موسكو..تل أبيب " وثائق وأسرار"
«لو لم يكن ستالين لما قامت إسرائيل »!.. هذا الكتاب خطوة على طريق إعادة قراءة التاريخ، من أجل تنشيط ذاكرة الزمان، وليس من أجل إصدار الأحكام لندرك حقيقة الأمور... ولكن وفي ذات الوقت ورغم إصرارنا على الإشارة إلى أن موسكو أخطأت في حق العرب «مرتين »، فال بد من الاعتراف بأن العرب أخطئوا في حق أنفسهم عشرات المرات عبر «عبثية » الكثير من المعالجات السياسية التي أضاعت فرص «استعادة الحق » الواحدة تلو الأخرى.عظماء ومشاهير - نماذج مشرقة لعظماء أضاءوا العالم
اء تطور الحياة في سلسلة من الاحداث صنعها مجموعة متميزة من البشر، نتيجة فكر وجهد ومحاولات مستمرة للوصول إلى أهداف سامية. وكم تعرَّض هؤلاء للمخاطر والمآسى فى طريق مساعيهم الحثيثة لخدمة الإنسانية، ولكن ذلك لم يثنهم عن السير قُدُمَا ومواصلة جهدهم الدءوب لتوفير حياة أفضل لمجتمع الإنسان.أشهر المبدعات فى تاريخ الادب العالمى
منذ زمن طوىل كان ىراودنى حلم إصدار موسوعة عن العظماء والروَّاد، ولكنى كنت أتردد، ذلك بسبب انشغالى فى إنجاز مؤلفاتى التى صدرت تباعاً فى علم النفس والتربىة، وعندما أراد الله بدأت. كان الاختىار صعباً للغاىة؛ فكان السؤال/ التحدى: عمَّن أكتب ؟!.. اجتذبنى تتبع أخبار الفوز بجائزة نوبل فى الآداب، واستثارنى أنّ الأدىبات الفائزات بالجائزة لا ىمكن مقارنتهن «كمًّا» بالنسبة لأندادهم من الأدباء الرجال، فكان التعاطُف، ولمَّا أردت اكتشاف بعض الحقائق، فقد بدأت الكتابة عنهن، وعندما انتهىت وجدت أن هناك أدىبات عظىمات، ومع هذا لم ىفزن بهذه الجائزة أمثال: إمىلى برونتى، وجورج صاند، وسىمون دى بوفوار، وأجاثا كرىستى، وإىزابىل اللىندى، وجىن أوستن، وفرجىنىا وولف.. وغىرهن، لذا قرَّرت أن أكتب عنهن وأضىفهن لما كتبته، فكانت الموسوعة التى أطلقت علىها اسم «أشهر المبدعات فى تارىخ الأدب العالمى».المستدرك في يوميات عدنان أبو عودة
صدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات كتاب المستدرك في يوميات عدنان أبو عودة - فلسطين: الأرض، الزمن ومساعي السلام - يوميات ووثائق، وهو يعرض محطات مفصلية في العلاقات الأردنية - الفلسطينية، بتفاصيلها الموثّقة في محاضر ووثائق واجتماعات رسمية، كان عودة مشاركًا فيها، فيرسم صورة واضحة لمسار هذه العلاقة التي هدفت إلى تحقيق اتحاد كونفدرالي، وتأهيل منظمة التحرير الفلسطينية للمشاركة في مباحثات السلام ضمن وفد أردني - فلسطيني مشترك. وتكشف اليوميات ما أحاط بتلك المباحثات من لقاءات عربية ودولية، وصولًا إلى انهيارها وإعلان فكّ الارتباط القانوني والإداري بين المملكة الأردنية الهاشمية والضفة الغربية. نتج هذا الكتاب الذي يستدرك بعض ما غاب عن يوميات عدنان أبو عودة، المنشورة سابقًا، من قصاصات خُطّت بيده، وتقارير ومحاضر سُجّلت بتفاصيلها، أو إيجازٍ لها، والتي يمكن من خلالها قراءة تاريخ المنطقة في ما يخصّ منظمة التحرير الفلسطينية ومكانتها الدولية، وعلاقاتها الثنائية مع المملكة الأردنية الهاشمية، مما كان يُعتبر أسرارًا. 1972-1981 يتألف هذا الكتاب (736 صفحة بالقطع الوسط) من خمسة فصول. في الفصل الأول، "بين عامي 1972 و1981"، يتناول أبو عودة انتخابات مجالس البلديات في الضفة الغربية، والموافقة الأردنية المشروطة على مشاركة منظمة التحرير في مؤتمر جنيف في مرحلة لاحقة، وأجوبة الولايات المتحدة الأميركية عن أسئلة المملكة الأردنية الهاشمية الأربعة عشر، واجتماع ألكسندر هيغ والملك حسين، ورسالة الملك حسين إلى رونالد ريغان، وإيجاز أنور الخطيب عن الوضع في الأرض المحتلة، واللقاء مع اللورد بيتر كارينغتون، وشروط لقاء عرفات بوزير الخارجية البريطاني، وأخيرًا الموقف من اغتيال الرئيس المصري محمد أنور السادات. عن هذا الموقف يقول: "دخلتُ مكتب دولة الرئيس [مضر بدران]، ذكرتُ له كيف أنّه بعد تناول الإفطار يوم عيد الأضحى، قبل عشرة أيام، استدعاني موظف التشريفات لمقابلة جلالته، قال: ’أذكر ذلك‘، قلت: ’استبقاني جلالته حوالي عشرين دقيقة، ليقول لي إنّ البيان الذي أصدرتُه أمس عن مصرع السادات لم يكن كافيًا، وإنّه يفكر في إعطاء تصريحٍ ما لإحدى شبكات التلفزيون الأميركية، لأنّه لا يجوز السّكوت في مثل هذا الموقف الإنساني. التحق بنا حينئذٍ كلّ من سمو الأمير حسن ودولة رئيس الديوان [أحمد اللوزي]. قلتُ لجلالة الملك إنّ البيان الذي صدر كان جيدًا على الصعيد الأردني، وقد تلقّيتُ مكالماتٍ تليفونية من عدد من الأصدقاء والمعارف يشكرونني عليه، لأنّني لم أُورّط الأردن بموقفٍ محرج؛ وهو بهذا المعنى يكون قد أدّى الغرض. أما ما يقترح جلالته فسيكون ثمنُهُ عاليًا، فلماذا يدفع جلالته هذا الثمن عن الأمة العربية لموقف إنساني معيّن؟ لم يُرضِ جوابي جلالته. وأخذت أُداور كي لا يُغامر بما كان في ذهنه. وهنا تدخّل الأمير حسن وأنقذ الموقف حينما قال: ربما كان من المفيد التريّث، لأنّ العالم الآن في مرحلة ردّ الفعل العاطفي، وبعد أسبوع سيتحوّل إلى مرحلة التحليل، وربما أجّل جلالته ذلك إلى تلك الفترة. شعرتُ بأنّ الأمير أنقذني، وسارعتُ إلى تأييد وجهة نظره، وكذلك فعل رئيس الديوان". 1982 يتحدث أبو عودة في الفصل الثاني، "عام 1982"، عن لجنة تشجيع الهجرة اليهوديّة المعاكسة، ومقابلة نيكولاس فيليوتس، والتعاون مع منظمة التحرير الفلسطينية، وفتح باب التطوّع للعراق، وعن تهديد إسرائيلي دفاعًا عن روابط القرى. يقول عن هذا التهديد: "جاء من نابلس الحاج نشأت عمران، وكان مضطربًا حينما نقل لي رسالة تهديدٍ شفوية من الكولونيل هواري والكولونيل كرمول، مساعدي مناحيم ميلسون، بطل برنامج الإدارة المدنية في الأرض المحتلة. مفاد الرسالة أنّ السلطات الإسرائيلية لن تتهاون معي، ولا مع رئيسي مضر بدران، إذا تعرّضنا لروابط القرى؛ لأنّ هذه الروابط ستنجح، ولن يسمح الاحتلال بزعزعة الثقة فيها أو إضعافها، وأنّ إسرائيل تعلم أنّ كل كلمة تظهر على التلفزيون بخصوص روابط القرى هي كلمة عدنان أبو عودة، فهو المسؤول. وحينما أراد الحاج نشأت أن يفهم ماذا يعنون، لبعده عن إدراك المعاني السياسية للروابط، قالوا له: ’إنّك لن تفهم ذلك، وكل ما نريده أن تذهب إليه وتبلّغه هذه الرسالة؛ إنّ لإسرائيل أيضًا تلفزيونًا، وهي تستطيع استخدامه ضدّ عدنان ورئيسه مضر؛ فلدى السلطات الإسرائيلية [ملفٌ كبيرٌ] عنهما، ليس أقلّها أنّها ستعيد للذاكرة موقف عدنان من الفدائيين الفلسطينيين عام 1970‘". كذلك يتحدث عن كون سورية مصدر تهديد، والحوار في واشنطن، والحرب العراقية – الإيرانية، والسعي السوري لتحسين العلاقات، والعشاء مع أسامة الباز في عمّان، وحركة ناطوري كارتا، والأفكار الأميركية الجديدة، والرسالة الموجهة إلى ياسر عرفات، وتقرير حول أعمال مؤتمر القمة العربية، وتشكيل لجنة أردنية - فلسطينية لوضع تصوّر العلاقة المستقبلية، والرفض الأميركي لمشاركة منظمة التحرير في المفاوضات، والاجتماعات الأردنية - الفلسطينية في عمّان، وورقة من الملك حسين إلى ريغان في واشنطن ورد حكومة الولايات المتحدة على "ورقة المُحادثة" المقدّمة من جانب المملكة الأردنية الهاشمية. 1983 في الفصل الثالث، "عام 1983"، يتناول أبو عودة في هذه المذكرات إيجازًا في مجلس الوزراء عن جولة الملك حسين، والجولة الجديدة من اجتماعات اللجنة الأردنية – الفلسطينية، والتقرير حول اجتماعات هذه اللجنة، والمناورة نحو سورية، وتقرير دولة الرئيس عن جولة الملك حسين للكويت والبحرين وقطر وعُمان، واللقاء مع فهد القواسمي، واللقاءات في قمة حركة عدم الانحياز، وتقرير حسيب الصباغ عن اجتماعات تونس، وركائز الاتفاق الثنائي، ووساطة سعود الفيصل. يقول عن هذه الوساطة: "تناولت طعام الغداء مع عدد من المسؤولين على شرف الأمير، وحضر الغداء أحمد اللوزي، وأبو شاكر [زيد بن شاكر]، وحسن إبراهيم، وعلي السحيمات، أما المضيف فقد كان مروان القاسم. وفي فترة الغداء، دردشنا عن الأوضاع، وبالذات عن المنظمة وأبو عمّار، ولاحظت - كما لاحظ الجميع - أنّ الأمير سعود كان يدافع عن أبو عمّار ويجد له الأعذار لعدم اتخاذه قرارًا حاسمًا، سواء كان بالقبول أو الرفض القاطع لمبادرة ريغان. وحجة الأمير أنّ أبو عمّار في الجزائر لم يكن في وسعه أن يفعل غير ما فعل حتى يُبقي على وحدة المنظمة ويتجنّب التصفيات. ولدى مناقشة الأمير في أنّ الإجماع الفلسطيني على التحرّك السياسي لن يتحقق في يوم من الأيام، وأنّ المطلوب هو تحرّك الغالبية أو الأكثرية، ردّ الأمير بأنّ هذا لا ينجّي عرفات من إمكانية الاغتيال. المهم أنّ الأمير في لحظة ما أدرك أنّه يدافع بانفعال واضح عن موقف عرفات، الأمر الذي جعله يقطع حديثه ويقول: ’اعذروني في أنّني أحاول أن أكون فقط محامي الشيطان‘". كذلك يتناول اللقاء مع فاروق القدومي، والاجتماعات الفلسطينية - الأردنية الجديدة، والتوصّل إلى اتفاق والتراجع عنه، والتعديلات المقترحة من جانب منظمة التحرير الفلسطينية، والاجتماع مع وزير الخارجية الأميركي في قصر الندوة، والشروط الأميركية للموافقة على قرار مجلس الأمن الخاص بالاعتداء على جامعة الخليل، والوساطة الأردنية في لبنان، ولقاء الأمير حسن مع هنري كيسنجر في نيويورك، والمذكرة التي قدّمها هاني الحسن لوزير خارجية فرنسا، واللقاء مع يفغيني بريماكوف. 1985 يستذكر أبو عودة في الفصل الرابع، "عام 1985"، زيارة الملك حسين لبغداد، ووجود عرفات ورفاقه على مائدة الملك، وزيارة ريتشارد ميرفي، واللقاءات في واشنطن، ومؤتمر القمة العربية غير العادية (الدار البيضاء، 1985)، واجتماع عرفات والرفاعي، وترتيب زيارة وفد أردني - فلسطيني للمملكة المتحدة، والتهديد بقصف عمّان. يقول عن هذا التهديد: "جاء السفير الأميركي في عمّان [بول بويكر] ووجهه متجهمٌ، وجلس وقال: ’لديّ أخبارٌ غير سارة‘. كان صوت الملك خشنًا نتيجة إنفلونزا أصابته قبل يومين، ومع ذلك كان يدخّن سجائر من النوع الخفيف. سأله الملك: ’قل لنا ما لديك‘. قال السفير: ’لقد أبلغت إسرائيل السفير الأميركي توماس بيكرينغ أنّ لديهم معلومات أنّ المنظمة التابعة لأبو عمّار هي المسؤولة عن عملية لارنكا، وأنّهم لذلك سيضربون مقرّهم في عمّان‘. أضاف السفير أنّ توماس حاول جهده ليردّ، وقال: ’سنستاء جدًا من هذا العمل‘. لكن انطباعه بقي أنّ إسرائيل ستضرب المنظمة في الأردن، لأنّ محاولة قتل الإسرائيليين أثارت أوساط الشعب والحكومة، وأنّ اليمين الإسرائيلي هائج ويزاود على وزير الدفاع. أنهى السفير كلامه. وقبل أن يجيب جلالة الملك، بادر الرئيس بالاستئذان من جلالة الملك، وقال: ’سآمر فورًا بإبعاد رئيس المنظمة المدعو أبو الطيب عن عمّان لفترة من الوقت‘، وقال للسفير: ’هذا هو إجراؤنا‘". ويستمر في الحديث عن الوقوف بين الخيارين السوري والفلسطيني، واختطاف أكيلي لاورو ولقاء مع حسني مبارك، وفشل لقاء لندن، والرفض السوفياتي لاتفاق عمّان، ووجود خالد الحسن في عمّان لتنقية الأجواء، واجتماع الملك حسين والرئيس حسني مبارك في قصر الندوة، وزيارة بغداد، واجتماع الملك بياسر عرفات، واجتماع الملك مع الوفد السوفياتي. 1986-1988 أما في الفصل الخامس، "بين عامي 1986 و1988"، فيتحدث أبو عودة عن الإعلان عن انهيار الاتفاق الأردني – الفلسطيني، والانتفاضة والرسالة من الرئيس الأميركي رونالد ريغان، ومقابلة فيليب حبيب والملك حسين. عن الرسالة من ريغان يقول: "اتصل الرئيس [رونالد] ريغان مع جلالة الملك هاتفيًا مساء يوم الخميس، 28/1/1988، وقال لجلالته ما يلي: إنّ الأحداث في الأراضي المحتلة أصبحت مصدر قلق شديد لنا، وقد بلّغنا إسرائيل عن انزعاجنا من تصرفاتها بلغة واضحة وفعّالة. المظاهرات، العنف، الإبعاد، والإضرابات، كلها توضّح أنّ عتبة جديدة قد قُطعت في الضفة الغربية وغزة. الشعب الفلسطيني غير مستعد أن يبقى ساكنًا، وإسرائيل مرتبكة ولا تعلم كيف ستتعامل مع الانتفاضة. التطوّرات المحتملة تشكّل خطرًا على المنطقة بأسرها، الطريقة الوحيدة لمجابهة هذه التطوّرات -في رأيي - هي إعطاء الفلسطينيين سببًا للأمل وليس لليأس. نحن بحاجة إلى مبادرة سلام فعّالة تؤدي إلى نتائج ملموسة، وبسرعة. نحن جميعًا لا نستطيع أن نتقبل استمرار الوضع الراهن، ونحن على استعداد لبذل محاولةٍ جديدة. وهذه المرة نعالج المواضيع الجوهرية المتعلّقة بالتسوية النهائية والإجراءات المرحلية. أرغب في إرسال فيليب حبيب لمقابلتكم لشرح تصوّرنا. قد يقول البعض إنّ هذه السنة هي سنة انتخابات في أميركا، وإنّ الوقت غير مناسب لطرح مبادرات جديدة، لكن لم أكن حتى الآن سياسيًا تقليديًا، ولا أنوي أن أصبح تقليديًا في آخر سنة من حكمي. إذا لم نتحرّك الآن، فإنّني أعتقد أنّنا سنندم جميعًا".رفقة عمر: مذكرات انتصار الوزير (أم جهاد)
تروي انتصار الوزير (أم جهاد)، سيرتها ورحلة نضالها مع زوجها ورفيق دربها خليل الوزير (أم جهاد)، وتوثّق بدايات تأسيس حركة فتح، كما عاشتها واطّلعت عليها، حيث عايشت تحولات ومنعطفات في مسار الحركة الوطنية الفلسطينية. وهي التي أسست أول خلية نسائية لحركة فتح، وتولت قيادة قوات العاصفة مؤقتًا. ورحلت وتنقلت حيثما تطلب الواجب النضالي، فطبعت البيانات ونقلت الرسائل والسلاح، وشاركت في معسكرات التدريب. توثق أم جهاد كذلك تجربتها في العمل النسائي، وتأسيس الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، وكيف استطاعت المواءمة بين دورها أمًا وزوجة ومناضلة، وصمودها في جميع المراحل الصعبة، ولعل أقساها اغتيال رفيق دربها أمام عينيها. تمكّنت أم جهاد أخيرًا من العودة إلى فلسطين في تموز/يوليو 1994، بعد اثنين وثلاثين عامًا أمضتها في الغربة والمنافي. مناضلة فلسطينية شاركت في الثورة الفلسطينية في مرحلة مبكرة من حياتها. ساهمت في بناء التنظيم النسائي، وترأست مؤسسة أُسر الشهداء والأسرى والجرحى. وكانت عضوًا في المجلس الثوري واللجنة المركزية لحركة فتح، وعضوًا في المجلس الوطني الفلسطيني. وهي أول وزيرة للشؤون الاجتماعية بعد قيام السلطة الوطنية الفلسطينية، وعضو المجلس التشريعي الفلسطيني، ورئيسة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية.مذكرات كاريوكــا
أراد السلطان أن يتعود الناس إدارة شئونهم بأنفسهم بعد أن كانوا يعتمدون عليه في كل شيء؛ فيختفي ليرى كيف سيتصرفون وماذا سيفعلون في حالة غيابه.أخذ الناس يتشاورون مع بعضهم ماذا يفعلون، لجئوا للقاضي يستشيرونه ماذا يفعلون.. فطلب إلى كل واحد أن يفعل ما كان يفعله.المـتـمـرد.. «سيرة حياة» عمر خيرت
نساء شهيرات - آمنة بنت وهب
يتناول الكتاب حياة السيدة آمنة بنت وهب منذ طفولتها و زواجها و ميلاد الرسول الكريم و حتي وفاتهاعبقرية الإمام
يدور على صفحات هذا الكتاب حديث عن الإمام علي بن أبي طالب، هذا الحديث له صلة بالنفس الإنسانية في كل مناصيها، وفي سيرته ملتقى بالعواطف الجياشة، والأحاسيس المتطلعة إلى الرحمة والإكبار، لأنه الشهيد أبو الشهداء... وملتقى بالخيال، حيث دار حول شجاعته منزع الحقيقة ومنزع التخيل... وملتقى بالفكر، فهو صاحب آراء لم تسبق في التصرف والشريعة والأخلاق، ويعتبر صاحب مذهب حكيم بين حكماء العصور. أوتي من الذكاء ما هو أشبه بذكاء الباحثين المنقبين منه بذكاء الساسة المتغلبين، وملتقى مع الذوق الأدبي أو الفني، تراه في منهجه البلاغي والأدبي، وملتقى مع الشكوى والتمرد، أو الرغبة في التجديد والإصلاح، فصار اسمه علماً يلتفت به كل منصوب، وصيحة ينادي بها كل طالب إنصاف، وصارت الدعوة "العلوية" كأنها الدعوة المرادفة لكلمته "إصلاح". وعن صفات الإمام وعن شخصيته وعن حياته يتحدث العقاد على هذه الصفحات فجاء الكتاب رائعاً بالشخصية التي تناولها وبكاتب سطورها. هذا في طهارة نشأته وعراقة أروقته، ونقاد سريرته، وعلو همته، وقوة إرادته، وغزارة علمه وثقافته، وروعة زهره وحكمته، وصدق إيمانه وشجاعته، وثباته على الحق ونصرته، وتضحيته في سبيله بروحه ومهجته... والآخر (الكاتب) في جمال عرضه، وصحة نقده، وقوة رده، وحلاوة لفظه، ودقة فهمه، وبراعة فكره، ونبل قصده.أتاتورك: سيرة حياته
سيرة حياة مصطفى كمال أتاتورك (1881ـ1938) منذ ولادته حتى وفاته. يتوقف فيه المؤلف عند أهم محطات حياة أتاتورك المدرسية في طفولته وشبابه، ثم في حياته العسكرية التي تنقل أثناءها بين مختلف الجبهات الحربية مدافعًا عن الدولة العثمانية، ويتبسط أخيرًا في تتبع حياته السياسية حتى إنشاء الدولة التركية الحديثة، وإعلان الجمهورية. يرتكز الباحث في هذا الكتاب على وثائق مهمّة من الأرشيف الألماني، وأخرى من الأرشيف التركي، معظمها لم ينشر أو يُتناول بالدرس، إلى جانب كثير من المذكرات المنشورة وغير المنشورة لشخصيّات ألمانية وأخرى تركية كان لها دور مهم في الحياة السياسية والثقافية في تلك الحقبة. تأليف: كلاوس كرايزر، درس في كولونيا وميونخ، حيث حصل على الدكتوراه. عمل في معهد الآثار في إسطنبول بين عامي 1976 و1980. شغل بين عامي 1984 و2005 منصب أستاذ متخصّص في اللغة والحضارة والتاريخ التركي المعاصر في جامعة بامبارغ بألمانيا. له مؤلّفات عدة، منها: الدولة العثمانية 1300-1922 (Der Osmanische Staat 1300-1922)؛ تاريخ الدولة العثمانية وتركيا الحديثة (Geschichte des Osmanischen Reichs und der modernen Türkei)؛ إسطنبول: دليل تاريخي (Istanbul: ein historischer Stadtführer). ترجمة: سمية قوزال، باحثة متخصّصة في تاريخ تركيا المعاصر. حاصلة على الدكتوراه من جامعة توبنغن في ألمانيا. درست في جامعة إسطنبول بتركيا، وفي المعهد الوطني للغات والحضارات الشرقيّة في باريس. درّست بجامعة بوخوم. وتُدرَّس حاليًا في جامعة فرانكفورت بألمانيا.شيء عابر: مذكرات ووثائق طاهر حمدي كنعان
تتقاطع فيه سيرة مدينة نابلس مع سيرة رئيس بلديتها حمدي كنعان (1909-1981)، في سردية تؤرخ للمدينة خلال الأيام الأولى لحرب حزيران/يونيو 1967، وما تلاها من شهور حتى آذار/مارس 1969، استنادًا إلى مذكرات وأوراق كنعان التي أبرزت صوت مقاومة الأهالي وممثليهم في مواجهة تمدد المشروع الاستعماري الصهيوني في حزيران/يونيو 1967 منذ بدايته. يستكمل الكتاب بقية سيرة المدينة وكنعان في دراسة تستنطق "صمت" المذكرات، مؤرِّخة لبعض عمران المدينة واجتماعها، وأعوام من الاشتغال اليومي والإنجاز التراكمي في مرحلة بينية لاحقة لحرب أهل البلاد الكبرى 1947-1949، وسابقة لحرب حزيران/يونيو 1967. كما تؤرخ للطريق إلى الحرب بصوت أهالي نابلس وعيونهم، يرافق ذلك كله إضاءة على صراعات التمثيل للمدينة، بل لعموم الأرض المحتلة. والخلافات الدائرة حول بعض الأفكار السياسية "الجنينية"، وسياقات تشكلها وتداولاتها الأولى، اعتمادًا على قراءة أرشيفية شاملة. باحث في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، ضمن مشروع بحث القضية الفلسطينية وتوثيقها. مرشح لنيل درجة الدكتوراه في العلوم الاجتماعية في جامعة بيرزيت، وحائز على درجة الماجستير في التاريخ العربي والإسلامي (2015)، وفي الدراسات الإسرائيلية (2018)، من الجامعة نفسها. يتمحور عمله البحثي حول تاريخ المقاومة الفلسطينية المسلحة على المدى الطويل، مع اهتمام خاص بحرب 1947-1949، والفترة بين عامي 1967 و1970. صدر له في هذا المجال كتابان، هما: كتاب يافا دمٌ على حجر.. حامية يافا وفعلها العسكري: دراسة ووثائق (كانون الأول/ديسمبر 1947 - نيسان/أبريل 1948)، في مجلدين (2019)، وكتاب داخل السور القديم.. نصوص قاسم الريماوي عن الجهاد المقدس، (2020)؛ وعدة أوراق بحثية محكمة آخرها "هاتف طوارئ: حرب حزيران/يونيو 1967 وآثارها في نابلس في مكاتبات حمدي كنعان وأكرم زعيتر" (2023).شارل مالك
الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، الذي تبنّته الجمعية العمومية للأمم المتحدة عام 1948، يجسّد الآمال والمُثل للشعوب والأمم المنضوية إلى هذه المنظمة، ولا شك في أنه واحد من أعظم إنجازات هذا القرن [العشرين]. وهو لم يصمد أمام اختبار الزمن فحسب، لكنه ما برح يكتسب مزيدًا من القوة الخُلقية والقانونية سنةً بعد سنة. في تلك الآونة، شغل الدبلوماسي اللبناني المرموق شارل مالك منصب رئيس اللجنة الثالثة للجمعية العمومية، وأدى دورًا حاسمًا في وضع نَصّ هذا الإعلان. وهو نفسه، كتب مرةً: "ما من مسألة أساسية في حياة الإنسان - من الله والدولة إلى الأطفال والضمان الاجتماعي - لم تقدَّم ويتمّ بحثها"، فيما الوفود من مختلف الدول تعلّق وتصوّت على كل مادّة، لا بل على كل كلمة، من مسوّدة الإعلان. ومنذ تبنّيه، تُرجم الإعلان إلى أكثر من مئتَي لغة، وباتت مبادئه تشكّل جزءًا لا يتجزأ من نسيج الحياة القومية والدولية. ونتجت من الإعلان مجموعة لا يُستهان بها من القوانين، وأدّى إلى تكوين وعي عالمي حول أهمية حقوق الإنسان. (كوفي أنان، الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة). المؤلف: مفكر وسياسي لبناني، وأستاذ جامعي. شغل مناصب حكومية عدة، منها وزير خارجية لبنان (1956-1958). شارك في صياغة الإعلان العالمي لحقوق الانسان. كما ترأس الجمعية العمومية للأمم المتحدة بين عامي 1958-1959. له العديد من المؤلفات، بالعربية: المقدمة: سيرة ذاتية فلسفية؛ به كان كل شيء: شهادة مؤمن؛ إسرائيل .. أميركا .. والعرب؛ شارل مالك والقضية الفلسطينية، وبالإنكليزية: عن الكيان والزمن؛ أنظمة الميتافيزيقيا عند وايتهد؛ كفاح الإنسان في سبيل السلام؛ الدهشة أمام الكينونة؛ نقد مسيحي للجامعة.الحــــارس.. أيام زاهي حواس
نساء شهيرات - خديجة بنت خويلد
يا سُبحانَ الله!! ومَنْ أنا حتَّى أسْمُوَ إلَى ذلكَ الشَّرفِ الرّفيع، وأُلِمَّ في مثلِ هذا الكتابِ أو سواه، بجَوانبَ شخصيَّةٍ عُظمَى كشخصيَّة أمِّ المؤمنين خديجةَ بنت خُوَيلد زوْج رسول الله؟! دَوْحَةٌ مِحْلالٌ، وافِرةُ الثَّمراتِ، مَبسوطةُ الظّلال، آوَت في الهَجِير، وأطعمَتْ في المَسْغَبَةِ، ونَصرت في الرَّوع، وأَغاثت في اللَّهفَة، وفرَّجت في الكَرب، وحملَت من أجل ديِن الله أَضْخم الأعباء وأثقلَ الأوزار.. استعذَبت الجِهاد في سبيل الإسلام، منذُ انبثقَ نوره يُضيءُ الآفاق، وتصدَّت مع الرسولِ للكافرين والمعاندين، الذين جمعوا جموعهم، ليُطْفِئُوا ذلك النُّورَ الوهَّاج. كافحتْهُم كِفاحَ المسلمَةِ الواعِيَةِ، الهادِئَة، العارِفةِ بالطَّريقِ، الباصِرةِ بالهَدَف، مضحيَّةً بكلِّ ما تملكُ من قوةٍ ومالٍ، مُشَمِّرةً لنشر الإسلام وردِّ شانِئيه، وصدِّ العُدوانِ عنْهُ، وعن أنصارِه الذين بادَروا باعْتِناقِه، وأسْرعوا إلى جَناه. واستعذَبتْ من قبلُ أن تَخوضَ غمارَ الحياةِ القاسيةِ في وسطِ الجاهِلِيَّةِ الضَّالَّة، تُشِعُّ فيها نورًا وضَّاءً، وتعرُك شَدائِدَها الثَّقيلةَ في عزمٍ وثباتٍ وتَسْديد، توفيقًا من الله العليِّ القَدير، ليُؤَهِّلَها لليومِ العظيمِ، ويُعِدَّها للمنزِلة العُليا التي أرادَها لها، فتكونَ زوجًا لِسيِّد الأنبياء، تفضُل النِّساءَ جميعًا، فتقفُ بجانِبه حينَ يخْذلُه الناسُ، وتُعينه بمالها الغزير إذ حرمَه الناسُ، وتُهَوِّن عليه الطَّريقَ الصَّعبَ، النَّاتِئَ الأحْجارِ، الكثِيفَ الأشواكِ، الشَّديدَ الالْتِواءِ، قلبًا رحيمًا، وصدرًا حَنونًا، وأُفقًا واسِعًا، ونظرًا بعيدًا، وحماسةً مُتَّقِدَةً، وصبرًا جميلًا، وبُعدَ إدراكٍ.. قَبَسٌ من نور الله أرسلَهُ في وسَط الظلامِ الدامِس، ليَمضِيَ مع صاحِب الرِّسالة بالشُّعلَة الوهاجَة، يُنيرُ الطريق، ويَهدي إلى سواءِ السبيل.. وبقَدر ما استطعتُ في هذه الصَّفحات، أُقدِّم البحرَ الزَّاخِر، والطَّوْدَ الشَّامِخ، الذي لا يتطاوَلُ إلى قمِّته أيٌّ منَ الناسِ.مصر ودول منابع النيل
يقدم لنا رؤية عميقة لنهر النيل لا تقتصر فقط على قضية المياه وتوزيعها ، بل تمتد إلى شرح جغرافية النيل ومعيشة السكان عليه، وأحواض وبحيرات الأنهار المغذية والثروة الحيوانية والسمكية له والطاقة الكهرومغناطيسية لحوض النيل .... وغير ذلك حول مصر ودول .« الحياة والمياه والسدود والصراع » منابع النيلفاروق حسني يتذكر زمن من الثقافة
لُقب بـ «الوزير الفنان» نظرًا لإبداعاته وكونه أحد أشهر الفنانين التشكيليين في مصر. لم يحصر ذاته في مجال الفن التشكيلي، فقد كان فنانًا مدركًا بحسه لتفاصل الإبداعي الإنساني في كافة المجالات، ولذا شهدت فترة توليه وزارة الثقافة في الفترة من 1987 – 2011 حالة من التنوع والتعدد الثقافي الساعي إلى إبراز عمق وغنى الحضارة والثقافة المصرية.. وهو ما جعله يخوض معارك كثيرة لعل أشهرها: معركة اختياره وزيرًا للثقافة، القانون 103 وترميم أبي الهول، وانتخابات اليونسكو، وإضافة لرأيه في قضية الحجاب. كما تعرض للكثير من المواقف الصعبة التي ما زال يتحدث عنها بأٍى، في مقدمتها: حريق مسرح ثقافة بنى سويف، وسرقة لوحة زهرة الخشخاش. ولكن الثقافة في مصر لا يمكن أن تتجاهل إسهاماته المؤثرة في ترميم الآثار وافتتاح الأوبرا، وإعادة ترميم الأوبرا في دمنهور والإسكندرية، وافتتاح قصور الثقافة في كافة ربوع مصر، واكتشاف المواهب، وافتتاح مسرح الهناجر ومركز الإبداع بالأوبرا، وتقديم مصر في مكانتها الثقافية التي تليق بها من خلال إعادة الحياة لمكتبة الإسكندرية ووضع حجر الأساسي والتصور للمتحف المصري الكبير وإنشاء متحف الحضارة. وفي هذا الكتاب حاورته «إنتصار دردير» لفهم ملف إدارة الثقافة على مدار ثلاثة وعشرين عامًا، هي المدة التي قضاها في المنصب.أيام في بيت المحترم
لما اكتب عن "ممدوح عبد العليم" أقول: كنت إنسان محترم.. وفنان محترم.. وافتقدناك جداً لما غابت أخلاقياتك واحترامك لذاتك ولكل اللي حواليك. "يسرا" - سعادتي بهذا الكتاب كبيرة لأنها تدل على صفة عشتها في بيتك كما عشتها في حياتك الفنية المحترمة.. الله يرحمك يا صديقي فنحن نفتقدك. "أخوك هشام سليم" - أفتقدك يا صديقي الغالي جداً جداً وزميلي المحترم.. كنت محترماً في كلامك وتصرفاتك واختياراتك.. كنت دوماً حالة خاصة جداً. خليط من الفن الراقي والمرح والبساطة و الإنسانية.. وفي أي مكان تتواجد فيه تشع البهجة.. احترمت فنك فاحترمك جمهورك.. وستظل في قلوب من أحبوك واحترموك واحترموا فنك الصادق. "إلهام شاهين" - "ممدوح عبد العليم" .. رحلة إنسان مصري محترم، لم يجد المساحة الكافية لموهبته في وطنه. "يسري الفخراني" - "ممدوح عبد العليم" اسمه على أي عمل فني يعني الجودة والامتياز.. أخي رفيع بك العزايزي وحشتني جداً "أخوك محمد رياض" - هذا الكتاب لا يروي سيرة ذاتية.. ولا يقدم نقداً فنياً.. ولكنه لمحات من حياة إنسان عاش الاحترام فناً.. وقدم الفن بمبادئ.. وترك سيرة تؤكد على مقولة: "لن يبقى منا سوى بصمات تركناها على وجه الحياة". هكذا تروي الزوجة الإعلامية "شافكي المنيري" حياتها في بيت المحترم.. كما عاشتها معه.. لترسم لنا صورة لا نعرفها عن الفنان "ممدوح عبد العليم". الناشرالشيخ قاسم بن محمد آل ثاني، الجزء الأول
الشيخ قاسم بن محمد آل ثاني هو المؤسِّس لدولة قطر الحديثة، حاول تثبيت أركانها دولةً مستقلّة برغم كل الأحداث السياسية التي كانت تعصف بمنطقة الخليج في أيّامه. يكشف هذا الكتاب عن جوانب من شخصيّة الشيخ قاسم من خلال شعره النبطي، وكذلك من خلال الشعر النبطي الذي قيل فيه، والأقوال والشهادات التي رواها معاصروه عنه، إضافة إلى رسائله التي تُعدّ مصادر أصيلة لاستجلاء قدر من سيرة حياة هذا الشيخ. وإذ يروي الكتاب سيرة الشيخ قاسم الشخصية، لا يغفل عن توثيق أحداث عصره السياسية والاجتماعية، وأجواء المرحلة التي عاش فيها.الشيخ قاسم بن محمد آل ثاني: الجزء الثاني، العلاقة مع البحرين
كان الشيخ قاسم بن محمد آل ثاني يرى أن البحرين أرض تابعة للخلافة الإسلامية منذ عهد بعيد، كما كانت في عهدها القريب تابعة للوهّابيين قبل انهيار دولتهم الوسطى، بينما رأى شيخ البحرين عيسى بن علي آل خليفة أن له الحقّ في حكم الزبارة أو حكم قطر بأكملها. لا يمكن دراسة تاريخ قطر بمعزل عمّا يحدث في جارتها الكبرى نجد، التي كان للأحداث فيها أكبر الأثر على حاضرها ومستقبلها.الشيخ قاسم بن محمد آل ثاني: الجزء الثالث، العلاقة مع الدولة العثمانية
رغم ما ظهر من فساد الدولة العثمانية وإداريّيها، واستبدالها الإسلامية بالقومية، ظلّ الشيخ قاسم بن محمّد آل ثاني متمسّكاً بها، واجتهد في تعديل مسارها، معارضاً المركزية التي عملت إسطنبول على فرضها في بلاد المسلمين. راوحت علاقات قطر مع باقي مناطق الخليج بين البرودة والتوتّر. ورغم ذلك أدار الشيخ قاسم علاقاته المحلية والإقليمية والدولية بحنكة ومسؤولية وبُعد نظر.عبد البهاء وولادة الإنسان: إضاءات في الفكر البهائي
في سَفرٍ مصيريّ وتاريخيّ من الشرق إلى الغرب، يدعو عباس نوري، المعروف بعبد البهاء، وهو ابن مؤسس الدين البهائي، إلى إعادة صياغة القيم كافة وسلوك نهج عالمي يواكب التطور. هي رحلة لرجل شرقيّ كان ضحية للتعصب والعنف الديني بعدما نُفي من أرض إيران وهو في التاسعة بصحبة والده، لكنه لم يكن كأيّ مستهلك منبهر بثقافة الغرب بل حاملاً ثقافة الحرّية والسلام والاتحاد، ومعلناً رفضه الاستغلال والأيديولوجيا الاستعمارية. يشرح الكتابُ رؤيةَ عبد البهاء العالمية كما يعرض نماذج من خطبه في مدن أوروبية وأميركية وعربية.جرما الترجمان
باعه أبوه لإقطاعيّ إيطاليّ وقبض ثمنه، ثمّ باعه مرة أخرى لسلطانٍ خاض به البحار وقطع به البلاد. لم يعش جرمانوس حياة هادئة. من مزارِع مستعبد إلى رجل يرتجف رعباً ممّا لا رعب فيه، ومن راهب إلى تُرجمان، عاش جرما سنوات عمره تائهاً هارباً. قصّة شابّ مسيحيّ حلبيّ اكتسب عدداً من اللغات، من دون أن يعرف أين سيودي به تعلّمها.عربيّة في إيران: الإيرانيون كما لم نعرفهم
في الكتابات التي لا حصر لها عن إيران، يغيبُ الإيرانيون. أولئك الذين ليسوا سياسيين ولا نجوم سينما ولا معارضين أو ناشطين مشهورين. الذين تقابلهم في الشارع أو في المتجر أو في سيارة الأجرة... أولئك تحديداً لا نعرف شيئاً عنهم. كيف يتصرفون ويفكّرون؟ ممّ يخافون؟ ماذا يحبّون؟ وكيف يُظهرون ذلك؟ تجارب وملاحظات وذكريات ترويها الكاتبة خلال رحلاتها واستقرارها لسنواتٍ أربع في طهران. إنّهم الإيرانيون كما لم نعرفهم من قبل: بنَظَراتهم وصَرَخاتهم.الثوريون لا يموتون أبدا
يروي لنا الحكيم في هذا الكتاب نصف قرنٍ من التشرّد والعمل السرّي، وخلفيّات العمليّات التي كان وراء الإعداد لها، ومنها خطف الطائرات واحتجاز الرهائن. ويكشف حبش عن الذين كانوا يمدّونه بالمال والسلاح، ويصف علاقاته المضطربة بالقادة العرب، ولقاءاته مع عبد الناصر وحافظ الأسد وصدام حسين. ويتكلّم بصراحة عن خلافاته وصراعاته مع ياسر عرفات. ويخبر كيف جنّدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كارلوس. ظلّ الحكيم، حتّى لحظاته الأخيرة، مدافعاً نزيهاً عن القضيّة الفلسطينية، ومخلصاً لما ناضل من أجله طوال حياته: الاعتراف بالحقوق الشرعية للفلسطينيين، وبناء دولة علمانية تجمع العرب واليهود.كيف في مقدوري مساعدة العالم
لكنَّ الحُمَّى قد ارتفعت وتصاعدت وتوهَّجت داخل مُقلَة عيني، حتَّى إنَّ طبيبي كان يظنُّ، لأيَّام عدَّة متوالية، أنّي سأموت . لكن، في صباح أحد الأيام التالية، غادرتني الحُمَّى بالغرابَة عينها التي قد باغتتني بها في المجيء، وحينها، سقطت في نومٍ عميق للغاية . وحينها، أدرك والداي أنَّني سأعيش، ولقد غمرت السعادة قلبيهما بشدَّة، لكنَّهما لم يكتشفا من فور تعافيّ من ذلك المرض أنَّ تلك الحُمَّى القاسية كانت قد أخذت معها سمعي وبصري، وسرعان ما توقَّف صوتي الطفوليُّ ذاك، لأنَّني لم أكن لأسمع أيَّ صوت في الخارج» .أعلام من عمان ومساهمتهم في الحضارة الإنسانية
بداية اهتمامي بالكتابة عن أعلام سلطنه عُمان تعود إلى ما يزيد على ربع قرن، وكان أول ما كتبته مقالة بعنوان «أعلام من ظفار»، وبعد نشري لتلك المقالة وجدت أنه يمكنني التوسع فيها، لتشمل عدداً كبيراً من الأعلام، وهذا ما قمت به بالفعل من خلال جمع المادة العلمية لهذا الكتاب من أمهات كتب التراثي العربي والإسلامي، وقد كانت تلك التراجم لأئمة وولاة وعلماء وأدباء وشعراء من أهل عُمان، وتمتد هذه التراجم زمنياً من القرن الثاني الهجري إلى القرن الرابع عشر الهجري، وقد رتبت التراجم ترتيباً معجمياً، فبدأت بالتراجم التي تبدأ بحرف الألف وانتهيت بالتراجم التي تبدأ بحرف الياء، واستثنيت ترجمة واحدة من هذا الترتيب المعجمي، وهي ترجمة الإمام أحمد بن سعيد مؤسس سلطنة المعاصرة، إذا وضعتها في مقدمة الكتاب ليتعرف القارئ على مؤسس الأسرة البوسعيدية التي تولت حكم السلطنة عُمان منذ منتصف القرن الحادي عشر وإلى الآن .الفراشة: من لاجئة إلى أولمبية
منذ طفولتها، كان حُلم يسرى مارديني أنْ تصبح سبّاحةً محترفةً تمثّل سوريا في البطولات الرياضيّة الأولمبيّة، إلّا أنّ اشتداد وتيرة المعارك في دمشق، في عام 2015 قلّص حُلمها ليتحوّل إلى البقاء على قيد الحياة فقط. وكحال عشرات الآلاف من السوريّين الحالمين بالعيش بسلام، انطلقت يسرى مع أختها سارة، وبعض أقاربهما، في رحلة الّلجوء المهولة إلى أوروبّا، حاملتين معهما أحلامهما بحياةٍ آمنةٍ، ومعاودة احتراف السباحة من جديد، لكنْ في منتصف الرحلة بين تركيا واليونان، توقّف محرّك القارب المطّاطيّ عن العمل، وبدأ القارب المُحمّل بالركّاب يغرق، وعلى الرغم من محاولاتهم العديدة للاستغاثة إلّا أنّ أحداً لمْ يستجب لهم؛ فقفزتْ يسرى ذات السبعة عشر عاماً، وأختها، وبعض الركّاب الآخرين عن القارب؛ لتخفيف الوزن عنه، والسباحة به إلى أنْ وصلوا إلى اليونان، لتكمل بعدها الأختان رحلتهما الخطيرة برّاً إلى ألمانيا. من السباحة كي تنقذ حياتها وحياة أصدقائها، إلى السباحة حُلماً بالميداليّة الأولمبيّة، تروي يسرى قصّتها الاستثنائيّة من لاجئةٍ هاربةٍ من بلدٍ مزّقته الحرب إلى أولمبيّةٍ في دورة الألعاب الأولمبيّة الصيفيّة لعام 2016 في البرازيل. ***** يسرى، لا يمكننا أنْ نكون أكثر فخراً بكِ على شجاعتكِ، وقدرتكِ على مقاومة الصعاب، وعلى المثال الرائع الذي قدّمتِه للأطفال في كلّ مكان. الرئيس الأمريكي السابق باراك أوبامايوميات أكرم زعيتر: آمال الوحدة وآلام الانقسام (1949-1965) - الجزء الثاني
صدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات كتاب يوميات أكرم زعيتر: آمال الوحدة وآلام الانقسام (1949-1965)، في جزأين، ويغطّي الجزء الثاني منه ما دوّنه زعيتر من يوميات بين عامي 1962 و1965، مستذكرًا وقائع وأحداثًا سياسية ومنعطفات تاريخية شهدتها المنطقة العربية، قبل حرب عام 1967، حينما كان شاهدًا على أسوأ مراحل الانقسامات والصراعات بين الدول العربية؛ إذ كان سفيرًا للأردن في سورية بين عامي 1962 و1963 في فترة الانفصال عن الوحدة السورية - المصرية، والتي أعقبتها فترة الانقلابات العسكرية، والخلافات بين البعثيين والناصريين، ثم انتقل سفيرًا في طهران وكابُل بين عامي 1963 و1965، قبل أن يصبح وزيرًا للخارجية الأردنية في عام 1966. في حين يغطي الجزء الأول من هذا الكتاب الفترة 1949-1961، وقد سبق للمركز العربي أن أصدر مذكرات أكرم زعيتر للفترة 1967-1970 في كتاب آخر بعنوان يوميات أكرم زعيتر: سنوات الأزمة 1967-1970. يتألف الجزء الثاني من هذا الكتاب (544 صفحة بالقطع الوسط، موثقًا ومفهرسًا) من أربعة فصول. 1962 في الفصل الأول، "عام 1962"، يتطرق زعيتر إلى الكثير من الحوادث التي حصلت في هذا العام؛ فيتحدث عن لقاء جرى مع الملك حسين، والمؤتمر الإسلامي في القدس، وصراحة بهجة التلهوني عن أخطاء مع سورية ولبنان، ووزارة وصفي التل، والعلاقات الأردنية – السورية، والانقلاب الآخر في سورية، والإبعاد عن بيروت، والمؤتمر الإسلامي الذي عُقد في السعودية، واللقاء مع فيصل بن عبد العزيز. كما يتكلم عن خطة الحكومة الأردنية لإنقاذ فلسطين، فيروي أنه في 2 تموز/ يوليو 1962، سافر إلى عمّان، واجتمع بالدكتور حازم نسيبة، وزير الخارجية، وجرى نقاش حول القضية الفلسطينية، وموقف الحكومة الأردنية منها بحضور الشريف عبد الحميد شرف. فيقول زعيتر: "الوزير يتبنى المخطط الذي أعدّته حكومته لإنقاذ فلسطين، وهو يقضي بأن يكون الأردن مركز تجمع القوى للإنقاذ، وإنه هو المنطلق لمعركة التحرير، وذلك طبعًا يكون بموافقة الحكومات العربية، وبدفعها 20 مليون دينار إلى الأردن من أجل ذلك، وهو يقول إن موضوع إقامة كيان فلسطيني إنما يُحل بتسمية مملكة الأردن باسم مملكة الأردن وفلسطين، أي أن الأردن، بما فيه من كثرة فلسطينية، يمكن أن يكون هو ذاته الكيان الفلسطيني المنشود، وأن أية وزارة تتألف بعد ذلك يمكن أن تضم وزيرين يمثلان الفلسطينيين خارج المملكة، أي النازحين". ثم يضيف زعيتر: "الفكرة جميلة وسليمة من الناحية النظرية، لكنني رحت أوضح للوزير بعض ما يعترضها من صعاب، وأول الصعاب، فقدان الثقة لدى معظم الدول العربية بالأردن؛ فكيف تطلب ممن لا يطمئن إليك، ولا يثق بك، ويتهمك بمختلف التهم، أن يقدم إليك المال، وأن يجعلك أنت مركز تجمع القوى والمنطلق للخلاص؟ إنه يعتقد أنك تعتمد على الأجنبي في موازنتك، وأن هذا الأجنبي يهمّه وجود إسرائيل، والمحافظة على كيان إسرائيل، فكيف تقنع الدول العربية بأنك قادر على الإفلات من نفوذ ذلك الأجنبي والتحرر من رغباته، بل ومحاربة تلك الرغبات بالقوة؟ أما تسمية المملكة باسم [الأردن] وفلسطين، فقد كانت فكرة موفّقة لو اختير لها الزمن المناسب". فكان أن طُلب من زعيتر الاطلاع على الخطة وإرساء تعديلاته عليها. وفي الفصل نفسه، يتحدث زعيتر عن قيام حركة فلسطينية، والتخوّف من فكرة الكيان الفلسطيني، وعلى تعديلاته على مخطط تحرير فلسطين، انتهاءً بمحاولة اغتيال الملك حسين في المغرب. ثم يتذكر المعارك الاستخباراتية، ورسالة جون كنيدي إلى الملك حسين، وتقديم أوراق الاعتماد للرئيس السوري ناظم القدسي، ومقال نبيه العظمة عن الانفصال عن الوحدة المصرية - السورية، واللقاء مع رئيس الوزراء السوري خالد العظم، ورواية معروف الدواليبي لحركة 28 آذار/ مارس، ثم اللقاء مع المفتي في دمشق ومع شكري القوتلي بعد غياب، وورود أسلحة إلى عُمان، والاعتداء الصهيوني على سورية، ثم الاتصال بالسوفيات. 1963 وفي الفصل الثاني، "عام 1963"، يتذكر زعيتر المضبطة الطلابية لإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وإغلاق الحدود السورية - اللبنانية، وإرهاصات انقلاب جديد في دمشق، والفتنة بين طلاب الجامعة، ووصول برقية مشفرة من وصفي التل، ثم الأزمة في الحكومة السورية، والانقلاب في العراق، والمقترح لإعلان الأحكام العرفية في الأردن، والقرار بالتدخل في سورية إذا وقع انقلاب ناصري، والخلافات بين القدسي والعظم، ثم توالي الانقلابات في سورية ولجوء العظم إلى السفارة التركية، ثم وقوع الخلاف الناصري - البعثي، ورأيه في حكومة التل، والمبادرات بين العراق والأردن، وعلاقة الأردن والسوفيات، واستقالة سمير الرفاعي وحلّ مجلس النواب، وتفاصل حديثه مع صلاح البيطار، واللقاء مع أمين الحافظ. وفي مسألة التدخل في سورية إذا وقع انقلاب ناصري، يروي زعيتر تفاصيل لقائه مع وصفي التل حين اضطر إلى مغادرة الغرفة، والذهاب إلى المطار لاستقبال زوجته. "وهنا، تلفنت إلى وزير الخارجية أرجوه الحضور إلى دار الرئاسة للاشتراك معنا في الحديث، وقد جاء، وبينما كنت أحدثه عما عندي من ملحوظات عن الأوضاع في سورية، فاجأني بقوله: إن هناك قرارًا اتُخذ للزحف إلى سورية، حالما يقع أي انقلاب أو حادث لمصلحة عبد الناصر، يتم من دون اجتماع مجلس الوزراء، وتلقائيًا. وقد طلب إليَّ أن أبحث في الأمر، وأن أشارك في تدبر الموضوع، والحيلولة دون الإقدام على ما قد تنجم عنه مضاعفات خطيرة غير مأمونة العواقب. [...] قبل أن ننتهي من الحديث، قال لي: والآن، ما ترى يجب أن يكون واجبنا إزاء الاحتمالات في سورية؟". وأبدى ميلًا إلى التدخل العسكري في حالة حدوث انقلاب ناصري. وقد رأيتني أقول له: هل أنتم مطمئنون إلى وضع الجيش الأردني؟ قال: كل الاطمئنان. إننا أرسلنا لواء مدرعات إلى حدود العراق، ولكننا لم نكتم الأمر عن العراقيين، بل أخبرناهم بهذا. إن الجنود في الجيش على ولاء عظيم لجلالة الملك، وهذا لا يعني طعنًا في ولاء الضباط". كما يتذكر زعيتر الصراع بين زياد الحريري والبعثيين، وموقف الإخوان المسلمين، ومرض خالد العظم في السفارة التركية، واستقالة لؤي الأتاسي، وتعيينه سفيرًا في طهران، والتصويت على مصير خالد العظم، والحوار مع أحمد الشقيري، والحجز على أموال شكري القوتلي، والوساطة بين الجزائر والمغرب، واللقاء مع علي أبو نوار، وأكبر هاشمي رفسنجاني وكتاب القضية الفلسطينية. 1964 وفي الفصل الثالث، "عام 1964"، يستذكر زعيتر مشروع تحويل نهر الأردن، والبحث حول جمال الدين الأفغاني، والنقاش حول العلاقات العربية - الإيرانية مع الوفد العراقي، ومسألة البترول الإيراني إلى إسرائيل، والمؤتمر الفلسطيني في القدس، وزيارة الملك حسين لنابلس، واللقاء مع رئيس الوزراء الأفغاني. وفي مسألة بيع إيران بترولها إلى إسرائيل، يتذكر زعيتر من يوم 14 نيسان/ أبريل 1964: "بناءً على اتفاق سابق بين السفراء العرب ووزير الخارجية الإيرانية، السيد عباس آرام، كان السفراء في الساعة العاشرة في وزارة الخارجية. قلت للوزير: أرجو أن تكون زيارتكم للكويت والسعودية موفّقة، وأن تكونوا قد لمستم حقيقة المشاعر العربية نحو إيران. فأجاب: لقد كانت موفقة جدًا. لقينا من الحفاوة الكثير، ولمسنا من المشاعر النبيلة ما جعلنا مغتبطين. وبالغ الأمير فيصل في الحفاوة بنا، وكذلك الشأن في الكويت وما لقيناه من أميرها. وقال الوزير: أرجو أن أعلم سبب هذه الزيارة التي أنا مغتبط بها. فلخّص له السيد عدرة الموضوع، وهو يدور حول حرصنا على التأكد بأن إيران لا تبيع بترولها إسرائيل، وأعرب له عن قلقنا مما بلغنا بأن بترولًا إيرانيًا يُباع لإسرائيل. ونوّه بتصريح لجلالة الشاه، أكد فيه أن إيران لا تبيع قطرة مما يخصّها من بترول لإسرائيل. وهنا، سأل الوزير: وهل هذا موضوع بُحث في جامعة الدول العربية؟ فأجيب بالإيجاب. فقال: أما ما يخصّنا من بترول، حصة لإيران نفسها، فإننا ملزمون بأن نأخذ بما خطّه الشاه ولا نحيد عنه. أما ما يُباع من نفطنا، فهو إنما يُباع للكونسوريتوم، وليس في شروط العقد بيننا وبين الكونسوريتوم ما يجيز لنا الإشراف على ما تبيعه وما توزّعه، وإنما تنتهي علاقتنا بذلك البترول فور تسلّمه من قبل الكونسوريتوم مباعًا لها. ولسنا نعلم إذا كانت هي تبيع مما تشتريه شيئًا لإسرائيل". 1965 وفي الفصل الرابع، "عام 1965"، يتناول زعيتر في مذكراته مسألة يهود إيران، واغتيال حسن علي منصور، واللقاء مع الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة، ومحاولة اغتيال الشاه محمد رضا بهلوي، وأسئلته للملك، واستقبال الملك فيصل في إيران. وفي مسألة يهود إيران، يتذكر زعيتر من يوم 6 كانون الثاني/ يناير 1965: "في جيبي الآن رسالة تلقّيتها من وزارة الخارجية بعمّان، فيها نصّ حديث أدلى به أحد أعضاء الكنيست اليهودي إلى صحيفة، وفيه يتحدّث عن يهود إيران ونشاطهم، وحركة الطليعة بينهم، وكونهم سيوفدون ستة من اليهود الإيرانيين لحضور المؤتمر الصهيوني، وأنا بصفتي سفيرًا للأردن هنا، يفترض فيّ أن أبحث في صحة هذه الأنباء. إنني أريد أن أسألك، كيف تسمحون ليهود إيرانيين أن يحضروا مؤتمرًا صهيونيًا؟ كيف تقبلون أن يكون يهودي إيراني مزدوج الولاء؟ وأما أن يكون صهيونيًا إسرائيليًا، فكيف تقبلون وجوده بينكم، وحسبانه في رعاياكم؟ هذا مثال. اسمحوا لي أن أعلن على الملأ أنكم قررتم منع أي يهودي إيراني من الاشتراك في مؤتمر صهيوني. وهنا أجاب: إنني أستغرب ما أسمع. إنني لا علم لي بكل ما ورد في حديث مردخاي هذا. إنني أعلم أن إسرائيل قد تجاوزت كل حدّ في استغلال علاقاتها بإيران. وأنا قانع كل القناعة بوضع حدٍّ للنشاط الإسرائيلي في إيران، إنْ لم أقل بالقضاء عليه نهائيًا. إنني أرجوك أن تزودني بقصاصة الجريدة العبرانية التي نشرت الحديث المذكور، مع ترجمته إلى العربية، لأتّخذ الإجراءات التي ترضيك. إنني أوافقك على كل ما قلت بضرورة تعديل موقفنا من إسرائيل، وأرجو أن نستعين بآرائك على هذه الأساس، ولكني أحب أن أقول إن تعديل موقفنا، ومقاومتنا لإسرائيل، واستئصال نفوذها، ومحاربة نشاطها، لا يمكن أن يتم في جو من تهديدات عربية. إننا لا نقبل أن تُفرض علينا سياسةٌ ما فرضًا. فقلت له: لا فرض هناك. إن لكم أصدقاء من العرب يناشدونكم في سبيل مصلحتكم ومصلحة العرب معًا أن يكون جوابكم على الدعايات المُثارة ضدكم الموقف الحازم من إسرائيل، والحيلولة دون نشاطها. فقال: أعدك بأن أعمل على ذلك، وأوكد لك أن جلالة الشاه [محمد رضا بهلوي] قانع بهذا، وسترى في ما بعد ما يسرّك. فقلت له: يسرّني أن أسمع ذلك. هناك أكاذيب تُنشر حول إيران، وحول تعاونها مع إسرائيل، ومن واجبنا نحن تكذيبها، ولكننا لا نستطيع تكذيبها إذا لم نتحقق من كذبها منكم. كما أن هناك أخطاء تُرتكب في هذا الموضوع من جانبكم، فاسمحوا لنا أن نبدي رأينا فيها لكم بصراحة. فقال: أنا موافق. فقلت: إذن، أرجو أن تعيّن شخصًا موثوقًا ذا كفاية يمثّلكم، نستطيع أن نتصل به كلما اقتضى الأمر، نسأله أسئلة، ونبدي له آراءنا، ونسدي نصائحنا. فقال: وهو كذلك. إنني سوف أختار الشخص الذي تتوافر فيه هذه الصفات".مذكرات المشير الجمسي
كتاب السيرة الذاتية لوزير الحربية الأسبق ورئيس العمليات خلال حرب أكتوبر 1973 وذلك تزامنا مع الاحتفال باليوبيل الذهبي لانتصارات حرب السادس من أكتوبر ( 50 عام على حرب أكتوبر ) ...المذكرات تسرد بوضوح ودقة وموضوعية عن فترة مهمة في تاريخ مصركلِمات نابُليون
ترفض بعض المدارس التاريخيَّة التفسيرات البطوليَّة للتاريخ، والتي عادةً ما تتخذ من مفهوم البطولة محرِّكًا له، إلا إن قبول مثل هذه التفسيرات عند المدارس الأخرى له ما يبرِّره، فلا يمكننا أن نستبعد الخصائص الذاتيَّة الفريدة للشخصيَّة التاريخيَّة، والتي تسهم بقسطٍ كبير في سَيْر حركة التاريخ على نحو ما أرادت لها الذات الإنسانيَّة، كما لا يمكننا التعويل فقط على الظروف الاجتماعيَّة والسياسيَّة والاقتصاديَّة والعسكريَّة باعتبارها هي فقط ما يصنع التاريخ، وكأنَّ مفهوم الإرادة الإنسانيَّة غير موجود أو عاجز عن التحكُّم ولو بقَدْرٍ ما في مسار التاريخ. وفي هذا الكتاب يستعرض «إبراهيم رمزي» إحدى تلك الشخصيات العظيمة التي أثَّرت برأيه في تاريخ الغرب والشرق، وهي شخصية «نابليون بونابرت»؛ الإمبراطور الفرنسيُّ الشهير الذي تولى زمام الحكم في فرنسا، وكان له الأثر البالغ في التاريخ الحديث.حياة محمد
كتب العديد من المؤرِّخين قديمًا وحديثًا عن سيرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ولكن يبقى كتاب «حياة محمد» لمحمد حسين هيكل، من أبرز الكتب التي كُتبت في العصر الحديث حول هذه الشخصية التاريخية والدينية العظيمة؛ ففي هذا الكتاب يستعرض هيكل تلك الفترة المفصليَّة من التاريخ البشري، بأسلوب علمي راقٍ خالٍ من التعصُّب والتحزُّب، كما يحرص على عدم مجاراة السرديات التاريخية السائدة في عصره والمتمثِّلة في اجترار مناهج القدماء، فقد حاول بدلًا من ذلك أن يغيِّر منطلقاته المنهجية ليعتمد على أساليب البحث التاريخي الحديثة للاقتراب من الحقيقة التاريخية أكثر؛ حيث أسَّس رؤيته انطلاقًا من الاستقراء والتجريب والملاحظة، واستعمل العقل بجانب النقل، وقد أثبت هيكل بحقٍّ من خلال هذا العمل الرائع أنه مؤرخ قدير وعالم جليل.الصدِّيقة بنت الصدِّيق
«عائشة بنت أبي بكر» زوجُ النبيِّ وحلِيلَتُه، أم المؤمنين، بنت الأكرمين، بنت الصاحب الصديق، أجاد «العقاد» في عرض جوانب شخصيتها المتفرِّدة، فتجدها أنثى ككل النساء، يعتريها ما يعتريهنَّ من حُبٍّ ودَلال، وزوجة للنبي تَغارُ كمثيلاتها وتتشاكس مع زوجها، وتألفها أمًّا للمؤمنين، تعلمهم وترشدهم وتُبيِّن لهم ما خفي من سيرة الرسول الكريم، وتجدها الأديبة التي تُحسن الشِّعر، وتجدها المرأة التي يهمها شأن أمتها، فتشارك في الحياة العامة حين تقتضي الضرورة ذلك، ولا عجب في ذلك، فهذا شأن الإسلام في كل شيء؛ يصنع ويؤلف النماذج، فها هي زوج النبي تُقدم أروع الأمثلة للمرأة العربية ذات الحقوق المَصُونة، والآداب الرفيعة، والحياة الكريمة.مصطفى النحاس
يتَّخذ كتاب «مصطفى النحاس» من شخصية ذلك الزعيم الوطنيِّ مادةً أصيلة في شرح جوهر العِظَم الروحي والتاريخي الذي تحمله كلمة الزعامة. ويتناول هذا الكتاب الأسرار المُؤَلِّفَةَ لشخص الزعيم، والصفات التي يُوسَمُ بها الزعماء، والظروف التي تتشكَّل بها الشخصية التي تنطبق عليها مقوِّمات الزعامة، كما يوضح الأخطار المُحْدِقَة بشخص الزعيم. ويَعْمِدُ عباس حافظ إلى استخدام أسلوب التداعي الذي يعتمد فيه على استلهام الشخصيات التاريخية التي صنعت صفحة العظمة في دفاتر التاريخ ليقارن بينها وبين شخصية الزعيم مصطفى النحاس، كما لم يجعل الزعامة حِكْرًا على الرجل، بل جعل للمرأة شَطْرًا من هذه الزعامة ليوضِّح دورها المحوري في إكمال معنى الزعامة.علي بك الكبير
هو أحد أعظم الشخصيات التاريخية المملوكية في تاريخ مصر، وهو كغيره من المماليك مجهول الأصل، حيث كانت المماليك تشترى صغارًا، وتجلب إلى مصر وتعتنق الإسلام، وتخضع لتربية عسكرية صارمة، ثم تبدأ رحلتها في الصعود إلى السيطرة والنفوذ السياسي، وقد استطاع هذا الرجل أن يصل إلى منصب شيخ البلد، وأن يعزل الوالي العثماني على مصر، مستغلًا انشغال الخلافة العثمانية في حربها مع روسيا، كما استطاع القضاء على نفوذ شيخ العرب همام بن يوسف الهواري زعيم الصعيد، وأن يُحكِم قبضته على مصر بوجهيها القبلي والبحري، ولم يكتف فقط بذلك، بل ضم إليها كل من أرض الحجاز والشام، ولكن ما لبث أن ضاع منه ملكه بعد أن انقلب عليه محمد بك أبو الدهب ذراعه الأيمن، وقد تناول أحمد شوقي هذه الشخصية التاريخية في هذا العمل المسرحي الذي حمل اسمها باقتدار وتمكن.عمرو بن العاص
تعد شخصية «عمرو بن العاص» إحدى أهم الشخصيات في التاريخ الإسلامي، يعود ذلك لطبيعة نشأته في بيئة صلبة تمجِّد الفروسية وتحتفي بالشجاعة، فكان أحد فرسان العرب الذين يحسنون ركوب الخيل والضرب بالسيف. وقد عمل عمرو فترة من حياته بالتجارة، فكثرت أسفاره، واطَّلع على عادات وطباع مختلفة؛ فأكسبه ذلك خبرة يعتد بها في المعاملات والتفاوض؛ لذلك كان على رأس الوفد الذي أرسلته قريش للنجاشي لتسليمهم مهاجري المسلمين (قبل إسلام عمرو). ثم يدرك عمرو ببصيرته وذكائه أن خير الدارين يجتمع في الدين الجديد؛ فيبايع النبي على الإسلام مطوعًا إمكاناته وعبقريته لخدمة الدين الجديد، فتظهر براعته كقائد عسكري مُحنَّك في أكثر من غزوة للمسلمين، حتى يصل لأكبر أعماله وأهمها فيفتح مصر، ثم يتولى حكمها مسيسًا أمورها ببراعة فتخدم مصر الإسلام وتصبح دُرة تاجه.حياتي
«حياتي» هو سيرة ذاتية للمفكر الإسلامي الفذ أحمد أمين، يسرد فيها بأسلوب شيق ما مر به من تجارب في حياته بدءًا من مرحلة الطفولة والصبا التي قضاها في مدرسة أم عباس الابتدائية النموذجية التي شيدتها إحدى أميرات القصر الملكي، والتي انتقل بعدها إلى الدراسة في الأزهر ومدرسة القضاء، ومرورًا بمرحلة الشباب والرجولة التي تنقّل فيها بين مناصب القضاء والتدريس ثم انتهاءً بوصوله إلى الجامعة التي عُيِّن فيها أستاذًا وعميدًا لكلية الآداب، وقد عاصر أمين خلال تلك الفترة نخبة من عظام المفكرين المصريين أمثال: طه حسين، وأحمد لطفي السيد وغيرهم، ومزية هذا الكتاب أنه لا يطل بنا فقط على الحياة الشخصية للمؤلف، بل يطلعنا أيضًا على الأحوال الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية السائدة في أواخر القرن التاسع عشر، وأوائل القرن العشرين.صـلاح الـدين الأيـوبي
وتدخل رواية «صلاح الدين الأيوبي» ضمن سلسلة روايات تاريخ الإسلام، وتتناول الرواية الفترة التاريخية التي انتقلت فيها مصر من الحكم الفاطمي إلي الحكم الأيوبي، بانتهاء حكم الخليفة العاضد كآخر الخلفاء الفاطميين، وبداية حكم السلطان صلاح الدين الأيوبي البطل التاريخي المعروف وصاحب معركة حطين. كما تتضمن الرواية في وقائعها وصفا لطائفة الإسماعيلية المعروفة بجماعة الحشاشين، وهي طائفة انفصلت عن الفاطميين في القرن الثامن الميلادي لتدعو إلى إمامة نزار بن المستنصر بالله ومن جاء مِن نسله، واشتهرت هذه الطائفة ما بين القرن الثامن والقرن الرابع عشر، ويتزعمها في هذه الرواية رجل يدعي راشد الدين سنان.ابن رشد
حفَلَ التاريخ العربي بعلماء أعلام أضافوا للحضارة الإنسانية الكثير، ومن هؤلاء كان الفيلسوف «ابن رشد» الفقيه والطبيب والفيزيائي والقاضي المسلم، المولود في «قرطبة» والذي عاش في وقتٍ كانت الأندلس منارة ثقافية وعلمية وحضارية كبرى بعلمائها ومكتباتها. كان لابن رشد إسهام عظيم في الفلسفة؛ حيث قدَّمَ شروحات للفلسفة اليونانية احتفى بها الغربُ وترجَمَها، وقد رأى ابن رشد أن ليس ثمة تعارُض بين الدِّين والفسلفة فكلاهما ينشد الحقيقة. وهذه الشروح حملت الكثير من فلسفته الخاصة، تلك الفلسفة كانت سببًا من أسباب نكبته المعروفة؛ حيث أُحْرِقت كُتُبه، وتم نفيه بعيدًا عن دياره بعد أن اتُّهِمَ بالزندقة والإلحاد بإيعاز من حساده، وإنْ كان قد بُرِّئَ منها في أواخر حياته. وقد تناول العقاد في هذا الكتاب سيرة هذا الفيلسوف ومحنته التي كان سببها إيمانه بقوة الكلمة وشرفها.ابن تيمية
هو أحد أبرز أعلام العرب والمسلمين في القرن الثالث عشر الميلادي، لُقِّب «شيخ الإسلام». كان رجال أسرته من كبار علماء الدين والفقه الذين خُلِّدت أسماؤهم والكثير من آثارهم. وقد استطاع «ابن تيمية» الإلمام بالكثير من العلوم، وترك موروثًا ضخمًا من الكتب حول: تفسير القرآن الكريم، والحديث، والفقه، وعلم الكلام، والفلسفة، والعلوم الطبيعية، وغيرها، أما عن آرائه فقد اختلفت في كثير من الأحايين عن آراء غيره من علماء الدين؛ مما تسبب في كثرة معارضيه ومخالفيه من علماء وفقهاء عصره، ومن جاء بعدهم. وفي هذا الكتاب يُقدِّم لنا «محمد يوسف موسى» دراسة وافية عن سيرة «ابن تيمية» الذاتية، فيُحدِّثنا عن أهم ملامح وسمات عصره، كذلك أسرته، ونشأته، وعلومه، فضلًا عن أهم آرائه وفتاويه، وأبرز مواقفه الدينية والاجتماعية والسياسية.ابن رشد الفيلسوف
يُعدُّ «ابن رشد» واحدًا من أهم وأشهر فلاسفة الإسلام. ظهر في منتصف القرن السادس الهجري في الأندلس، وتمتع بشهرة واسعة بين فلاسفة وعلماء عصره في العالم العربي، والغربي أيضًا، ودافع كثيرًا عن الفلسفة، وخاصة في كتابه «تهافت التهافت»، الذي ألفه ردًّا على الهجوم الشديد الذي وجَّهه الإمام «الغزالي» لأفكار وآراء بعض الفلاسفة في كتابه «تهافت الفلاسفة»، كذلك قام «ابن رشد» بتصحيح أفكار بعض الفلاسفة السابقين، أمثال: «ابن سينا»، و«الفارابي» في فهم بعض نظريات «أفلاطون» و«أرسطو». وفي هذا الكتاب يُقدِّم لنا «محمد يوسف موسى» عرضًا موجزًا لسيرة «ابن رشد» الذاتية، فيتحدث عن أسرته، ونشأته، وعلمه، ومحاولته التوفيق بين الفلسفة والشريعة الإسلامية؛ حيث كان ابنُ رشد يرى أنه لا يوجد تعارض فيما بينهما، كما يُلقي المُؤلِّفُ الضوءَ على نظريته في المعرفة.ذكريات لم تكتمل
إن ما شجّعني الآن على تدوين سيرتي أن أولادي وأحفادي المنتشرين في بلاد الدنيا لا يعرفون شيئاً عن ماضيّ، أي عن جزء من ماضيهم هم. ومن لا يعرف ماضيه لا يعرف نفسه حقّاً. وقد اتّضحت لي صحّة ذلك لدى النبش في ماضيّ أنا، إذ اكتشفت عن نفسي أموراً لم أكن أعيها، ولم تكن قد خطرت لي ببال. وأيّاً كانت القيمة الفنية لسيرتي الذاتية، تبقى لها، بكل تأكيد، قيمة الأمانة في النقل والصدق تجاه الذات والآخر، وقيمة إلقائها ضوءاً على الحياة الاجتماعية والسياسية في الحقبة التي عشتها. وتكون لها، فوق ذلك، قيمة تدوينها جزءاً من تاريخ عائلتي التي هي نموذج عن عائلات عاشت بين فلسطين ولبنان في القرنين العشرين والحادي والعشرين.مقاومة
عام 1988، لم تكن سهى بشارة قد جاوزت عمر المراهقة، حين حاولت أن تقضي على قائد جيش لبنان الجنوبي، الميليشيا الملحقة بإسرائيل والمكلفة العمل على حماية وجود الاحتلال في جنوب لبنان. وحالما اعتقلت، سيقت سهى إلى معتقل الخيام حيث تعرّضت لتعذيب قاسٍ وطويل. تروي سهى كيف كانت بلادها نهباً للرعب وكيف خطت سبيلها والتزامها الذي لا عودة عنه، وكيف أن شعلة التزامها قد أتاحت لها الصمود في وجه الاحتلال. إنها شهادة فريدة، تحمل في طياتها عبرة عن الوجود الحر، حين تذكّرنا بأن لكل امرئ الحق في مقاومة الظلم، وأن من يطلب الحرية ينبغي له أن يتجاوز ذاته، على الدوام.في عين الإعصار
عدنان الباجه جي أدّى دوراً أساسياً في رسم سياسات العراق، وزيراً للخارجية وسفيراً للعراق في الأمم المتحدة. في تمثيله العراق في الأمم المتحدة تمكّن من إدخال بلده في عضوية لجنة تصفية الاستعمار ودعم حركات التحرّر والاستقلال في البلاد الخاضعة للحكم الأجنبي. اشتهر بخطاباته في الأمم المتّحدة التي تبنّت خطابه حول استقلال عدن عن بريطانيا، فأصبح مشروع قرار رقم ١٩٤٩. شغل العام ١٩٦٦ منصب وزير خارجية العراق، واتبع سياسة عدم الانحياز. حسّن العلاقات مع أوروبا الغربية، وعمل على توطيد أمن العراق وحماية مصالحه الحيوية في شط العرب والخليج العربي. وكان له دور بارز في الجهود الدبلوماسية التي بذلتها الدول العربية بعد حرب حزيران ١٩٦٧ من أجل انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي العربية المحتلّة. العام ١٩٧١ تسلّم منصب وزير دولة في حكومة أبو ظبي، شارك في وضع قانون تنظيمها ورأس أول وفد للإمارات إلى الأمم المتّحدة. وذلّل العقبات التي كانت تحول دون انضمام دولة الإمارات في عضوية الأمم المتّحدة ورفع علمها في مقرّ المنظمة. كتاب يروي سيرة رجل ويؤرّخ حقبة أساسية من تاريخ العراق ولفترة تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة. عاد إلى العراق وهو في سنّ الثمانين وبذل الكثير من الجهد لإقامة نظام ديمقراطي مدني يحفظ وحدة العراق ويؤمّن للشعب العراقي حقوقه الأساسية في الحرية وسيادة القانون ويضمن التداول السلمي للسلطة عبر انتخابات دورية.السوريون المعاصرون
وما أثار اهتمامي أكثر هو عدم وجود اسم للمؤلف، إذ اكتفى الناشر بأن ذكر على الغلاف "بقلم طالب دراسات شرقية" . وكان مؤلف الكتاب قد قام برحلة إلى سورية وجبل لبنان في الأعوام 1841 و1842 و1843 . والأمر الذي يثير الاستغراب هو السبب الذي جعل المؤلف ألاّ يذكر اسمه، وما هدفه من هذه الرحلة التي استمرت طوال ثلاث سنوات، انطلاقاً من الإسكندرية ووصولاً إلى بيروت التي انطلق منها إلى جبل لبنان ودمشق وحلب والساحل السوري حتى السويدية وإنطاكية الإسكندرونة . فإذا كان الهدف من رحلته الإطلاع على أحوال الناس والأوضاع السياسية السائدة في جبل لبنان وسورية عامة، وتدوين ملاحظاته وانطباعاته عنها، فلماذا لم يذكر اسمه لكي يُعترف بفضله، أم كان هدفه تعلم اللغة العربية، أم غير ذلك من الأهداف غير المعلنة للرحّالة؟ في جميع الأحوال، ستظل هناك أسئلة كثيرة وتكهنات أكثر . ولكن ما يهمنا هو ما دوّنه الكاتب من أحداث وانطباعات قد تلقي الأضواء على فترة لم تحظ بالكثير من عناية الباحثين . ولعل الكتاب يوفر للباحثين والدارسين المهتمين مادة هامة عن تلك الفترة التاريخية .كونشرتو الذئب - سيرة شعرية لحياة ذئب أشقر
ركن الدين في ثمانينه، في مجلسه، بين يديه أحفاده يجتمعون على "منقل" القهوة المرّة، أحد عشر كوكباً منيراً يتحلّقون حول شمسه بمهابةٍ وخوفٍ قدسّيٍ لا يجرح صمته سوى صوت طقطقة عقد الحطب وانثيال حبات السبحة الترابية التي تحمل وِرْد الصوفيين إلى أن تذوب على آخرها .. كان صوت وقوع حبةٍ على أختها يصدر صوت ارتطام جثةٍ على أرض بئرٍ جافة أو وجيب يمامةٍ قبيل الفجر . دياب بشعره الأشقر ورأسه الكبير يواجه جدّه وهو يلفّ التتن ويبصق بقايا "البافرة" في وجهه، يقول : جدي .. مرعي يقول : إن "الديب" غدار؛ وأنه بمقدور كلبين أن يشلّخاه تشليخاً! ركن الدين ينظر بتلك النظرة المرعبة لمرعي ويقول بصوته الجنائزي : "وأنت "إيش عرفك انو الديب غدار ولاك؟ أم أننا نصدق كل ما قاله لنا رعيان هذه الأيام"؟ مرعي بترددٍ وخوف : جدي .. فات "الديب" على حوش بيت سليم أول البارحة، قتل لهم تسعة خرفان وخرج .. "قتلهم هيك .. وراح .. إيش بيكون الديب"؟ ركن الدين : عند بيت سليم ثمانية كلاب لماذا لم "يشلخوه تشليخاً"؟! ومن ثم .. قتل بيت سليم جراءه آخر الصيف .. اسمع "ولاك" أنت وهو ( بهذه اللحظة يصدر الذئب البعيد صوتاً متقطعاً ) : "الديب" قبل أن ينزل هذه النزلة يخبّر!، بيت سليم غُشم .. لقد أخبرهم وأنا سمعته بأذنيّ هاتين . تذكروا جيداً : إن سمعتم الديب يعوي "لخم" ويسحب نفَسه كما يسحب نفَسه المسهوم يكون جائعاً ولا زاد لديه، يعني نازل نازل .. "كل واحد يضبّ غنمو وبلا مرجلة" .. أما إن سمعتموه يغرد وكأنه يُسمّع بحرَ الرجز في الكُتّاب، فإنه يغني . لا خوف عليهم ولا هم يحزنون" .الأخوات الثلاث: نساء مميزات رسمن تاريخ الصين الحديث
قصة مثيرة عن الحب والحرب والمنفى والتآمر والخيانة، تأخذنا في رحلة مؤثّرة، من أراضي المنفى في اليابان وبرلين إلى غرف اللقاءات السرية في موسكو. تكشف يونغ تشانغ في سردها العاطفي والملحمي حيوات ثلاث نساء مميزات ساعدن في رسم تاريخ الصين في القرن العشرين. ثلاث أخوات ينطلقن من منزل واحد لتتشابك مصائرهن وتفترق لتمتد حياةً كاملة تعيش فيها الصين أعقد التحولات وأكبرها. أظهرن شجاعة عظيمة واختبرن الحب العاطفي واليأس وانكسار القلب، خاصة عندما انتسبن إلى محاور سياسية متناقضة. تعد قصة الأخوات الثلاث من شنغهاي من أشهر القصص الحديثة. ففي الوقت الذي عانت فيه الصين مئة عام من الحروب والثورات، لعبت كل واحدة منهنّ دوراً حاسماً وتركت أثراً لا يمكن محوه في التاريخ.قافلة حكايات مغربية
يروي في هذا الكتاب جملة من التجارب الذاتية المتنوعة والمشاهدات الشخصية العديدة التي طاف بها الكاتب بين مدن المملكة المغربية، بدءاً من كازابلانكا، ورزازات، مكناس، شفشاون، تطوان، مراكش، الرشيدية، العرائش، يقدِّم أبو اليزيد نظرة بانورامية قائمة على اختراق الجغرافيا والأماكن، مما ورد في الكتاب: "لم يُبقِ الدَّهْرُ من سِجلماسة إلا الأطلال، فأخذنا نستفتي مؤرّخين وموسوعات في تاريخ المدينة البائدة. وضع أبو القاسم سمكو بن واسول المدراري الصفري، زعيم وقائد خوارج مكناسة الصفرية أساسات الدولة في سجلماسة، ولكنه جعل أوّل حكامها عيسى بن يزيد الأسود، كي يتَجَنّبَ الصراع بين مختلف الفصائل المكناسية. والتي أبدت رغبتها في السلطة، ويرسّخ مبدأ المساواة بين كل المسلمين وأحقّية كل واحد منهم ليكون حاكمًا، مهما كان جنسه أو لونه، فضلًا عن الكثافة السكانية العالية للعنصر الأفريقي بسجلماسة في ذلك الوقت، خاصة إذا علمنا أن معظم قبائل مكناسة لم تستقرّ بعد بالمنطقة خلال هذه الفترة التأسيسية، بالإضافة لسبب اقتصادي بحت، وهو جذب وتشجيع تجارة القوافل مع أفريقيا جنوب الصحراء."لا عشبة عند ماهوتا : من منائر بابل إلى جنوب الجنوب
يتناول الكاتب في هذا الاصدار رحلته نحو نيوزلندا الواقعة في جنوب الجنوب، تبدأ عتبة الحكاية من بغداد ومنها إلى عمان التي تشكِّل بوابة العبور نحو العالم الجديد في نيوزلندا، يروي بكثير من التفاصيل وبذاكرة مفتوحة على الألم الإنساني كل ما مرَّ به خلال اغترابه في منفى لم يختره أبداً لأكثر من عقدين من السنوات، ليضع القارئ في مواجهات حقيقية مع تجاربه الشخصية في رحلة الحياة، مما ورد في الكتاب: "مِلفورد ساوند، مكان لن يُمحى من الذاكرة، قليلة هي الأيّام التي عشتُها في حبور ودهشة وبهجة واسترخاء، على الرغم من نوبات الحزن والحنين والشعور بالوحدة وصور الماضيّ المتخم بالأسى التي تلاحقني، بل وتتربّصني، وكأنها ترفض أن أتنعّم بالراحة؛ هذا هو قدر اللاجئ ينمو لديه الماضي المؤلم، وتتضخّم ذكريات الحزن والوجع، حتّى يُخيّل لي أن الإنسان الذي يبقى في وطنه وذكريات أساه ومعاناته جذوره ضعيفة، لكن، ما إن يترك الإنسان وطنه حتّى تصبح الغربة أرضًا خصبة لتقوية ونموّ جذور الخراب في حياته."خواطر السنين
اختلطت في الكتاب مذكرات المهندس المعماري محمد مكية، مع تاريخ مدينة بغداد. وهي أقرب إلى عرض سيرة شخصية وتجربة حياتية للكاتب وللمدينة معاً، صاحبهما النجاح والفشل. وبقدر ما حاز الكاتب نجاحاً شخصياً كبيراً وصيتاً واسعاً عمّ أرجاء العراق والعالم العربي وامتدّ إلى أوروبا عبر صلاته التي وطّدها مع معماريين عالميين، فإنه ما زال يعاني ألم الفشل في تحقيق حلمه بإنشاء مشروع المدينة الجامعية للكوفة، وإقامة ميدان يمتد من بوابة جامع الخلفاء إلى جهة النهر، وإعادة تخطيط طرق بغداد ومحلاتها وأن يظللها بأشجار النخيل. أحلام إنسانية ذات رومانسية عالية. ليست مستحيلة التحقيق، لكنها ما زالت خارج الزمن العراقي. ولعل الملل من انتظار اللحظة المناسبة لتحقيق هذه الأحلام، هو ما دفع مكية ;الحالم; إلى أن يبحث عمّن يتولى بعثهما في قرن قادم أو حتى ألفية قادمة! عندها ستكون بغداد ;جنة خلد; تتعالى حتى على مجدها العباسي.بالخلاص، يا شباب!: 16 عاماً في السجون السورية
اعتقل الشاب ياسين الحاج صالح من كلّية الطب في جامعة حلب بتهمة الانتماء إلى حزب معارض... تنقّل بين سجن حلب المركزي ومعتقل عدرا في دمشق مدّة خمسة عشر عاماً. قبل أن تنتهي مدّة حكمه يُعرض عليه أن يصبح مخبراً، يكتب التقارير ويشي بأصدقائه. يرفض ياسين، ويرحَّل مع ثلاثين سجيناً إلى سجن تدمر الرهيب، ليمضي سنة إضافية في مكان جحيمي لا تنفتح أبوابه إلا لتلقّي الطعام والعقاب. هناك، لا أخبار جديدة، لا طعام شهياً، لا زاد عاطفياً، لا شيء طازجاً من أي نوع. زمن آسن متجانس، أبدية لا فوارق فيها ولا مسام لها. سجناء يقتلون الوقت بما يتاح من وسائل التسلية، وآخرون يروّضونه بالكتب والأقلام. عالم بلا نساء، لا أسرار فيه ولا خصوصيات. زمن الثورة السورية يبدو وقتاً مناسباً للإفصاح عن هذه النصوص المؤلمة، حيث تجربة سجين ومفكّر سياسي عاش ستّة عشر عاماً من عمره على حافة التحطّم والخوف.