خيمة الرب - رثاء الآباء - نصوص من العالم
في صيف 1990، حربٌ تصهل خيولها في المنطقة وفجائعٌ على الأبواب، عامٌ من الغبار والنظر في مرآةٍ وجودية عميقة لأمةٍ مشت وتحرّكت في الشعر لكنها شربت وأكلت مع الحروب. في الرقّة شرقي سوريا، مررنا على رجلٍ بالصدفة، نطلب ماءً، كان يبكي وحيداً بعيداً عن البيوتات الطينية القريبة. رجلٌ خمسينيٌ بطول سروةٍ وهيبة فارس، كان يبكي بحرقةٍ ودمعٍ بلّل ثوبه العربي المطرّز في هذه القائظة فزاده تطريزا.. نزلت من سيارتي بكل عنفوان شابٍ عشريني، قلت له هل تحتاج شيئاً، هل نقدم لك مساعدةً ما؟ فقال لي وكأنه يهمس لي وحدي: مات أبي وانهدّ سقف الدار، ثم قال بصوت لا أنساه: أنا لابجي.. وأبجّي الهور وفراه على شحّ النهر من بعد وفراه مضى من عطى العتّاب وفراه وصار بحر العتابا تراب بتراب وقع بيت العتابا هذا على رأسي تماماً كهراوةٍ ثقيلةٍ فأقعدني قرب الرجل لا حول لي ولا قوة، حفظته جرعةً واحدةً بزحافاته وعلله وغموضه وكشفه، عانقت الرجل المكلوم الذي بكى بين يدي غريبٍ حشمةً من القريب. نحن الرجال نفهم هذا. حفظت هذا البيت كضربة سيف وظللت أردده حتى مشيب رأسي وفقد والدي الذي فسرّ البيت من جديد بضربة سيفٍ واحدة أيضاً. فسّر لي كل هذا البكاء الذي يفطر الحجر رغم أنني أتحضرّ للموقف مذ تلك المشهدية التي نغّصت ألوان الحياة لشابٍ في مقتبل الحياة، انتبه؛ صدفةً أيضاً، أن الموت لا بدّ أن يأتي للأقارب والأباعد، وأن موت الأب -كما رأينا- ريحٌ صرصرٌ تشلع الخيام وتكشف عورات الرجال فتعيدهم أطفالا..ما لم يفهمه شهريار
شاعرة موهوبة، وشعر رصين أخّاذ، يدخل القلوب بلا استئذان، وعاطفة صادقة جيّاشة، وحِسٌّ مرهف، ومقدُرة فائقة على الإبداع، تتلاعب بالألباب كما تتلاعب بالكلمات، فتجعل منها سحرا حلالا، بل السّحر الحلال . هذه ميزة الشّاعرة «سامية عليوي»، وهذه ميزة ديوانها، قرأته بلذّة وإعجاب، فدُهِشتُ لوجود شاعرة مثلها في جامعتنا وفي وطننا، وشُدِهتُ عن التّحقيق لأنّ «سامية» نقلتني إلى عوالم سامية لم أعهدها منذ زمن طويل .شبرا مصر
شبرا مصر.. مش مجرد مكان تعدي عليه.. ولا شخصيات تقابلها أو تقرأ عنها... شبرا مصر حالة عاشق ومعشوق ... حالة مصرية خالصة لا يمكن تشوفها أو تعيشها إلا في مصر... أيوه... شبرا مصر يعني الغني والفقير، المسيحي والمسلم، ابن البلد والخواجة... الأسطى والخوجة... باختصار شبرا مصر ... هي مصر.على ضوء القدر
أضحك بلا مبرر لم أنتبه ... أكل الوقت ليلي وصادرَ شروقُ الشّمس معابرَ الصّبح في بلاد الأندلس بتُّ خفيفةً أكثر ممّا ينبغي لأضمَّ الحياة إلى صدري ... سألتقي ذاتي بعفويّةِ هذا الصّباح ... فالصّبح يبتسم بهدوءٍ، هنا، والشّوارعُ تفتح أذرعَها لعناقٍ جميل فلا بأسَ إنْ ضحكتُ بلا مبرّر . برشلونة 2019سفر تحت أفياء الصمت
تقديم سَفرٌ لا على طائرةٍ ولا سفينة؛ لا ريحَ تحملُه ولا ماء؛ بل صمتٌ وأفياء. كم هو بليغٌ صمتُكِ يا لودي، وكم هي نديّةٌ أفياؤُكِ البيضاء؛ فكأنّها غابُ جبرانَ حيثُ أنينُ النّاي، أو موسيقى الأجرام السّماويّةِ عند باب الجنّة. كيف لا؟ ولم أسمعْ نغمًا في الكونِ أشجى من صوت الحزن، تبوحُ به امرأةٌ جميلة. مِن نجمةٍ في قضاءِ راشيّا، ينسابُ نبعٌ فصيحٌ هو لودي الحدّاد. تبتكرُ لودي صورَها بأناقةِ المُترَفين؛ هي ابنةُ الأسرةِ الأدبيّة. تلفتُكَ ببلاغةٍ عاليةٍ معجونةٍ بكبرياء. أنتَ تشعرُ، كقارئٍ، بأنّ الكاتبةَ هنا لا تهادِنُ في مقاماتِ الجمال، ولا تساوِمُ على شموخِ الحزن. أنتَ تلحظُ تهافتَ الحزن، لكنّ لودي تنظرُ نحو الدّمع من فوق! وكطالباتِ المدرسةِ الدّاخليّة، تمسكُ الأحرفُ بمريولِ بعضِها؛ وتتلاحقُ الصّوَرُ كتوالي أزهارِ الجبلِ في الرّبيع. "سَفرٌ تحتَ أفياءِ الصّمت" احتفاليّةٌ ربيعيّةٌ بالحياة، تَقرعُ أجراسَها، بعد كلِّ ألمٍ، لقيامةٍ مسيحيّة. يسرى البيطار كفيفان في 24 كانون الأوّل 2021رجل واحد لا يكفي
أُخرِجك منّي.. مثلما يخرجون رصاصة ثم أعيد ترتيب المكان للأسماء البعيدة أخرجك مني شجرة تفاح وحيدة في الربيع، ثم أملأ الفراغ بألوان خشبية، وأجلس.. لأراقب الغابة البعيدة التي كنتَ تحجبها أخرجك مني مثلما يخرجون أثاث بيت فيه حبيبان.. اختلفا فهجراه وبات باردا..غابة تستريح على كفي
دعني أريدُ السّقوطَ فيّ بتُّ أجهلُني كأن يمناي آثرتْ البقاءَ في تشرينٍ مضى قبل بلوغِهِ عامَهُ الثاني فولدْتُ إحدى عشرة مرةً ولم أكتملْ يُسراي وعَدتْ أن تعوّضني الفقدَ لكنّها تتحسّسُ من الوقت رمتْني في ساعةٍ سوداء فركضتُ مع عقاربها المهْووسة اعتدتُ أن أدوخَ ولا أكفُّ عن الدوران كمَمْسوسَة هو هكذا... مَن يُهندِس كونَه الصّغيرَ يستأنِس تعبُه الوصولَ إلى اللانهاية يُرضي الجميعَ ولا يرضى حتى اسمي غَفل عنّي تغاوى بلباسه الأحمر في ليلة ظلماءَ فابتلعتْه غيرتُها لم أعدْ دارين.. أنا دارٌ واحدةٌ فكرةٌ شاردةٌ بلا جناحين وهذي السّماءُ كلها لي.لا يمنة ولا يسرى
أنا الشاعرة التي تلقن المسرح ضوءه من خلف الكواليس أنا كونشرتو انتحار بجعة يصفق لعظمة لحنه كادر أعمى..! دفعت ثمن الدخول وخسرت نفسي قبالة حقي..!! أنا ديوان بنفسجي يطوي قارئه به يجففه زهر حزين أنا الغلاف الذي تشتهيه الأنامل وينتهي بابتلاعها..!!لا تقتف أثر الغزالة
حسين بهيش هو شاعر عراقي من مواليد 1994 في المثنى، حاصل على بكالوريوس في القانون ويعمل محامياً في السماوة . فيما سبقَ صدرت له "أغنية عن نهاية العالم" عن مؤسسة أبجد للترجمة والنشر والتوزيع و " وسيلة أخرى للدخان "عن دار تأويل التي رشحت للقائمة الطويلة في جائزة النفري للشعر في ألمانيا عن دار الدراويش . نشرت قصائده ومقالاته في كثير من الصحف والمجلات المحلية والعربية؛ مثل مجلة مشاهير العراق، ووكالة نخيل عراقي، ولديه –أيضاً - بعض القصائد الموثقة في موقع أدب، وموقع أنطولوجي، وجريدة أوروك، و جريدة العربي الجديد، والترا صوت، شارك –أيضاً - في عدد من المهرجانات في الجامعة لثلاث دورات متتالية، وحصلَ على شهادات تقديرية، وشارك في بعض المنتديات الثقافية .هذه الأبجدية أمي
ليس هذا أنا ولا ذا التياعي نصفَ قرنٍ يسيءُ فهمي يَراعي لم تَقُلني كما أرومُ القوافي والعباراتُ جدَّفتْ دون قاعي حلّقتْ أحرفي خفيضاً بهجسي أين منها شوامخي وارتفاعي؟! خذلتْني قصائدي يا جراحي واستحالَ البيانُ يا أوجاعي ساءَ دهري أَنِّي أرومُ لذَاتي ما على الدَّهرِ ليسَ بالمُستطاعِ!عازف الكلاشنكوف الضرير
يدخل الشاعر علاء زريفة إلى مجموعته متحرراً من أي تأثيم أو مسؤولية متكئاً على عنوانٍ حاسمٍ مفاده : سأطلق النار على الجميع، وقد فعل هذا طيلة صفحات الديوان حرفاً بحرف، أطلق نار الشعر المقدسة في كل الاتجاهات ليحررها من صمتها، تلك النار التي تقتل وتحيي معاً . إن هذا الديوان ما هو إلا سيرة شعرية لـ«عازف الكلاشينكوف الضرير»، فما أقسى أن تكون شاعراً وعالقاً بحربٍ مبهمة، حرب عصية على التفسير، حاول علاء شرحها ومقاربتها وتحليلها طيلة نصوص الكتاب المشتعلة بالوجع والبارود والموت المرتقب في كل لحظة والحياة ببهجاتها التي تعطلت بسبب هذه الحرب .الأعشاب تفقد الذاكرة سريعاً
كما زحفت مدنُ الأضواءِ إلى قلبي وشمتني مدن الصحراء! . ريفيٌ .. أمشي وأجرُّ حبال الغرباءْ يجري بفمي نهرٌ يتفتق من سبع هضابْ ريفيٌ لكني بدويْ بدويٌ لكني أحمل مفتاح مدينة! وأهودج وطناً فوق الريح .سعف العروس
لا حرب بدون ظلم، فالحرب والظلم يشبهان كوكبين يدور أحدهما في فلك الآخر، ومهما اختلف نوع هذه الحرب فإن نتيجتها ستكون الظلم، وأيضا هناك نتائج أخرى للحرب مثل الدمار والمرض والإعاقة و الجنون، ناهيك عن النزوح و التهجير و الأسْر و السبي و الرق و الإغتصاب . وما تلبث تلك النتائج أن تعطي صدى حاد مؤلم ندعوه الموت، الموت الذي يكون خاتما ومخلصا لكل تلك النتائج القاسية المؤلمة . وفي الحرب تكثر الجياع، بعضهم جياع طّيبون وبعضهم جياع أشرار، وشخصية ممدوح هنا، مثال للرجل الشرير الجائع، يغزو ويقتل ويسبي ويغتصب . وفي خضم الحرب، تخرج العصابات المجرمة من قمقمها،كما تخرج القصائد القاسية من قمقمها أيضا، ولعل القصائد التي تكون الحربُ محرّضةً عليها، تأتي أكثرَ قوةً وصدقاً وخلوداً من تلك القصائد التي تقذفها أزمنةُ اللاحروب على هيئة أدبٍ مترفٍ وفنٍ مرفّه .شرح المعلقات السبع
• دراسة للمعلقات، وما اتفق عليه الرُّواة منها وما اختلفوا فيه والسبب فى ذلك كما رآه النقاد.عشرون من شعراء المنافي والسجون
يتحدث الكاتب عن اروع ما ألف عشرون من الشعراء في المنفى وعن مدى شوقهم لوطنهم ولهفتم للعودة وحنين الوطن من ذكريات تلوح في خاطرهم.ذكريات على شاطئ النسيان
لأنَّكِ مُهجَتي ومَآلُ فَنِّي لأَنّكِ هاجِسي وخيوطُ ظَنّي لأنَّكِ فيَّ أُحْجِيةُ الحَيارى لأنَّكِ فِيَّ أطْيَافُ التَّمَنِّي رَسَمْتُ الوَحْيَ في عَيْنَيْكِ شِعْراً وَأسْلَمْتُ الفُؤادَ لِتَطْمَئِنِّي لأنَّكِ نَسْمَةٌ تَرْنو لِغُصْنٍ لأنَّكِ بَسْمَةٌالحديقة داخل البيت
في الغرفةِ بين كؤوسٍ ملأى بالليلِ وبالشّعراء العشّاقِ تُحدثّنا اللوحةُ فوق الجدرانِ عن امرأةٍ مرّت مسرعةً خلف الألوانِ وغابتْ.. فتبعناها.. أطلقنا من نافذةِ الليلِ قطيعاً من كلماتِ الغزلِأنثى تليد
"أنثى تليد" أضمومة شعرية ندية بأنوثتها ورقة لغتها تُطالعنا بها الشاعرة والقاصة فدوى البشيري، وهي أديبة مبدعة وعضو اتحاد كتاب المغرب. والمجموعة ثاني عمل شعري لها بعد "قلوب حائرة". دهشة المجموعة تبدأ من العنوان الذي انتقت له الشاعرة كلمة معتقة أخرجتها من خابية اللغة. "تليد"، بكل عتاقتها وأناقتها، تنضاف وصفا نحويا ودلاليا إلى ما تختزنه وتختزله كلمة أنثى من البهاء والشغف والحب وكل الْمُعلنات والمضمرات المؤنثة. الديوان محراب للشعر والحب تتبتل في طقسه وتحترق ببخوره، ويعلن من عتبته الأولى عن دستور في العشق هو رقّة الأنوثة وشموخها في تعاطي الحبّ.هاوية تجرح الضوء
هَاااا إِنَّنِي أَقِفُ فِي جُرْفِ هَااااوِيَةٍ أسْتَدْرِجُ قَرَارَتِي إِلَى وَقْعِهَا الأخِير. قَالَ لِي: -لا تَلْتَفِتْ. مَا ترَاهُ يَكْفِيكَ لِتَرَى الشَّمْسَ ضَوْؤُهَا يَسْقُطُ فِي النَّهَارِ. الهَاوِيَةُ ظُلْمَةٌ تَجْرَحُ الضَّوْءَ تُخْفِي وَقْعَ السُّقُوطِ. لا أَعْرِفُ، بِأَيِّ الأجْنِحَة سَأُحَلِّقُ فِي هَذَا الفَرَاغِ. -لَسْتَ حُلُماً، أَنْتَ حَقِيقَةً فِي جُرْفِ هَااااوِيَةٍ تَقِفُ.بقـايــا مطــر
عطيتك المجداف والرمل والأصداف والبحر والساحل وقلت لك .. راحل عطيتك اليامال والهولو والموّال والخضر .. والقاحل وقلت لك .. راحل ياما تناسيتك بس ما قدرت أنساك وياما ترييتك بس ما حصل ألقاك وحاولت .. كم حاولت بس ما حدن بعدك يحرز .. ويستاهلوبين الحروف حروف أخرى
ألم يخبرك أفلاطون عن مدينتي الفاضلة التي منازلها أنت وشوارعها أنت وأشجارها أنت وكل حدودها أنت ..صلاة لأجل مارلين مونرو
"تمكنت من حبك ذات مرة حتى أني قلتها لكنك رحلت عندما عدتَ كان الأوان قد فات وكان الحب كلمة منسية هل تتذكر؟" مارلين مونرو.. أيقونة الجمال التي لا نذكر إلا صورتها كفاتنة شقراء تنضح بحمرة الحياة والإغراء، هل تعرف أن لها وجهًا آخفوضى المشاعر
لتجربة الثالثة لدكتور مدحت العدل بعد ديواني رصيف نمرة 5، وشبرا مصر، ويضم ديوان «فوضى المشاعر» 31 قصيدة عامية، من بينها: الديكتاتور، فنان، مرة ركبت القطر، شاعر، عسكرى مرور، بدأت العمر، استنى يا موت، درويش، عربية عفش، كل واحدة فى أوضة، لبنان، لو ناوى تحب حد بجد – نفس - فوضى المشاعر- هى دى مصر. والموضوعات التى يتناولها الديوان الانتقال من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار في المشاعر، من اليقين إلى الشك أو العكس، أي حالات التناقض في المشاعر، ومنها التصوف، وجزء من خلاصة تجربته في الحياة وبعض المتغيرات في حياته الشخصية، ولذلك يأتي العنوان (فوضى المشاعر).طعم الحب
الإهداء إلى روح جدي يوسف الشاعرة وروح جدتي مريم الملهمة إلى أحفادي القادمين بعد حين إلى الزمن السائل بين الحنين وجنباته، أهدي الكلمات، ولن يبقى غير الكلمات .دفاتر مهيار الدمشقي - الجزء الخامس
في ‘دفاتر مهيار الدمشقي’، تبدو الوحدة بين أدونيس الشاعر ومهيار الرّمز أكثرَ تفصيلاً ووضوحاً وأبعدَ توغُّلاً في التساؤل حول الممنوع المكبوت المؤجَّل، أو الحميم الخصوصي، وكل ما يرتبط بالصبوات والشهوات والرغبات. تصبح الكتابة أكثرَ عموديةً، ويصبح الحقل المعرفيّ أكثر اتّساعاً وأنقى شفافية. وتصير طرق التعبر أقرب إلى الومضة والشّذرة، وإلى البارقة والخاطرة، تجاوباً مع الانفجارات العابرة، المتقطّعة، المفاجئة، في هذا الجسم الكثيف، التائه، المطوَّق، المُعذَّب، الطامح، المتخاذل، المهاجِم، المقتحِم، المقلِّد، المبدع، الذي يُسمّى الحياة العربية.ديوان واحات
واحاتي قد زانتِ الواحاتُ صحراواتِنا وكتلكَ في آدابنا واحاتي يا مُصحرون تنسَّموا نَسَماتِها وَرِدُوا زُلالاً لا سرابَ فلاةِ أُمّوا خمائلَ أثمرت من دوحها وتفيَّؤُوا وكُلُوا من الثمرات فلعلّما سُرُبُ الصحارى تلتقي فتئيضَ كالأنهار في الجنّات ولعلّما وطنُ العروبة واحدٌ أرضاً وشعباً بعد طول شتات فمتى تحرّكُ ذي الجلامد نفخةٌ ومتى تكون قيامةُ الأموات؟في لغتي أتقاسم مع ظلي كل الأشياء
شاعر وفنّان تشكيلي ألماني من أصول سورية، من مواليد دمشق 1965. يُدير مهرجان صالون الشِّعر الألماني العربي الذي أسّسه عام 2005، إلى جانب عمله كـ كاتب ومترجم أدبي (كَتَبَ في الشِّعر والقصّة للأطفال والكبار)، يكتب للصحافة الألمانية ويُحاضر في الفنون المعماريّة ويُدرِّس اللغة الألمانيّة. صدر له إلى الآن أكثر من 40 عنواناً تتوزّع بين كتبه الخاصة وترجماته وإصداراته في صالون الشِّعر. له دواوين شِعريّة عديدة، آخرها ديوان «التعب الأزرق» وفي هذا العام سيصدر له ديوانان، واحد بالألمانية وآخر بالعربيّة. تُرجمت قصائده إلى عدّة لغات.ألف ليلى وليلى
هذا أنا سِلْماً وحربا هذا أنا سَأَمَاً ووَثْبا هذا أنا صَحواً وأنواءً وإجداباً وخِصبا هذا أنا بحراً وإبحاراً وقافلةً ودَرْبا هذا أنا كُفْراً وإيماناً ومِعراجاً وصَلبا هذا أنا قِسّاً وثوريّاً وصوفيّاً وصَبَّا هذا أنا فَرَحاً وأحزاناً وجرحاً سالَ عَذْبا ... حِبرٌ ينِزُّ دَماً، ونَصْلٌ يَمنحُ الكلماتِ قلباهناك لا أحد
يا محترفَ الرَّسم على ناصية شعوري ارسمْ شيئاً يشبهُ خَدَرا حتَّى لا تؤلمني اللَّحظة فنوارسُكَ الليلةَ حول مراكبِها تستافُ حضوري يسقطُ صوتي بينَ الموج يسافرُ في أدراج مداه يتوسَّلُ جلدَ المجداف قبلَ رحيلك خذْ ذاكرتي امنحني عمقَ النسيان نسياناً لا تتسلَّل من بين هشاشتِهِ قطعانُ حنين لا يرعى اللهُ بصاحبِه قايضْني بعضاً من قسوتكَ فنحن على حدَّين من اللا متساويما لم تقله شهرزاد
عزمتُ في بداية السّنة الدّراسية 1999/2000م على تدريس موضوع: «شهرزاد أسطورة أدبية» ضمن مادّة الأدب المقارن لطلبة السّنة الأولى ماجستير في الأدب العام والمقارن، على اعتبار أنّ شهرزاد أنموذج حيٌّ في الأساطير الأدبية لأنّها شخصيّة أدبية إبداعية لا تتّسم بأيّة سمة عَقَدية قدسية، لم تلدها امرأة وإنّما أنجبها عقل مبدع ووجدانُه، وتزيّت بزيٍّ شرقيٍّ عربيٍّ إسلامي في نصٍّ أدبيٍّ عالميِّ الشّهرة ذي أصول متعدّدة إلاّ أنّ لسانه عربيٌّ مبين، وبالتّالي فهو من عيون الأدب العربي، ثمّ لتهافت الأدباء عبر الزّمان والمكان والألسنة على توظيفها في مختلف الأجناس الأدبية، لتتحوّل من مجرّد شخصيّة أدبيّة إبداعيّة إلى أسطورة أدبيّة؛ ويومها لم يدُر في خَلَدي أنّ شهرزاد ستكون مثار إعجاب طَلَبة الدّفعة، وبصفة خاصّة طالبة لم تكن كثيرة الكلام المباح، فما بالُك بغير المباح .سيرة غيهب
قَدْ كُنْتُ فِي أَوْطَانِ هَذَا اللَّيلِ بَطْمَةً؛ عَلَى أَغْصَانِهَا يَضْحَكُ مَاعِزُ الْوَسَاوِسِ يَنُوحُ تَحْتَهَا دُخَانُ نِسْوَةٍ يَطُفْنَ حَوْلَ مِجْمَرِ الفُصُولْ يَقْرَأْنَ فِيهِ رَعْشَةَ الْوَقْتِ وَخَطَّ أَنْجُمٍ تَجُرُّ أَنْهُرَ الذُّهُولْ إلى أرَاضِي الذَّاتِ كُلَّمَا عَلَيْهَا أَدْخَلَتْ أَشْجَانَهَا الْأَشْيَاءْ .تراتيل غيمة
للذين ولدوا أحراراً وما استعبدتهم العادات والتقاليد لصرخة أنثى خارج أسوار المعبد غنت للحياة ( أيها القادمون من مدن الغيب ... نوايا الأيام تزداد سوءاً .. تريثوا حتى حياة أخرى )خلخال غجرية
حسين نهابة إهداء رفقاً بي انتظرني أبي أرجوك نهاية عطشى البحث عن وجهي نصوص مُشوّهة حبّك وسواس عبّاد الشمس صلاةُ الشكر ابنة الفلاح مهارة فينوس أخشى عليكِ مني تمــرُّد رصاصة الرحمة الطفل الأرعن الحنين الأعمى عهــود محطات قاسيةدفاتر مهيار الدمشقي - الجزء الثالث
في «دفاتر مهيار الدمشقي»، تبدو الوحدة بين أدونيس الشاعر ومهيار الرّمز أكثرَ تفصيلاً ووضوحاً وأبعدَ توغُّلاً في التساؤل حول الممنوع المكبوت المؤجَّل، أو الحميم الخصوصي، وكل ما يرتبط بالصبوات والشهوات والرغبات. تصبح الكتابة أكثرَ عموديةً، ويصبح الحقل المعرفيّ أكثر اتّساعاً وأنقى شفافية. وتصير طرق التعبير أقرب إلى الومضة والشّذرة، وإلى البارقة والخاطرة، تجاوباً مع الانفجارات العابرة، المتقطّعة، المفاجئة، في هذا الجسم الكثيف، التائه، المطوَّق، المُعذَّب، الطامح، المتخاذل، المهاجِم، المقتحِم، المقلِّد المبدع، الذي يُسمّى الحياة العربية. أدونيس شاعر سوري، ولد في 1930 بقرية قصابين في سوريا. تبنى اسم أدونيس تيمناً بأسطورة أدونيس الفينيقية، الذي خرج به عن تقاليد التسمية العربية منذ عام 1948. أصدر مع يوسف الخال مجلة "شعر" عام 1975. ثم أصدر مجلة "مواقف" بين عامي 1969 و 1994. أستاذ زائر في جامعات ومراكز للبحث في فرنسا وسويسرا والولايات المتحدة وألمانيا. نال عدداً من الجوائز العالمية وألقاب التكريم وتُرجمت أعماله إلى لغات عديدة. من إصداراته عن دار الساقي: "الثابت والمتحول"، "ديوان النثر العربي"، "ديوان الشعر العربي"، المحيط الأسود".نخال الخطى
يجمع هذا الكتاب نصوصاً مختارة لواحدٍ وعشرين شاعراً وشاعرةً من خلفيّات ثقافية واجتماعية مختلفة، بصرف النظر عن أسباب وطرق مغادرتهم لسوريا، وإن كان معظمهم قد غادر بعد اندلاع الثورة أوائل عام 2011. وهم اليوم يعيشون في بلدان متفرقة في العالم العربي وخارجه، ويقطن العديد منهم في ألمانيا خصوصاً. هذه المختارات هي محاولةٌ للإضاءة على التجربة الشعريّة السوريّة الناشئة في المنفى والتي تحمل في طيّاتها تنوّع أساليب الشعراء، تجاربهم، آراءهم وأعمارهم، وتقدّم صورة عن واقع الشعر السوري في الخارج، من دون تقييمه، وإنّما كشاهد على التغيّرات التي تطرأ على الشّعر وتتوازى مع المتغيّرات على الأرض. وعلى الرغم من أنّ معالم هذه التجربة لم تتبلور بعد، إلا أنها تبرهن محاولات فاعلة لأخذ الشّعر السوري إلى منحنيات أُخرى لا بدّ من أنها ستؤدّي إلى أماكن جديدة في الكتابة السورية.بين حل وترحال
من الكتاب: لَسْتُ المُحَـالَ ولا رصيفَ العُمْـرِ بَلْ ذِكْـرى شَجَنْ أَنَا لَسْتُ شَيْئًا يُسْتَعَادُ فَكُلُّ أَمْتِعَتِي زَمَنْ أَنَا لَسْتُ مِنْ دُنيا أَغاريدِ الطُّيورِ عَلَى فَنَنْ أَنَا قِصَّـةُ العُمْـرِ الَّذي أَمْسَى يُفَتِّشُ عَنْ وَطَنْ5 ميغا بيكسل
لم أكن ولداً شقياً؛ تقول أمي: نساء الحي يشهدن أنكَ ما أزعجْتَ تفاحَ أسوارِهن. لم أكن ولداً نبيلاً؛ تقول حبيبةٌ: خُنْتَ تفاحَ البساتين حين ترفّعْتَ عن قطافه. لم أكن ولداً؛ فلماذا سقطْتُ من جنتين، وظلّ التفاحُ عالقًا في حنجرة أحلامي هناك؟روح قديمة
من الكتاب: وحدي أكتب على وجه العالم البارد سيرة ركن يتهجّى الدفء ولم يره وحدي أختار للأشياء ألوانَها وأخلق أسماء لأشياء أخرى لا يراها إلاي.رقصة على استحياء
يَقولُ أبي: حينَ ولدتَ، أخذوكَ على عَجَلٍ إلى المُختَبَر، ولمّا حَللوا دَمَكَ، عَثروا على دولابٍ فخاري وسَبع برتقالاتٍ سِمان.. وفي عيد ميلادكَ الأوّل، كانتْ أمكَ تُعلّقُ نسخةً منكَ في كلّ غرفة كَي تقرّ عَينها ولا تَحزن إذا ما تقاسَمتكَ نساءُ العالَمين.. ومنذ ذلك اليَوم وأنتَ تصنعُ مِن الطين كهَيئةِ الشِعر وتطلقُ عينيكَ في الفراغ وتَحلُم..موج يابس عن رحلة اللاجئين الحُمر
كنتُ أعدو في البراري أصغَرَ من سُنبُلَةٍ وأَكبَرَ مِن أُغنِية كانت الريح تُمَشِّطُ نَهاري أَخفَ من قُبلةٍ وأَثقَلَ من صَرخة أطاردُ فَرَاشَةً وأهرُبُ مِن لَسعَة نَحلَة أغفو على صَخرَةٍ وأصحو على عَطَشٍ يرويه مَاءُ الجَدَاوِلِ بَينَ الحصىالأعمال الشعرية- الجزء الأول
كيف أصف نفسي شاعرًا، وأنا أدخل هذه الغابة الشائكة الخلابة بجنون أشجارها وعنف أزهارِها ورهافةِ عشبها، وندى أوراقها، وطلاوة همسها، وغضارة وردها، وسحر عالمها الأخاذ؟! بل كيف وجدتُني أغرق في خضمها المثير أتلمس سنابلها الذهبية، بحذر وحب وانذهال؟! بل كيف تماهيتُ في مائها وبراعمها وخيوط عذريتها بوعي ومن دون وعي حتى أقاصي اللذة؟!مقبلتي
هل هي جرأة دلالية أن يُفصِح شاعرٌ عن شعوره المشاكس المتوحِّش، منذ الوهلة الأولى؟ وهل من المعقول أن يبيح الشَّاعر دمه الشِّعريّ، ويستجديَ شيطان الشِّعر كي يدخل معه في حلبة الراهن، يستعيد ببساطة مغامرة دالَّة سبق لشاعر كبير مثل نزار قبَّاني أن أعلنها في ديوانٍ سمَّاه "طفولةُ نَهْد"، وكانت المغامرة خرقا لتقاليد الكتابة العربية كلّها؟ ..عروس إله المطر: تيسليت أنزار
أنام وأصحو، متى أشاء، أو أراد لي سلطان النوم والصحو، ليلا أو نهارا، على تعب، من الحلم صاحيا ونائما على كتب، قرأتها وأخرى ... أتصفحها وأصافحها كثيرا، ولا أكملها ولا أكلمها إلا لماما ... وفي جميع الحالات، معتادة أو غير معتادة على حد عنوان إحدى المجموعات القصصية "لصديقي الكاتب" محمد صوف، لا يكاد يفارقني الملل، والكلل، حتى يستقبلني الضجـر والســأم من كل شيء، ويسلمني هـــذا وذاك إلى القلــق الممــض لاسيما المسمى بالوجودي ... لا أخــاف تقريبا من الموت، ولكن الحياة هي الباعثة دائمـــا على الخوف، منها وعليها، باستمرار الحياة والوجود ... تماما كالخوف الشديد من الأحياء "الموتى بلا قبور" وليس من الموتى الرقود تحت التراب واللحود ... ومع ذلك "الحياة جميلة يا صاحبي" على حد عنوان رواية الشاعر الأممي الخالد والإنساني العظيم الرفيق ناظم حكمت، التي صور فيها مأسي السجون والمعتقلات الرهيبة في بلده تركيا، كالمنفى والموت بعيدا عن وطنه الذي استكثر عليه نظامه المستبد حتى أن يعود رفاته إليه .أوراق أندروميدا
سماواتٌ مستحيلَة يُحَلِّقُ خيالي حيثُ لَمْ تطَأ قَدمُ مُسافر أيُّها التمرُّد العزيز أنتَ من يمنَحُ للأشكالِ العابرةِ أن تبزَغَ شمسُها، تشرق لتأفِلَ، الشكُّ : رسولٌ من الجنّة إذا كانَ للفكر أن يسرقَ كلمةً من اللغز كلّ شيء يمكنُ تحريفه . أيّها الخيال، أنتَ أكثرُ وفاء أنت من يؤمنُ بعشبةِ الخُلود كما يمكنُه أن يكتبَ قصيدَة .The songs of the last troubadour
TALEEN, THE MAGICAL GIFT The star, bright, glittering, led the Magi To the humble manger To witness, and testify to, The miracle of the birth Of a child Who was destined to change the world, Performing miracles, Teaching people wisdom, love and faith.قصتي والارض
قصتي والأرض أيُّ مجدٍ يصنع الدولار والأرض بَوار يا صديقي ضاحكَ القلب ونَشوان الفؤاد هل تسافر بعد أيامٍ ثلاثة قاصداً عَوْداً حميداً أم تهاجر .... عن بلادٍ أنت فيها بين أختٍ وصديق لك عذري أيها الغافي على حبي إليك أنا لا أعرف ما يعنيه قولك أنا في الغدِّ مسافر غير أنِّي هزَّني حزنٌ عميق وتولاني شعورٌ بالغضب لك عذري ودموع الظُّلمة السّوداء في قلبي تسري ودماءُ القوة الحمراء في كل إهابي وشبابي لك عذري وملايين الأغاني سابحاتِ اللحن حلواتِ الأماني كأهازيج انتصاراتٍ تغنيها الغواني مثل دقاتٍ عميقة لدفوفٍ من جلود الضان صاغتها أيادٍ من بلاديحبات السكر
حين يأخذك القلم لتخط حروفك الأولى، لترسم لنفسك درباً في متاهات الحياة وتتقاطع بك الدروب بأشخاص، ربما مروا مرور الكرام وأشخاص رافقوا مسيرتك لوقت ما، وكان لهم أثر طيب في النفس، ثم انحنى بهم الدرب بعيداً .. ورغم كل اللقاءات العابرة والدائمة يبقى داخلنا لحظات ومشاعر لا نستطيع نسيانها، كالسعادة والحزن، الحب والحنين، النسيان، والذكرى كلها وجدانيات، تكبُر أو تصغُر مساحتها حسب ترتيب الأشخاص داخلنا . وقصص حبات السكر بوقتٍ ليس بالبعيد كانت حروف متناثرة في مخيلتي، تبحث عن بارقة أمل لينساب هذا الفيض من المشاعر على الورق، ويخرج للنور ليكون شاهداً على أرواحنا المفعمة بالحب لكل من مرّ بحياتنا ...نص حالة
نُص حالة اللي بينا .. نُص حالة نُص للحُب اللي بينا .. نُصها التاني استحالة استحالة نرتبط أبدًا ببعض كُل ما نحاول نقرُب نلقى بُعد زَيّ ما يكون اللي بينا شيء غَريب.. لَعنة الحُب اللي بتذل الحبيب واللي عشنا العُمر نحلم بيه نلاقيه .. بين إدينا ولسَّه بندوّر عليه زيّ كدبة عايشة جوّاها الصراحة نُص ضحكة .. نُص فرحة .. نُص راحة اللي بينَّا .. نُص حالةأدونيادا
"ليَ في كلِّ جُرْحٍ كتابٌ، وفي كلِّ جارِحَةٍ حِبْرُها. جِراحِيَ مبْثوثَةٌ في الهَواءِ، وفي كلِّ خيطٍ منَ الشّمْسِ أشعُرُ أنّي أتَدَلّى – تدَلَّيْتُ. ألْقَيْتُ حبّيَ في حضنِها، ورأَيْتُ إلى الأُفْقِ يجلِس من حَيْرةٍ فوقَ صدري وشَكَوْتُ إليها ما شَكاهُ إلَيَّ: كثيراً يطلبُ المَوْجُ من بحرِهِ أن يقودَ خُطاهُ إلى مَرْفأ."دفاتر مهيار الدمشقي - الجزء الرابع
في «دفاتر مهيار الدمشقي»، تبدو الوحدة بين أدونيس الشاعر ومهيار الرّمز أكثرَ تفصيلاً وأكثر ضوحاً وأبعدَ توغُّلاً في التساؤل حول الممنوع المكبوت المؤجَّل، أو الحميم الخصوصي وكل ما يرتبط بالصبوات والشهوات والرغبات. تصبح الكتابة أكثرَ عموديةً، ويصبح الحقل المعرفيّ أكثر اتّساعاً وأنقى شفافية. وتصبح طرق التعبير أقرب إلى الومضة والشّذرة، وإلى البارقة والخاطرة، تجاوباً مع الانفجارات العابرة، المتقطّعة، المفاجئة، في هذا الجسم الكثيف، التائه، المطوَّق، المُعذَّب، الطامح، المتخاذل، المهاجِم، المقتحِم، المقلِّد، المبدع، الذي يُسمّى الحياة العربية.