طروس
من الكتاب: فُتِقَ السمعُ رُتِقَ البصرُ، انشقَّ بعضي عن بعضي. بي تمازجت الأسماءُ أسلمتْني لِمُستدَقِّ الصفات. لألوانها تلاعُب اللهب بعمائقي. استنْظَمَتْ بكثرتي الواحدة.موسيقا لهدم البحر
إني أرى شمساً تنام وطينةً تبتلُ بالمنفى وليلاً لا يليل وأرى سهاماً في عيونِ الشكلِ أُبهةً تُرنّحُ أو تموت وكذا أرى فوجاً من الشعراء يُصعقُ قبّراتٍ فوقَ نهر الموت أو حجراً يقوم فلمن تغني أيها التاريخ أو تبكي؟ سواءٌ.. هذه الآفاق رملٌ ضاربٌ في العمقِ أو جثثٌ تعومْ.طلقة أنثى
كلمة الغلاف: كاهنة أور ونجمة الجنوب الشاعرة السومرية حفيدة الماء والقصب والنخل، نشأت على ضفة نهر من القصائد يدعى الغراف، نهلت منه محبة نقية للشعر وألهمها ما فاض به قلبها من قصائد مضمخة برائحة الجنوب، تعبر عن هموم الإنسان الجنوبي ولا تنام إلا بعد أن تطمئن أنَّ الشعر غطاؤُها وتاجها الذي لا ينازعها عليه أحد. في كلماتها تاريخ من المحن والحروب التي عاشها الإنسان الجنوبي واستمد منها حزنه ومواويله الشجية، وحين خطت يدها أوّل نص لها أحسّت أنَّ هذه الغواية التي تشبه السحر لا يمكن الخلاص منها أبدًا كمن دخل مغارة سحرية وراح يتأمّل كائناتها. كانت أشبه بطائر فريد وقف على صخرة عالية وظلَّ يغرد بصوت تربى على ترانيم الحبّ والعتابا. كانت مولعة بإشعال الحرائق في حطب الآخرين الذين حاولوا حجب ذلك الصوت الأخاذ، لكنها حرصت على بناء عالمها الأثيري من أجساد القصائد الفتية التي تنبثق من مخيلة خصبة زادتها الأيام تدفُّقًا وكأنَّه بركان تفجر ولم تنفطم منه أبدًا. إنَّها الشاعرة رسمية محيبس. ولدت في مدينة الشطرة التي تقع جنوب العراق، ما زالت تواصل مشروعها الشعري والأدبي. أصدرت ست مجاميع شعرية آخرها مجموعة شغب أنثوي وروايتين: الأولى كاهنات معبد أور والثانية عنوانها العودة إلى لكش.زوكالو
إلى ماذا أستند؟ إلى مُربَّع الصِّفر، أم إلى مُثلَّث الشَّهوة؟ إلى أهرامات الأثير، أم إلى خيام التاريخ؟ إلى الرّيح التي تتبخَّر من المقابِر، أم إلى يمامةٍ جائعة؟ هل للزهرة أخيراً غيرُ حُفرةٍ كمثل العُنق؟ هل للفراشة أخيراً غير اللَّهب؟ هل أسأل: كيف يَنْتهي هذا العالَم، أم أسأل: كيف بدأتْ هذه الجحيم؟ هل أُصادق ذئاب الطبيعة؟ أقتل تلك الّتي تربضُ تحت أظافري؟ أُركِّز بصري على بصيرتي، وهذه على ذاكَ، وأرافقُ إلى بلاده القصوى عِطْر وَرْدةٍ تموت. بدأ ثوبُ السّماء يتبلّل بالجراح. إذاً، أخذت هذه البائسة تتعلّم كيف تُنشِد معنا: الطائر عابرٌ، والقفص بلا نهاية. الشمس تُحِبّ دروب مايا.عشقٌ يتجدَّدُ
هكذا ارتفعت شامخة تراتيل هذا العاشق في محراب من أحَبّ، وتشابكتْ مع الحالة الإنسانية وروح الإبداع، لتكون نشيداً يحتضن الوطن، ونسيماً مملوءاً بالعاطفة والعشق حَمَلتها أسمى الألفاظ التي غنّتها حناجر الفنّانين، وعَزَف لها الموسيقيون المبدعون في الوطن العربي والإمارات، وستبقى هذه التراتيل العذبة نجوماً في فضاء وطنه الذي ناجاه بالكلمة الصادقة وعفوية القول بلا تكلّف وعناء، لتعبّر عن قوة إحساسه وحرارة وجدانه في هذه المعزوفة الموسيقية الجميلة التي كان سلّمُها الموسيقي الولاء والحبّ والعشق.كورونيات
كورونيّاتٌ براءةُ طفلٍ، وحماسُ شابٍّ براعةُ مهندسٍ، وحكمةُ شيخٍ .. كورونيّاتٌ قيادةُ أبٍ، ووحدةُ وطنٍ .. حروفُ شعرٍ، ومناجاةُ قلبٍ صاغَها عبدالله بلحيف النعيمي .. طفلُ الحيرةِ ، وفتى الشارقةِ، و شاعرُ البلدِ لتكونَ لسانَ حالِنا جميعاً .. لم يكنْ لهذا الطفلِ العاشقِ أن يسردَ قصّةَ كورونا شعراً فحسبُ ..بل أرادَ للقارئِ أنْ يعيشَ هذه الفترةَ في ضميرِهِ ووجدانِهِ وقلبِهِ.. وكانَ لهُ ما أرادَ . طفلُ الحيرةِ الذي لم يغادرْها .. ليغزلَ في سمائِها من خيوطِ الإبداعِ ومضاتِ قلبٍ .. ويهديها نقطةً مضيئةً .. من باءِ قلبِهِ إلى نونِ الوطنِ .مثالب هوميروس- الجزء الأول
سُدًى، تَخْلُقُ المَسَافَةَ بَيْنَ أوَّلِ الطِّرِيقِ وآخِرِهَا. سُدًى، يَدُكَ تَلَوِّحُ لِقَارِبٍ عُبُورُهُ إلَى الضِّفَّةِ الأُخْرَى مِنَ المَاءِ تَعَثَّر. الطُّرُقُ تَشَابَهَتْ عَلَيْكَ، كَمَا المَاءُ بَدَا لَكَ زُرْقَةً لَبِسَتْ شَفَافَةَ الغَيْمِ، سِرْتَ كَأَعْمَى تَقُودُهُ عَصَاهُ إِلَى الحِكَايَةِ، دُونَ أنْ تُخَمِّنَ طِبَاعَ السَّارِدِ. سُدًى، مِنْ يَدِكَ خَرَجَ الزَّمَانُ دُونَ أنْ تُعِيرَهُ انْتِبَاهَكَ، صِرْتَ فِي يَدِ الزَّمَنِ رَايَةً بِهَا تُلَوِّحُ إِلَى السُّفُنِ الرَّاسِيَةِ في مَرافِئِهَا القَدِيمَةِ.مثالب هوميروس- الجزء الثاني
سُدًى، تَخْلُقُ المَسَافَةَ بَيْنَ أوَّلِ الطِّرِيقِ وآخِرِهَا. سُدًى، يَدُكَ تَلَوِّحُ لِقَارِبٍ عُبُورُهُ إلَى الضِّفَّةِ الأُخْرَى مِنَ المَاءِ تَعَثَّر. الطُّرُقُ تَشَابَهَتْ عَلَيْكَ، كَمَا المَاءُ بَدَا لَكَ زُرْقَةً لَبِسَتْ شَفَافَةَ الغَيْمِ، سِرْتَ كَأَعْمَى تَقُودُهُ عَصَاهُ إِلَى الحِكَايَةِ، دُونَ أنْ تُخَمِّنَ طِبَاعَ السَّارِدِ. سُدًى، مِنْ يَدِكَ خَرَجَ الزَّمَانُ دُونَ أنْ تُعِيرَهُ انْتِبَاهَكَ، صِرْتَ فِي يَدِ الزَّمَنِ رَايَةً بِهَا تُلَوِّحُ إِلَى السُّفُنِ الرَّاسِيَةِ في مَرافِئِهَا القَدِيمَةِ.صيد العنقاء
خطرت هذه الحكاية في ذهني وأنا أقرأ في كتاب (جناح جبريل) للشاعر الهندي محمد إقبال (1873 ــــ 1939) ، حيث وردت في إحدى القصائد ومضةٌ باهرةٌ، شعّت من بين رماد ترجمةٍ قام بها عبد المعين الملوحي نثراً على خلافِ ما تُرجمَ سابقاً من شعر إقبال.حي البنفسج
الشيخة فواغي بنت صقر بن سلطان القاسمي نشأت الشاعرة في كنف والدها المغفور له الأمير الشاعر الشيخ صقر بن سلطان القاسمي حاكم إمارة الشارقة السابق بدولة الإمارات العربية المتحدة. ناشطة في مجال الدفاع عن حقوق المرأة والطفل. قامت بإنشاء أول نادٍ للفتيات بإمارتها “رأس الخيمة” ليكون بيئة حاضنة لأنشطة المرأة والفتاة والطفل. أنشأت “هيئة تفعيل تاريخ التراث الوطني ” التي من بين أهدافها إعادة كتابة التاريخ الصحيح بعيداً عن الأهواء والمصالح والمغالطات ليكون شاهداً حقيقياً على الأحداث التي مرت بها الأمة، بالإضافة إلى اهتمام الهيئة بإحياء التراث والمحافظة عليه حتى تستلهم الأجيال القادمة منه تجارب الآباء الأجداد.. أنشأت “مؤسسة الشيخ خالد للإبداع والتميز” التي ترأس مجلس أمانتها والتي من بين أهدافها رعاية النابهين في شتى مجالات العلوم والثقافة. حاصلة على ليسانس الآداب في اللغتين الانكليزية والفرنسية. تنشر نتاجها الأدبي في العديد من المجلات والصحف الورقية والمواقع الإلكترونية. ترجمت لها بعض القصائد إلى الإنكليزية والفرنسية. صدر لها أربعة دواوين مطبوعة “ألم المسيح ردائي” ، “موائد الحنين” ،”سوناتات إنانا” كما صدر لها مسرحيتان شعريتان: “عين اليقين” و”الاخطبوط” ولا يزال العديد من أعمالها غير منشور ورقياً حتى الآن.لا شيء بعدك
أحمد القدومى شاعـر مسكون بهموم الأمة العربية يحاول أن يكون صادقاً مع نفسه ومع القارى فى كل ما يكتب. فى مجموعته الشعرية "لا شىء بعدك" يطوف بنا أحمد القدومى فى عالمه المتشعب بين تفاؤل وتشاؤم ، وإنتصار وإنكسار، متكئاً على رصيد وافر من التجارب الحياتية الذاتية التى ينطلق منها إلى معالجة القضايا العامة واضعاً نصب عينيه آلام أمته وانكسار الحلم العربى بالوحدة على مذابح الفرقة والتناحر - تتنوع قصائد الديوان بين الشعر العاطفى والشعر الوطنى واللمحات الفلسفية .. مع التأكيد على أصالة التجارب لفظاً ومعنى فى محاولات دائبه من الشاعر لمسايرة حركة التحديث فى القصيدة العربية بعيداً عن الإغراب والتعتيم متكئاً على الصدق مع النفس ومع القارىء كما أسلفنا!وابيضت عيناها
الموصل عروسٌ عاشقة تستلقي على فراشها الوثير وتحدّقُ بشغفٍ إلى السماء سيّانَ عندها أن تصعدَ إلى القمر أو أن ينزلَ إليهاإبداعات عالمية 419- بستنة في المنطقة الاستوائية
"سلسلة ابداعية تصدر كل شهرين امتداداً لسلسلة ( من المسرح العالمي ) التي صـدر العـدد الاول منها في شـهر اكتوبر عام 1969 ، وكان بعنـوان ( سمك عسير الهضم ) بقلم الكاتب الجواتيمالي : مانويل جاليتش ، ترجمة وتقديم الدكتور : محمود علي مكي غطت السلسلة أهم الاعمال المسرحية العالمية ، لتشكل بذلك احد الاعمدة الاساسية في بناء الحركة المسرحية العربية . وقد اجرى المجلس الوطني بتاريخ 1998/11/1 تغيراً على اسم السلسلة لتصبح بعنوان ( إبداعات عالمية ) ، وذلك كي يمكن من خلالها نشر مختلف أنواع الابداع الانساني العالمي : المسرح ، والقصة القصيرة ، والشعر ، والرواية "يفسر للريح أسفارها
كلمة الغلاف: سأترك مكاني على الرصيف لعاشقينِ فقيرينِ مثلي يفكّرانِ في اختلاسِ قُبلةٍ يسُدّانِ بها رمق الحريةعلى محض أجنحة
من الكتاب: الحاضرُ هذا أم الماضي الذي يفيضُ من مرآتِنا فضةً تنسابُ مِنْ شُقوقِ القِمَمِ المنْحَدِرَةِ لتلامسَ النهرَ الذي يَشْحَذُ الشغافَ..لأنني أخشى الذاكرة
من الكتاب: زرعتُ يمامةً في قلبي فأسقطَها الخِداع زفَرَت الكثير من التنهدات كَي لا يضلّ الحزنُ طريقه إليّ جَمَّعت طينَ العالمِ في سقفٍ فانهارَ ثقبتُ سفينَتي كي أعرفَ يابسَ الحياة غرقتُ في فلسفةِ النفسِ لأعرفَ عِلّة الأرواح أقفلتُ الستائرَ الرماديَّةَ وفجعتُ من الأشباحِ رويتُ تربةَ السجادِ علّها تزيلُ ضبابَ الشكوى وتطبعُ شامةً أُخرى على وجهي علّي أستنيرُ وأزرعُ اليمامَ مرّةً أخرىلا ريح تقلني، لا أرض تحملني
من الكتاب: جئتُ للوجود؛ حملَتِ الريحُ قلبي على صهوةِ أحلامي صوبَ البراري والجبال. ويوم أفارقُ الوجود لن تنسانيَ الريح وفي كل ربيع سأعود ساقَ زنبقةٍ وخيطَ عشب في كل صباح أحتسي الندى وأنصبُ صدري.. للريح.جحيم حي
من الكتاب: محرومٌ من القصور ملدوغٌ أنا... من كلّ الجحورِ والعصورِ أرسمُ بدماء الطيورِ حدودَ اللغاتِ... من الجدائل خرائطَ النكباتِ... أنا الكرديُّ أُكَافَأُ دائماً بالقبور.موج شاحب
من الكتاب: لربّما الوجودُ توحّدَ مع مَنفاك، وسِرْتَ نحو تجاعيدِ حلمٍ أدمنَه التشرّدُ على الأرصفة المقابلةِ للوهم الهاربةِ من شاعرية قنّاص. فكم أنتَ حرٌّ في رسم زنزانتك! كم أنتَ حرٌّ في عبورك لعقاربَ مُهترئةٍ! كم أنتَ حرٌّ في وجودك!إليك في الغياب
أوسْمانْتوس
لَا تَتَوقَّفْ عن ابْتِكَار اللّعب ضِدّ الموت، وَلَا تَهجرِ الطّفولةَ الّتي فيك. هكذا تفكّر وتكتب وتعمل كما لو أنّ الرِّيحَ الماحِيةَ هِيَ الّتي تمنحكَ الاسمَ الّذي لا يُمْحَى. إلى اللّقاء، كونفوشيوس، إلى اللّقاء، أَيّها السيّد، الجبل الأصفر، إلى اللّقاء، أَيّتها السّيدة، يا شجَرة الأُوسمانتوس.نمش على مائي الثجاج
هذه الأضمومة الشعرية تزخر هذه الأضمومة الشعرية بنفَس شعري عميق، يجمع بين المشاعر الذّاتية الحميمية الجارحة أو المفرحة وبين الأحاسيس الإنسانية الغيرية والقومية الحادة والمؤلمة، ويباشر موضوعات شتّى من الحبّ إلى الظواهر الاجتماعية كالفقر وغصّة فلسطين السليبة والتأملات الفلسفية في الكينونة والكوجيطو والأثلام الصوفية والموت... بلغة بلاغية صافية لا تجهد البحث عن غريب الكلم، إنما تحوّل الكلام العادي إلى غلالة شعرية ورؤى جمالية فنية، فجّرت في الشاعر ينابيع شاعريته الفيّاضة في جماع قصائده ودفعته إلى تكثيفها بحذق وشفافية حصيفة في القصيدة الأخيرة المانحة للأضمومة ظلال عنوانها الجميل "نمش على مائي الثجّاج". وبدا الشاعر مصطفى غلمان كأنه "يمشي على ملح أجاج" في حقول الشعر المليئة بالحب والإيثار. إدريس كثير ناقد وفيلسوف مغربيضلالي من هداي
من الكتاب: في وسْعِكِ الرّحيلُ إِلى القمرِ حتّى يهْدَأَ البَحر سأرَى عيْنيْكِ منْفًى أبديًّا للتّائهينْ خفقَانَ الطّائِرِ يوْمَ يفْقِدُ عُشَّهُ الدّلْوَ الوحيدَ حينَ يغْرَقُ في البئْرِ بعْدَ ارْتعاشَةِ أصابعِ طفْل شعْرَكِ دوّامةَ بحر وجهي حينَ يضيعُ فلاَ أعْرِفُ ضَلاَلِي منْ هُدَايْلا تنس قلبك حافيا
من الكتاب: إنّها، كعادتها، شمسٌ مخيّبةٌ للآمال لكنّك ناصعٌ كعُملةِ عصرٍ جديد. تدير ظهركَ للحربِ لرفاقِك المختبئين في مقبرةٍ جماعيّة تنسى أنّ ذراعك صارت بندقيّة بتلقائيةٍ تعلّقها على كتفك اليمنى. تنكأ ليلَ امرأةٍ، تظنّ أنك تأخرتَ عنها، ترددْ قليلاً ثمّ قل لها: "تأخرتُ عن موتي فانتبهتُ لوهمي" واتركْ لها أكثرَ من ميكانيكية الصدفة وماءً يكفي لتنبتَ نخلةٌ في الذاكرة.مرافئ التيهان
من الكتاب: غيْر عابِئٍ بالمُرورِ البطيءِ للسَّحابِ إلى غَياهبِ السَّرابِ السَّحيقِ، أمامَ نَوافِذي المُشرَعَةِ عَلى النِّسْيانِ، كُنْتُ أعلَمُ أَنْ لا مَناصَ مِنْ تَساقُطِ الأيّامِ مِنْ يَدي هَكَذا سُدى، وأنَّ نَجْمَتي التي تقودُنِي إلَى هكذا ضياعٍ لَنْ تَجيءَ رُؤاها أَبدًاباطن منكب التيس
هذا النص مختلف. إنه منحى جديد في الكتابة الشعرية ينأى عن القوانين الكلاسيكية التي تحاول القصيدة العربية اليوم أن تتجاوزها أيضا. هذا نص شعري يعنى بمضامين شعرية جديدة تذكّر في التباساتها بأعمال فرانز كافكا السردية. الشعر في الأصل التباس وممكنات في التخييل وآفاق جديدة في مفهوم الإيقاع... هذا هو الذي سيجده القارئ في هذا النص الاستثنائي.الأعمال الشعرية
كلمة الغلاف: رَحلَ الخليلُ بحرفهِ وإخائِه ومضتْ أزاهيرُ الهوى بِبهائِهِ إنِّي دعوتُكَ للقاءِ مجدداً فَقَدمتَ مِن فوق السحابِ ومائِهِ إنَّ الأمانةَ من خصالِ صفاتهِ مِن لطفهِ ورحابهِ وإبائِهِ إنْ كانَ قد ملكَ الفؤادَ وصالُهُ مَلكَ الفؤاد بنبعهِ وصفائِهِ مَضَتْ الحروفُ وما أتينَ بحرفهِ مَنْ مثلهنَّ على مدى أصدائِهِ *** وغدوتَ واسمكَ "خالدٌ" تعلو به للمجدِ في عليائِهِ وزهائِهِشرح ديوان المتنبي
يُعدُّ هذا الشرح ذخيرةً أدبية، ووثيقَةً تراثيةً تُوثق العقد الشعري النَّفيس الذي تركه لنا بلبل الشعر العربي الفصيح في دَوْحَةِ المشْرق «المتنبي» وهو شَرْحٌ وافٍ أورد فيه الكاتب جميع تفاسير الشُرَّاحِ من متقدمين، ومتأخرين، وأقوال النقاد من متعصبين له، ومتعصبين ضده، وقد أكثر البرقوقي من إيراد الشواهد، والأشباه، والنظائر التي تُعَضد قيمة هذا الشرح إيمانًا منه بقامةِ وقيمة المتنبي، وقد تبسَّط الكاتب في ذِكْرِ سيرة المتنبي؛ ولا سيما ما كان منها عَوْنًا على معرفة الظروف والمناسبات التي أسهمت في ميلاد شعر هذا الشاعر الفَذ، وأرفق بهذا الشرح تراجمًا لشرَّاح المتنبي ممن ورد ذكرهم في هذا الشرح، وإتمامًا للفائدة جمع الكاتب الأمثال والحكم التي قالها المتنبي، وزَيَّلَ بها هذا المُؤَلَّف؛ ولا عجب في ذلك فهو شرح تلاقت فيه كل الشروح بعد شىءٍ من التهذيبِ والتنقيح؛ فجاء مُفصلًا لكل ما قاله المتنبي في كل بيتٍ شعري فصيح.قال لي الأسمر
الأعمال الشعرية - الجزء الرابع
من الكتااب: لاَ مَرافِئَ لِهَذَا القِطَارِ، عَرَبَاتٌ بِلا أبْوابٍ وَلا نَوافِذَ. سَفَرٌ فِي تُخُومِ دَمٍ كَثِيرٍ كَأَنَّــهُ مَاءٌ نَــازِلٌ مِــنْ هَبَــاءٍ، رِيحُهُ جَارِفَةٌ، لَم تُبْــقِ وَ لَمْ تَــذَرْ.آدمواء
من الكتاب: صنع العقل الأب، على صورته، الإنسان السماويّ (آدمواء)، ووضعه في الفردوس، وكانت فيه الذكورة والأنوثة معاً. قضى (آدمواء) أيامه وحيداً في فردوسٍ شاسعٍ ينظرُ في أعماقه، بشوقٍ، إلى صورته الأنثوية. وكانت أعماقه تنظرُ، بشوقٍ، إلى صورته الذكرية، لكنهما لم يلتقيا. حين دخل (آدمواء) مدار عالم الخلقِ رأى الكواكب وسار معها، ثم رأى الطبيعة فعشقتهُ ولمح صورته في مائها وأراد أن يسكن إليها فصعدت له بمغزلها، وكانت المعابد مضيئةً في جسدها فنام فيها. شاهد (أنيما) في ضلعه فانحنى عليها، ففكت أصفاد سجونه، وعرف حرية فمه ويديه، فأطبقت هي كتاب الوجع ورحلت معه إلى آبار الزمان تاركةً خلفها قصرها المهجور، ونامت بين يديه. شاهدت (أنيموس) الذي في نخاعها، ففكت قماط سحره وسمعت صهيل حصانه، وتذوقته وتذوقها، واختلطت المذاقات عليهما، وهناك في الأغوار عزفا لحنهما الباليرو. هو جسدها وهي روحه، تخصّب (آدمواء) وجلس على زهرة التوليب ثانياً ركبتيه ومادّاً ذراعيه عليهما بأصابع رشيقةٍ مُلهمةٍ تتلامس أطرافها وتشعّ، وضع نفسه في عين لوحهِ فانكشف قلبهُ من جديد، وجرّ طريقه نحو الليل مثل سمكةٍ شاردةٍ وتبلّل بالدخان، ولم يرَ من طبول النار سوى أصابعه وأصابعها. في الإغواء الأفعواني الأخير كانت محبوبة الحمام مغمورةً في رائحتها الأبديةِ تستمعُ إلى صياح الديكةِ فيها وفيه، تسلّقا صوت الناي، وسمعت غرغرات الصبيّةِ فيها. وقبل أنْ ينعطف فيها إلى الأبد، وقفا هناك، قبل مطرها، عند النافذةِ.شاعر أندلسي وجائزة عالمية
يتناول العقاد قصة الجائزة العالمية فائقة الشهرة (جائزة نوبل)، فيقدم بشكلٍ موجز ملامحَ من حياة العالم السويدي «ألفرِيد نوبل»، الذي أرَّق ضميره اختراعه للديناميت، حيث استُخدِم في الحروب ليحصد الأرواح بدلًا من أن يُكرَّس لغايات سلمية ومفيدة لحياة البشر، فأوقف ثروته الضخمة التي جمعها خلال حياته على تلك الجائزة، ولكن على الرغم من نُبل مقصده إلا أن السياسة ألقت بظلالها نوعًا ما على اللجان التي تختار الفائزين؛ حيث يرى العقاد أن أدباء وعلماء كبارًا لم ينالوها بسبب توجُّهاتهم السياسية أو الفكرية. كما يتحدث العقاد في باقي الكتاب عن الشاعر الإسباني الشهير «خيمنيز» الذي نال الجائزة، حيث قدم قراءة نقدية لأعماله، مصحوبة بشهادات نقاد كبار أثنوا عليه فكان حصوله على نوبل في الأدب تشريفًا للجائزة ورفعًا من قيمتها.نقض كتاب «في الشعر الجاهلي»
يعدُ هذا الكتاب سيفًا نقديًّا يُشْهِره الكاتب في وجه طه حسين، حيثُ يرى الكاتب أن طه حسين احتقر في كتابه كل قديمٍ دُوِّنَ في صفحات الأدب، وزعم أن كل ما يعدُ شعرًا جاهليًّا إنما هو مَنْحُولٌ ومُخْتلق، وإذا أمْعَنَّا النظر في هذا الكتاب لوجدنا بركانًا ينبضُ بحرارة ولهيب قلب الكاتب، فهو ينقد طه بلا هَوَادَةٍ واصفًا إياهُ بالماهر بفن التهكم ولو بالقمرِ إذا اتَّسَقْ، ويُقِيمُ الكاتب في هذا الكتاب أدلَةً تبرهِنُ على أصالة الشعر الجاهلي، كما يكشفُ عما يراه مُجَافَاة من طه حسين للحق الذي يُقِيمُ دعائم الحكم الصحيح على هذه الحِقْبَةِ المِفْصَلَيَّةِ من تاريخ الأدبِ عند العرب.وللعصافير أظافر تكتب الشعر
اشتمل الديوان على برقيات شعرية تراوحت ما بين المنشور في بعض الدواوين السابقة، والجديد الذي سبكته الشاعرة برؤية عايشتها وعاصرتها مؤخراً، تنوعت القضايا والموضوعات التي تناولتها ، بما يعكس انشغالها بهموم أحاطت بوطنها وأمّتها وبالإنسان والإنسانية، دون أن تغفل الحديث عن محيطها القريب منها كالابن والبنت والزوج الحبيب والوطن.. والإنسان في كل زمان ومكان.أكنتَ هناك!؟
"شاعرٌ يعيشُ آلامَ الناس، ويكتبها، يلتحمُ مع الوجعِ ولا ينسى الفرح، فيرسلها على شكلِ وردٍ من الكلمات... فائقٌ في تكثيفِ اللغةِ، يشتغلُ على اقتصادها، وعلى التصوير الفني من خلالها، وتسريبِ الدهشةِ، متعاوناً مع أصدقاءَ له من المفرداتِ اليوميةِ، القريبة إلى الروح، مبدياً تعاوناً مع الجميلِ والغني من المشاعرِ المصاغةِ بوجدانيةٍ وإحساسٍ سامٍ، ورؤيةٍ مشاغبةٍ، متمردةٍ، ترفعُ الزَمني، إلى المطلقِ، ولا تستكينُ إلى مألوفٍ أو متوارثٍ... من هنا تأخذ جدارتها وحقها في الوجودِ والتواجد، إلى أن تدمعَ عينُ القارئ.. وتفرح". الشاعر أيمن رزوقإلى رجل
أعرفُهُ الشوقَ ويعرفُني من زمنٍ ـ ما قبل العشقِ! وتمرّستُ على الآهاتِ كسهمٍ قد غلغلَ في العُمْقِ ... فأنا أتنفّسُ والقلبُ يُشرقطُ نيراناً من شوْقي! أتلفّتُ، دوماً، حولي : يا ربُّ ارحَمْ من هذا البَرْقِ! وأخافُ، على الناسِ، من الألسنةِ الحرَّى ... ومن الصعْقِ!!!القاعدة : الجيل الثالث
محبّة الإخوة والأصدقاء ومؤازرتهم، شكّلت حافزاً لي، للمضي قُدماً في عالم البحث الشاقّ . وفي مقدم هؤلاء الأحبة، دولة الرئيس نبيه برّي، صاحب الفضل الأول دوماً، رعايةً وتشجيعاً لي، لسبر أغوار عقل العدو، وإدراك مكنونات تفكيره، أكان خارج الحدود ( الصهاينة ) ، أم داخلها ( الجماعات التكفيرية ) ، لاستنباط أفضل سبل مواجهة هذا العقل، وإجهاض خبث مشاريعه المدمّرة . يأتي كتابنا «القاعدة : الجيل الثالث رؤية عسكرية»، خارج سياق اتبعناه، لأكثر من عقد زمني، طالما كانت محدداته إبقاء الضوء مسلطاً على خطر المشروع الصهيوني الذي يتهددنا في حاضرنا ومستقبلنا . ولهذا، انحصرت متون الكتب الأربعة السابقة، وعشرات الدراسات، وأضعافها من المقالات المنشورة، بآفاق ذاك الخطر وإستراتيجياته العسكرية . لكن بعد انفجار أحداث دموية في أقطار عربية عديدة، بخاصة العراق وسورية، وما أفرزته من إرهاب أسود، عابر للحدود والكيانات، نحا القلم باتجاه خطر الجماعات القاعدية المُكمّل لنظيره الإسرائيلي مضموناً، وإن بديا متباعدين شكلاً؛ فلكلاهما دور وظيفي، مهمّته تبضيع أوطاننا، إلى كانتونات دينية ومذهبية وإتنية وجهوية ... لإبقائها أسيرة الاستبداد والتناحر والتخلف والاستتباع للأجنبي .الشَّاعِرُ الغَرِيْبُ
إلى شقيقتي الحبيبة الغالية .. السيدة الفاضلة الكريمة البرَّة الرحيمة بثينة بنت محمد خيمي أم عبد الهادي حفظها ﷲ ووفقها في الدارين .. مَنْ وجدت فيها حُبَّ الأختِ وحنانَ الأمِ .. لم أكتب فيها قصيدة لأنها تستحق ديواناً .. وأكثر من ديوان .. وكل الحُبِّ .أنثى أنا
لقد طاب لي أن أطلق على الشاعرة لورين رسلان القادري «شاعرة الأرز» إن قبلت بهذا اللقب وطابت نفسًا به، إيمانًا مني بأهمية شعرها ومكانته الرفيعة، فهي تستحق هذا اللقب عن جدارة واستحقاق، لأنها امتداد طبيعي لنهر الشعر اللبناني المتدفق ومنبعًا أصيلًا من أبرز منابعه اليوم في لبنان الحبيب وصوتًا شعريًا عربيًا أنثويًا لافتًا، بما يمثله من تعبير حقيقي عن صوت المرأة العربية. «أنثى أنا» تقدم النكرة على المعرفة لتلفت النظر وتؤكد على الحقيقة التي تؤمن بها لتوصل الرسالة التي تريدها من وراء هذه القصائد التي جاءت خطابا للرجل، وتصحيحا لمفاهيمه المغلوطة عن المرأة، وتعيد تصويب طبيعة العلاقة بينهما، علاقة الندية لا التبعية. فهذه القصائد في جلها ترتكز على هذه النقطة وتقوم عليها.الاوجالانية: البناء الإيديولوجي والممارسة
عندما وطئت قدمي أرض الجزيرة لم أقبّل التراب بل نظرت إلى السماء، كانت صافية مرصعة بالنجوم كما لم أرها في حياتي . أربعون عاماً مرت على زيارتي الأخيرة للمنطقة وكأنها إغماضة عين . ورغم فقدان هافال إلهام والدتها قبل يوم فقد كانت حاضرة تماماً . آخر مرة زرت المنطقة مع رفيقين وهاأنذا أصل إليها مع رفيقتين كرديتين، رمزية اللحظة تضع المرأة، التي حضرت بشخص واحد، سكينة جانسيز، المؤتمر التأسيسي لحزب العمال الكردستاني في ١٩٧٨ ولم تحضر رفيقة واحدة المؤتمر التأسيسي لرابطة العمل الشيوعي في ١٩٧٦ لخسارتنا الرفيقة الوحيدة المفترض مشاركتها قبل ٢٥ يوماً من المؤتمر، كان يعني الكثير لمن لقبّه الصحب في الجامعة بصديق «قضايا المرأة والأقليات» . لقد وصلنا إلى أرضٍ سورية خارج سيطرة الحكومة وداعش والنصرة إلخ . منطقة «الإدارة الذاتية الديمقراطية» . كل ما كان يقال إيجاباً أو سلباً عن «روج آفا»، أصبح بالمتناول النظر إليه مباشرة وعن قرب . وكانت سعادتي كبيرة لأن يكون ذلك في ٢٩ شباط/فبراير ٢٠١٦ . لأنني لا أحب الاحتفاليات وصنع المناسبات . فكم كنت أتحسس من الوقوف دقيقة صمت في تركيا يوم ميلاد مصطفى كمال أتاتورك، أو الاحتفال بعيد ميلاد صدام حسين، وكنت أنتقد الأصدقاء الكورد على الاحتفال بعيد ميلاد عبدالله أوجالان . فالاحتفالية هي الاحتفالية ورمزيتها عندي واحدة .الإنسان واحد
إن الكتاب هو شعر الحياة وربيع العمر، وهو دفق المروءة والإنسانية . وكذلك شعر الأستاذ نوح حسن هو للكلمة الطيبة وللعبرة الرائعة الخالدة . فيه خصائص متوافرة ومتكاملة، وفيه مراتب عالية بالفكر والأدب والصورة الجميلة الخلاّقة . بدأ الشعر في صباه، وقد أنشد كثيراً من فرح الشباب وعزيمة الرجال وجمال الطبيعة الخلاّقة ودفء الحنان والكيان . كتابه في ثلاثة أجزاء متناسبة مع حياته وهي الجد والاجتهاد والعطاء . من فكره بلغ البيان نجوماً ومن عطائه كان الحرف والكلمة . فيه مجد أعماله وتطلعاته، إنه من وعن المجتمع يتحدث متوجهاً إلى أمته وكل عطاءاتها . أما يده في منطقته فهي كليمة راشدة وبالغة . إن لنا فيه كل عبرة وحكمة .إنسان اليوم إلى أين؟
كتاب: «إنسان اليوم إلى أين» ليس كما يبدو عليه للوهلة الأولى، بحثاً في علم الأخلاق ولا في علم الاجتماع ولا في علم النفس الاجتماعي، لأنه وإن لامس جميع هذه العلوم، سيظل خلاصة تأملات ترتكز في مجملها على المبادىء التي بشرت بها الفلسفة الإنسانية. هذه الفلسفة التي يستسيغها كل إنسان دون أية صعوبة لأن ما ترمي إليه هو دفع الإنسان إلى العيش مع الإنسان الآخر كإنسان أوجده الله شأن أمثاله من الكائنات البشرية.قصائد مختارة
يقال إنه لا بد من موقد في وسط العالم حتى تصل أشعته ونيرانه إلى كل زوايا الأرض مهما كانت بعيدة. وإن كنا عاجزين عن تغيير موقف الشمس فإننا لقادرون على إشعال ذلك الموقد للنور والدفء، موقد الشعر والموسيقى ليكون وليد فننا موضوع عنايتنا المشتركة. على ذلك الموقد أن يشتعل إلى الأبد وأن يبقى في وسط العالم على ملتقى جميع الأحداث والعواصف والحركات والصراعات.طقوس الرغبة
أقراص هلوسة قمر الحالة من أسباب الوحشة الثور الإسباني صمت مراوغة شعرة الرغبة الحنفية شقاء كوكب الروح عندما تتنفس الأشجار باب النّجوى وصية غسيل دوار مذراة الريح رائحة وكلاب صياد السمك حارسة المنزلأوشوش نفسي وأهرهر قلبي
البرفسورة سلمى جميل حداد أكاديمية وباحثة وأديبة سورية حصلت على درجة الدكتوراه في الترجمة ونظرياتها من جامعة هيريوت وات في بريطانيا، لها مؤلفات جامعية وغير جامعية في مجال نظرية الترجمة وعلم اللغة الاجتماعي والدراسات الثقافية المقارنة، وهي تنظم الشعر باللغتين العربية والإنجليزية وتكتب الرواية بالعربية وتعمل على وضع المعاجم الثقافية في اللغتين العربية والإنجليزية إيماناً منها بأهمية الخروج عن نمطية المعاجم التقليدية وتسليط المزيد من الضوء على معاني المفردات في إطارها الثقافي .بلا روح
إليك يا فرحة زماني .. إليك يا بسمة أيامي .. هذا أنا أشكو إليك حالي .. لقد تركتني من بعدك أعاني .. لقد حزنت وبلاني زماني .. لم أحبّ بعدَك قلباً ثانياً .. لم أنسَ أيامَك وأيامي .. لم أنجحْ في تركك وأنت ملجأ حناني ..انثروبولوجيا الهباء
I – الغامقُ الكرزيّ II – الواحدة بعد منتصف القصيدة III – انثروبولوجيا الهباءأوراق الفصول الخمسة
هي أوراق : متعددة الألوان ... كأوراق الشجر متنوعة المواضيع ... كأوراق اليوميات وهي فصول : مختلفة ... كما في التقاويم ومتكاملة ... كما في المسرحيات وهي خمسة : أربعة مبذولة ... تُعرف بالحس وواحد مبثوث ... يُدركه الحدس!بقايا وطن
يا أبي يومُ ميلادي أتى ضيفاً ثقيلاً عاجِزاً لَستُ أعلَمُ إلى مَتى ليتَني أَفدي جِراحَ الشّرايينِ بِسِتّةٍ وعِشرينَ عاماً مِن سِنيني يا مُلهِمي عَبدٌ أنا لِمُعَلِّمي رُبّما قَدَرُ الشُّموعْ كُلّ عامٍ أن تَجوعْ لو كانَ لي حُكمُ الرُّجوعْ لَفَدَيْتُ جَزعَةَ نَعلِكَ بِدَميرقص وولادة
كلامٌ كثيرٌ يَجولُ بفكري لكني عاجزٌ عَن الغَثَيان لُغَتي ثقيلةٌ عميقةٌ بَديعةٌ لكنَّ الكلامَ كما اللّاكَلام وحولَ الحصارِ وحولَ الركام وحولَ الأنينِ وحولَ الزُّكام يختنقُ العشقُ، نصيرُ حُفاةً نَصيرُ نِيامْ يا كُلَّ شيءٍ عجّل انتهاءنا!!جوباما
الشتاء مصحر قارس طويل، والدفء لن يأتي من الشمال . وموعد الشمس لم يَحن بعد . والأعاصير لا تزال تعصف: تقتلع الأشجار والخيام وأعمدة الضوء .. والصبية يصطفون وراء الموتى، وينثرون الرماد في السواقي العطشى . والملثمون القادمون من وراء البحر، أرتال لا تنقطع! تسمع وقع حوافرهم وزمجرة آلاتهم .. تراهم في كل مكان . يقطعون المعابر، ويمنعون النساء من أن يحملن ما تبقَّى من أغصان البيلسان ومواسم الزيتون . ويختمون الطرقات بالشمع الأزرق كل يوم .صلوات لا تغتفر
أمّي صلاةٌ اسمُها أمّي ملاكٌ في جسدْ إن ضحكةٌ منها علتْ أَلفيتُ قلبي قد سجدْ أو نسمةٌ منها أَتتْ راحتْ ضلوعي تبتردْ أُمّي! بعيداً عن حنانك غُلَّ قلبي في صَفَدْ والشّوقُ أدمى مُقلتي والغمُّ في قلبي استبدّْ أُمّي! تمنَّيتُ لو انَّ اللهَ يُرجعُني ولدْ لبقيتُ في حضنِ الحنانِ أضمُّ صدرَكِ للأبدْشعر حافظ
يتضمن هذا الكتاب سلسلةً من المقالات النقدية لشعر حافظ إبراهيم، ويعد هذا الكتاب وثيقةً نفيسةً من وثائق النقد الأدبي التي تحتل مرتبة مهمةً في مضمار السباق التاريخي؛ فهو يمثل مرحلةً متقدمة من حلقات النقد الأدبي الحديث؛ فقد تناول الكاتب قضية الشاعرية عند حافظ بالنقد والتحليل، وتناول الأغراض التي تناولها في أشعاره، وتعرَّض لعددٍ من سرقاته الشعرية، والمآخذ اللغوية والأسلوبية التي أُخِذَتْ عليه، كما خصَّ بالذكر قضيةً مهمةً؛ وهي قضية المذهب القديم والمذهب الجديد، ورأى أنَّ السبيل الأمثل لتأصيلِ هذه القضية يتجسد في عرض موازنة بين شاعرٍ مطبوعٍ مثل شكري، وشاعرٍ مصنوع مثل حافظ؛ فجاءت موازنته مبينةً لخصائص المذهبين كما ترسَّمها المذهب الشعري لكلٍ منهما. ومَنْ يُطالعُ موضوعات هذا الكتاب يجد أنَّ المازني لم يكن متحاملًا على حافظ — كما استقرَّ في وجدان البعض — ولكنه جاء مسجلًا لحركة النقد الأدبي التي واكبت هذا الشاعر.غربة الأقحوان
أحلام المجانين
دفاتر مهيار الدمشقي - الجزء الأول
في «دفاتر مهيار الدمشقي»، تبدو الوحدة بين أدونيس الشاعر ومهيار الرّمز أكثرَ تفصيلاً ووضوحاً وأبعدَ توغُّلاً في التساؤل حول الممنوع المكبوت المؤجَّل، أو الحميم الخصوصي، وكل ما يرتبط بالصبوات والشهوات والرغبات. تصبح الكتابة أكثرَ عموديةً، ويصبح الحقل المعرفيّ أكثر اتّساعاً وأنقى شفافية. وتصير طرق التعبير أقرب إلى الومضة والشّذرة، وإلى البارقة والخاطرة، تجاوباً مع الانفجارات العابرة المتقطّعة المفاجئة، في هذا الجسم الكثيف التائه المطوَّق المُعذَّب الطامح المتخاذل المهاجِم المقتحِم المقلِّد المبدع، الذي يُسمّى الحياة العربية.