قصّة الخلق والتكوينبين النصّ الديني والأساطير القديمة
يقارب هذا الكتاب النصوصَ القصصية الدينية والأسطورية لا سيما تلك التي تطرّقت لمسألة الخلق والوجود. ويهدف إلى اكتشاف الحقيقة بداخلها أو الاقتراب من فهم الحقيقة على الأقلّ، بحكم ما تحويه من تصوّرات عن الوجود في أولى مراحل تكوينه. معتمداً على النظرية التأويلية الحديثة ونظريات القراءة وجماليات التلقي، يسعى المؤلف إلى تحليل نصوصٍ دينية مختلفة تقابلُها نصوصٌ أسطورية بابلية افترضت وجود ديانات سابقة عرفها الإنسان. رؤية معرفية وثقافية مهمّة تسهم بقسط وافر في إثراء آفاق الفكر التأويلي والنقد الأدبي في العالم العربي.مدخل الى المنطق التقليدي
صدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات كتاب الأخضر قريسي مدخل إلى المنطق التقليدي، وهو دراسة مبسطة، يركز على أهمية المنطق التقليدي من جوانب متعددة متنوعة، أبرزها: أنه إنجاز جسّد تدرّج الفكر البشري من مرحلة الميثوس إلى مرحلة اللوغوس، وكان أول محاولة لصوغ منهج عقلاني وعلمي لإصابة الحقيقة وتجنب الأخطاء والمغالطات، وفق مبادئ وقوانين وقواعد مقننة وضابطة للفكر والاستدلال، وهو يعدّ المحاولة الأولى في تاريخ الفكر البشري لصوغ مبادئ الحجاج العقلاني وقوانينه وقواعده. منطق أرسطي يقع هذا الكتاب (284 صفحة بالقطع الوسط، موثّقًا ومفهرسًا) في قسمين، فيهما ثمانية فصول. يضمّ القسم الأول، "المنطق التقليدي ومباحث التصورات"، ثلاثة فصول. في الفصل الأول، "المنطق الأرسطي"، مبحثان، يبدآن باصطلاح المنطق الذي عرض فيه المؤلف لجدل تعريفه، وبعدها لجدل تصنيفه بالنسبة إلى الفلسفة والعلوم. وفي المبحث الثاني، جاء بحث مبادئ العقل التي تحكم بصورة عامة العقل ذاته وتضبط تفكيره، وهي تؤسس المنظومة المنطقية التقليدية كلها. يقول قريسي: "الملاحَظ أن أصل مصطلح منطق غيرُ معروف على وجه الدقة واليقين، فنحن لا نعرف بدقة مَن استخدمه بالمعنى الحديث ولا في أي مرحلة جرى استخدامه. ويرجح بعض الباحثين في هذه المسألة أن إطلاق هذا الاصطلاح يعود إلى شرّاح أرسطو بغرض مقابلة الأورغانون الأرسطي بالدياليكتيك الرواقي، ويفترض أنّ هذا حدث في عهد أندرونيقوس الروديسي (القرن الأول ق. م.). والمؤكد أن هذا المصطلح أصبح كثير التداول بدءًا من الرواقيين، ونجد هذا عند كبير مناطقتهم كريسيب، وهو من أوائلهم، حيث المنطق أحد أنواع الفلسفة الثلاثة. إنها عند الرواقيين أشبه بحديقة، المنطق سياجها، وعلم النفس أرضها وغرسها، والأخلاق ثمرها". وفي العربية، النطق والمنطق في المتعارف عليه هما كل لفظ يعبّر به عما في الضمير، مفردًا كان أو مركّبًا، وقد يطلَق على كل ما يصوّت به على التشبيه أو التبع. تصورات وحدود في الفصل الثاني، "التصورات والحدود وأنواعها"، تناول قريسي التصورات والحدود باعتبارها أصغر وحدة يُبنى بها الحكم وتصاغ بها القضية وتصير التصورات اجتماعية ومتداولة باللغة، ولهذا جاء بحث الدلالة وأنواعها، والحدود وأنواعها، والمقولات الأرسطية، والمحمولات والكليات. وفي رأيه، مبرر إدراج الدلالة بين التصور والحد هو أن الحد تعبيرٌ عن تصوّر؛ فاللفظ الذي له دلالة ويشير إلى معنى هو حد. ومن ثمّ، يكون الحد نقطة تقاطع بين اللغة والمنطق، ومن هنا جاءت ضرورة التعرض لدلالة الكلمات أو الحدود بتعبير المناطقة. والحد يعني الطرف أو المنتهى، والتسمية هذه في المنطق أُخذت باعتبارها ترد في القضية (التي هي وحدة التفكير الأساسية) منتهاها أو طرفها، سواء ورد موضوعًا، فيكون طرف القضية الأول وبدايتها، أو ورد محمولًا، فيكون طرفها الثاني، أو نهايتها من جهة المحمول. أما المقولة، فهي معنى كلّي يمكن حمله على موضوع ما، وقد صنفها أرسطو في عشر مقولات؛ حيث رأى أن كل ما يمكن أن يقال "قد يدل إما على جوهر، وإما على كم، وإما على كيف، وإما على أين، وإما على متى، وإما على موضوع، وإما على أن يكون له، وإما على أن يفعل، وإما على أن ينفعل". والمحمولات الخمسة التي وضعها أرسطو هي التعريف، والجنس، والنوع، والخاصة، والعرض، "وفي الإمكان تناولها وفق مقاربة أرسطو من جانب كونها من الماهية، فهي صفة جوهرية لا يقوم الشيء من دونها، أو أنها خارجة عن الماهية، فهي ليست جوهرية بل عرضية". تعريفات في الفصل الثالث، "التعريفات"، بحث المؤلف في هذه الحدود التي هي أدوات للتعريفات، مستطلعًا أهم أنواعها وقواعدها. وهو يرى أن التعريف هو أهم المباحث في منطق الحدود، وأهمها في المنطق كله، بعد الاستدلال. وحتى إذا كانت غاية المنطق كما قصده أرسطو هي القياس والبرهان، فإن أهمية التعريف تبقى قائمة معه، باعتباره ما يضبط المفاهيم والمعاني، ويجنب الالتباسات وما ينجر عنها من مراوغات ومغالطات. وهذا التعويل على التعريف في الفلسفة سبق إليه سقراط كما يخبرنا أرسطو نفسه؛ ففيلسوف الأخلاق سقراط كان يستنفد جهده كله في ضبط التعريفات. ولمحاربة السفسطائيين، والفوضى الفكرية التي أحدثوها من طريق استغلال الغموض والالتباس اللغوي، وما تفسحه من مجال واسع للمراوغات والمغالطات، قال سقراط بضرورة ضبط المفاهيم بصفتها خطوة أولى في السعي إلى أي حقيقة. وهو اجتهد في تحديد معاني الألفاظ والمصطلحات تحديدًا جامعًا، وكان يصنف الأشياء في أجناس وأنواع. لهذا، تتكرر في محاورات سقراط مقاطعاتُه لمحاوِره، مطالبًا إياه بهذا الضبط والتدقيق. وعند أهل العربية، التعريف هو جعل الذات مشارًا بها إلى خارج إشارة وضعية، ويقابلها التنكير. قضايا يضمّ القسم الثاني، "المنطق التقليدي ومباحث التصديقات"، خمسة فصول. في الفصل الرابع، "القضايا"، يدرس قريسي القضايا وأهم تصنيفاتها وأنواعها، بالتدرج من بسيطها إلى مركّبها. يقول: "يمكننا أن نتخذ الأسلوب الأدبي مدخلًا لحد القضية؛ فإذا كان الأدب يقسم عباراته إلى إنشائية لا تقبل حكمًا بصدق أو كذب، مثل الأمر والنهي والتمني والدعاء والرجاء، فعبارات مثل: افتح النافذة، لا تتأخر عن الحصة، أتمنى ألا يكون الاختبار صعبًا، اللهم حسّن خُلقي، هي كلها عبارات إنشائية لا تقبل التصديق والتكذيب. والصنف الآخر في العبارات الأدبية هو العبارات الخبرية الوصفية التقريرية أو الوجودية، التي تخبر عن الشيء، وتصف الموجود كما هو موجود، أو تقرره كما هو، كقولنا: العدد الزوجي يقبل القسمة على 2، السماء غائمة، أرسطو فيلسوف يوناني. بما أن المنطق في جوهره هو تمييز الصادق من الكاذب، فإن العبارات الإنشائية التي لا تقبل حكمًا بصدق أو كذب تُقصى بالضرورة من مجاله، بينما تبقى العبارات الخبرية وحدها في نطاق المنطق، بما أنها بطبيعتها الخبرية تقبل التصديق والتكذيب، وتسمى في المنطق ’قضايا‘؛ فالقضية في المنطق هي كل عبارة خبرية تقبل الحكم بالصدق والكذب". في الاستدلال في الفصل الخامس، "الاستدلال المباشر"، بحث المؤلف في الاستدلال المباشر الذي هو الأبسط، ويعتمد مقدمة واحدة، وعرض لأهم أنواعه. وعند قريسي، الاستدلال في المنطق هو الانتقال من قضية واحدة أو قضايا عدة إلى ما يلزم عنها بالضرورة المنطقية. والقضية أو جملة القضايا التي ننطلق منها تُسمّى مقدمة أو مقدمات. والاستدلال في المنطق من طبيعة استنتاجية صورية؛ فهو مبني على الضرورة العقلية المنطقية، لا على المضمون المادي للحدود والقضايا. الاستدلال المباشر هو الذي نستخدم فيه مقدمة واحدة، ثم ننتقل منها إلى ما يلزم عنها بالضرورة المنطقية؛ "فإنْ نحن انطلقنا من افتراض القضية: كل الأعداد الطبيعية موجبة، صادقة. تكُن القضية: بعض الأعداد الطبيعية ليست موجبة، قضية كاذبة بالضرورة؛ فالقضيتان لا يمكنهما أن تصدقا معًا. وما دمنا انطلقنا من قضية واحدة كمقدمة للاستدلال، فإن هذا الاستدلال استدلال مباشر". في الفصل السادس، "الاستدلال غير المباشر"، يقول المؤلف إن الاستدلال غير المباشر هو كل استدلال ننطلق فيه من أكثر من مقدمة، "فإذا وظّفنا مقدمتين واستنتجنا منهما نتيجة لازمة عنهما بالضرورة المنطقية، سُمي هذا النوع من الاستدلال قياسًا". ويتدرج المؤلف في بحث الاستدلالات غير المباشرة التي يمثل القياس فيها أنموذج البرهان، وجوهر المنطق وغايته، وباقي المباحث أدوات ووسائل له؛ فهذه المباحث - على ضرورتها كلها - تبقى متفاضلة القيمة، فمنها ما هو مجرد وسيلة، ومنها ما هو غاية في ذاته. لهذا، أخذت الاستدلالات النصيب الأكبر من الحجم والبحث، وهو حاول أن يشمل أنواعها المختلفة. مغالطات مشهورة في الفصل السابع، "المغالطات المشهورة"، يدرس قريسي المغالطات ويعرض لأشهرها وأكثرها تداولًا، "وتكمن ضرورة التعرض للمغالطات في أنه لا يكفي أن نعرف الصواب كي ننسج على منواله، بل من الضروري أن نعرف المغالطات حتى لا نقع فيها أو نوقع غيرنا فيها، وكي نكشف فساد الاستدلالات التي بُنيت عليها. لهذا جاءت المغالطات أو السوفسطيقا عند أرسطو في الكتاب السادس الأخير من الأورغانون، فهي من مباحث المنطق التقليدي". وفي نظره، من جانب اللغة، تصنف المغالطات إلى لفظية، فتكون من طبيعة لغوية، ومغالطات لا علاقة لها باللغة. وبوجه عام، يصنف المناطقة المغالطات إلى صورية أو شكلانية وغير صورية أو لاشكلانية. والمقصود بالصورية تلك التي ترتبط بالشكل، والتي تُرتكب عند بناء حجج تتعارض مع قوانين المنطق أو قواعده، بينما لا ترتبط غير الصورية بقوانين المنطق وقواعده. يصنف أرسطو المغالطات إلى صنفين: منها ما يكون من الكلمة ومنها ما يكون خارجًا عن الكلمة، أي مغالطات فكر. وتنقسم مغالطات الكلمة إلى ستة أنواع: اتفاق الاسم، والمراء، والتركيب، والقسمة، والتعجيم، وشكل اللفظة. وتتنوع مغالطات الفكر أيضًا في سبعة: مغالطة العرض، ومغالطة حمل الإثبات النسبي على الإثبات المطلق، والعكس، وفي النوع الرابع يأتي التضليل من النتيجة التي تلزم، ويأتي التضليل الخامس من الدور، والتضليل السادس من وضع ما ليس بعلة علة، وأما السابع، فأن يجعل المُغالِطُ مسائلَ كثيرة مسألةً واحدة. نقد وتطور في الفصل الثامن والأخير، "ما بعد المنطق التقليدي: النقد والتطور"، انتقل المؤلف إلى ما بعد المنطق التقليدي من جانب النقد والتطور، حيث عرض لعينات من النقد الناقض الذي واجهه المنطق الأرسطي. وحتى لا يقطع الترابط، بالبدء بالفكر الغربي لينتقل إلى الفكر الإسلامي ثم يعود ثانية إلى الفكر الغربي، عرض لنقد مفكري الإسلام قبل الفكر الغربي، "إذ انشغل علماء الإسلام ومفكروه بهذا النقد، وشكل نقد شيخ الإسلام ابن تيمية مرجعية متميزة فيه". بعده، عرض المؤلف لأهم الانتقادات التي تعرض لها المنطق التقليدي في الفكر الغربي، في العصر الوسيط وما بعده. يقول: "وبما أن هذا النقد للمنطق التقليدي صنفان: نقد نقض، وهو ما بحثنا فيه في الجزء الأول من هذا الفصل، كان من الضروري - لاستكمال الصورة - أن نخصص الجزء الثاني منه للصنف الآخر، وهو نقد إنقاذ؛ فهو يفترق عن سابقه في كونه استيعابًا وتطويرًا وتجاوزًا للمنطق التقليدي، والذي يشكل ميلاد منطق جديد، لا قضاء على المنطق"، تعرض المنطق التقليدي لنقد بعض المناطقة المحدثين والمعاصرين، لا للإلغاء أو إحداث قطيعة معدمة، إنما من أجل استكمال المشروع المنطقي، من خلال تصويب الأخطاء، واستكمال النقائص، وتدقيق التصورات والمسائل؛ "لهذا لا يحمل ليبنتز على منطق أرسطو وقياسه مثلما فعل فرانسيس بيكون، إنما يعتبره إنجازًا عبقريًا استثنائيًا في تاريخ البشرية، لا بد من استثماره وتطويره، ولا يطعن في قيمته ما يُسجل عليه من أخطاء، وما يُحسَب عليه من هفوات ونقائص".شرح ما بعد الطبيعة في ضوء منطق أرسطو
هو محاولة لمقاربة الإشكاليات التي تصوغ نصوص ابن رشد الفلسفية والمنطقية وطريقة تأويلها وفهمها العلاقةَ الملتبسة بين المنطق وعلم ما بعد الطبيعة، ولمعرفة القول الرشدي في قطاعاته المنطقية والميتافيزيقية معرفة يستحضر بها المؤلف سمتَي الوحدة والتطور. لذا يعمد - من أجل بيان معالم القول الرشدي المنطقي وطرق استعماله في القول الميتافيزيقي - إلى توسل منهج تحليلي مع نقد معرفي ومنهج مقارنة ومعالجة فيلولوجية في قراءة تروم تعقّب التحولات التي تخلق المفاهيم والدلالات في تاريخ الفلسفة العربية الإسلامية والوسيطة. المؤلف: أستاذ التعليم العالي، قسم الفلسفة في جامعة محمد الخامس بالرباط . له مساهمات منشورة في مجلات عربيّة عدة. من مؤلفاته: مدخل إلى فلسفة ابن رشد: آفاق الدراسات الرشديّة العربيّة المعاصرة (2019)؛ أطروحات الفكر العربي المعاصر (2020)؛ العبارة لأرسطو في شروح الفلاسفة المسلمين (2017)؛ محمد عزيز الحبابي وتأسيس الفلسفة الشخصانية الواقعية (2016)؛ قراءات في التجارب الفكريّة العربيّة: رهانات وآفاق (2011).من تيولوجيا العصر الوسيط الى فلسفة الأزمنة الحديثة
يعد الفيلسوف الفرنسي إتيان جيلسون من أبرز الفلاسفة الذين أنجزوا مشروعًا فكريًا متكاملًا عن الفكر الفلسفي في العصر الوسيط، خلاصته أن الأزمنة الحديثة بدأت في القرن الثالث عشر، لا في القرن السابع عشر، مخالفًا بذلك التصورات التي حصرت الحداثة داخل دائرة مغلقة وأحادية. وتضع هذه الخلاصة المساهمة العربية ضمن أهم المصادر التي شكلت الفكر الحديث. وهذا الموقف ليس مجرد تأويل مشوه لكتابات جيلسون، بل هو إقرار مباشر وصريح في كثير من أعماله الأساسية. ولا شك في أنه موقف يكسر "الستائر الحديد" التي وضعها بعض المستشرقين، وثبتها إرنست رينان، قصد حجب "الثورة الإبستيمولوجية" التي أحدثها الفكر العربي الإسلامي في أوروبا الوسيطة. معلوم أن الأفلاطونية المحدثة هي المهيمنة في الفكر الأوروبي خلال العصر الوسيط المتقدم، ولم يتعرف الأوروبيون بالأرسطية إلا عن طريق العرب. لذلك فتأكيد جيلسون أهمية الفلسفة العربية، نابع من قناعته أن الفراغ لا يوجد في التاريخ؛ فديكارت، وباسكال، وليبنتز، وبيكون... ليسوا أكثر أهمية من توما الأكويني، وابن رشد، وألبير الكبير، وابن سينا ...إلخ. المؤلف: أستاذ جامعي وأكاديمي مغربي. يشتغل أستاذًا للفلسفة الغربية في العصر الوسيط بجامعة محمد الأول، مدينة وجدة (المغرب). حاصل على الدكتوراه في الفلسفة، تخصص الفلسفة الوسيطة، من جامعة سيدي محمد بن عبد الله - فاس، كلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز - فاس. عضو مختبر المجتمع والخطاب وتكامل المعارف بالكلية المتعددة التخصصات بالناظور (المغرب).في مستوصف الفلسفة
يهدف إلى إعادة النظر في المستهلك العلاجي في كل من الطبين العقلي والنفسي، ومساءلة بدهيّات فلسفات العلاج القائمة، كما هي متداولة في مقررات التدريس والعلاج في كل من التحليل النفسي وطب الأمراض العقلية؛ ولأن العلاج ليس بالوضع النهائي، فإن ذلك يستدعي التفكير في اللامفكر فيه علميًا، من خلال مقصد الدعوة إلى فتح سجل المفاهيم والمناهج المرجعية للوضع العلاجي القائم، والتصالح مع الطبيعة الإنسانية المفتوحة التي لا ينفصل فيها الوضع المعرفي عن الوضع المعياري. ويحتوي الكتاب على إضاءات نوعية لفلاسفة اشتغلوا بدربة العلاج الفلسفي، وهو اشتغال من شأنه أن يعمل على ترشيد فلسفات العلاج القائمة، ويدعّم فرضية هذا الكتاب، من حيث المحاولة في رسم معالم علاج بديل، تناظمي، يأخذ مفهوم الشأن العام الذي يسترشد بوعي فلسفي منفتح على مختلف أشكال الخطاب العلمية والمعيارية والاجتماعية، وهو وعي يُشكله النقاش والتواصل بين مختلف مكوّنات المشهد الثقافي. حاز شهادة الدكتوراه من جامعة عبد الحميد مهري في قسنطينة (2021). أستاذ الفلسفة بالمدرسة العليا للأساتذة، قسنطينة/الجزائر. له عدد من المؤلفات والدراسات المنشورة في مجالات تعليمية الفلسفة، والفلسفة للأطفال ونقد المستهلك الثقافي الإسلامي. من مؤلفاته: سؤال القيمة: دراسة نقدية لآليات التشخيص في التحليل النفسي (في جزءين) (2023)؛ سؤال القيمة: مقاربة لرصد إشكالية القيمة في فلسفة لافيل (2018) (عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات).النزعة الانسانية في شخصانية عبد العزيز الحبابي
هذا الكتاب يُقدم قراءة تأويلية لمشروع الفيلسوف الشخصاني محمد عزيز الحبابي، أحد أعلام الفكر العربي المعاصر، من خلال دراسة نصوصه الفلسفية من زاوية إشكالية الأنسنة (أو النزعة الإنسانية)، انطلاقًا من دعويين: تفيد الدعوى الأولى بأن شخصانية الحبابي بكل تمظهراتها، الواقعية والإسلامية والغدية، تستدمج في داخلها عناصر نظرية وقيمية تجعل منها نزعة إنسانية، أو تجعلها قادرة على المساهمة في بناء نزعة إنسانية جديدة. وتنص الدعوى الثانية على أن شخصانية الحبابي في تطورها تنتهي لتصبح نزعة إنسانية، أو أن التفلسف الشخصاني هو فعل للأنسنة والتأنسن. كما أن أنسنة الكائن البشري تستلزم أنسنة عالمه والقيم الحاكمة للفكر والسلوك والعمل، وتستلزم نقد السرديات الفلسفية والسياسية والاقتصادية التي تحط من قيمة الإنسان وتمس بكرامته وتحوله إلى كائن ذي بعد واحد. وتنتهي هذه القراءة إلى تأويل شخصانية الحبابي تأويلًا إنسانيًا بالنظر إليها كنسق فكرولوجي بمقدوره المساهمة في إقامة نظام جديد فكريًا وروحيًا وسياسيًا واقتصاديًا، وفي ترميم العلاقات على أساس المشترك بين الثقافات والحضارات، والانتصار لقيم الحرية والحق والعدالة. إبراهيم مجيديلة حاصل على الدكتوراه من جامعة ابن طفيل في القنيطرة بالمغرب (2019). أستاذ الفلسفة بالتعليم الثانوي التأهيلي، وباحث متخصص في الفكر العربي المعاصر والفلسفة المعاصرة، نشر العديد من الدراسات والمقالات في مجلات محكمة، منها مجلة تبين، ومجلة يتفكرون.الثقافة، المعرفة والإيديولوجيا
ما الفرق بين الثقافة والمعرفة والإيديولوجيا؟ كثيراً ما يقع الخلط بين هذه المفاهيم ويُعبَّر عنها أحياناً كأنّها مرادفات. يرسم المفكّر المغربيّ عبد الإله بلقزيز الحدودَ الفعليّة التي يتوقف عندها الاختلاف والتّمايز بين كلّ مفهوم وآخر، ويبدّد الالتباسات التي تحيط بها، ويتعقّبها في الإنتاج العربيّ. ثلاثة مفاهيم كثيفةُ الحضور في العلوم الاجتماعية والإنسانيّة، لكنّ الكتابة عنها بلغة نظريّة أمرٌ نادر في العقود الأخيرة.فلسفة الرغبة
من دون رغبة، لا حياة تستحقّ أن تُعاش. فكيف يقودنا دماغُنا نحو الرّغبة؟ وكيف تشجّعنا الإعلاناتُ والشّبكات الاجتماعيّة اليوم على الرغبة أكثر؟ وهل يمكن حقّاً توجيه رغباتنا بطريقة تجلب لنا السعادة؟ يصحبنا الفيلسوف وعالم الاجتماع الشهير فريدريك لونوار في رحلة ممتعة داخل عالم الرّغبة، من أفلاطون إلى رينيه جيرارد مروراً ببوذا وأرسطو وفرويد ونيتشه، ويستعيد ما تقوله التيّاراتُ النفسيّة والفلسفيّة والدينيّة عن هذه القوة الجبّارة التي تحرّك أجسادنا وقلوبنا وعقولنا... للأفضل كما للأسوأ.الفَلْسَفَةْ الغَرْبِيِةُ المُعَاصِرَةْ
ن الفلسفة الموسومة بالوجودية لا تعتبر الواقع موضوعا في مواجهة فاعل عارف، بقدر ما تعتبره وجودا. يحوّلنا الاحتكاك به، وهي لا تعزل فينا الملكة العارفة لباقي كوننا إذ تجعل الفرد بكامله، بكل استجاباته الوجدانية والشعورية تجاه الأشياء، يشارك في البحث الفلسفي وعرفها جان فال بالقول: "الوجودية تلك هي النـزعة الفكرية التي سيطرت على الفلسفة الفرنسية، خلال الحرب العالمية الثانية، وما بعدها. للوجودية الفرنسية شكلان، ومنابع شتى: كيركيغارد، هوسرل وهيدغار. ولنا أن نجزم بأن هذه الوجودية الفرنسية، في كل من شكليها المختلفين، فلسفة أنطولوجية، وظاهرية، بقدر ما هي فلسفة وجوديةتهافت الفلاسفة للإمام الغزالي
التوفيق بين الدين والفلسفة، وبين العلم والدين أمر حاولَ الفلاسفة فى أبحاث ومؤلفات، ومازالوا حتى اليوم يحاولون. والحقيقة أن التفكير الفلسفي الحق، المنزَّه عن الأهواء والانحرافات، لابُدَّ وأن يؤدي بصاحبه إلى الحقيقة التي لا حقيقة غيرها، وهي حتمية الإيمان بوحدانية الخالق جلَّ شأنه وعزَّت قدرته، وأن ما في هذا العالَم من مخلوقات علوية وسفلية إنما هي من صنعه جَلَّ في علاه .محاضرات في الميتافيزيقا
ما من ضرورة إن تكون دارساً للفلسفة أو للميتافيزيقا ولا أن تكون مهتماً بهما كي تقرأ هذا الكتاب. فالفيلسوف الإسباني الشهير، يتوغّل بكل بساطة وعمق في سلسلة من الأفكار وثيقة الصلة مع حياتنا اليومية، ومنها ينطلق لشرح الميتافيزيقا، وحاجتنا أو عدم حاجتنا إليها. "إذ إن الميتافيزيقا ذاتها ليست سوى ما يعمله الإنسان. ما نعمله أنت وأنا في حياتنا وإن هذه الحياة في النتيجة شيء سابق وهي تأتي قبل كل ما ستكشفه لنا الميتافيزيقا. في محاضراته هذه، التي كان يلقيها على طلابه في فصل دراسي منتظم، سيجد كل قارئ مدخلاً لفهم العالم وفهم ذاته، وسيجد كل مهتم بالفلسفة اشتباكاً ثرياُ مع اتجاهين رئيسين في تاريخ الفلسفة هما الواقعية والمثالية.الوعي الأسطوري الرافدي
هو جهد بحثي يبيّن الوقائع والقرائن التي تتناول طبيعة إسهام الفكر الشرقي وحدوده عمومًا، والرافدي تحديدًا، في الفعل الفلسفي النظري اليوناني اللاحق. ويتلمّس الجوانب التي حالت دون تبلور معالم الفعل المعني في بلاد ما بين النهرين، على الرغم من الإنجازات الكبرى التي حققها على مختلف الصعد والمستويات، وفق معايير العهود التاريخية التي تحدد الإطار الزمني للبحث موضوع هذا الكتاب. تنبثق مشروعية البحث هذا من كون الوعي الأسطوري هو أحد الموضوعات التي تثير الاهتمام والاختلاف في الوقت ذاته؛ فهو ينتمي إلى مرحلة ذهنية موغلة في القدم، سبقت ظهور الفلسفة، وشهدت التأملات الإنسانية الأولى. وهو وعي يثير عادة رغبة الإنسان المعاصر في الوقوف على أبرز ملامح الجهود الذهنية التي أراد أسلافه - أصحاب الأسطورة - من خلالها تحصيل قدر من الوعي، للإجابة عن الأسئلة التي كانت تقلق تفكيرهم، ولتحقيق نوع من التوفيق بين الضرورات الحياتية، والغموض الذي كان يخيّم على آلية القوى الكونية الفاعلة. باحث سوري من مواليد عامودا في عام 1956. حائز الدكتوراه في الفلسفة من جامعة دمشق في عام 1991. له مساهمات منشورة في مجلات عربية عدة منها: الفكر العربي، الطريق، الناقد، قلمون؛ ومقالات رأي في عدد من الصحف العربية منها: السياسة الكويتية والعربي الجديد والقدس العربي. تابع دراساته في الأشوريات واللغات السامية في السويد، وشارك في مؤتمرات علمية في ميدان الاختصاص، وكذلك في ندوات ولقاءات حول الموضوعين السوري والكردي. له عدد من الكتب والأبحاث المنشورة منها: موضوعات كردية سورية (عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات)؛ الوضعية المنطقية والتراث العربي: فكر زكي نجيب محمود نموذجًا؛ ذهنية التغييب والتزييف: الإعلام العربي نموذجًا؛ بلاد الرافدين: أرض الأسطورة والحضارة؛ المسألة الكردية في سورية: فصول منسية من معاناة مستمرة. يعمل حاليًا في التدريس في السويد، ويتابع البحث في ميدان الاختصاص.جان فرانسوا ليوتار ونقد الفكر الشمولي
أول دراسة شاملة باللغة العربية عن الفيلسوف الفرنسي جان فرانسوا ليوتار، وثمرة اهتمام مطول بفكره، بغية العثور على مناهج جديدة في التحليل والتفكير والنقد والكتابة والتفلسف عمومًا، تكون قادرة على استيعاب مختلف التحولات التي تتدفق باستمرار في مختلف الميادين، ومدّ الفكر بأدوات لمواجهة النزعات القمعية والمتطرفة التي لا تحترم الاختلاف والتعددية، وتصر على تحريف الآراء والعادات والتاريخ. ولأن كتب ليوتار ومقالاته تتناثر فيها القضايا وتختلف المعالجة فيها من نص إلى آخر، فقد عمد المؤلف إلى بناء دراسة منسجمة من ثلاثة أقسام: المعرفة؛ الأخلاق والسياسة؛ الفن والجماليات، بحيث إنها تعبر عن "ترحالات" ليوتار وتنقّله بين الفكر والسياسة والفن. المؤلف: أستاذ بشعبة الفلسفة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة شعيب الدكالي - الجديدة - المغرب. حاصل على شهادتي التبريز والدكتوراه في الفلسفة، وعلى درجتي الإجازة والماجستير في الدراسات الفرنسية من جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء. له بعض الدراسات في الفلسفة والجماليات وفي النقد السينمائي، ومشاركات في كتب جماعية محكّمة.مسألة الدولة: أطروحة في الفلسفة والنظرية والسياقات
يتناول موضوعَ فلسفة الدولة ونظرياتها، في محاولة لتطوير رؤية مختلفة، وذلك بعد مراجعة ما توصلت إليه مدارس فلسفية مختلفة ودراسات عديدة في العلوم السياسية وعلم الاجتماع. والتحدي هو أن يصاغ مفهوم للدولة من منظور نقدي إنساني من جهة، وأن يؤخذ في الاعتبار، من جهة أخرى، النقد الذي وُجّه إلى المفاهيم السابقة من منظور الفلسفة الأخلاقية والسياسية وعلم السياسة وعلم الاجتماع والقانون، ومن منطلقات مختلفة؛ منها الجماعاتية والليبرالية والماركسية، فضلًا عن الأفكار المختلفة عن آثار العولمة ومرحلة ما بعد الدولة. ومثلما أن الكتاب يطور مفهوم الدولة نظريًا، فإنه يراجع أيضًا السرديات المختلفة لنشوء الدولة عمومًا، والدولة الحديثة خصوصًا. كما يناقش الكتاب فكرة أن الدولة القوية بمؤسساتها وشرعيتها هي شرط المجتمع القوي، منتقدًا مقولة أن في مقابل المجتمع الضعيف هناك دولة قوية، أو في مقابل المجتمع القوي هناك دولة ضعيفة، وأن رسوخَ الدولة شرطٌ لنجاح الانتقال الديمقراطي، وأن من غير الممكن الوصول إلى تعدّدية ديمقراطية إلّا تحت سقف الدولة القادرة على تأطيرها؛ لأن التعددية الديمقراطية في ظل شروخ اجتماعية عميقة وشرعية تجعل الدولة هشّة، وتؤدي إلى انحلال عقدها لا إلى نشوء نظام ديمقراطي تعدّدي.العصيان: من التبعية إلى التمرد
يسير هذا العالم بشكل معوجّ إلى درجة يصبح فيها عصيانه أمراً ملحّاً. الفلسفة تعني العصيان. في هذا الكتاب، يدعو فريديريك غرو إلى الديموقراطية النقدية والمقاومة الأخلاقية عبر طرح أسئلة حول جذور الطاعة السياسية: هل هي امتثال اجتماعي أو إذعان اقتصادي أو احترام للسلطات؟ إن الفكر الفلسفي الذي يدفعنا إلى رفض الاستسلام للبديهيات يحثّنا أيضاً على إيجاد معنى للمسؤولية السياسية. وفي الوقت الذي تأتي فيه قرارات الخبراء نتيجةً لإحصاءات جامدة، يصبح العصيان تأكيداً للإنسانية.الحياة صعبة: وصايا الفلسفة لإيجاد طريقنا
هل ثمّة عزاء بل أمل في الاعتراف بمصاعب الحياة؟ هل لذلك أن يعيننا في العثور على الدفء والأمان في الحياة التي نعيش؟ هل يمكن أن يلهمنا الرغبة في عالم أفضل؟ يوضح هذا الكتاب كيف تستطيع الفلسفة مساعدتنا على إيجاد طريقنا. كما يستكشف آليات مواجهتنا للظلم وإيجاد المعنى في مواجهة اليأس. كتاب لهذه اللحظة، يوجهنا نحو العدالة، لأنفسنا والآخرين، عبر الاعتراف كم جميلٌ أن نكون على قيد الحياة.ماذا تريد من حياتك؟
ما هو الحبّ وما ليس حبّاً؟ أتكون المغفرة حبّاً؟ ماذا عن الرغبة؟ والشّهوة؟ والتملّك؟ والعادة؟ هل الجنس مشكلة؟ لماذا نفكّر فيه؟ أحقّاً نحبّ أولادنا؟ ما هو التّعليم الحقيقي؟ هذه الأسئلة وغيرُها يجيب عنها كريشنامورتي في كتابه هذا، مقدّماً حكمته الملهمة: رفض كل سلطة، بما في ذلك سلطته، كاشفاً عن سرّ نجاح العلاقات في الحبّ والصّداقة والزّمالة والقُربة... مزوّداً قرّاءَه بالشرط الواجب توفّره لإحداث تغيير حقيقي فينا نحن البشر. نُشرت تعاليم كريشنامورتي في 75 كتاباً بيع منها أكثر من 4 ملايين نسخة بأكثر من 30 لغة.قراءات في القرآن
هذا الكتاب، الصادر للمرة الأولى عام 1982، هو أساسيّ في تاريخ مسار أركون الفكري، إذ يُنزله منزلة البذرة الأولى التي صدرت عنها كل مؤلّفاته اللاحقة، وقد كرّس السنوات الأخيرة من حياته لتنقيحه وإغنائه. وقد تمكّنت زوجته السيدة ثريا اليعقوبي-أركون من جمع النسخ المنقحة لهذه النصوص بغية أن تتيح لهذه النسخة النهائية أن ترى النور. يجيّش أركون كل إمكانات علوم الألسنيات الحديثة والدلالات السيميائية وتاريخ العقليات والاجتماع، بغية تفكيك الخطاب التقليدي الموروث عن القرآن. كما يتطرّق إلى الموضوعات الأكثر حساسية وأهمية اليوم: مكانة الكتاب المقدس بصفته كلام الله، الشريعة ووضع المرأة في المجتمع الإسلامي، الجهاد، الإسلام السياسي... إلخ. ويثبت خلال ذلك كلّه أن كل قراءات القرآن وتفاسيره هي بالضرورة "تركيبات بشرية". يشهد هذا الكتاب، في إنجازه واكتماله، على مدى خصوبة المناهج الجديدة التي دشّنها محمد أركون قبل ما يقارب نصف قرن، وسيظلّ ذا أهمية حاسمة بالنسبة إلى النضال ضدّ كل أنواع الأصوليات.سيكولوجية التوتاليتارية
العالم تحت قبضة توتاليتارية حديثة تتوجّه نحو توحيد التفكير وتنويم مغناطيسي جماعيّ خَطِر. وكما الهستيريا الجماهيرية التي أطاحت بالسّاحرات في العصور الوسطى، أصبح اليوم كلُّ مواطن مختلف برأيه عن الجماعة مضطهداً ومقموعاً. يقدّم أستاذ علم النفس المشهور عالميّاً ماتياس ديسميت نقداً حادّاً لـلتفكير الجماعي، ويفكّك العوامل النفسية والاجتماعية التي تسمح لهذا التفكير بالسيطرة. كتابٌ يطلق صفّارة الإنذار لمنعِ تدمير الذات والحفاظِ على التفكير النقدي وحرية الاختيار لدى الفرد.غسيل الأدمغة تاريخ التحكّم في العقول
عامَ 1953، ومع نهاية الحرب، أفرَجَت كوريا الشمالية عن الأسرى الأميركيين المحتجزين لديها. المفاجأة كانت حين رفض 21 أسيراً العودة إلى بلادهم وقرّروا العيش في الصّين. أثار هذا القرار ذعراً في الغرب: لماذا لم يرغبوا في العودة؟ وماذا حدث بالضّبط؟ يتعمّق دانيال بيك في العالم الغامض لغسيل الأدمغة، ويشرّح الحالات الأكثر إثارةً التي شهدها التّاريخ منذ مرحلة الحرب الباردة حتّى اليوم: سواء عن طريق الحكومات أو التعليم أو الطبّ أو شركات التكنولوجيا الحديثة... أو في أشكال أخرى من الإقناع الخفي لا يمكن الصّمود أمامها. يضيء هذا الكتاب على شبكات الأكاذيب والخداع التي نتعرّض لها حتى في ظروف نتمتّع فيها بنسبة كبيرة من الحرّية.الأسوَد
لماذا يقترن الأسوَد بالحزن والحداد؟ ولماذا يرتبط اسمُه بالشرّ؟ ما سببُ ارتداء رجال الدّين الزيَّ الأسود؟ وماذا وراء مصطلحات «الرجل الأسود» و«الثقوب السوداء» و«الفكاهة السوداء»؟ يتعمّق الفيلسوف الفرنسي آلان باديو في رموز الأسوَد كالخوف والأناقة والبؤس والإبداع والرّغبة، ويتأمّل تجلّياته في الرسم والموسيقا والسياسة والميتافيزيقيا... كما علاقته بالألوان الأخرى. في الواقع، لم يكن الأسوَد مضيئاً من قبلُ كما في هذا الكتاب.الانفتاح على الآخر لدى المتصوّفة
في زمن هيمنةِ التعصّب والكراهية، تنادي المتصوّفة بثقافةٍ تجمع الناس رغم اختلاف لغاتهم وتنوّع أعراقهم. يعرض هذا الكتاب ثلاثة متصوّفين، هم ابن عربي والعطار والرومي، لم يعرفوا العزلة عن الحياة لامتلاكهم فكراً عميقاً منفتحاً على الآخر، مستندين في انفتاحهم إلى أصول الدين الإسلامي: الخطاب القرآني والحديث. هي دعوةٌ لبناء علاقات اجتماعية متينة قوامها المساواة والتواضع وقمع الأنا في سبيل الـ«نحن»، لنسج العلاقة بين الإنسان والإنسان الآخر، وكذلك العلاقة بين الإنسان من جهة والحيوان والطبيعة من جهة أخرى.تجليات المحتجب – اللاهوت السلبي و فلسفة الدين
”ذئاب الجليل“ لمؤلفها محمد علي نايل رواية قائمة على فكرةٍ غير مألوفة ومبتكرة تعكس حلماً جماعياً لشعب طُرد من أرضه وتوزّع في المخيمات حيث يعيش حياة بؤس وما يشبه الحصار، وهكذا فإن الفكرة - الحلم تحولت على يد الروائي إلى فعل انطلق من المخيمات الفلسطينية البائسة، وجو لبناني مشحون بالعنصرية وعدم قبول الآخر، وفي ظل احتلال في الطرف الآخر شرس لا يتورع عن ارتكاب أبشع الجرائم كي يديم احتلاله. تتوسع هذه الفكرة- الحلم وتصير واقعاً حياً وفعلاً سياسياً، يطرح حلاً إبداعياً، يبدو خيالياً لكنه أكثر واقعية من كل ما هو مطروح، ففي النهاية أحلامنا وأفعالنا هي التي تصنع الواقع وتعيد ابتكاره على الدوام، أو تستسلم له وتنسحق تحت طبقاته، وكما يقول الكاتب نفسه في تقديمه للرواية: ”في لحظة الحاضر تكمن حولنا عدة خيارات ومقومات وسبل نستطيع استخدامها لرسم خريطة المستقبل. وما المستقبل سوى مجرد امتداد وتطور للحظة التي نحن فيها. وإذا استطعنا الصمود من غير أن نخسر أنفسنا تحت وطأة وحشية الظروف الراهنة تأتي أحيانا، في خضم الكرب الضارب، فكرة تشعل الحماس في وعي الإنسان وتنعكس نوراً على محيطه. لكن سرعان ما يمضي الوقت ويتحول الحماس إلى خيبة ويخفت شعاع الفكرة. فإذا لم تكن هناك مثابرة لتحقيق الفكرة نبقى رهن الدوران في دائرة الحماس اللحظي والإحباط الأزلي“. في هذه الرواية التي تعكس تطلعات وأفكار وأحلام وهواجس وقلق جيل جيل جديد من الشبان الذين أصيبوا بخيبة أمل من فشل الربيع العربي، ومن ظروف تزداد تردياً وقهراً ثمة رهان وسط الخراب العام على وعي جديد قادر على اجتراح المعجزات. إنها رواية الخيال الخلاق الذي يصنع من مادة الواقع الحية والمعيشة حكاية كفاح توسع آفاقه طاقة الشبان وأحلامهم ورؤيتهم الجديدة.فلسفة الثقافة- دراسة في أشكال الحياة و القيم و الرموز
“كتاب رائعٌ، وموضوع ضروري وأساسي، واختيار موفّق للتعرّف على طريقة البحث والتأويل” إيوخينيو ترياس، صحيفة ABC إنّ للألم، الذي يفتقر كثيراً إلى مُبرر، تاريخاً. وفي هذا الكتاب، تجتمع الموضوعات التالية: إيماءات الشهيدات العذارى، والسخرية التي صاحبت مغامرات دون كيخوته، والتكفير عن الذنب الذي حدث سراً داخل الأديرة، وكوميديا المازوخية الجنسية، والمسرح التشريحي في العالم الحديث، وتعبير المرضى المُخدّرين، والآلام الواعية الناجمة عن الاضطراب العصبي، والآلام اللاواعية الناتجة عن المرض العقلي. وخلافاً لما أكد عليه سيوران، الذي كان من المستحيل، بالنسبة له، اللقاء أو الحوار مع الألم الجسدي، فإنّ كلَّ صفحة من صفحات هذا الكتاب تدعو إلى هذا اللقاء، وتُعزز هذا الحوار. وما بين التاريخ والفلسفة، يتحدث هذا الكتاب عن الأشكال المتتابعة (غير التقدمية) لتجسيد تجربة الأذى، وعن الأساليب الفنية والقانونية والعلمية، التي أتاحت لنا، منذ عصر النهضة وحتى أيامنا هذه، الفهم الثقافي للمعاناة الإنسانية. وإنّ التمثيل، والتعاطف، والمحاكاة، والتماسك، والثقة، والسردية، هي بعض الموارد البلاغية والحجاجية التي استخدمناها وما زلنا نستخدمها؛ حتى نشعر بألمنا، ونُعبّر عنه، ونمنحه بُعداً دلالياً، وقيمةً جمعيةً.ذات من الرغبة-تبصرات هيغلية في فرنسا القرن العشرين
بعد عدة سنوات من موت المرقش، سألت الجارية زوجها الراعي، بعد أن تحايلت عليه بأنها لن تمنحه ما يريد إلا بتلبية طلبها، فسألته، ماذا أنشد المرقش قبل أن يموت، كم أنتن يا النساء لديكن ذاكرة عجيبة تراود الرجل على السقوط دائما، والعجيب بأن الهاوية فيكن لذيذة ولكنها آخرها مر، لقد طلب أن لا أنشدها لأحد حتى ينسى الناس قصة المرقش، فلا تنشديها لأحد، سَرى لَيْلاً خَيالٌ مِنْ سُلَيْمى / فأَرَّقَني وأصْحابي هُجُودُ فَبِتُّ أُدِيرُ أَمْرِي كلَّ حالٍ / وأَرْقُبُ أَهْلَها وهُمُ بعيدُ عَلى أَنْ قَدْ سَما طَرْفِي لِنارٍ / يُشَبُّ لها بذِي الأَرْطى وَقُودُ حَوالَيْها مَهاً جُمُّ التَّراقي / وأَرْآمٌ وغِزْلانٌ رُقُودُ نَواعِمُ لا تُعالِجُ بُؤْسَ عَيْشٍ / أَوانِسُ لا تُراحُ وَلا تَرُودُ يَزُحْنَ مَعاً بِطاءَ المَشْيِ بُدّاً / عليهنَّ المَجاسِدُ والبُرُودُ سَكَنَّ ببلْدَةٍ وسَكَنْتُ أُخرى / وقُطِّعَتِ المواثِقُ والعُهُودُ فَما بالي أَفِي ويُخانُ عَهْدِي / وما بالي أُصادُ وَلا أَصِيدُ ورُبَّ أَسِيلةِ الخَدَّيْنَ بِكْرٍ / مُنَعَّمَةٍ لها فَرْعٌ وجِيدُ لم يطل الأمر بالشعر حتى طاف قبائل الجزيرة وشاع أمر المرقش وأنتشر شعره، في عصر كان الشعر أمضى من السيف وأسرع من البرق، وقد كان ذلك في عصر امرؤ القيس وعبيد بن الأبرص، وعنترة بن شداد. ومن بني ثعلبة البكريين المرقش الأصغر وطرفة بن العبد، والأعشى، وكلهم أحفاده، وكان رفيقه وابن أخيه عمرو بن قميئة رفيق أمرؤ القيس إلى القيصر .أين الضوء-الأنا والأخر في الفلسفة العربية
عز عليها أن تفهم أن العالم محض هراء, وأن الزمن حفنة ريح, وأن الحب بردية رثة, وأن الوجود رقصة حمقاء, وأن الحروف من ماء, وأن الصمت عتمة, وأن الثرثرة دبيب مغزل الجدات ساعة الشفق, وأن الاسفلت معراج السالكين, وأن الحياة شهقة من دهشة, وأن الساحر مازال في صندوقه الكثير , وأن الدموع بتائل من شوق, وأن الفجر زهر الياسمين , وأن ذاك الرجل الذي أطرق الرغيف في يده أبي, وأن قميصه كفن الهواجس والشوارع المتسكعة, وـنب مرهقة وأحتاج إلى ضجيج السكون, وأن السكون لابد أن يكون قبلة, وأن العناق هو ملجأي الأخير. "هاجر بن حسين" طفلة أبت أن تكبر, جمعت نفسها في طريق وعرة استحالت الاتجاهات و شق عليها أن تعود.حوارات فلسفية حول الفلسفة الأمريكية المعاصرة
أُقدم للقارئ العربي هذه الباقة من الحوارات الفلسفية، مترجمةً من اللغة الإنجليزية إلى اللغة العربية؛ حوارات أجرتها مجلة هارفارد للفلسفة The Harvard Review of Philosophy مع ثلة من الأسماء اللامعة والبارزة في الفلسفة الأمريكية المعاصرة، باختلاف انتماءاتها ومرجعياتها الفكرية وانشغالاتها الرئيسية؛ من التحليلية إلى البراغماتية الجديدة، من الليبرالية الجديدة إلى النزعة المحافظة والتاريخانية، ومن المنطق والرياضيات إلى النقد الأدبي .جذور المعرفة
ليست الفلسفة حكراً على أحد، وإنما قد يمارسها الناس العاديون في حيواتهم اليومية . نحن نزاول الفلسفة، نقوم بعملها، نتكيّف معها دون أن ندرك، فعندما لا يكون المرء منشغلاً في أمور الحياة وروتينها وتفاصيلها المملّة، فقد نجده يتوقّف لحظات يتأمّل فيها معجزاتها وأسرارها، وقد يفكّر في نظامها الكونيّ، وأحياناً يتساءل ما هي حقيقة الكون؟ بماذا تتعلّق حقيقته هو بهذا الوجود؟دروب لا تفضي إلى أي مكان
ومن هنا، تأتي أهميَّة كتاب هايدغر، الذي آثرنا ترجمته، ليكون في متناول القارئ العربيِّ، بعد طول تأمُّل منَّا في نصوص هذا الكتاب، وفي تعدُّد وتباين موضوعاته، وفي عموم أعمال هايدغر، التي تدور في مخيلتنا مثل رقصات باليه، تعبِّر عن جمال الفكر الحديث وفتنته، وعن إغوائه أيضاً، لكنَّها تدلُّ، في الوقت عينه، على تراجيديا الإنسان ومأساة وجود لا يريد أن يكشف عن كلِّ ما اختزنته ظلماته، وهو المتجلّي في كينونته، الموارب في لجج عتمتها .نيتشه والفلسفة
يكمن المشروع العام لنيتشه فيما يلي : إدخال مفهوميّ المعنى والقيمة sens et valeur على الفلسفة . من الواضح أن الفلسفة الحديثة عاشت، في جزء كبير منها، وما زالت تعيش على نيتشه . لكن ربما ليس على الطريقة التي كان يتمناها . لم يخفِ نيتشه أبداً بأنه كان على فلسفة المعنى والقيم أن تكون نقداً une critique . وبأن كانط Kant لم ينجز النقد الحقيقي، لأنه لم يكن يعرف كيفية طرح مشكلته عبر مفردات القيم، وهذا ما يُشكل أحد الدوافع الرئيسية لعمل نيتشه . ومع ذلك، حدث وأن أنتجت نظرية القيم، في الفلسفة الحديثة، امتثالاً وخضوعاً جديدين . فحتى الفينومينولوجيا phénoménologie قد ساهمت، عبر جهازها، بوضع الإلهام النيتشوي، الحاضر غالباً فيها، في خدمة الامتثال المعاصر . لكن عندما يتعلق الأمر بنيتشه، علينا أن ننطلق، على العكس من ذلك، من الحقيقة التالية : أن فلسفة القيم، بالطريقة التي أدركها وبناها بها، هي الإنجاز الحقيقي للنقد، الطريقة الوحيدة التي يمكن بفضلها تحقيق النقد الكلي critique totale، أي عمل الفلسفة بـ «ضربات المعول» . تنطوي فلسفة القيم، في الحقيقة، على انقلاب نقدي renversement critique . من جانب، تظهر القيم أو تمنح نفسها كونها مبادئ principes : يفترضُ التقييم وجود القيم التي يشرع انطلاقاً منها في تقييم الظواهر . لكن، من جانب آخر وبعمق أكبر، القيم هي ذاتها التي تفترض التقييمات، «وجهات نظر التقييم»، الذي تنحدر عنه قيمتها هي بالذات . إن المشكلة النقدية هي التالية : قيمة القيم la valeur des valeurs ، التقييم الذي تصدر عنه قيمتها، أي مشكلة خلقها leur création . يتحدد التقييم باعتباره العنصر المفارق l’élément différentiel للقيم التي تتناظر معه : عنصر نقدي وإبداعي في آن معاً . ذلك لأن التقييمات، حين تحال نحو عنصرها، تكفّ عن أن تكون قيماً، لتصبح طرق وجود manières d’être، أنماط وجود لأولئك الذين يحكمون ويقيمون، أي يتم استخدامها بالدقة كونها مبادئ قيم يحكمون بفضلها . لهذا نتمتع دائماً بأنواع الإيمان، العواطف، والأفكار التي تليق بنا وفقاً لطريقتنا في الوجود وأسلوبنا في الحياة notre style de vie . هناك أشياء لا يمكننا قولها، إدراكها والإحساس بها، كما أن هناك قيماً ليس في مقدورنا التسليم بها، إلاّ إذا ما تمّ تقييمها «بانحطاط»، إلاّ إذا كان المرء يعيش ويفكر «بانحطاط» «bassement» . ما هو جوهري : لا يُشكل العالي والمنحط، النبيل والنذل قيماً، لكنها تُمثل عنصر المفارقة الذي تنحدر عنه قيمة القيم ذاتها .مصارعة الفلاسفة
أطياف الفارابي في المدينة الفاضلة
لا خلاف بين الدارسين لفلسفة الفارابي ( ت339 هـ/ 950 ) أن كتاب آراء أهل المدينة الفاضلة يشكل العمود الرئيس في فلسفته، شأنه في ذلك شأن كتاب الجمهورية لأفلاطون ( ت 348 ق . م ) ، إذ أودع الفارابي في هذا الكتاب فلسفته في الوجود والإنسان والسياسة والاجتماع والمعرفة وغير ذلك من الموضوعات الفلسفية .أحلام الفلاسفة
يضم هذا الكتاب بين دفتيه أروع أحلام فلاسفة العالم، إنه الحلم الذي يحيا من أجله الإنسان حتى الآن «اليوتوبيا» أو «المدينة الفاضلة». ذلك الموضوع الذي أُثير منذ أمدٍ بعيد؛ فقد ابتدأه «أفلاطون» في العصور القديمة ثم «توماس مور» في عصر النهضة، وتوالت الأحلام والأفكار حتى الآن، كلٌّ منهم يؤسس مدينته ويضع أسس نظامها، وقد اختار هؤلاء الفلاسفة النظام «التضامني»، فتارة يكون هناك اشتراك فى ملكية رأس المال، وتارة أخرى نراه اشتراكية في مواجهة الثورة الصناعية، ثم شيوعية في مواجهة الرأسمالية، وأخيرًا يجيء الحلم المصري «خيمى» الذي يسعى فيه «سلامة موسى» أن يؤسس يوتوبيا مصرية. حقًّا اختلف الفلاسفة في تحديد اسم المدينة، ولكنهم اتفقوا في الحلم.تاريخ الفلسفة اليونانية
«الفلسفة» هي حياة اليوناني القديم، الذي ترجم حياته وأولوياته بناءً عليها؛ فقد أرجع كل شيء إليها، كما أنه لم يُبدِع في شيء مثلما أبدع في الفلسفة والأدب. وقد قدمت لنا الفلسفة اليونانية أعظم الفلاسفة على الإطلاق؛ فهم الذين وضعوا بذرة الفلسفة للعصر الحديث، فقد وضع هؤلاء الفلاسفة المبادئ الأولى للفلسفة، ولكنهم أيضًا لم يأتوا من العدم؛ فثَمَّة إرهاصات كانت بمثابة بصيص من النور الذي حوَّلَهُ فلاسفة اليونان إلى شعلة حملوها ليضيئوا بها شمس الحضارة الإنسانيَّة. وهو ما التقفَه الفلاسفة المسلمون والأوروبيون على حدٍّ سواء؛ ليستكملوا مسيرة العلم التي لا تنتهي أبدًا. وقد حدَّد لنا يوسف كرم الأُطُر الأساسية التي قامت عليها الفلسفة اليونانية منذ فجر التاريخ، وحتى انتهاء دور الفلسفة اليونانية، ليبدأ طَوْرٌ جديد من الفلسفة السكندرية والمدرسية.الفلسفة القرآنية
يقرر العقاد في هذا الكتاب أن العقيدة الدينية هي فلسفة الحياة التي يعتنقها المؤمنون، وليس أدل على العقيدة الإسلامية من كتابها القرآن الكريم. ويعرض في هذا الكتاب أهم المباحث الفلسفية التي ناقشها الفلاسفة القدامى، وعالجها القرآن في محكم آياته؛ مبينًا وجهة النظر القرآنية فيها. ويتناول الكتاب عددًا من القضايا مثل؛ نظرة القرآن للعلم وفلسفة الأخلاق. كذلك يبين رأي القرآن في قضايا الحكم والطبقية، طارحًا النظرة القرآنية لوضع المرأة. ويناقش المسائل الاجتماعية الهامة كالزواج والميراث والرق. وأفرد جزءًا كبيرًا لمناقشة أكثر المسائل الفلسفية أهمية، وهي الغيبيات أو ما وراء العقل؛ فيبين عقيدة القرآن في الإله، وما افترضه من فرائض وعبادات على الخلائق. ويناقش فلاسفة المادة في مسألة الروح وكنهها وترويضها بالتصوف، وأخيرًا مستقرها في الحياة الأخرى. مستشهدًا بآيات القرآن المناسبة لكل قضية.فَلسَفَةُ ابنِ رُشْد
يستعرض فرح أنطون في هذا الكتاب فلسفة «ابن رشد» من حيث مصادرها، وبنيتها، ومجال تأثيرها الذي امتد ليشمل الشرق والغرب، وكان سببًا في النهضة الأوروبية الحديثة، حيث استفاد القديس «توماس الأكويني» من أفكار «ألبرت الكبير» الذي تعلم من خلاله الفلسفة الرشدية، والتي استطاع بها الأكويني أن يتجاوز العقبة الكأداء التي كانت تؤرق الفكر الأوروبي، وتحكم العقل الجمعي الأوروبي إبان هذه الفترة، وكانت هذه العقبة تتمثل في رأي الأوروبيين المسيحيين في التعارض بين الحقيقة الإلهية والحقيقة العقلية؛ لذلك كانت الفلسفة وكثيرٌ من العلوم تعد كفرًا، فجاءت فلسفة ابن رشد وكتاباته لتؤكد على أن هذا التعارض ظاهري، ويكون عادة إما نتيجة للقصور في فهم الواقع، أو عدم الفهم الحقيقي للنص، وهو ما مهد بعد ذلك لقيام عصر النهضة الأوروبي.غابة الحق
سعى الكثير من الفلاسفة والمفكرين إلى الخروج من واقعهم المرير؛ حيث رسم كل منهم مدينة فاضلة تسود فيها بين أفراد المجتمع السعادةُ والعدل والمساواة. ومن الدعوات المبكرة لهذه المدينة كانت دعوة «أفلاطون» في كتابه «الجمهورية»، وتبعه فلاسفة آخرون كالقديس «أغسطين» في كتابه «مدينة الله»، وتوماس مور في كتابه «يوتوبيا». غير أن فرانسيس مراش يقدم لنا مدينته بشكل مختلف تمامًا عن كل الذين سبقوه، وإن استقى مبادئه من نفس المصدر؛ حيث وضعها في قالب روائي يجذب به القارئ، لا سيما وأن الكثيرين يفرُّون من قراءة الفلسفة. وقد وضع فرانسيس الأُطُرَ التي شيَّد عليها مدينته الداعية إلى السلام والعدل والمساواة الخالية من الحروب، وفي مقدمتها تهذيب السياسة والثقافة والأخلاق والمحبة، والقضاء على الشر وأعوانه والجهل والكبرياء والكذب والبخل، فليت الحكام يقرءون ليقيموا جمهورية العدل.نظرية التطور وأصل الإنسان
تُرَاوِدُ الإنسانَ — منذ أن وُجِدَ على ظهر الأرض — أسئلةٌ كبرى، أحدُ هذه الأسئلة سؤالُ الأصل أو المركز أو ما كان يُطلِق عليه الإغريق «اللوجوس»، واختلف البشر فيما بينهم في الإجابة على هذا السؤال؛ فرَدَّهُ الملاحدة إلى الطبيعة/المادة، ورَدَّهُ أهل الدِّين إلى الخالق. وتُعَدُّ نظرية التطور نظريةً فلسفيةً بيولوجيةً، ذات أُسُسٍ مادية طبيعية، ترد الإنسان إلى أصل مادي. وهي إحدى النظريات الكبرى التي حققت ذيوعًا كبيرًا في الغرب في القرنين التاسع عشر والعشرين. وبرغم اقتصار داروين على استخدام النظرية داخل الحقل البيولوجي، إلا أنها تحولت إلى فلسفة ورؤية للعالم تَأَسَّسَ عليها تراث لا يُستهان به من العلوم الاجتماعية والطبيعية على حَدٍّ سواء.تاريخ الفلسفة الأوربية في العصر الوسيط
يتناول الكتاب مرحلةً هامَّة من تاريخ الفلسفة، ألا وهي الفلسفة الأوروبية في العصر الوسيط، وقد استهلَّ الكاتبُ كتابَهُ بمقدِّمةٍ أجلى فيها المراحل التي مرَّت بها الفلسفة الأوروبية في العصر الوسيط، والتي عُرِفَتْ – آنذاك – باسم «الفلسفة المدرسية». وقد قَسَّم الكتاب إلى أبوابٍ وفصول عرضت الملامح التي تألَّفَت منها تلك المرحلة الجذرية من تاريخ الفلسفة؛ فتناول في الباب الأول الأعلام الفلسفية الرائدة والمُمَيِّزَةِ لتلك الفترة، وتطرَّق في الباب الثاني إلى العصر الممتد من النهضة التي بعثها شارلمان في الربع الأخير من القرن الثامن إلى نهاية القرن الثاني عشر، وما اتَّسم به هذا العصر من ازدهار للحركة العلمية. ثم انتقل الكتاب بعد ذلك للحديث عن انفصال المدارس عن السلطة الأُسقفية، والثورة على المعاني المجردة والنزوع إلى الواقع التجريبي.أصل التفاوت بين الناس
يعدُّ هذا الكتاب من الكلاسيكيات الفلسفية والاجتماعية العالمية، وهو مَعِيْنُ فكرٍ فلسفي متجدد للمتخصصين في الفلسفة، والعلوم الإنسانية والاجتماعية؛ لما له من أهمية مفصلية في ترسيم حدود فاصلة يُبنَى عليها التفكير في نشأة التفاوت الاجتماعي والصراعات المترتبة عليه. ويهتم هذا الكتاب بإجلاء مبادئ الديمقراطية السياسية القائمة على إرساء قواعد الاشتراكية التي دعا إليها روسو. ويحمل هذا الكتاب تأملات الإنسان التي تُستلهَم من طبيعته المتجردة التي تحمل في طَوِيَّتها جوهر الأصالة في التكوين الإنساني، وذلك من خلال دراسته للإنسان، وحاجاته الحقيقية. ويشتمل الكتاب على وصف خيالي لحال الإنسان الذي تكبله الأغلال في كل مكان، كما يعلِّل الفساد القائم بين البشر بالتفاوت بين أفراد المجتمع في المعاملات. ومَنْ يقرأ هذا الكتاب يدرك أنه أمام نصٍّ فلسفيٍّ فريد استطاع أن يفرض نفسه لثلاثة قرون على الفكر البشري.التواصل والحوار: أخلاقيات النقاش في الفكر الفلسفي المعاصر
إنّ الرهان الإيتيقي في أعمال هابرماس تنتظم في جملة المسائل العملية والفلسفية لإخراج مشكلات نصوصه وأعماله وتأويلها، وهو ما يجعل الأمر مشترطاً لخطاب أيكولوجي وبيوإيتيقي مثلما هو متواتر في ظاهرة الاستنساخ وعالم البيئة، حيث يحرص عن كشف أزمة الخطاب المعاصر بين التقني والتواصلي، وهو ما أفضى، بالأساس، لخلق مقاربة فكرية متداخلة تحتمل الاختلاف والتنوع. إنه ينطلق من فضاء رمزي يفترض عملية النقاش التي تكون شاملة لأعضاء المجمع السياسي المنظم الذي وقع إعادة فهمه في إطار "ذوات حقوقية" تستند إليها ديمقراطية عالمية لحقوق الإنسان. فالمسائل الأخلاقية تظلّ مشروطة بالبعد السياسي أولاً من جهة القيم العملية، وثانياً من جهة التوظيف الأيديولوجي الذي يوجه الخطاب الأخلاقي لقضايا الحقوق والسياسة؛ حيث تسمح لنا الأخلاق بتبرير التحليل حول منزلة الأخلاق، وأعني تفكيره في الأنساق والمعارف التي تدخل طرافة "إيتيقا الحوار" من وجهة علم الوراثة الذي تقصّى فيه هابرماس مشكل الطبيعة البشرية. إنّ هذا الطور من هذا الفهم يعدّ طريفاً بما أن الحوار والنقد وإعادة البنى الإيتيقية ورهاناتها العملية، تجعل المشروع التواصلي يتجاوز الفهم المتسرّع، الذي يعتبر أن الذات تأصيل كيان، مما يجعل المسائل الأخلاقية تستمد شرعيتها من براديغم البينذاتية من حيث هي شرط للنقاش الأساسي في رسم جغرافية المعقولية التواصلية. (المؤلف) الناصر عبداللاوي ـ تونس. باحث أكاديمي وكاتب عربي مختص في الفلسفة السياسية والإيتيقية المعاصرة. ـ عضو منسق للرابطة العربية الأكاديمية للفلسفة، وفي مخبر "الثقافات والتكنولوجيا والمقاربات الفلسفية الفيلاب. مهتم بالمقاربات المعاصرة إضافة إلى كونه مدير منتدى المواطنة العربي الذي يضم عدداً من الأكاديميين والباحثين من العالم العربيفرنسا وفلاسفتها في مئة عام
هذا الكتاب يقدم بحيوية غير عادية وجريئة قراءة متاحة للجميع، في الحياة الفكرية الفرنسية عبر أبرز ممثليها وصناع تميّزها ألا وهم فلاسفتها، من أين يستمدون هؤلاء هذا المقام الإجتماعي الذي تميّزت به فرنسا بتخصيصه لهم؟...ما يقدمه جان لويس فابياني في كتابه هو إجابة عن هذا السؤال يستحضر فيها بدايات تكوّن هذا الدور فيعرض علينا المفاهيم والأنساق التي انبنى عليها، وكذلك الحياة الإجتماعية للأفكار منذ بدايات الجمهورية الثالثة وحتى نهاية القرن المنصرم.بصدد مؤلف إنجلز
فضلاً عن مؤلفات ماركس وإنجلز ولينين، تصدر دار “التقدم” كراريس مبسطة عن مؤلفات إعلام الماركسية-اللينينية. والكراس الذي كتبه الفيلسوف والكاتب الاجتماعي والسياسي السوفياتي فاسيلى كوزنيتسوف عن مؤلّفَي “لودفيغ فورباخ ونهاية الفلسفة الكلاسيكية الألمانية” يعرض ظروف وأسباب كتابة هذا المؤلف، ومكان الفلسفة الكلاسيكية الألمانية التاريخي ودورها في نشوء النظرية الماركسية، ويكشف جوهر الانقلاب الثوري الذي قام به ماركس وإنجلز في ميدان الفلسفة.أساطير الآخرين
يتناول هذا الكتاب المسألة الإسلامية، أي الأسئلة الأخلاقية والفكرية والسياسية التي يثيرها وضع الإسلام في العالم المعاصر. ويحاول فتح الإسلام للتفكير والنظر والمساءلة، أو تحويله إلى موضوع ثقافي. وذلك اعتراضاً على القطيعة بين الإسلام والتفكير النقدي الحديث والمعاصر. وبينما تصدر مواد الكتاب عن مقدّمات وانحيازات علمانية، لم يجامل الكاتب طروحات علمانية رائجة، تبدو له وجهاً آخر لطروحات الإسلاميين الأكثر تشدّداً. يطوّر المؤلف فهماً تاريخياً للإسلام المعاصر النافي لتاريخيته. ويعتبر أنه متشكّل وفقاً للحداثة، وإن كان معترضاً عليها أيديولوجيا. ويظهر كم أن مشكلات الإسلام المعاصر وثيقة الصلة بمشكلات المسلمين المعاصرين الاجتماعية والسياسية، وإن كانت لا تختزل إليها بالكامل. ويخترق الكتاب همٌّ إصلاحي. يدافع بقوة عن حرّية الاعتقاد الديني باعتبارها شرطاً لقيام مفهوم الدين ذاته، وبالتالي لاتساق العقل. ويزكّي تصوراً غير مألوف للإصلاح الإسلامي، قائماً على تحرير ووحدة السلطة الدينية الإسلامية وتقويتها، مقابل تبعثرها الحالي وتبعيتها للسلطات السياسية. كما يبلور مفهوماً للعلمانية بوصفها فصلاً للدين عن السيادة، أي الإكراه والولاية العامة، وليس عن السياسة ذاتها.رأس اللغة جسم الصحراء
مقالات، أفكار، تأملات، رؤى في غيب الواقع وروح الغيب، تمتد من رأس اللغة إلى جسم الصحراء. +++ يستنطق أدونيس وجوده المثنى: ذات المثقف في مقابل المكان والزمن. +++ بذكاء الناقد والمفكر وحدس الشاعر المتغرّب يقرأ: الغربة، الذاكرة، الواقع، المنفى، الدين، السياسة، الأدب والشعر... علّه يفصح بالنثر ما اختزله بالشعر.الانسداد التاريخي: لماذا فشل مشروع التنوير في العالم العربي؟
المسائل المطروحة في هذا الكتاب تمثّل عناوين المأزق العربي، ومحور اهتمام الباحثين والمحللين الاستراتيجيين والقراء والمتابعين. ولعل الخطورة تتمثل في كون هذه المسائل أكثر ارتباطاً بوجود العرب ومصيرهم وتقدمهم ومستقبلهم، ويتوقف على حلها مسار العالمين العربي والإسلامي، وموقفهما من تحديات العصر وإشكاليات الديموقراطية والحداثة والغرب والإسلام والمرأة والعولمة والانفتاح. يشخص هذا الكتاب أمراض المجتمع العربي، ويضع الإصبع على المشكلات التي أعاقت محاولات الاستنهاض، وأدّت إلى فشل الإصلاح الديني في الإسلام بينما نجح في المسيحية. ويشرح أسباب الانحطاط الحضاري في العالمين العربي والإسلامي، وتحوّل الإرهاب إلى وباء أصولي يهدّد المجتمعات. كذلك يتطرق إلى ظاهرة التهجم على المقدسات وحرية التعبير في الفكر الأوروبي، وإلى أنماط المثقفين العرب، والفهم الأصولي للدين ومسبّبات الانسداد التاريخي، وإلى الحضارة الحديثة والرؤية الأصولية للعالم.نقد نقد العقل العربي - وحد العقل العربي الاسلامي
يقوم كل مشروع محمد عابد الجابري في نقد العقل العربي، على اصطناع قطيعة معرفية بين فكر المشرق وفكر المغرب، وعلى التمييز بين مدرسة مشرقية إشراقية ومدرسة مغربية برهانية، وعلى التوكيد أن رواد المشروع الثقافي الأندلسي ـ المغربي ـ ابن حزم وابن طفيل وابن رشد وابن مضاء القرطبي والشاطبي ـ تحركوا جميعهم في اتجاه واحد هو اتجاه رد بضاعة المشرق إلى المشرق، والكف عن تقليد المشارقة، وتأسيس ثقافة أصيلة مستقلة عن ثقافة أهل المشرق.+++هذا الجزء الثالث من مشروع طرابيشي لـنقد نقد العقل العربي يتصدّى لتفكيك تلك الإبستمولوجيا الجغرافية من منطلق توكيد وحدة بنية العقل العربي الإسلامي، ووحدة النظام المعرفي الذي ينتمي إليه بجناحيه المشرقي والمغربي، ووحدة المركز الذي تفرّعت عنه دوائره المحيطة. فلا التحوّل من دائرة البيان إلى دائرة العرفان أو دائرة البرهان، يعني انعتاقاً من جاذبية نقطة المركز، ولا التنقل بين الخانات يمكن أن يكون خروجاً عن رقعة شطرنج العقل العربي الإسلامي الذي يبقى يصدر عن نظام إبتسمي واحد مهما تمايزت عبقريات الأشخاص وعبقريات الأماكن.+++هذا الكتاب، إذ يرفض التوظيف الأيديولوجي الإقليمي لمفهوم القطيعة الإبتسمولوجية، يتوسّل حفريات المعرفة الحديثة ليعيد بناء وحدة الفضاء العقلي للتراث العربي الإسلامي، وليقترح قراءة اتصالية – لا انقطاعية – للإسهامات المميزة للمدرسة الأندلسية، سواء أتمثلت في مقاصدية الشاطبي، أم عرفانية ابن طفيل، أم الانتفاضة النحوية لابن مضاء القرطبي. وهذا، بالإضافة إلى إعادة فتح ملف الفلسفة المشرقية لابن سينا واقتراح حل جديد للغزها.الفكر الإسلامي
مساهمة تجديد من محمد أركون في مجال الفكر العربي والإسلامي، ركيزتها الفحص والنقد وسبر أغوار الحدث في مساره التاريخي وعلى ضوء معطيات معاصرة. وتزداد أهمّية المحاولة حين يُنظر إليها من منظور ما نشهده الآن، حيث الاهتزاز والاضطراب والتساؤل.+++الكتاب يضع القرآن في مواجهة الصيغ النظرية للفكر الحديث هادفاً من ذلك إلى إنشاء رؤية نقدية في ميادين العلوم الإنسانية، بما يتجاوز التفاسير المتداولة.+++فالمطلوب، في عرف الباحث، إعادة تحديد المفهوم الغربي ذاته بصفته فضاءً تاريخياً وثقافياً. وإعادة التحديد تتعدّى المثال الإسلامي لكنّها، في رأيه، تتمّ بفضل هذا المثال.المتخيل والعقلانية دراسات في فلسفة غاستون باشلار
يشكل هذا الكتاب دراسات في فلسفة غاستون باشر، وهي تعمل على تفكيك الأساس النظرية و المفهومية لمشروع باشر النقدي من خلال متابعة الأعمال التي أنجزها، حيث أعاد باشر النظر في مجموعة من المقولات ، كما لفت النظر إلى أخر. وأسس على مستوى مجلات البحث طرائق اخرى في التفكير. وبالفعل، شكلت المقاربة الباشلارية مسوغا نظريا و منهجيا لنحت أدوات مفهومية مكونت صيرورة العلم من إيجاد انفتاحات جديدةأكادمية الحب
يتحدث الكتاب عن اساليب التواصل الفعال والايجابي مع الشريك في منظور علم الفلك السايكولوجي. وينقسم الكتاب الى قسمين الاول يعنى بشرح الاساليب الفعالة للتواصل مع المرأة عبر شرح ستون موقف حياتي واقعي لمختلف الانماط النسوية. في حين يعنى القسم الثاني بالتعامل مع الرجل ضمن اطار المواقف الحياتية الواقعية لمختلف انماط شخصية الرجل. ان طبيعة عملي في التدريس الاكاديمي جعلتني اكتب الكتاب بشكل محاضرات يستطيع من يقرأها بتمعن ان يخطو بثقة الى هدفه، فقد كتبتها باسلوب يشابه الى حد ما طريقتي في القاء المحاضرات، فعندما ابدأ محاضرة في موضوع جديد فانني احاول ان اشد انتباه الطلاب عبر تقديمي الموضوع عن طريق طرح الاسئلة التي تستفز التفكير وتدفع الانسان الى اسلوب العصف الذهني من اجل ان يقدم ارائه ويجعلها تتفاعل مع طروحات المحاضرة وموضوعها، وبعد ذلك ادخل في تفاصيل المحاضرة محاولا ربطها بالجانب الواقعي والعملي من حياة الطلاب لانهيها بعد ذلك بخلاصة لما تم شرحه. وكذلك الحال في كتابتي لاكاديمية الحب، فقد اخترت خمس اسرار مؤثرة لكل برج من الابراج ممكن لمن يتأملها او يفقه فحواها ان يحصد علامة مميزة في امتحان الحب، سُبقتْ هذه الاسرار او الدروس بمقدمة تعريفية لطبيعة البرج سواء للمرأة او للرجل مع اسئلة تستحث التفكير من اجل استكشاف البرج الذي ساشرح عنه وعن كيفية التقرب اليه، وبدلاً من ان اعطي القارئ نصائح جافة، ارتأيت ان اعطيه مثالا حيا لقصة حدثت معي او مرت باحد اصحابي او معارفي تبين له اسلوب التصرف السليم الذي يحاكي عواطف المقابل، ثم بعد ذلك احاول ان الخّص ما سردته عبر افكار واضحة بجمل قصيرة. حتى اذا ما استطاع القارئ ان يتفهم النصيحة والاسلوب المثالي للتعامل عندها يستطيع ان يبتكر اسلوبه الخاص الذي يقربه من محبوبه وفق المنظور العام الذي رسم في هذا الكتاب.