صندوق الدنيا
كنت أجلس إلى صندوق الدنيا وأنظر ما فيه، فصرت أحمله على ظهري وأجوب به الدنيا، أجمع مناظرها وصور العيش فيها عسى أن يستوقفني أطفال الحياة الكبار، فأحط الدكة وأضع الصندوق على قوائمه، وأدعوهم أن ينظروا ويعجبوا ويتسلوا … وكما أن «صندوق الدنيا» القديم كان هو بريد «الفانوس السحري» وشريط «السينما» وطليعتهما، أرجو أن يقسم لصندوقي هذا أن يكون — فى عالم الأدب — تمهيدًا لما هو أقوى وأتم وأحفل.
أحلام الفلاسفة
يضم هذا الكتاب بين دفتيه أروع أحلام فلاسفة العالم، إنه الحلم الذي يحيا من أجله الإنسان حتى الآن «اليوتوبيا» أو «المدينة الفاضلة». ذلك الموضوع الذي أُثير منذ أمدٍ بعيد؛ فقد ابتدأه «أفلاطون» في العصور القديمة ثم «توماس مور» في عصر النهضة، وتوالت الأحلام والأفكار حتى الآن، كلٌّ منهم يؤسس مدينته ويضع أسس نظامها، وقد اختار هؤلاء الفلاسفة النظام «التضامني»، فتارة يكون هناك اشتراك فى ملكية رأس المال، وتارة أخرى نراه اشتراكية في مواجهة الثورة الصناعية، ثم شيوعية في مواجهة الرأسمالية، وأخيرًا يجيء الحلم المصري «خيمى» الذي يسعى فيه «سلامة موسى» أن يؤسس يوتوبيا مصرية. حقًّا اختلف الفلاسفة في تحديد اسم المدينة، ولكنهم اتفقوا في الحلم.آراء أناتول فرانس
كان أناتول فرانس — أحد أعلام الأدب الفرنسيِّ في القرن التاسع عشر — أديبًا من الطراز الرفيع؛ فمجموع ما تركه من مؤلفات وأعمال أدبية يكشف عن تحلِّيه بموسوعيَّة هائلة ضاهى بها مفكِّري عصره. وقد برز في كتاباته طابع فلسفيٌّ واجتماعيٌّ خاص، وروح حكيمة ومرحة في آنٍ واحد، فضلًا عن قدرته على سبر أغوار النفس البشرية، واستنطاق الطبيعة والكون بأسره. ولمَّا كان إعجاب عمر فاخوري بالأديب الفرنسيِّ عظيمًا، وكانت فجيعته في وفاته سنة ١٩٢٤م عظيمة هي الأخرى، فقد أراد أن يقدِّم لقراء العربيَّة قبسًا من أفكار أناتول وآرائه، بما تضمَّنته من قضايا النفوس والأرواح، والحياة والموت، والحقيقة والخرافة، والعلم والدين، والماضي والمستقبل، والتمدُّن والوحشيَّة، والحبِّ والغواية. إنه واحدٌ من الكتب التي تمتع القارئ وتحمله على الفكر والتفكُّر.الكون والفساد
«الكون والفساد» كتاب يضم بين دفتيه أفكار فلاسفة اليونان القدامى من أقدم العصور وحتى عصر أرسطو؛ حيث يتناول أرسطو الآراء السابقة التي ناقشت الكون ومكوناته، والأجسام وماهيتها وفسادها؛ فيقوم بتشريح هذه الآراء، كما يعرض الأسس التي قامت عليها نظريته، ثم يَصُوغ هذه النظرية في قالب فلسفي بديع. كما يحتوي الكتاب على ثلاث رسائل موجَّهة إلى كبار معارضيه، وهم: «ميليسوس»، و«إكسينوفان»، و«غرغياس»، حيث يتناول نقدَ نظرياتهم المتعلِّقة بالكون، والنظرية الوجودية، كما ناقش فكرة وحدانية الله. وقد كان لهذا الكتاب عظيم الأثر على فلاسفة المسلمين في العصر الوسيط، حيث تُرجم لأول مرة على يد «ابن رشد»؛ الذي لقَّبَه «دانتي» ﺑ «الشارح الأكبر لأرسطو».فلسفة اللذة والألم
تُعَدُّ قضية المركز أو «اللوجوس» هي القضيَّة الأساسيَّة في دراسة التراث الفلسفي، فلا توجد فلسفة دون مركز؛ لذلك تتعدَّد المدارس والمذاهب الفلسفيَّة بتعدد مراكز التحليل الفلسفيِّ وبؤر التحليل المعرفي، ويُعَدُّ هذا الكتاب إطلالة مميَّزة على أحد هذه المذاهب التي جعلت من اللذة والألم بؤرة للتحليل ومركزًا تنطلق منه حياة الإنسان. وتُنْسب بدايات هذا المذهب إلى الفيلسوف اليوناني «أبيقور» الذي كان يقول بأن اللذة هي غاية الحياة، وأن المعرفة لا تتحقق إلا بالحواس، وقد انشغل «إسماعيل مظهر» بتأليف هذا الكتاب مدة أربع سنوات كاملة، تابع خلالها أصول هذه المدرسة الفلسفية وتطوُّرها عبر التاريخ.خواطر حمار
في عالم لا يحترم حقوق الإنسان ولا يقيم للإنسانية وزنًا، هل نتوقع أن يحمل للحيوانات أي تقدير؟ من هذا المنطلق تأخذنا الأديبة الفرنسية «دي سيجور» لأعماق النفس الحيوانية، لتسجل في كتابها خواطر تمثل ما يمكن أن يقوله الحمار لنا لو أُتِيحَت له الفرصة للحديث معنا. الحمار «كديشون» يريد أن يمحو من ذاكرة الإنسان ما أُشِيع عن الحمار من أنه غبي وكسول وسيئ التصرف، فعلى العكس من ذلك أثبت «كديشون» أنه أذكى كثيرًا من الإنسان، حتى إنه لُقِّب بـ«الحمار العالِم». ويقوم الحمار بعدد من المغامرات التي تظهر فيها قدرته على المكر وخداع الإنسان، كما يقدِّم نفسه كشجاع يخاطر بحياته لينقذ صديقته المقربة. إن «خواطر حمار» سيغير الكثير من مفاهيمنا السابقة عن ذلك الحيوان التعس.
الآراء والمعتقدات
يُفصِّل الكتابُ علاقة المرءِ بالمعتقد والرأي الذي يؤمن به؛ فعلى مدار تسعة أبواب يُثير المؤلِّف أسئلة تتكشف مع محاولات الإجابة عليها؛ فيوضِّح الفروق بين الآراء والمعتقدات من جهة، والمعرفة من جهة أخرى، إضافة إلى شرح آليات ومظاهر التأثُّر بالرأي والمعتقد، سواء من باب الأثر النفسي الواقع أو اللذة المتوقعة، كما يشرح الكتاب أنواع الغرائز وما يحرِّكنا ناحية معتقداتنا وآرائنا، ويُفصِّل آلية عمل هذه المحركات، وأسباب التصادم والتنازع بينها داخل المجتمعات، وآليات التوفيق أيضًا. ويوضِّح بالشرح مفهوم الرأيِ الفرديِّ، مبيِّنًا مظاهر الخصوصيَّة من فرد لآخر، والمؤثرات الخاصَّة على الفرد في هذه المسألة. ، ثم يتعرَّض لنفس المشكلات في آراء المجموع. ، لينتقل بعد ذلك إلى شرح آليات انتقال الرأي وانتشاره، والوسائل المستخدمة في الترويج للآراء والمعتقدات في المجتمعات. ، ثم يقدِّم مباحث تجريبية في تكوين المعتقدات وما ينشأ عنها من حوادث غير شعورية.مبادئ الفلسفة
لا شك أنَّ للفلسفة أهمية كبرى في حياتنا؛ فكل ما نقوم به يُمثِّل فلسفتنا في الحياة، وبالرغم من أهمية الفلسفة إلا أن تعقيداتها أبعدتنا عن دراستها والقراءة فيها، غير أن هذا الكتاب الذي بين أيدينا الآن يتناول الفلسفة بشكل مُبسَّط وسلس؛ ليُمكِّن القارئ العادي من الاطلاع عليها ودراستها، فالكتاب على الرغم من صغر حجمه إلا أنه ألمَّ وبشكل جيد وغير مخلٍّ بجوانب الفلسفة المختلفة. وقد قُسم الكتاب إلى قسمين؛ الأول: يعرض موضوع الفلسفة وفروعها وتاريخها، أما القسم الثاني فقد عرض فيه المؤلِّف لعدد من النظريات الفلسفية ونقاشاتها. وفي نهاية الكتاب يقدم أحمد أمين جهدًا مضافًا إلى ترجمته؛ حيث يضع معجمًا بالأعلام الواردة في الكتاب ليسهل على القارئ معرفتهم من خلال نبذة مختصرة عنهم.الإيمان والمعرفة والفلسفة
«الإيمان والمعرفة والفلسفة» هو كتاب للدكتور محمد حسين هيكل يستعرض فيه الاستقطاب التاريخي القائم بين رجال العلم ورجال الدين؛ حيث يرجع الخلاف التقليدي بين هذين الفريقين إلى منطلقات منهج النظر؛ فالفريق الأول ينطلق من أسس تجريبية حسيّة، بينما الفريق الثاني ينطلق من أسس ميتافيزيقية غيبية، ويحاول هيكل من خلال هذا العمل تجاوز التعارض القائم بين الفريقين؛ فالدين والعلم متكاملان، فعلى الرغم من أن العلم يوسع من رقعة المعلوم إلا أنه يزيد في المقابل من رقعة المجهول أضعافًا مضاعفة، لذلك يبقى العلم قاصرًا عن الوصول للرؤية الكلية والنهائية التي يمدنا بها الدين.الفلسفة الألمانية
لا تزال الفلسفة الألمانية تُشكِّل جوهر الفكر الحديث، ويُلقي هذا الكتاب من سلسلة «مقدمة قصيرة جدًّا» الضوءَ على كبار الفلاسفة الألمان، بما فيهم كانط وهيجل وماركس ونيتشه وهايدجر وهابرماس، فضلًا عن بعض المفكِّرين الذين لم يُوفَّوا قدرهم من أمثال فريدريش شليجل ونوفاليس وشلايرماخر وشيلينج. يرى أندرو بووي أن الفلسفة الألمانية تقدِّم وسائل لفهم العالم المعاصر؛ لأنها مَلمَحٌ إشكالي من التاريخ الألماني، ومَنْهلٌ مهم لمحاولة التوافُق مع الحداثة. كما أنه يلقي الضوء على القيمة المهمَّة التي يمكن أن تسهم بها أفكار الفلسفة الألمانية في معالجة الأحداث والمعضلات الحديثة، بما فيها الهولوكوست.جوامع الكلم
قبل ابتداع لعبة اﻟ «مئة وأربعين حرفًا» في موقع التدوينات المصغَّرة الشهير «تويتر»، لطالما أخذت بالألباب تلك العبارات القصيرة، والتي تسير بين الناس أمثالًا وحِكَمًا تحمل القليل من الألفاظ، الكثير من المعاني. وفي هذا الكتاب يجمع لنا «غوستاف لوبون» شتَّى أفكاره المنثورة في مؤلَّفاته الاجتماعيَّة والتاريخيَّة والفلسفيَّة المختلفة، لتنتظم تلك الومضات الملهِمَة في كلماتٍ قليلةٍ جامعة، تَعْلَقُ بذاكرة متلقِّيها، وتحمل خلاصة أبحاث مُطوَّلة وتجارب عميقة. وقد سلَّطت تلك الجوامع الضوء على قضايا ذاتيَّة، وأخلاقيَّة، وسياسيَّة، واجتماعيَّة، وقوميَّة متنوعة، باعتبار أنَّ تلك القضايا هي الأكثر مصيريَّة في حياة الأمم. والمؤلِّف إذ يوردها مختزلةً في صورة عباراتٍ مُوجزَة مُتقنَة، فهو يستدعي وعيًا مُتنبِّهًا، ويفتح الأذهان على آفاقٍ فكريَّةٍ لا محدودة، ويدلِّل على مبدأ أنه «كلما اتسعت الرؤية ضاقت العبارة».فَلسَفَةُ ابنِ رُشْد
يستعرض فرح أنطون في هذا الكتاب فلسفة «ابن رشد» من حيث مصادرها، وبنيتها، ومجال تأثيرها الذي امتد ليشمل الشرق والغرب، وكان سببًا في النهضة الأوروبية الحديثة، حيث استفاد القديس «توماس الأكويني» من أفكار «ألبرت الكبير» الذي تعلم من خلاله الفلسفة الرشدية، والتي استطاع بها الأكويني أن يتجاوز العقبة الكأداء التي كانت تؤرق الفكر الأوروبي، وتحكم العقل الجمعي الأوروبي إبان هذه الفترة، وكانت هذه العقبة تتمثل في رأي الأوروبيين المسيحيين في التعارض بين الحقيقة الإلهية والحقيقة العقلية؛ لذلك كانت الفلسفة وكثيرٌ من العلوم تعد كفرًا، فجاءت فلسفة ابن رشد وكتاباته لتؤكد على أن هذا التعارض ظاهري، ويكون عادة إما نتيجة للقصور في فهم الواقع، أو عدم الفهم الحقيقي للنص، وهو ما مهد بعد ذلك لقيام عصر النهضة الأوروبي.العقل الباطن
العقل الباطن أو مكنونات النفس» هو كتاب لسلامة موسى، يلخص فيه ما قرأه لأقطاب علماء النفس الغربيين، أمثال سيغموند فرويد النمساوي، وكارل يونج السويسري، وأدلر الفرنسي، ورفرز الإنجليزي. وقد حرص موسى في هذا العمل أن يتجنب المصطلحات العلمية قدر الإمكان، وأن يكتب بأسلوب سلس وسهل، ييسر علي القاريء فهم الأفكار والنظريات دون تعقيد أوغموض. ويبحث هذا الكتاب في العقل الباطن أو اللاوعي، والدور المركزي الذي يلعبه في تحريك النفس البشرية، كما يبين لنا الكتاب كيف تتجلى مظاهر المرتبطة بالعقل الباطن في الخواطر الأوهام والأحلام التي تخالج نفس الإنسان. بالإضافة إلى ذلك يوضح لنا الكاتب كيف يمكن للإنسان أن يتعامل نفسيًا مع الهموم والأمراض الناتجة عن الكبت والتراكم المستمر للأشياء في اللاوعي.مشاعل الطريق للشباب
يمر الإنسان منذ ولادته بعدة مراحل عمرية، يحمل كل منها سمة غالبة على الأفعال والسلوكيات والممارسات، سواء كان ذلك في المجال العام والخاص. ففي الطفولة يرتبط الإنسان بوالديه ارتباطًا كبيرًا، وتوجَّه أفعالهُ تربويًا، ويكون حيز الفعل الذاتي ضيقًا إلى حد كبير، كما يكون الإنسان ضعيفًا من الناحية الجسمانية، غير مؤهل للاعتماد على الذات. لذلك فالطفولة هي المرحلة الأكثر سيولة وتأثرًا بالعالم المحيط. وإذا نظرنا إلى مرحلة الشيخوخة سنجد أنها المرحلة الأكثر صلابة والأقل تأثرًا بمحيطها الاجتماعي، حيث يميل الإنسان فيها إلى الاستقرار والسكون عن التغير والحركة، إذ تبلغ الحكمة منتهاها، وتصل الخبرة إلى مداها، فيكون حيز الفعل الذاتي كبير. أما مرحلة الشباب فهي أكثر المراحل العمرية حيوية ونشاطًا، تظهر فيها علامات النضوج النفسي والعقلي والجسماني على الإنسان، كما يبدأ فيها حيز علاقاته الاجتماعية بالتشكل بناء على الاخيار الحر. كما يحمل الإنسان فيها الكثير من الطموحات والآمال العريضة والواسعة التي تتناسب وطاقته العقلية والجسمانية الكبيرة. ويحافظ الإنسان في هذه المرحلة على مسافة متساوية بينه وبين ذاته وموضوعاته، فيتأثر ويؤثر، ويغير ويتغير. لذلك يجمع الشاب بين ليونة الطفل رعونته، وصلابة الشيخ وحكمته. باختصار هي تستحق الاهتمام، لأنها قد تصير عنفًا بعد أن كانت عنفوانًا.هؤلاء علموني
من منا ليس له في هذه الحياة مُعلم، يستفيد منه ويتعلم من تجاربه وأفكاره؟ من منا لا يحيا بدون مَثَل، يستوحي منه القيمة ويستلهم منه المنهج الذي يطبقه في عالم الحياة؟ إن كل إنسان يُعَلِمُ ويَتَعَلّم، يُفِيدُ ويَستفيد، وبقدر ما يرتضي الإنسان أن يتعلم ويستفيد، بقدر ما يكون عطاؤه في أن يُعلِّم وأن يُفِيد. هكذا يفعل سلامة موسى في كتاب «هؤلاء علموني»، الذي ارتأى من خلاله أن يقدم خلاصة مصادره الفكرية، ليستفيد منها القاريء كما استفاد منها الكاتب.الطبيعة وما بعد الطبيعة
يجسِّدُ الكاتب «يوسف كرم» مفهوم الطبيعة في هذا الكتاب بصورة تُبرِزُ أهمية «الميتافيزيقا»؛ أي ما بعد الطبيعة، والتي وهي المقاربة التي يوجِّه الكاتب من خلالها رسالةً للعقل الإنسانيِّ فحواها: إنما القصدُ من هذا الوجود الطموحُ إلى ما وراء الوجود؛ أي معرفة الحقائق الكونيَّة في الظواهر الطبيعيَّة عن طريق النظر العقليَّ في معرفة علل وجود الأشياء، . ثم ويتعرَّض المؤلِّف لقضية وجود الله وصفاته. ، كما يربطُ في نهاية هذا الكتاب كذلك بين الواجب الدينيِّ والواجب الطبيعيِّ الذي يعتبرهباعتبار الأول نِتَاجًا ناتجًا من نتاجات للواجب الطبيعي الثاني، ويُنزِلُ مُنزِلًا الدين منزلة العلوم الرياضية، باعتبار أنَّ كليهما يستندُ إلى مقدماتٍ تُفْضِي إلى نتائج؛ ، داعيًا إلى التفكير المُوصِّل لأسرار الطبيعة؛ ، لأنه كرَدِيفِ الأفق للأفق الواسع، والمعرفة اللامحدودة.خلاصة اليومية والشذور
نقدم للقارئ شذرات فكرية نفيسة من آراء وتجارب الكاتب الكبير «عباس العقاد»، صاغها بأسلوبه المتميز الفخم، وظهرت فيها ثقافته الموسوعية واطلاعه على مستجدات الفكر والعلم في عصره؛ حيث يستكمل العقاد تقديم مشروعه الفكري الخاص، الهادف لبث الاستنارة في العقول والأفهام؛ فيعالج موضوعات وقضايا هامة، مقدمًا إياها فى قالب نثري مختصر ليس بالمقال، ولكن يمكن اعتباره نبذاتٍ فكريةً مركَّزة تتنوع ما بين الفلسفة واللغة والفنون، يعرض فيها جوانب من مشكلات المجتمع وآفاته، وذلك بشكل جادٍّ يبتعد كل البعد عما ساد أساليب الكُتَّاب في تلك الفترة من غلبة للأسلوب الإنشائي على حساب الاهتمام بالقضايا الجادة؛ لذلك فإننا نطالع كتابًا متميزًا جديرًا بهامة شامخة كالعقاد.جحا الضاحك المضحك
يُعرف العقاد بأنه كاتب ومفكر رصين، يناقش الجادَّ من الموضوعات، وحتى في كتابه الممتع «جُحَا الضاحِك المُضحِك» لا يتخلى العقاد عن عهده الذي أخذه على نفسه بأن يكون قلمه لتنوير مجتمعه ومصلحة قارئه؛ فيقدِّم دراسة شاملة عن الضحك إيمانًا منه بأهميته، متسائلًا: لماذا نضحك؟ وما هي فلسفة الضحك؟ ويسوق آراء بعض الفلاسفة وعلماء النفس والأطباء عن أسباب الضحك وماهيته وأسبابه النفسية والبيولوجية. كما يتطرق لذكر الضحك في الكتب الدينية كالقرآن والإنجيل والتوراة، ويعرض أيضًا نظرة الناس عمومًا إلى الضحك، ذاكرًا بعض النوادر الطريفة المُنتقاة من تراث الأمم، ثم يحلل أهم الشخصيات التاريخية الضاحكة التي أضحكت الناس بنوادرها وذكائها حينًا، وغفلتها حينًا آخر، وهي شخصية «جحا»، حاكيًا أشهر نوادره ومتتبعًا لهذه الشخصية عبر التاريخ، ومتسائلًا أكانت شخصية حقيقية أم نسجًا من الخيال؟فلسفة الغزالي
اشتهر الإمام «أبو حامد الغزالي» بردوده القوية على فلاسفة عصره، حيث انتقد أفكارهم وفندها، ورأى أن انتشار مناهج الفلاسفة وسط الناس قد سبب تشككهم في الدين وأدى إلى الانحلال الأخلاقي، لذلك قرر الغزالي أن يعكف على دراسة المناهج الفلسفية لكي يتسنى له الرد على بصيرة فخرج بكتبه الشهيرة «مقاصد الفلاسفة» الذي بين فيه المناهج الفلسفية وقسمها، وكتابه «تهافت الفلاسفة» الذي رد فيه على بعض فلاسفة المسلمين بعنف وصل به إلى اتهامهم بالكفر والابتداع، ولكن مع ذلك كانت كتبه من أول الردود العلمية والموضوعية التي قاومت الفكر بالفكر، حيث نقد أفكار الفلاسفة بشكل تفصيلي وتحليلي بل وفلسفي، ليحمل فكره طابعًا فلسفيًّا رغمًا عنه بحيث يمكن القول إن هناك فلسفة فكرية خاصة وضعها الغزالي وهو الأمر الذي يبينه العقاد في هذا الكتاب الصغير.فلسفة الوجود
ظلت قضية «الوجود» هي اللازمة الأساسية فيما يأتي على خاطر الإنسان منذ نشأته؛ ولذلك ظل الاندهاش والحيرة هما أبرز العلامات التي تعتريه على إثر التفكُّر في هذه القضية، و«نقولا الحداد» هنا يتناول بالبحث والشرح «فلسفة الوجود»، كما يعمد من خلال طرح عديد من النظريات الخاصة به هو إلى مناقشة «الجاذبية» وتأثيرها على سائر مكنونات الكون؛ فهي القوة القصوى في يد المُحرِّك الأول «الله»، ومن خلال ثلاثة أبواب رئيسية يناقش الكاتب أنظمة هذا الوجود بأنواعها: «المادي» و«الحيوي» و«العقلي»، وفي النهاية يورد بابًا خاصًّا لتناول بعض القضايا الفلسفية، ويخلُص إلى أنه لا يُحتمل أن يكون للكون إلا نظام واحد، وهو النظام الذي نعرفه له الآن، ولأننا لا نستطيع أن نتصور نظامًا غير هذا؛ فهو إذن طبيعة في المادة نفسها أو سجية فيها.أصول الأخلاق
يعد هذا الكتاب من أوائل الكتب التي ترجمت إلى العربية التي تتحدث عن الأخلاق كعلم مستقل بذاته، فهناك الكثير من المؤلفات التي وضعت في علوم السلوك والواجبات والنصائح، لكنها لا ترقى إلى مستوى العلم القائم على تقسيم المعرفة وتبويبها وفقًا للطريقة العلمية، ومن هنا تتجلى أهمية هذا الكتاب بالنسبة للمعلم والمربي ليعلم ما يجب عليه أن يرسخه في نفوس النشأ الصغير الذي يقوم بتشكيل وعيه الأخلاقي في سنوات عمره الأولى ليشب إنسانًا قويم الأخلاق نافعًا لنفسه ولأمته.تاريخ الفلسفة الأوربية في العصر الوسيط
يتناول الكتاب مرحلةً هامَّة من تاريخ الفلسفة، ألا وهي الفلسفة الأوروبية في العصر الوسيط، وقد استهلَّ الكاتبُ كتابَهُ بمقدِّمةٍ أجلى فيها المراحل التي مرَّت بها الفلسفة الأوروبية في العصر الوسيط، والتي عُرِفَتْ – آنذاك – باسم «الفلسفة المدرسية». وقد قَسَّم الكتاب إلى أبوابٍ وفصول عرضت الملامح التي تألَّفَت منها تلك المرحلة الجذرية من تاريخ الفلسفة؛ فتناول في الباب الأول الأعلام الفلسفية الرائدة والمُمَيِّزَةِ لتلك الفترة، وتطرَّق في الباب الثاني إلى العصر الممتد من النهضة التي بعثها شارلمان في الربع الأخير من القرن الثامن إلى نهاية القرن الثاني عشر، وما اتَّسم به هذا العصر من ازدهار للحركة العلمية. ثم انتقل الكتاب بعد ذلك للحديث عن انفصال المدارس عن السلطة الأُسقفية، والثورة على المعاني المجردة والنزوع إلى الواقع التجريبي.تاريخ الفلسفة اليونانية
«الفلسفة» هي حياة اليوناني القديم، الذي ترجم حياته وأولوياته بناءً عليها؛ فقد أرجع كل شيء إليها، كما أنه لم يُبدِع في شيء مثلما أبدع في الفلسفة والأدب. وقد قدمت لنا الفلسفة اليونانية أعظم الفلاسفة على الإطلاق؛ فهم الذين وضعوا بذرة الفلسفة للعصر الحديث، فقد وضع هؤلاء الفلاسفة المبادئ الأولى للفلسفة، ولكنهم أيضًا لم يأتوا من العدم؛ فثَمَّة إرهاصات كانت بمثابة بصيص من النور الذي حوَّلَهُ فلاسفة اليونان إلى شعلة حملوها ليضيئوا بها شمس الحضارة الإنسانيَّة. وهو ما التقفَه الفلاسفة المسلمون والأوروبيون على حدٍّ سواء؛ ليستكملوا مسيرة العلم التي لا تنتهي أبدًا. وقد حدَّد لنا يوسف كرم الأُطُر الأساسية التي قامت عليها الفلسفة اليونانية منذ فجر التاريخ، وحتى انتهاء دور الفلسفة اليونانية، ليبدأ طَوْرٌ جديد من الفلسفة السكندرية والمدرسية.أصل العائلة والملكية الخاصة والدولة
هو كتاب من تأليف فريدريك أنجلس، وفيه خلاصة لابحاث العديد من الباحثين الأمريكيين، الذين قاموا بدراسة العديد من القبائل الهندية، المتفاوتة التطور في الأمريكيتين، وصدر هذا الكتاب بعد وفاةماركس، ويقوم بتفسير تطور العلاقات الاسرية، في ظل تغير العلاقات الاقتصادية ووسائل الإنتاج ان هذا الكتاب كان من الكتب الرئيسية في الماركسية، والجدير ذكره أن الاكتشافات الأثرية في العراق وسوريا، بعد عشرات الأعوام على صدور الكتاب، جاءت مؤيدة لما توصل إليه أنجلز في كتابه، علما بان هذا النوع من الدراسات الماركسية، لم يلق مجابهات فكرية مع الفلاسفة المثاليينسَبيل الحيَاة
عجيب هو سبيل الحياة! مَنْ مِنَّا يُخيَّر أن يأتي الدنيا أو لا يأتي؟ ومَنْ مِنَّا يُخيَّر أن يغادر الدنيا أو يبقى فيها؟ وبين هذه وتلك يوجد سبيل الإنسان في الزمان والمكان، فيُصَيَّرُ على أمورٍ ويُخَيَّرُ على أخرى؛ فمَنْ مِنَّا مثلًا يختار أمه وأباه وإخوته؟ ومَنْ مِنَّا يختار لغته التي ينطق بها، وشعبه ووطنه الذي ينتمي إليه، ودينه الذي يؤمن به؟ ولكن بالمقابل، مَنْ مِنَّا لا يملك أن يختار بين الخير والشر أو بين العدل والظلم؟ ومَنْ مِنَّا لا يُخَيَّر بين الكفاح والجد، واللعب والكسل؟إنه بالفعل سبيل يستحق التأمل والنظر، لذا؛ اختار المازني هذا الكتاب الذي يُعَبِّر فيه عن تأملاته في النفس والحياة، حيث تناول فيه التجارب الإنسانية في جوانبها الأدبية والاجتماعية والنفسية والتي شكلت بدورها فكره ووجدانه، فعَبَّر عنها في أسلوب نثري بديع، وجسَّدها من خلال ألفاظه وكلماته.غريزة المرأة
لا يكون الوفاق بين الرجل والمرأة إلا إذا فهم كل منهما طبيعة الآخر، وما تتطلبه كل من الغريزتين، أما الشقاق فيحدث نتيجة العجز عن هذا الفهم، وقد تؤدي أسباب أخرى إلى الخلاف والجفوة، ولكن من المحقق أن العجز عن إدراك مطالب الغريزة النوعية للمرأة يؤدي بلا أدنى شك وفي كل حال إلى فساد ما بينها وبين الرجل، ومن الرجال من يكون سلوكه مُرْضيًا للمرأة ومحبِّبًا لها فيه وهو لا يدري لماذا، لأن سلوكه معها لا فضل فيه إلا للفطرة الذكية، غير أن الفهم الصحيح لا يكون إلا ثمرة الدرس العلمي، وليست الغريزة النوعية في المرأة فوضى، فإن لها قوانين قد يلحقها الاضطراب أحيانًا ويصيبها الشذوذ، ولكنها حتى في شذوذها واضطربها غير مستعصية على الدرس.رسالة الحياة
لطالما شُغل الإنسان بالبحث في سرِّ الحياة وغاياتها شُغلَه بنفسه وخفاياها، وربما شغلته الحياة عن ذاته حينًا فضاع فيهما معًا. وقد اعتقد «إبراهيم ناجي» أن المفتاح لمعرفة رسالة الإنسان هو الإحاطة برسالة الحياة. والحياة التي يتناولها هذا الكتاب هي ذلك اللغز الكبير الذي يستعين المؤلِّف على فكِّ طلاسمه باستحضار المعارف والعلوم والآداب، والوعي العقليِّ والشعوريِّ الإنسانيِّ النامي. ورسالة الحياة بحسب ناجي طيفيَّة، تنطوي على ألوان من القيم والفنون والأساليب، مبحثها الأهم هو الحقيقة، وغاية غاياتها السعادة. ومن هنا يناقش الكاتب موضوعات شتى في رسائل متعددة، بينها: رسالة الأدب، رسالة الفلسفة، رسالة الحضارة، رسالة علم النفس، رسالة العقل، رسالة الشباب، رسالة الأخلاق … إلى آخر مكوِّنات الحياة.العقل والوجود
يُبرِز لنا الكاتبُ في هذا الكتاب أهميةَ الدور المحوري الذي يلعبه العقل في إدراكِ الموجوداتِ التي يُعنَى بها مبحث الأنطولوجيا «مبحث الوجود» باعتباره أحد المباحث الفلسفية الأساسية، ويتفق الكاتب مع وجهة النظر الفلسفية القائلة: إن المعرفة العقلية أرقى من المعرفة الحسيةِ، وذلك باعتبار أن العقل جارحةٌ إنسانية تمتلكُ قوةً تُمكِّنها من إدراكِ أنماط شتى من المعارف اللامادية، ويربط الكاتب بين الموجودات والدور الذي يلعبه العقل في إدراكِ هذه الموجودات؛ وذلك باعتبار أنَّ العقل هو الرئيس المدبر لشئون الحكم في الموجودات من نباتاتٍ وحيوانات وغيرها؛ أي: إنه هو القاضي الذي يمتلكُ القول الفصل في الحكم على الموجودات وما تتفرع إليه من مبادئ وأقسام.خطرات نفس
«خطرات نفس» هي مجموعة من المقالات التي أودعها الكاتب زهرة العمر، وباكورة أيام الصبا؛ فهو يستعير من الذكريات فلسفة مشاهدة الحياة؛ فلا يقتصرُ في سردها على مشاهد مجرَّدة أوجدتها الذكريات؛ ولكنه يتخذ من كل خاطرةٍ له قصة يبثُ فيها قيمة من قيم الوجود الإنساني: كالإيثار، والتسامح، والرضا، والتواضع. ومَنْ يقرأ هذا الكتاب يجد أنه أمام دستورٍ صغير من دساتير تهذيب النفس الإنسانية؛ لأن كاتبها قد صبغها بصِبغَةٍ من مقدرات الحياة النفسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والدينية؛ فقد وفِق الكاتب في كتابة ذكريات جمعتها نفس واحدة، وعوالم متفرقة؛ فهو يخترق حاجب النفس الإنسانية لِيُطْلِقها عبْرَ مشاهداتٍ أرحب نحو آفاق الحياة، ولا عجب في ذلك؛ لأن أكرم قسمٍ في ذكريات التاريخ الإنساني، هي الذكريات التي تُخَطُّ بأنامل النَّفس.
الإيمان
آمن الإنسان منذ القدم بوجود قوة كبرى تسيطر على حياته، وتدبر أمره، إرادتها فوق كل إرادة ومشيئتها نافذة، فسعى لاسترضائها ما أمكنه؛ مقدمًا القرابين والنذور، ومتزلفًا بالأدعية والصلوات الخاشعة أن تعينه وتحفظه من الأخطار. ولكن خلال سعيه للوقوف على حقيقة هذه القوة كثيرًا ما كان يزيغ فيترك عبادة الواحد الأحد ويظن في الشجر والحجر آلهة تضر وتنفع وأرباب تُشفع. وقصتنا التي بين يديك تنوعية على ذات اللحن؛ فالشاب «ساتني» قد عاد من رحلته في طلب العلم التي تعرَّف فيها على حقيقة الإيمان الصحيح، فوجد خطيبته «يوما» تريد أن تقدم روحها راضية قربانًا لـ «حابي» (إله النيل) لكي يفيض من جديد. وعبثًا يحاول أن يهديها هي وقومها للصراط المستقيم فيجد منهم صدودًا ونفورًا.الفلسفة القرآنية
يقرر العقاد في هذا الكتاب أن العقيدة الدينية هي فلسفة الحياة التي يعتنقها المؤمنون، وليس أدل على العقيدة الإسلامية من كتابها القرآن الكريم. ويعرض في هذا الكتاب أهم المباحث الفلسفية التي ناقشها الفلاسفة القدامى، وعالجها القرآن في محكم آياته؛ مبينًا وجهة النظر القرآنية فيها. ويتناول الكتاب عددًا من القضايا مثل؛ نظرة القرآن للعلم وفلسفة الأخلاق. كذلك يبين رأي القرآن في قضايا الحكم والطبقية، طارحًا النظرة القرآنية لوضع المرأة. ويناقش المسائل الاجتماعية الهامة كالزواج والميراث والرق. وأفرد جزءًا كبيرًا لمناقشة أكثر المسائل الفلسفية أهمية، وهي الغيبيات أو ما وراء العقل؛ فيبين عقيدة القرآن في الإله، وما افترضه من فرائض وعبادات على الخلائق. ويناقش فلاسفة المادة في مسألة الروح وكنهها وترويضها بالتصوف، وأخيرًا مستقرها في الحياة الأخرى. مستشهدًا بآيات القرآن المناسبة لكل قضية.غابة الحق
سعى الكثير من الفلاسفة والمفكرين إلى الخروج من واقعهم المرير؛ حيث رسم كل منهم مدينة فاضلة تسود فيها بين أفراد المجتمع السعادةُ والعدل والمساواة. ومن الدعوات المبكرة لهذه المدينة كانت دعوة «أفلاطون» في كتابه «الجمهورية»، وتبعه فلاسفة آخرون كالقديس «أغسطين» في كتابه «مدينة الله»، وتوماس مور في كتابه «يوتوبيا». غير أن فرانسيس مراش يقدم لنا مدينته بشكل مختلف تمامًا عن كل الذين سبقوه، وإن استقى مبادئه من نفس المصدر؛ حيث وضعها في قالب روائي يجذب به القارئ، لا سيما وأن الكثيرين يفرُّون من قراءة الفلسفة. وقد وضع فرانسيس الأُطُرَ التي شيَّد عليها مدينته الداعية إلى السلام والعدل والمساواة الخالية من الحروب، وفي مقدمتها تهذيب السياسة والثقافة والأخلاق والمحبة، والقضاء على الشر وأعوانه والجهل والكبرياء والكذب والبخل، فليت الحكام يقرءون ليقيموا جمهورية العدل.نظرية التطور وأصل الإنسان
تُرَاوِدُ الإنسانَ — منذ أن وُجِدَ على ظهر الأرض — أسئلةٌ كبرى، أحدُ هذه الأسئلة سؤالُ الأصل أو المركز أو ما كان يُطلِق عليه الإغريق «اللوجوس»، واختلف البشر فيما بينهم في الإجابة على هذا السؤال؛ فرَدَّهُ الملاحدة إلى الطبيعة/المادة، ورَدَّهُ أهل الدِّين إلى الخالق. وتُعَدُّ نظرية التطور نظريةً فلسفيةً بيولوجيةً، ذات أُسُسٍ مادية طبيعية، ترد الإنسان إلى أصل مادي. وهي إحدى النظريات الكبرى التي حققت ذيوعًا كبيرًا في الغرب في القرنين التاسع عشر والعشرين. وبرغم اقتصار داروين على استخدام النظرية داخل الحقل البيولوجي، إلا أنها تحولت إلى فلسفة ورؤية للعالم تَأَسَّسَ عليها تراث لا يُستهان به من العلوم الاجتماعية والطبيعية على حَدٍّ سواء.أين الإنسان
تفرَّد العلامة «طنطاوي جوهري» في هذا الكتاب بمناقشة قضية هي من أعتى القضايا على فلاسفة ومُنظِّري عصره، وهي قضية «السلام العام»، وكيفية استخراجه وصنعه من النواميس الطبيعية، والنظامات الكونية، والمدارات الفلكية، فهو بمثابة خطاب ورسالة موجهة لكل طبقات المجتمع، دعوة للعودة للإنسانية الخالصة الحقيقية، وقد أورده على شكل محاورة بينه وبين إحدى الأرواح القاطنة بمُذَنَّب «هالي» المعروف، استجلب فيها «طنطاوي» الروح الفلسفية والعقلية المنطقية؛ فأجاب عن أسئلة هذه الروح عن الإنسان، وأخلاقه، وطبقاته العُليا، وعلومه ومعارفه. ومن عظيم شأن هذا المُصنَّف أنه قد وافقت عليه اللجنة المشرفة على «مؤتمر الأجناس العام» الذي عُقد بإنجلترا عام ١٩١١م، فناقشته وطُبع بعدة لغات.أصل التفاوت بين الناس
يعدُّ هذا الكتاب من الكلاسيكيات الفلسفية والاجتماعية العالمية، وهو مَعِيْنُ فكرٍ فلسفي متجدد للمتخصصين في الفلسفة، والعلوم الإنسانية والاجتماعية؛ لما له من أهمية مفصلية في ترسيم حدود فاصلة يُبنَى عليها التفكير في نشأة التفاوت الاجتماعي والصراعات المترتبة عليه. ويهتم هذا الكتاب بإجلاء مبادئ الديمقراطية السياسية القائمة على إرساء قواعد الاشتراكية التي دعا إليها روسو. ويحمل هذا الكتاب تأملات الإنسان التي تُستلهَم من طبيعته المتجردة التي تحمل في طَوِيَّتها جوهر الأصالة في التكوين الإنساني، وذلك من خلال دراسته للإنسان، وحاجاته الحقيقية. ويشتمل الكتاب على وصف خيالي لحال الإنسان الذي تكبله الأغلال في كل مكان، كما يعلِّل الفساد القائم بين البشر بالتفاوت بين أفراد المجتمع في المعاملات. ومَنْ يقرأ هذا الكتاب يدرك أنه أمام نصٍّ فلسفيٍّ فريد استطاع أن يفرض نفسه لثلاثة قرون على الفكر البشري.تاريخ الفلسفة الحديثة
يُعتبر كتاب تاريخ الفلسفة الحديثة — إلى جانب كونه يؤرخ للفلسفة الحديثة التي ظهرت بعد فلسفات العصر الوسيط — معجمًا فلسفيًا يدلنا في وضوح ويسر على رجال الفلسفة، منذ القرن الخامس عشر حتى أوائل القرن العشرين. يدور الباب الأول في الكتاب عن بقايا الفلسفات القديمة، فيتحدثُ عن الأفلاطونيين الذين يستمدون منه أسباب دينٍ طبيعي، والرشديون الذين يُذيعون الإلحاد تحت ستار دراسة أرسطو وابن رشد. ويتحدث الباب الثاني عن أمهات المذاهب الحديثة مثل مذاهب ديكارت، وبسكال وسبينوزا. ثم يتحدث عن فسلفات الواقعية ورجالها مثل هيوم وبيكون في الباب الثالث. وفي الباب الرابع يعرضُ لفلسفات مين دي بيران، وأوجست كونت التي تحاول استيعاب جميع النواحي في مذهبٍ واحد. ثم يرصد في الباب الخامس الصراعَ بين داروين وسبنسر وأنصار المادية الذين وجدوا في نظرية التطور أسلحة جديدة، وبين الروحية التي يؤيدها الفرنسيون. ثم يتضح في الفصل الأخير الانقسام الكامل بين الفلسفات الحديثة إلى مذهبين: مادي وروحي، يتصارعان بشكل دائم بحثًا عن حلول للمشكلات الكبرى.مجمَع الأحياء
جمع «العقاد» في هذا الكتاب الأحياء جميعًا، فجعل كلًّا منهم يجادل عن فكرته، ويُفصِح عمَّا بداخله، ليستخلص في النهاية أن النضال بين المبادئ والأهواء مستمر، وأن الخير والشر في صراع دائم، وفي ذات الوقت لا ينفصلان. ولم يُعرَف «العقاد» فيلسوفًا في وقت أكثر مما عُرِف في هذا الكتاب، فقد تطرَّقَ إلى جملة من الفلسفات الأخلاقية التي تحكم الوجود الإنساني، مثل مبدأ القوة ومبدأ القبح ومبدأ الجمال، إضافةً إلى المكر والدهاء واحتمال المصائب وقضية المرأة. ولغة الكتاب تقوم على مجموعة من الخطابات الفكرية التي تقدِّمها مجموعةٌ من الكائنات في عالم الإنسان والحيوان بطريقةٍ رمزيةٍ.تاريخ فلاسفة الإسلام
يعدُّ هذا الكتاب معجمًا فلسفيًّا تاريخيًّا يؤصل فيه الكاتب لتاريخ فلاسفة الإسلام من خلال دراسة جامعة يتناول فيها حياتهم، وآثارهم الفلسفية، والعلاقات التي تربطهم بوزراء وأمراء عصرهم، وما أُثِرَ عنهم من شمائل أخلاقية، ونظرياتٍ فلسفية، وما حذقوه من علومٍ بلغوا بها ذروة المجد الفلسفي، وصنعوا من نبوغهم فيها دعائم التقدم الذي كان لَبِنَةً رئيسَةً في التفوق العلمي الذي ارتقت إليه أوروبا، وقد أفرد الكاتب في هذا الكتاب فصلًا مُسْهبًا للحديث عن التصوف؛ لأنه يعد ضربًا من ضروب الفلسفة، وقد وفق الكاتب حينما وضع هؤلاء الفلاسفة الأفذاذ موضع المقارنة مع فلاسفة الغرب، بأسلوب يحتكم فيه إلى المفاضلة العلمية، وينأى به عن التحيزات العنصرية للجنس العربي؛ فهو يتخذ من ميزان العلم أداةً شاهدة على جدارة هؤلاء العلماء في اعتلاء مكانة مرموقة فوق الأرض.ايدلوجيا الفلسفة الصينية (سلسلة الثقافة الصينية) (باللغة العربية)
ايدلوجيا الفلسفة الصينية: يتناول الكتاب الأفكار الفلسفية الصينية منذ أسرة تشين وحتي الآن، لتكون الخيط الذي يعرض تطور الأفكار الفلسفية الصينية، واستعرض الكتاب الأفكار الفلسفية الصينية التقليدية، ومن ثم عمد إلى التركيز على السمات الفلسفية لكافة المدارس الفلسفية في مختلف المراحل التاريخية، واقتباس أصنافا من الفلسفة الغربية، ومن ثم لخص الفلسفة السياسية لأسرة تشين وما وراء الطبيعة لأسرتي هان وتانغ والنظريات المعرفية لأسرتي سونغ ومينغ. وقد بذل الكاتب جهودا مضنية من أجل شرح الأفكار الفلسفية العميقة لكافة الفلاسفة وكافة العصور المختلفة شرحا بسيطا وسلسا، وقد وصف الكاتب العديد من الأسئلة الفلسفية الصعبة بطريقة أكثر تصويرية.فلسفة العنف
ثمّة خطٌّ فاصل تاريخياً بين الأجساد «الجديرة بأن تكون محميّة»، وبين تلك التي تجرّد من السلاح ومن حقّها بالحماية وتترك عزلاء. هذا التجريد المنهجي من السلاح يعيد السؤال حول مسألة اللجوء إلى العنف دفاعاً عن النفس عند كل حركة تحررية. عام 1685، حظر «القانون الأسود» أن يحمل «العبيد أي سلاح هجومي أو عصا غليظة». وفي القرن التاسع عشر، منعت الدولة الاستعمارية السكانَ المحليين في الجزائر من حمل الأسلحة، فيما شرّعته للمستوطنين. أمّا اليوم، فحياة البعض باتت ضئيلة إلى حدّ يمكن فيه قتل مراهق بحجّة أنّه مصدر تهديد. تعيد إلزا دورلان إلى الذاكرة نشأة الدفاع السياسي عن النفس بوصفه ضرورة حيوية وصيرورة سياسية وإحدى ممارسات المقاومة. وتخلص إلى أن الأمر يتعلّق بإنتاج كائنات، كلما زادت قدرتها على الدفاع عن نفسها، عجّلت لقاءَ حتفها.أوهام ما بعد الحداثة
صدر عن سلسلة "ترجمان" عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات كتاب "أوهام ما بعد الحداثة"، وهو ترجمة ثائر ديب لكتاب تيري إيغلتون The Illusions of Postmodernism، الذي يستكشف فيه انبثاق ما بعد الحداثة وأصولها، ويكشف عمّا تنطوي عليه من تجاذب وتناقض، لكن اهتمامه الرئيس لا يتركّز على الفلسفة ما بعد الحداثية بصيغها المعقدة بقدر ما يتركز على ثقافة ما بعد الحداثة وبيئتها ككل، مخاطبًا خصوصًا طلاب الفكر ما بعد الحداثي ومستهلكي بضاعته الشعبية. في كتابه هذا، يدافع إيغلتون عن أهمية النظرية الماركسية في الوقوف في وجه التفضيل الحالي بين النقاد لمرحلة ما بعد الحداثة، ويحاجّ أنّ "ما بعد الحداثة"، بنظرها إلى العالم على أنه مجزأ وحقيقي وغير محدد، هي الخلف غير الكافي للماركسية التي يمكن أن تقدم في انتقادها للرأسمالية رؤية أخلاقية أكثر واقعية إلى المجتمع. يتألف الكتاب (199 صفحة بالقطع الوسط، موثقًا ومفهرسًا) من استهلال وستة فصول. يقول إيغلتون، في "استهلال"، إنّ مصطلح ما بعد الحداثة (Postmodernity) يشير إلى مرحلة تاريخية مخصوصة، أما مصطلح ما بعد الحداثيّة (Postmodernism) فيشير بصورة عامة إلى شكل من أشكال الثقافة المعاصرة. وما بعد الحداثة أسلوب في الفكر يبدي ارتيابًا بالأفكار والتصورات الكلاسيكية، كفكرة الحقيقة والعقل والموضوعية والهوية، وفكرة التقدم الكوني أو الانعتاق، والأُطُر الأحادية، والسرديات الكبرى أو الأسس النهائية للتفسير. وهو نزع إلى التمسّك بالمصطلح المألوف أكثر "ما بعد الحداثيّة" كي يشير به إلى الشيئين كليهما، نظرًا إلى ارتباطهما الوثيق والواضح. السيار والبدايات يسأل إيغلتون، في الفصل الأول، "بدايات": ماذا لو وجد اليسار نفسه فجأةً وقد أزيح جانبًا، وليس مغلوبًا أو مُسْتَنْزَفًا فحسب، ينطق بخطاب نشاز لا ينسجم مع الحقبة الحديثة، حتى إنّ أحدًا لا يكلّف نفسه عناء استكشاف قيمته الحقّة، شأنه شأن لغة الغنوصيّة أو لغة الحبّ الفروسي؟ ما الذي يُحْتَمَل أن تكون عليه ردّة فعل اليسار السياسي على مثل هذه الهزيمة؟ وفي رأيه، لا شك في أنّ كثيرين سوف ينجرفون إلى اليمين، نادمين على ما اعتنقوه في السابق من وجهات نظر مثالية طفولية. ولا شك في أنّ من سواهم سوف يحافظون على إيمانهم بقوة العادة والحنين، متشبثين تشبّثًا قلقًا بهويةٍ خيالية، ومعرِّضين أنفسهم لما يمكن أن يجرّه ذلك من خطر العُصَاب. يقول إيغلتون إنّ اللاكليّة قد تكون مسألة استراتيجية أكثر منها مسألة نظرية، "بمعنى أنّه قد يكون هنالك نوع من النظام الكلّي، وبما أنّ أفعالنا السياسية لا تستطيع أن تفلَه ككلّ، فإنّ من الأفضل أن ننتصح بأن نخفّف حمولتنا ونلتفت إلى مشاريع أشدّ تواضعًا لكنّها أكثر قابلية للحياة". تجاذبات وجدانيّة يرى المؤلف، في الفصل الثاني، "تجاذبات وجدانيّة"، أن ليس في مقدور أحد أن يستنبط التفكيك أو اللياقة السياسية من تنفيس كفاحية الطبقة العاملة أو من إحباط الحركة الطلابية. فالضرورة التاريخية لا تظهر إلا على نحو استرجاعيّ، كإنشاء أو فرضية بعد الحدث. وبالطبع، فإن ما من شيء ضروري قطّ في ما يختصّ بما بعد الحداثية، الأمر الذي يمكن أن نجزم بأنَ المدافعين عنها يوافقون عليه لسوء حظها، وذلك نظرًا إلى وجود كثير من الخواتيم الممكنة التي يمكن أن تنتهي إليها هزيمة سياسية مفترضة. يضيف أنه مهما تكن المنابع الأخرى التي يمكن أن تنبع منها ما بعد الحداثية، كالمجتمع ما بعد الصناعي وتسفيه الحداثة نهائيًا وتفشّي الطليعة من جديد وتسليع الثقافة وظهور قوى سياسية جديدة حيّة وإفلاس أيديولوجيات كلاسيكية معينة تتناول المجتمع والذات، فإنّها تظلّ أيضًا وأساسًا ثمرة إخفاق سياسي كان عليها أن تدفع به إلى النسيان، أو أن تضطر إلى أن تخوض مع شبحه صراعًا لا يتوقف. وفقًا لإيغلتون، لا سبيل إلى إنكار أنّ الموضوعات السياسية المتميزة التي طرحتها ما بعد الحداثيّة هي ضروب الاستبدال بالفعل. وما من أحد وقع على مفهوم الطبقيّة الباهت الذي اختُزِل إلى ضرورة عدم الشعور بالتفوّق الاجتماعي على الآخرين، أو لاحظ الآثار الزَرِيّة التي خلّفها الجهل بالبنية الطبقية والشروط المادية في بعض السجالات ما بعد الحداثية المتعلقة بالجندر أو الكولونيالية الجديدة، يمكنه أن يستخفّ بالخسارات السياسية المريعة الحاصلة. ما بعد الحداثية والنظر إلى التواريخ يقول إيغلتون، في الفصل الثالث، "تواريخ"، إنّ ما بعد الحداثية ترى أنّ التاريخ أمر غائيّ؛ أي إنّه يقوم على اعتقاد مفاده أنّ العالم يتحرك على نحوٍ غَرضيّ صوب غاية محدّدةٍ مسبقًا هي غاية محايثة له أو ماكثة فيه، حتى في هذه اللحظة بالذات، وهي ما يوفّر الدينامية اللازمة لما تراه أعيننا من تجلٍّ وظهور لا يلينان. فالتاريخ له منطقه الخاص، وهو الذي ينتخب مشاريعنا التي تبدو حرّةً في الظاهر كي تخدم مراميه الخاصة المستغلقة. وقد تكون ثمّة حالات من التعوّق هنا أو هناك، أما بصورة عامة فالتاريخ أحادي الخطّ، وتقدميّ، وحتميّ. وتمثّل رؤية التاريخ بوصفه متناقضًا دحضًا للأسطورة القائلة بأن الماركسيين هم من المتعصبين السُذّج للتقدم، هذه المغالطة التي يبدو أنّها انحشرت في أذهان بعض ما بعد الحداثيين بحيث بات من المتعذّر استخراجها. وفي رأيه، من الخطأ أن نعتقد أنّ جميع السرديات الكبرى تقدمية: لا شكّ في أنّ شوبنهاور كان مأخوذًا بواحدة من السرديات الكبرى، مع أنه ربما كان الفيلسوف الأشدّ تشاؤمًا على وجه الأرض. لكن السجال ضد التاريخ بوصفه تقدميًا لا يعني أنه لم يكن هنالك أيّ تقدّم على الإطلاق، فهذا اعتقاد بعيد كلّ البعد عن العقل والمنطق على الرغم مما تبديه ما بعد الحداثية حياله من احتفاء ينمّ على روحها الكلبيّة الشديدة. فليس ضروريًا أن تكون من المؤمنين بعصر ذهبي كي ترى أنّ الماضي كان أفضل من الحاضر من بعض النواحي. الذات ما بعد الحديثة يقول إيغلتون في الفصل الرابع، "ذوات"، إنّ الذات ما بعد الحديثة هي ذات يشكّل جسدها جزءًا لا يتجزّأ من هويتها. فالجسد أصبح شاغلًا شديد التواتر من شواغل الفكر ما بعد الحديث. وتراجع الطاقات الثورية ترافق مع ضرب من الاهتمام بالجسد راح يحتلّ مكان هذه الطاقات. فتحوّل الجميع من الاهتمام بالإنتاج إلى الاهتمام بالانحراف. أما اشتراكية غيفارا فأفسحتْ المجال لما جاء به ميشيل فوكو وجين فوندا من اهتمام بالبدن وعناية بالجسمانيات. واستطاع اليسار أن يجد في التشاؤمية الغاليّة الشديدة عند الأول، بخلاف مزاياه السياسية الناشطة، أساسًا منطقيًا رصينًا يبرر الشلل السياسي الذي أصاب هذا اليسار. وفي اعتقاده، من المهمّ أن نرى، كما لا تفعل ما بعد الحداثية بوجه عام، أننا لسنا مخلوقات ثقافية أكثر منّا مخلوقات طبيعية. فنحن كائنات ثقافية بفضل طبيعتنا؛ أي بفضل ضروب الأجساد التي نمتلكها ونوع العالم الذي تنتمي إليه هذه الأجساد. مغالطات بين التراتبية والنخبوية يُخطّئ إيغلتون، في الفصل الخامس، "مغالطات"، من يخلط بين التراتبية والنخبوية، ولا سيما أنّ مصطلح النخبة مصطلح ضبابيّ بما فيه الكفاية، وكثيرًا ما يُخْلَط بينه وبين مصطلح الطليعة التي هي أمر مختلف تمامًا. ويرى أنّ من النمطيّ أن يُبرز بعض ما بعد الحداثيين كيف أنّ أحكامنا، شأنها شأن أي شيء آخر من أشيائنا، مشروطة بثقافتنا إلى حدٍّ بعيد. فنظرًا إلى تكويننا الجمالي على نحوٍ معين، لا نستطيع أن نتمالك أنفسنا عن رؤية ميلتون بوصفه فنًا عظيمًا، إلا بقدر ما نستطيع أن نتمالك أنفسنا عن رؤية نوع معين من الكلاب بوصفه كلبًا. ويرى، في هذا الفصل أيضًا، أن تؤمن بالجوهرانية لا يعني بالضرورة أن تحمل وجهة النظر البعيدة عن المنطق القائلة إنّ جميع خصائص شيء ما جوهرية بالنسبة إليه. فأن يكون لك وزن ما هو أمر جوهري كي تكون إنسانًا، لكن اتّصافك بحاجبين كثّين ليس كذلك. وأن تؤمن بالجوهرانية لا يعني أيضًا أن تزعم أنّ ثمّة قطيعة حادّة بين الشيء والآخر، وأنّ كلّ شيء منحبس في فضائه الكيانيّ (الأنطولوجي) المنيع عن كلّ شيء آخر. تناقضات ما بعد الحداثية يقول إيغلتون، في الفصل السادس والأخير، "تناقضات"، إنّ التناقض الرئيس في ما بعد الحداثية هو تناقض يشبه بعض الشيء ذاك الذي في البنيوية القديمة الطراز. ويسأل: أكانت البنيوية راديكالية أم محافظة؟ إنه لمن السهل أن نرى كيف كانت البنيوية نوعًا من تكنوقراطية الروح، والاختراق الحاسم الذي اخترقتْ به دفعة الحداثة ذات الطابع العقلاني حَرَم الذات الداخلي. إنّ من السمات اللافتة في المجتمعات الرأسمالية المتطورة كونها ليبرتارية وسلطوية معًا، تعددية وأحادية. وليس من الصعب أن نتبيّن سبب ذلك. فمنطق السوق هو منطق لذّة وتعدّد، منطق ما هو زائل لا استمرار فيه، منطق شبكة من الرغبة عظيمة لا مركز فيها ويبدو الأفراد مجرد آثار زائلة لها. في رأيه، تغرف ما بعد الحداثية بعضًا من منطق الرأسمالية المادي وتحوّله ضدّ الأسس الروحية للرأسمالية على نحوٍ هجومي وعنيف. وهي تبدي في هذا ما يتعدّى التشابه العابر مع البنيوية التي تشكّل واحدًا من مصادرها البعيدة. فالفكر ما بعد الحداثي الخاص بنهاية التاريخ لا يستشرف لنا مستقبلًا يختلف كثيرًا عن الحاضر الذي نحن فيه. والغريب أنّ ما بعد الحداثية تجد في كونها كذلك مدعاةً للفرح والاحتفال. لكنّ هناك في حقيقة الأمر كثيرًا من ضروب المستقبل الممكنة، ومن بينها مستقبل اسمه الفاشية. وأعظم محكّ بالنسبة إلى ما بعد الحداثية، بل إلى كل مذهب سياسي آخر، هو كيف تواجه ذلك.السلف المتخيل: مقاربة تاريخية تحليلية في سلف المحنة؛ أحمد بن حنبل وأحمد بن حنبل المتخيل
صدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات كتاب رائد السمهوري السلف المتخيل: مقاربة تاريخية تحليلية في سلف المحنة؛ أحمد بن حنبل وأحمد بن حنبل المتخيل، ويحاول الباحث فيه أن يجيب – كما أوضح في مقدمته – عن السؤال: "هل مفهوم السلف يعبّر عن جماعة حقيقية أم متخيّلة؟"؛ إذ دائمًا ما يُحتَجُّ بالسلف الصالح وأفعالهم على الإطلاق، من دون تمييز بين متفق عليه وهو موطن إجماع، ومختلف فيه وهو محل نظر واجتهاد. ويتخذ الكاتب ما يسمّيه "سلف المحنة" أنموذجًا لدراسته، ويعني المؤلف بـ "سلف المحنة" السلف الذين احتجّ بهم الإمام أحمد بن حنبل في محنة خلق القرآن، كما يعني بهم كذلك أحمد بن حنبل ذاته من حيث هو نفسُه سلفٌ لأهل السنة باختلاف مذاهبهم الفقهية. يتكون الكتاب (450 صفحة بالقطع الوسط، موثقًا ومفهرسًا) من مقدمة، وتمهيد، وبابين؛ يتألف أولهما من فصلين، والثاني من ثلاثة فصول. في السلف ومفهومه في مقدّمة الكتاب، يوضح السمهوري أهدافه من الكتاب، ويستعرض منهجه فيه، والأسئلة التي يروم الإجابة عنها، مبينًا أن معنى المتخيّل ليس هو الكذب والدجل، لكنه "إعادة التمثل"، و"إعادة الإنتاج"، و"الإسقاط"، "والانتقاء"، بحسب الأحوال والظروف والسياقات، منبهًا إلى أهمية الجانب التاريخي في دراسة الأفكار والمذاهب والعقائد، ومشيرًا إلى أن المحنة (أي محنة خلق القرآن) لم تكن دينية الاتجاه، وإن لبست لبوس المذاهب والعقائد، لكنها، بحسب وجهة نظره، نتاج صراع اجتماعي – سياسي، بين العرب/ بغداد/ الأمين، والعجم/ خراسان/ المأمون، مثنّيًا بتناول أهم الدراسات والكتب التي تناولت شخصية أحمد بن حنبل، والحنابلة، ويوجه فيها نقده لما يستحق النقد. ينتقل المؤلف بعد هذا إلى تمهيد بعنوان "مفهوم السلف: قراءة دلالية تاريخية"، خصصه لبحث معنى "السلف" في اللغة والاصطلاح، مؤرخًا بداية ظهوره وانتشاره ومعانيه وموطنه من "الاحتجاج الديني"، معتمدًا على التفريق الأصولي (أي في منهج أصول الفقه الإسلامي) بين ما هو "إجماع" قطعي معتدّ به شرعًا وواجب الالتزام، وما يقع في دائرة الاختلاف السائغ الاجتهادي، وكيف يجري الخلط بين هذين النوعين من الاحتجاج تحت غطاء "السلف". ويعرّج على مفهوم "خير القرون"، مثبتًا أن هذه الخيرية هي خيرية أخلاقية مستشهدًا بالنصوص الشرعية وأقوال الفقهاء والمحدّثين. الطريق إلى سلف المحنة في الباب الأوّل، "رحلة المتخيل: في الطريق إلى سلف المحنة"، يسيح السمهوري سياحة تاريخية في أبرز الحوادث التاريخية التي سبقت المحنة في الفصل الأول الذي عنونه "عصر بني العباس: الدعوة والدولة"، وأن الدولة العباسية نشأت بدافع من الثأر الذي يلفت الانتباه وروده بكثافة في كتب التاريخ على ألسنة العباسيين ودعاتهم، أي الثأر من الأمويين ومن كل ما يمثلهم، ليفيض في شرح بدء انطلاق الدعوة العباسية في خراسان التي كانت موطن الدعوة العباسية وشيعتها، وفيها ظهر شعارهم الرسمي "الرايات السود واللباس الأسود"، وأن دعوتهم كانت تقوم على "التشيع" لآل البيت، مع شيء من مذهب الجهم بن صفوان الذي كان داعية من دعاة العباسيين، مع ميل إلى فقه الرأي. في مقابل ذلك، يتحدث عن بغداد وعن سلطة أهل الحديث فيها وظهور مصطلح "أمير المؤمنين في الحديث". فلئن كانت خراسان هي أرض الدعوة العباسية التي انطلقت منها وكان فيها أنصارها ودعاتها وأولياؤها، فإن بغداد هي موطن أهل الحديث وعاصمتهم، وكان لهم فيها المنعة والقوة والتأثير، في سرد تاريخي يستعرض أهم الحوادث حتى وقت الفتنة بين المأمون (كان في خراسان، وأمه خراسانية، وأخواله خراسانيون، ومال إلى مذهب التجهّم في العقائد، والرأي في الفقه)، وأخيه الأمين (أمه عربية هاشمية هي زبيدة بنت جعفر بن أبي جعفر المنصور، ومال إلى مدرسة أهل الحديث). يصل المؤلف بعد هذا السرد إلى محنة خلق القرآن ودور أحمد بن حنبل فيها، بوصفه من أعلام مدرسة أهل الحديث وأئمتها. يؤرخ السمهوري في الفصل الثاني، "لحظة الانفجار وبداية نشوء سلف المحنة"، بداية المحنة وإرهاصاتها في عهد المأمون، ثم اشتدادها في عهد المعتصم، ثم تفاقمها في عهد الواثق، مسلطًا الضوء على موقف أحمد بن حنبل وصموده، معتمدًا على الروايات التاريخية الحنبلية التي رواها شهود العيان من أقدم المصادر المتاحة، ومقارنًا بينها وبين روايات المعتزلة. ابن حنبل وابن حنبل المتخيّل ينتقل الباحث إلى الباب الثاني، "سلف المحنة: أحمد بن حنبل وأحمد بن حنبل المتخيّل"، ليبين الفروق بين الروايات الأولى للمحنة في عصرها، ثم كيف أضيفت إليها روايات تعتمد الخوارق والمبالغات كلما امتدّ الزمن، معتمدًا على المنهج الحديثي لعلماء محدثين كبار من أمثال الذهبي ومحمد بن إبراهيم الوزير ليبين الصحيح من المكذوب في سرد أخبار المحنة. في الفصل الثالث، "أحمد بن حنبل وتأسيس سلف المحنة"، تناول المؤلف شخصية أحمد بن حنبل وأهم صفاته، كما تناول مشروعه العلمي، وأهم معالم منهجه في الفتاوى والاستنباط، وموقفه من المختلفين مذهبيًا من الفرق المخالفة؛ كالمرجئة، والشيعة، والجهمية، وغيرهم. في الفصل الرابع، "تأبيد سلف المحنة: أحمد بن حنبل المتخيّل"، عمد الكاتب إلى تأريخ بداية نشوء وضع الأخبار الخيالية على أحمد بن حنبل، مما لا يصحّ حديثيًا، ونسبة أقوال في العقيدة إليه ليست مما يمكن الجزم به، مسلطًا الضوء على كتابين اعترض عليهما بعض كبار المحدثين؛ كتاب السنة لعبد الله بن أحمد بن حنبل، والرسالة الموسومة "باب القول في المذهب" التي ألفها حرب بن إسماعيل الكرماني، وهي منسوبة إلى أحمد بن حنبل، لكنه ليس مؤلفها. هذان الكتابان مصدران لأحمد بن حنبل متخيّل، ليس بحقيقي. وفي الفصل الخامس والأخير، "تعدد المتخيل: مرحلة البربهاري وما بعده إلى ما قبل ابن تيمية"، يرصد الكاتب تطورات المذهب الحنبلي، واختلاف الحنابلة في فهم كلام الإمام أحمد بن حنبل في العقائد، فالحنابلة تيارات متعددة، وبينهم اختلافات في باب العقائد، وهناك من يعتمد منهج التفويض، وهناك من يعتمد منهج التأويل، وهناك من يقبل ظواهر النصوص. كما يرصد الباحث علاقة الحنابلة بالتصوّف، وبعلم الكلام.سؤال الأخلاق في الحضارة العربية الإسلامية
تقتضي الأوضاع والأزمات العربية الراهنة إعادة طرح السؤال الأخلاقي في شروط تستدعيه من جديد؛ إذ تُظهر تلك الأوضاع التردي الأخلاقي للسياسة على مستويات الخطاب والممارسة عمومًا، والعلاقات بين الفاعلين السياسيين الاجتماعيين خصوصًا. يعود هذا الكتاب بالسؤال إلى جذوره في الحضارة العربية الإسلامية، والتفكّر فيه مجددًا، ومحاولة ترجمته في الحياة الاجتماعية - السياسية. في هذا الصدد فإن مسألة الأخلاق لم تعد أمرًا أكاديميًا بحتًا يتناوله الباحثون بالدرس لغايات المعرفة فحسب، بل هي مسألة مصيرية، تملي علينا دراسة نظريات القيم والمنظومات الأخلاقية التي تجلّت في الحضارة العربية الإسلامية الكلاسيكية. ويمنحنا سؤال الأخلاق في هذه الحضارة مجالًا واسعًا للبحث والتحليل وطرح سؤال الفشل في بناء الدولة والمجتمعات والسياسة المعاصرة بوصفه، بدرجة أساسية، فشلًا أخلاقيًا. يأتي هذا الكتاب ليسدّ فراغًا في حقل مقاربة سؤال الفشل بما هو سؤال أخلاقي في حضارتنا، وتتكثف فيه أسئلة أخرى تتصل بشتى مجالات الحياة، وذلك في بحوث مختارة قُدّمت إلى المؤتمر السنوي السادس للعلوم الاجتماعية والإنسانية (2017 - الدوحة)، كما أنه دعوة إلى الباحثين لإعادة البحث في سؤال الأخلاق، وتجديد النظر فيه، بما يؤسس لأفكار وممارسات وعلاقات على مركب أخلاقي مكين على مستويَي الفرد والمجتمع في آن واحد.ابحاث ودراسات في فلسفة الفعل
المحتويات إهداء تصدير بقلم د. الشريف طوطاو تقديم بقلم :د مصطفى النشار القسم الأول التأسيس النظري لفلسفة الفعل الفلسفة وسؤال الفعل من العقل النّظري إلى العقل العملي دلالات فلسفة الفعل في الفلسفة العربية المعاصرة. الخاتمة الق----سم الث---اني فلسفة الفعل السياق الفلسفي العربي الإسلامي سؤال الفعل في فلسفة ابن عربي الصوفية فلسفة الفعل في التصوف العملي عند محمد زكي إبراهيم الإنسان وبنية الفعل الحضاري في فكر مالك بن نبي فلسفة الفعل عند طه عبد الرحمن قائمة المصادر والمراجع علاقة النظر بالعمل عند أبي يعرب المرزوقي المصادر والمراجع القسم الثالث فلسفة الفعل السياق الفلسفي الغربي سؤال الفعل في فلسفة روجيه غارودي مفهوم الفعل السياسي عند حنة أرندت شوبنهاور ومسألة العالم قراءة في البديل التراجيدي لفلسفة الفعل القسم الرابع ترجمات الخطاب الفلسفي للفعل1 تأليف :بول ريكور ترجمة :د. بلعاليه دومه ميلود* المحتوياتالمفهوم الفلسفي عند جيل دولوز
ينظر هذا الكتاب إلى جيل دولوز بصفته فيلسوفًا شديد الفضول، يهتم بكل ما يشكله حاضره وينتجه عصره؛ إذ وجه جلّ فكره نحو القبض على مساحة حدْثية مرآوية، طاويًا سحر كتابته لتجاوز الأماكن الفارغة من المعنى. وقع الاختيار على المفهوم الفلسفي عنده لأنه أكثر الفلاسفة اشتغالًا على المفاهيم الفلسفية، من خلال حواراته مع كبار الفلاسفة. يطرح هذا الكتاب جملة تساؤلات، منها: ما الطريقة التي توسلها دولوز في قراءته التراث الفلسفي؟ كيف تشكل النص الدولوزي؟ ما الخيط الناظم في الكتابة الدولوزية بين الآداب والفلسفة؟ ما علاقة الفلسفة بقطاعات أخرى كالعلم والفن والأدب؟ ما السبيل إلى الخروج من الخواء، والظفر بالاتساق والتماسك؟ ويسعى إلى الإجابة عنها من خلال إقامة مناظرات بين دولوز وفلاسفة آخرين، كأفلاطون وأرسطو وديكارت وكانط وهيغل ونيتشه وهايدغر وغيرهم.الحرية في الفكر العربي المعاصر
انطلق سؤال الحرية في البلدان العربية من عملية الحداثة وأفكار التنوير والنهضة العربية في مرحلة التنظيمات العثمانية، قبل أن يمتزج بمفهوم الحرية الوطنية والقومية في ظل الاستعمار. وبقيت الأفكار العربية بشأن الحرية مظللّة برؤية ضبابية إلى المسألة الديمقراطية بعد مرحلة الاستقلال السياسي للدول العربية، وتحدّي مفهوم الديمقراطية. يضمّ هذا الكتاب بحوثًا منتقاة من أعمال المؤتمر السنوي الخامس للعلوم الاجتماعية والإنسانية، الذي عقده المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بين 12 و14 آذار/مارس 2015 في الدوحة، وتمحورت حول موضوع "الحرية في الفكر العربي المعاصر" الذي يُعدّ مفهومًا مركّبًا متعدد الأبعاد، تلتقي فيه إشكاليات متعددة يُحيل بعضها إلى بعض بطريقة تفاعلية، وتمثّل مقاربته وإعادة إنتاجه أساس طرح أسئلة التقدّم والتنمية والحداثة في المجتمعات العربية المعاصرة، انطلاقًا من حرية الفرد وسياسات الاعتراف في الفكر العربي المعاصر، ومن الليبرالية في المقاربات العربية للحرية، خصوصًا الحرية الدينية، ومن أزمة فكر الحرية في البلدان العربية، وفضاءات الإنتاج الفكري والإبداعي، والمشروعية السياسية والدستورانية والتحرّر الوطني وحرية المرأة.محمد عابد الجابري:المواءمة بين التراث والحداثة
ساهمت الأعمال الفكرية التي أنتجها محمد عابد الجابري (1936 - 2010) في بناء مجموعة من المواقف والقناعات الفكرية والتاريخية في قراءة التراث العربي الإسلامي والتفكير في مشروع النهضة العربية. وتميزت هذه الأعمال بقدرتها الكبيرة على تحقيق نوع من الانخراط المنفعل والفاعل في فضاء الفكر العربي المعاصر. وما منح هذه الأعمال الاعتبار الرمزي الذي ناله صاحبها في المجال الثقافي العربي طوال العقود الأربعة المنصرمة من القرن الماضي، كفاءته في صوغ سجلّ من الأسئــلة الموصولة بمجالات الصراع السيـاسي والثقافي في الفكر العربي المعاصر. إذ تمكن الجابري بفضل تجربته في الحياة، ونوعية حضوره في المشهد السياسي المغربي والعربي، من أن يركّب جملة من المصنّفات، ويبني صرحًا فكريًا لا نجازف عندما نعتبره واحدًا من بين مجموعة قليلة من الصروح النظرية الفاعلة في قلب الحركة الفكرية العربية المعاصرة.العرب في زمن المراجعات الكبرى
يحاول الباحث في هذا الكتاب الاقتراب من عمليات تفكيك المجتمع والدولة في العالم العربي، حيث يفحص ويراجع آليات التفكيك الرامية إلى مزيد من تقويض مكاسب التاريخ العربي المعاصر. ويواصل أيضًا جهده الفكري الذي بذله طوال عمله البحثي، الهادف إلى بلورة أسئلة النهضة والحداثة والتاريخ في الفكر العربي المعاصر، مفترضًا أن معطيات التشخيص والتعقّل والسؤال تمكّن من معاينة المكاسب التي حصلت ومحاصرة التحديات التي تحول دون تحقيق مشروعات الإصلاح والتحديث.العلّامة ابن خلدون
إن هذه الأفكار حول الحاضر وحول المرحلة المعاصرة، قد تبدو خارج الموضوع، وتبتعد عن مؤلف ابن خلدون . ولكن لا بأس، لأن من الضروري تكوين رؤية محددة عن عصرنا، من أجل تحليل الماضي تحليلاً ملائماً . إن هذه الأفكار لتجعلنا ننفذ إلى قضية رئيسية أكثر قدماً، وتتعلق مباشرة بالعصر والمناطق التي درسها المؤرخ المغربي العظيم .الماركسية والدين
ليست المادية التاريخية مشتقاً لنظريات الإلحاد المختلفة، وإنما هي علم التاريخ، الذي يسبر أعماق الحركة التاريخية بالاعتماد على قوانين علمية . فالمادية التاريخية علم التاريخ الذي يشكّل أسس علم الثورة، علم يدرس مسار الماضي كمعركة طبقية ليحدد شكل ومضمون معركة الحاضر، معركة الطبقة العاملة وكل المضطهدين على سطح الأرض والمكافحين من أجل مجتمع بلا طبقات، مجتمع مملكة الحرية . إننا لا نبحث عن دلالة النظرية الماركسية في إلحادها، بل في تحليلها لماهية النظام الطبقي وتناقضاته، وفي بحثها العلمي الجذور عن حرية الإنسان، وفي كونها فلسفة طبقة ضد أخرى، فلسفة الطبقة العاملة التي ستحطم كل اضطهاد وعسف الطبقة الرأسمالية .القانون المطلق
هذا الكتاب محاولة لطرح فلسفة إسلامية معاصرة في هذه المرحلة التي تواجه الفكر الإسلامي مهمات كبيرة وتحديات كبيرة . تتمثل مهماته الكبيرة بالسعي إلى بناء الأمة الإسلامية وإعادة صوغ الثقافة الإسلامية وصونها والحفاظ على خصوصيتها في مواجهة التحديات الكبيرة التي مثلتها الأفكار الغربية والمحاولات الغربية لغزو البلاد الإسلامية والفكر الإسلامي ومحاولة طمس الهوية الثقافية الإسلامية . ولم يكن طرحنا الفكري يرقى إلى مستوى ما يجتاحنا من أفكار الغرب ونظرياته ومذاهبه . وبقي دون مستوى التحديات بسبب الافتقار إلى الطرح الفلسفي الشامل الذي بدونه لا نستطيع مواجهة الثقافة الغربية المتنوعة ومحاجّتها ورد دعواتها . فبقي طرحنا للقضايا طرحاً جزئياً بعيداً عن الطرح الفلسفي الكلي . ولولا بعض المحاولات التي حاولت أن تقدم صياغة معاصرة لفلسفة إسلامية مفارقة للرؤية الغربية لبقي الفكر الإسلامي في العصر الحديث وفي مواجهة الأفكار الغربية المعمقة الوافدة بكثرة دون مستوى الطرح الغربي مقتصراً على المحاولات التوفيقية ـ التي اتصف بها قديماً كذلك ـ والتي حاولت صوغ المفاهيم الفلسفية الإسلامية من خلال مفاهيم الفلسفة الغربية، ولبقي مقتصراً على المواقف الدفاعية العاطفية الانفعالية، هذه المواقف القاصرة التي اتسم بها الفكر في بداية العصر الحديث والتي لم تكن تنطلق من استيعاب فلسفي عميق للثفافة الإسلامية وكذلك المعاصرة .التراث الفلسفي الإسلامي في أبحاث سوقياتية
قام بكتابة أبحاث هذا الكتاب مشاهيرُ مؤرِّخي الفلسفة السوفيات، الذين كرَّسوا حياتهم وإبداعهم لدراسة التراث الروحي والفكري الإسلامي بمنتهى التفاني والحب . وأما الأبحاث نفسها فتوحِّدها ميتودولوجيا بحثية، تتيح في الوقت عينه، مع ذلك، الحفاظ على فرادة مقاربة إسهامات المفكرين المسلمين في خزَّان الثقافة العالمية .فرنسا وفلاسفتها في مئة عام
هذا الكتاب يقدم بحيوية غير عادية وجريئة قراءة متاحة للجميع، في الحياة الفكرية الفرنسية عبر أبرز ممثليها وصناع تميّزها ألا وهم فلاسفتها، من أين يستمدون هؤلاء هذا المقام الإجتماعي الذي تميّزت به فرنسا بتخصيصه لهم؟...ما يقدمه جان لويس فابياني في كتابه هو إجابة عن هذا السؤال يستحضر فيها بدايات تكوّن هذا الدور فيعرض علينا المفاهيم والأنساق التي انبنى عليها، وكذلك الحياة الإجتماعية للأفكار منذ بدايات الجمهورية الثالثة وحتى نهاية القرن المنصرم.في حوار حول النزعات المادية في الفلسفة العربية الإسلامية
كتاب “محمد ابراهيم نقد” يصدر في جوهره عن تقدير عميق للجهد الإبداعي الكبير لكتاب حسين مروة، ولما حققه من إضاءة موضوعية لتاريخ الفلسفة العربية الإسلامية، منذ نشأتها الأولى وعبر تجلياتها المختلفة، مستنداً في هذا إلى المنهج الجدلي، ولما أتاحته هذه الإضاءة التاريخية من إضاءة فلسفية إلى هذا التاريخ نفسه. على أن المفكر “محمد ابراهيم نقد” ينعش معرفتنا بهذا الصنيع الفكري الكبير الذي خلّفه لنا حسين مروة، بتناوله النقدي لبعض جوانبه، بما لا يقلل من تقديره لهذا الصنيع.بصدد مؤلف إنجلز
فضلاً عن مؤلفات ماركس وإنجلز ولينين، تصدر دار “التقدم” كراريس مبسطة عن مؤلفات إعلام الماركسية-اللينينية. والكراس الذي كتبه الفيلسوف والكاتب الاجتماعي والسياسي السوفياتي فاسيلى كوزنيتسوف عن مؤلّفَي “لودفيغ فورباخ ونهاية الفلسفة الكلاسيكية الألمانية” يعرض ظروف وأسباب كتابة هذا المؤلف، ومكان الفلسفة الكلاسيكية الألمانية التاريخي ودورها في نشوء النظرية الماركسية، ويكشف جوهر الانقلاب الثوري الذي قام به ماركس وإنجلز في ميدان الفلسفة.فلسفة خفيفة ظريفة
هل تبحث عن كتاب يتحدث عن الفلسفة تقرؤه باستمتاع دون مللٍ، ويتناول حياة الفلاسفة المثيرة، ومعلوماتٍ أساسيةً عن توجُّهاتِهم الفلسفية؟ أأنت مِمَّن يقولون: « لا بُدَّ أن تستندَ المعلومات الواردة في الكتاب إلى مصادرَ موثوقة، لكن أريدها أن تكون خفيفة ومسلِّية»؟ حسنًا، ها أنت ممسكٌ ذلك الكتابَ الذي تبحث عنه، ويسرد أصل الفلسفة وملخَّصًا عنها، فستقرأ المغامرة الفكرية التي خاضها الإنسان على مدار 2500 عام بطعم القصة القصيرة. يمكنك أن تصف هذا الكتاب بجملة: «تاريخ الفلسفة المختصر»؛ إذ إنه يعرّف الفلاسفة، ويتحدث عن حياتهم وِفْقَ الترتيب الزمنِيّ لمجيئهم إلى هذا العالم، كما يشرح أفكارهم الأساسية باختصار. يتميز الكتاب بلغة بسيطة، ومرحة، وممتعة للغاية، ويميل في بعض الأحيان إلى سرد الأقوال المأثورة. يمكنك قراءته في جلسة واحدة، كما ستعجب كثيرًا بالرُّسُومات الكاريكاتيرية اللطيفة التي يتضمَّنها بين دفَّتَيْه.