اسمه لكي يُعترف بفضله، أم كان هدفه تعلم اللغة العربية، أم غير ذلك من الأهداف غير المعلنة للرحّالة؟ في جميع الأحوال، ستظل هناك أسئلة كثيرة وتكهنات أكثر . ولكن ما يهمنا هو ما دوّنه الكاتب من أحداث وانطباعات قد تلقي الأضواء على فترة لم تحظ بالكثير من عناية الباحثين . ولعل الكتاب يوفر للباحثين والدارسين المهتمين مادة هامة عن تلك الفترة التاريخية .كونشرتو الذئب - سيرة شعرية لحياة ذئب أشقر
ركن الدين في ثمانينه، في مجلسه، بين يديه أحفاده يجتمعون على "منقل" القهوة المرّة، أحد عشر كوكباً منيراً يتحلّقون حول شمسه بمهابةٍ وخوفٍ قدسّيٍ لا يجرح صمته سوى صوت طقطقة عقد الحطب وانثيال حبات السبحة الترابية التي تحمل وِرْد الصوفيين إلى أن تذوب على آخرها .. كان صوت وقوع حبةٍ على أختها يصدر صوت ارتطام جثةٍ على أرض بئرٍ جافة أو وجيب يمامةٍ قبيل الفجر . دياب بشعره الأشقر ورأسه الكبير يواجه جدّه وهو يلفّ التتن ويبصق بقايا "البافرة" في وجهه، يقول : جدي .. مرعي يقول : إن "الديب" غدار؛ وأنه بمقدور كلبين أن يشلّخاه تشليخاً! ركن الدين ينظر بتلك النظرة المرعبة لمرعي ويقول بصوته الجنائزي : "وأنت "إيش عرفك انو الديب غدار ولاك؟ أم أننا نصدق كل ما قاله لنا رعيان هذه الأيام"؟ مرعي بترددٍ وخوف : جدي .. فات "الديب" على حوش بيت سليم أول البارحة، قتل لهم تسعة خرفان وخرج .. "قتلهم هيك .. وراح .. إيش بيكون الديب"؟ ركن الدين : عند بيت سليم ثمانية كلاب لماذا لم "يشلخوه تشليخاً"؟! ومن ثم .. قتل بيت سليم جراءه آخر الصيف .. اسمع "ولاك" أنت وهو ( بهذه اللحظة يصدر الذئب البعيد صوتاً متقطعاً ) : "الديب" قبل أن ينزل هذه النزلة يخبّر!، بيت سليم غُشم .. لقد أخبرهم وأنا سمعته بأذنيّ هاتين . تذكروا جيداً : إن سمعتم الديب يعوي "لخم" ويسحب نفَسه كما يسحب نفَسه المسهوم يكون جائعاً ولا زاد لديه، يعني نازل نازل .. "كل واحد يضبّ غنمو وبلا مرجلة" .. أما إن سمعتموه يغرد وكأنه يُسمّع بحرَ الرجز في الكُتّاب، فإنه يغني . لا خوف عليهم ولا هم يحزنون" .الفاروق عمر
يستكمل محمد حسين هيكل سلسلة دراساته حول التاريخ الإسلامي، التي بدأها ﺑ «حياة محمد» و«الصديق أبو بكر»؛ حيث ينتقل المؤلف في كتابه «الفاروق عمر» لمناقشة حياة هذه الشخصية التاريخية البارزة، وذلك منذ ما قبل دخولها إلى الإسلام حتى توليها الخلافة عقب وفاة أبي بكر الصديق. وقد شهدت الخلافة الإسلامية على يدي عمر بن الخطاب الكثير من الإنجازات السياسية والاقتصادية والعسكرية التي تحققت خلال عشر سنوات فقط من فترة حكمه، حيث شهدت البلاد استقرارًا داخليًّا، وتوسعًا خارجيًّا شمل الشام والعراق وفارس ومصر، كذلك امتدت الإمبراطورية حتى حدود الصين من الشرق، وإفريقية من الغرب، وبحر قزوين من الشمال، والسودان من الجنوب.كلِمات نابُليون
ترفض بعض المدارس التاريخيَّة التفسيرات البطوليَّة للتاريخ، والتي عادةً ما تتخذ من مفهوم البطولة محرِّكًا له، إلا إن قبول مثل هذه التفسيرات عند المدارس الأخرى له ما يبرِّره، فلا يمكننا أن نستبعد الخصائص الذاتيَّة الفريدة للشخصيَّة التاريخيَّة، والتي تسهم بقسطٍ كبير في سَيْر حركة التاريخ على نحو ما أرادت لها الذات الإنسانيَّة، كما لا يمكننا التعويل فقط على الظروف الاجتماعيَّة والسياسيَّة والاقتصاديَّة والعسكريَّة باعتبارها هي فقط ما يصنع التاريخ، وكأنَّ مفهوم الإرادة الإنسانيَّة غير موجود أو عاجز عن التحكُّم ولو بقَدْرٍ ما في مسار التاريخ. وفي هذا الكتاب يستعرض «إبراهيم رمزي» إحدى تلك الشخصيات العظيمة التي أثَّرت برأيه في تاريخ الغرب والشرق، وهي شخصية «نابليون بونابرت»؛ الإمبراطور الفرنسيُّ الشهير الذي تولى زمام الحكم في فرنسا، وكان له الأثر البالغ في التاريخ الحديث.تاريخ ابن خلدون
اهتم شكيب أرسلان في هذا الكتاب بتاريخ واحد من أبرز العلماء والفلاسفة في التاريخ الإنساني، وهو العلامة «ابن خلدون»، حيث وجد في كتابهِ المسمى بـ«كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر» درة علمية نفيسة تشكل أحد أعظم الكلاسيكيات الاجتماعية في التراث الإنساني، ويعتبر الكثير من العلماء أن ابن خلدون هو مؤسس علم الاجتماع الحديث، وفي الكتاب الذي بين أيدينا يتناول أرسلان هذا العمل الكلاسيكي بالشرح والتعليق والتطبيق.توفيق الحكيم
يعد هذا الكتاب عملًا نقديًّا رصينًا، وينقسم هذه العمل إلى قسمين؛ يشكل القسم الأول (الخاص بالدكتور إسماعيل أدهم) ذلك الجانب الأكبر منه، حيث يدرس فيه أدهم «توفيق الحكيم» بشخصه، وفنه دراسة أدبية تعتمد على طرائق البحث التحليلي والمنهجي، أما القسم الثاني فكتبه إبراهيم ناجي عن حياة توفيق الحكيم النفسية، وعقله الباطن، بما يحمله من جوانب خفية، كما يستعرض السياق التاريخي للنهضة الأدبية العربية، وكيف نشأت فيه هذه الشخصية الأدبية ذات الطراز الرفيع.
تاريخ وليم الظافر
يؤرخ هذا الكتاب لحقبةٍ زمنية مهمة من تاريخ الدولة الإنجليزية مُمثَّلةً في شخص وليم الظافر، ذلك البطل المقدام الذي استطاع أن يُخْضِعَ الدولة الإنجليزية لقبضة سلطانه بحجة أنه هو الوريث الأصيل لعرش إنجلترا، وأن الملك الذي تربَّع على عرشها لم يكن ملكًا شرعيًّا لها. ويقصُّ لنا الكاتب التدرُّج المرحلي الذي مرَّ به وليم حتى اعتلى عرش نورماندي، ويجلي لنا السياسة التي كان ينتهجها وليم الظافر في حكم هذه الإمارة، والمؤامرات التي حِيْكَت له من لَدُن خصومه إبَّان حكمه لها، وقد برع الكاتب في صَوغ المقدرات الذاتية لتلك الشخصية، فلم يأسرها في صولجان المُلك بل صوَّر أطوارها ونوَّعها ما بين الحب والسياسة وسطوة الصراع على المُلْك.السموأل
كأن لكل فضيلة ضريبة، وربما تكون هذه الضريبة هي فَقْدُ الأحبة وفراق الأهل. ترحلُ الأحزان والآلام ويبقى بريق حسن الخُلُق وسطوع الفضيلة. و«أنطون الجُمَيِّل» هنا يعرض لمسرحية تاريخية تحدثنا عن إحدى قصص العصر الجاهلي الأخلاقية، التي تحكي عن «السموأل» الشاعر الجاهلي الذي ترك الشاعر «امرؤ القيس» دروعًا أمانةً لديه؛ خوفًا من بطش «المُنذر» ملك العراق آنذاك، وعندما أراد «المُنذر» أخذ الدروع رفض «السموأل» التفريط في الأمانة، فقبض «المُنذر» على ابنه لإجباره على التسليم؛ فأصرَّ «السموأل» على موقفه، فقتل «المُنذر» الولد أمام عيني أبيه، فازداد الأب إصرارًا على حفظ الأمانة حتى سلَّمها لأصحابها، فأصبح يُضرب به المثل في الوفاء وحفظ الأمانة، فمن أوفى من السموأل؟!صـلاح الـدين الأيـوبي
وتدخل رواية «صلاح الدين الأيوبي» ضمن سلسلة روايات تاريخ الإسلام، وتتناول الرواية الفترة التاريخية التي انتقلت فيها مصر من الحكم الفاطمي إلي الحكم الأيوبي، بانتهاء حكم الخليفة العاضد كآخر الخلفاء الفاطميين، وبداية حكم السلطان صلاح الدين الأيوبي البطل التاريخي المعروف وصاحب معركة حطين. كما تتضمن الرواية في وقائعها وصفا لطائفة الإسماعيلية المعروفة بجماعة الحشاشين، وهي طائفة انفصلت عن الفاطميين في القرن الثامن الميلادي لتدعو إلى إمامة نزار بن المستنصر بالله ومن جاء مِن نسله، واشتهرت هذه الطائفة ما بين القرن الثامن والقرن الرابع عشر، ويتزعمها في هذه الرواية رجل يدعي راشد الدين سنان.تراجم مشاهير الشرق في القرن التاسع عشر (الجزء الأول)
يتناول هذا الكتاب في جزئيه تراجم مشاهير الشرق من الرجال في السياسة والعلم الذين عاشوا في القرن التاسع عشر، وقد توسع المؤلف في المراد من لفظ الشرق، حيث أورد بالكتاب من خَبِرَهُم من مشاهير رجال فارس والهند والصين واليابان، كما أضاف رجالًا غربيين عاشوا في الشرق معظم حياتهم مثل؛ سليمان باشا الفرنسي، والدكتور كلوت بك، والدكتور فنديك. هذا بالإضافة إلى مشاهير بلاد المسلمين في المغرب.محمد علي
يُعدُّ «محمد علي باشا» مؤسِّس الدولة المصريَّة الحديثة في بداية القرن التاسع عشر الميلادي، حيث يؤرَّخ لتاريخ مصر الحديث بدءًا من توليه حكم البلاد عام ١٨٠٥م، بناء على اختيار الشعب المصريِّ له بعدما أطاح بسلفه «خورشيد باشا». فالرجل القويُّ رابط الجأش القادم من مقدونيا وطن «الإسكندر الأكبر» إلى مصر مهد الحضارة، استطاع أن يؤسِّس في أرض النيل لمشروع نهضة شاملة في كافة المجالات السياسيَّة والعسكريَّة والاقتصاديَّة والتعليميَّة، حيث دعَّم أركان حكمه بالتخلُّص من أعدائه السياسيين، وتوسَّع فضمَّ إليه السودان، وتمكَّن من الاستقلال عن الدولة العثمانيَّة محتفظًا لأبنائه بوراثة عرش مصر، وتابع تحديث الجيش المصريِّ وتدريبه على أعلى المستويات، حتى غدا أقوى جيشٍ في الشرق آنذاك، كما أسَّس لمشروعات تنمويَّة ضخمة، وارتقى بنظم التعليم، وأرسل العديد من البعثات العلميَّة إلى أوروبا.الصديق أبو بكر
لقد جال بخاطر محمد حسين هيكل منذ أن فرغ من كتابه «حياة محمد» أن يقوم بدراسات في التاريخ الإسلامي، وقد أغراه إلى ذلك الأمر حجم التأثير الذي تركته تعاليم النبي العربي — صلى الله عليه وسلم — في كافة مناحي الحضارة الإسلامية، وامتداد ذلك التأثير مكانًا وزمانًا؛ حيث امتدت المساحة الجغرافية للدولة الإسلامية من أقصى حدود المغرب الأندلسي، إلى حدود المشرق الصيني، كذلك امتد تأثيرها الزمني إلى ما يزيد على الثلاثة عشر قرنًا. وقد جاءت دراسة هيكل في الكتاب الذي بين أيدينا تأريخًا لأحد أبرز الشخصيات الإسلامية التي ساهمت بقدر كبير في تأسيس قواعد الدولة الإسلامية، وهي شخصية «أبي بكر الصديق» باعتبارها أول شخصية أُسندت إليها مسئولية الحكم عقب وفاة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.الصدِّيقة بنت الصدِّيق
«عائشة بنت أبي بكر» زوجُ النبيِّ وحلِيلَتُه، أم المؤمنين، بنت الأكرمين، بنت الصاحب الصديق، أجاد «العقاد» في عرض جوانب شخصيتها المتفرِّدة، فتجدها أنثى ككل النساء، يعتريها ما يعتريهنَّ من حُبٍّ ودَلال، وزوجة للنبي تَغارُ كمثيلاتها وتتشاكس مع زوجها، وتألفها أمًّا للمؤمنين، تعلمهم وترشدهم وتُبيِّن لهم ما خفي من سيرة الرسول الكريم، وتجدها الأديبة التي تُحسن الشِّعر، وتجدها المرأة التي يهمها شأن أمتها، فتشارك في الحياة العامة حين تقتضي الضرورة ذلك، ولا عجب في ذلك، فهذا شأن الإسلام في كل شيء؛ يصنع ويؤلف النماذج، فها هي زوج النبي تُقدم أروع الأمثلة للمرأة العربية ذات الحقوق المَصُونة، والآداب الرفيعة، والحياة الكريمة.البطل الفاتح إبراهيم وفتحه الشام ١٨٣٢
يؤرخ هذا الكتاب لشخصية إبراهيم باشا القائد الذي زيَّن جبهة الشرق العربي الحديث بفتحه لبلاد الشام. ويستهل الكاتب هذا المُؤَلَّف بذكره للبواعث السياسية التي دفعت محمد علي لفتح بلاد الشام؛ ثم يؤصل تاريخ هذا الفتح بذكره المساعي والجهود الحثيثة التي بذلها إبرهيم باشا في هذا الفتح الذي وصل به إلى تُخُومِ آسيا الصغرى. وقد دوَّن الكاتب في هذا المُؤَلَّف كل ما يتعلق بالحوادث والوقائع التي صاحبت هذا الفتح العظيم، وما أسفر عنه من نتائج سياسية واجتماعية خلَّدت إبراهيم باشا في الصفحة الزاهرة من تاريخ فتوحات الشرق، وقد وفق الكاتب من خلال عرضه للدور القيادي الذي بذله إبراهيم باشا في البرهنة على أنَّ القائد هو الشخصية الفاعلة التي تستطيع التأثير فيمن حولها من أجل تحقيق أهداف مشتركة.الملك كورش
الروايةُ التي بين يديك هي جزءٌ من مشروع ثقافي جريء تبنته الأديبة «زينب فواز» لإعادة كتابة التاريخ ونشره بين الناس، من خلال قص أحداثه في الروايات الأدبية والمقالات الصحفية. وقد ارتكزت على قرائتها المتعمقة والموسعة للتاريخ القديم، فقدمت لنا قصةً ملحميةَ الطابع عن الملك الفارسي «كورش» الذي كانت ظروف ميلاده ونشأته غاية في الغرابة؛ فقد رباه راعٍ فقيرٌ — وهو سليل الملوك — بعد أن هربت أُمُّهُ الملكة التقية «مندان» من بطش أبيها المجوسي المتعصب الذي كاد يُزهق روح ابنها لرؤيا غريبة أتته وقَضَّ تأويلُها مضجعَه. ولكنها تهرب بمعونة بعض المخلصين لتبدأ سلسلة جديدة من الحوادث المثيرة والمتصاعدة التي تُبعد الأم عن طفلها. كيف سيصبح «كورش» ملكًا عظيمًا بعد كل هذا؟ هذا ما ستعرفه لو قرأت الرواية.الشاعر الطموح
«الشاعر الطموح» هي قصة تجمع بين دفتيها مَجْمَعًا نَفِيْسًا للأمثال؛ فهي تروي لنا سيرة أبي الطيب المتنبي، الشاعر المُعذَّب في قطف ثمار الطموح الشعري والنبل الأخلاقي، وتوضح لنا الوشاية التي تعرَّض لها المتنبي من لدُن خصومه، والتي أفضت إلى القطيعة بينه وبين سيف الدولة الحمداني، وقد برع «علي الجارم» في إجلاء ضروب الحكمة التي ترقرقرت في صورة ماء فيَّاض ينحدر من معين الشعر الصادق الذي صاغه المتنبي، وكأن لسان حال شعر أبي الطيب يقول: أنَّ النبل والشرف، والإباء، والأنَفَة سماتُ لشاعرٍ شريف كُتِبَ عليه أن يوأَدَ في قبور الصراع البشري الآثم، وتوضح لنا القصة أنَّ الشعر سمة لا توهَب إلا لأصحاب السرائر والقلوب الطاهرة النقية، لأن الشعر ينهل من منهل روحانيٍ وجداني، ومُحال أن يجتمع الصدق والكذب في قلبٍ شاعريٍ واحد، ويخرج لفظًا شعريًا وجيهًا في مغزاه ومعناه؛ تلك هي الرسالة التي أراد المتنبي أن يخلدها شرفًا محفورًا على جبين الوجدان، رسالة برى صاحبها وخلّده شعره في آفاق الأزمان.تربية سلامة موسى
التربية. إنها الكلمة التي اختُزِلَت في شقائق حروفها السيرةُ الذاتية لسلامة موسى، تلك السيرة التي جمعت بين جنباتها ذكريات الطفولة والصبا، وأهم الشخصيات البارزة التي ألقت بظلالها التأثيرية على نشأته وثقافته التي جسدت تاريخ العصر الذي عاش فيه، والمراحل التعليمية التي مرَّ بها في مصر وبلدان أوروبا. والتي شكَّلت بدورها رافدًا جديدًا من روافد الثقافة المجسِّدة لطبائع عصره أدبيًّا وسياسيًّا وعلميًّا. ويُحمد للكاتب أنه طبع سيرته الذاتية بطابع يكفل لها أن تكون شاهدة على عصره بكل ما فيه من تقلُّبات سياسية وفكرية أسهمت في ميلاد فكر حديث يحاكي العصر على اختلاف قضاياه.ابن الرومي
لو أن «ابن الرومي» أراد أن يحدثنا عن نفسه وعصره ما كان سيزيد شيئًا عما قاله العقاد؛ حيث استطاع بأسلوبه المتميز أن يرسم صورة شاعر من أفضل شعراء العصر العباسي، وأكثرهم تأثيرًا. ولم يكتف العقاد بتتبع سيرته فقط، بل رأى بثاقب نظره أن الصورة لا تكتمل إلا إذا عرض لعصر «ابن الرومي». وحياة «ابن الرومي» هي حلقة متصلة من توالي المصائب والمآسي؛ فقد جمع بين الفاقة بعد الغنى، وبين موت الأحباب والأولاد؛ مما انعكس على شعره، فكان لا يرى في الحياة أملًا. وقد تميز العقاد في تحليله لشعره؛ فبيَّن ما فيه من قوة وضعف، وما استخدمه من أساليب ومعانٍ، كما حلَّل شخصيته وتعمَّق في فلسفته؛ فكان الكتاب صورة حية لشاعر لا زال يسمو بشعره فوق كثير من الشعراء.ابن رشد
حفَلَ التاريخ العربي بعلماء أعلام أضافوا للحضارة الإنسانية الكثير، ومن هؤلاء كان الفيلسوف «ابن رشد» الفقيه والطبيب والفيزيائي والقاضي المسلم، المولود في «قرطبة» والذي عاش في وقتٍ كانت الأندلس منارة ثقافية وعلمية وحضارية كبرى بعلمائها ومكتباتها. كان لابن رشد إسهام عظيم في الفلسفة؛ حيث قدَّمَ شروحات للفلسفة اليونانية احتفى بها الغربُ وترجَمَها، وقد رأى ابن رشد أن ليس ثمة تعارُض بين الدِّين والفسلفة فكلاهما ينشد الحقيقة. وهذه الشروح حملت الكثير من فلسفته الخاصة، تلك الفلسفة كانت سببًا من أسباب نكبته المعروفة؛ حيث أُحْرِقت كُتُبه، وتم نفيه بعيدًا عن دياره بعد أن اتُّهِمَ بالزندقة والإلحاد بإيعاز من حساده، وإنْ كان قد بُرِّئَ منها في أواخر حياته. وقد تناول العقاد في هذا الكتاب سيرة هذا الفيلسوف ومحنته التي كان سببها إيمانه بقوة الكلمة وشرفها.ابن تيمية
هو أحد أبرز أعلام العرب والمسلمين في القرن الثالث عشر الميلادي، لُقِّب «شيخ الإسلام». كان رجال أسرته من كبار علماء الدين والفقه الذين خُلِّدت أسماؤهم والكثير من آثارهم. وقد استطاع «ابن تيمية» الإلمام بالكثير من العلوم، وترك موروثًا ضخمًا من الكتب حول: تفسير القرآن الكريم، والحديث، والفقه، وعلم الكلام، والفلسفة، والعلوم الطبيعية، وغيرها، أما عن آرائه فقد اختلفت في كثير من الأحايين عن آراء غيره من علماء الدين؛ مما تسبب في كثرة معارضيه ومخالفيه من علماء وفقهاء عصره، ومن جاء بعدهم. وفي هذا الكتاب يُقدِّم لنا «محمد يوسف موسى» دراسة وافية عن سيرة «ابن تيمية» الذاتية، فيُحدِّثنا عن أهم ملامح وسمات عصره، كذلك أسرته، ونشأته، وعلومه، فضلًا عن أهم آرائه وفتاويه، وأبرز مواقفه الدينية والاجتماعية والسياسية.ابن رشد الفيلسوف
يُعدُّ «ابن رشد» واحدًا من أهم وأشهر فلاسفة الإسلام. ظهر في منتصف القرن السادس الهجري في الأندلس، وتمتع بشهرة واسعة بين فلاسفة وعلماء عصره في العالم العربي، والغربي أيضًا، ودافع كثيرًا عن الفلسفة، وخاصة في كتابه «تهافت التهافت»، الذي ألفه ردًّا على الهجوم الشديد الذي وجَّهه الإمام «الغزالي» لأفكار وآراء بعض الفلاسفة في كتابه «تهافت الفلاسفة»، كذلك قام «ابن رشد» بتصحيح أفكار بعض الفلاسفة السابقين، أمثال: «ابن سينا»، و«الفارابي» في فهم بعض نظريات «أفلاطون» و«أرسطو». وفي هذا الكتاب يُقدِّم لنا «محمد يوسف موسى» عرضًا موجزًا لسيرة «ابن رشد» الذاتية، فيتحدث عن أسرته، ونشأته، وعلمه، ومحاولته التوفيق بين الفلسفة والشريعة الإسلامية؛ حيث كان ابنُ رشد يرى أنه لا يوجد تعارض فيما بينهما، كما يُلقي المُؤلِّفُ الضوءَ على نظريته في المعرفة.ابن جبير في مصر والحجاز
يتناول كيلاني في هذا العمل أحد أعظم الرحالة المسلمين، وهو ابن جبير، تلك الشخصية التي جابت أسقاعًا كثيرةً من أرجاء البسيطة، وقدمت لنا فوائد جليلة في علم الجغرافيا، وأدب الرحلات. وقد قدم كيلاني هذه الشخصية بأسلوب عبقري شائق، ينسجم مع خيال الأطفال، ويتناغم مع مداركهم العقلية.أبوُ خَربُوش
هي قصة تحكي اهتمام سلطان القرود أبو خربوش بالعلم والتعليم في مجتمع القرود.أَبُو صِير وَأَبُو قِير
قصة أبي صير وأبي قير: كان أحدهما حلاقًا والآخر صباغًا وقد تعاهدا على الوفاء، فخان أبو صير صديقه ولكن أخلاق أبي قير أنجته من الخيانة.أبو العلاء
حاز «أبو العلاء المعري» مكانةً كبرى وسط شعراء العرب؛ حيث حملت أبيات شعره فلسفتَه في الحياة، كما كان صاحب آراء مثيرة للجدل في قضايا دينية واجتماعية. وصحيح أن المعري قد حبسه العمى عن الإبصار إلا أنه كان حادَّ البصيرة، فكان مُحبًّا للعلم متوقِّد الذهن وُهِب قوًى كبيرة للحفظ بشكل لفت الأنظار، وقد أحاطت حياتَه الكثيرُ من الألغاز والأسرار، حيث حكى الكثيرون قصصًا غريبة عن قدراته وحضور ذهنه واعتبروها فلتةً غير مفهومة من الطبيعة؛ فكثر حساده وكذلك معجبوه. وهذا الكتاب يقدم رحلة تصوَّرها العقاد يعود فيها المعري للحياة من الموت فيطَّلع على أحوالنا وحياتنا مُبديًا رأيه فيما يرى من تغيرات وأفكار وتطورات.ابن سينا
ذخرت الحضارة الإسلامية بالعديد من الأفذاذ الذين ملأوا الدنيا بعلمهم، ومن هؤلاء الشيخ الرئيس «ابن سينا» الذي تعددت إبداعاته في العديد من المجالات؛ فصاغ فلسفة إسلامية شغلت عالم العصور الوسطى، وامتد تأثيرها للعصر الحديث، كما برز في الطب والرياضيات وغيرها من العلوم. وتناول الكثير من الكُتاب دراسة «ابن سينا» محاولين إلقاء الضوء على حياة وإسهامات أحد نوابغ الفكر الإسلامي، غير أن دراسة العقاد تتميز بالعمق والتحليل؛ فهو لم يكتفِ بعرض آرائه وإنجازاته، بل سعى لتوضيح منابعها التي أثرت فكره، مؤكدًا أن الفكر الفلسفي مترابط الأصول. كما عرض جوانب إسهاماته في مختلف فنون العلوم والمعارف الأخرى. لذا يعد كتاب العقاد من أَولى الكتب قراءة؛ حيث استطاع أن يشخصه لنا كما لو كان حيًّا بيننا.أبو نواس
يُعتبر كتاب العقاد «أبو نواس» دِراسة تحليلية للسمات النفسية والشخصية التي أثرت في الجوانب الفنية لهذا الشاعر الشهير. وقد استعان العقاد بأساليب التحليل النفسي الحديث ليفهم أبعاد شخصية «أبو نواس»؛ الذي وصفه بالنرجسي العاشق لذاته، والذي عرف بالمجون والإباحية، ومخالفته للمألوف من القواعد بين الناس. فيقترب بشكل كبير من حياته الخاصة، مستعينًا بأدلة من شعره. كما يتطرق لعاداته الشاذة وميوله المنحرفة؛ ليسبر غور تلك الشخصية، ويفهم كافة ظروف إنتاجها الفني، فيعرض صورًا شعرية تحكي عن أحواله وإدمانه للخمر وعقيدته الدينية. كذلك يعرض للخلفية السياسية والثقافية السائدة في عصره، حيث يزداد فهمنا لطبيعة أعماله. فقد كان العقاد فنانًا رسم بقلمه شخصية شاعر أثرى الحياة الأدبية آنذاك.أبو مسلم الخرساني
تدخل رواية «أبو مسلم الخرساني» ضمن سلسلة روايات تاريخ الإسلام، وقد تناول فيها جرجي زيدان عدة وقائع هامة في التاريخ الإسلامي، منها كيفية سقوط الدولة الأموية التي حكمها بنو أمية، كأول الأسر المسلمة الحاكمة، وكيف صعدت الدولة العباسية على أنقاض الدولة الأموية البائدة، كما وضَّح كيف سعى أبو مسلم الخرساني صاحب الدعوة العباسية في خرسان إلى تأييد مُلك الدولة العباسية عن طريق القتل والفتك، وشدة البطش، وكيف قُتِلَ أبا مسلم بعد ذلك، كما عرج بنا زيدان على فترة ولاية أبو جعفر المنصور، وقد تخلَّل تلك الوقائع والأحداث الروائية التاريخية وصف لعادات الخراسانيين وأخلاقهم، ونقمة الموالي على بني أمية، وانضمامهم لأبي مسلم، وتنافس بني هشام على البيعة.مجالس السلطان الغوري
كان للسلطان الغوري ملك واسع يضم مصر والشام وبلاد العرب وبلادًا أخرى واقعة في القسم الجنوبي من آسيا الصغرى. وقد بلغت الأساطيل المصرية في عهده سواحل الهند، وقد حافظ الغوري على هذه الرقعة الجغرافية الواقعة تحت حكمه، واستطاع أن يدافع عنها ضد غزوات المستعمرين خاصة البرتغاليين. ورغم جميع هذه الشواغل السياسية والعسكرية للسلطان الغوري فإنه كان صاحب اهتمام كبير بالأدب والعلم، واشتهر بمجالسة العلماء والأدباء والفقهاء. لذلك اهتم الدكتور عبد الوهاب عزام في هذا الكتاب بذكر ما جاء في تلك المجالس من أحاديث تصور بعض النواحي الفكرية والاجتماعية في مصر والعالم الإسلامي في ذلك العصر.محمد إقبال
في الكتاب الذي بين أيدينا يصف المؤلفُ المفكِّرَ الهنديَّ الكشميريَّ الشهير «مُحمَّد إقبال» بأنه شاعرٌ نابغة، وفيلسوف مُبدع. ولمَّا كان «عبد الوهَّاب عزَّام» شديد الإعجاب بشخصية إقبال الصُّوفية، أراد أن يُترجِم للرجل ترجمةً وافية توفِّيه حقَّه، وتقدِّم لفهم دواوينه مُترجمَةً إلى العربيَّة، وذلك بعد سنواتٍ مرَّت على وفاته التي هزَّت «لاهور» والعالم الإسلامي بأسره عام ١٩٣٨م. يعرض الكتاب لحياة إقبال بدءًا من نشأته الأولى وأسرته، ونرى كيف أسهمت أسفاره في نموِّه الفكريِّ واتساع ثقافته متعلِّمًا ومعلِّمًا، ومن ثمَّ انعكاسات ذلك على شعره وفلسفته. وكان مُحمَّد إقبال صاحبَ مذهبٍ فريد في الشعر والفنون، فالفن عنده هو الذي يمدُّ الإنسان بإلهامٍ لا ينقطع، ويقوِّي ذاتيَّته التي هي مقصود الحياة، وهذه الروح أسهمت في جعل كثير من قصائده أقرب إلى الفلسفة منها إلى الشعر.القائد الأعظم محمد علي جناح
يُعرف «محمد علي جناح» في الباكستان ﺑ «القائد الأعظم»؛ حيث قام بتأسيس «جمهورية الباكستان» ككِيَان منفصل عن الهند يضم المسلمين؛ وذلك عقب استقلال شبه القارة الهندية عن الإمبراطورية البريطانية. حيث رأى «جناح» أن الصدام مع رفاق الكفاح السابقين من الهندوس واقعٌ لا محالة. فالرابطة العَقَدِيَّة هي الحقيقة التي تحكم شعب الهند؛ حيث تختلف الثقافات حسب الأديان بشكل يجعل التعايُش المشترك بين الهندوس والمسلمين أمرًا في غاية الصعوبة. وعندما نتحدث عن «جناح» فنحن أمام سياسي ألمعي ثقَّف نفسه وأُغْرِمَ بالمطالعة من الصِّغَر، كما خبر حال أبناء شعبه فكان خطابه لهم يعبر عن مشاكلهم وآمالهم بحقٍّ، كما اجتمعت فيه شروط الزعامة — كما يراها العقاد — من ثِقَةٍ كبيرة بالنفس تجاورها ثقة أكبر من الناس الذين تركوا بين يديه حاضرهم ومستقبلهم أملًا في غدٍ أفضل.بطل النهضة المصرية الكبرى سعد زغلول باشا
يُعَد هذا الكتابُ وثيقةً تاريخيةً تؤرخ صفحةً من صفحات النضال الوطني التي خاضها بطل النهضة المصرية سعد زغلول باشا؛ فقد كان الرجل الذي جمع في شخصه نضال أمةٍ بأسرها، ويقوم هذا الكتاب مقام الترجمة الذاتية لحياة سعد زغلول باشا باعتباره غُرَّةً مضيئةً في جبهة النضالِ الوطني، كما يحتوي هذا الكتابُ على مجموعة من الأبحاث تتنوع بين التاريخ، والفلسفة، والاجتماع، والأدب، واللغة. ويسعى الكتاب إلى تبسيط النظريات النفسية والاجتماعية التي تُعِين على فهم الشعوب والمجتمعات. كما يحتوي الكتاب على عددٍ من الآراء التشريعية التي توضح الحدود المُلزِمة لوضع القوانين، وهو مُذيَّل أيضًا بكلمات مأثورة للزعيم الراحل سعد زغلول.مصطفى النحاس
يتَّخذ كتاب «مصطفى النحاس» من شخصية ذلك الزعيم الوطنيِّ مادةً أصيلة في شرح جوهر العِظَم الروحي والتاريخي الذي تحمله كلمة الزعامة. ويتناول هذا الكتاب الأسرار المُؤَلِّفَةَ لشخص الزعيم، والصفات التي يُوسَمُ بها الزعماء، والظروف التي تتشكَّل بها الشخصية التي تنطبق عليها مقوِّمات الزعامة، كما يوضح الأخطار المُحْدِقَة بشخص الزعيم. ويَعْمِدُ عباس حافظ إلى استخدام أسلوب التداعي الذي يعتمد فيه على استلهام الشخصيات التاريخية التي صنعت صفحة العظمة في دفاتر التاريخ ليقارن بينها وبين شخصية الزعيم مصطفى النحاس، كما لم يجعل الزعامة حِكْرًا على الرجل، بل جعل للمرأة شَطْرًا من هذه الزعامة ليوضِّح دورها المحوري في إكمال معنى الزعامة.عبقري الإصلاح والتعليم
يُقدِّم الكاتب الكبير «عباس العقاد» ترجمةً ودراسةً أمينة لحياة إمام التنوير في العصر الحديث، «الشيخ محمد عبده». فيعرض أحوال المجتمع الذي وُلِد فيه الشيخ، وكذلك طبيعة القرية المصرية آنذاك، كما يبيِّن حال الأزهر والفِكْر الذي ساد شيوخه، مبيِّنًا طبيعة العلوم التي قدَّمها وطرق تدريسها. ثم ينتقل لطفولة الشيخ وحياته وتعلُّمه في قريته «محلة نصر»، كما يقدِّم الشيوخ الذين أثَّروا في مسيرته وشكَّلُوا وجدانه؛ فيتحدث عن أستاذه الأهم «جمال الدين الأفغاني» ودوره في بلورة فِكْر محمد عبده. ويعرض بشيء من التفصيل مواقف الشيخ من القضايا والأحداث الكبرى ﮐ «الثورة العرابية»، وقضية «القومية العربية». والكتاب خلاصة فِكْر الشيخ وفلسفته وأفكاره الإصلاحية في التعليم والثقافة، ودوره التنويري في المجتمع، وسعيه الحثيث لإيقاظ الوعي المصري.معاوية بن أبي سفيان
ليست تِلْكمُ الصفحات مجرد سيرة لـ«معاوية بن أبي سفيان» ولا سردًا لتاريخه، ولا سجلًّا لأعماله، ولكنها — كما يقول «العقاد» — تقدير له وإنصاف للحقيقة التاريخية وللحقيقة الإنسانية، فلم يكن قيام الدولة الأموية وانتهاء عصر الخلافة حدثًا عابرًا، بل كانت له أصداؤه وتوابعه، ودراسة شخصية «معاوية»؛ مؤسس هذه الدولة على أنقاض دولة الخلافة، وأحداث الفتنة في عهد «عثمان»، وخلافه مع «علي بن أبي طالب»، أخذت حيِّزًا كبيرًا من كُتب التاريخ بين ناقِم كاره، ومُباهٍ مُفاخر، فنجاح معاوية في إقامة هذه الدولة التي امتدت لسنوات طويلة لم يكن من قبيل الصُّدفة، بل كان له تمهيد كبير ربما بَعُدت جذوره إلى ما قبل ظهور الإسلام، فما حصَّلَه «معاوية» من الخِصال والصفات أهَّلَه لأن يحصد ما زرعه الأجداد.حياة قلم
عاش العقاد بالقلم وللقلم؛ فكان الأدب والمقال حرفته التيَ شُغِفَ بها، وعاش من كَسْبها. كما آمن بقوَّة الكلمة وقدسيَّتها، وأنها بنورها تهتدي الشعوب، أو تضل؛ لذلك قطع على نفسه عهدًا صارمًا بأن يكون كاتبًا مفيدًا نافعًا؛ فكان لقلمه الخلود. وعبر صفحات الكتاب نعيش لحظات ميلاد هذا القلم الفذِّ ونشأته وتطوره. فيتحدث العقاد في عجالة عن سنوات صباه وتعلمه ثم عمله موظفًا، حتى إنه شقَّ طريقه في بلاط الصحافة كاتبًا للمقال في ظروف مادية وسياسية شابتها الكثير من المصاعب والمحن كاد بعضها أن يقصف قلمه، ولكنه أبدًا لم يَحِدْ عن مبادئه التي آلى على نفسه التمسك بها؛ فعاش ومات مخلصًا لها.تذكار جيتي
لا يمكن إنكار الطبيعة الخاصة للنفس والثقافة الألمانية؛ حيث يرى العقاد أن الروح الألمانية صُبِغت بنزعة باطنية فلسفية تهتم بالمعنى العميق للحياة ولا تستغرقها الدنيا الظاهرة، فأخرجت فلاسفة كبارًا ومصلحين دينيين ثوريين وموسيقيين عِظامًا وأيضًا شعراء مميزين، ومن أهمهم كان «جيتي» أو المعروف ﺑ «جوته» الشاعر الفيلسوف صاحب الخيال الخصب والثقافة الموسوعية، حيث أَثْرت والدتُه خياله وهو صغير بما كانت ترويه له من قصص وآداب من التراث الألماني. أما ثقافته وعلمه فقد كان الفضل لوالده المحامي الذي شارك في تثقيفه وتعليمه عدة لغات اطَّلع من خلالها على ذخائر الآداب المختلفة، كذلك كان شغوفًا بالدرس والاطِّلاع حيث درس العلوم الطبيعية وشيئًا من الطب بل حتى قرأ في السحر القديم؛ لينتج لنا هذا العقل الثري آثارًا أدبية مهمة في الرواية والشعر والمسرحية والفلسفة، أشهرها كانت رواية «فاوست» الفلسفية.حياة محمد
كتب العديد من المؤرِّخين قديمًا وحديثًا عن سيرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ولكن يبقى كتاب «حياة محمد» لمحمد حسين هيكل، من أبرز الكتب التي كُتبت في العصر الحديث حول هذه الشخصية التاريخية والدينية العظيمة؛ ففي هذا الكتاب يستعرض هيكل تلك الفترة المفصليَّة من التاريخ البشري، بأسلوب علمي راقٍ خالٍ من التعصُّب والتحزُّب، كما يحرص على عدم مجاراة السرديات التاريخية السائدة في عصره والمتمثِّلة في اجترار مناهج القدماء، فقد حاول بدلًا من ذلك أن يغيِّر منطلقاته المنهجية ليعتمد على أساليب البحث التاريخي الحديثة للاقتراب من الحقيقة التاريخية أكثر؛ حيث أسَّس رؤيته انطلاقًا من الاستقراء والتجريب والملاحظة، واستعمل العقل بجانب النقل، وقد أثبت هيكل بحقٍّ من خلال هذا العمل الرائع أنه مؤرخ قدير وعالم جليل.عثمان بن عفان
يؤرخ هذا الكتاب لشخصية عثمان بن عفان وهو من أكثر الشخصيات التي أثارت جدلًا في التاريخ الإسلامي؛ فقد احتدم النزاع بشأن أحقية عثمان في الخلافة، ويسير الكاتب في هذا الكتاب على درب المنهج التحليلي؛ ولعلَّ هذا الكتاب أحد الأدلة الدامغة على احتذائه لهذا المنهج؛ فهو يستقصي فيه كل ما يتعلق بشخصية عثمان؛ فيروي لنا ما أُثِرَ عن أخلاقه، وزوجاته، وغزواته، كما يصور لنا سياسته التي انتهجها إبان حكمه للدولة الإسلامية في هذه الفترة، والفتوحات التي قادها — آنذاك — ويُنْهي مؤلَفه بالحديث عن الحيثيات التي أفضَت إلى مقتله.بديع الزمان الهمذاني
يُبرهن هذا الكتاب على أنَّ التاريخ لا يُصنع إلا بعبقرية العظماء الذين يُسَيِّرون حركة المجد في موكب التاريخ، وقد أسهم هذا الكتاب في البرهنة على ذلك عندما أرَّخ كاتبه لفَيْلَقٍ من فَيَالِقَةِ الأدب العربي يُدْعى بديع الزمان الهمذاني؛ فقد تناول الكاتب في هذا المُؤلَّف كل ما يتعلَّق بالحيثيات السياسية والاقتصادية والأدبية التي عَهِدَها عصره، كما تطرَّق إلى ظروف نشأته، وآراء الكُتَّاب فيه، وقد وُفق الكاتب في وصف تلك العبقرية حينما استعان بالآثار الأدبية التي أبدعها الهمذاني من مقاماتٍ ورسائل؛ فكان بذلك الأسلوب كمن يُبْحِرُ بمجداف بحارٍ خبير بآثار تلك الشخصية على صفحة ماء الأدب، كما يُثبت الكاتب أنَّ العظمة الأدبية لا يُشترط فيها الكثرة؛ فقد يُخلَّد الإنسان ببضع آثار تمجده في صفحة التفرُّد والفَخَار.