السر العظيم
ظللتِ السُّحُبُ الجاريةُ في السماءِ السهلَ الأسمَر فيما تمدّدَتْ بشائرُ اللّهب من الشرقِ برفقٍ و حزنٍ كي تدفِنَ شيئاً فشيئاً النهار. كان فانرمارستون يبدو كذَرةٍ مهلهَلةٍ على المنحَدَرِ ينطُرُ إلى الشرٌقِ، ينظُرُ إلى المجدِ الذي يبحثُ عنه حتى رآه. كان لسانُه وحَنجرَتُه قد انتفخا من العطشِ وكانت عيناهُ الخضروانِ تُشرقانِ بنشوةٍ لذيذة، لقد علِم أنّه قدِ امتلكَها، لقد علم أنّه سيحصُلُ عليها سيَقفُ على العلوِّ الشاهقِ الذي كان قدِ اختارَالوقوفَ عليه. كان السِّرُّ العظيمُ موجوداً إزاءَه! السِّرُّ الذي جعلَ العِرقَ البائدَ يَحكُمُ الكَونَ يوماً ما! لقد كان ذلك السِّرُّ، ملِكَه ملِكَ فانرمارستون، سيكون فانرمارستون الحاكمَ الجديد، المتحكِّمَ في قدَرِ الكونِ بأَسرِه!السوط السحري
أزِتيك؟! أتعلمُ ماذا يا لارامي، هناكَ كاهنٌ أزِتيكيٌّ يعيشُ بجانبِ "بلوبوتي". إنّهُ أحد رجالِ الطبِّ القديم، إنّهُ يعيشُ في كهفٍ مليءٍ بالخفافيشِ والأصنامِ الحجريّة. لقَد ذهبْت إلى هناكَ حوالي ستٍّ أو سبعِ مرّات، ولكنِّي لم أتمالَكْ شَجاعتي حتَّى أتمكَّنَ من دخول ذلكَ المكان، ولكِنْ في أحدِ الأيام، لم يكُنْ أحدٌ هُناك، فركبتُ بجانبِ المكانِ واختلست نظرة، وأقولُ لكَ أنَّ بإمكانِ ذلكَ المكانِ أن يجمّدَ الدَّمَ في عروقِك، لقد رأيتُ أصناماً حجريّةً بعيونٍ خضراءَ كبيرة، أراهنُكَ أنه يمارسُ طُقوساً يقدِّمُ فيها أُضحياتٍ بشريّةً وكلَّ شيء. نظرَ لارامي بتعجُّبٍ إلى الفتى، ومن ثمَّ إلى السَّوط. كانَتْ هذهِ المرّةَ الأولى التي يرى فيها التَّصميمُ عن قُرب، كانَ المقبضُ مؤلّفاً من أفعىً ملتفّةٍ على نفسِها، كانَ رأسُها على أعلى المقبضِ وكانَتْ عيناها الخضراوانِ تنظرانِ مباشرةً إليه. وفجأةً شعرَ وكأنَّهُ مسحور، فقامَ بإلقاءِ الهديّةِ بعيداً عنه.القادم الجديد إلى ألاسكا
"بإمكانِكِ أن تنصرفي الآن". قال نُورْتون قبل أن يُضيف: "إذا سمحتِ"، وكأنَّهُ قَد تذكَّرَ أنَّها ، ورغمَ كلِّ الظُّروفِ المحيطةِ بلقائهِما- امرأةٌ وأنَّ عليهِ أن يتعاملَ معَها بأدبٍ أكثرَ من ذلِك. كانَ هُناكَ بعضُ الإلحاحِ في لهجتِها وهِيَ تقول: "ماذا بك"؟ أيّتُها السيدة، أنا لستُ شابّاً وغبيّاً مثلَ صديقي هُنا. أتمنَّى لكِ ليلةً سعيدة. أتعني... أنَّكَ كُنتَ لن تأتيَ لإنقاذِ إمرأة؟ بالتأكيدِ كنتُ سأساعدُ وأُنقذُ أيَّ شخصٍ يحتاجُ إلى المساعدةِ والإنقاذ. أيُّها السيِّد، لا تُعجبْني نبرةُ صوتِك. أيَّتُها السيِّدة. أنا لا أعرفُكَ ولا تعجبُني اللعبةُ الّتي تلعبينَها، أتمنَّى لكِ ليلةً سعيدة. "ما الَّذي تعنيهِ بهذا؟" كانَ من الواضحِ من نَبرتِها أنَّ بُركانَ غضبِها كانَ من النَّوعِ الساكنِ تحتَ فتيلِ زئبقٍ قابلٍ للاشتعالِ في أيِّ لحظة.تحت الراية السوداء
تردَّدتْ صَيحةُ البحرِ العتيقةُ من جانبِ الرَّصيفِ الأماميّ: "أبحِروا"، فتوجَّهَتْ كُلُّ الأبصارِ نحَو الصَّوتِ، ونُسِيَ الجَلدُ بعضَ الوقتِ. لا بُدَّ أنَّ وقتَ الإبحارِ قَد أزفَ وإلَّا لما أُعلنَتْ هذه الصّيحةُ. صاحَ مانفيل: "إلى أين"؟ الدَّورانُ إلى اليمينِ عبرَ المجاديفِ الأماميَّة! وثبَ الرِّجالُ نحوَ السِّياجِ، وقَد حُجبتْ عنهُم الرُّؤيةُ بعضَ الوقتِ بفعلِ الأشعّةِ الضَّبابيّةِ المُنبعثةِ من الشَّمسِ على سطحِ الماء، ثمَّ رأَوا السَّفينةَ وهيَ تُبحِرُ عكسَ اتجاهِ شمسِ الصَّباحِ مُكتملةَ المَعدَّاتِ بأشرعتِها الشاهِقة، وبُرجُها الذهبيُّ يلمعُ في ضَوءِ الصَّباح. كانَ في السَّفينةِ نحوَ ستينَ سِلاحاً ناريّاً، وقد بدَتْ أشرِعتُها سوداءَ في الضَّوء.جريمة الرجال الموتى
لقد جئتُ لأقتلَكَ يا غوردون! لقد جئتُ لأقتلَك! قالَ الرَّجلُ ذو الثِّيابِ الدَّاكنةِ الواقفُ في المدخلِ المفتوح، بصوتٍ خشنٍ يحملُ في ثناياهُ نبرةَ الموتِ الجليديّة. تيبَّسَ غوردون في كرسيِّهِ الضَّخم، وتحوَّلَ لونُ وجهِه الأحمرُ إلى لونٍ رماديٍّ، بينما تصلَّبتْ أصابعُه الغليظةُ على زوايا المكتب. صرخَ غوردون بأعلى صوتِه: جاكسون... كانت أعيُنُ القاتلِ خاليةً من المشاعرِ كالزُّجاج. اِمتدَّت يداهُ أمامَهُ كمخالبِ وحشٍ أُسطوريٍّ يسعى للإمساكِ بفريستِه. كانَ شحوبُ الموتى يغطِّي وجهَهُ الهزيل، وكان يرتدي ثيابَ القبر! بصمتٍ ودونَ تردُّدٍ مضى القاتلُ قدُماً. قِف.... صرخَ غوردون، يا إلهي! ماذا فعلتُ لكَ حتَّى تقتلَني يا جاكسون؟. كان الجوابُ قاسياً وخالياً من المشاعر: لقد جئتُ لأقتلَك يا غوردون!.حين تهوي الظلال
وعِندَها، جاءَ اليومُ الَّذي كانتِ الأرضُ فيهِ تموت، فإنَّ الكواكبَ تموتُ أيضاً. كانتْ بقايا الغلافِ الجوّيِّ تزحفُ حَولَها، بينَما كانَ جسدُها قد تآكلَ كُلِّيّاً نتيجةَ صدأِ الحديدِ والدّخانِ المتصاعِد، حتَّى استحالتِ السُّهوبُ الممتدّةُ إلى المساحاتِ الضّخمةِ إلى اللَّونِ الأحمرِ المريض. لَم يكُنْ هناكَ أيُّ اخضرارٍ بادٍ على الأرضِ من أقصاها إلى أقصاها، ومن قُطبِها الشّماليِّ إلى قُطبِها الجنوبيّ. كانتْ حمراءَ مثلَ كوكبِ المِرِّيخ. كانتْ ميتةً أو كادتْ تكون. أمَّا مدنُها المكسورةُ الآيلةُ للانهيار، فلَم تعُدْ مَسكونةً إلَّا بالعظاءاتِ والرِّياح. أمَّا موانئُ الفضاءِ الَّتي كانتْ مكانَ ميلادِ إمبراطوريّاتٍ فيما مضى، فقَد أصبحتْ محروقَةً تكادُ لا تتميَّزُ عن صدرِ أُمِّها الأرض.قاتل الجواسيس
وكلَّما انتزعَ قطرةَ ماءٍ من ملابسِه تخلَّصَ من ذكرياتِه واحدةً تلوَ الأخرى، فبوَصفِه وكيلاً لرُبّان السَّفينةِ رانغون، عُرفَ عنهُ أنّهُ بحّارٌ مُستبدٌّ، وأنَّ شخصيتَه صعبةُ المِراسِ وقِحة، من شأنِه أن يضربَ أوّلاً ثمَّ يسألَ بعدَ ذلِك، واشتهرَ بحدَّةِ طبعِه وحسمِه للأمورِ كسيفٍ مستقيمٍ صارم. ورغمَ ذلك،لم تشفَعْ لهُ سُمعتُه عِندما عُثِرَ على رُبَّانِ السَّفينةِ قتيلاً في حُجرتهِ الخاصَّةِ في السَّفينة، وعِندَما اكتشفَ أنَّ الخزينةَ كانَتْ مفتوحةً وفارغة. وكانَ كِيرْت رِيد آخرَ مَن رأى الرُّبّانَ حيّاً، هكذا كانَ يعتقِدُ مَن كانَ على ظَهرِ السَّفينة. كانتْ مدينةُ شَنغهاي تمتدُّ أمامَ عينيه، ومن خلفِها كانتْ تمتدُّ جميعُ المدنِ الصِّينيّة. جالَ كِيرْت بخاطرِه، فرأى أنَّه إذا لم يستطعِ الفرارَ هناك، لا يستحقَّ أن يعيشَ على ظَهرِ الدُّنيا.قصة المادة العجيبة
لقد وجدَ مملكتَه التي طالما حَلَمَ بها منظمةً غايةَ التنظيم، وأنَّ قصرَه المُشيّد قدِ انتصفَ مشروعُ تشييدِه عندما وطِئتَ قدمُه هذا الكوكب. كان رأسُه يمُورُ بتضارُبٍ في الأفكار، حتى إنَّه لم يُدركْ وجودَ أيِّ مشكلةٍ في هذه اللحظة. ثمَّ فكَّ حِزامَ الطيّار الذي كان يَشُدُه إلى المَقعد، وبدأ بالخروجِ من المَركبة. وحدثَ أمرانِ خطِرانِ عند هذه اللحظة، فقد ارتطم رأسُه بالعارضة، ثُمَ أقلعت المَركبةُ من على سطحِ الكوكب. لم يكُن يُدركُ الحقيقةَ الثانيةَ حتى فتحَ بابَ المقصُورةِ الخلفيةِ من المَركبة. اِعتقدَ أنَّه قد تَرَكَ بعضَ أذرُعِ صِمامِ الأمانِ مفتوحةً فهَرَعَ عائداً إلى الكُرسِي. لم يجدْ لقدميه أيَّ قوةِ سَحْبٍ، ولم يجدْ أذرُعَ صِمامِ الأمانِ مفتوحةً. لقد كانت المَركبةُ ستار جامبر تتَّجهُ نحو السماءِ بسرعةٍ مُذهلةٍ.كان البروفيسور لصا
لو كنت مكانك
كانتْ ليلةٌ عاصفةٌ حالكةُ الظّلامِ تلكَ التي ماتَ فيها البروفيسور. لقد زأرَتْ عواصفُ الصَّيفِ في مساءِ يومٍ شديدِ الحرارة، حتّى أتتْ على الخيامِ من أوتادِها، وانهالتْ بضَراوةٍ على خيمةِ المسرحِ الكبيرة. الأمطارُ تهطلُ مصحوبةً بمَسحةٍ من البرودةِ في وابلٍ لا ينقطع، حوّلَ الأرضَ في سبعِ ساعاتٍ إلى مستنقعٍ لزج، حتّى أنّ البِغالَ لم تكدْ تقوى على أن تُزحزِحَ العرباتِ من أماكنِها. وصارَتِ الراياتُ يقطرُ الماءَ من سواريها، والأطفالُ الصِّغارُ يرتعدونَ في ملابسَ لا تكادُ تسترُ أجسامَهم. كانَ هناكَ قطٌّ كبيرٌ يقبعُ في ناحيةٍ ويَئنُّ ويتحرّكُ في قفصِه متأثّراً بالعاصفةِ المداريّة.الحداثة الشعرية: حدود الرؤيا وحدود التشكيل
حداثةُ الشعر وشعرُ الحداثة مساحةٌ ثنائيّةٌ وجدليّةٌ خصبةٌ لمقاربة علاقة الشعر بالحداثة من زوايا نظر مختلفة وإجراءات مغايرة وتحدّيات قرائية متنوّعة، فإذا كان مفهوم حداثة الشعر غير مرتهن بزمان معيّن ومكان معيّن على أساس أنّ الحداثةَ حداثات، لكلّ زمان شعريّ ومكان شعريّ حداثته، فإنّ شعر الحداثة ارتبط بالثورة الشعريّة التي شرعت بتقديم رؤيتها ورؤياها منذ خمسينيات القرن الماضي، وهي ثورة شعريّة معزّزة بالوعي والثقافة والفكر والقصديّة في ارتياد منطقة الحداثة بأقصى ما تنطوي عليه من تفجّرات وابتكارات على صعيد التشكيل والرؤيا والتقانات والأدوات والقيم والأساليب، على نحو ظلّت فيه سقوف التحديث مفتوحة على آخرها للشعراء الخلّاقين من أصحاب المتون الأصيلة، وهم يتحرّكون نحو الحفر المعمّق والثريّ في أرض الحداثة الشعريّة الملغومة بالإبداع.باطن منكب التيس
هذا النص مختلف. إنه منحى جديد في الكتابة الشعرية ينأى عن القوانين الكلاسيكية التي تحاول القصيدة العربية اليوم أن تتجاوزها أيضا. هذا نص شعري يعنى بمضامين شعرية جديدة تذكّر في التباساتها بأعمال فرانز كافكا السردية. الشعر في الأصل التباس وممكنات في التخييل وآفاق جديدة في مفهوم الإيقاع... هذا هو الذي سيجده القارئ في هذا النص الاستثنائي.مرافئ التيهان
من الكتاب: غيْر عابِئٍ بالمُرورِ البطيءِ للسَّحابِ إلى غَياهبِ السَّرابِ السَّحيقِ، أمامَ نَوافِذي المُشرَعَةِ عَلى النِّسْيانِ، كُنْتُ أعلَمُ أَنْ لا مَناصَ مِنْ تَساقُطِ الأيّامِ مِنْ يَدي هَكَذا سُدى، وأنَّ نَجْمَتي التي تقودُنِي إلَى هكذا ضياعٍ لَنْ تَجيءَ رُؤاها أَبدًالا تنس قلبك حافيا
من الكتاب: إنّها، كعادتها، شمسٌ مخيّبةٌ للآمال لكنّك ناصعٌ كعُملةِ عصرٍ جديد. تدير ظهركَ للحربِ لرفاقِك المختبئين في مقبرةٍ جماعيّة تنسى أنّ ذراعك صارت بندقيّة بتلقائيةٍ تعلّقها على كتفك اليمنى. تنكأ ليلَ امرأةٍ، تظنّ أنك تأخرتَ عنها، ترددْ قليلاً ثمّ قل لها: "تأخرتُ عن موتي فانتبهتُ لوهمي" واتركْ لها أكثرَ من ميكانيكية الصدفة وماءً يكفي لتنبتَ نخلةٌ في الذاكرة.إحياء التواصل بعد القطيعة مع ابنك البالغ
طُرق ونصائح عملية لتضميد شرخ العلاقة مع ابنك المنفصل عنك. هل تشعر بالحبّ تجاهَ ابنك \ ابنتك أو جميع أبنائك؟ هل تُضمر لهم السعادة؟ هل بذلت قُصارى جهدك في تربيتهم وتنشئتهم جيّداً؟ إذا كنت تقرأ هذا الكتاب الآن، فإنني أراهن بأنك ستجيب بكلمة نعم جازمة لا تشوبها شائبة على الأسئلة الثلاث السابقة. منذ اللحظة الأولى التي يُبصر فيها أطفالهم نور العالم، فإنّ معظم الآباء والأمهات يحشدون طاقةً كبيرة لمنح أبنائهم ما يحتاجونه خلال مسيرة حياتهم. غالبية الآباء والأمهات المقبلين توّاً على الحياة الأسرية يتطلعون لمشاهدة أطفالهم يكبرون أمام أعينهم وهم يلقون شركائهم في الدرب، ويتخيلون أنفسهم لاحقاً ممسكين بأحفادهم بين أذرعهم ويستمتعون بما يتملّكهم من حدسٍ وهم يترقّبونَ أحفادهم وهم يواصلون الحفاظ على تقاليد الأسرة.تَحْتَ ظِلِّ الْفَضِيلَةِ
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على النَّبِيّ الأمين، وعلى آله وصحبه، ومن اتَّبع هداه، وبعد ... لكلِّ بدايةٍ نهايةٌ ... ولعلّ نهايتي لم يحنْ موعدها بعدُ ... ولعلّ رحلتي الفلسفية تستمر إلى أن أُوضَعَ بين الشّقّ، واللّحْد ... حينها، لا تنسوني من صالح دعائكم، فالعبد الذي يكتب لكم الآن من جنس البشر يصيب، ويخطئ، ولعلّ أخطاءه أكثر من صوابه ... فمَنْ منَّا لا يحمل في جُعْبته من الخطايا، والذنوب، ورغم خطايانا نحن البشر نؤمن بأنَّ اللهَ أكبرُ من كلِّ تلك الذّنوب، والخطايا، وأنه الغفور الرحيم الودود الكريم . قد تختلف الخطايا بمسمَّياتها، وصفاتها ... ولكنْ تظلّ الخطيئةُ خطيئةً، ومَحْوها خيرٌ من الاستمرار فيها . فالفضيلة لا تأتي إلّا بمعرفة كلّ خطيئة ... واجتناب تلك الخطيئة، وفعل ما تسمو به الروح، ويعلو به الفكر، وينبض به القلب السليم ... وإن اعتلّ يومًا بالخطيئة . فمَنْ لا يخطئ، لا يصيب ... ومَنْ يَدّعِ علم الفضيلة لا بُدّ أنه درس الخطيئة .تركيز أفضل إنجاز أكبر
قد تسأل نفسك كيف يمكنك إنجاز المزيد وزيادة إنتاجيتك. المفتاح هو قدرتكَ على تكثيف تركيزك. هذا ليس سهلاً دوماً في محيط دائم التغيّر. تشرح هارييت جريفي أهميّة التركيز والعوائق التي تمنعنا من تحقيقه، بتقديم معلومات عمليّة ونصائح حول كيفية استعادة السيطرة على حيواتنا، وعقولنا المشوشة. إن أردتَ تحسين قدرتك على التركيز، والاستفادة من الأثر الإيجابي لذلك في عملك وحياتك الشخصيّة، فسيساعدك هذا الكتاب في اكتساب هذه العادة، ومن ثَمّ تحسين علاقاتك وتخفيف التوتّر.التنوير الشعري
مصطلح التنوير لم تستخدمه المدوّنة النقديّة العربية الحديثة فيما يخصّ الشعر، وما نعتقده هنا أنّ هذا المصطلح ربّما يكون أكثر استجابة في حقل الشعريّ منه في السرديّ، ذلك لأنّ الشعر أساساً ينهض على فكرة التنوير في كلّ عناصره تقريباً، والشعر الذي يفتقر إلى حضور فعاليّة التنوير في جوهره بهذا المعنى يكفّ بالتأكيد عن كونه شعراً، ولعلّ الصيغة الصرفيّة للمصطلح (تنوير) على وزن تفعيل من (نوّر/ينوّر) تذهب بمعناها التفعيليّ إلى أقصى حدود إشاعة النور في حقل العمل، على مستوى السعة والعمق والانتشار والتأثير والشمول والإحاطة والإنتاج، ويمكن النظر إلى الطبقات الشعريّة للنصّ الشعريّ من دون استثناء لفحص قوّة حضور التنوير فيها.أوروبا حضارة التعب وعواطف الإسمنت
من الكتاب: هنا الوقت يمضي سريعاً، والحياة تبدو قصيرة جداً، هنا لا وجود للجن وليس للسحر مكان، لا ملائكة ولا اهتمام أو اعتقاد بأية ظواهر ما وراء الطبيعة ولا الخوف من شيء، إلا الخوف من الفشل والمستقبل المجهول! هنا لا نفقد إنسانيتنا، بل إنّها تُسلب منا، ويتم صياغتها بحسب قوانين البلاد ونلبسها من جديد. هنا ما يحدث في أوروبا يبقى في أوروبا.الأعمال الشعرية - الجزء الرابع
من الكتااب: لاَ مَرافِئَ لِهَذَا القِطَارِ، عَرَبَاتٌ بِلا أبْوابٍ وَلا نَوافِذَ. سَفَرٌ فِي تُخُومِ دَمٍ كَثِيرٍ كَأَنَّــهُ مَاءٌ نَــازِلٌ مِــنْ هَبَــاءٍ، رِيحُهُ جَارِفَةٌ، لَم تُبْــقِ وَ لَمْ تَــذَرْ.المستوطنات الصهيونية في محافظة أريحا والأغوار
من الكتاب: مدينة أريحا مدينة كنعانية قديمة، يعدها الخبراء الأثريون أقدم مدن فلسطين، ويرجعون تاريخها إلى العصر الحجري، إلى عشرة آلاف عام قبل الميلاد، وأطلالها موجودة في تل السلطان على بعد كيلو متر شمال المدينة الحالية. وتسمية مدينة أريحا يعود إلى أصل كنعاني وهي تعني القمر، (يقول وليام هاولز في كتابه "ما وراء التاريخ": إنَّ أريحا العتيقة كان لها بالفعل كل خصائص المدينة الحقيقة. لذلك اعتبرت أريحا أقدم مدينة في التاريخ)، (ويقول غولاييف في كتابه "المدن الأولى": كانت مساحة أريحا في الألفين الثامن والسابع قبل الميلاد تصل إلى 4 هكتارات، وعدد سكانها يتراوح بين ألفين وثلاثة آلاف نسمة، وكانت ذات مساكن متراصّة من الطين، ومحاطة بسور حجري عالٍ (حتّى 4.5 متر) يصل سمكه إلى (1.7متر). وعُثر على برج حجري، قطره (9 أمتار) وارتفاعه (9 أمتار أيضا). وكانت البلدة محاطة علاوة على السور بخندق عرضه (8 أمتار) وعمقه (2.6 متر).احتضار شيوخ الطريقة
من الكتاب: إبحث عني، سوف تجدني أنا في البرية أقتلع الأشواك وبالحبّ أغنّي أزرعُ كرمةَ عنبي أغمرها بالماءِ ولا تشبع النارُ تصيحكَ في أعماقي فاسمعْ أغمرها بالماء ولا تهدأ اِسمع.. اِسمعْ اِعشقني مثل الكرمة اِعشقني مثل قطيعكَ في البيداء وكما فرسكَ البيضاء اِعشقني مثل الكرمة ومثل الكأس ومثل الماء ومثل هواء وابحث عني سوف تجدني.أدب الگالا.. أدب النار
هذا الكتابُ يضعُ، لأول مرة، أجناسية جديدة محكمة للأدب القديم كلّه من خلال دراسته لأدب وادي الرافدين الديني (گالا) والدنيوي (نار)، فهو يذكر أنواع ذلك الأدب بأسمائه القديمة ومدوناته ونصوصه البِكر، ولذلك يصحّ أن يكون منهجاً عاماً لتصنيف آداب التاريخ القديم عند كلّ الشعوب التي ظهرت فيه. وهو رحيلٌ إلى الماضي، وبحثٌ عن سعاداته المختزنة في الأدب والفنّ والجسد، وهي سعادات خصيبة ما زالت حيّةً تنبضُ بالشهوات التي تدفّقت في عروق الأنهار والجبال والإنسان والحيوان والأعشاب والحجر. كان الخصبُ يعني حقناً متّصلاً للكون بمصل الإيروس والجمال، وكان هذا المصلُ يفجّر الحياة في كلّ مسرًى يمرّ به . وتكاد فصول الكتاب الخمسة تتجانس في موضوعها الأساس الذي ينشغلُ بالأدب والفنّ، والذي ينهل من قاعٍ سريّ وخفيّ هو الجنس، وترفرفُ عليه من الأعلى طيور الأساطير. يقدّم لنا هذا الثالوث (أدب، جنس، أسطورة) قوة هائلةً قادرة على اختراق التاريخ الكرونولوجيّ والمرور من خلال تبدّلات الأحداث ونهضة الأمم والحضارات وسقوطها.النقد الروائي عند يمنى العيد
فالهدف المنشود من هذه الدراسة الذي أطّرْنا ضمنه تحولات المشروع النقدي الروائي ليمنى العيد متجسّمًا في اتجاه "سوسيولوجيا النص"، التأكيد على أنَّ انفتاح يمنى العيد على إواليات جديدة تتراوح بين "الشعرية البنيوية"، و"سوسيولوجيا الأدب" و"السيميائيات" لا علاقة له البتة بالبحث عن حداثة نقدية موهومة مسكونة بمسايرة الموضات النقدية الغربية الجديدة، وإنما هو إجراء منهجي يؤشر في مسار يمنى العيد النقدي تصورًا وإنجازًا على طموحها الحثيث إلى تحديث النقد السوسيولوجي العربي، وتطعيم وتخصيب جهازه المفاهيمي لمواكبة تحولات الرواية العربية الجديدة، كما يعكس أيضا قناعة يمنى العيد بضرورة مراجعة وتمحيص النقد العربي لإنجازاته ومكتسباته في ضوء كشوفات الآخر/الغرب، وإبدالاته الثقافية درءًا لكل انغلاق منهجي، ومطلقية في التصورات والنتائج المعرفية، لإبقاء أسئلة النقد العربي، ورغم تشابكها مع القضايا الفكرية، والرهانات المجتمعية المنسربة في السياق الحضاري العربي، مُشرعة على ما هو كوني وإنساني.السحر الأسود
مقدمة الكتاب الكتاب الذي بين يديك يتكوَّنُ من ثلاثة تصنيفات التّصْنيفُ الأوّل: الحكايات التَّصْنيفُ الثّاني: الصّراعات اللَّاشعورِيّة التَّصْنيفُ الثّالث: التأمُّلات النَّفْسِيّة الحكايات: عبارة عن قصة قصيرة تناقش موضوعًا معيّنًا، أو أكثرَ من منظورٍ نفسِيٍّ تتخلَّل القصة تعليقاتٌ، وتحليلات نفسية، ويتبع الحكاية البعد النفسي، وهو القراءة النفسية للقصة في بعض القصص تمَّ الاكتفاء بالبُعد النفسي الذي يتخلّل القصة، والذي غالبًا ما يكون على لسان القاصّ الصراعات اللَّاشعورِيَّة: عبارة عن قصة قصيرة تحوي فكرة مركَّزة، تكشف الصراعات العميقة داخل النفس البشرية، والتي تتكون غالبًا بفعل اقتتال رغباتنا مع المُثُل العليا التي ننشأ عليها التّأمُّلات النّفسِيّة: قراءة نفسية شخصية لموضوعات مختلفة من الحياة. !قال لي: أتعلم أين يقع ذلك العالم الحقيقي؟ انظر جيّدًا، إنه بداخلك هنا بين طيَّاتِ هذا الكتاب سنحاول الغوصَ عميقًا في أعماق النفس البشرية، سنحاول ألَّا نتوه، وألَّا نغرق في ذلك الكهف المظلم، وتلك الأعماق الحالكة، والدهاليز المُخيفة، هنا ستكون رحلتنا حكاياتٌ عديدةٌ، وصراعاتٌ خَفِيّة، وتأمُّلاتٌ عميقة، سوف نتناولها بقراءة نفسية شخصيةما تَراه عيني لا تَراه عينُك
هل جرّبت يومًا أن تكتب ما يحوم في وجدانك ليقرأه أعزّ الناس إليك، ويقرأه الغريب، فيرى الكون من حوله بنظرة مختلفة مليئة بالإعجاب؟ إنني في هذا الكتاب الصغير أحكي قصصًا قصيرة تمنّيت أن أقرأها يومًا في الكتب، أو أسمعها قبل النوم، فأرى أحلامًا مؤنسة. في هذا الكتاب أحاول أن أستجمع تلك الخيالات التي تسكن رأسي، وأحوِّلها لحروف تخترق القلب، وتملأ القُرَّاء بالحبِّ للطبيعة الفاتنة، والامتنان للنعم التي وهبها الله لهم، والتفاؤل دائمًا وإن كانت الظروف عكس ما تشتهي أنفسهم.قصة عرش العراق
هي لعبة مدفوعة بالضرورة إلى استذكار نهايات متلاحقة، رغم أنها لا تنتمي إلى اليأس، ولم يزعم التشاؤم أنها من عوانسه، لكنها تشبه “قوانة”، موت معاد يتنقل بنا بين نهايات شرسة ومتعاقبة. لا يوجد مهرب من نهايات العروش في هذا البلد، تدهورت أحواله بشدة، ومن المحال أن تعود كما كانت. أوه… لا يهم الآن مَن منّا المُحِق، كلانا متعادلان في اللعبة، وسيتمّ بمقتضى هذا الأمر تسوية وضعية البداية، حسنا بأي استذكار سنلهو؟ وأيّ واقعة سنختار؟ لا جدوى من أي مُستَهَل. النهاية هي التي ستختار بدايتها، وهي التي ستلتحم بها، وهي التي ستشيع جنازتها إلى المصير الأخير. في البلد الميّت، نلاقي الكثير من الجثث، أكواماً من النهايات المحتومة والمرسومة، المبكرة والمتأخرة. لا شيء اسمه بداية، هه، أيّ بداية؟ العراق ركب الزحليقة”!الذكاء المرح
«كتاب «الذكاء المرح» هو أحد أكثر الكتب المهمة والمؤثرة التي ستقرأها على الإطلاق. لقد أذهلني بشدة على المستوى الشخصي والشعوري. فقد ألَّف أنتوني دي بيندت دليلًا رائعًا وعمليًّا يساعد المرء في أن يصبح والدًا وزوجًا وصديقًا وزميلًا أفضل. إنه يمثل أسلوبًا جديدًا للتفكير في الأمور الأكثر أهمية في العمل والحياة بوجه عام. ببساطة، هذا الكتاب سيجعلك إنسانًا أفضل؛ فاستعد للانبهار!» توم راث، المؤلف الأكثر مبيعًا لكتاب «العثور على نقاط القوى 2.0»، و«إلى أي حد دلوك ممتلئ»، و«العافية».لا جدوى من السؤال
ماذا يحدث حين تتولى أسرة على شفا الانهيار رعاية طفلة تعاني من الاضطراب؟ تقضي هانا البالغة من العمر 11 عامًا أسبوعًا مع أسرة نايلاند، لكنهم سرعان ما يكتشفون أنها ربما تكون نعمة لهم أكثر من كونها عبئًا عليهم، وأن ترك هانا تذهب أصعب عليهم بكثير من إبقائها معهم.حكايا مجنون
لقّب نفسه بابن قطّين، ذلك لأنّ صاحبه الوحيد الذي بقي له في دنياه هو قطّ متشرّد أحبّه، عوّضه ببعض الأنس عن فقدان أب شيخ وأم عجوز، قطّ كان يحتكّ به قبل خروجه للذهاب إلى دكّانه القديم، دكّان لبيع الملابس المستعملة لا يسمن ولا يغني من جوع، كان القطّ ذاك وكلّ يوم، في كلّ صباح، ينتظره ويتبعه حتّى تبنّاه فجعله رفيقه الذي ينسيه الحاجة والفقر، سمّاه “بيراط”، بالعربية “قرصان”، ذلك لأنه فاقد لعينه اليمنى، إلى أن كان اليوم الذي مات فيه القط المسكين مختنقاً بعد أن نام عليه صاحبنا خطأً!!فتحسّر جعفر لموته حسرةً جعلت جنونه اللاّحق يسبق السّابق، فلقّب نفسه بابن قطّين تيمّناً بما سمع من ألقاب كابن سيرين، وابن عثيمين، وكذلك تخليداً لذكرى قطّه المغدور، رغم إدراكه أنه جعل نفسه ابناً لقط، لكنّه قال في نفسه مقنعاً لها في قرار مجنون دام أثره عليه كالمرض المزمن: “أن أكون ابناً لقطّ مجازاً أفضل من أن أكون ابناً لإنسان فعلاً!!فما ترك لي أبي سوى الديون تزيدني هلاكاً على هلاك…”.لتكن معجزة
أحيانًا نحتاج إلى معجزة في حياتنا .. إلى شيء ما يجعل ما هو مستحيل يتحقق. ماذا لو الحل الوحيد لتصبح أنت المعجزة وتحقق أنت المستحيل مثلما فعلت “حسرة” في الرواية.. أرادت “حسرة” أن تجمع شمل عائلتها وأخواتها بعد أن ذهبت كل منهن في اتجاه مختلف فهى الأخت الكبيرة التي ربت أخواتها البنات مع زوجها عزيز حتى يموت زوجها وتقتلها الوحدة فتلجأ إلى حيلة ذكية للم الشمل مجددًا مؤمنة أن المستحيل يمكن أن يحدث ! تدور أحداث الرواية في إطار شيق وكوميدي.روح تعبث بي
روحها تعبث بي .. أشعر بها داخلي تتلمس قلبي وجسدي، تحادثني وتسمع همسي..! تراني ولا أراها، روحها لا تفارقني في صبحي أو عند غسقي، تشبثي بها يبقيني على قيد الحياة، رغم أني لا ألتقيها أبدا، الأ أنها بقربي كقرب وريدي لقلبي .فحلقت لحيتي
جاءت الرياح هذه المرة بما يشتهيه ليجد نفسه داخل أحد الجماعات الدينية التي تسعى إلى كل ما تشتهيه أنفسهم معتمدين في ذلك على المظهر لا الجوهر وتناسوا أن الدين يكمن في الصراط المستقيم قبل أن يكون ركعات وصيامرسائل من نور
اخترتُ في رحلتي هذه أن أبحث في كل شيء؛ المكان، والزمان، الأشياء، والبشَر. كنتُ أهيمُ بحثًا عنها، ليس عن السعادة وحدها، فهي الغايةُ، بل عن الحياةِ وأسرارها، المعنى الحقيقي وراءها، والهدَف. وكانتْ لرحلة البحث عطاءات جميلة، أوقفتني على مفاتيحَ وأسرار غالية؛ إنّها مفاتيح النُّور! أحملُ لكم في كتابي هذا نماذج لتلك المفاتيح، المفاتيح التي ساعدتني في اكتشاف السعادة الحقيقية، وسبْرِ أغوارها، وإدراكِ كُنهها. وأرجو أن تكون تلك المفاتيح/ الأفكار مُلهمةً تنير الطريق لكل حائرٍ، كما أرجو أن تصل رسائلي لأصحابها في الوقت المناسب، وكم يسعدني أن تكون طَوْقًا للنجاة، ومنارةً للهداية. في تلك الصفحات، أبحرتُ كثيرًا نحو الضَّوء، فما أسعدني بالإشاراتُ المُلهمة التي تلقيتُها مِن حولي! إشاراتٌ من كُلِّ معلّم ومعلمة قابلتُهم، مِن كُلّ كتابٍ قرأته، أو صوتٍ سمعته، من صدى الكونِ الذي يتردَّدُ في مخلوقات الله الرائعة، صدىً يُدركُه أولو الأسماع، ويفهم إشاراته أولو الألباب؛ إنّها رسائلُ الحقِّ لإدراكِ الحقيقة، إنّها رسائل النُّور، يبعثها ربُّ الأكوان لمن يراه أهلاً لحملها، ويبقى النُّور - دومًا - مصدرًا للهُدى والرّشاد .مزرعة الحيوانات
حيوانات تكسر قيودها وتثور. لن ترضخ بعد اليوم لتسلّط مالك المزرعة المخمور ولا عمّاله الجهلة. تتمرّد. تستولي على المزرعة وتقرّر إدارة شؤونها بنفسها. تبدأ تطبيق العدالة الاجتماعية والمساواة سعياً وراء نظام اجتماعي وسياسي يحفظ حقوقها وكرامتها. غير أنّ السلطة مفسدة، ولن تلبث الحيوانات أن تعيد إنتاج ممارسات مالكها الذي ثارت عليه. إنّها تحفة جورج أورويل التي يفكك فيها بأسلوب ساخر ممتع مفاهيم السلطة والديكتاتورية والثورات، ويمضي عميقاً في تحليله للخلاص الذي يتطلع إليه الإنسان على مرّ العصور..خادمات المقام
لم تكن ليلة هانئة تلك التي رست فيها جثّة المرأة ذات البطن المنفوخ على شاطئ جزيرة فيلكا. لكنّ إرادة مقام سيدنا الخضر، الذي يرجو أهلها معجزاته ويخافون غضبه، أخرجت الحياة من قلب الموت ليأتي «وليدُ المقام». عذبة التي تكتم سراً خطيراً تعلم تماماً أن قصّة المقام ليست إلّا حيلة من حيل ماريا، الحبشيّة التي قررت أن تقلب مسار حياتها لتصير سيّدة المقام! بين أيدي خادمات المقام، عاش الطفل بانتظار قدره. قدرٌ تشابك مع أقدار أهل فيلكا الغارقين في معارك حبّ وخيانة وشعوذة وتجارة.نساء البنّ
هاجسهم النساء والحب في بلاد يتحارب رجالها ويتقاتلون، لكنها تفتح لهم جميعاً أبواب الطموح والحلم. جميل بشارة الحالم بالثروة والحب، رضوان مراد الفيلسوف الغاوي والمتحدث اللبق، إبراهيم جعفر الأرمل الحزين المتصابي، ليس من بينهم تركي حقيقي واحد، لكن دأب أهل البلد على تسمية المهاجرين من أراضي السلطنة العثمانية بالأتراك. إنها بداية القرن العشرين في مقاطعة باهيا في البرازيل...قصّة حلم
«من كان يتخيّل أن إسماعيل عمران، مفسّرَ الأحلام الشهير وعالم الفيزياء، يُخفق في تفسير حلمٍ تكرّرت رؤيته له؟ هو يسعى إلى إثبات أن الإنسان يمكنه السيطرة على أحلامه، بل صناعتها. لكن في بحثه حلقة مفقودة لا يعرف ما هي، حتى تصله أمانة من والده المتوفّى. يبدأ رحلة طويلة لتفسير حلم والده، متنقلاً من بلد إلى بلد، متجاهلاً عيوناً كثيرة تراقبه ونساء يُحطنَ به من كل جانب. ولمّا كاد يصل إلى نتيجة، اصطدم بحقيقة غابت عنه، وهي أقرب ما تكون إليه .تمّ تحويل الرواية إلى مسلسل تلفزيوني بعنوان «صانع الأحلام»الأعمال الشعرية
كلمة الغلاف: رَحلَ الخليلُ بحرفهِ وإخائِه ومضتْ أزاهيرُ الهوى بِبهائِهِ إنِّي دعوتُكَ للقاءِ مجدداً فَقَدمتَ مِن فوق السحابِ ومائِهِ إنَّ الأمانةَ من خصالِ صفاتهِ مِن لطفهِ ورحابهِ وإبائِهِ إنْ كانَ قد ملكَ الفؤادَ وصالُهُ مَلكَ الفؤاد بنبعهِ وصفائِهِ مَضَتْ الحروفُ وما أتينَ بحرفهِ مَنْ مثلهنَّ على مدى أصدائِهِ *** وغدوتَ واسمكَ "خالدٌ" تعلو به للمجدِ في عليائِهِ وزهائِهِالسور والعصفور
في هذه الرحلة الرّوائية؛ يواصل غسان عبد الخالق إدهاشنا كعادته، عبر إصراره على ارتياد المزيد والجديد من الآفاق، فيرتحل بنا ومعنا من عمّان إلى بكّين، ومن بكّين إلى تشيوفو، ثم رجوعًا إلى بكين فعمّان. ولا يتوقف على امتداد ساعات وأيام هذه الرحلة، عن استفزاز مخيّلتنا ووعينا، بسرده الآسر، وتحليلاته الفكرية الحديثة، ومقارناته الحضارية اللّامعة. إن غسان عبد الخالق في هذه الرحلة الروائية، لا يطمح لاجتياز خط العبور إلى أدب الرحلات فقط، بل هو يطمح لتثقيف القارئ على نحو غير مباشر، فيحيطه علمًا بأبرز الرّحّالة القدماء والمحدثين، معززًا ذلك ببعض نصوصهم الفاتنة، كما لا يدّخر وسعًا لتعريف القارئ على نحو غير مباشر أيضًا، بأبرز معالم الحضارة الصينية وملامح الفلسفة الكونفوشية والطاوية، وما يمكن أن يناظرها في الفكر العربي. وإذا كان التساؤل عن أسباب نهوض الصينيين وتراجع العَرَب- رغم التشابه في الظروف التاريخية إلى حد بعيد- يمثّل مضمر ومنطوق هذه الرحلة الروائية دون ريب، فإن غسان عبد الخالق، السارد والناقد والمفكّر، لم يدّخر وسعًا للتعبير عن هذا الهاجس المركزي، بلغة حيوية رشيقة، تفيض بالتشويق والإمتاع. الناشر