جزر دياويو (سلسلة المحيط في الصين) (باللغة العربية)
"جزر دياويو" يشمل المحتوى الرئيسي للكتاب تسعة موضوعات: التعرف على جزر دياويو وقيمتها، لماذا تنتمى جزر دياويو إلى الصين، كيف انتزعت اليابان جزر دياويو من الصين، وجوب إعادة جزر دياويو للصين بعد الحرب الثانية، "وصاية" أمريكا تدفن جذور الحادثة، التفاهم المتبادل حول اتفاق "وقف النزاعات"، من يقوم بـ "تغيير الوضع الراهن"، الجهود المبذولة لحماية حق سيادة الصين على جزر دياويو. من خلال عرض هذه القضايا يحاول الكتاب عرض مشكلة جزر دياويو بشكل كامل ومن جميع النواحي ، لتوضيح الحقائق التاريخية والأساس القانوني لانتماء جزر دياويو للصين. ونقد رأى وموقف اليابان الذى لا أساس له من الصحة واستفزازها الغير قانوني، وكشف الحقيقة للجميع، ووضع الأمور في نصابها.تاريخ الطب عند الأمم القديمة والحديثة
هذا الكتاب عبارة عن محاضرتين ألقاهما «عيسى إسكندر المعلوف» بالمعهد الطبي في دمشق سنة ١٩١٩م، تناول فيهما تاريخ الطبِّ منذ نشأته بدءًا من المصريين القدماء الذين ابتدعوا التحنيط، وأظهرت آثارهم صورًا لأقدم الجراحين والأطباء، مرورًا بالعبرانيين، الفُرس، الهنود، الصينيين، الترك، الأحباش، وصولًا إلى اليونانيين الذين اشتهر منهم «أبقراط» أبو الطب، والذي فصل الطب عن الدين، ووضع عددًا كبيرًا من المؤلفات المؤسِّسة لعلم الطب، ثمَّ يعرِّج المؤلف على الطب عند الرومان، ثمَّ في عهد المسيحيين والمسلمين. ويُتبِع المعلوف هذا العرض التاريخيَّ الثريَّ بملحق يوضِّح تعريف الطب وأقسامه وأصوله، وأهمَّ اصطلاحات العلوم الطبية، كما يشرح الأهمية التي تنطوي عليها دراسة الطبِّ والتشريح.التركيب الاجتماعي الأردني: الاثني والديني
لا يختلف البناء الاجتماعي للمسلمين العرب في الأردن عن شركائهم المسيحيون في التاريخ والجغرافيا والعادات الأردنية، فالمسيحيون والمسلمون ينتمون إلى عشائر عربية تعود في أصولها إلى ما قبل الإسلام، ولم تكن الطائفة أو الدين النظام الوحيد الذي يحدّد العلاقات بين المسيحيين والمسلمين، بل هي الأعراف القبلية والعشائرية، حيث إنَّ هذا الفئات المسيحية من السكان يرتبطون بالأحلاف والتقاليد الموجودة في كل بلدة من بلدات الأردن التي يوجد فيها مسيحيّون. أمّا المجموعات الاثنية من الشيشان، والشركس، والأكراد والأرمن وغيرها، فقد اندمجت في المجتمع الأردني وثقافته العامة المتمثلة بالحفاظ على العادات والتقاليد والأعراف والمعايير الثقافية العامة، كما أنّها اندمجت على كافة الصعد بعد تحول نمط الإنتاج في الدولة عمومًا.القبيلة والدولة في شرق الأردن
سعت الدراسة للإجابة عن عدد من الأسئلة، مثل: كيف تمكنت السلطة من استيعاب القبيلة؟ وهل كان هذا الاستيعاب أو الاحتواء تصادمياً أم اندماجياً؟ وكيف استطاع الأمير عبدالله المدعوم من بريطانيا أن يبلور مشروعه في تأسيس سلطة مركزية وتوظيف التناقضات التي يمليها قيام دولة في مجتمع قبلي؟ فمن سمات النظم السلطوية التقليدية أنها تحول عدداً من الزعامات التقليدية العشائرية من الحكم عن طريق القبول العرفي، إلى الحكم عن طريق جهاز دولة منفصل، وذلك دون التخلي عن الشرعية التقليدية لهذه الزعامات.تاريخ الصين (سلسلة الأوضاع الصينية الأساسية)
ينقسم "التاريخ الصيني" إلى ثلاثة عصور: قديم وحديث ومعاصر، ويقوم الكتاب بتقديم وصف واضح لعملية تغييرات التنمية في التاريخ الصيني الذي امتد لآلاف السنين. ولا يتناول الكتاب الأحداث التاريخية فقط، بل يقوم أيضا بتقديم ملخص موجز لخصائص المراحل المختلفة للتاريخ الصيني، مما يسهل على القارئ فهم التاريخ الصيني بشكل عام.
100 حقيقة مثيرة في حياة الفراعنة
كثيرة هي الحقائق المثيرة في عالم الفراعنة ولذلك اختار المؤلف 100 حقيقة عن الفراعنة شملت حياتهم اليومية ودياناتهم وعلومهم وملوكهم وأشهر الأماكن بمصر القديمة وغيرها من الموضوعات العلمية الشيقة.أبو الشهداء الحسين ابن على
كعهدنا به دائمًا حين يتناول الكاتب أيًّا من الموضوعات أو الشخصيات بالشرح والتحليل أن تكون القيمة والعلة والفكرة هي الهدف والأسلوب السلس واستنباط النتائج نصب عينيه.. في هذا الكتاب، يقدم لنا الكاتب رؤية لشخصية متميزة من آل النبوة لعلمها وفكرها وإيمانها ومواقفها وأحداثها. إنه يعرض لنا مفهوم فكر الاختلاف والخصومة والتنافس الذي بدأ منذ زمن بعيد ولا يزال إلى الآن، من وراء هذه الشخصية المتوازنة التي كان محركها إيمانها وعشقها للحياة بين خصوم متنافسين. من خلال العديد من المواقف والأحداث، يعرض لنا الكاتب حقيقة وطبيعة شخصية سيد أهل الجنة.تاريخ ضائع
يعرض الكتاب سردًا زمنيًّا للعصور الذهبية للحضارة الإسلامية وذلك بدءًا من سنة 570 ميلاديًّا، أي مع ميلاد النبي محمد ﷺ، مع بيان صدى ذلك في العصر الحاضر. كتاب تاريخ ضائع يرد حقًّا وينسب فضلًا لرواد أوائل، لن يوفيهم إلا فيض من العرفان والتقدير بذلك الحق وهذا الفضل.أبوفيس
هل ينتصر الشر في أرض كميت السوداء...؟! جولة بين أروقة الزمن لغسترجاع الحلم الضائع والحب المفقود. جولة في قلب الحاضر، ودهاليز المعابد الفرعونية حيث تدور الدوائر فتدب الحياة في التعاويذ السحرية القديمة.. وتفتح أبواب الشر والظلام لتخلف وراءها رمزًا دمويًا غامضًا يُرسم على جباه الضحايا!! سر غامض حار المحققون والنيابة في فك رموزه الغامضة،،، احترس،، تمثال القط الفرعوني يراقبك.إعادة اكتشاف ابن النفيس
يتناول المحقق لهذا العمل مخطوطة نادرة تحت عنوان رسالة الأعضاء للعلامة ابن النفيس التي يطرح خلالها كافة الأعضاء البشرية ودورها ووظائفها من خلال نظريتە «النظرية الغائية» والتي تعني تعليل طبيعة الأعضاء المكونة للجسم البشري.العرب: من مرج دابق إلى سايكس – بيكو (1916-1516)
صدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات كتاب العرب: من مرج دابق إلى سايكس – بيكو (1916-1516) - تحولات بُنى السلطة والمجتمع: من الكيانات والإمارات السلطانية إلى الكيانات الوطنية، ويضم بين دفتيه بحوثًا منتقاة من التي قدمت في مؤتمر عقده المركز بالعنوان نفسه في بيروت، في 21 و22 نيسان/ أبريل 2017، ضمن مؤتمره السنوي للدراسات التاريخية. يتألف الكتاب (1280 صفحة بالقطع الوسط، موثقًا ومفهرسًا) من مقدمة بعنوان "من الدعوة للبحث إلى الاستجابات الممكنة" لوجيه كوثراني، ومحاضرة افتتاحية بعنوان "الدولة العثمانية وأوروبا" ألقاها خالد زيادة، مدير المركز - فرع بيروت، إضافة إلى 36 فصلًا، وُزّعت على سبعة أقسام. في مسألة الخلافة العثمانية جاء القسم الأول بعنوان "في مسألة الخلافة العثمانية: متى وكيف؟"، ويتضمن أربعة فصول. في الفصل الأول، "في إشكالية نسبة الخلافة إلى السلطنة العثمانية: بين التاريخ والأسطورة"، أسهم وجيه كوثراني في تفكيك قصة الخلافة ونسبتها إلى الأسرة العثمانية، مشددًا على خلو المصادر المعاصرة للسلطانَين سليم وسليمان من ذكر خبر تنازل آخر خليفة عباسي عن الخلافة للسلطان سليم؛ الأمر الذي يعني أن القصة وُضعت لاحقًا وفي سياق تاريخي اتّسم بظروف انهزام السلطنة في حرب القرم وانعقاد معاهدة كوتشوك كاينارسا وملابساتها ووطأة صوغ بنودها، حتى أسطرتها في سياسات عبد الحميد ونُخَب إسلامية على امتداد العالم الإسلامي. أما أحمد إبراهيم أبو شوك في الفصل الثاني، "الخلافة العثمانية في نصف قرنها الأخير (1874-1924): صراع السلطة وجدل المصطلح"، فيتعقب مصطلح الخلافة واستخداماته في الربع الأخير من القرن التاسع عشر ومطالع القرن العشرين، ويتوقف عند استخدامات رشيد رضا ومواقفه من تطورات المسألة وتحولاتها. ثم يركز نور الدين ثنيو في الفصل الثالث، "سقوط الخلافة .. وبداية إشكالية ’القومي‘ و’الإسلامي‘"، على الدلالات السياسية والتداعيات المصيرية الكبرى لعملية سقوط الخلافة بوصفها إمبراطورية، وإلغائها في عام 1924، التي تجلت في ظهور وتكوّن تيارين سياسيين: الإسلامي والقومي. ويختم هذا القسم صاحب عالم الأعظمي الندوي في الفصل الرابع، "موقف مسلمي الهند من حركة الجامعة الإسلامية وتأثيرها في حركة الخلافة في الهند: دراسة تاريخية في ضوء المصادر الهندية والوثائق البريطانية"، بحديثه عن أن مسألة الخلافة أثارت حراكًا لافتًا، وربما أوسع، بين مسلمي الهند، فكان لها تأثيرها الحراكي في نشوء حركة الخلافة، كما يرى أن هذا الحراك ترك نمطًا معينًا من العمل السياسي حاول مسلمو الهند السير عليه قبل استقلال الهند وبعده. التاريخ العثماني والتواريخ العربية: المشرق والجزيرة في حين يضم القسم الثاني، "التاريخ العثماني والتواريخ العربية المحلية في المشرق العربي والجزيرة"، ستة فصول. يفتتحه سيّار الجميل في الفصل الخامس، "كيف نقرأ تاريخ العرب الحديث 1516-1916؟ إعادة الرؤية في أبعاد التكوين"، ويقدم فيه إعادةً للرؤية في أبعاد تكوُّن هذا التاريخ؛ فتاريخ العرب في العهد العثماني ليس تاريخًا عثمانيًا، بل تاريخ العرب الذين احتفظوا بشخصيتهم الاجتماعية والحضرية والثقافية. ثم يشرح صبري فالح الحمدي في الفصل السادس، "أشراف مكة والعلاقة بالدولة العثمانية عبر التأريخ الحديث"، إشكالية العلاقة المركبة بين الأمير الشريف والسلطان، حيث يخترق مجال هذه العلاقة تجاذبات يقوم حراكها على التنافس بين الأمراء، من جهة، ومداخلات الولاة الوسطاء في جدة ومصر وبلاد الشام، من جهة أخرى. ثم تتخصص الفصول الأربعة التالية في دراسة حالات منتقاة من المنطقة المبحوثة، يبدؤها حسين بن عبد الله العَمري في الفصل السابع، "اليمن: ولاية عثمانية (1289-1337هـ/ 1918-1872م" في حديثه عن اليمن، ويعالج فيه دور الإصلاح والمقاومة بقيادة الإمام المنصور بن يحيى حميد الدين وابنه يحيى، حيث يعتبر اتفاق دعّان في عام 1911 ممهدًا لاستقلال ولاية اليمن في آخر الحرب العالمية الأولى. ثم عُمان، تناولها ناصر بن سيف بن عامر السعدي في الفصل الثامن، "نشأة الدولة في عُمان عام 1034هـ/ 1624م: دراسة في التحولات السياسية والاجتماعية في العهد العثماني"، مؤرخًا نشأة الدولة في عُمان، ومركّزًا على دراسة التحولات السياسية والاجتماعية في العهد العثماني، ومبرزًا على نحو أساسي طبيعة الأسس والمرجعيات التي قامت عليها شرعية النظام السياسي في عمان، مثل قيم الانتخاب والشورى ودور أهل الحل والعقد والعلاقة بين شيوخ القبائل وأهل العلم. أما العراق فجرت دراسته في الفصل التاسع، "الدولة الوطنية العراقية في عام 1921: جذور التأسيس العثماني"، حيث يقول فيه جميل موسى النجار إن تشكيل البريطانيين للدولة الوطنية العراقية لم يكن مصطنعًا لحدود سيادة وطنية، أي إفرازًا لسايكس - بيكو، بل كان ذلك مخاضًا لولادة دولة تكونت جغرافيتها السياسية في الرحم العثماني واتضحت معالمها في العهد الأخير من عهود الحكم العثماني في ولايات بغداد والبصرة والموصل. وأخيرًا وفي العراق أيضًا، يدرس نهار محمد نوري في الفصل العاشر، "النزعات العراقوية ومدلولاتها في أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين: دحض فرضية الدولة المصطنعة"، نزعات البزوغ الهوياتي الجنيني الذي رافق حقبة الإدارة العثمانية لولايات العراق تاريخيًا. التاريخ العثماني والتواريخ العربية: البلدان المغاربية ينتقل القسم الثالث لتناول البلدان المغاربية، "التاريخ العثماني والتواريخ العربية المحلية في البلدان المغاربية"، ويتضمن ستة فصول. جاء أولها عن الجزائر في الفصل الحادي عشر، "الجزائر العثمانية في الذاكرة التاريخية: إشكالية السيادة الجزائرية في العهد العثماني"، ويطرح فيه ناصر الدين سعيدوني نظرة جديدة إلى إشكالية السيادة الجزائرية من خلال تجاوز التعارض المصطنع بين الخصوصية كأساس لتميز الدولة القُطرية والأخذ بالعوامل المشتركة التي تأسست عليها الرابطة العثمانية. أما لطفي بن ميلاد في الفصل الثاني عشر، "الغرب الإسلامي وموقفه إزاء صعود السلطنة العثمانية وحضورها في المتوسط 856-942هـ/ 1453-1535م (قراءة جديدة في جذور الاتصال ومواقف السلطة والنخبة)"، فيعالج إشكاليات السياسة العثمانية المبكرة في المتوسط عمومًا، متسائلًا عن حقيقة التدخل العثماني في غرب المتوسط وهدفه. في حين يتناول عبد الحي الخيلي في الفصل الثالث عشر، "أزمة المركز العثماني وإرهاصات تأسيس الدول المستقلة في البلدان المغاربية بين القرنين السابع عشر والتاسع عشر"، موضحًا أن الحماية العثمانية لشمال أفريقيا في الصراع العثماني – الإسباني لم تكن العامل الممهد للسيادات الوطنية، بل أزمة السلطة المركزية وبداية التراجع الفعلي للعلاقة بين الباب العالي والولايات المغاربية. ثم ينتقل محمد المريمي إلى الحديث عن البلاد التونسية في الفصل الرابع عشر، "البلاد التونسية والمرحلة الانتقالية بين عامي 1574 و1637"، ويعالج فيه إشكالية الانتقال السياسي في تونس من دولة حفصية استقرت أكثر من ثلاثة قرون تحت حُكُم أرستقراطية حفصية، إلى دولة البايات الذين أسسوا حكمًا شبه وطني. أما المغرب فدرسه أنيس عبد الخالق محمود في الفصل الخامس عشر، "العلاقات السياسية بين الدولة العثمانية والمغرب السعدي: دراسة في إشكالية ’التجاور - التبعية - الاستقلال‘ (1550-1603)"، ويفترض فيه أن الدولة العثمانية لم تكن لديها خطة أو نية واضحة لضم المغرب، بل كان كل ما تسعى إليه تحقيق أحد أمريْن: أن يخضع المغرب السعدي لسلطتها طوعًا، أو إقامة نوع من التحالف الذي يضمن احتواء المغرب وولاءه في ظل صراعها مع إسبانيا والبرتغال. ويختم صالح علواني في الفصل السادس عشر، "بلاد المغارب ما بين عامي 1518 و1920: مجال فريد لتقاطعات المحورين ’مشرق – مغرب‘ و’شمال – جنوب‘ وتأثيراتها الاجتماعية والسياسية والثقافية"، ويخلُص إلى أن الدول المغاربية بدأت تتشكّل مع نهاية القرن السادس عشر في رحم الصراعات والمبادلات مع الضفة الشمالية للبحر المتوسط، وفي ظل الحضور الفاعل للسلطنة العثمانية وتأثيره في تشكيل التاريخ الحديث لكيانات مثل الإيالتين التونسية والجزائرية. عثمنة واستقلال وتغلغل غربي يأتي الحديث عن علاقة الغرب بالدول العربية في القسم الرابع، "جدل العلاقة بين العثمنة والاستقلال والتغلغل الغربي"، وفيه سبعة فصول. بدأه محمد مرقطن في الفصل السابع عشر، "الرحالة الغربيون والاكتشافات الأثرية في فلسطين والتمهيد للمشروع الصهيوني (1800–1914)"، بعرض المادة التاريخية التي تحتويها كتب الرحّالة والدوافع الحقيقية وراء رحلاتهم إلى فلسطين. ثم ينتقل ليث مجيد حسين في الفصل الثامن عشر، "خط سكة حديد برلين - بغداد: المطامع الاقتصادية والعلمية لألمانيا القيصرية في العراق"، للحديث عن التغلغل الألماني عبر مشروع سكة حديد برلين - بغداد – البصرة، ويقدم دراسة مركزة اعتمادًا على الوثائق الألمانية. في حين جاء الفصل التاسع عشر، "التغلغل الألماني في الدولة العثمانية من خلال الاستشراق: دراسة في الوظائف والأدوار في الربع الأخير من القرن التاسع عشر"، عن التغلغل الألماني أيضًا وفيه يحاول أمجد أحمد الزعبيد أن يربط ما بين الاستشراق الألماني والتغلغل السياسي - الاقتصادي مركّزًا على محاور من شأنها الاستدلال على خدمة الاستشراق للمصالح الألمانية من خلال صورٍ ومفاهيم وأنماطٍ من التفكير حول الشرق ودراسات حول المسألة الشرقية. وفي الإطار ذاته جاء الفصل العشرون، "الاستشراق والسياسة: أرمنيوس فامبيري والدولة العثمانية (مقاربة تاريخية)"، لزكريا صادق الرفاعي ويثير فيه إشكالية الدور الذي يقوم به بعض المستشرقين في خدمة السياسات الكولونيالية، فيدرس مثال المستشرق أرمنيوس فامبيري الذي استطاع عبر خبرته وقدراته على بناء شبكة علاقات واسعة مع أطراف العالم الإسلامي من آسيا الوسطى إلى إسطنبول، أن يوطّد علاقته المباشرة بالسلطان عبد الحميد. أما فدوى عبد الرحمن علي طه في الفصل الحادي والعشرين، "السياسة البريطانية في السودان (1821-1914): أساليب محاصرة الحضور العثماني والنفوذ المصري وتصفيتهما في السودان"، فدرست كيف استطاعت بريطانيا محاصرة الحضور العثماني والنفوذ المصري في السودان بدءًا من عام 1921 حتى انتهى الأمر بانفرادها في حكمه، مستخدمةً أساليب سياسية وعسكرية ودبلوماسية، لا سيما بعد القضاء على ثورة المهدي. وفي السودان أيضًا، تحدّث قيصر موسى الزين في الفصل الثاني والعشرين، "التحولات بين التعريب الثقافي والتتريك العثماني في سياق سياسي متغير في أطراف العالم العربي: حالة السودان في الفترة 1504–1885"، وحاول البرهنة على أن التأثيرات التركية الثقافية والاجتماعية نتجت في الأساس من الاحتكاك السياسي - العسكري في الفترة التركية الأولى (قبل دخول محمد علي باشا السودان عام 1821)، في حين كانت الفترة الثانية (1821–1885) أكثر تأثيرًا وأوسع نطاقًا وعمقًا، ففيها دخلت مجموعة كبيرة نسبيًا من الأتراك بصيغة عسكريين ووظيفيين وأصحاب مهن. وتختم أمل غزال هذا القسم في الفصل الثالث والعشرين، "شمال أفريقيا من حرب طرابلس إلى الحرب العالمية الأولى: بين الاستقلال والاتحاد العثماني (وادي ميزاب مثالًا)"، بطرحها أبعادًا تتعلق بالتأريخ للحراك السياسي في بلاد المغاربة، كضرورة إيجاد سردية واحدة تربط بين الاحتلال الإيطالي لطرابلس الغرب عام 1911 ومجريات الحرب العالمية الأولى، وإعادة الاحتلال الإيطالي اهتمام الناشطين السياسيين المغاربة، وتحديدًا في الجزائر وتونس، بمسألة الاتحاد العثماني. السلطنة والمجتمع الأهلي العربي في حين يأتي القسم الخامس للحديث عن ما يمكن تسميته المجتمع الأهلي العربي، بعنوان "السلطنة العثمانية ومسائل من المجتمع الأهلي العربي"، في أربعة فصول. يبدأ فاضل بيات في الفصل الرابع والعشرين، "الزعامات المحلية العربية وتعامل الدولة العثمانية معها: رؤية جديدة في ضوء الوثائق العثمانية"، بتقديمه رؤية جديدة في ضوء الوثائق العثمانية عن أنماط الزعامات العربية وأساليب التعامل معها، معددًا زعامات كانت تتمتع باستقلال ذاتي في شكل حكومات، وزعامات ذات طابع ديني - سياسي، وزعامات ذات طابعالجذور والتراب: حوار عن القدس والمنفى والعودة الصعبة
يندرج كتاب الجذور والتراب: حوار عن القدس والمنفى والعودة الصعبة، الصادر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، في سياق الحوارات الفلسطينية التي تستعيد، من خلال رواية الذاكرة، محطات من التاريخ الفلسطيني المعاصر. وفي هذا الحوار، يتحدث محمد أبو ميزر (أبو حاتم) إلى صقر أبو فخر عن وقائع مهمة في حياته النضالية، ويروي تفصيلات أيامه منذ أن أطل على الدنيا في القدس حتى عودته الموقتة إليها بعد غياب قسري طال أربعين سنة. يسرد أبو ميزر بواكير وعيه السياسي، وقصة انتمائه إلى حزب البعث العربي الاشتراكي، ثم إلى حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) وتسلمه مهمات الإعلام ثم العلاقات الخارجية فيها. يكشف هذا الحوار كثيرًا من الزوايا الظليلة في تجربة حركة فتح، ويميط اللثام عن بعض الأسرار المتوارية استنادًا إلى التجربة الشخصية الطويلة لأبو حاتم في إطار الحركة، ثم يستعيد وقائع وحوادث وسِيَر أشخاص كان لهم الشأن البارز في الحركة الوطنية الفلسطينية المعاصرة. وعي سياسي وبعث عربي يتألف هذا الكتاب (236 صفحة بالقطع الوسط، موثقًا ومفهرسًا) من 14 فصلًا. في الفصل الأول، "البدايات والمؤثرات الأولى"، يتحدث أبو ميزر عن طفولته في الخليل، وانتقال العائلة إلى القدس بعد موت والده سليمان، ثم العودة إلى الخليل، فالعودة ثانية إلى القدس، وأثر هذا التنقل في نفسه، ثم بداية تفتح وعيه السياسي في القدس. ويسترجع أبو ميزر، في الفصل الثاني، "ذكريات الدراسة وبواكير الوعي القومي"، ذكرياته في حارة النصارى بالقدس، ودراسته في الكلية الرشيدية التي كانت المدرسة الثانية من حيث المستوى العلمي بعد الكلية العربية. أما في الفصل الثالث، "الوعي السياسي الجديد"، فيتذكر أبو ميزر كيف قاده وعيه السياسي في تلك الفترة إلى الانخراط في حزب البعث، حين كان النضال الوطني في ذروة توهجه، كما يقول، وكانت المعارك السياسية محتدمة جدًا على مستوى المواقف وعلى مستوى الأفكار، وحين كان مقتنعًا بعدم وجود مسألة تدعى قضية فلسطين منفردة، بل ثمة قضية العرب في فلسطين، و"كانت ثقافتنا تقول إن الهدف من احتلال فلسطين وإقامة الكيان الصهيوني في فلسطين ليس فلسطين وحدها، وإنما تأسيس قاعدة للهيمنة على المنطقة العربية كلها". الثقافة واختيار البعث في الفصل الرابع، "مرض القدس"، يتحدث أبو ميزر عن عودته إلى القدس في عام 1997، بعد مرور أربعين عامًا على مغادرتها، وعن التغيير الهائل الذي شهده في المدينة بعد هذه المدة الطويلة، إلا القدس القديمة التي، في نظره، "لم يطرأ عليها أي شيء، ولم أكتشف أي جديد إلا المصلّى المرواني الذي لم أكن أعرفه. وقد أيقظت زيارتي تلك ذكريات قديمة. صدقني أنني شعرت بهراوات الشرطة تنزل على أكتافي وعلى رأسي". ويعود أبو ميزر، في الفصل الخامس، "الثقافة والمكان"، إلى أول الكتب التي قرأها، إلى بداياته الفكرية. يقول: "لم نقرأ لا التوراة ولا الأناجيل، ولم نقرأ أي شيء يتعلق بالعدو الصهيوني، فقد كانت القراءة عن إسرائيل محرمًا من المحرمات. وكان محرمًا حتى الاستماع إلى الإذاعة الإسرائيلية. قرأنا عن مؤسس الحركة الصهيونية تيودور هرتزل وعن كتاب دولة اليهود، لكن من شبه المحال أن نعثر على مَن قرأ بالعربية كتابه دولة اليهود قبل عام 1975"؛ فالثقافة العامة والاتجاه الوطني العام حرما قراءته. كما تطرق إلى الشخصيات الفلسطينية التي كانت تمثل قدوة في تلك المرحلة، مثل بهجت أبو غربية وجميل أبو ميزر وتوفيق أبو السعود والأنبا ياكوبس وعبد الله نعواس وعبد الله الريماوي. أما الفصل السادس، "البعث"، فكان مجالًا يتذكر فيه أبو ميزر انضمامه إلى حزب البعث، والمؤثرات التي ساهمت في بلورة وعيه السياسي الذي جعله يختار هذا الحزب. الفتح بعد البعث في الفصل السابع، "القاهرة"، يتذكر أبو ميزر لقاءه بميشيل عفلق في القاهرة في عام 1959، وعلاقاته بالبعثيين، وتعرفه بأكرم الحوراني في باريس، وعلاقته بحركة القوميين العرب. ويسترجع أبو ميزر، في الفصل الثامن، "المرحلة الجديدة"، ذكرياته في أيام العدوان الثلاثي على مصر، وعلاقته ضمن رابطة الطلاب الفلسطينيين حين كان طالبًا بعثيًا ثم حين صار ممثلًا لحزب البعث فيها. ويتحدث عن عدم أهمية مسألة الانتماء الإثني أو الطائفي آنذاك. ويقول أبو ميزر، في الفصل التاسع، "الفتح بعد البعث"، إنه ترك البعث لأنه كان ضد انفصال سورية عن مصر الذي أيده بعض البعثيين أمثال أكرم الحوراني وصلاح البيطار، وبسبب خيبته من موقف قيادة حزب البعث التي تخلت عنه حين اتهمته السلطات الملكية الليبية بالتخطيط لانقلاب ضد الملك، ويتذكر أنه سمع بـحركة فتح أول مرة في الكويت في عام 1962، من فاروق القدومي، ويتحدث عن لقائه بياسر عرفات، ثم انضمامه إلى الحركة. حساب الجُمّل في الفصل العاشر، "حساب الجُمل والأفكار القيامية"، يركز أبو ميزر كلامه على محمود أبو الفخر، الذي كان متدينًا ومحترمًا، ومهتمًا بتحليل الحوادث من خلال الأرقام والآيات القرآنية، أو حساب الجمل الذي من خلاله حدّد تاريخ انهيار إسرائيل، واليوم الذي ستنهار فيه، والساعة التي ستنهار فيها أيضًا، وحددها في عام 1974. كما يتذكر تفصيلات علاقته بحركة فتح، ونشوء هيكلها الثوري في عام 1962، وانطلاقتها المسلحة. ويتحدث أبو ميزر، في الفصل الحادي عشر، "التجربة الجزائرية"، عن علاقته بالثورة الجزائرية وافتتاح مكتبي فتح وفلسطين في الجزائر، والأثر الإيجابي لانقلاب هواري بومدين في علاقة فتح بالسلطة الجزائرية. أما الفصل الثاني عشر، "من الجزائر إلى دمشق: الانغمار في الثورة الفلسطينية"، فيعود فيه أبو ميزر بالذاكرة إلى انتقاله من الجزائر إلى دمشق، وتوليه مسؤولية العلاقة بالجزائر والعراق وسورية، وتأليف اللجنة المركزية الأولى لحركة فتح، واندماج الهيئة العاملة لدعم الثورة الفلسطينية – أو تنظيم عصام السرطاوي – في فتح. بيان الدولة الديمقراطية في الفصل الثالث عشر، "باريس والدولة الديمقراطية العَلمانية"، يتحدث أبو ميزر عن أيامه في باريس في سنة 1968 في خضم ثورة الطلاب التي ساهمت في تأسيس اليسار الأوروبي الجديد ومفاهيمه الثورية، وكان أول ممثل لحركة فتح في أوروبا، وأسس في باريس "اللجنة العربية من أجل فلسطين". كما يتذكر صوغه إعلان "الدولة الديمقراطية الفلسطينية" وتسليمه إلى وكالة الصحافة الفرنسية التي نشرته في 31 كانون الثاني/ ديسمبر 1968، وإشكالية كلمة "العلمانية" التي وردت فيه. ويتذكر أبو ميزر، في الفصل الرابع عشر والأخير، "العودة إلى المشرق"، مغادرته باريس في خريف 1969، ومعارك أيلول/ سبتمبر 1970، وموقفه الرافض للعمليات الخارجية التي نفذها وديع حداد وأيلول الأسود، وتدفق المقاتلين الفلسطينيين من الأردن إلى لبنان، ومسألة الانشقاقات في فتح، ومساهمته في سنة 1972 في تأليف "الجبهة العربية المشاركة في الثورة الفلسطينية" التي كان يقودها كمال جنبلاط.تاريخ الإسماعيليين الحديث
شهد الإسماعيليون تاريخاً طويلاً معقداً وحافلاً بالأحداث نشأ في التقليد الشيعي الإمامي من الإسلام وتعود بداياته إلى القرن الثامن الميلادي. وفي العصور الوسطى انقسم الإسماعيليون إلى جماعتين رئيسيتين اتبعت كلٌ منهما خطّاً مختلفاً من الأئمّة أو القادة الروحيين. وأصبح للقسم الأكبر من الإسماعيليين، وهم النزاريون، خطاً من الأئمّة يتمثّل في الأزمنة الحديثة بالآغاخانات، بينما خضع الإسماعيليون الطيبيون، المعروفين بالبهرة في جنوب آسيا، لقيادة دعاة (كانوا نواباً لأئمّتهم المستترين). تمثّل هذه المجموعة من الدراسات أول محاولة بحثية علمية لإجراء مسح شاملٍ للتاريخ الحديث لفرعي الإسماعيليين منذ منتصف القرن التاسع عشر. وهي تُغطّي، بالنسبة إلى الإسماعيليين النزاريين، قضايا موضوعية وموضوعات متنوّعة، كما تمّ تخصيص قسم مستقلّ للتاريخ الحديث للبهرة الطيبيين والتطوّرات التي حصلت ضمن هذه الجماعة. فرهاد دفتري مدير مشارك لـ"معهد الدراسات الإسماعيلية" في لندن. يمثّل مرجعاً في الدراسات الإسماعيلية. من إصداراته عن دار الساقي: "الإسماعيليون: تاريخهم وعقائدهم"، "تاريخ الإسماعيليين الحديث"، معجم التاريخ الإسماعيلي".أوضاع اللغة العربية في القرن الأفريقي: تقاطعات الدين والهوية والإثنية
في كتابهما الفلسطينيون في العالم: دراسة ديموغرافية الصادر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، يبحث يوسف كرباج وحلا نوفل في الجوانب الديموغرافية للفلسطينيين في العالم، التي تتأثر بالعوامل الجيوسياسية والاقتصادية. إن التحليل الديموغرافي في هذا الكتاب هو القياس الموضوعي للحقائق الديموغرافية المتعلقة بماضي الفلسطينيين وحاضرهم، ويوفر مسارات علمية للتنبؤ بمستقبلهم الديموغرافي، محاولًا التعرف إلى تيارات الهجرة التي شكلت مجتمعات فلسطينية في المهاجر، وساعيًا - بقدر توافر المعطيات الضرورية - إلى تقديم إسقاطات ديموغرافية لعدد الفلسطينيين في العالم بحلول عام 2050، من دون إغفال دراسة السمات الخاصة بالمجتمع الفلسطيني في كل بلد من بلدان العالم. في فلسطين وإسرائيل والشتات يتألف الكتاب (296 صفحة بالقطع الوسط، موثقًا ومفهرسًا) من 12 فصلًا. يتناول المؤلفان في الفصل الأول، "دولة فلسطين: أكبر عدد من الفلسطينيين على الرغم من الكارثة"، ديموغرافيًا الصراع بين الفلسطينيين وإسرائيل، والتحول الديموغرافي بين الفلسطينيين، والخاصية الديموغرافية لكل من قطاع غزة والقدس والمستوطنات الإسرائيلية، وكيف سيكون الوضع في فلسطين التاريخية وفي الضفة الغربية وقطاع غزة. وفي الفصل الثاني، "الفلسطينيون في إسرائيل"، يقول المؤلفان إنه من المستحيل التنبؤ بالمستقبل، لكن إذ بدا من شبه المؤكد أن الترحيل أمرٌ لا يمكن تصوّره في ضوء الكتلة الديموغرافية الكبيرة الموجودة الآن، وفي سياق النمو الديموغرافي المحتوم، يُخشى من أن تكون المناطق التي فيها عدد كبير من السكان الفلسطينيين، مثل الجليل والمثلث، خاضعة لشكل من أشكال العزل يشبه إلى حدٍّ بعيد السيطرة المعززة، مثلما حصل في جنوب أفريقيا خلال الأيام السيئة للفصل العنصري. أما في الفصل الثالث، "الأردن: العدد الأكبر من الفلسطينيين في الشتات"، فيرى المؤلفان أن قضية عدد الفلسطينيين في الأردن أمرٌ أساسي بالنسبة إلى الفلسطينيين أنفسهم، وبالنسبة إلى الإسرائيليين القلقين في بعض الأحيان من أجل العثور على وطن بديل للفلسطينيين خارج الضفة الغربية. وقد تبيّن أن الفلسطينيين كانوا أبعد من أن يمثلوا الأغلبية العظمى من سكان الأردن، حتى مع مساهمة الفلسطينيين الأجانب. ومع أقصى قدر ممكن من الموضوعية، وعلى الرغم من عدم دقة البيانات، أظهر بحثهما أن الفلسطينيين يمثّلون عنصرًا أساسيًا في الأردن، لكنه العنصر الذي لا يرغب في السيطرة على كل شيء. وهذا الأمر مفيد للعلاقات الجيدة بينهم من خلال نزع فتيل الأوهام التي تنتشر في الكثير من الأحيان. في سورية ولبنان ومصر في الفصل الرابع، "الفلسطينيون في سورية: من الاستقرار إلى التهجير الثاني"، يقول كرباج ونوفل إن أوساطًا فلسطينية تتخوف من استغلال سعي الفلسطينيين للهجرة إلى أي دولة أوروبية من أجل البحث عن استقرار جديد بعد الاستقرار الذي فقدوه في سورية من جرّاء الحرب المستمرة، في مقابل التخلي عن حق العودة، وإن كان سيتم ذلك عمليًا عندما تستقر الأسر الفلسطينية هناك. ويتوقع المؤلفان أن يصل عدد الفلسطينيين في سورية إلى مليون ومئتَي ألف في عام 2050. كما بيّنا أنّ عددهم انخفض كثيرًا بسبب انخفاض الخصوبة ونزوحهم إلى بلدان متعددة من المحتمل جدًا ألَّا يعودوا منها، فتكون هجرتهم نهائية. وفي الفصل الخامس، "الفلسطينيون في لبنان: من حق العودة إلى حق الهجرة"، يلاحظ المؤلفان أن الثقل الديموغرافي للفلسطينيين في لبنان ما عاد كما كان عليه في بداية اللجوء؛ حيث مثّل اللاجئون الفلسطينيون في عام 1948 نحو 10 في المئة من السكان في لبنان، إلا أنهم باتوا يمثّلون 5.5 في المئة من مجمل السكان في نهاية عام 2017. وبعد مرور 69 عامًا على وجودهم في لبنان، لا يزالون محرومين من حقوقهم في التعليم والطبابة والعمل والضمان الصحي والاجتماعي والتملك، تحت غطاء رفض التوطين والحق في العودة. أما في الفصل السادس، "الفلسطينيون في مصر: من الاندماج إلى النسيان"، فيقدر المؤلفان العدد الحالي للفلسطينيين في مصر بما يراوح بين 30 و100 ألف نسمة، ومع قلة عددهم وانتشارهم في جميع أنحاء البلاد، يبدون بمنزلة نقطة صغيرة في "بحر" المصريين (أكثر من 92 مليون نسمة في نهاية عام 2016). في العراق والخليج في الفصل السابع، "الفلسطينيون في العراق: أرض استضافة متواضعة للفلسطينيين"، يرى المؤلفان أن عدد الفلسطينيين في العراق انخفض تحت عتبة ديموغرافية متدنية جدًا إلى درجة بات انقراضهم على المدى الطويل أو القصير محتّمًا. ومن المؤكد أن إمكانات نموّهم الديموغرافي تداعت على نحو ملحوظ (تدنّي نسبتَي الزواج والولادة). لكن الهجرة إلى خارج العراق هي التي ستشكل "الضربة القاضية". وسيكون انقراض المجتمع الفلسطيني في العراق احتمالًا قويًا بحلول عام 2050. وفي الفصل الثامن، "الفلسطينيون في دول الخليج العربية: نخبة مثقفة ومختارة"، يقول المؤلفان إن للفلسطينيين في منطقة الخليج العربي أهمية خاصة بالنسبة إلى دول الشتات الفلسطيني، "ولا يتعلق الأمر بأهميتهم العددية؛ إذ إن وزنهم الديموغرافي ليس كبيرًا، مقارنة بالبلدان الأخرى من الشتات، خصوصًا أنهم ينتشرون في ست دول، لكن قد يكون ضروريًا الإشارة إلى دورهم الاقتصادي، وبدرجات معيّنة تأثيرهم السياسي في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية". في غرب أوروبا وشمالها يضم الفصل التاسع، "الفلسطينيون في أوروبا الغربية (فرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا)"، دراسة ثلاث دول فقط من دول أوروبا الغربية؛ للأسباب الآتية: أولًا، علاقة فرنسا الخاصة بفلسطين وأهمية فرنسا في الجغرافيا السياسية للشرق الأوسط وفي حل القضية الفلسطينية. ثانيًا، الجهود التي بذلها المجتمع الفلسطيني في المملكة المتحدة لتأسيس مؤسسات تهدف إلى حماية مصالحه السياسية والاجتماعية. ثالثًا، الأنموذج الذي تقدمه ألمانيا لفهم الحقائق الديموغرافية المتعلقة بسكانها الأجانب، ولا سيما الفلسطينيين، بسبب وفرة البيانات الكمية عن الجوانب الأساسية لديناميتهم الديموغرافية، فضلًا عن أن العدد الأكبر من الفلسطينيين في أوروبا يعيش فيها. في الفصل العاشر، "الفلسطينيون في بلدان شمال أوروبا"، يبحث المؤلفان في أحوال الفلسطينيين في السويد والدنمارك والنرويج وأيسلندا وفنلندا. ومع أن المجتمعات الفلسطينية في هذه البلدان ليست كبيرة، فإنها تكتسب أهمية سياسية ورمزية؛ بالنظر إلى أن السويد كانت من بين عدد قليل من دول أوروبا الغربية التي اعترفت بدولة فلسطين. وقد برز اندماج عدد من الفلسطينيين في الدنمارك، خصوصًا في المجال السياسي، مع برلمانيين وأعضاء في المجالس البلدية، في حين يتناقض، بوضوح، اهتمام النرويج بالقضية الفلسطينية في الشرق الأوسط مع مصير الفلسطينيين الذين تمكنوا من اللجوء إليها. وفي هذا السياق تُعتبر أيسلندا أول دولة أوروبية اعترفت بدولة فلسطين وأقامت علاقات دبلوماسية معها. في الولايات المتحدة وتشيلي في الفصل الحادي عشر، "الفلسطينيون في الولايات المتحدة الأميركية: بين الاندماج والشعور بالانتماء"، يرى المؤلفان أنه على الرغم من عدم توافر معطيات دقيقة عن الفلسطينيين في الولايات المتحدة فإنه يُستشف من التقديرات المتوافرة أن عددهم تزايد من نحو 200 ألف نسمة في عام 1988 إلى نحو 236 ألف نسمة في عام 2005، ويُقدّر حاليًا بنحو 310 آلاف نسمة. وفي انتظار نتائج تعداد السكان الفلسطينيين المرتقب تنفيذه، وفي ضوء الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية السائدة في الولايات المتحدة، يمكن توقع تطور عدد الفلسطينيين، حيث يصل إلى 344 ألف نسمة نحو عام 2025، وإلى 441 ألف نسمة بحلول عام 2050. أما في الفصل الثاني عشر، "الفلسطينيون في تشيلي: أهمية رمزية وسياسية"، فيرى المؤلفان أن العدد الكبير للمنظمات الفلسطينية في تشيلي يُعدُّ ميزة، فضلًا عن انتماء الفلسطينيين إلى الطبقات الأكثر تعليمًا في المجتمع. ويشكل الحفاظ على منزلتهم الاجتماعية المرتفعة وتركزهم الجغرافي في أماكن محددة جدًا في البلد وفي المدن، ميزة أخرى من شأنها أن تجعل من الممكن، من خلال تقنيات ملائمة غير معقدة، التعرف إلى هؤلاء السكان، من دون المخاطرة بازدواجية العد والحذف.التنويع الاقتصادي في دول الخليج العربي
صدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات كتاب التنويع الاقتصادي في دول الخليج العربية، ويضم مجموعة مختارة من بحوث تتناول شؤون التنويع الاقتصادي وشجونه في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، قُدّمت في منتدى دراسات الخليج والجزيرة العربية الذي عقده المركز في الدوحة بين 3 و5 كانون الأول/ ديسمبر 2016. تعالج هذه البحوث جملة من القضايا المتصلة بموضوع التنويع الاقتصادي في دول مجلس التعاون، بدءًا بخططه وإستراتيجياته، مرورًا بدور العمالة والقوى العاملة فيه، وصولًا إلى مستقبل التنويع الاقتصادي في دول مجلس التعاون، استنادًا إلى التحديات التي تواجهها، وحاجتها إلى اعتماد أنموذج تنموي جديد، بعيدًا من نظم الريع الاقتصادية التقليدية. يتألف الكتاب (335 صفحة بالقطع الوسط، موثقًا ومفهرسًا) من ثلاثة أقسام، تقع ضمنها تسع دراسات. بعيدًا من النفط في القسم الأول، "خطط التنويع الاقتصادي وإستراتيجياته"، أربعة فصول. في الفصل الأول، "تحديات انهيار أسعار النفط وإستراتيجيات التنويع الاقتصادي في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية"، يرى خالد راشد الخاطر أن انخفاض أسعار النفط العالمية يعود بالدرجة الأولى إلى زيادة العرض في السوق العالمية في مقابل انخفاض الطلب، وأن دول الخليج تأثرت سلبًا بالانخفاض الناجم عن ارتفاع العجز في ميزانياتها، وإطالة أمد الانكماش الاقتصادي. ويبيّن أنها لم تستفد من الانخفاضات السابقة كي تحد من الانكشاف تجاه صدمات النفط، مقترحًا إصلاح السياسات الاقتصادية، وبناء رأس مال بشري، وإصلاح القطاعين العام والخاص، وبناء قاعدة صناعية بعيدة من النفط. في الفصل الثاني، "تحديات ’الرؤية المستقبلية - عُمان 2020‘ وآفاقها: قراءة تحليلية"، يرى يوسف بن حمد البلوشي أن اكتشاف النفط ساهم في انتقال المجتمع العماني من الكفاف إلى الوفرة والنماء. ويعالج البلوشي تنامي نطاق دور الحكومة في مجال الإنتاج السلعي والخدمي، والاختلالات التي حدثت في سوق العمل بسبب ضعف مساهمة العمالة الوطنية، وانخفاض مستوى الكفاءة الإنتاجية وعدم قدرتها على مواكبة التطورات المتسارعة في المجال التقني، واستمرار التوسع في استخدام العمالة الوافدة. كما يرى أن الاقتصاد العُماني نجح في زيادة معدلات النمو المستهدفة بين عامَي 1996 و2015، وأن الرؤية تستهدف رفع المساهمة النسبية للقطاعات غير النفطية في إجمالي الناتج المحلي من 65 في المئة في عام 1995 إلى 81 في المئة بحلول عام 2020. فرص وتحديات في الفصل الثالث، "السعودية - ʼرؤية ʽ2030: طموحات وتحديات؟"، يرصد ناصر التميمي سياسات الإصلاح الاقتصادي وتحدياتها في السعودية، ويتابع أثرها من جهة تحقيق التنويع الاقتصادي ودفع عجلة التنمية السعودية بعيدًا من قطاع النفط، وعلى وجه التحديد العقبات السياسية والاقتصادية. كما يناقش الدوافع الأساسية للتنويع الاقتصادي في خطة السعودية 2030، في ظل حالة عدم اليقين في ما يتعلق بحجم عائدات النفط في المستقبل ومستواها. في الفصل الرابع، "تقويم إستراتيجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية نحو التنويع الاقتصادي: الفرص والتحديات"، يبحث حبيب الله بن محمد التركستاني في إستراتيجيات دول المجلس نحو التنويع، مركزًا على مشاركة القطاع الخاص وتوافر الشراكة مع المؤسسات الحكومية، والبحث في ماهية الفرص والتحديات التي تواجه دول مجلس التعاون في سبيل تحقيق هذه المشاركة. ويرى أن ثمة تباينًا حقيقيًا في نسبة مشاركة القطاع الخاص في مجال التنمية الاقتصادية بين دول مجلس التعاون، بسبب نمط الإدارة المركزية المتّبعة في بعضها، والتي أثرت بدورها في دخول القطاع الخاص في شراكة حقيقية مع القطاع الحكومي. العمالة وتحويلاتها في القسم الثاني، "العمالة والقوى العاملة والتنويع الاقتصادي"، ثلاثة فصول. في الفصل الخامس، "هل نجحت المرأة القطرية في ريادة الأعمال؟"، تبحث هند عبد الرحمن المفتاح في أثر مشاركة المرأة القطرية في إدارة المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتتعرف إلى أهم التحديات التي تعرقل ممارستها ريادة الأعمال واستمراريتها وتطويرها، فترى أن المرأة القطرية تمكّنت بسبب الدعم الحكومي في مجالي التعليم والتدريب من الدخول إلى سوق العمل وزيادة مساهمتها في الاقتصاد القطري. في الفصل السادس، "كيف أثّرت العمالة الوافدة في الاقتصاد السعودي واقتصادات دول الخليج العربية؟"، يقول عصام الزامل إن اعتماد السعودية ودول الخليج على العمالة الوافدة أضعف أعمدة النمو الاقتصادي فيها، ما أثّر في التنويع الاقتصادي تأثيرًا مباشرًا. ويرى أن دوافع الدول ومبرراتها لاستقبال العمالة الوافدة قامت على أساس الاستفادة منها في زيادة إيرادات النفط لبناء البنى التحتية لهذه الدول، وتوزيع الثروة ورفع الرفاهية بين المواطنين. في الفصل السابع، "أثر تحويلات العمالة الوافدة في التضخم في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية"، يستقصي دياب علي محمد البري تحويلات العمالة الوافدة في دول مجلس التعاون خلال الأعوام 2000-2014، ولا سيما في أوقات تقلّب أسعار النفط، وتأثيرها في التنويع الاقتصادي لدول المجلس، فيخلص إلى أن هذه التحويلات لا تؤثر في معدلات التضخم المحلية، وأن تحفيز الاستثمارات المحلية للوافدين يساهم في المحافظة على زيادة الإيرادات الحكومية، حتى في حال استمرار تقلّب أسعار النفط. أنموذج مستقبلي في القسم الثالث، "مستقبل التنويع الاقتصادي في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية"، فصلان. في الفصل الثامن، "حقبة ما بعد النفط بدأت بالفعل، فكيف سيواجه الخليج ذلك؟"، يرى ناجي أبي عاد أن دول مجلس التعاون تحتاج إلى إعادة نظر في دورها تجاه تدنّي أسعار النفط، ولا سيما أن كثرًا من صنّاع القرار والمسؤولين والمحللين في هذه الدول يرون في انخفاض أسعار النفط فرصة لدخول حقبة جديدة من التنويع الاقتصادي. وعلى الرغم من تعقيد مسألة حقبة ما بعد النفط، فإن ذلك لا ينفي ضرورة بحث دول مجلس التعاون عن إستراتيجية طويلة الأمد لتنويع اقتصاداتها، مع إدخال أنظمة تعليمية قائمة على المعرفة والموارد البحرية وتقنيات تحلية المياه، خصوصًا في مصادر الطاقة المتجددة. في الفصل التاسع والأخير، "الأنموذج المأمول في متطلبات خطط التنمية وسياساتها لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية"، يطرح علي الزميع تساؤلات مهمة عن الأنموذج التنموي المطلوب تطبيقه لنجاح مسيرة التنمية الشاملة والمستدامة في دول مجلس التعاون، مستحضرًا أوجه الخلل التي تواجه التنمية، مركزًا على الخلل الاقتصادي الذي يعود إلى سيطرة النمط الريعي وسيطرة طبقة من المستثمرين مرتبطة بالطبقة الحاكمة، والذي يعرقل إنتاج أنموذج تنموي جاد وحقيقي. كما يتناول أثر غياب رؤية مجتمعية وسياسية تشاركية وتوافقية في نجاح خطط التنمية، ويناقش أثر مشاركة المجتمع في صوغ هذه الخطط، وتوافر معلومات ومؤشرات اقتصادية، ووجود إدارة عامة مستقلة عن السلطة السياسية للدولة ومحايدة، في تحقيق إصلاح ونمو اقتصاديين حقيقيين.الحياة الحزبية في سوريا: دراسة تاريخية لنشوء الأحزاب السياسية وتطورها 1908-1955
صدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات الطبعة الثانية من كتاب محمد حرب فرزات الحياة الحزبية في سوريا: دراسة تاريخية لنشوء الأحزاب السياسية وتطورها 1908-1955. هذا الكتاب الذي قدّمه فرزات، في الأصل، كرسالة جامعية للتخرج في الجامعة السورية، نشرها في عام 1955 بدمشق، لكن تجاوزت أهميتها حدود المراحل الأولية لرسالة الإجازة الجامعية، لتمثّل مصدرًا أساسيًا لأي باحث تاريخي أو مؤرخ للحياة الحزبية السياسية في تاريخ سوريا الحديث، منذ الانقلاب الدستوري العثماني في عام 1908 حتى عام 1954، فطبعها في كتاب مثّل مصدرًا أساسيًا للتعرف إلى تلك الحياة وخصائصها العامة ومنظومتها الحزبية والجمعياتية للباحثين في التاريخ السياسي السوري الحديث. يتألف الكتاب (295 صفحة بالقطع الوسط، موثقًا ومفهرسًا) من مدخل وتوطئة وثمانية فصول وخاتمة عامة وملاحق للتسلسل التاريخي الزمني للأحداث والوقائع في سوريا في القرن العشرين. الحياة الحزبية في سوريا في العهد العثماني تناول فرزات في مقدمة كتابه الموسومة "مدخل إلى تاريخ سوريا في القرن العشرين"، سوريا تحت الحكم العثماني (1516–1918)، وفي عهد الاستقلال (1918–1920). في حين تطرق في "التوطئة"، بإسهاب، إلى موضوع دراسته، ومفهوم الحزب السياسي، والمذاهب السياسية الرئيسة وطرائقها الحزبية، والصفات العامة للحياة الحزبية في سوريا. يتكلم فرزات في الفصل الأول بعنوان "الحياة الحزبية في سوريا في العهد العثماني"، عن نشاط الجمعيات والأحزاب بين إعلان الدستور والحرب العالمية الأولى، مسلّطًا الضوء على جمعية الإخاء العربي العثماني، والمنتدى الأدبي، وحزب اللامركزية الإدارية العثماني، ومؤتمر باريس العربي (1913) وأهدافه، والنشاط السياسي السري في سوريا، متحدثًا عن جمعية العهد وجمعية العربية الفتاة، وموقف الهيئات العربية في الحرب العالمية الأولى، ومميزات الحياة الحزبية في العهد العثماني. وبحسبه، لم تكن الأحزاب التي تناولها أحزابًا برلمانية علنية كالأحزاب المعروفة، لكنها كانت حركات ومنظمات عملت في سبيل التحرر القومي، واضطرت إلى اتباع طريقة العمل السري، والتستر وراء أهداف علنية ظاهرية، حتى إنه لم يكن لبعضها برامج مكتوبة. النشاط الحزبي داخل سوريا وخارجها أما الفصل الثاني، "الحياة الحزبية في عهد الاستقلال الأول (1918–1920)"، فيروي فرزات أهم الأحداث السياسية، ويورد تراجم للجمعيات والأحزاب، متحدّثًا عن مميزات الأحزاب في العهد الفيصلي، وكان أهمها: جمعية العربية الفتاة، وحزب الاستقلال، وحزب العهد، وحزب الاتحاد السوري، والحزب الوطني السوري. اختلفت رؤى الأحزاب فيما بينها، فبينما كان بعضها ينادي بالفكرة العربية القومية ويؤمن بها، قصر البعض الآخر برنامجه على سوريا والوطن السوري، لكنها كلها خضعت للظروف الدولية الخارجية التي فرضت عليها سياسة قُطرية معيّنة نتيجة تجزئتها القضية القومية العامة. وكانت المفاهيم الحزبية مختلطة ومبهمة، فالحزب لا يعني عند أكثرهم أكثر من كتلة أو مجموعة. في الفصل الثالث، "النشاط الحزبي خارج سوريا (1920–1925)"، يتطرق فرزات إلى النشاط الحزبي في تلك الأعوام، ومؤتمر جنيف ومقرراته، وزيارة كراين وأول تظاهرة وطنية. وبحسب فرزات، فإن سوريا لم تمارس حياة حزبية منظمة خلال هذه الفترة في الداخل، ولم تكن الأحزاب الناطقة باسمها في مصر مرخصًا لها من السلطة، وليس لها أي نشاط حزبي في البلاد التي كانت واقعة تحت حكم الاحتلال الفرنسي باسم الانتداب. الحياة الحزبية في دور الثورة الوطنية وفترة النضال الدستور في الفصل الرابع، "الأحزاب في دور الثورة الوطنية (1925–1928)"، يبحث فرزات في التطورات السياسية في هذا الدور، وأثر الأحزاب في عهد الثورة. وهذه الأحزاب التي قامت في هذا الدور هي: حزب الشعب، وحزب الوحدة، والكتلة الوطنية، بينما استمرت اللجنة التنفيذية للمؤتمر السوري - الفلسطيني تواصل مساعيها في القاهرة وأوروبا. أُسّس في هذا الدور أول حزب سياسي سوري في عهد الانتداب الفرنسي، وانتقل مركز النشاط إلى داخل البلاد، وقامت الثورة الوطنية، ثم تلتها مرحلة جديدة في العلاقات السورية - الفرنسية رمت إلى التعاون لحل أزمة الاحتلال على أساس معاهدة تعترف باستقلال البلاد. في الفصل الخامس، "الحياة الحزبية في فترة النضال الدستوري (1928-1932)"، يتناول فرزات نشوء الكتلة الوطنية، وتبنّيها سياسة التفاهم مع الانتداب الفرنسي التي ظهرت في المجلس التأسيسي، وفي دخول الانتخابات التي جرت على أساس الدستور المعدل الذي نشره المفوض السامي، وإخفاق السياسة الإيجابية، ما أدى إلى قطع سياسة التعاون، وإلى سلوك الكتلة الوطنية سياسةً سلبية ضد نظام الانتداب في المرحلة التالية، استمرت حتى عقد المعاهدة في عام 1936. الحياة الحزبية في دور المعاهدة في الفصل السادس، "الحياة الحزبية في دور المعاهدة: الدور الجمهوري الأول (1932–1939)"، يقول فرزات إن الحياة الحزبية بين عامي 1932 و1939 كان النشاط مبذولًا فيها لعقد معاهدة مع فرنسا. وسيطرت فيها الكتلة الوطنية منذ عام 1935 على أكثرية الشعب، واستفادت من تأييدها المطلق لعقد معاهدة عام 1936، لكنها لم تحترم الرأي العام بل اتخذته واسطة فقط، ولم تصارحه بالحقائق، فخدعها الأجنبي واستغل تساهلها وتنازلها لعقد اتفاقات إضافية كان يكتسب فيها الصكوك الإضافية الملحقة لامتيازاته في البلاد. فقدت الكتلة الوطنية بعد هذه التجربة قوتها، وأفقدها تمسُّكُها بالحكم واتّباعُها سياسة التسكين والتهدئة طابعَها النضالي ومكانتها الشعبية. وانتهت عصبة العمل القومي وتفرَّق أعضاؤها واندمج بعضهم في أحزاب أخرى. أما الحزب السوري القومي فاستمر نشاطه بفتور في الفترات التالية. واستطاع الحزب الشيوعي أن يمارس نشاطًا فاعلًا. مجمل النشاط الحزبي في الفصل السابع، "الحياة الحزبية (1939–1949)"، يرى فرزات أن الأحزاب في سوريا بين عامي 1939 و1949 أصبحت أكثر مسايرة لروح العصر، وأكثر تفهمًا لحاجات المجتمع، وأكثر صلاحية لحل المشكلات القائمة. كما ظهرت على المسرح السياسي، إلى جانب الأحزاب التقليدية المتطورة، أحزاب جديدة انقلابية النزعة، قومية العقيدة. لكنها بقيت متباينة الأهداف، فبينما نجد أحزابًا تعمل للسياسة المحلية، نجد أخرى يعمل أحدها لوطن سوري وآخر للوطن العربي وثالث للعالم الإسلامي ورابع لحركة أممية. وكانت مختلفة أيضًا في الوسائل، فكان بعضها ديمقراطيًا وشعبيًا، واتخذ بعضها لنفسه أنظمة تخضع لسلطة زعيم واحد. ومع وجود كثير من عناصر التلاقي والتوافق المرحلي بين هذه الأحزاب لخدمة العمل الوطني، فإن الاختلاف في المنطلقات الفكرية كان من أشد عوامل التنافر والتصادم. في الفصل الثامن والأخير، "مجمل النشاط الحزبي (1949–1955)"، يتطرق فرزات إلى موقف الأحزاب (الإخوان المسلمون، حزب البعث العربي الاشتراكي، الحزب السوري القومي الاجتماعي، الحزب الشيوعي، حركة التحرير العربي) من الأحداث السياسية الحاصلة في حينه، وميثاق حمص والائتلاف الحزبي.صور من حياة مجتمعات سورية القرن العشرين
صدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات كتاب "صوَرٌ من حياة مجتمعات سورية القرن العشرين - جمعها الدارسون في المعهد النقابي بدمشق"، الذي أعدّه عبد الله حنّا، معتمدًا فيه منهجية المقابلات والتاريخ الشفوي مصدرًا من مصادر التاريخ. فقد أجرى طلبة المعهد النقابي العمالي المركزي في سورية مقابلات، وتولى حنّا تنسيقها وتنظيمها وتحريرها، في صورة كبيرة لحياة المجتمعات في سورية في القرن العشرين. يتألف الكتاب (632 صفحة بالقطع الوسط، موثقًا ومفهرسًا) من مقدمات أولية ومقدمات توضيحية، ومن 4 فصول. مقدمات أولية: أضواء في المجتمعات السورية في القرن العشرين يتناول حنّا، في "مقدمات أولية: أضواء في المجتمعات السورية في القرن العشرين ذات العلاقة بما جمعه الدارسون"، الحياةَ السياسية في سورية في القرن العشرين، والاقتصاد الريعي ودوره في صعود الإسلام السياسي والدولة الأمنية، وترسيخ قطاع الدولة دعائم الدولة الأمنية، والحركة النقابية في صعودها وهبوطها، والانحسار الثقافي التنويري العربي. وهو يرى أن المجتمعات السورية في القرن العشرين مرّت بعدد من المراحل: مرحلة ظهور النهضة المتزامنة مع الإصلاحات في الدولة العثمانية، ومرحلة الانتداب الفرنسي، ومرحلة فجر الاستقلال (1943-1958)، ومرحلة الوحدة بين سورية ومصر، ومرحلة الانفصال عن مصر، ومرحلة حكم البعث نتيجة الانقلاب العسكري في 8 آذار/ مارس 1963. ويعرض حنّا في "مقدمات توضيحية"، توضيحًا حول الأوراق النقابية، والاستمارة التي استند إليها الدارسون في المعهد النقابي لإجراء اللقاءات وجمع المعلومات، وكيفية تحويل المرويات التي جمعوها إلى النصوص الواردة في المؤلَّف. أوراق الدارسين - الأماكن والبلدات يورد حنا، في الفصل الأول، "أوراق الدارسين - الأماكن والبلدات"، 24 رواية من بلدات سورية مختلفة، كما أتت تفاصيلها في أوراق الدارسين، بادئًا بصور من مظاهر الحياة في السلمية، ووضع قرية الروضة في بانياس، وبلدة مصياف، ولمحة عن قرية بسيريت (محافظة حماة)، والحياة في قرية الصومعة (محافظة طرطوس) نقلًا عن فلاح بسيط، والفئات الاجتماعية في الدار الكبيرة وتوابعها على النهر العاصي، وبلدة التل وتأثيرات الهجرة للعمل في بلدان النفط، والفئات الاجتماعية في محافظة درعا، وقرية البلها على أطراف البادية وشظف العيش فيها والهجرة إلى مدينة حمص، وعامل في شركة الكهرباء يقدم لقطات من أوضاع حماة. كما يورد موضوعًا اجتماعيًا اقتصاديًا عن حي النزهة بمدينة حمص، ونبذات عن الميدان بين الماضي والحاضر، وسيرة أبي هاني ومواعينه في اللاذقية، وحديث ابن الثمانين في مشتى عازار، واللجاة كما وصفها الدارس صخر سلام، وتل شنان الأرض العطشى على أطراف البادية والهجرة إلى مدينة حمص، و"سالفة مُسنْ" حول تاريخ ملكية الأرض في أشرفية صحنايا، ولقطات مهمة من تاريخ امتان، وقرية الدِّمينة الشرقية بمحافظة حمص، والحياة في قرية المعمورة من الزراعة البسيطة وتربية دودة الحرير إلى التَنَعّم بسيارات الدولة، مرورًا بالهجرة إلى لبنان وزراعة التفاح، والواقع المعاشي لأهالي دير بعلبة بشرقي حمص، وحكاية المشرفة مع الإقطاع، خاتمًا الفصل بلقطات من حياة قرية طفس في درعا. أوراق الدارسين – الأرياف والمسألة الزراعية يعرض حنا، في الفصل الثاني، "أوراق الدارسين – الأرياف والمسألة الزراعية"، 11 رواية يبدؤها من فلاح أجير إلى عامل في الدولة: قرية آفس بإدلب، ثم فلاحو حمورية واستغلال أفندية دمشق لهم، وظهور الإقطاع في قرية الطليعي بمنطقة صافيتا، والجوابرة الإقطاعيون في عين سابل وهجرة الفلاحين للعمل في حلب، وقصة ابن فلاح فقير في ريف حلب والعمل في المدينة، وملكية الأرض في قرى دروز إدلب والعلاقة بالجوار السني، ومن يتيم متشرد في حارم بسبب موت والده في السفربرلك إلى حمّال فمستأجر أرض، ومن ثمّ وكيل حسن البيك على أرضه، ولم يحالفه الحظ في عدد من الأعمال إلى أن استقرّ به المطاف في حلب، وقصص من مظالم الإقطاع في ريف حلب، والهيجانة ومالكها الإيبش، وعُرمان والعامية في جبل حوران، وأخيرًا لمحة عن الحياة في الريف الحلبي في العهد العثماني. أوراق الدارسين – المِهَن والعمل النقابي وصوَر من الأرياف والمدن يدرج حنّا طي الفصل الثالث، "أوراق الدارسين – المِهَن والعمل النقابي وصوَر من الأرياف والمدن"، قصصًا عن المهن والعمل النقابي في مدن سورية وأريافها في القرن العشرين، متحدثًا عن النول في تدمر، والحلّاق القارئ ونقابته، وشركة جبلة للغزل التابعة للقطاع العام ومشكلاتها، وصانع المدافئ من دمشق، والحرف وتطورها في يبرود كحرفة نسج الشعر، وتجارة السمن البلدي في بادية الشام، والفرواتي وطريقة عمله في حماة، والفواخيري بدمشق. كما ينقل رواية شفيق الشيخ فتوح من نسّاج إلى قائد نقابي يميني يمسك العصا من منتصفها إلى موظف في شركة نفط العراق، فمتقاعد مُنْعَمْ، وعامل الفنادق النقابي جميل الشيخ عثمان متكتمًا على يساريته طلبًا للقمة العيش، والشعّار من حمص الذي يجيد حياكة بيوت الشعر للبدو، وحكاية الحاج ديبو من صانع إلى معلم نسيج فتاجر جوخ في حمص، واللقاء مع دولاتي من دمشق، والنول اليدوي لصنع بيوت الشعر في حماة، والنسيج اليدوي على النول من إزرع، وقصة رئيس جمعية نقابة الأحذية في حماة، واللقاء مع لبابيدي من حماة، ومع بيطار قديم من قرية رباح بمحافظة حمص، إلى وصف صانع للفخار من طرطوس لا يملك من الدنيا شروى نقير، ومهنة نسيج الحطة والزنار وحياة نقابيين مناضلين، وأنموذج عامل نسيج نقابي من دمشق، وصنَاعيِّة ومعلمو حرفة وعمال من إدلب في مجموعة من الدراسات من إعداد عماد الدين نعمة، وقصة نساء جبعدين مع غزل القطن، وحياة حدّاد على الكير مع مهن أخرى في عهد الإقطاع بريف إدلب، إلى جمعية النسيج اليدوي (1952) في حماة وحياكة بيوت الشعر للبدو، والنجّار العربي من حلب، والصناعة الحرفية في يبرود، وسمّاق جبعادين إلى دباغات مشغرة ووسائط النقل، انتهاءً بشركة الصناعات الحديثة في دمشق. أوراق الدارسين – العمال والنقابات يتطرق حنا، في الفصل الرابع، "أوراق الدارسين – العمال والنقابات"، إلى أوراق الدارسين التي تقدم وصفًا لتفاصيل الحياة العمالية والنقابية في سورية في منتصف القرن الماضي، كرواية أنطون ووالده عاملَي السكك الحديدية، وصانع الأحذية من دمشق والعامل في شركة نسيج، وحياة النقابي المثقف متقن الفرنسية إبراهيم الجهماني في درعا، واللقاء بثلاثة نقابيين من إدلب، والعتّال من إدلب العضو في حزب البعث، والبعثي الذي يرتقي السلّم النقابي البيروقراطي، وأنموذج عامل ارتقى إلى نقابي مسؤول في عهد البعث في إدلب، وآخر من عامل مطعم في حلب إلى قيادي نقابي في القمة في مطلع حكم البعث والعودة إلى البطالة المأجورة، والعمل النقابي في مهنتَيْ النسيج اليدوي والنسيج الآلي في حلب، وعبد الكريم مخلوف النقابي المُتَنَوّر سياسيًا الذي جاء من مهنة تركيب البلاط في حمص، ومحمد الجاجة عامل نجارة الميكانيك في حمص، وتحسين نظام العامل في دباغة الجلود ومعمل البلور في دمشق وحياته المغمّسة بالدم، واللقاء مع وقّاد أفران من نقابة الإسمنت والإترنيت في حلب، والحديث الشيّق مع نجار باطون عن دير الزور وريفها، وصناعة الإسمنت في حلب وكيف يرى أحد الموالين للنظام الحركة النقابية، والنسيج الآلي ونقابته في حلب في حديث لعبد الرزاق قنبص.الكشف والبيان عن أوصاف خصال شرار أهل الزمان
صدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات كتاب الكشف والبيان عن أوصاف خصال شرار أهل الزمان الذي ألّفه محمد الحافظ بن حسين الصيداوي النجار وحقّقه مهند مبيضين. ويُعدّ هذا الكتاب من أدب المواعظ والأخلاق والتاريخ، وقد جمع فيه صاحبه ثقافة أدبية ودينية واسعة مكّنته من صوغ النص بلغة محكمة منضبطة، وبطريقة منظمة. يأخذنا المؤلف في كتابه إلى دمشق خلال النصف الأول من القرن الثامن عشر، ويصلنا بها حتى عام 1172هـ (1758م). ويُعدّ كلٌّ من الناس والمدينة مدارَ التأليف في هذا الكتاب الذي يبحث فيه مؤلفه عن المجتمع الأمثل والزمان الخالي من الفساد. لكنّ البحث عن شكل أفضل للمجتمع ليس دافع التأليف الوحيد بالنسبة إلى المؤلف؛ فدمشق تستحق زمانًا أفضل مما كانت عليه في عصره الذي جعل الناس سبب سوئه، وهي عنده الظرف والناس هم المظروف، فإنْ صلح المظروف صلح زمان المدينة؛ لذلك نجده يذكّر بدمشق وفضلها وفضائلها. ضعف وفساد وفوضى في دراسة "الكشف والبيان: المدينة والمخطوط لمبيضين" التي تتصدر الكتاب، يقول المحقق إنّ السياق العام الذي أُلف فيه المخطوط يأتي ضمن النسق المعرفي في مدينة دمشق خلال القرن الثامن عشر الميلادي، وإنّ هذه المرحلة شهدت - على الرغم مما لفّها من ضعف وفساد وفوضى في إدارة الولاية واعوجاج الزمان واختلاله كما وصفه الصيداوي - حالاتٍ كثيرةً وقف فيها العلماء مع المجتمع ضد السلطة وفسادها وتغولها، وضد رميها المجتمعَ بالتكاليف والضرائب والعوارض السلطانية التي لم يكن من سبيلٍ لرفعها أو دحرها إلا بأسلوبين: الرفض والثورة والعصيان ضدها، أو شفاعة العلماء ممن هم مقبولو الشفاعة عند الحكام، ومنهم مَن وُصِفَ في كتب التراجم بأنه "كانت تهابه الحكام"، أو كان "مقبول الشفاعة عند الأعيان"، أو "تترَدد إليه أعيان الدولة". علاقة غير مستقرة يضيف مبيضين أن جهاز العلماء لم يكن مستقرًّا في علاقته بالسلطة، وأنه لم يكن بعيدًا عن التحولات، "بل شهد تطورات وتحولات كبيرة عشية القرن الثامن عشر وخلاله، إذ تزايدت الأعداد، وتطورت العلاقات البينية بين المتصوفة ورجال العلم وأهل الحِرَف، ونشأت مظاهر سلبية عدة داخل منظومة الجهاز أدت إلى انكشافه على المجتمع من جهة، وعلى النفوذ والاقتصاد والثروة من جهة أخرى، وهذا ما أحدث الفساد في الوظائف والصراع عليها، وأدى ببعض العلماء إلى توريث مناصبهم وحصرها في مدارس بعينها، وبالتالي تراجع القيمة الأخلاقية لهذا الجهاز الديني الذي كان يبدو محصنًا من الخارج ومعافًى لكنه في الواقع مليء بالأمراض والعلل التي شهدها الصيداوي ونقدها وعرض لها، من تراجع العلم، وشيوع الحسد، والغيبة، والفساد في الوظائف الدينية". عيوب الأسواق يرى المحقق أن الصيداوي، وإن كان يدعو إلى العزلة ويفضلها، فإنه قدّم صورة زمانه وحالتَه العامة في السياسة وممارسة الولاة سلطتهم، وفي الأخلاق، وطبائع الناس في الاجتماع الإنساني، وفي الاقتصاد وحال الأسواق، وفي العلاقة بين العلماء، وأنه كان مباشرًا في وصفه؛ إذ يقول: "ومما شاهدته ارتفاع أسعار القمح وخزْنُه من قبل الولاة والعلماء، ومعاونتهم في ذلك، وكثُرَ رمي الناس بالضرائب التي لا طاقة لهم بها من قبل الولاة". لا يخفي الصيداوي عيوب الأسواق وما فيها من تلاعب بالأسعار، فضلًا عن التلاعب بالأوزان، مع إحداث العسكر والفتوات الاضطرابات، ويعلل ذلك بغياب ممارسة السلطة دورَها وغياب الشرع والأخلاق". ويتمركز الموقف العام بالنسبة إلى الصيداوي حول إصلاح المجتمع، والتعرض للفاسدين والأشرار، وبث الفضيلة بين الناس، ومحاربة الفساد بأشكاله كلها: فساد الأخلاق وفساد السلطة وفساد العلماء والجند والسوق، وتراجع قيمة العلم، وانهيار العلاقات الاجتماعية في المجتمع، وضعف الروابط والقيم وظلم الولاة. صورة العصر ومشاهد الزمان يقول مبيضين إن الصيداوي يجعل قارئه في صورة عصره ومشاهد زمانه؛ من باب الأخلاقيات والوعظ، والسرد الأدبي المعزز بموروثين كبيرين أحدهما ديني والآخر أدبي، وإن عمله في تأديب الأطفال، بجانب جامع الدرويشية القريب من الأسواق الرئيسة والفعاليات اليومية، كان سببًا في تمكنه من رصد مشاهد فريدة، ومظاهر عجيبة، وحكايات وصور روتها المصادر المحلية المعاصرة في شكل مغاير، وإنه يتميز بنقده السلطةَ وقدرته على وصف أفعال الولاة السلبية، ولعل هذا ما جعل مخطوطه يتعرض للسرقة والضياع. يذكر المحقق أن الكشف والبيان صِيغَ بلغة جيدة مُحكَمة، مع ما كان يميز ذلك العصر من مظاهر كتابية وأساليب خطّية في اللغة، ويقول في هذا السياق: "وقد صححنا ما ورد في المتن خطًّا أو ما كان شائعًا رسمه، وأثبتناه في الهامش في صورة أصله، وفي جميع الأحوال نحن أمام مصدر جديد عن تاريخ مدينة دمشق العثمانية في القرن الثامن عشر".أسباب الانقلاب العثماني وتركيا الفتاة
صدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات كتاب محمد روحي الخالدي أسباب الانقلاب العثماني وتركيا الفتاة الذي حققه وقدّم له خالد زيادة. يستعرض الكتاب التاريخ السياسي للدولة العثمانية، خصوصًا في فترة التنظيمات وعهد السلطان عبد الحميد الثاني، كما يستعرض بالتفصيل ظهور الحركات المعارضة، ولا سيما جمعية تركيا الفتاة وحزب الاتحاد والترقي؛ وبذلك يشكّل وثيقةً فريدة صدرت بعد أسابيع قليلة من الانقلاب الدستوري في عام 1908. يضم الكتاب (304 صفحات بالقطع الوسط، موثقًا ومفهرسًا) مقدمةً بقلم المحقق، ومتن الكتاب الأصلي. يقول زيادة إن أهمية كتاب الخالدي تكمن "في استعادة الأجواء الفكرية والسياسية التي حضّرت للانقلاب والتي صنعته، الأمر الذي يسهم في فهم التطورات اللاحقة التي شهدها القرن العشرون وحتى يومنا هذا في تركيا والمشرق العربي ومصر". بنية في أربعة مستويات قسّم زيادة الكتاب من حيث بنيته إلى أربعة مستويات: الأول، المستوى الفكري؛ بتبنيه مفهوم الانقلاب بدلًا من الثورة، ومفهوم الاستبداد الذي شاع آنذاك. يقول زيادة: "في هذا الجزء من الكتاب، يبدو لنا الخالدي مفكرًا إسلاميًا إصلاحيًا يزاوج ما بين أسس العدالة في الإسلام وأسس الحرية في المذاهب الغربية. وهو بذلك يُعد تلميذًا لأفكار الشيخ محمد عبده وأفكار مجلة ’المنار‘". والثاني، المستوى التاريخي؛ فالمؤلف يرجع إلى بدايات الإسلام وما عرفته من عدل أيام الخلفاء الراشدين، ثم انتقال الخلافة الإسلامية من العدل إلى الاستبداد، كما يرجع إلى أصول الدولة العثمانية التركية منتقدًا، ضمنيًّا، جذورها العسكرية وبدائية تقاليدها السياسية والعسكرية. أمّا المستوى الثالث فهو المستوى التوثيقي الذي يتصف بفترة السلطان عبد الحميد. ويلاحظ زيادة أن الخالدي الذي يركز انتقاداته على رجال السلطة والمابين يحيّد السلطان عبد الحميد. وأمّا المستوى الرابع فهو المستوى الصحافي؛ إذ كتب الخالدي مقالاته على عجلٍ بدافع تأييد الانقلاب أو تبيان مبرراته: "وتبرز أهمية هذا الجانب الذي يشبه تقارير الصحافيين وتحقيقاتهم من خلال ما يسرده من وقائع جرت في مدينة سالونيك عند إعلان الانقلاب، وإيراده تفاصيل وأسماء من قاموا بالحركة العسكرية ومن قادها، وهي أسماء لضباط ومسؤولين محليين كانوا مسؤولين في الأمن في تلك المدينة عند اندلاع الحوادث". إعادة تقييم لتاريخ الدولة العثمانية بحسب زيادة، يمثل الخالدي "أنموذجًا لمثقفي نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين. فهو ابن عائلة عريقة من القدس، والده ياسين الخالدي عضو المجلس العمومي في بيروت، والقاضي الذي تنقل بين مدن عديدة تبعًا لمتطلبات وظيفته؛ فكان على الفتى أن يتنقل مع والده بين القدس ونابلس وبيروت وطرابلس". ويضيف زيادة قائلًا إن الانقلاب الدستوري شكّل لحظة حاسمة في تاريخ الدولة العثمانية والشعوب التي كانت لا تزال تتبعها: "وقد أدرك روحي الخالدي ذلك، فجاء كتابه بمنزلة إعادة تقييم لتاريخ الدولة العثمانية، مع تركيزه على دور الإصلاحيين من السلطان سليم الثالث الذي كان صاحب أول مشروع إصلاحي متكامل، إلى السلطان محمود الثاني الذي قضى على الإنكشارية فوضع بذلك الدولة على طريق التحديث، إلى السلطان عبد المجيد الذي أعلن خط كلخانة الذي مثّل بداية عصر جديد من الإصلاحات، عُرف باسم عصر التنظيمات". لحظة تفاؤل بالانقلاب يرى زيادة أن الخالدي ينوّه بأدوار الإداريين الذين اكتسبوا الثقافة الحديثة وتسلموا أرفع المناصب؛ إذ يقول: "وحقيقة الأمر أن التنظيمات كانت نتاج هؤلاء وعشرات الإداريين من أمثالهم الذي قادوا الدولة في أواسط القرن التاسع عشر، وأدت جهودهم إلى إعلان الدستور أول مرة في عام 1877، في بداية عهد السلطان عبد الحميد الثاني. إلا أن السلطان آثر أن يعلق الدستور وأن يتبع سياسة محافظة تطارد الإصلاحيين وتقرب المحافظين من رجال الدين". وحين كتب الخالدي كتابه، كان عبد الحميد لا يزال سلطانًا، "فهو لم يُقصَ عن العرش إلا بعد حوادث آذار/ مارس 1909 التي أدت إلى ظهور تيارات وتناقضات ستقود الدولة إلى صراعات داخلية وعدم استقرار، حتى سيطرة العسكريين من جمعية الاتحاد والترقي الذين حكموا البلاد بقبضة حديدية، متعصبة في قوميتها، الأمر الذي أدى إلى بروز التيار الاستقلالي العربي الذي أفضى بدوره إلى قيام الثورة العربية". يختم زيادة مقدمته بالقول: "كتب الخالدي كتابه في لحظة ساد فيها التفاؤل بالانقلاب الدستوري حيث برزت الآمال بنهوض الدولة العثمانية. هذه اللحظة التي عكسها الكتاب تصنع أهميته والحاجة إلى قراءته لاستعادة أجواء تلك المرحلة التاريخية الحاسمة من تاريخ الدولة العثمانية والمشرق العربي".الرحلات العلمية بين مصر والمشرق الاسلامي في العصر المملوكي الاول
كركوك: جدل الأرقام والسرديات
في بحثه عن جذور المأزق الانتخابي الحالي في كركوك، يسعى هذا الكتاب إلى بناء الصورة التاريخية لعمليات التعريب التي شهدتها المحافظة في ظل النظام العراقي السابق، وإلى رسم صورة الارتفاع الكبير في الكثافة السكانية الكردية فيها منذ عام 2003، وهو ارتفاع دفع أحزابًا وتيارات عربية وتركمانية إلى اتهام أحزاب كردية بتكريد كركوك. وبعد أن يتناول الكتاب تفاقم أزمة كركوك في ظل تعثر محاولات تطبيق حلول دستورية وقانونية صيغت لحل مشكلة المناطق المتنازع عليها، يغوص في مراجعة السجلات الانتخابية وتحليل بعض نتائج الاقتراع في كركوك، والبيانات المتعلقة بتحولات البنية السكانية فيها، مبينًا عمق المأزق الانتخابي في المحافظة. ويقدم أخيرًا توصيات لإصلاح عملية التسجيل الانتخابي في كركوك، مقترحًا سبلًا تفضي إلى الخروج من المأزق الانتخابي المستحكم منذ عقد ونيف من الزمان.أصول الصفويين: تشيّع وتصوّف وغلوّ
يتحرّى هذا الكتاب التاريخ الاجتماعي والسياسي والديني لأواخر القرون الوسطى، بين العهد المغولي والعهد الصفوي، في كل من إيران والعراق والأناضول. وهي فترة شديدة الاضطراب والغموض، في بقعة تداخلت فيها أقوام وتداولتها دول وإمبراطوريات. ويكشف في هذا السياق، أول مرّة في بعض الجوانب، كيف تطورت طريقة الشيخ صفي الدين الأردبيلي الصوفيّة إلى حركة شيعيّة غدت شيئًا فشيئًا قوةً مسيطرةً في المنطقة. لكنّ أهمية الكتاب لا تتوقف عند هذا، بل تتعدّاه إلى منهجية البحث اللافتة، وإلى أنَّ الحقبة التي يتناولها كانت صلة الوصل الحاسمة في العالم الإسلامي بين أواخر العصور الوسطى وأوائل العصر الحديث، ويُعَدّ فهمها وتقويم مشكلاتها السياسية الدينية أمرًا حيويًا في فهم الشروط الاجتماعية في الشرق الأوسط آنذاك، كما في فهم تورّطه في صراعٍ متنامٍ من أجل البقاء مع الدول القومية الناشئة في أوروبا، ما أدّى في آخر الأمر إلى إضعاف القوى الأوروبية المنطقةَ بأكملها سياسيًا وإخضاعها نهائيًا.الدولة العثمانية في عصر الإصلاحات
يتسم الحقل السياسي العثماني بانقطاعات عدة (ثورات عام 1908 وعشرينيات القرن الماضي)، في حين تقودنا دراسة الإصلاحات إلى استخلاص وجود استمرارية تاريخية واضحة طوال القرن التاسع عشر، وصولًا حتى بداية القرن العشرين. وتبيّن دراسة الجيش العثماني والإصلاحات العسكرية التي تمت في إطار "التنظيمات" في القرن التاسع عشر وحتى ثورة مصطفى كمال، المراحل المختلفة لسيرورة تغييرية. من هنا، تسمح هذه المقاربة بإعادة النظر في التحقيبات الموروثة وتقدم آفاقًا جديدة كاشفة. يفيد هذا الكتاب المؤرخين - ولا سيما المؤرخين العسكريين - والمتخصصين في علم الاجتماع والعلوم السياسية في دراستهم لتركيا والدولة العثمانية ومنطقة حوض المتوسط عمومًا.الصراع العثماني - الصفوي وآثاره في الشيعية في شمال بلاد الشام
يبحث هذا الكتاب في المتغيرات الاقتصادية - الاجتماعية - السياسية التي حكمت الصراع العثماني - الصفوي حول السيطرة على طريق الحرير، وآثاره في تطييف هذا الصراع في شكل صراع سني - شيعي، محاولًا تقديم معالجة وإضافة بحثيتين جديدتيْن في دراسة تلك المتغيرات وآثارها في عملية التطييف في شمال بلاد الشام التاريخية، بوصفه مصب الطرق التجارية العالمية الكبرى في زمن الصراع، وفي مقدمها مصب الطريق البري لطريق الحرير. وفي ضوء جدل المتغيرات الاجتماعية المستقلة والتابعة والوسيطة وغيرها في إطار منهج التاريخ الاجتماعي، يحاول الكتاب معالجة تطييف الصراع استنادًا إلى نتائج بحوث سابقة، وإلى المخطوطات العربية المتعلقة بذلك المجال، إضافة إلى حركة التوسع في العقود الأخيرة في نشر الوثائق المتعلقة، ومعالجة آثار تطييف الصراع العثماني - الصفوي على الشيعية العامة في شمال بلاد الشام، متزامنًا مع تسنين السلطنة الصفوية لمجالها البشري الإثنو - مذهبي السني العام يومئذ، ليُتيح تعرفًا أوضح لجذور انهيار المشرق العربي في حضيض الصراع الجماعاتي الطائفي الراهن، والتحرر منه.الدولة ومجتمع الولاية في الإمبراطورية العثمانية: الموصل 1540-1834
هذا الكتاب هو عن تاريخ مدينة ومنطقة تعرضت بيئتها الثقافية والإنسانية لتدمير منهجي. إنه كتاب أكاديمي، لكنه أيضًا كتاب ذاكرة تاريخية. فالموصل مدينة تواريخ عدة، تروي حياة جماعات وشعوب متعددة. ومع أن كتابة هذا الكتاب تعود إلى نحو سبع عشرة سنة خلت، فقد أصبح وثيقة تذكير بغنى حياة ما كان ولاية الموصل في ظل الحكم العثماني وتاريخها وتعقيدهما. يقدّم الكتاب تفسيرًا جديدًا للعلاقات بين السلطة المركزية في الإمبراطورية العثمانية ومدينة الموصل، اعتمادًا على أرشيفات عثمانية وعراقية. وخلافًا للاعتقاد التاريخي السائد، يبرهن الكتاب أن العلاقات بين العثمانيين والمجموعات الاجتماعية في المدينة كانت وثيقة، وفي ضوء ذلك تشكلت لغة السياسة وتطورت طريقة ممارستها في الموصل، ما أدى إلى إنتاج ثقافة سياسية عثمانية خاصة بأطراف الإمبراطورية .تاريخ التعذيب
هل يتطور الإنسان حقاً، نحو مستوى حضاري أسمى؟ أم أننا اليوم متوحشون مثلما كنا في فجر التاريخ. هذا الكتاب ميثاق للضراوة وسجل للفظائع الوحشية التي اقترفت -حتى باسم الدين والعدالة. إن الوقائع مرعبة، ولكن ما من وصف، مهما بلغت دقته وحيويته، يستطيع أن يصف الحقيقة التي لم تقل. هذا الكتاب يهدف أن يصدم فالبشر في حاجة لأن يصدموا من خلال إدراكهم لقدرتهم على الضراوةمئة عام على الحرب العالمية الاولى - الجزء الثاني
هذه الذاكرة تجاذبتها صور ومشاهد وأماكن متعدّدة، ورهانات مختلفة بل أحيانًا متناقضة، فمن عثمانية ارتدت عباءة الخلافة في الحرب، إلى ليبرالية غربية ووعود باستقلالات وطنية إلى دراما الخيارات الصعبة وقلق المصير المتأرجح لدى الناس بين الرجاء واليأس وبين الحياة والموتأدب الگالا.. أدب النار
هذا الكتابُ يضعُ، لأول مرة، أجناسية جديدة محكمة للأدب القديم كلّه من خلال دراسته لأدب وادي الرافدين الديني (گالا) والدنيوي (نار)، فهو يذكر أنواع ذلك الأدب بأسمائه القديمة ومدوناته ونصوصه البِكر، ولذلك يصحّ أن يكون منهجاً عاماً لتصنيف آداب التاريخ القديم عند كلّ الشعوب التي ظهرت فيه. وهو رحيلٌ إلى الماضي، وبحثٌ عن سعاداته المختزنة في الأدب والفنّ والجسد، وهي سعادات خصيبة ما زالت حيّةً تنبضُ بالشهوات التي تدفّقت في عروق الأنهار والجبال والإنسان والحيوان والأعشاب والحجر. كان الخصبُ يعني حقناً متّصلاً للكون بمصل الإيروس والجمال، وكان هذا المصلُ يفجّر الحياة في كلّ مسرًى يمرّ به . وتكاد فصول الكتاب الخمسة تتجانس في موضوعها الأساس الذي ينشغلُ بالأدب والفنّ، والذي ينهل من قاعٍ سريّ وخفيّ هو الجنس، وترفرفُ عليه من الأعلى طيور الأساطير. يقدّم لنا هذا الثالوث (أدب، جنس، أسطورة) قوة هائلةً قادرة على اختراق التاريخ الكرونولوجيّ والمرور من خلال تبدّلات الأحداث ونهضة الأمم والحضارات وسقوطها.لـيـبـيا من الاحتلال الأسباني حتى الاستقلال
ومما جاء في مقدمة الكتاب : تمهيد تاريخي تطور الأوضاع السياسية في ليبيا قبيل الغزو الأسباني ارتبطت الملامح السياسية في ليبيا خلال القرن الخامس عشر ومطلع القرن السادس عشر الميلاديين, بأهميتها الجغرافية والإستراتيجية. فلقد شهدت هذه الفترة الزمنية بروز قوتين متواجهتين دينيا وسياسيا. كانت تمثل إحداها, القوة الإسلامية بزعامة الأتراك العثمانيين. وكانت القوة الأخرى هي القوة المسيحية الكاثوليكية بزعامة الإمبراطور الأسباني فرديناند. حاولت كل من هاتين القوتين, الالتفاف حول سواحل البحر المتوسط, الشمالية والجنوبية. وكانت ليبيا آنذاك مقسمة إلى ثلاثة أقاليم هي: طرابلس الغرب, برقة وفزان. ولم تكن لها حكومة مركزية واحدة, فقد تنازعتها عدة قوى مختلفة, وتعرضت لكثير من الهجمات الأوربية, فكثرت فيها الاضطرابات, وانتشرت الأمراض التي فتكت بالسكان.المستوطنات الصهيونية في محافظة أريحا والأغوار
من الكتاب: مدينة أريحا مدينة كنعانية قديمة، يعدها الخبراء الأثريون أقدم مدن فلسطين، ويرجعون تاريخها إلى العصر الحجري، إلى عشرة آلاف عام قبل الميلاد، وأطلالها موجودة في تل السلطان على بعد كيلو متر شمال المدينة الحالية. وتسمية مدينة أريحا يعود إلى أصل كنعاني وهي تعني القمر، (يقول وليام هاولز في كتابه "ما وراء التاريخ": إنَّ أريحا العتيقة كان لها بالفعل كل خصائص المدينة الحقيقة. لذلك اعتبرت أريحا أقدم مدينة في التاريخ)، (ويقول غولاييف في كتابه "المدن الأولى": كانت مساحة أريحا في الألفين الثامن والسابع قبل الميلاد تصل إلى 4 هكتارات، وعدد سكانها يتراوح بين ألفين وثلاثة آلاف نسمة، وكانت ذات مساكن متراصّة من الطين، ومحاطة بسور حجري عالٍ (حتّى 4.5 متر) يصل سمكه إلى (1.7متر). وعُثر على برج حجري، قطره (9 أمتار) وارتفاعه (9 أمتار أيضا). وكانت البلدة محاطة علاوة على السور بخندق عرضه (8 أمتار) وعمقه (2.6 متر).عشيرة الرواشدة: الأرض والإنسان
توازن النقائض
ليس من السهل تناول تفاصيل التناقضات داخل المجتمع العربي الإسلامي، ولذلك لتشعباتها وتداخلاتها، لكن هذا الكتاب يجيب على العديد من التساؤلات التي كانت لا تجد اجوبة، أو كانت غامضة علينا، فيبدأ بالحديث عن تشكيل الممالك والدول حول منابع المياه، فيحدثنا عن مملكة الأنباط وكيف استطاعت تلك المملكة أن تزدهر في ظل وجود قوى عظمى محيطة بها، ثم ينتقل إلى مملكة تدمر التي استطاعت تهيمن على مناطق شاسعة من سوريا الطبيعية، وكيف عمل الرومان على القضاء عليها. ثم ينقلنا إلى الحديث عن انعكاس الطبيعة على تفكير المجتمعات في المنطقة، وعلاقة الطبيعة بمسألة التقويم الشمسي والقمري، فالتقويم الشمسي كان يعمل به في المجتمعات الزراعية، حيث أنها تعتمد على أشهر محددة من السنة للقيام بالأعمال الفلاحة، بينما التقويم القمري عمل به في المجتمعات الرعوية، الصحراوية، حتى أن ذلك انعكس على الإلهة التي عبدتها تلك المجتمعات: "...حين تميل المجتمعات الفلاحية لعبادة الشمس التي تنضج الثمار وتأتي بالخصب والحصاد فإن المجتمعات الرعوية المتنقلة في الصحراء تحت الشمس المحرقة تعبد القمر والنجوم والينابيع والأشجار، ... لذلك فإننا نجد أن المجتمعات الرعوية تسير عادة حسب التقويم القمري وليس الشمسي كما في المجتمعات الفلاحية" ص 56، اعتقد بأن مثل هذا التفسير يبين قدرة الباحث على الخروج من المسلمات التاريخية التي فرضت على المتلقي، فهو يتجاوز تلك (الحقائق) ويقدم لنا رؤية جديدة معتمدة على العقل والتحليل. ولسنا هنا في مجال الحديث عن صواب أو خطأ هذا التفسير إلا أنه يحسب للباحث الذي استند في تحليله على شواهد من تاريخ المنطقة، خاصة تاريخ الجزيرة العربية، ومنطقة مكة تحديدا، التي عبدت الإله هبل على أنه إله القمر." بعد هذا الحديث ينقلنا الكاتب إلى المجتمع المكي وكيف كانت القبائل تتقاسم الوظائف الاجتماعية والدينية والحربية فيها، وكيف لعب الموقع الجغرافي على تقوية مكانتها في ظل وجود معسكرين متخاصمين، "...أن الامبراطوريات المحيطة بالجزيرة كانت تقوم بحملات احتلال مباشرة لتك المراكز في حالة اختلال ذلك التوازن بالشكل الذي يهدد مصالحها، غير أن موقع مكة الجغرافي بعيدا عن متناول يد تلك الامبراطوريات حال دون قيام تلك الأخيرة بحسم مسألة التوازن في مصالحها ومكن مكة من المحافظة على شيء من الاستقلال النسبي في ظل بقاء ذلك التوازن" ص73، بهذا التحليل الذي يتحدث عن الفرس والروم، وطبيعة وجودهما في المنطقة، والطرق التي استخدماها في المحافظة على مصالهما، فكلا المعسكرين كان له حلفاء يعملون على تأمين مصالحه التجارية والحربية في المنطقة، فستخدم الفرس نفوذهم في اليمن وفي البحرين، بينما كان الرومان يستخدمون المناذرة في الصحراء السورية لتحقيق الحماية للمدن وللقوافل التجارية، كل هذا جعل من مكة منطقة مستقلة، وكأن الباحث يقول لنا بأننا في المنطقة العربية إذا ما ابتعدنا عن مصالح الآخرين نستطيع أن نحقق مصالحنا ونطور ذاتنا، وتاريخ المنطقة يشهد بذلك، فعندما كانت لممالك العربية تعمل لحساب الفرس والروم لم يكن للعرب، لشعوب المنطقة مكان فاعل، بل كانوا تبع للآخرين، وهذا ما جعل مكة تكون هي الباب الذي سيفتح للعرب ولشعوب المنطقة التحرر من هيمنة الآخرين.مرصد اسطنبول: هدم الرصد ورصد الهدم
في بداية عام 1580 حدثت في مدينة اسطنبول حادثة غريبة، هي هدْم مرصدها الفلكي الحديث وإزالة جميع مبانيه وآلات الرصد فيه، وكان مؤسسة علمية عريقة، ساهمت في تأسيسها وتطويرها على مرّ العصور حضارات مختلفة، بما فيها الحضارة الإسلامية. تسعى هذه الدراسة للنظر في مفصلية هذه الحادثة ودلالاتها من خلال الإجابة عن جملة من الأسئلة المتعلقة بأسباب الهدم وتداعياته، وتقدم قراءة تاريخية جديدة لهذه الحادثة ضمن إطار المستجدات البحثية في تاريخي العلوم والفكر بشكل عام، وتاريخ علم الفلك بشكل خاص، وتبحث في الأسباب الدينية والثقافية التي أدت إليها، وما هي تبعاته العلمية والفكرية. وتبحث أيضًا في الدلالات القريبة والبعيدة لهذه الحادثة، ومدى تعبيرها عن طبيعة العلاقة بين علماء الدين وعلماء الفلك والطبيعة ضمن المجتمع العربي - العثماني، وتتساءل من منظور نقدي هل كانت هذه الحادثة تجليًا مماثلًا لتلك الحوادث في الغرب، المتزامنة معها؟السلطة والمجتمع والعمل السياسي العربي
الهدف من هذا الكتاب تبيان سمات السلطنة العثمانية وخصائص مجتمعها التقليدي من خلال دراسة مفهوم الدولة السلطانية في التاريخ الإسلامي وكمدخل مفاهيمي لمعالجة الإشكاليات التي ترتبت عن التطورات التالية: - التقاطع الذي جرى بين صيغة الالتزام في النظام العثماني القديم، والإدارة العثمانية الجديدة التي ترتبت على "التنظيمات الجديدة". - التداخل والتمايز بين نظام الملل والامتيازات الأجنبية وأثر ذلك في المجتمع. - العمل السياسي العربي الحديث عبر تقاطعه مع الاستراتيجيات الغربية قبل الحرب العالمية الأولى.حملات كسروان في التاريخ السياسي لفتاوى ابن تيمية
يحاول هذا الكتاب تحديد دور ابن تيمية في الحملات الكسروانية - خصوصًا الحملة الثالثة التي أفضت إلى خراب المنطقة وتهجير أهلها - وتطور وعيه بالارتباط بها، وأن يمرحل أدوار ابن تيمية في سياق الصراع السياسي المملوكي - الإيلخاني على بلاد الشام، في صيغة ثلاثة أدوار له، تحت أسماء ابن تيمية الأول وابن تيمية الثاني وابن تيمية الثالث، ومن ثَمّ الوصول إلى مرحلة ما بعد ابن تيمية الثالث في القرن الثامن الهجري/ الرابع عشر الميلادي الذي حلّ فيه زمان التعصب، والتحول من حقبة إحياء السنّة بالوسائل الهجيمونية، إلى فرضها بالأساليب القسرية المؤسسية. كما يحاول الكتاب الاجتهاد في وضع فتاوى ابن تيمية المتعلقة بالآخر المسلم في سياق تاريخها الاجتماعي- السياسي المحدد بهذا الصراع.التأريخ العربي وتاريخ العرب كيف كُتب وكيف يُكتب؟
يضم هذا الكتاب البحوث والدراسات التي قُدّمت في المؤتمر التاريخي الثالث الذي عقده المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في بيروت، بين 22 و24 نيسان/أبريل 2016، بعنوان "التأريخ العربي وتاريخ العرب: كيف كُتب وكيف يُكتب؟ الإجابات الممكنة". وهدف المؤتمر إلى البحث في احتمال كتابة تاريخ العرب، بناء على الأسئلة التي يمكن طرحها من زاوية نظر المؤرخ المعاصر، بدءًا بالسؤال: هل من تاريخ للعرب وحدهم، وهل من تاريخ واحد للعرب، ونهايةً بأسئلة التحقيب. تطرح هذه الأسئلة بالطبع من زاوية نظر التأسيس لأمة عربية، ومن زاوية نظر الدولة العربية بعد الاستقلال، وأخيرًا من زوايا نظر نقدية أخرى، رصدها هذا المؤتمر وناقشها، مع أخذ النهضة التي شهدتها الكتابة التاريخية العربية، بدءًا من عشرينيات القرن العشرين وثلاثينياته، واتسمت باستخدام مناهج البحث التاريخي الحديث.دفاتر الحرب الأهلية اللبنانية (1975 - 1990)
بعد اثنين وأربعين عامًا على الحرب الأهلية اللبنانية (1975) وسبعة وعشرين عامًا على توقفها (1990)، تسأل مؤلفة هذا الكتاب: ما الذي أوصلها "إلى هنا"؟ وإلى "هذا"؟ مثلها مثل جميع اللبنانيين، وجميع أبناء الدول العربية التي حصل فيها مثلما حصل في لبنان من قتل وتدمير. تحاول المؤلفة تقديم فصل، هامشي ربما، من فصول الحرب الأهلية اللبنانية، أوثق أيادي الآهلين وقادهم إلى حيث هم الآن، فكان هناك وصف لتجربتها الشخصية في دفتر، وحكايات ويوميات وتفصيلات صغيرة في دفاتر أخرى، وفي كل دفتر تترك للقارئ ترف الذهاب بعيدًا في تخيّل الدينامية الوجودية التي تطلقها حكايته على مصير أصحابها أو شخصياتها.تاريخ التصوف في وسط آسيا
قليلة هي الدراسات العربية التي أتت على تاريخ وسط آسيا، وقد يعود ذلك إلى قلة الاهتمام بتاريخ هذه البلاد العريق، أو عدم إتقان لغتها، أو لكون بعضها كان جزءاً من الاتحاد السوفياتي السابق . وإذا عدنا إلى تاريخ تلك البلاد التي يطلق عليها اسم «تركستان»، لوجدنا أنها كانت تملك حضارة عريقة ومتنوعة الينابيع، فهي متأثرة بالحضارة الصينية من جهة وبحضارة خراسان من جهة، أخرى، كما أنها تحمل الكثير من الخصائص الديموغرافية السكانية المتنوعة . هذا عدا عن أنها كانت ممراً للقوافل التجارية، فربطت بين الصين، وأسواق المشرق العربي وأوروبا، و هو ما عرف حينذاك بطريق الحرير .تاريخ بلدة معركة الحديث ١٩٠٠-٢٠١٥م
من أهم أهداف هذا الكتاب جعل التطوّر ملموساً، ليراه السّلفيون من البشر الذين يتطلَعون إلى الماضي، والماضي فقط، لاستعادته في الحاضر . وبالتّالي ليس من حافز يدفعهم للتَطلع نحو مستقبل أفضل . وإلى الذين يعيشون في عالم النظريات بعيدين عن الواقع، وبمجرد اطلاعهم على هذا الكتاب يلمسون مدى التطور والتحول الذي طرأ على مجتمع بلدتنا على الصعد كافة سواء في الزراعة، والصناعة، والعمران، ووسائل المواصلات والاتصالات، ثمّ على الصعيد الفكري، حيث الكثير من المفاهيم والعادات والتقاليد، ومنها ما تغيّر، أو اندثر أو تزحزح وأخذ أشكالاً تختلف عن السابق . وكل ذلك تبعاً لمتغيرات هامّة طرأت على أنماط الحياة، التّي رأيناها تتغير وتتبدل باستمرار . ذلك أنه ليس من ثابت في حياة البشر، لأنّ مجتمع البشرية ما هو إلّا جزء متمم لهذا الكون اللامحدود والمتحرك أبداً، والمتغير دائماً . وبإيجاز، قد أكون قللت من مقولة «التأريخ هو الوثائق»،لأنني رغبت في توثيق مرحلة لا تتجاوز المئة عام وبما يعني ثلاثة أجيال، وأنا واحد من الجيل الوسط، أخذت عمّن سبقني،ونقلت ما عايشته ودوّنت إنجازات من خلفوا جيلي وهذا مهم في حدّ ذاته .الإسلام في تاريخ شعوب الشرق
الكتاب الذي نضعه بين أيدي القراء يتألف من مجموعة أبحاث ومقالات ترى، من زوايا نظر مختلفة، إلى كيفية انعكاس الإسلام في تاريخ شعوب الشرق، وفي ثقافاتها بدرجة معيّنة؛ كما تعرضنا لماهية تأثير الإسلام في الحياة الاجتماعية-السياسية لتلك الشعوب . ذلك أن دراسة هذه المسائل ترتدي أهمية خاصة عقب ما نلمسه من تعزُّز العامل الإسلامي في الصراع الفكري-السياسي المحتدم في بلدان آسيا وأفريقيا النامية .الانصار والرسول
كثيرة الدراسات التي تناولت الإسلام الأول، سواء تلك التي لها طابع شمولي عام، أو تلك التي اكتفت بالتوقف عند محطات بارزة فيه، ربما كان كثيرها، أيضاً، موضع اهتمام سابق، ما جعل الضوء يتَّخذ بقعاً صغيرة متناثرة على صفحة هذا التاريخ، ويفترس الظلام بقية المساحة الواسعة، فلا تكاد تصطدم النظرة بغير وميض السيوف ورايات الحرب، أو تتصادى الأذن مع غير سنابك الخيل، وهي تعبر فضاء اللحظة وتخترق مدارات الزمن . ولعلّ بين الثغرات اللافتة في هذه الدراسات، أو معظمها، أنها كانت أكثر تركيزاً على العهود أو الشخصيات أو الأحداث الكبيرة، مثل «الوقائع» والثورات والفرق، وكل ما يندرج في الصراع السياسي على السلطة، سواء تمثّل بـ «أيام» العرب قبل الإسلام أو الحروب الطاحنة بعده، مكتسبةً الأخيرة بعض ملامح تلك «الأيام» الماضية، ولا سيما في العهد الأموي، الذي انطوى على انقسامات حادة بين العرب المسلمين .تأويل الأسطورة في كتابات أفلاطون
الكتاب الذي نقدمه للقارئ العربي هو سياحة فكرية في نظريات أفلاطون الفلسفية لا بحثاً عن أصولها الفلسفية القريبة، بل محاولة للوصول إلى أصول لها تضرب عميقاً في أرض الوعي الإنساني لما يعين بشكل أساسي على تكوين وعي بالعلاقة بين النظريات والأفكار ونظم صياغتها وهو بهذا المعنى يهم كلاً من القارئ المتخصص والقارئ المثقف. فالكتاب يحاول الإجابة عن جملة من التساؤلات وتحليل عدد من الإشكالات التي أبرزتها دراسة كتابات أفلاطون واستخدامه للأسطورة وتأمل الدواعي التي أدت إلى بزوغ التفكير الأسطوري بوصفه طريقة من طرائق وعي الإنسان بالعالم وبذاته، بالإضافة إلى الكشف عن المناهج المناسبة لدراسة الأساطير ومحاولات الفلاسفة والمفكرين والعلماء لفك رموزها وتحليلها مع عناية خاصة بأهمية الأسطورة في دراسة فلسفة أفلاطون وعرض مشكلاتها.إلياس بطرس الحويك طريرك الموارنة بطريرك لبنان ١٨٤٣ - ١٩٣١
يهدف المونسنيور عبدو يعقوبإلى توعية ذاكرتنا التاريخية ووجداننا الجماعي بالتوقف عند شخصية البطريرك العظيم إلياس الحويك، رجل العناية الإلهية، الذي قاد شعبه قبل الحرب العالمية الأولى وفي خلالها وحصل بعدها على إعلان دولة لبنان الكبير في الأول من أيلول سنة ١٩٢٠ . ويهدف تاليًا إلى تسليط الضوء على هذا الرجل العظيم من خلال عرض مراحل حياته كاهنًا ثم مطرانًا ثم بطريركًا، شارحًا المواقف التي اتخذها والأدوار التي أدّاها على المستويات كافة : الروحي والكنسي والتربوي والثقافي والديبلوماسي والوطني .سوار الذهب
ما أجمل البحر يشغفني مداه، ويبعث فيَّ السكينة . كنت أتساءل عن سر علاقتي به، وفي إحدى المرات وقع في يدي مصادفة، كتاب عن حضارة ما بين النهرين، وقد لفتني ما ورد فيه عن تكوين المرأة من المياه المالحة .. إنها أسطورة بالطبع، ولكن الأسطورة مهما ذهب بها الخيال، ليست منقطعة بالمطلق عن الحقيقة . وبمرور الأيام، بات البحر أفضل صديق لي في الغربة، وبسبب ظروف عملي في علم الآثار، كنت، ومنذ صغري، مفتونة بالحضارات القديمة وغموضها، والغوص فيها قد استولى على كل حياتي . بات عمري الآن ثمانية وثلاثين عاماً، ولم أكتفِ بعد الأبحاث والسفر في البعثات الاستكشافية حتى أصبح اسمي لامعاً، وكرمتني بلادي على إنجازاتي، وجعلني ذلك أتعطش أكثر فأكثر إلى متابعة مسيرتي . لكن ويا للأسف في كل مرة كنت أعود إلى موطني، كنت أشعر بأن كل تلك الإنجازات ليست ذات قيمة كبيرة بالنسبة إلى عائلتي وأصدقائي، فلا ينفكون يحادثونني عن الزواج وإنجاب الأطفال، وعن مستقبلي المظلم دون حياة عائلية . هذا دون إغفال نظرات الإشفاق في المناسبات الاجتماعية كالخطبة والزفاف وغيرهما، حتى فاض الكيل ولم أعد ألبي أية دعوة من تلك الدعوات .شمسطار في الذاكرة
يسعدني أن أضع بين أيدي أبناء بلدتي شمسطار، هذا الكتاب الذي جمع بين دفّتيه معلوماتٍ موثقة عن تاريخ بلدتنا، أردنا أن نجمعها وفاء لأهلنا الذين عمّروها على مرِّ السنين، وحفظاً لتاريخ نعتزُّ به، ونحفظه للأجيال القادمة كي نُكْمِلَ مسيرة الأولين؛ إنها شعاع من ضوء الماضي ينير طريق المستقبل. كما حاولنا أن نقدم فيه بعضاً من تراثنا الشعبي، ووصفاً للحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للبلدة، قبل أن تندثر ويطويها النسيان، وأفردنا مساحات للمبدعين والمجلّين من أبنائها، دون أن ننسى فخرَنا وعزّنا، أولئك المقاومين الذين قدّموا أغلى ما يملكون، دفاعاً عن الكرامة وصوناً للوطن.شهادات على القرن الفلسطيني الأول
كلما أنهيت قراءة فصل من فصول هذا الكتاب كانت قناعتي تزداد بأن إلياس نصرالله قدم عرضاً يمتزج فيه الماضي بالحاضر والمستقبل، مكوّناً زمناً فلسطينياً واحداً… فبالتذكر المتيقظ صوّر إلياس جوانب من ماضي فلسطينيي الداخل والشتات، وبالانتباه ألقى الضوء على مأساتهم المستمرة، وبالتوقّع استشفّ مستقبلاً فلسطينياً محفوفاً بالمخاطر. ومع أن استعادة أحداث الماضي ووصفها كما حدثت في الواقع هي مهمة مستحيلة، إلا أن قدرة إلياس على السرد والربط بين الأحداث أكسبت بناءه التاريخي تماسكاً مقنعاً. وسع إلياس المفهوم البسيط للتاريخ، حيث لم يكتف باستحضار ذاكرته الشخصية، وإنما زوّدها بمصادر متعددة ساعدته على إنتاج تاريخ حافل بالأحداث، جعلت منه مؤرخاً “بنفسه ولنفسه ولغيره”.فلسطين في الكتابة التاريخية العربية
…استأثر الاشتغال على حقل تاريخ فلسطين المعاصر بالقسط الأكبر من اهتمام الباحثين الفلسطينيين والعرب. وبينما بقي الاهتمام بحقلي تاريخ فلسطين القديم والإسلامي محدوداً، نشهد، في السنوات الأخيرة، تعاظماً للاهتمام بحقل تاريخ فلسطين العثماني، وبخاصة في المرحلة المتأخرة منه. وعليه، يبدو أن القضية الفلسطينية وتفاعلاتها ستبقى تحتل موقع القلب في جسم الكتابة التاريخية العربية عن فلسطين، وستظل إشكالية النكبة وتداعياتها في محور اهتمام العديد من الباحثين. بيد أن الاعتراف بهذه الحقيقة لا يعني أن هذه الكتابة ظلت تراوح مكانها وتدور حول نفسها؛ فالواقع أن مركزية القضية الفلسطينية، وهيمنة إشكالية النكبة، لم يحولا دون ارتسام آفاق تأريخ عربي جديد، راحت توجهاته تتبلور منذ سنوات عديدة، وتنحو في اتجاه تطوير أساليب الكتابة التاريخية العربية عن فلسطين، وتنويع وإغناء مصادرها وتوسيع دائرة اهتماماتها…المسلمون والحداثة الأوروبية
ترجع علاقة العرب والمسلمين بأوروبا إلى بدايات القرن الثامن الميلادي، وقد انطبعت هذه العلاقة باللامبالاة في خلال حقبات طويلة، لكنها تبدّلت، خصوصًا في الحقبة المعاصرة؛ إذ أدّى التقدّم الأوروبي إلى انقلاب هذه اللامبالاة إلى إعجاب والأخذ بما أحرزته أوروبا في الأفكار والعلوم والتقنيات. إلا أن العقود الأخيرة شهدت انحسار تأثير أوروبا والغرب، خصوصًا في مجال الأفكار، الأمر الذي يُحتّم على العرب إنتاج أفكارهم بأنفسهم، وهذا ما سعى المؤلف إلى معالجته في كتابه هذا الذي يضم الأعمال التالية: - اكتشاف التقدم الأوروبي. - تطور النظرة الإسلامية إلى أوروبا. - لم يعد لأوروبا ما تقدمه للعرب.مسمّى العراق وتخومه في المدونات البهلوية-الساسانية
يتناول هذا الكتاب دلالة مسمّى العراق ومرادفاته وبداية ظهوره، وهي إشكالية لم تحسم نتائجها بصورة نهائية بعد؛ إذ تصنف هذه المنطقة البحثية ضمن المناطق الرخوة وغير المستقرة عند الباحثين والمتخصصين في ميدان دراسة تاريخ العراق في مراحله القديمة والوسيطة. يحاول الكتاب إعادة استيعاب مفهوم مرادفات مسمّى العراق وتخومه في حقبة تاريخية تصنف ضمن الحقب البرزخية لشروعها الزمني قبيل ظهور الإسلام، وامتدادها حتى الإسلام المبكر، من خلال فحص إحدى المدونات البهلوية، بعد إعادة ترتيب عناصرها وقراءة بنيتها النصية وتفكيك نسيجها الداخلي لإدراك مدلولاتها، وذلك بزجّ مجمل العناصر في سياقها التاريخي الذي تبلورت فيه، من خلال طرح سؤالين: ما هي تلك المسميات؟ وما حدودها الجغرافية في المدونات البهلوية الساسانية؟ يمهد هذان السؤالان لطرح سؤال جوهري أساس: ما المرجعيات الثقافية والسياقات الأيديولوجية والاستعارات التاريخية والإحيائية التي ساهمت في صوغ تلك المسميات وتشكلها، والتعاطي معها بوصفها إشارةً رمزية ومعنوية إلى العراق؟التوظيف السياسي للدين والقانون في مشروع محمد علي
تقدم هذه الدراسة قراءة أوسع لأداتية الدين والقانون في مشروع والي مصر، وموقعهما في الإطار العثماني، بمناقشة محورية الدين في علاقته بالدولة العثمانية، وكيف أضحى مركز المعضلة التي واجهته عندما قرر التمرد على الدولة، وكان من أدوات الطرفين في صراعهما. كذلك، ستظهر الدراسة كيفية استخدام القانون في الصراع بين محمد علي والسلطنة، باعتباره وسيلة فاعلة اعتمدها الباشا في بناء مشروعه داخليًّا، ولدعم الاستقلال والخصوصية في مواجهة السلطان، وكيف حاول هذا الأخير تحجيمه بها.الهدية التوفيقية في تاريخ الأمة القبطية
منذ بدايات العصور التاريخية، كانت كلمة «قبطي» تُطلَق على الإنسان المصري القديم، ولم يكُن هذا الاسم في ذلك الوقت يحمل في طيَّاته أيَّ دلالة دينية، ولكن عقب دخول العرب ﻟ «مصر» أثناء الفتح الإسلامي، أصبح لهذه الكلمة دلالةٌ أخرى، فصارت تُعبِّر عن معتنقي الديانة المسيحية تمييزًا لهم عن غيرهم. عن كل ذلك وأكثر، يحدثنا «توفيق عزوز» في هذا الكتاب، شارحًا لموجز تاريخ الأقباط في «مصر» منذ فجر التاريخ حتى العصر الحديث، فيعرفنا على أصلهم وسبب تسميتهم بهذا الاسم، ويتحدث عن بعض عاداتهم القديمة المشهورة، ودياناتهم ولغتهم، وأعظم ملوكهم وحُكامهم، مشيرًا إلى الصراع التاريخي الطويل الذي خاضه ملوك الأقباط لأجل الحفاظ على حُكمِهم للبلاد، هذا بالإضافة إلى الوقوف على أحوال الأقباط في العصر الحديث، فيذكر لنا أهم أعيادهم، وأشهَر مدارسهم وكنائسهم وجمعياتهم.بلاد الشام في مطلع القرن العشرين - السكان والاقتصاد وفلسطين والمشروع الصهيوني قراءة في وثائق الدبلوماسية الفرنسية
في خضم هذه الأمواج المتعاقبة والمتقلبة، تجاذبتني فكرة إصدار الطبعة الثالثة من كتاب بلاد الشام، بين وقتٍ مؤجل وآخر، لأجد نفسي بعد كل تأجيل مأخوذًا إلى «مشروع أَوْلى»، ومدفوعًا إلى البدء بكتاب أو دراسة أرى لزامًا عليّ إنجازهما لسببٍ أو لأسباب، مثل البدء بالتأصيل المعرفي لبنية السلطة والعمل السياسي في المجتمعات العربية، في مرحلة الانتقال من الاجتماع السلطاني (الذي وُصف خطأً بالإسلامي) إلى مشروع الدولة الوطنية أو القومية. كان الخيار البديل يحتلُّ حيز الاهتمام الأوّل بدلًا من الغرق، على ما خُيّل إليّ آنذاك، في وثائق بلاد الشام ورواياتها وتقاريرها، فكان كتاب السلطة والمجتمع والعمل السياسي (1986) محاولةً في الدخول في هذا التأصيل المعرفي. وتتوالى الأحداث المحفّزة لكتابات لاحقة تتطلّبها أسئلة الحاضر. السؤال مثلًا، وفي لحظة من اللحظات، عن تاريخية الفكر القومي وتاريخية الفكر الإسلامي، وأين أصبحت مشاريع كلّ من هذين الفكرين في الواقع؟ كان السؤال ضاغطًا في خضم المراجعات الكبرى لمفاهيم مؤسّسة، مثل مفهوم الدولة ومفهوم المواطنة والمجتمع المدني والديمقراطية.المعرفة التاريخية في الغرب - مقاربات فلسقية وعلمية وأدبية
يعود اهتمامي بالقضايا المنهجية (الميثودولوجية) والمعرفية (الإبستيمولوجية) في الكتابة التاريخية إلى أواخر سبعينيات القرن الماضي، عندما كنت في فرنسا طالبًا يُعدّ أطروحة الدكتوراه. حاولت في ذلك الحين أن أتابع النشاط الفكري الذي شهدته الحياة الثقافية في مجالات الفلسفة والدراسات الإنسانية وتأثيرها في الكتابة التاريخية. حملت معي هذا الاهتمام إلى الجامعة التي درّست فيها ليتسنّى لي أن أعطي درسًا في فلسفة التاريخ ومناهجه لطلاب البحث التاريخي. لم يتوقّف شغفي واهتمامي بهذه القضايا لأجد نفسي منذ أربع سنوات أستغلّ ما تعلّمته وعلّمته وأبدأ مشروع كتابة دراسة عن المعرفة التاريخية. لكني، هذه المرة، قررت أن أخوض تجربة الكتابة باللغة العربية التي انقطعتُ عنها منذ بداية حياتي الأكاديمية.العقد الأخير في تاريخ سورية: جدلية الجمودة والإصلاح
بدأت قصّة هذا الكتاب المباشرة في أواخر عام 2010 في صيغة كتابة بحثٍ علمي موضوعي مكثّفٍ عن تاريخ سورية في العقد الأخير من تاريخ سورية، في إطار دراسات الباحثين المقيمين والمتفرغين في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات. لكن الباحث لم يباشر في كتابته وإنجاز فصوله الأربعة إلا في نيسان/أبريل 2011، بعد توافر مؤشّرات أساسية دالّةٍ وموثّقة عن ماجريات اندلاع ما أطلق عليه في حينه اسم «الحركات الاحتجاجية» في سورية. ومع تطوّر أشكال هذه الحركات، واتّساع رقعة انتشارها المجالي، وارتفاع كثافة المشاركة والانخراط فيها، وتجذير شعاراتها الأساسية على نحو متسارعٍ، باتت الحاجة ماسّةً إلى متابعة ماجريات هذه الحركات والأشكال الانتفاضية الجديدة التي اتّخذتها، وبروز قوة زخمها الذاتي الدفع، وتحليلها، أُضيف إلى الكتاب فصل جديد سرعان ما تحوّل إلى خمسة فصول أُغلِق تحريرها وتحكيمها في أواخر تمّوز/يوليو 2011. وقد نُشِرت هذه الفصول جميعًا على الموقع الإلكتروني للمركز. وارتُئي جمعُها في كتاب، رَغِب الباحثُ في أن يبقى من دون إدخال تعديلاتٍ جوهرية أو هيكلية أو جزئية عليه، لعدم ضرورتها، وللحفاظ على طبيعة البحث.علام يطلق اسم فلسطين؟
بدت فلسطين غائبةً نسبيا عن تلك الاضطرابات؛ إذ يؤكّد بعض المحلّلين الغربيين أنّ تلك الثورات غير مهتمّةٍ بالنزاع مع إسرائيل، وغير آبهةٍ بفلسطين، وأنّ برنامجها لا يُعنى إلّا بالسياسة الداخلية، وأنّها ليست مناهضةً لأميركا وللغرب. غير أنّ تلك التحليلات خاطئة من دون شكّ، مثلما أثبتته حوادث متعددة؛ بدءًا بالهجوم على السفارة الإسرائيلية في القاهرة، وصولًا إلى استقبال الحكومة التونسية الجديدة اسماعيل هنية، رئيس وزراء حكومة حركة حماس. لكنّ تلك الملاحظات القليلة وحدها، لا تستطيع أن تجيب عن السؤال الخاصّ بالموقع الذي تتبوّؤُه فلسطين في تلك الثورات العربية؛ فللإجابة عن هذا السؤال، لا بدّ من العودة قليلًا إلى تاريخ العلاقات التي ربطت القضية الفلسطينية بالعالم العربي.تحولات في مواقف النخب السورية من لبنان
حاولنا في هذه الدراسة، البحث في المواقف السياسية والتصورات الفكرية السياسية المتحولة، بما حملته من عناصر الديمومة والثبات، التي شهدها الاجتماع السياسي السوري بدلالة العلاقة بلبنان، والتعرُّف، عن قرب، إلى التوجهات التي حملتها التيارات السياسية السورية المختلفة عن الجار اللبناني، وعن مستقبل العلاقة به، والصورة المثلى التي تصبو إليها تلك التيارات لتكون عليها تلك العلاقة. اعتمد البحث على المنهجية التاريخية المنفتحة على الزمان والمكان في ترابطهما؛ فنظرنا إلى المظاهر الفكرية ومواقف الأفراد والجماعات بعضها من بعض من خلال وضعهم في سياقات التحولات الاجتماعية التاريخية، مع محاولة دراسة الحمولات الاجتماعية للأفكار والاتجاهات السياسية ومغزاها الاجتماعي ـ التاريخي، في الترابط مع البيئة السياسية الإقليمية والدولية، في سياق مواجهة القوى «الخارجية» التي هيمنت على تطور البلاد من قوى الانتداب وغيرها، وهو ما يحيل إلى معاينة تأثيرات «الحوادث الكبيرة»، التي كان لها ثقلها في الحركية الاجتماعية السياسية، والتي أدى فيها العامل الخارجي «التدخلي» دوره في إِحداثِها، فمثّلت نوعًا من «الصدمات التاريخية»، التي عملت على تغيير مجرى الأحداث الاعتيادية، كما مثّلت في حدوثها انقطاعًا في السلسلة السببية الفاعلة في حركية الاجتماع السوري والعربي أيضًا، وتركت بصماتها وتأثيرها في ماجريات الأفكار والسياسات.