الحروف المقطّعة في القرآن مفاتيح هندسة الكون والإنسان: الجزء الثاني: تفكيك سورتَي «البقرة» و«آل عمران
بعد العرض التاريخي والمنهجية التأويلية للحروف المقطّعة في القرآن في الجزء الأول من الكتاب، يبحث الجزء الثاني في المجموعة الأولى من السبع المثاني، في تحليل رمزية الحروف «ألم» في فواتح سورتَي البقرة وآل عمران وتفكيك ما يتعلق بها من نصوص، من خلال: • تحليل رمزية قصة البقرة ومقارنتها بخلق الحياة بداية من الأساطير القديمة لمختلف الحضارات خاصة الفرعونية القديمة وصولاً إلى مقاربتها بآخر ما توصلت إليه المعارف العلمية. • تحليل رمزية عملية الاصطفاء في خلق آدم على الأرض ومقارنتها بنظرية التطور الداروينية، ثم مقاربتها علمياً في ضوء آخر التطورات العلمية. يكشف هذا الكتاب ارتباط الحروف بعناوين السور وبمضامين نصوصها، وأنّ ما سوف نستخرجه من نتائج لافتة لا يمكن أن يكون مصادفة أو اعتباطاً.الحروف المقطّعة في القرآن: مفاتيح هندسة الكون والإنسان، الجزء الأوّل عرض تاريخي ومنهجيّة تأويليّة
جاء أسلوب القرآن الكريم بلغة رمزية تحتاج إلى منهجية تأويلية جديدة لتفكيكها. يقدّم الجزء الأول من الكتاب هذه المنهجية اعتماداً على آخر ما توصّلت إليه اللسانيات الحديثة. فيعرض قضية الرمزية في الحضارات القديمة ومدى ارتباط ما ورد في القرآن بها. ويخوض في لغته الرمزيّة كاشفاً أن الحروف المقطّعة هي علامات القرآن الهادية برمزيتها إلى ما تخفيه نصوصه من أسرار. تحيط هذه المقاربة المتعددة التخصصات بكم هائل من المعطيات العلمية وتقارنها بحقول دلالات الرموز لفهمها فهماً عملياً وإضافة دلالة معرفية جديدة تتيح للعلم بأن يتطوّر في ضوئها. إنها عملية مشوّقة وتلاقٍ بين الماضي والحاضر لبناء مستقبل معرفي.الموت على كنبة مريحة: كيف ننجو من الحياة الحديثة
نحن أجسامٌ قديمة في عالم حديث، والأمور ليست على ما يرام. صحيحٌ أنّ الحياة أصبحت أكثر راحةً وأقلّ صعوبةً، لكننا أصبحنا أكثر سمنةً واكتئاباً وإدماناً على الأدوية. أطعمة مصنّعة تجعلنا مرضى. بيئات محايدة حرارياً تجعلنا هشّين. عالمٌ رقمي يجعلنا منفصلين جسدياً... من الواضح أن هناك خللاً في الحياة المعاصرة. يقدّم هذا الكتاب تدريباتٍ ونصائح علميّة في الطّعام والنّوم والرّياضة والاستحمام... للحفاظ على صحّتنا النفسيّة والجسديّة والازدهار في العالم الحديث.دفاتر مهيار الدمشقي - الجزء الخامس
في ‘دفاتر مهيار الدمشقي’، تبدو الوحدة بين أدونيس الشاعر ومهيار الرّمز أكثرَ تفصيلاً ووضوحاً وأبعدَ توغُّلاً في التساؤل حول الممنوع المكبوت المؤجَّل، أو الحميم الخصوصي، وكل ما يرتبط بالصبوات والشهوات والرغبات. تصبح الكتابة أكثرَ عموديةً، ويصبح الحقل المعرفيّ أكثر اتّساعاً وأنقى شفافية. وتصير طرق التعبر أقرب إلى الومضة والشّذرة، وإلى البارقة والخاطرة، تجاوباً مع الانفجارات العابرة، المتقطّعة، المفاجئة، في هذا الجسم الكثيف، التائه، المطوَّق، المُعذَّب، الطامح، المتخاذل، المهاجِم، المقتحِم، المقلِّد، المبدع، الذي يُسمّى الحياة العربية.تاريخ الاقتصاد العالمي
روايةٌ للتّاريخ الاقتصادي للعالم وفكّ رموزه، في نظرة شاملة وكاملة منذ أصل الحضارات حتى العقود الأولى من القرن الحادي والعشرين، تغطّي المساحة الممتدّة من الصين إلى أوروبا مروراً بأفريقيا وأميركا. هذا هو التحدّي الذي يمثّله هذا الكتاب للخبير الاقتصادي جان مارك دانيال الذي يحطّم عدداً من الأفكار الراسخة عبر تحليلٍ لتطوّر النظريات والسياسات الاقتصادية العالمية. وبينما لا يعارض المؤلف بين العمل ورأس المال، يستعرض العواقب الناجمة عن الأفعال المضلّلة للبيروقراطيين والتكنوقراطيين ممن يعملون على حساب القيمة التي يخلقها «المنتجون» من عمال ومزارعين ومقاولين ومبتكرين. بانوراما شاملة وموجزة ومثيرة لاقتصاد يعرف من أزمة إلى أخرى كيف يولّد نماذج جديدة.الانفتاح على الآخر لدى المتصوّفة
في زمن هيمنةِ التعصّب والكراهية، تنادي المتصوّفة بثقافةٍ تجمع الناس رغم اختلاف لغاتهم وتنوّع أعراقهم. يعرض هذا الكتاب ثلاثة متصوّفين، هم ابن عربي والعطار والرومي، لم يعرفوا العزلة عن الحياة لامتلاكهم فكراً عميقاً منفتحاً على الآخر، مستندين في انفتاحهم إلى أصول الدين الإسلامي: الخطاب القرآني والحديث. هي دعوةٌ لبناء علاقات اجتماعية متينة قوامها المساواة والتواضع وقمع الأنا في سبيل الـ«نحن»، لنسج العلاقة بين الإنسان والإنسان الآخر، وكذلك العلاقة بين الإنسان من جهة والحيوان والطبيعة من جهة أخرى.حياة متخيَّلة
كنهرٍ يفيض ماؤه على ضفّتَي الكلام يتدفّق مانغويل ما إن تلامس محاوِرتُه موضوعاً يتعلّق بالقراءة. في هذا الكتاب يتحدّث مانغويل عن نشأته، تكوينه الفكري، عملِه وهو في السادسة عشرة من العمر قارئاً يتلو الكتب على خورخي لويس بورخيس، مكتبتِه التي ضمّت أربعين ألف كتاب في مونديون، إدارته للمكتبة الوطنية في بوينس آيرس. ويسهب في الحديث عن علاقته بالقراءة والطرق الغامضة التي تحكم لقاء القارئ بالكتاب، وعن تأثير اللغات في الخيال، والأدب بوصفه وسيلةً علاجية. إذا كان الأدب، بحسب مانغويل، "هو بناء برج بابل دون تسلّقه. والكلمات هي التعبير عن التجربة لكنها ليست التجربة"، فإن هذا الكتاب لا يحتوي سيرة مانغويل، بل هو دفق من كلمات تلهث للتعبير عن هذه الرحلة الثرية الاستثنائية.الأصول البشرية
لا يمرّ عام واحد من دون اكتشاف: لوسي ليست أقدم أسلافنا، فروع جديدة من البشر في آسيا، أجزاء موروثة من الإنسان البدائي في حمضنا النووي... لكن لا تزال هناك قطع مفقودة في أحجية أصولنا. لا يزال يتعين علينا العثور على الإنسان الأول. يقيّم الكاتب الاكتشافات الحديثة ويأخذنا في رحلة التطور هذه إلى ما يميز البشر عن الثدييات الأخرى، وإلى التعرّف من خلال دراسة البيئات وأنماط الحياة على سلوك البشر الأوائل. قصة جديدة عن شجرة العائلة البشرية، يمكننا من خلالها إعادة النظر في ما يجعلنا بشراً.الجندي الطيّب شفيك
بائعُ الكلاب جوزيف شفيك مجنونٌ مع رُخصة. مع ذلك، هناك مَن يتّهمه بادّعاء الجنون: إنّه أكثر ذكاءً ممّا نظنّ. حين أُعلنت الحربُ العالميّة الأولى طالب بتجنيدِه، وشوهِدَ على كرسيّه المتحرّك وهو يلوّح بالعكّازَين ويصرخ في شوارع براغ: «إلى بلغراد... إلى بلغراد». سيمنحه هذا المشهدُ البطوليّ فرصةَ الالتحاق بالجيش، حيث يجد نفسه داخل مجموعة من المواقف الغريبة والطّريفة. روايةٌ تواجه عبثيّةَ الحرب بالضّحك والتهكّم، صودرَت وحُرقت ترجماتها في عدد من البلدان، بعد نشرها عام 1921. تُعدّ اليوم رمزاً للنقد الساخر في الأدب العالمي.الأسوَد
لماذا يقترن الأسوَد بالحزن والحداد؟ ولماذا يرتبط اسمُه بالشرّ؟ ما سببُ ارتداء رجال الدّين الزيَّ الأسود؟ وماذا وراء مصطلحات «الرجل الأسود» و«الثقوب السوداء» و«الفكاهة السوداء»؟ يتعمّق الفيلسوف الفرنسي آلان باديو في رموز الأسوَد كالخوف والأناقة والبؤس والإبداع والرّغبة، ويتأمّل تجلّياته في الرسم والموسيقا والسياسة والميتافيزيقيا... كما علاقته بالألوان الأخرى. في الواقع، لم يكن الأسوَد مضيئاً من قبلُ كما في هذا الكتاب.هي الحياة هناك
امرأةٌ تقرّر تدميرك، حنينٌ لحُبّ الصّبا، ضيوفٌ على مأدبة عشاء تثقلهم التقاليد... يروي بن جلّون بخفّة حكاياته المذهلة، ويصحبنا في رحلةٍ عبر الأزمنة واللغات والشواطئ، من البحر المتوسط إلى المحيط الأطلسي. ينعش الذاكرة بما يختزنه المغرب المتنوّع من ثراء، ويبتكر شخصياتٍ تتقاذفها الصدف وتغيّر مجرى حياتها. من مدينة صغيرة إلى أخرى كبيرة، من كوخ إلى فندق فخم، من كورنيش بحري إلى قصر رائع، يمضي الكاتب في سرده، محتفلاً بالرهافة الإنسانية التي تطبع المغرب.دفاتر مهيار الدمشقي - الجزء الرابع
في «دفاتر مهيار الدمشقي»، تبدو الوحدة بين أدونيس الشاعر ومهيار الرّمز أكثرَ تفصيلاً وأكثر ضوحاً وأبعدَ توغُّلاً في التساؤل حول الممنوع المكبوت المؤجَّل، أو الحميم الخصوصي وكل ما يرتبط بالصبوات والشهوات والرغبات. تصبح الكتابة أكثرَ عموديةً، ويصبح الحقل المعرفيّ أكثر اتّساعاً وأنقى شفافية. وتصبح طرق التعبير أقرب إلى الومضة والشّذرة، وإلى البارقة والخاطرة، تجاوباً مع الانفجارات العابرة، المتقطّعة، المفاجئة، في هذا الجسم الكثيف، التائه، المطوَّق، المُعذَّب، الطامح، المتخاذل، المهاجِم، المقتحِم، المقلِّد، المبدع، الذي يُسمّى الحياة العربية.غسيل الأدمغة تاريخ التحكّم في العقول
عامَ 1953، ومع نهاية الحرب، أفرَجَت كوريا الشمالية عن الأسرى الأميركيين المحتجزين لديها. المفاجأة كانت حين رفض 21 أسيراً العودة إلى بلادهم وقرّروا العيش في الصّين. أثار هذا القرار ذعراً في الغرب: لماذا لم يرغبوا في العودة؟ وماذا حدث بالضّبط؟ يتعمّق دانيال بيك في العالم الغامض لغسيل الأدمغة، ويشرّح الحالات الأكثر إثارةً التي شهدها التّاريخ منذ مرحلة الحرب الباردة حتّى اليوم: سواء عن طريق الحكومات أو التعليم أو الطبّ أو شركات التكنولوجيا الحديثة... أو في أشكال أخرى من الإقناع الخفي لا يمكن الصّمود أمامها. يضيء هذا الكتاب على شبكات الأكاذيب والخداع التي نتعرّض لها حتى في ظروف نتمتّع فيها بنسبة كبيرة من الحرّية.الثوريون لا يموتون أبدا
يروي لنا الحكيم في هذا الكتاب نصف قرنٍ من التشرّد والعمل السرّي، وخلفيّات العمليّات التي كان وراء الإعداد لها، ومنها خطف الطائرات واحتجاز الرهائن. ويكشف حبش عن الذين كانوا يمدّونه بالمال والسلاح، ويصف علاقاته المضطربة بالقادة العرب، ولقاءاته مع عبد الناصر وحافظ الأسد وصدام حسين. ويتكلّم بصراحة عن خلافاته وصراعاته مع ياسر عرفات. ويخبر كيف جنّدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كارلوس. ظلّ الحكيم، حتّى لحظاته الأخيرة، مدافعاً نزيهاً عن القضيّة الفلسطينية، ومخلصاً لما ناضل من أجله طوال حياته: الاعتراف بالحقوق الشرعية للفلسطينيين، وبناء دولة علمانية تجمع العرب واليهود.عمّة آل مشرق
تتدهور حالةُ الجازي الصحية في الرياض، فيواجِه والدُها خياريَن: إمّا الشّروع في حفر قبرٍ لها، وإمّا القَبول بعرض الممرّض الأميركي ماثيو إيدن لاصطحابها إلى مستشفى الإرسالية في البحرين. مرغماً، يوافق على ترحيل ابنتِه للعلاج شرطَ أن يتزوّجها ماثيو ويعتنقَ الإسلام مهراً لها. لكن هناك، في المنامة، تنقلب حياة الزّوجين رأساً على عقب. فماذا حدث ولماذا انقطعت أخبارُهما؟ لغزٌ حاصرَ عائلة آل مشرق لأكثرَ من مئة عام، إلى أن قرّر الشابّ فوّاز كشفه من خلال فيلم سينمائي...بركات العالق في الخيال
كيف يعيش رجلٌ واحدٌ حياةَ رجلَين اثنَين؟ بطريقة خيالية تشبه السحر، يجد بركات نفسه مديراً عاماً للشّركة في اللحظة عينِها التي تقدّم لطلب وظيفة عاديّة فيها! هو اليوم موظفٌ ابنُ طبقة متوسّطة وربّ أسرة محافظة؛ وفي الوقت نفسه مديرٌ عام ثريّ يعيش مع الأسرة نفسها رفاهيةً لم يجرؤ على أن يحلم بها يوماً. فماذا جرى بالضّبط؟ وما الذي يعنيه وسط هذا كلّه أن توجَد شخصيّة ثالثة لبركات نفسه تعيش حياةً ثالثة في ظروف أخرى؟ بين عوالم متعدّدة، يتشظّى بركات باحثاً عن هويّته وسط مجتمع معاصر مليء بالتناقضات.الدَّرَك الأعلى
أنا الرّجل الميت إثر حادث سير غامض، أروي لكم كيف استمرّت الحياة بعد رحيلي. أستطيع جيّداً رؤية ما يحدث لكني عاجزٌ عن تحريك عودِ ثقاب: ابني يلعب في غرفته. أمّي تتّهم زوجتي ليلى بالتورّط في قتلي. صديقي ناصر يحاول إنجاز النّصف المتبقّي من روايتي. وصديقٌ آخر يتودّدُ إلى ليلى ويصارحُها بالفم الملآن: ”أريد أن أتزوجّكِ“. أنا الرّجل الميت. ومثل غيري من الموتى، يسعى الأحياءُ لالتقاط الحاجيّات التي تركتُها هنا وهناك.عذراء سنجار
هذه الرواية تقدّم جرعات من الألم الإنساني على نحوٍ غير مسبوق في تقديمها للمأساة الأيزيدية، أثناء احتلال داعش لمدينة سنجار العراقية. وقد اختلط فيها الواقع بالخيال السردي بطريقة لافتة، وهي تقدم أنموذجها الأيزيدي المحاصَر والمبتلى بهذا الاحتلال الخارجي. لذلك فهي تقدّم الصورة الداعشية البشعة على طريقتها في مغامرة الكتابة وشكلها المستحدَث من ظروف المكان وطاقته على إيجاد بؤَر صراع قاسية بين وحشية داعش، وبين الأيزيديين المسالمين، الذين يقاومون بصمت من دون استسلام كلّي للهجمة الخارجية التي استهدفت نساءهم ورجالهم وأطفالهم. عذراء سنجار.. وهي تقدم الصورة الكارثية لهذا الغول الداعشي، أفصحت عن الكثير من المعلومات بشأن الدين الأيزيدي التي لا يعرفها القارئ العربي، فأوضحت صورته بشكل واضح كدين مسالم يبتهج للحياة والجمال، من دون أن يعقّدها، فهو لا يتخطى هذه المنظومة القديمة، بل يعززها ويكرّسها في مجتمعه الصغير. روايةُ أَلَمٍ بشريٍّ قد لا تُقرأ مثلها في توصيف المأساة المعاصرة لهذا الدين وشعبه البسيط، في حبه لوجوده بين أديان صغيرة في تشكيلة العراق الدينية من شماله إلى جنوبه.القديس ذئب
قطارٌ يسافر براكبٍ وحيد يضطرّ للتوقّف لمدّة ساعة كاملة، فيغادره المسافر ويمشي لإضاعة الوقت، لكنّ الدروب تقوده إلى منجم فحم، ثم إلى عرسٍ غجريّ، وأخيراً إلى مكانٍ حُبست فيه خمسة ذئاب، لتنفيذ مخطّطٍ يستهدف القرية وسكّانها. في حبكةٍ شيّقة، تشدّك هذه الرواية وتحملك بعيداً دون أن تترك لك أيَّ فرصةٍ للهروب، وأنت تقتفي أثر ذلك الرجل الغريب الغامض وتتساءل: تراه من يكون؟ قدّيسٌ أتى لينقذ القرية وسكّانها؟ أم مجرّد رجل مختلّ عقلياً هارب مع جنونه؟ أم فيلسوفاً؟ أم كلّ هؤلاء معاً؟ تكتب "إلينا ألكسييفا"، بكثافةٍ لغوية ونفسية، روايةً تقف على الحدود بين الديستوبيا والواقعية السحرية والعبثية، فتستلهم منها كلّها دون أن تغرق في واحدة منها. ولذلك فقد استحقّت في السنة التالية لصدورها جائزة رواية العام 2019، وجائزة الريشة عن المركز الوطني للكتاب.حفلة في الشمال الغربي
تصدم عربةُ "دينغو"، محرّك الدمى، طفلاً صغيراً أثناء مرورها بقرية أرتميلا، القرية البائسة التي هرب منها قبل سنوات ملتحقاً بفرقة من البهلوانيين، طامحاً في أن يجعل حياتها كلّها مهرجاناً مستمراً. فيلجأ إلى صديقه القديم "خوان مديناو" لمساعدته في ورطته هذه، غير أنّ اتصاله بسيّد القرية، سيوقظ في الأخير تفاصيل الماضي المؤلم، وسيبدأ معها رحلة لا هوادة فيها عبر الذاكرة، مسترجعاً علاقته بوالده، وانتحار أمّه، ومزيج الحقد والحبّ الذي شعر به تجاه أخيه غير الشقيق. في هذه الرواية الصغيرة الحجم، ولكن كبيرة الأثر، تتمكّن "آنا ماريا ماتوته" من النبش في أعماق شخصياتها، باحثةً عما تتركه الطفولة من ندوبٍ غائرة في نفوسهم، كاشفةً ببصيرةٍ ثاقبة وحساسيةٍ عالية عن أعقد المشاعر الإنسانية وأكثرها عمقاً، في سردٍ كثيف يفسح المجال لمشاعر الدونية والخوف والعزلة والكراهية أن تروي حكايتها هي أيضاً.المستأجر
يسقط "ماريو روتا"، أستاذ علم النطقيّات، أثناء ممارسة رياضته الصباحية اليومية المعتادة، مما يتسبّب بالتواءٍ في كاحله، وعندما يعود إلى شقّته ستعرّفه مالكة المنزل إلى المستأجر الجديد "دانييل بيركويكس" الذي سيسكن إلى جواره. بدءاً من تلك اللحظة، كلُّ شيءٍ سيتغيّر في حياته، فالمستأجر الجديد هو زميله ليس في السكن فحسب، بل في العمل أيضاً، ويهدّد وجوده ومكانته. وستتفاقم الأمور سوءاً حين يزوره في شقّته، فيكتشف أنها نسخة معكوسة عن شقّته نفسها بمحتوياتها وترتيبها. في رواية "المستأجر" يكتب "خابيير ثيركاس" في سردٍ رشيق وممتع، قصّةً تحبس الأنفاس لا نملك أمامها إلا المتابعة صفحةً بعد صفحة لنعرف مصير بطلها، وكيف سيواجه ظروفه الجديدة، فيما الكلّ يحذّره بعد أن يطمئن على كاحله: "أغبى الأمور يمكن أن تُعقّد الحياة أحياناً".عيون ريغل
بحقيبةٍ في يدها، واللفافة التي تنام فيها ابنتها "كايا" على ظهرها، تنطلق "إنغريد بارأوي" مغادرةً الجزيرة التي تحمل اسمها، في رحلة عبر النرويج للبحث عن والد طفلتها. وفي كل مكانٍ تصل إليه تطرح سؤالاً وحيداً: هل يتذكّر أحد روسيّاً هرب عبر الجبل خلال الشتاء الأخير قبل انتهاء الحرب؟ تدرك إنغريد خلال رحلتها تلك، ومن خلال لقائها بالعديد من الأشخاص أنّ الحرب تترك ندوبها على الناس، لكنّ السلام أيضاً يفعل فعله مع الذاكرة. فهل ستجد الشخص الذي تبحث عنه؟ وما مدى معرفتها فعلاً بالرجل الذي تخاطر بكلّ شيء للعثور عليه؟ "عيون ريغيل" قصّةٌ شاعرية وقاسية عن شعب ما بعد الحرب، وعن مصائر الناس، تُروى من منظور امرأة غير عادية تكتشف شيئاً فشيئاً أنّ الحقيقة هي أول ضحايا السلام.سعديّة والأقشيش
كانت ترتدي القندورة: الزّي التقليدي الأنثوي. لباسٌ طويلٌ يغطّي كامل الجسم، يخصُره حزامٌ ملوّن، ويغلب على معظمه اللّون الأحمر القاني، إضافةً إلى الألوان الزاهية: كالأصفر، والبنفسجي، والبرتقالي، مُطرّز وُمزركش عند الصدر والأكمام، وفي الأسفل بمجموعة من الأشكال المتنوّعة والرموز. يقال: إنّ وشيَ القندورة كان يعبّر قديماً عن أحاسيس المرأة الأمازيغيّة، وعن مشاعرها التي لا تجرؤ على البوح بها، أو قولها لزوجها، أو لأهلها: كالغضب، والاكتئاب، والفرح، والحبّ أيضاً. من الرواية * * * يعيش الولد السوريّ طلال بعض سنوات مراهقته في بلدة تيزي راشد في الجزائر، ويؤخَذ هناك بحكاية امرأة أمازيغيّة ترويها أختها التي لها حكاية أخرى، فيتورّط بالحكايتين، وتصبحان جزءاً من حياته التي يقضيها بين سوريا ولبنان والجزائر وفرنسا، ويكشف عن أحداثها الكبرى المتّصلة بالحياة العربيّة، كما يتوقّف عند ذكريات، ومدن، وقرى، وشخصيّات شهيرة، وهجرات، ورحلات. هي قصّة ولدٍ يكبر في زمنٍ حسّاس، يورّطنا في الحكايات التي تجعل من الحياة الرحلة التي تستحق أن تعاش.عائلة باسكوال دوارته
لم يعِش باسكوال دوارته في حياته لحظةً من السكينة، ولم ينعم يوماً بالسلام، كما لو أنّ كلّ تلك الآثام التي اقترفها والجرائم التي ارتكبها كانت طريقتَه في الوصول إلى الطمأنينة. وها هو ذا يكتب الآن من زنزانة سجنه مذكّراتِه بينما ينتظر إنفاذ حكم القانون والقضاء فيه، علّه يجد في الكتابة خلاصَهُ. في هذه الرواية التي تُعدّ واحدةً من أفضل الروايات الإسبانية، يسرد "كاميلو خوسِه ثيلا"، بأسلوبٍ متفرّد يمزج بين السخرية والعنف والرقّة، وقائع حياة باسكوال، الذي كان بحقّ ابنَ عائلة دوارته المفكّكة والمهمّشة، وكان أيضاً نتيجتها المنطقية، محاولاً طرح أسئلةٍ كبرى من نوع: كيف يولد العنف وبمَ يتغذّى؟ وكيف يمكن استحضار أقسى الأفعال وأكثرها وحشية بأكثر التعابير برودةً ولا مبالاة؟!قلب للضحك والبكاء
غوادلوب.. هذا المكان الساحر، الذي نكاد لا نسمع عنه إلا لماماً، يتحوّل في كتب "ماريز كونديه" إلى مركزٍ للعالم كلّه، وتجعلنا دون أن ندرك مغرَمين به. وفي هذا الكتاب تأخذنا إليه مجدّداً لتروي لنا حكايات طفولتها، بدءاً من ولادتها في "لابوانت" حيث امتزجت صرخات والدتها أثناء المخاض بأصوات طبول الكرنفال، الذي كان وقته في المدينة آنذاك، وهذا ما اعتبرَته "كونديه"، حين كبرتْ، إشارةً، إشارة تعلّمت منها كيف تستر أكبر الآلام تحت مظهرٍ ضاحك. في هذا الكتاب، شديد الدفء والإنسانية، تروي الكاتبة الغوادلوبية ذكريات طفولتها ومراهقتها، وكيف تبعتْ، وهي المُحاطة بأمٍّ صارمة وأبٍ متحفّظ، طريقَ التمرّد، الذي قادها في النهاية نحو مصيرها لتصبح كاتبة.مستوطنة العالم الجديد
لا يعِدُ "آتون" مَن يتبعونه بالجنّة، وإنما بحياةٍ جديدة على الأرض، لكنْ مِن أتباعه الكُثر لم يتبقَّ إلّا زوجتُه "تيي"، وابنتاه "نفرتيتي" و"ميريت آتون"، واثنان آخران فقط، جاؤوا كلّهم معه من غوادلوب عبر فنزويلا، وانتهى بهم المطاف في بلدة سانتا مارتا على ساحل الكاريبي في كولومبيا، وهناك لم يجدوا سوى البؤس والازدراء، وسخرية السكّان الذين أطلقوا على المكان الذي استقرّت فيه هذه المجموعة الصغيرة، التي عادت لعبادة آلهة الأوّلين، اسم: مستوطنة العالم الجديد. غير أن حياة هذه المجموعة ستنقلب رأساً على عقب بوصول أتباعٍ جدد من هاييتي ومن ألمانيا إلى المستوطنة. في هذه الرواية تقتحم "ماريز كونديه" غمار عالمٍ جديد مرّةً أخرى، وتحكي عن حاجة بعض البشر إلى دينٍ جديد وأملٍ جديد، وهي حاجةٌ أصبحت أكثر إلحاحاً بعد انتهاء الإيديولوجيات، موثِّقةً البلبلةَ الروحية التي تسود عصرنا، في حبكةٍ شيّقة، بشخصيّاتٍ مؤثّرة وأحداثٍ لا تُنسى.أغنية بروتانية والطفل والحرب
مواسم الحصاد في فصل الصيف، ألوان الأنهار والأسماك والحجارة، دفء الاحتفالات في قرية صغيرة، حقل قمحٍ مواجهٌ للمحيط، واللمسة الرقيقة لأخطبوطٍ صغير على قدمٍ حافية... صورٌ يستحضرها "لوكليزيو" من طفولته المبكّرة في منطقة بروتاني، باعثاً الحياة فيها، بسردٍ آسر، قبل أن ينتقل ليحكي عن مواجهته الأولى مع الحرب، والجوع، والقلق في مدينة "نيس". في كتابه هذا يذهب الكاتب الفرنسيّ "جان ماري غوستاف لوكليزيو" أبعد من سرد الذكريات، ليقارب الحرب وأثرها الدائم على طفولته، محاولاً فهم الفراغ الغامض الذي تتركه داخل كلّ مَن عايشها، ومن ثم يُشرّح بعمق الطبيعة الثقافية والتاريخية للمدن "الأقلّ حظّاً" في فرنسا، ويورّطك في حبّ مدنٍ لم تزرها يوماًاللغة والسياسة: مقالات في النقد والحرب واليسار
مقالات أورويل هذه مكتوبة بنفَسٍ عمليّ مباشر وصريح. ليست مقالات فكريّة محضة، أو أكاديميّة. على العكس تماماً، يريد أورويل للقارئ أن ينخرط في المعارك الفكريّة، وبالتالي السياسيّة- إذْ لا يميّز بين الأمرين. من جهة أُخرى، المقالات مسلّية للغاية، وذكيّة، ولئيمة. الكتابة الصحفيّة، بالنسبة لأورويل، مشروعٌ أدبيٌّ خاص. يجعل أورويل من فنّ المقال مجالاً متجدّداً لاكتشاف معنى الكتابة، وتُدرّس مقالاته في الجامعات والمعاهد الإنجليزيّة بوصفها نموذجاً للكتابة الجادّة الأدبيّة العميقة الفنيّة.دفتر الدراما
الحياة دراما، والدراما هي دراما داخل هذه الدراما، وتتحدّث في معظمها عن هذه الدراما التي هي منبثقة عنها، وعمليّة التمثيل هي عدوّ هذه الدراما، فبقدر ما نكون صادقين في تقديم هذه الدراما، وبقدر ما نكون عفويّين بقدر ما نبدو حقيقيّين، والعكس تماماً هو الصحيح، فعندما تبدو كأنّك تمثّل ستكون أقرب إلى الإخفاق، وأبعد عن محبّة الجمهور، حتّى المهرّج عليه أن يهرّج بصدقٍ وعفويّةٍ تظهره حقيقيّاً، ومثالنا على ذلك تشارلي شابلن الذي استخدم أدوات المهرّج في كل أدواره التي يعرفها الناس، وتفاعل الجمهور مع القضايا الإنسانية التي طرحها وتعاطف معها. كلنا يعرف بأنّ ما يقدّم على الشاشة ليس إلّا أحداثاً لا أصل لها، هكذا نعتقد، ولكن لماذا نتابعها إن كنّا نعتقد ذلك؟ نحن نتابعها لأنّنا في الحقيقة أبطال هذه الدراما: فمؤلّفها، ومخرجها، وممثلها، وبقيّة صنّاعها ينطقون باسمنا، ويمثّلون لنا، ويمثّلوننا في الوقت نفسه، وحين نتابعهم فنحن نشاهد أنفسنا، أو تفاصيل منها. هذه المجموعة تقدّم مجموعة قصصٍ تحاول الاقتراب من عوالم الدراما بهذا الشكل أو ذاك، تأليفاً وتمثيلاً.مرايا: ما يشبه تاريخاً للعالم
يعيد إدواردو غاليانو في كتابه "مرايا" قص تاريخ الحضارة البشرية على طريقته، مكثفاً ما يراه مثيراً، وطريفاً، وجديراً بالاهتمام عبر مقاطع مقتضبة مُحكمة تتيح للقارئ فرصة التواصل مع الأحداث والوقائع التي يقرؤها كما لو أن التاريخ ينبعث أمامه من جديد. فالمؤلف يعتمد مساراً كورنولوجياً في رواية تاريخ مبني على المفارقات المرّة، ويتوقف عند مدن وشخصيات وأحداث واختراعات شكلّت علامات فارقة في تاريخ البشرية. هكذا نراه ينتقل بخفة بين شتى الموضوعات؛ كختان النساء، دودة القز، الجعة، سانتا كلوز، التانغو، أدوات تعذيب محاكم التفتيش. لكنه وعبر الإيهام بالتشتت يجعل التاريخ بصورة ما منطقياً أكثر ومفعماً بالسخرية المرّة. بانتقائية شديدة وحريّة مطلقة يختار غاليانو بسعة إطلاعه، ما يستوقفه من نقاط بدت له مفصلية في مسيرة البشرية، وتحديداً الأحداث أو الأشخاص المنسيين الذين تجاهلتهم الرواية السائدة للتاريخ، وأرادت طمسهم إزالتهم من الذاكرة الجمعية، كما لو أنه يقول للعالم: "انظر لوجهك الحقيقي منعكساً في مرآة".البلشفيّة النظريّة والتطبيق
في عام 1920 سافر الفيلسوف وعالم المنطق والرياضيّات البريطاني برتراند راسل في زيارةٍ قصيرةٍ إلى روسيا، وهي رحلة حملت له الكثير من الإحباط، وجعلته فيما بعد من أبرز المنتقدين للبلشفيّة، أو "التجربة الروسيّة في الشيوعيّة"، بدون أن يعني ذلك تخلّيه عن دعم الاشتراكيّة كفكرةٍ، أو نهجٍ سياسي. في القسم الأوّل من هذا الكتاب، يسجّل راسل انطباعاته المباشرة عن تلك الزيارة، على صورة مشاهدات صحفيّة قام بها يساريٌّ ملتزمٌ وفيلسوفٌ من الطراز الأوّل. في حين يخصّص القسم الثاني النظريّ الفلسفيّ لعرض انتقاداته الرئيسة للماركسيّة والبلشفيّة؛ كانتقاد فلسفة التاريخ الماركسيّة، والدوافع النفسيّة المحرّكة للإنسان بحسب ماركس، وانتقاد رؤية البلاشفة للديمقراطيّة، ورفض تكرار التجربة البلشفيّة في الغرب. يعرض راسل أفكاره على القارئ العاديّ بأسلوبٍ سلسٍ بدون أن يعني ذلك تخلّيه عن عمق المعالجة. فتجربة راسل وعلاقته بثورةٍ آمن بها وعاين فشلها قد تلهم الكثيرين؛ لأنّها تعلّمهم أنّ تغيير العالم نحو الأفضل يأتي عن طريق الصدق والنقد، ومن خلال التعلّم من الأخطاء، وتفهم أولئك الذين ارتكبوها بمثاليّةٍ وشجاعة.بتوش الحلوة
بتوش الحلوة، بتول، الراحة التركيّة، السيّدة عملة صعبة، أسماء مختلفة لامرأةٍ واحدةٍ ضاع أثرها، وبات العثور عليها حيّةً، أو ميتةً ضروريّاً حتّى تحصل عائلتها على تركةٍ كبيرةٍ ورثتها المرأة الغامضة؛ بحيث تمسي رحلة البحث عنها فرصةً لاكتشاف خفايا المجتمع الراقي الذي كانت "بتول" يوماً جزءاً منه. هي رحلة صعودٍ وهبوطٍ وتحوّلات امرأةٍ تلاعبت بالجميع، وانتقمت منهم كي تثأر لظلمٍ بعد أن أخفت وراء ضحكتها الآسرة سراً غامضاً. في هذا الكتاب، يوجّه عزيز نِسين، نقده اللّاذع ليفضح "العفونة" التي لحقت بالطبقات المخمليّة من المجتمع، وما يسودها من انتهازيّةٍ، وابتذالٍ، وغيابٍ للقيم، لكنّه يفعل ذلك ساخراً من المواقف والمفارقات التي تجعل الرجال يعمون عيونهم عمّا لا يريدون تصديقه، ويستسلمون طواعيةً لخداع وتقلّبات فتاةٍ لعوب كبتوش الحلوة.أنشودة لغورغ هينيك
"غورغ هينيك" صانع كمنجاتٍ شهير، قرّر، حين قاربت حياته على نهايتها، أن يقاوم النسيان، وأن يتحدّى الحياة برمّتها، باسم الفنّ، وذلك بصنع كمنجةٍ غير تقليدية، لا تشبه أيَّ أداةٍ موسيقية صُنعت من قبل، ليملأ الكون بنغماتٍ لا تتكرّر. أما "ڤِكتور" الطفل الذي يروي لنا هذه القصة، فقد التقى الجدّ "هينيك" لأول مرة في عيد ميلاده الخامس، حين حصل على كمانه الأول، ثم التقاه مرّاتٍ كثيرة في ما بعد، وقد نشأت صداقة عظيمة بينهما. في هذه الرواية يكتب " ڤِكتور باسكوڤ "، بأسلوبٍ موسيقيّ، حكايةً دافئةً عن الفنّ، وعن مرور الزمن، وعن ظلال الأحبّة، وعن المجتمع البلغاري وتنوّعه.هواجس الشعر
«القصيدة تكتب نفسها» . مقولةٌ تكاد أن تكون مضلّلةً، ولكنْ بالتدقيق، يتبيّن أنّها صحيحةٌ جدّاً؛ إذْ لا أعتقد أنّ شاعراً حقيقيّاً بدأ بكتابة قصيدة، وهو يعرف إلى أين سينتهي بها، أو إلى أين ستنتهي به . ويمكن القول، بطريقة أُخرى: إنّه ما من شاعرٍ انتهى من قصيدةٍ ووصل إلى حيث كان يتوقّع . إنّه يبدأ بشيءٍ، ثمّ حين ينفرد بالقصيدة، أو تنفرد به، يقع أسير شرطيّةٍ خاصّةٍ متعلّقةٍ بالقصيدة ذاتها، وبتجربته الدافعة والمولدة ذاتها، ثمّ بطبيعة الشعر وخصوصيّة الأدوات . إنّ مخزوناً داخليّاً يتفجّر ويلقي بمكنوناته، فيفرض نفسه على جوّ القصيدة، وأسلوب أدائها .المتنبي في ضوء الدراما
هل ظل من الممكن إضافة شيء حول المتنبي، مالئ الدنيا وشاغل الناس، طيلة هذه القرون التي امتدت من ولادته حتى الآن؟!.. وهل ظل جانب منه لم يدرس ويُمحَّص ويُقلَّب على أكثر من وجه، ولم يخضع للنقاش والأخذ والرد بين محبي هذا الشاعر العظيم وبين منتقديه وكارهيه؟!.. إن المتنبي شخصية فذة في تراثنا الأدبي. ومحبوه وقرَّاؤه وحفظة أشعاره أكثر من يتم إحصاؤهم، وأكثر خطورة من أن يتم الاشتباك معهم دون تحضير واستعداد مسبقين. فهم على معرفة واسعة بشعره وبالكثير من مراحل حياته وتفاصيلها. وحميّتهم في الدفاع عنه أو في مهاجمته لا تقاس. وبالتالي فالصورة المسبقة عنه أكثر إلزاماً. والصورة المتخيلة عنه، التي رسموها له، أكثر التصاقاً بالمخيلة من أن تتم مناقشتها. وعلاقته بـالهوية القومية أكثر تجذراً وخطورة. وهذا ما يجعل التطاول عليه، بالنسبة للكثيرين، تطاولاً على واحد من «قيم الأمة ورموزها». ولكنني أكتب عن المتنبي بعد أن اشتغلت عامين كاملين في قراءته وتحليل شعره ودراسة تفاصيل حياته من أجل كتابة مسلسل تلفزيوني عنه. والكتابة الدرامية تفرض على صاحبها أن يتغلغل ما استطاع في نفوس أبطاله لكي يفهمهم، وأن يتخيلهم في الحالات التي يمكن أن يكون فيها البشر، وأن يرسم ردود أفعالهم، بالمنطق الدرامي، كما يمكن أن تكون عليه ردود فعل البشر. وذلك كله ضمن إطار المعلومة التاريخية الموثقة.من منا
أحد عشر عاماً انقضت منذ أن اجتمع ميغيل وآليثيا ولوكاس معاً في مكان واحد، يوم كانوا أصدقاء في سن المراهقة، ومنذ ذلك الحين وما إن يحدث اتصال بين اثنين منهم، يكون شبح الثالث حاضراً، بحيث تتبدّل الأدوار ومواضع الرغبات ولا يُعرف حقاً مَن مِنَ الشابّين أحبّ آليثيا ومن تخلّى عنها منهزماً أمام الآخر. في هذه الرواية الخاصة، يغوص الروائي "ماريو بندِيتّي" في أعماق النفس البشرية متأملاً مثلث حبٍّ معقّد بين شابّين وفتاة، تاركاً لكل واحدٍ منهم مساحةً لرواية الحكاية من وجهة نظره عبر اليوميات والرسائل والقصة، لتبدو بذلك حكايةً مختلفة كل مرة، كما لو أنها ثلاثة أنهار صغيرة تصبّ في النهاية في البحيرة ذاتها.دو، يك
تزوّجتُ أغنية، فعلتُ هذا سرّاً منذ خمسة أعوامٍ تقريباً. حين سمعتُها كانت الشمس تميل إلى الغروب، وكنتُ في فسحةٍ سماويّةٍ لبيتٍ قديمٍ جدرانُه بلون الحليب، عرفتُ منذ أوّل إيقاع أنّها هي، أغنية عمري، تردّدتُ قليلاً فقط، ولأنّني لم أسمع من قبل عن حُكْمٍ شرعيٍّ، أو سببٍ أخلاقيٍّ يمنعُ أن تتزوّجَ امرأةٌ بأغنية، حسمتُ أمري وتزوّجتُها. كلّ ليلةٍ أضع سمّاعتين في أذنيّ، يغنّي ياس خضر لي "حن وآنا أحن"، أضبطُ ارتعاشاتِ روحي مع ارتجافاتِ اللّحنِ العراقيِّ الحزين، وأشربُ صوتَ ياس عبر مسامي كلّها، تكوي الأغنيةُ قلبي، فيذوب، ويسيلُ دموعاً، وقطراتِ مطر، وحبّاتِ ندى، ثمّ تلِجُ رحمي برفقٍ، فأنجبُ فراشاتٍ، وزرازير، وزهراتِ نرجس. أبتسم قبل أن أنام، وتبتسم معي نساءٌ كثيرات، لا أعرفهنّ ربّما، لكنّني أعرف أنّهنّ مثلي، قد تحييهنّ أغنية، وقد تقتلهنّ أغنية.الهدنة
قلقٌ من نوعٍ خاصّ يسيطر على "مارتين سانتومي" بعد اقترابه من سنّ التقاعد، وهو يرى أن حياته انقضت دون أن يحقّق شيئاً يستحقّ الذكر، غير أن ثمّة ما يتغيّر بعد توظيف الشابة "أبييّاندا" في المكتب الذي يعمل فيه، إذ يعيش فجأةً مشاعر السعادة، بعد أن حرمته منها الحياة لسنواتٍ طويلة، منذ وفاة زوجته واضطراره لتربية أبنائه الأطفال وحدَه. من خلال يوميّات "سانتومي" على مدار عام كامل، يصوّر لنا "بِنِديتي" حياة الطبقة الوسطى في أورغواي، معبّراً برهافةٍ شديدة عن الوحدة وانعدام التواصل، الحبّ والسعادة، والموت، في سردٍ شاعريّ يؤهّل هذه الرواية لتكون واحدةً من أجمل روايات الحب، وأشدّها قوّةً ورشاقةً في أدب أميركا اللاتينية.العندليب
يحدثُ أن تنسلّ إلى أعماقك قصّةٌ، فتهزّك بعنفٍ وتتحدّاك أن تُعرض عنها. هذا بالضبط ما حدث لي مع قصّة العندليب. والحقيقةُ أنّي فعلتُ كلّ ما في وسعي كي لا أكتب هذه الرواية، غير أنّ بحثي في موضوع الحرب العالميّة الثانية قادني إلى حكاية الشابّة التي صنعتْ طريق الهروب من فرنسا المحتلّة، فلم أستطع الفكاك منها. هكذا أصبحتْ قصّتها نقطةَ البداية، وهي في حقيقتها قصّةُ بطولةٍ، ومخاطرةٍ، وشجاعةٍ جامحة. لم أستطع صرفَ نفسي عنها؛ فظللتُ أنقّب، وأستكشف، وأقرأ، حتّى هَدَتْني هذه القصّة إلى قصصٍ أُخرى لا تقلّ عنها إدهاشاً. كان من المستحيل أنْ أتجاهل تلك القصص. هكذا ألفيتُ نفسي تحت وطأة سؤال واحدٍ يسكنني، سؤال يظلُّ اليومَ قائماً كما كان قبل سبعين عاماً: تحتَ أيِّ ظرف يمكن أنْ أخاطر بحياتي زوجةً وأمّاً؟ والأهمّ من ذلك، تحت أيِّ ظرف يمكن أن أخاطر بحياة طفلي لأنقذ شخصاً غريباً؟ يحتلُّ هذا السؤال موضعاً رئيساً في رواية العندليب. ففي الحبّ نكتشف من نريد أن نكون؛ أمّا في الحرب، فنكتشف من نكون. ولعلّنا في بعض الأحيان لا نريد أن نعرف ما يمكن أنْ نفعله كي ننجو بحياتنا. في الحرب، كانت قصص النساء دوماً عرضةً للتجاهل والنسيان. فعادةً ما تعود النساء من ساحات المعارك إلى بيوتهنّ ولا يقلنَ شيئاً، ثمّ يمضينَ في حياتهنّ. العندليبُ إذن روايةٌ عن أولئك النساء، والخيارات الجريئة التي اتخذْنَها كي ينقذنَ أطفالهنّ، ويحافظنَ على نمط الحياة الذي اعتدْنه. كرِسْتِن هانافي غياب بلانكا
يعود ماريو، الرسّام الهندسي، ذات يوم إلى شقّته، في مدينة خايين، التي يتقاسمها منذ ستّ سنوات مع زوجته بلانكا، فيجد أن امرأةً أخرى تكاد تطابقها في الملامح والإيماءات شغلت مكانها، يبدأ بتقليب الذكريات والتمحيص في الدلائل محاولاً استكشاف أسباب غيابها، أو استحضارها مجدّداً بطريقة ما. هل رحلت "بلانكا" حقاً؟ وما الذي تبحث عنه في العوالم التي تغرق فيها ويحرّم على "ماريو" دخولها؟ في هذه الرواية المكثّفة والشيّقة يخوض الكاتب الإسباني "أنطونيو مونيوث مولينا" عميقاً في علاقة رجلٍ وامرأة تقاطعت مصائرهما قبل أن يبدأ عالمهما بالاهتزاز بتأثير الاختلافات ورتابة الحياة. فمولينا يضيء على تعقيد العلاقات العاطفية، والصراعات التي يعيشها أزواجٌ يحبّون في شركائهم اليوم ما قد يكرهونه فيهم غداً...سرنامة
خيري الحلّاق مجرمٌ خطِرٌ محكومٌ بالإعدام، يقضي ما تبقّى من حياته داخل السجن منتظراً لحظة تنفيذ الحكم، ويخفي عن الجميع السرّ الذي دفعه لارتكاب جريمته؛ سرٌّ قد يخفّف عقوبته، أو يصون حياته. ومع دخوله إلى جناح المعتقلين السياسيّين، يغيّر المجرم قناعاته، ويعيد النظر في حياته، ليموت بذلك شخصاً مختلفاً. تغوص هذه "السرنامة" في مجتمع القاع التركيّ من القتَلة والمجرمين، لتصوّر يوميّات السجناء وصراعاتهم في الزنازين، لكنّها أيضاً تحمل بُعداً سياسيّاً وإنسانيّاً بانتقادها عقوبة الإعدام، ومحاولة المجتمعات التطهّرَ عبْر اختيارها كبش فداءٍ تعلّق عليه جرائمها وفسادها، وتحتفل بالفُرجة على إنهاء حياته. عادةً ما تكون السرنامة كتاباً يصف -بدقّةٍ- نوعاً معيّناً من الاحتفالات الجماهيريّة، لكنّ سرنامة عزيز نسين تنقل وقائع وتفاصيل إعدام "مجرمٍ" فقد حقّه في أن يتغيّر.الممر اللامألوف
على سطحٍ صغيرٍ في أحد أحياء حمصَ يعيش الحميماتي نبيه وردان مع طيوره حياةً موازيةً لما يحصل حوله في المدينة، حياةً خاصّةً غرائبيّةً، ودافئةً، ونقيّةً، تختلف عن قسوة ما تعيشه حمصُ من فوضى، ودمارٍ، وأحداث تهجيرٍ إبان آذار 2011. وفي الوقت الذي يفرض فيه حظر التجوّل على المدينة بأكملها، تبقى الطيور، إلى حين، تتمتّع بحريّة الطيران في سماءٍ رحبةٍ لا تعرف قيوداً، لكنْ حتّى هذا الأمر على وشك التغيير بمجرّد أن تمتدّ يدُ "المتّشحين بالكاكي" إلى السماء كما إلى الأرض، مغلقين بذلك معبر نبيه نحو حياةٍ أُخرى. في رواية "الممر اللامألوف" يستكشف فراس المعصراني -بأسلوبٍ بسيطٍ ومباشرٍ- عالم الحميماتيّة السحريّ، بما فيه من طقوسٍ وغوايةٍ ترتبط بكلّ ما يتعلّق بالطيور وتربيتها، لكنّه يذهب أبعد من ذلك ليسترق نظرةً إلى مدينة حمص ككلّ، وروتين حياتها اليوميّ قبل أن تبتلعها لحظة التحوّل.شخصية ديستوفسكي
في أيّ شيءٍ كتبه دوستويفسكي، كان يكتب عن بحوثه وتنقيباته الروحيّة، ويبحث عن حلولٍ للمسائل التي تقلقه، والتي لن تُحلّ، كما يدرك ذلك نفسه بوضوح. وجميع أبطاله، ومن بينهم المختلفون عنه أشدّ الاختلاف، من حيث تكوينه الأخلاقيّ، يصارعون المسائل التي صارعها دوستويفسكي نفسه طيلة حياته؛ فهو الأب الروحيّ لجميع أبطاله الرئيسين، بمعنى أنّه كان يمثِّل بالنسبة إليهم أنموذجاً. وليس هناك من شخصٍ واحدٍ، من الذين أبدعهم وخلقهم، لم ينسخه من ذاته، وإن كان على نحوٍ مغاير. إنّ حياة الشخصيّة العظيمة تغدو مفهومةً لنا بقدر ما نتمكّن من الغوص فيها، بنظرةٍ واحدةٍ، في كامل تنوّع خصائصها المتناقضة في أحيانٍ كثيرةٍ، لكنّها المنطلقة من جذرٍ واحد. وإذا لم نتمكّن من إنجاز ذلك فإنّنا بشكلٍ، أو بآخر، بصيغةٍ، أو بأُخرى؛ سنبسّط هذه الشخصيّة العظيمة ونفْقرها. إذا ما كُتبت سيرة حياة دوستويفسكي، بدون النظر في رواياته، فإنّها لا تساوي شيئاً، وسيكون من الاستحالة استعادة تكوين شخصيّته من دون أعماله. وليست السيرة التجريبيّة الواقعيّة لدوستويفسكي من أجل فهم رواياته وإدراكها بأقلّ أهميّةً عن رواياته ذاتها من أجل فهم شخصيّته. وعلى صفحات روايات دوستويفسكي يجري إحياء تاريخ البشريّة كلّه، وفكرها، وثقافتها، منعكساً في الوعي الفردي. من أجل فهم الأهميّة الحقيقيّة لدوستويفسكي، التي اكتسبها في عصرنا هذا، لا بدّ من حديثٍ صريح.هذيان
يدرك "أغيلار" أن أمراً لا يمكن إصلاحه قد وقع لزوجته، ما إن يدخل إلى غرفة الفندق التي تقبع فيها. فيحاول اكتشاف هوية الرجل الذي كان معها، ومعرفة ما الذي حصل تحديداً وأدخلها في هذه الحالة الغريبة، لكنه يكتشف مدى ضآلة معرفته بالاضطرابات العميقة المخبّأة في ماضي تلك المرأة التي وجدت أن سلاحها الوحيد هو بناء عالمها الخاص، والانسحاب خلف جدران الجنون السميكة. عبر سردٍ دوّار تدخل الكاتبة الكولومبيّة "لاورا ريستريبو" أذهان أربعة شخصيات، محاولةً الكشف عن تناقضاتها وحياتها العاصفة واضطراباتها وتفاصيلها الحميمية، شابكةً على نحوٍ ساحر العنف والجريمة والحب والوفاء. "هذيان"، التي حازت جائزة "ألفاغوارا" في عام 2004، رواية ستُدخلك بتعاقب الأصوات التي ترويها ضمن دوّامات من الهذيان أنت الآخر أيضاً.ان في افونلي
تقرر ماريلا كثبرت جلب صبي من الميتم ليساعد شقيقها ماثيو الذي تقدّم في السن في أعمال البراري الخضراء. ولكنّ يد القدر تتدخّل وترسل إليهما فتاة في الحادية عشرة هي آن شيرلي لتبدأ سلسلة من الأحداث تغير حياتها وحياتهما إلى الأبد.آن في عزبة الصفصاف
تقرر ماريلا كثبرت جلب صبي من الميتم ليساعد شقيقها ماثيو الذي تقدّم في السن في أعمال البراري الخضراء. ولكنّ يد القدر تتدخّل وترسل إليهما فتاة في الحادية عشرة هي آن شيرلي لتبدأ سلسلة من الأحداث تغير حياتها وحياتهما إلى الأبد.ان في انجلسايد
تقرر ماريلا كثبرت جلب صبي من الميتم ليساعد شقيقها ماثيو الذي تقدّم في السن في أعمال البراري الخضراء. ولكنّ يد القدر تتدخّل وترسل إليهما فتاة في الحادية عشرة هي آن شيرلي لتبدأ سلسلة من الأحداث تغير حياتها وحياتهما إلى الأبد.ريلا في إنجلسايد
تقرر ماريلا كثبرت جلب صبي من الميتم ليساعد شقيقها ماثيو الذي تقدّم في السن في أعمال البراري الخضراء. ولكنّ يد القدر تتدخّل وترسل إليهما فتاة في الحادية عشرة هي آن شيرلي لتبدأ سلسلة من الأحداث تغير حياتها وحياتهما إلى الأبد.ان في البراري الخضراء
تقرر ماريلا كثبرت جلب صبي من الميتم ليساعد شقيقها ماثيو الذي تقدّم في السن في أعمال البراري الخضراء. ولكنّ يد القدر تتدخّل وترسل إليهما فتاة في الحادية عشرة هي آن شيرلي لتبدأ سلسلة من الأحداث تغير حياتها وحياتهما إلى الأبد.ان في الجزيرة
تقرر ماريلا كثبرت جلب صبي من الميتم ليساعد شقيقها ماثيو الذي تقدّم في السن في أعمال البراري الخضراء. ولكنّ يد القدر تتدخّل وترسل إليهما فتاة في الحادية عشرة هي آن شيرلي لتبدأ سلسلة من الأحداث تغير حياتها وحياتهما إلى الأبد.