تاريخ وليم الظافر
يؤرخ هذا الكتاب لحقبةٍ زمنية مهمة من تاريخ الدولة الإنجليزية مُمثَّلةً في شخص وليم الظافر، ذلك البطل المقدام الذي استطاع أن يُخْضِعَ الدولة الإنجليزية لقبضة سلطانه بحجة أنه هو الوريث الأصيل لعرش إنجلترا، وأن الملك الذي تربَّع على عرشها لم يكن ملكًا شرعيًّا لها. ويقصُّ لنا الكاتب التدرُّج المرحلي الذي مرَّ به وليم حتى اعتلى عرش نورماندي، ويجلي لنا السياسة التي كان ينتهجها وليم الظافر في حكم هذه الإمارة، والمؤامرات التي حِيْكَت له من لَدُن خصومه إبَّان حكمه لها، وقد برع الكاتب في صَوغ المقدرات الذاتية لتلك الشخصية، فلم يأسرها في صولجان المُلك بل صوَّر أطوارها ونوَّعها ما بين الحب والسياسة وسطوة الصراع على المُلْك.تاريخ ابن خلدون
اهتم شكيب أرسلان في هذا الكتاب بتاريخ واحد من أبرز العلماء والفلاسفة في التاريخ الإنساني، وهو العلامة «ابن خلدون»، حيث وجد في كتابهِ المسمى بـ«كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر» درة علمية نفيسة تشكل أحد أعظم الكلاسيكيات الاجتماعية في التراث الإنساني، ويعتبر الكثير من العلماء أن ابن خلدون هو مؤسس علم الاجتماع الحديث، وفي الكتاب الذي بين أيدينا يتناول أرسلان هذا العمل الكلاسيكي بالشرح والتعليق والتطبيق.توفيق الحكيم
يعد هذا الكتاب عملًا نقديًّا رصينًا، وينقسم هذه العمل إلى قسمين؛ يشكل القسم الأول (الخاص بالدكتور إسماعيل أدهم) ذلك الجانب الأكبر منه، حيث يدرس فيه أدهم «توفيق الحكيم» بشخصه، وفنه دراسة أدبية تعتمد على طرائق البحث التحليلي والمنهجي، أما القسم الثاني فكتبه إبراهيم ناجي عن حياة توفيق الحكيم النفسية، وعقله الباطن، بما يحمله من جوانب خفية، كما يستعرض السياق التاريخي للنهضة الأدبية العربية، وكيف نشأت فيه هذه الشخصية الأدبية ذات الطراز الرفيع.
كلِمات نابُليون
ترفض بعض المدارس التاريخيَّة التفسيرات البطوليَّة للتاريخ، والتي عادةً ما تتخذ من مفهوم البطولة محرِّكًا له، إلا إن قبول مثل هذه التفسيرات عند المدارس الأخرى له ما يبرِّره، فلا يمكننا أن نستبعد الخصائص الذاتيَّة الفريدة للشخصيَّة التاريخيَّة، والتي تسهم بقسطٍ كبير في سَيْر حركة التاريخ على نحو ما أرادت لها الذات الإنسانيَّة، كما لا يمكننا التعويل فقط على الظروف الاجتماعيَّة والسياسيَّة والاقتصاديَّة والعسكريَّة باعتبارها هي فقط ما يصنع التاريخ، وكأنَّ مفهوم الإرادة الإنسانيَّة غير موجود أو عاجز عن التحكُّم ولو بقَدْرٍ ما في مسار التاريخ. وفي هذا الكتاب يستعرض «إبراهيم رمزي» إحدى تلك الشخصيات العظيمة التي أثَّرت برأيه في تاريخ الغرب والشرق، وهي شخصية «نابليون بونابرت»؛ الإمبراطور الفرنسيُّ الشهير الذي تولى زمام الحكم في فرنسا، وكان له الأثر البالغ في التاريخ الحديث.محمد إقبال
في الكتاب الذي بين أيدينا يصف المؤلفُ المفكِّرَ الهنديَّ الكشميريَّ الشهير «مُحمَّد إقبال» بأنه شاعرٌ نابغة، وفيلسوف مُبدع. ولمَّا كان «عبد الوهَّاب عزَّام» شديد الإعجاب بشخصية إقبال الصُّوفية، أراد أن يُترجِم للرجل ترجمةً وافية توفِّيه حقَّه، وتقدِّم لفهم دواوينه مُترجمَةً إلى العربيَّة، وذلك بعد سنواتٍ مرَّت على وفاته التي هزَّت «لاهور» والعالم الإسلامي بأسره عام ١٩٣٨م. يعرض الكتاب لحياة إقبال بدءًا من نشأته الأولى وأسرته، ونرى كيف أسهمت أسفاره في نموِّه الفكريِّ واتساع ثقافته متعلِّمًا ومعلِّمًا، ومن ثمَّ انعكاسات ذلك على شعره وفلسفته. وكان مُحمَّد إقبال صاحبَ مذهبٍ فريد في الشعر والفنون، فالفن عنده هو الذي يمدُّ الإنسان بإلهامٍ لا ينقطع، ويقوِّي ذاتيَّته التي هي مقصود الحياة، وهذه الروح أسهمت في جعل كثير من قصائده أقرب إلى الفلسفة منها إلى الشعر.بديع الزمان الهمذاني
يُبرهن هذا الكتاب على أنَّ التاريخ لا يُصنع إلا بعبقرية العظماء الذين يُسَيِّرون حركة المجد في موكب التاريخ، وقد أسهم هذا الكتاب في البرهنة على ذلك عندما أرَّخ كاتبه لفَيْلَقٍ من فَيَالِقَةِ الأدب العربي يُدْعى بديع الزمان الهمذاني؛ فقد تناول الكاتب في هذا المُؤلَّف كل ما يتعلَّق بالحيثيات السياسية والاقتصادية والأدبية التي عَهِدَها عصره، كما تطرَّق إلى ظروف نشأته، وآراء الكُتَّاب فيه، وقد وُفق الكاتب في وصف تلك العبقرية حينما استعان بالآثار الأدبية التي أبدعها الهمذاني من مقاماتٍ ورسائل؛ فكان بذلك الأسلوب كمن يُبْحِرُ بمجداف بحارٍ خبير بآثار تلك الشخصية على صفحة ماء الأدب، كما يُثبت الكاتب أنَّ العظمة الأدبية لا يُشترط فيها الكثرة؛ فقد يُخلَّد الإنسان ببضع آثار تمجده في صفحة التفرُّد والفَخَار.حياة محمد
كتب العديد من المؤرِّخين قديمًا وحديثًا عن سيرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ولكن يبقى كتاب «حياة محمد» لمحمد حسين هيكل، من أبرز الكتب التي كُتبت في العصر الحديث حول هذه الشخصية التاريخية والدينية العظيمة؛ ففي هذا الكتاب يستعرض هيكل تلك الفترة المفصليَّة من التاريخ البشري، بأسلوب علمي راقٍ خالٍ من التعصُّب والتحزُّب، كما يحرص على عدم مجاراة السرديات التاريخية السائدة في عصره والمتمثِّلة في اجترار مناهج القدماء، فقد حاول بدلًا من ذلك أن يغيِّر منطلقاته المنهجية ليعتمد على أساليب البحث التاريخي الحديثة للاقتراب من الحقيقة التاريخية أكثر؛ حيث أسَّس رؤيته انطلاقًا من الاستقراء والتجريب والملاحظة، واستعمل العقل بجانب النقل، وقد أثبت هيكل بحقٍّ من خلال هذا العمل الرائع أنه مؤرخ قدير وعالم جليل.حياة ابن خلدون ومُثل من فلسفته الاجتماعية
هذه محاضرة ألقاها الشيخ «محمد الخضر حسين» بأحد احتفاليات «جمعية تعاون جاليات أفريقية الشمالية» عام ١٩٢٣م، وكانت الجمعية تهدُف إلى النهوض بأبناء الجاليات الإفريقى في آدابهم وفنونهم وعلومهم. فرأى الشيخ «الخضر» أن تكون موضوعها سيرة عَلَم من أعلام الفكر العربي والإسلامي، وأحد الذين أدركوا بصفاء أذهانهم، وعلو هممهم، ليكون محفذًا لهذه العقول، وموقظًا لهذه الهِمَم. ووقع الاختيار على الفيلسوف الاجتماعي الكبير «أبي زيد عبدالرحمن بن خلدون» ، فعرض لنشأته، ونبوغه، ومحنه، ورحلاته، واتصاله بأهل السياسة والحُكم، كما عرض الشيخ في هذه المحاضرة لشيء من فلسفته الاجتماعية، ولمجموعة من قواعده العلمية التي وضعها لتفسير أحوال المجتمعات الإنسانية.ذكرى أبي الطيب بعد ألف عام
يَعْمَد الكاتب في هذا الكتاب إلى استحضار عظمة المتنبي بسرد ذكرياته بعد ألف عامٍ؛ فيذكر حيثيات النشأة، والعوامل التي فجرت المَعِيْنَ الشعري لأبي الطيب مستحضرًا تاريخه الشعري في منطقة الشام التي كانت شاهدةً على العلاقة التي ربطت بينه وبين سيف الدولة؛ تلك العلاقة التي خلَّدها الشعر وقطَّعَ أواصرها الوشاة الذين اضطروه إلى الارتحال إلى مصر والعراق. ويفصِّل لنا الكاتب الأهوال والمصاعب التي أحاطت به عندما حطَّ رِحَالَهُ فيهما، ثم يتناول الأخلاق التي أُثِرَت عن أبي الطيب وطموحه الشعري، والمناظرات التي دارت بينه وبين أنداده من الشعراء، والظروف التي أحاطت بمقتله.روح عظيم المهاتما غاندي
يصف العقاد «المهاتما غاندي» بقديس القرن العشرين. فيقول: إن ذلك الرجل المسالم البسيط استطاع أن يجمع الهند على كلمة واحدة رغم تعدد ثقافاتها واختلاف ملل أبنائها، بشكل يجعلها أقرب لكونها دول مختلفة لا دولة واحدة، فكانت مهمة توحيدها ضربًا من الخيال. ومن خلال سياسة المقاومة السلمية (الاهمسا) التي دعا إليها غاندي واستمدها من التعاليم الدينية المتسامحة التي كانت بالهند، استطاع أن يجبر الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس أن تترك مستعمراتها الثرية الشاسعة بالهند دون عنف. والعقاد كعادته في تناوله لسير الأعلام يدرس ما يعتبره مفاتيح شخصياتهم وسماتهم النفسية، فنجده يرد بعض الحوادث التاريخية ليبين عبقرية غاندي ومدى سمو نفسه وروحه السمحة، بحيث أصبح رمزًا للسلام واللاعنف وأبًا روحيًّا للهند الحرة.شاعر الغزل عمر بن أبي ربيعة
كان «عمر بن أبي ربيعة» ظاهرة أدبية تستحق الدراسة؛ فهو شاعر الغزل الوسيم عظيم الموهبة، وهو أيضًا المُحِب للنساء المُولَع بالحديث إليهن ومصاحبتهن، فعُرِفَ عنه أنه كان ينتظر موسم الحج حيث تكون النساء حاسرات الوجوه، فيتأنق ويلبَس أجمل ما عنده وينطلق متقربًا منهن، فينظم أبيات الغزل في صفاتهن وجمال خلقتهن، والقارئ لشعره يجده شديد الإعجاب بنفسه فيشير في الكثير من قصائده إلى إعجاب النساء به وتهافُتهنَّ عليه. ولقد مُدِح عمر من شعراء كبار على وزن «جرير» و«الفرزدق»، كما برع في استعمال الأسلوب القصصي في شعره فكانت قصائده تحمل جوًّا نثريًّا.عبد الرحمن الناصر
تدخل رواية «عبد الرحمن الناصر» ضمن سلسلة روايات تاريخ الإسلام. ويروي جرجي زيدان في هذه الرواية وقائع تاريخية حدثت في الأندلس في عهد ولاية عبد الرحمن الناصر. ويتخلل ذكر هذه الوقائع وصف لبلاد الأندلس وللحضارة التي أقامتها، ولعادات وتقاليد أهلها في ذلك زمن. ويحاول زيدان في الرواية أن يطل بالقارئ علي مشهد بانورامي لذلك العصر، فيصف القصور الفخمة، الطريقة التي يُستقبل بها وفود ملوك أوروبا بالهدايا، وغير ذلك من مشاهد مفصلة تجعل الماضي حيا في ذهن القارئ.الملك كورش
الروايةُ التي بين يديك هي جزءٌ من مشروع ثقافي جريء تبنته الأديبة «زينب فواز» لإعادة كتابة التاريخ ونشره بين الناس، من خلال قص أحداثه في الروايات الأدبية والمقالات الصحفية. وقد ارتكزت على قرائتها المتعمقة والموسعة للتاريخ القديم، فقدمت لنا قصةً ملحميةَ الطابع عن الملك الفارسي «كورش» الذي كانت ظروف ميلاده ونشأته غاية في الغرابة؛ فقد رباه راعٍ فقيرٌ — وهو سليل الملوك — بعد أن هربت أُمُّهُ الملكة التقية «مندان» من بطش أبيها المجوسي المتعصب الذي كاد يُزهق روح ابنها لرؤيا غريبة أتته وقَضَّ تأويلُها مضجعَه. ولكنها تهرب بمعونة بعض المخلصين لتبدأ سلسلة جديدة من الحوادث المثيرة والمتصاعدة التي تُبعد الأم عن طفلها. كيف سيصبح «كورش» ملكًا عظيمًا بعد كل هذا؟ هذا ما ستعرفه لو قرأت الرواية.تربية سلامة موسى
التربية. إنها الكلمة التي اختُزِلَت في شقائق حروفها السيرةُ الذاتية لسلامة موسى، تلك السيرة التي جمعت بين جنباتها ذكريات الطفولة والصبا، وأهم الشخصيات البارزة التي ألقت بظلالها التأثيرية على نشأته وثقافته التي جسدت تاريخ العصر الذي عاش فيه، والمراحل التعليمية التي مرَّ بها في مصر وبلدان أوروبا. والتي شكَّلت بدورها رافدًا جديدًا من روافد الثقافة المجسِّدة لطبائع عصره أدبيًّا وسياسيًّا وعلميًّا. ويُحمد للكاتب أنه طبع سيرته الذاتية بطابع يكفل لها أن تكون شاهدة على عصره بكل ما فيه من تقلُّبات سياسية وفكرية أسهمت في ميلاد فكر حديث يحاكي العصر على اختلاف قضاياه.الشاعر الطموح
«الشاعر الطموح» هي قصة تجمع بين دفتيها مَجْمَعًا نَفِيْسًا للأمثال؛ فهي تروي لنا سيرة أبي الطيب المتنبي، الشاعر المُعذَّب في قطف ثمار الطموح الشعري والنبل الأخلاقي، وتوضح لنا الوشاية التي تعرَّض لها المتنبي من لدُن خصومه، والتي أفضت إلى القطيعة بينه وبين سيف الدولة الحمداني، وقد برع «علي الجارم» في إجلاء ضروب الحكمة التي ترقرقرت في صورة ماء فيَّاض ينحدر من معين الشعر الصادق الذي صاغه المتنبي، وكأن لسان حال شعر أبي الطيب يقول: أنَّ النبل والشرف، والإباء، والأنَفَة سماتُ لشاعرٍ شريف كُتِبَ عليه أن يوأَدَ في قبور الصراع البشري الآثم، وتوضح لنا القصة أنَّ الشعر سمة لا توهَب إلا لأصحاب السرائر والقلوب الطاهرة النقية، لأن الشعر ينهل من منهل روحانيٍ وجداني، ومُحال أن يجتمع الصدق والكذب في قلبٍ شاعريٍ واحد، ويخرج لفظًا شعريًا وجيهًا في مغزاه ومعناه؛ تلك هي الرسالة التي أراد المتنبي أن يخلدها شرفًا محفورًا على جبين الوجدان، رسالة برى صاحبها وخلّده شعره في آفاق الأزمان.الصدِّيقة بنت الصدِّيق
«عائشة بنت أبي بكر» زوجُ النبيِّ وحلِيلَتُه، أم المؤمنين، بنت الأكرمين، بنت الصاحب الصديق، أجاد «العقاد» في عرض جوانب شخصيتها المتفرِّدة، فتجدها أنثى ككل النساء، يعتريها ما يعتريهنَّ من حُبٍّ ودَلال، وزوجة للنبي تَغارُ كمثيلاتها وتتشاكس مع زوجها، وتألفها أمًّا للمؤمنين، تعلمهم وترشدهم وتُبيِّن لهم ما خفي من سيرة الرسول الكريم، وتجدها الأديبة التي تُحسن الشِّعر، وتجدها المرأة التي يهمها شأن أمتها، فتشارك في الحياة العامة حين تقتضي الضرورة ذلك، ولا عجب في ذلك، فهذا شأن الإسلام في كل شيء؛ يصنع ويؤلف النماذج، فها هي زوج النبي تُقدم أروع الأمثلة للمرأة العربية ذات الحقوق المَصُونة، والآداب الرفيعة، والحياة الكريمة.حياة قلم
عاش العقاد بالقلم وللقلم؛ فكان الأدب والمقال حرفته التيَ شُغِفَ بها، وعاش من كَسْبها. كما آمن بقوَّة الكلمة وقدسيَّتها، وأنها بنورها تهتدي الشعوب، أو تضل؛ لذلك قطع على نفسه عهدًا صارمًا بأن يكون كاتبًا مفيدًا نافعًا؛ فكان لقلمه الخلود. وعبر صفحات الكتاب نعيش لحظات ميلاد هذا القلم الفذِّ ونشأته وتطوره. فيتحدث العقاد في عجالة عن سنوات صباه وتعلمه ثم عمله موظفًا، حتى إنه شقَّ طريقه في بلاط الصحافة كاتبًا للمقال في ظروف مادية وسياسية شابتها الكثير من المصاعب والمحن كاد بعضها أن يقصف قلمه، ولكنه أبدًا لم يَحِدْ عن مبادئه التي آلى على نفسه التمسك بها؛ فعاش ومات مخلصًا لها.تذكار جيتي
لا يمكن إنكار الطبيعة الخاصة للنفس والثقافة الألمانية؛ حيث يرى العقاد أن الروح الألمانية صُبِغت بنزعة باطنية فلسفية تهتم بالمعنى العميق للحياة ولا تستغرقها الدنيا الظاهرة، فأخرجت فلاسفة كبارًا ومصلحين دينيين ثوريين وموسيقيين عِظامًا وأيضًا شعراء مميزين، ومن أهمهم كان «جيتي» أو المعروف ﺑ «جوته» الشاعر الفيلسوف صاحب الخيال الخصب والثقافة الموسوعية، حيث أَثْرت والدتُه خياله وهو صغير بما كانت ترويه له من قصص وآداب من التراث الألماني. أما ثقافته وعلمه فقد كان الفضل لوالده المحامي الذي شارك في تثقيفه وتعليمه عدة لغات اطَّلع من خلالها على ذخائر الآداب المختلفة، كذلك كان شغوفًا بالدرس والاطِّلاع حيث درس العلوم الطبيعية وشيئًا من الطب بل حتى قرأ في السحر القديم؛ لينتج لنا هذا العقل الثري آثارًا أدبية مهمة في الرواية والشعر والمسرحية والفلسفة، أشهرها كانت رواية «فاوست» الفلسفية.عبقري الإصلاح والتعليم
يُقدِّم الكاتب الكبير «عباس العقاد» ترجمةً ودراسةً أمينة لحياة إمام التنوير في العصر الحديث، «الشيخ محمد عبده». فيعرض أحوال المجتمع الذي وُلِد فيه الشيخ، وكذلك طبيعة القرية المصرية آنذاك، كما يبيِّن حال الأزهر والفِكْر الذي ساد شيوخه، مبيِّنًا طبيعة العلوم التي قدَّمها وطرق تدريسها. ثم ينتقل لطفولة الشيخ وحياته وتعلُّمه في قريته «محلة نصر»، كما يقدِّم الشيوخ الذين أثَّروا في مسيرته وشكَّلُوا وجدانه؛ فيتحدث عن أستاذه الأهم «جمال الدين الأفغاني» ودوره في بلورة فِكْر محمد عبده. ويعرض بشيء من التفصيل مواقف الشيخ من القضايا والأحداث الكبرى ﮐ «الثورة العرابية»، وقضية «القومية العربية». والكتاب خلاصة فِكْر الشيخ وفلسفته وأفكاره الإصلاحية في التعليم والثقافة، ودوره التنويري في المجتمع، وسعيه الحثيث لإيقاظ الوعي المصري.معاوية بن أبي سفيان
ليست تِلْكمُ الصفحات مجرد سيرة لـ«معاوية بن أبي سفيان» ولا سردًا لتاريخه، ولا سجلًّا لأعماله، ولكنها — كما يقول «العقاد» — تقدير له وإنصاف للحقيقة التاريخية وللحقيقة الإنسانية، فلم يكن قيام الدولة الأموية وانتهاء عصر الخلافة حدثًا عابرًا، بل كانت له أصداؤه وتوابعه، ودراسة شخصية «معاوية»؛ مؤسس هذه الدولة على أنقاض دولة الخلافة، وأحداث الفتنة في عهد «عثمان»، وخلافه مع «علي بن أبي طالب»، أخذت حيِّزًا كبيرًا من كُتب التاريخ بين ناقِم كاره، ومُباهٍ مُفاخر، فنجاح معاوية في إقامة هذه الدولة التي امتدت لسنوات طويلة لم يكن من قبيل الصُّدفة، بل كان له تمهيد كبير ربما بَعُدت جذوره إلى ما قبل ظهور الإسلام، فما حصَّلَه «معاوية» من الخِصال والصفات أهَّلَه لأن يحصد ما زرعه الأجداد.وَرْدَةُ اليَازجِي
وردة اليازجي هي أديبة لبنانية، اشتهرت بكتاباتها الأدبية والشعرية، فقدمت لونًا مميزًا من الأدب والشعر، وكانت لها الريادة في النهضة الأدبية النسائية أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، وقد أظهرت وردة اليازجي نبوغًا فكريًّا منذ الصبا، حيث قرأت الأدب على أبيها الشيخ ناصيف اليازجي، كما نظمت الشعر، وكان أكثر شعرها في المراثي، وقد تجمع لها ديوان صغير بعنوان حديقة الورد، وقد حاولت الآنسة مي زيادة في هذا العمل أن تبرز القيمة الأدبية والشعرية لوردة اليازجي، حيث قدمت مي عملًا نقديًّا متميزًا وفريدًا، تابعت من خلاله الأديبة والشاعرة وردة اليازجي في حياتها وفكرها وشعرها.صـلاح الـدين الأيـوبي
وتدخل رواية «صلاح الدين الأيوبي» ضمن سلسلة روايات تاريخ الإسلام، وتتناول الرواية الفترة التاريخية التي انتقلت فيها مصر من الحكم الفاطمي إلي الحكم الأيوبي، بانتهاء حكم الخليفة العاضد كآخر الخلفاء الفاطميين، وبداية حكم السلطان صلاح الدين الأيوبي البطل التاريخي المعروف وصاحب معركة حطين. كما تتضمن الرواية في وقائعها وصفا لطائفة الإسماعيلية المعروفة بجماعة الحشاشين، وهي طائفة انفصلت عن الفاطميين في القرن الثامن الميلادي لتدعو إلى إمامة نزار بن المستنصر بالله ومن جاء مِن نسله، واشتهرت هذه الطائفة ما بين القرن الثامن والقرن الرابع عشر، ويتزعمها في هذه الرواية رجل يدعي راشد الدين سنان.ابن رشد
حفَلَ التاريخ العربي بعلماء أعلام أضافوا للحضارة الإنسانية الكثير، ومن هؤلاء كان الفيلسوف «ابن رشد» الفقيه والطبيب والفيزيائي والقاضي المسلم، المولود في «قرطبة» والذي عاش في وقتٍ كانت الأندلس منارة ثقافية وعلمية وحضارية كبرى بعلمائها ومكتباتها. كان لابن رشد إسهام عظيم في الفلسفة؛ حيث قدَّمَ شروحات للفلسفة اليونانية احتفى بها الغربُ وترجَمَها، وقد رأى ابن رشد أن ليس ثمة تعارُض بين الدِّين والفسلفة فكلاهما ينشد الحقيقة. وهذه الشروح حملت الكثير من فلسفته الخاصة، تلك الفلسفة كانت سببًا من أسباب نكبته المعروفة؛ حيث أُحْرِقت كُتُبه، وتم نفيه بعيدًا عن دياره بعد أن اتُّهِمَ بالزندقة والإلحاد بإيعاز من حساده، وإنْ كان قد بُرِّئَ منها في أواخر حياته. وقد تناول العقاد في هذا الكتاب سيرة هذا الفيلسوف ومحنته التي كان سببها إيمانه بقوة الكلمة وشرفها.ابن تيمية
هو أحد أبرز أعلام العرب والمسلمين في القرن الثالث عشر الميلادي، لُقِّب «شيخ الإسلام». كان رجال أسرته من كبار علماء الدين والفقه الذين خُلِّدت أسماؤهم والكثير من آثارهم. وقد استطاع «ابن تيمية» الإلمام بالكثير من العلوم، وترك موروثًا ضخمًا من الكتب حول: تفسير القرآن الكريم، والحديث، والفقه، وعلم الكلام، والفلسفة، والعلوم الطبيعية، وغيرها، أما عن آرائه فقد اختلفت في كثير من الأحايين عن آراء غيره من علماء الدين؛ مما تسبب في كثرة معارضيه ومخالفيه من علماء وفقهاء عصره، ومن جاء بعدهم. وفي هذا الكتاب يُقدِّم لنا «محمد يوسف موسى» دراسة وافية عن سيرة «ابن تيمية» الذاتية، فيُحدِّثنا عن أهم ملامح وسمات عصره، كذلك أسرته، ونشأته، وعلومه، فضلًا عن أهم آرائه وفتاويه، وأبرز مواقفه الدينية والاجتماعية والسياسية.ابن رشد الفيلسوف
يُعدُّ «ابن رشد» واحدًا من أهم وأشهر فلاسفة الإسلام. ظهر في منتصف القرن السادس الهجري في الأندلس، وتمتع بشهرة واسعة بين فلاسفة وعلماء عصره في العالم العربي، والغربي أيضًا، ودافع كثيرًا عن الفلسفة، وخاصة في كتابه «تهافت التهافت»، الذي ألفه ردًّا على الهجوم الشديد الذي وجَّهه الإمام «الغزالي» لأفكار وآراء بعض الفلاسفة في كتابه «تهافت الفلاسفة»، كذلك قام «ابن رشد» بتصحيح أفكار بعض الفلاسفة السابقين، أمثال: «ابن سينا»، و«الفارابي» في فهم بعض نظريات «أفلاطون» و«أرسطو». وفي هذا الكتاب يُقدِّم لنا «محمد يوسف موسى» عرضًا موجزًا لسيرة «ابن رشد» الذاتية، فيتحدث عن أسرته، ونشأته، وعلمه، ومحاولته التوفيق بين الفلسفة والشريعة الإسلامية؛ حيث كان ابنُ رشد يرى أنه لا يوجد تعارض فيما بينهما، كما يُلقي المُؤلِّفُ الضوءَ على نظريته في المعرفة.ابن جبير في مصر والحجاز
يتناول كيلاني في هذا العمل أحد أعظم الرحالة المسلمين، وهو ابن جبير، تلك الشخصية التي جابت أسقاعًا كثيرةً من أرجاء البسيطة، وقدمت لنا فوائد جليلة في علم الجغرافيا، وأدب الرحلات. وقد قدم كيلاني هذه الشخصية بأسلوب عبقري شائق، ينسجم مع خيال الأطفال، ويتناغم مع مداركهم العقلية.أَبُو صِير وَأَبُو قِير
قصة أبي صير وأبي قير: كان أحدهما حلاقًا والآخر صباغًا وقد تعاهدا على الوفاء، فخان أبو صير صديقه ولكن أخلاق أبي قير أنجته من الخيانة.أبو العلاء
حاز «أبو العلاء المعري» مكانةً كبرى وسط شعراء العرب؛ حيث حملت أبيات شعره فلسفتَه في الحياة، كما كان صاحب آراء مثيرة للجدل في قضايا دينية واجتماعية. وصحيح أن المعري قد حبسه العمى عن الإبصار إلا أنه كان حادَّ البصيرة، فكان مُحبًّا للعلم متوقِّد الذهن وُهِب قوًى كبيرة للحفظ بشكل لفت الأنظار، وقد أحاطت حياتَه الكثيرُ من الألغاز والأسرار، حيث حكى الكثيرون قصصًا غريبة عن قدراته وحضور ذهنه واعتبروها فلتةً غير مفهومة من الطبيعة؛ فكثر حساده وكذلك معجبوه. وهذا الكتاب يقدم رحلة تصوَّرها العقاد يعود فيها المعري للحياة من الموت فيطَّلع على أحوالنا وحياتنا مُبديًا رأيه فيما يرى من تغيرات وأفكار وتطورات.أبو نواس
يُعتبر كتاب العقاد «أبو نواس» دِراسة تحليلية للسمات النفسية والشخصية التي أثرت في الجوانب الفنية لهذا الشاعر الشهير. وقد استعان العقاد بأساليب التحليل النفسي الحديث ليفهم أبعاد شخصية «أبو نواس»؛ الذي وصفه بالنرجسي العاشق لذاته، والذي عرف بالمجون والإباحية، ومخالفته للمألوف من القواعد بين الناس. فيقترب بشكل كبير من حياته الخاصة، مستعينًا بأدلة من شعره. كما يتطرق لعاداته الشاذة وميوله المنحرفة؛ ليسبر غور تلك الشخصية، ويفهم كافة ظروف إنتاجها الفني، فيعرض صورًا شعرية تحكي عن أحواله وإدمانه للخمر وعقيدته الدينية. كذلك يعرض للخلفية السياسية والثقافية السائدة في عصره، حيث يزداد فهمنا لطبيعة أعماله. فقد كان العقاد فنانًا رسم بقلمه شخصية شاعر أثرى الحياة الأدبية آنذاك.أبو مسلم الخرساني
تدخل رواية «أبو مسلم الخرساني» ضمن سلسلة روايات تاريخ الإسلام، وقد تناول فيها جرجي زيدان عدة وقائع هامة في التاريخ الإسلامي، منها كيفية سقوط الدولة الأموية التي حكمها بنو أمية، كأول الأسر المسلمة الحاكمة، وكيف صعدت الدولة العباسية على أنقاض الدولة الأموية البائدة، كما وضَّح كيف سعى أبو مسلم الخرساني صاحب الدعوة العباسية في خرسان إلى تأييد مُلك الدولة العباسية عن طريق القتل والفتك، وشدة البطش، وكيف قُتِلَ أبا مسلم بعد ذلك، كما عرج بنا زيدان على فترة ولاية أبو جعفر المنصور، وقد تخلَّل تلك الوقائع والأحداث الروائية التاريخية وصف لعادات الخراسانيين وأخلاقهم، ونقمة الموالي على بني أمية، وانضمامهم لأبي مسلم، وتنافس بني هشام على البيعة.البطل الفاتح إبراهيم وفتحه الشام ١٨٣٢
يؤرخ هذا الكتاب لشخصية إبراهيم باشا القائد الذي زيَّن جبهة الشرق العربي الحديث بفتحه لبلاد الشام. ويستهل الكاتب هذا المُؤَلَّف بذكره للبواعث السياسية التي دفعت محمد علي لفتح بلاد الشام؛ ثم يؤصل تاريخ هذا الفتح بذكره المساعي والجهود الحثيثة التي بذلها إبرهيم باشا في هذا الفتح الذي وصل به إلى تُخُومِ آسيا الصغرى. وقد دوَّن الكاتب في هذا المُؤَلَّف كل ما يتعلق بالحوادث والوقائع التي صاحبت هذا الفتح العظيم، وما أسفر عنه من نتائج سياسية واجتماعية خلَّدت إبراهيم باشا في الصفحة الزاهرة من تاريخ فتوحات الشرق، وقد وفق الكاتب من خلال عرضه للدور القيادي الذي بذله إبراهيم باشا في البرهنة على أنَّ القائد هو الشخصية الفاعلة التي تستطيع التأثير فيمن حولها من أجل تحقيق أهداف مشتركة.الحسين بن منصور الحلاج
هو الصوفيُّ الأكثر إثارةً للجدل في التاريخ الإسلامي، والأعمق أثرًا، فكان وسيظلُّ «الحلاج» نموذجًا لافتًا في تاريخ الإنسانية، يقف أمامه الكثيرون من الباحثين عن معنى الحب الإلهي، والمتأملين في فلسفته التي تُعدُّ صفحةً مشرقةً من صفحات التراث الإنسانيِّ، وتدين بالفضل لفيلسوفٍ وشاعرٍ عربيٍّ مسلمٍ، استطاع باتساع أفقه أن يقفز على أسوار المذهبية والطائفية، ويجعل من مأساته الخاصة موردًا عذبًا تنهل منه العقول والقلوب في كلِّ مكانٍ وزمانٍ، ومصدرَ إلهامٍ لكلِّ أحرار العالم الذين يحلِّقون بأرواحهم وأذهانهم في سماءات الحرية. ويُعدُّ الحلاج أحدَ أهمِّ أقطاب التصوُّف الإسلاميِّ الذين اصطدموا بالسلطة الحاكمة الغاشمة، ودفعوا حياتهم ثمنًا لصدقهم.أبو السعود
نفوسنا التي تظل طفلةً حتى وإن شاب أصحابها؛ تحب أن تبادل الحياة اللعب، وتنبذ المنطق أحيانًا في سبيل الركض خلف بعض العلامات، متخذة الفأل رفيقًا، متمسكة أساطيرها الخاصة، فتفصيلةٌ دقيقة قد تعني فألًا حسنًا يجب التبرُّك به، وتفصيلة أبسط منها قد تهبط بغمامتها على الحكاية وتغير مجراها تمامًا. هكذا سارت الأحداث في حياة الكونت «فيليكس دي نيفيل»؛ ذاك الذي لطالما آمن بحظه التعس حتى أسمى نفسه «أبو النُّحوس»، وكابدت معه امرأته «باكيتا» ضيق نفسه ذاك، حتى آمنت بجنونه التامِّ حين أفصح عن رفقته لـ «صاحب الكلب الأسود»، ذاك الرجل الأسمر الذي أكد «فيليكس» دائمًا وجوده ولم يرَه أحد أبدًا. شبح صديق يرافق رجلًا استسلم للعبة الحياة ومتاهتها، فهل تظل هذه الرفقة أقوى من الواقع؟ وهل يتغير فأل «أبو النُّحوس»؟أحمد عرابي الزعيم المفترى عليه
يُوَثِقُ هذا الكتاب لزعيمٍ خلَّدته صيحات نضاله في صفحات تاريخ الزعماء الوطنيين، حيث يستحضر الكتاب المشهد النضالي الذي خاضه عرابي ضد الاحتلال الإنجليزي، وضد الخديوي توفيق، كما يتطرق الكتاب إلى المعارك التي خاضها عرابي في كفر الدوار، ومرارة الهزيمة التي تعرض لها في معركة التل الكبير، تلك المعركة التي جسدت أهمية الدور الذي تلعبه الخيانة في تحويلِ رحى الحرب من ساحة النصر إلى ساحة الهزيمة، كما يبيّن الكتاب كيف تُأْسرَ الزعامة بين قضبان الخيانة؛ فيجسد لنا معاناة عرابي في «قشلاق عابدين» والمسرحية الهزلية التي تعرض لها في محاكمته، التي أعقبها رحيله إلى المنفى في جزيرة سرنديب الذي استمر تسعة عشر عامًا تحول فيها في أذهان الأجيال من صورة الزعيم الوطني المناضل إلى المتهم الذي جلب الاحتلال إلى تراب الأوطان.الفاروق عمر
يستكمل محمد حسين هيكل سلسلة دراساته حول التاريخ الإسلامي، التي بدأها ﺑ «حياة محمد» و«الصديق أبو بكر»؛ حيث ينتقل المؤلف في كتابه «الفاروق عمر» لمناقشة حياة هذه الشخصية التاريخية البارزة، وذلك منذ ما قبل دخولها إلى الإسلام حتى توليها الخلافة عقب وفاة أبي بكر الصديق. وقد شهدت الخلافة الإسلامية على يدي عمر بن الخطاب الكثير من الإنجازات السياسية والاقتصادية والعسكرية التي تحققت خلال عشر سنوات فقط من فترة حكمه، حيث شهدت البلاد استقرارًا داخليًّا، وتوسعًا خارجيًّا شمل الشام والعراق وفارس ومصر، كذلك امتدت الإمبراطورية حتى حدود الصين من الشرق، وإفريقية من الغرب، وبحر قزوين من الشمال، والسودان من الجنوب.السموأل
كأن لكل فضيلة ضريبة، وربما تكون هذه الضريبة هي فَقْدُ الأحبة وفراق الأهل. ترحلُ الأحزان والآلام ويبقى بريق حسن الخُلُق وسطوع الفضيلة. و«أنطون الجُمَيِّل» هنا يعرض لمسرحية تاريخية تحدثنا عن إحدى قصص العصر الجاهلي الأخلاقية، التي تحكي عن «السموأل» الشاعر الجاهلي الذي ترك الشاعر «امرؤ القيس» دروعًا أمانةً لديه؛ خوفًا من بطش «المُنذر» ملك العراق آنذاك، وعندما أراد «المُنذر» أخذ الدروع رفض «السموأل» التفريط في الأمانة، فقبض «المُنذر» على ابنه لإجباره على التسليم؛ فأصرَّ «السموأل» على موقفه، فقتل «المُنذر» الولد أمام عيني أبيه، فازداد الأب إصرارًا على حفظ الأمانة حتى سلَّمها لأصحابها، فأصبح يُضرب به المثل في الوفاء وحفظ الأمانة، فمن أوفى من السموأل؟!مجالس السلطان الغوري
كان للسلطان الغوري ملك واسع يضم مصر والشام وبلاد العرب وبلادًا أخرى واقعة في القسم الجنوبي من آسيا الصغرى. وقد بلغت الأساطيل المصرية في عهده سواحل الهند، وقد حافظ الغوري على هذه الرقعة الجغرافية الواقعة تحت حكمه، واستطاع أن يدافع عنها ضد غزوات المستعمرين خاصة البرتغاليين. ورغم جميع هذه الشواغل السياسية والعسكرية للسلطان الغوري فإنه كان صاحب اهتمام كبير بالأدب والعلم، واشتهر بمجالسة العلماء والأدباء والفقهاء. لذلك اهتم الدكتور عبد الوهاب عزام في هذا الكتاب بذكر ما جاء في تلك المجالس من أحاديث تصور بعض النواحي الفكرية والاجتماعية في مصر والعالم الإسلامي في ذلك العصر.القائد الأعظم محمد علي جناح
يُعرف «محمد علي جناح» في الباكستان ﺑ «القائد الأعظم»؛ حيث قام بتأسيس «جمهورية الباكستان» ككِيَان منفصل عن الهند يضم المسلمين؛ وذلك عقب استقلال شبه القارة الهندية عن الإمبراطورية البريطانية. حيث رأى «جناح» أن الصدام مع رفاق الكفاح السابقين من الهندوس واقعٌ لا محالة. فالرابطة العَقَدِيَّة هي الحقيقة التي تحكم شعب الهند؛ حيث تختلف الثقافات حسب الأديان بشكل يجعل التعايُش المشترك بين الهندوس والمسلمين أمرًا في غاية الصعوبة. وعندما نتحدث عن «جناح» فنحن أمام سياسي ألمعي ثقَّف نفسه وأُغْرِمَ بالمطالعة من الصِّغَر، كما خبر حال أبناء شعبه فكان خطابه لهم يعبر عن مشاكلهم وآمالهم بحقٍّ، كما اجتمعت فيه شروط الزعامة — كما يراها العقاد — من ثِقَةٍ كبيرة بالنفس تجاورها ثقة أكبر من الناس الذين تركوا بين يديه حاضرهم ومستقبلهم أملًا في غدٍ أفضل.عثمان بن عفان
يؤرخ هذا الكتاب لشخصية عثمان بن عفان وهو من أكثر الشخصيات التي أثارت جدلًا في التاريخ الإسلامي؛ فقد احتدم النزاع بشأن أحقية عثمان في الخلافة، ويسير الكاتب في هذا الكتاب على درب المنهج التحليلي؛ ولعلَّ هذا الكتاب أحد الأدلة الدامغة على احتذائه لهذا المنهج؛ فهو يستقصي فيه كل ما يتعلق بشخصية عثمان؛ فيروي لنا ما أُثِرَ عن أخلاقه، وزوجاته، وغزواته، كما يصور لنا سياسته التي انتهجها إبان حكمه للدولة الإسلامية في هذه الفترة، والفتوحات التي قادها — آنذاك — ويُنْهي مؤلَفه بالحديث عن الحيثيات التي أفضَت إلى مقتله.حديث عيسى بن هشام
يستغل الكاتب شخصية عيسى بن هشام راوي مقامات بديع الزمان الهمزاني، بأسلوب يشبه أسلوب المقامات ذاته، ويتميز بخفة الظل، ليحكي للناس حلمًا رآه في نومه، متخذًا من حكاية المنام موضوعًا شيقًا وبناءً بسيطًا يستغله ليشرح من خلاله أخلاق الناس. يتعرض المويلحي من خلال شكل كلاسيكي إلى موضوع حداثي، هو وصف أخلاق الناس في المجتمع ومعاملاتهم وتقييمها، وطبيعة علاقاتهم في الطبقات الاجتماعية المختلفة، فيرصد نقائص الأخلاق وما يعيبُ الإنسانَ منها، داعيًا إلى تجنبها، ومؤكدًا على فضائل الأخلاق ومكارمها الواجب التزامها ليعتلي المرء بذاته ومجتمعه. يعتبر حديث عيسى بن هشام من الكتب التأسيسية للرواية العربية، حيث كان حداثي الطرح آنذاك، استهدف خطاب فئات متباينة من المجتمع، فخاطب الأدباء والخواص، وفي الوقت نفسه قدم للعامة منهجًا يرتقي بالنفس الإنسانية ويعلي من كرامة الفرد. كل هذا في إطار فني بديع، ولغة موسيقية اتسمت بطرافة السجع وسلامة التركيب على السواء.حكم ناپوليون
لم يكن «ناپوليون بونابرت» مجرد قائد عسكري فذ، جاب المشرق العربي بحثًا عن طموحه العسكري، وتوغل في جيوب أوروبا لبسط سيطرته وتأمين بلاده فقط، بل كان صاحب نظرية وفلسفة حياتية أعطت لشخصيته القتالية طابعًا فريدًا، وجعلته جديرًا أن يكون أحد أهم القادة العسكريين الفاعلين في التاريخ الإنساني. ولم تكن نظرياته وفلسفاته محصورة في جانب دون غيره، فتجده يُعنى بإصلاح التعليم، وتطوير الجيوش، وتدعيم الصناعات، بل تطرق للفلسفات الدينية وعبَّر عن معتقداته الشخصية التي يؤمن بها، فعبَّر عن هذا كله في صورة أقوال مأثورة جمعها الأستاذ «محمد لطفي جمعة» الكاتب المصري، وترجمها ليضع بين أيدينا أحد أهم التجارب، لأحد أكثر الشخصيات المثيرة للجدل.سعد زغلول زعيم الثورة
يقدِّم العقاد في هذا الكتاب صفحات من تاريخ زعيم الأمة «سعد زغلول»؛ ذلك الفلاح الصُّلب الذي عمل بالقضاء وعَلِم قيمة العدل ومرارة الظلم. أحس بالقهر الواقع على بلاده من قِبل احتلال غاشم؛ حيث كانت الأرض المصرية مباحةً للمندوب السامي البريطاني ومستشاريه، يتحكمون فيها كأنهم أهل البلاد فيمنعون خيرها عن أبنائها؛ فآلم ذلك قلبَه ومضى يطرق ميادين الجهاد مطالبًا بحق بلاده، فيطوف بدول أوروبا عارضًا القضية المصرية في كل محفل، لا يضره من خذله، مسترخصًا بذل العمر، يرافقه باقي زملائه الشرفاء الذين فوضهم الشعب كوفدٍ للحرية. ونجده كذلك يتنقل بين قرى مصر ومدنها ناشرًا حلمه ببلد حر متقدم، مزكيًا روح الوطنية في صدور المصريين بخُطَبه النارية، ليوقد في قلوبهم ثورة يتوحَّد فيها المصريون على قلب رجلٍ واحد يبغون حرية وطنهم وكرامته.سيرة صلاح الدين الأيوبي
سيرة ذاتية وتاريخية عن حياة القائد «صلاح الدين الأيوبي»؛ يسرد فيها المؤرخ «ابن شداد» تفاصيل نشأة هذا القائد العظيم، وفتوحاته وأخلاقه التي جعلت منه أيقونة يُحْتَذَى بها.عاصر المؤلف «ابن شداد» فترة حكم «صلاح الدين الأيوبي»، وأرَّخ لهذه الفترة التاريخية الهامة؛ فبدأ المؤرخ بسرد أخبار عن مولده ونشأته في «تكريت»، ثم ذكر العديد من الأخبار التي تدل على سماحة أخلاقه وكرم طباعه؛ فكان يُعرف عنه الشجاعة والثبات في ميدان الحرب، وشغفه بالجهاد، وقد أنفق الكثير من ماله في إعداد الجيوش. ولعل من أشهر المواقف التي أظهرت مروءة «صلاح الدين الأيوبي» ما جرى أثناء حروبه ضد الصليبيين وتسامحه معهم بعد هزيمتهم وفتح «القدس». يجمع إليها المؤلِّف بين طيات هذا الكتاب العديد من الخبايا والنوادر التي حدثت بين الغزوات؛ والتي تؤرخ للفتوحات الأيوبية.عبد الرحمن الكواكبي
يقص علينا الكاتب الفذ عباس العقاد، سيرة العَلَم التنويري والمفكر الكبير «عبد الرحمن الكواكبي»، ابن مدينة حلب، الذي عاش في فترة ثرية من التاريخ الإنساني بالقرن التاسع عشر الميلادي، ويُعرفنا على أسرته وظروف نشأته الأولى وتعلُّمه، ويعرفنا أيضًا على الروافد التي سقت فكره، كما يمر بنا سريعًا على مؤلفاته ومختصرات عنها. ويتوقف بنا عند القضايا الهامة التي تصدى لها الكواكبي في كتابيه «أم القرى» و«طبائع الاستبداد»؛ كمحاربة استبداد الحُكَّام، ودراسته لأحوال المجتمعات التي يتجلى فيها الغُبن، وطرحه لفكرة الجامعة الإسلامية كبديل للخلافة العثمانية؛ التي رأى فيها ألوانًا من الطغيان الذي كرس قلمه لمحاربته.الصديق أبو بكر
لقد جال بخاطر محمد حسين هيكل منذ أن فرغ من كتابه «حياة محمد» أن يقوم بدراسات في التاريخ الإسلامي، وقد أغراه إلى ذلك الأمر حجم التأثير الذي تركته تعاليم النبي العربي — صلى الله عليه وسلم — في كافة مناحي الحضارة الإسلامية، وامتداد ذلك التأثير مكانًا وزمانًا؛ حيث امتدت المساحة الجغرافية للدولة الإسلامية من أقصى حدود المغرب الأندلسي، إلى حدود المشرق الصيني، كذلك امتد تأثيرها الزمني إلى ما يزيد على الثلاثة عشر قرنًا. وقد جاءت دراسة هيكل في الكتاب الذي بين أيدينا تأريخًا لأحد أبرز الشخصيات الإسلامية التي ساهمت بقدر كبير في تأسيس قواعد الدولة الإسلامية، وهي شخصية «أبي بكر الصديق» باعتبارها أول شخصية أُسندت إليها مسئولية الحكم عقب وفاة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.بطل النهضة المصرية الكبرى سعد زغلول باشا
يُعَد هذا الكتابُ وثيقةً تاريخيةً تؤرخ صفحةً من صفحات النضال الوطني التي خاضها بطل النهضة المصرية سعد زغلول باشا؛ فقد كان الرجل الذي جمع في شخصه نضال أمةٍ بأسرها، ويقوم هذا الكتاب مقام الترجمة الذاتية لحياة سعد زغلول باشا باعتباره غُرَّةً مضيئةً في جبهة النضالِ الوطني، كما يحتوي هذا الكتابُ على مجموعة من الأبحاث تتنوع بين التاريخ، والفلسفة، والاجتماع، والأدب، واللغة. ويسعى الكتاب إلى تبسيط النظريات النفسية والاجتماعية التي تُعِين على فهم الشعوب والمجتمعات. كما يحتوي الكتاب على عددٍ من الآراء التشريعية التي توضح الحدود المُلزِمة لوضع القوانين، وهو مُذيَّل أيضًا بكلمات مأثورة للزعيم الراحل سعد زغلول.مصطفى النحاس
يتَّخذ كتاب «مصطفى النحاس» من شخصية ذلك الزعيم الوطنيِّ مادةً أصيلة في شرح جوهر العِظَم الروحي والتاريخي الذي تحمله كلمة الزعامة. ويتناول هذا الكتاب الأسرار المُؤَلِّفَةَ لشخص الزعيم، والصفات التي يُوسَمُ بها الزعماء، والظروف التي تتشكَّل بها الشخصية التي تنطبق عليها مقوِّمات الزعامة، كما يوضح الأخطار المُحْدِقَة بشخص الزعيم. ويَعْمِدُ عباس حافظ إلى استخدام أسلوب التداعي الذي يعتمد فيه على استلهام الشخصيات التاريخية التي صنعت صفحة العظمة في دفاتر التاريخ ليقارن بينها وبين شخصية الزعيم مصطفى النحاس، كما لم يجعل الزعامة حِكْرًا على الرجل، بل جعل للمرأة شَطْرًا من هذه الزعامة ليوضِّح دورها المحوري في إكمال معنى الزعامة.محمد علي
يُعدُّ «محمد علي باشا» مؤسِّس الدولة المصريَّة الحديثة في بداية القرن التاسع عشر الميلادي، حيث يؤرَّخ لتاريخ مصر الحديث بدءًا من توليه حكم البلاد عام ١٨٠٥م، بناء على اختيار الشعب المصريِّ له بعدما أطاح بسلفه «خورشيد باشا». فالرجل القويُّ رابط الجأش القادم من مقدونيا وطن «الإسكندر الأكبر» إلى مصر مهد الحضارة، استطاع أن يؤسِّس في أرض النيل لمشروع نهضة شاملة في كافة المجالات السياسيَّة والعسكريَّة والاقتصاديَّة والتعليميَّة، حيث دعَّم أركان حكمه بالتخلُّص من أعدائه السياسيين، وتوسَّع فضمَّ إليه السودان، وتمكَّن من الاستقلال عن الدولة العثمانيَّة محتفظًا لأبنائه بوراثة عرش مصر، وتابع تحديث الجيش المصريِّ وتدريبه على أعلى المستويات، حتى غدا أقوى جيشٍ في الشرق آنذاك، كما أسَّس لمشروعات تنمويَّة ضخمة، وارتقى بنظم التعليم، وأرسل العديد من البعثات العلميَّة إلى أوروبا.ابن الرومي
لو أن «ابن الرومي» أراد أن يحدثنا عن نفسه وعصره ما كان سيزيد شيئًا عما قاله العقاد؛ حيث استطاع بأسلوبه المتميز أن يرسم صورة شاعر من أفضل شعراء العصر العباسي، وأكثرهم تأثيرًا. ولم يكتف العقاد بتتبع سيرته فقط، بل رأى بثاقب نظره أن الصورة لا تكتمل إلا إذا عرض لعصر «ابن الرومي». وحياة «ابن الرومي» هي حلقة متصلة من توالي المصائب والمآسي؛ فقد جمع بين الفاقة بعد الغنى، وبين موت الأحباب والأولاد؛ مما انعكس على شعره، فكان لا يرى في الحياة أملًا. وقد تميز العقاد في تحليله لشعره؛ فبيَّن ما فيه من قوة وضعف، وما استخدمه من أساليب ومعانٍ، كما حلَّل شخصيته وتعمَّق في فلسفته؛ فكان الكتاب صورة حية لشاعر لا زال يسمو بشعره فوق كثير من الشعراء.أبوُ خَربُوش
هي قصة تحكي اهتمام سلطان القرود أبو خربوش بالعلم والتعليم في مجتمع القرود.ابن سينا
ذخرت الحضارة الإسلامية بالعديد من الأفذاذ الذين ملأوا الدنيا بعلمهم، ومن هؤلاء الشيخ الرئيس «ابن سينا» الذي تعددت إبداعاته في العديد من المجالات؛ فصاغ فلسفة إسلامية شغلت عالم العصور الوسطى، وامتد تأثيرها للعصر الحديث، كما برز في الطب والرياضيات وغيرها من العلوم. وتناول الكثير من الكُتاب دراسة «ابن سينا» محاولين إلقاء الضوء على حياة وإسهامات أحد نوابغ الفكر الإسلامي، غير أن دراسة العقاد تتميز بالعمق والتحليل؛ فهو لم يكتفِ بعرض آرائه وإنجازاته، بل سعى لتوضيح منابعها التي أثرت فكره، مؤكدًا أن الفكر الفلسفي مترابط الأصول. كما عرض جوانب إسهاماته في مختلف فنون العلوم والمعارف الأخرى. لذا يعد كتاب العقاد من أَولى الكتب قراءة؛ حيث استطاع أن يشخصه لنا كما لو كان حيًّا بيننا.أبراهام لنكولن
أبراهام لنكولن رجل غيَّر مجرى التاريخ، ويعتبر المؤسس الثاني للولايات المتحدة الأمريكية. بدأ لنكولن حياته من كوخ بسيط بولاية «كنتاكي» فى ١٢ فبراير ١٨٠٩م، وقد عمل في عدة مهن منها؛ الصيد وتقطيع الأشجار والزراعة والتجارة والمحاماة. وأخيرًا قرر الانخراط في السياسة؛ حيث أصبح عضوًا بالكونجرس، ثم أصبح رئيسًا للجمهورية فى انتخابات ١٨٦٠م. كانت فترة رئاسته عصيبة؛ فقد أصر على إلغاء الرق؛ مخلدًا اسمه في التاريخ؛ الأمر الذي دفع بإحدى عشرة ولاية جنوبية للانفصال؛ فدخل حربًا ضروسًا لإعادتها إلى الاتحاد، لكنه لم يعش طويلًا ليهنأ بنصره، حيث تم اغتياله عام ١٨٦٥م، وصدق لنكولن حينما قال معظم الرجال تقريبًا يمكنهم تحمل الصعاب، لكن إن أردت اختبار معدن رجل فاجعل له سلطة.أبو جلدة وآخرون
يحمل كل إنسان بين أضلعه قصة أو أكثر تستحق أن تُحكى ويستمع إليها الآخرون، خطَّها بمداد العمر، وتكون التفاصيل الصغيرة التي تصنع لوحة الحياة المتشابكة بحلوها ومرها. بعض هذه القصص قد تبدو بسيطة مكررة رغم عظم حالها عند أصحابها، وبعضها الآخر يحفل بمفارقات وأحداث يصعب تصديق وقوعها. وقد اختار مؤلف الكتاب، أو «الصحافي العجوز» كما سمى نفسه، أن يجمع بعضًا من هذه القصص لنماذج متباينة وغريبة من البشر؛ منهم قاطعو طرق وطنيون، وموظفون حكوميون بسطاء تتشابه أيامهم، وعلماء خلدت كتبهم العظيمة سيرتهم في نفوس تلامذتهم. وأيضًا يحكي قصصًا عجيبة عن أغنياء مسهم الضر فأصبحوا بين عشية وضحاها يتكففون الناس العيش، وفقراء بائسين أغناهم الله في يومٍ وليلة. وقد صاغ «توفيق حبيب» هذه القصص بألفاظ سهلة وأسلوب رشيق يخلو من التعقيد.علي بك الكبير
هو أحد أعظم الشخصيات التاريخية المملوكية في تاريخ مصر، وهو كغيره من المماليك مجهول الأصل، حيث كانت المماليك تشترى صغارًا، وتجلب إلى مصر وتعتنق الإسلام، وتخضع لتربية عسكرية صارمة، ثم تبدأ رحلتها في الصعود إلى السيطرة والنفوذ السياسي، وقد استطاع هذا الرجل أن يصل إلى منصب شيخ البلد، وأن يعزل الوالي العثماني على مصر، مستغلًا انشغال الخلافة العثمانية في حربها مع روسيا، كما استطاع القضاء على نفوذ شيخ العرب همام بن يوسف الهواري زعيم الصعيد، وأن يُحكِم قبضته على مصر بوجهيها القبلي والبحري، ولم يكتف فقط بذلك، بل ضم إليها كل من أرض الحجاز والشام، ولكن ما لبث أن ضاع منه ملكه بعد أن انقلب عليه محمد بك أبو الدهب ذراعه الأيمن، وقد تناول أحمد شوقي هذه الشخصية التاريخية في هذا العمل المسرحي الذي حمل اسمها باقتدار وتمكن.عمرو بن العاص
تعد شخصية «عمرو بن العاص» إحدى أهم الشخصيات في التاريخ الإسلامي، يعود ذلك لطبيعة نشأته في بيئة صلبة تمجِّد الفروسية وتحتفي بالشجاعة، فكان أحد فرسان العرب الذين يحسنون ركوب الخيل والضرب بالسيف. وقد عمل عمرو فترة من حياته بالتجارة، فكثرت أسفاره، واطَّلع على عادات وطباع مختلفة؛ فأكسبه ذلك خبرة يعتد بها في المعاملات والتفاوض؛ لذلك كان على رأس الوفد الذي أرسلته قريش للنجاشي لتسليمهم مهاجري المسلمين (قبل إسلام عمرو). ثم يدرك عمرو ببصيرته وذكائه أن خير الدارين يجتمع في الدين الجديد؛ فيبايع النبي على الإسلام مطوعًا إمكاناته وعبقريته لخدمة الدين الجديد، فتظهر براعته كقائد عسكري مُحنَّك في أكثر من غزوة للمسلمين، حتى يصل لأكبر أعماله وأهمها فيفتح مصر، ثم يتولى حكمها مسيسًا أمورها ببراعة فتخدم مصر الإسلام وتصبح دُرة تاجه.أنا