عروبة الخليج: حقائق جغرافية ولغوية
علينا أن نحدق بعمق لمعرفة هوية الانسان الخليجي الذي عرفت جغرافية أرضه واسمه وانتماءا حضاريا لا يدع مجالا للشك بأن اسم الخليج وهويته العربية من بين الحقائق الجعرافية اللغوية التي لامناص من ذكرها ليطلع عليها المختصون أو غيرهم من الراغبين في معرفة الحقيقة العلمية من وجهة نظر ثقافية وحضارية , والتي عرضنا لها في كتابنا هذا من خلال سرد لأهم الوثائق والكتابات النصية الاثارية والتاريخية .مسائل التعدد والاختلاف في الأنظمة الليبرالية الغربية
ما قيمة هذا الكتاب في مجتمعاتنا العربية؟ هناك أقليات ثقافية مهددة بالفناء، وخطيئتها الكبرى أنها لا تنتمي إلى الفكر الأحادي الذي يسعى إلى فرض آرائه على الجميع، من دون تمييز ومن دون مراعاة، انطلاقًا من قراءة دينية ضيقة ترفض الحوار والتأويل. فمنذ اندلاع الثورات العربية، ومنذ تأجج الصراع بين الفرق الإسلامية، خضعت الأقليات لضغطٍ كبير، فأُرغِمت على الانكفاء والهجرة، مع أنها ليست دخيلة على أي دولة؛ لا بل أُرغِمت مجموعات دينية وعرقية، إسلامية ومسيحية، على الفرار من وجه الصراع والتشنج والقتل والدمار، فتحول الشرق إلى مخيمات ومدن مدمرة، الأمر الذي ترك أثرًا سلبيًّا في عقل كل عربي، قضى تقريبًا على أحلامه وآماله. ربما يعزو بعضهم هذا الواقع المأساوي إلى التدخلات الأجنبية في سياسة الدول المشرقية. هذا أمرٌ لا يقبل الجدل. لكن، هل نستسلم ونترك الآخرين يعيثون فسادًا في مجتمعاتنا ونتقاتل للدفاع عن هذه العقيدة أو تلك؟ ألم يحن الوقت في العالم العربي أن نغلِّب لغة العقل والاتزان والحوار على لغة الغريزة والحقد والإقصاء؟الجامعات والبحث العلمي في العالم العربي
يطرح هذا الكتاب أسئلة في شأن الدور الذي يمكن أن تضطلع به المنظومة الجامعية في البلدان العربية، إذا أتيح لها الفرص في نشر المعرفة العلمية والتقانة وإنتاجها، وتمكين نمو الاقتصاد الوطني، من خلال التنافس في الأسواق المحلية والعالمية، بفضل ما توفره من القُدرات البشرية المؤهلة والبحوث الموجهة، لذا يمكن مساءلة الدور الذي ربما تقوم به برامج البحوث الاجتماعية والإنسانية والقانونية في بناء مؤسسات المجتمع المدني الحر، ومؤسسات الحكم وتعزيزها ومراقبتها وترشيدها؛ وفي الوقت نفسه يُسائل هذا الكتاب حوكمة الجامعات العربية والطريقة التي تُدار بها شؤونها في دعم وتطوير نوعية التعليم وكفاءة الخريجين.جايالك في الكلام
الوخز بالكلمات: مجازات سحر الرباطاب ولجام الشرع
يدرس هذا الكتاب مجازات السحر الخاص بجماعة الرباطاب، وهم مسلمون سودانيون، والمجازات البلاغية المضمّنة في ممارسة خطاب السحر. وعادة ما يجري تداول هذه المجازات بين "السحّار" وهو الناطق بالسحر وصاحب شهرة محليّة فيه، و"المصتنتون" وهم الذين يصغون إلى ما يقوم به هذا السحّار، وبينهم ضحاياه، أو ضحية واحدة يختارها من بينهم ليجري عليها سحره. وهذا موضوع جدال وتنازع بين هؤلاء السحّارين وبعض أولئك المصتنتين؛ إذ قلما يقرّ السحّار بأن سحره قد يؤذي، فإن هو بحسبه إلا حكايات وطرف، القصد منها إحياء "الونسة"، أي جلسات الأنس التي درجت الرباطاب عقدها. الكتاب في أصله أطروحة دكتوراه قدّمت في جامعة إنديانا جرى العمل عليها بين عامي 1981 و1987، وكتبت أصلًا بالإنكليزية، واضطر كاتبها وهو في الوقت نفسه مترجمها، إلى إيجاد معادل عربي للكلمات المفاهيم، وقدّم ثبتًا عرّب فيه المصطلحات.الوسط المتعالي
افضت بنا مجموعة من الابحاث الاكاديمية التي اجريناها في جامعة بواتييه في فرنسا خلال الاعوام الخمس المنصرمة , و التي تمحورت حول مفهوم الانبثاق ومصدره , الى الاقرار بأسبقية الوسط على الكائن و بهيمنة الكلية على التمظهر العابر و بعلو الشمولية على التفرد , ولأجل ذلك اتخذت ابحاثنا وجهة اخرى انطلاقاً من حادثة ظهور الكائنات لكي تحاول تفسير انماطٍ متباينةٍ من العلاقات التي تحفل بها الاوساط والتي تؤدي الى ابداع كل ما هو جديد في هذا العالم. تُعَدُ العلاقات التي تربط ما بين اي كيانٍ نُدرِكهُ والاجزاء الداخلة في تركيبه والخارجة عنه من اكثر القضايا الفكرية اثارة للجدل , انها علاقات الكُلِ بمكوناته وعلاقاتِ الوسطِ بمحتواه وعلاقة الكيانِ المُفردِ بكل ذلك. ولذا فهي محكومةٌ بهيمنةِ المُتعددِ اولاً و من ثَمَ بخضوعِ هذا الاخير الى التوحيد. وفي اطار مِثل هذا سنكون مُلزمين بالبحث فيما هو في باطن كينونة الاشياء وعن كنهها وفي ما يحدّها كمحيط جامع ممتد والى ما وراء هذا المحيط ان استطعنا. انها علاقاتٌ تنُبوءُ عن تعقيدٍ شديدٍ وهي ذوات قابلية كبرى على جذب الاهتمام الفلسفي اولاً و من ثمَ الرغبة في تطبيق المنهج العلمي التجريبي على جميع ما يحتويه الكون من مُكونات. الا ان هذه النمط من العلاقات , الذي لا يمكن فَهمَهُ وادراك فحواه الا على نحو جمعي , سيستعصي على التفسير المُولع بتطبيق النظريات العلمية scientistes لشدة ما يعتري الرؤية التجريبية من غموضٍ وتداخلٍ لمجالاتٍ متباينةٍ , فيما تكون الفيزياءُ الحديثةُ والكُمومية على وجه التحديد شاهدة على غرابة وعمق غور الواقع المادي.المراودة عن النفس
صور موت الفلسطيني
يعالج الكاتب الفلسطيني إسماعيل ناشف في كتابه صور موت الفلسطيني (110 صفحات من القطع الكبير) الصادر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، قضية ذات خصوصية، وهي قضية موت الفلسطيني وصوره المتعددة. يرى الكاتب أنّ طريقة موت الإنسان مرهونة إلى حدٍ بعيد بشكل النظام الاجتماعي الذي يعيش فيه؛ فطريقة الموت، مثل المرض والقتل والموت الطبيعي وغير ذلك، نسق سلوكي مثل أيّ ممارسة اجتماعية أخرى، يُشتق من النظام الاجتماعي العام ويتحقق في سياق حياة الفرد الذي سيموت. ويقود هذا الفهم إلى طرح سؤالين رئيسين بخصوص إمكانية دراسة المجتمع وفهمه من خلال دراسة أنماط الموت السائدة فيه، وإمكانية دراسة الموت من خلال دراسة أنماطه المتباينة نتيجة تنوّع المجتمعات عبر أزمنة وأمكنة مختلفة. ويتناول هذا الكتاب هذين السؤالين في سياق محدد جدًا: الضحية والشهادة والاستشهاد بما هي طرائق موت، والمجتمع الفلسطيني الذي يحتِّم هذه الطرائق. وتستند المقاربة الرئيسة في هذا الكتاب إلى أنّ طرائق الموت تتيح إمكان دراسة المجتمع الفلسطيني الذي تعرّض منذ أواسط القرن التاسع عشر لممارسات متتالية من التفكيك أقدَم عليها النظام الاستعماري الغربي بصوره المختلفة، تمثّل الصهيونية آخرها. وقد تمكّنت الصهيونية من تفتيت الكيانية الفلسطينية إلى جماعات متفرقة تعيش كلّ واحدة منها على هامش مجتمع آخر لا يكفّ عن إقصائها وتهميشها. وعلى الرغم من ذلك، ما انفكّ الفلسطينيون ينتجون ذواتهم بأشكال متعددة من الوجود الاجتماعي والاقتصادي. ولعلّ المقاومة بما تتضمنه من عنف وموت كانت إحدى آليات إنتاج الفلسطيني كينونته الفردية والجماعية.جهات الجنوب
في زمن لاقيمة فيه للكلام قرر "يونس" أن يصمت. فما فائدة مايقول وهو ضعيف، غريب ، وخارج من قيود ستة وعشرين عاماً قضاها في عالم الخوف ، والوحدة ، وشبه الموت؟!! أينما ذهب وكيفما تحرك تلاحقه اللعنات والقهر ، حتى محاولات بحثه عن جزء من ماضيه الغالي مع زوجته وابنه كانت بلا فائدة..! في علاقته مع "أبو الريش" يحسّ ببعض الطمأنينة من كل الغربة التي عشعشت في قلبه ، لكن ذلك لم يكن كافياً ليعرف الاستقرار وينهي عذاباته ووحدته!! وتأتي ظروف البلد الجديدة، والتغييرات في الحكومة ، لتزيد من هروبه وتخبطه رغم تعلقه بكل الطيبين الذين أحاطوا به في محنته. "يونس" الذي اشتاق إلى كل شيء.. لم ينقذه أي شيئ!!دراسـات في التاريخ الاقتصادي والاجتماعي للعراق وفلسطين في العهد العثماني
يضم هذا الكتاب اربع دراسات علمية – تناولت مختلف جوانب التاريخ العثماني، فالدراسة الأولى مؤسسات الاحتساب في الدولة العثمانية تكشف عن الدور الكبير الذي اضطلعت به مؤسسة الاحتساب ((الحسبة)) في الدولة العثمانية وعلاقتها بالولايات العراقية، في الحفاظ على السلوك والاداب العامة في الاسواق ومراقبة الحمامات والخانات من حيث نظافتها، فضلاً عن التزام الباعة في الاسواق بالتسعيرة ((نرخ)) في حين انصرفت الدراسة الثانية المعنونة بـــــ (التنظيمات الادارية والمالية في ايالة البصرة في النصف الثاني من القرن السادس عشر، لإلى دراسة التنظيمات العثمانية الادارية والمالية التي جسدت فلسفة العثمانيين في الحكم. ,جاء الفصلان الثالث والرابع، ليتناولا المعلومات التاريخية والادارية والثقافية التي ضمتها السالنامات العثمانية المركزية ((الحوليات)) التي تعد منجماً للمعلومات ومؤشراً قوياً على الوعي الارشيفي لدى العثمانيين من قيام دولتهم، واهتمامهم بالتدوين التاريخي من خلال استخدام دائرة التدوين التاريخي ((واقعي تويس)) منذ القرن الخامس عشر للميلادي، ومؤلفات كاتب جلبي المعروف أيضاً بــــــ ((حاجي خليفة)) في حقول المعرفة السياسية والتاريخية تقف دليلاُ على ما تقول.هل يستطيع غير الأوروبي التفكير؟
يصوغ هذا الكتاب منظوراً جديداً في نظرية ما بعد الاستعمار، حيث يتساءل حميد دباشي: ما الذي يحدث للمفكرين الذين يشتغلون خارج السلالة الفلسفية الأوروبية؟ ومن خلال الخوض في هذه الجدلية الإشكالية، يناقش حميد دباشي اعتبارهم مهمّشين وموظّفين ومزيّفين. نجد دباشي هنا مشاكساً كبيراً، ومتحدياً عنيداً، ولكنه، كما اعتدناه دائماً، أنيقاً. حيث يدرس، بحلّة جديدة، الطريقة التي يستمر من خلالها النقاشُ الفكري في ترسيخ نظام كولونيالي للمعرفة، مستنداً لسنوات من الدراسة والنشاط، ليقدم لنا في كتابه هذا مجموعة حصيفة من الاستكشافات الفلسفية التي تثير الحفيظة والفرح على حد سواء.ما بعد إسرائيل - نحو تحول ثقافي
"يؤكّد مارسيلو سڤيرسكي في هذه الكتاب، الجديد والفريد من نوعه، على أنّه ليس هناك حل سياسي مطروح في الوقت الراهن يمكنه أن يوفّر الماهيّة الثقافية اللازمة لإحداث تحوُّلٍ على أساليب بقاء دولة إسرائيل وسبُل الحياة فيها. يُناقش سڤيرسكي، على نحوٍ مثير للجدل، فكرة أن المشروع السياسي الصهيوني غير قابل للإصلاح؛ أي أنّه الوحيد الذي يؤثّر سلباً على حياة المستفيدين منه كما على ضحاياه أيضاً. بالمقابل يهدف الكتاب إلى إحداث موقف معاكس، يسمح لليهود الإسرائيليين باكتشاف الآلية التي تمكنهم من تجريد أنفسهم من الهويات الصهيونية وذلك من خلال الانخراط بالأفكار والممارساتأوروبا الألمانية
ماذا إذا عادت الدراخمة إلى اليونان والمارك إلى ألمانيا؟ أو يحل الابتسام محل الحزن على الوجوه، موضحاً زوال الأزمة ونجاح السياسة الأوروبية؟ إن التساؤل عن كيفية السير وسط ضباب كثيف، يدل بقدر كبير على الوضع الأوروبي الفظيع، وما فيه من مخاطرة.التصحر يعيق التنمية في العالم العربي
صدر عن دار غيداء للنشر والتوزيع بعمّان الأردن كتاب بعنوان " التصحر يعيق التنمية في العالم العربي...أبعاده البيئية والاقتصادية والاجتماعية"، تأليف الباحث د. هاشم نعمة فياض. ويقع الكتاب بـ 270 صفحة من القطع الكبير. يتكون الكتاب من مقدمة وخمسة فصول، عالج الفصل الأول مدخلا لدراسة التصحر شمل تعريف التصحر، مؤشرات التصحر، حالات التصحر، درجة خطورة التصحر. ودرس الفصل الثاني تطور التصحر في العالم العربي. وفي الفصل الثالث تم تحليل العوامل الطبيعية (المناخ، التعرية، النباتات والحيوانات، الرمال المتحركة) والعوامل البشرية ( نمط استخدام الأرض الذي يشمل: الأفراط في قطع الأشجار، الضغط الرعوي، الضغط الزراعي، مشكلة تملح التربة) المسببة للتصحر. وبحث الفصل الرابع نتائج التصحر البيئية والاقتصادية والاجتماعية وتأثيراتها على عملية التنمية. وأما الفصل الخامس فدرس بالتفصيل أساليب مختلفة لمكافحة التصحر شملت: المسح البيئي، حماية الغابات، ضبط الزراعة البعلية، ضبط الاستخدام الرعوي، ضبط استخدام المياه، وقف التعرية، تثبيت الرمال المتحركة، استخدام أساليب زراعية جديدة، وخفض فقد وهدر المواد الغذائية. وأدناه موجز الكتاب.المعرفي، الأيديولوجي، الشبكي: تقاطعات ورهانات
يتضمن هذا العمل بحثين نقترب فيهما من المفاهيم الثلاثة المسطورة في صفحة الغلاف، باعتبارها علامات دالة على محتواه. ويتعلق الأمر بمفاهيم المعرفة، والإيديولوجيا والمجتمع الشبكي، أو مجتمع المعلومات، وهي مفاهيم مثيرة للجدل في الفكر المعاصر. وقد اتخذ منحى البحث في عملنا هذا طريقاً يروم أولاً، تركيب الدلالات المتنوعة التي تحملها المفردات المكونة له، من دون أن نتوقف عندها، بل حرصنا على توجه يتوخى أيضاً، بناء البعد العلائقي بينها، لأن بعض هذه المفاهيم في طور التبلور، ولأن العلاقة بينها تثير أسئلة عديدة أكان ذلك في المستوى الدلالي، أو في المستويات الإجرائية التي تُسَخِّرها، بهدف فهم ظواهر وإشكالات متنوعة وتأويلها، وكذلك بحكم درجات التفاعل التي تحكم صور التعالق فيما بينها في مرحلة تَشكلِها وخلال مراحل تطورها.الأحوال الشخصية للأقباط
تفتح لنا الكاتبة الصحفية كريمة كمال عطا الله ملفًّا ساخنًا خرج من أروقة الأديرة والكنائس إلى ساحات القضاء والمحاكم تناقش في جرأة مشكلة لا تؤرق الأقباط وحدهم بل إنها تمثل قضية تشغل الرأى العام المصري كله. وتمتثل الكاتبة لكل أسباب النقد الموضوعي الهادف فتقدم النصوص الدينية والنصوص القانونية الصادرة بهذا الصدد كما أنها تدعم الكتاب بوثائق تمثل علامة فارقة في قضية الطلاق عند الأقباط والزواج الثاني. تلك القضية التي هزت أركان الكنيسة المصرية.البحث عن مدننا في مدن ومناف آخرى
مع توزع الفنانين والممارسين الثقافيين السوريين في أرجاء العالم، يبدو أن العلاقة مع مدنهم السورية التي غادروها أو قرروا البقاء فيها، ظلت جوهرية وأساسية، ولكنها انتقلت إلى مستويات أخرى من الألم والأمل، والتي تنوس بين مطرقة الشوق والحنين والفقد، وسندان الغضب واليتم وقطع الجذور. استوطن السوريون خلال السنوات السبعة الماضية مدنًا جديدة. بدؤوا خلال ذلك رحلة بحثٍ عن مدنهم القديمة، استقروا في بيوت جديدة، عاشوا وأقاموا فيها لفتراتٍ قصيرة، ساروا على أرصفة جديدة، أو أعادوا اكتشاف الأرصفة القديمة، ثم أعادوا تعريفها واكتشافها في مدن ومقرات جديدة، حاولوا ابتكار دمشق، درعا، حمص، اللاذقية، طرطوس، مصياف، ودير الزور خاصتهم في مدن جديدة، وحاولوا رسم خرائط جديدة لهم فيها، وأعادوا ابتكار المدينة بين القاهرة، بيروت، إسطنبول، برلين، باريس، ومدن أخرى.النقد الثقافي/ قراءة في المرجعيات النظرية المؤسسة
يسعى إلى تقديم قراءة موسعة وناقدة في المرجعيات النظرية المؤسسة للنقد الثقافي، ممثلة في أطروحات مدرسة فرانكفورت، ومثقفي نيويورك، والدراسات الثقافية البريطانية، ومن ثم في التوجهات التي تحسب على النقد الثقافي ما بعد الحداثي: المادية الثقافية، والتاريخانية الجديدة، وما بعد الكولونيالية، ودراسات التابع، مع التركيز على الأثر البالغ لكل من دوغلاس كلنر، ميشيل فوكو، وإدوارد سعيد في التحولات التي شهدها النقد الثقافي منذ سبعينيات القرن المنصرم. والكتاب إذ يقترح سفرًا موسعًا في المرجعيات الفكرية والنقدية المؤسسة للنقد الثقافي، فإنه لا يحكمه نزوع الاستعراض الكميّ أو التأريخ، وإنما استثمار تلك المرجعيات لاقتراح مداخل نقدية جديدة في النقد الثقافي: تنظيرًا ومراسًا، ولعل أهمها بناء مفهوم مختلف للنقد الثقافي لا يضعه في صراع جبري مع النقد الأدبي، أو إلغاء "الجماليّ" من مجال اشتغاله، فضلًا عن محاولة تقديم تصور واضح عن مشكلة "المنهج" في النقد الثقافي و"المفاهيم الإجرائية" التي يستعيرها النقاد الثقافيون من منظورات نقدية وفكرية متنوعة، أو التي يجترحونها ليقاربوا النصوص والخطابات المختلفة. المؤلف: أستاذ باحث في المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين، مراكش آسفي. حاصل على الدكتوراه من جامعة ابن طفيل القنيطرة (المغرب)، وعلى شهادة التبريز في اللغة العربية وآدابها، والماجستير المتخصص في المناهج اللغوية والأدبية لتدريس اللغة العربية من المدرسة العليا للأساتذة من جامعة المولى إسماعيل مكناس (المغرب). متخصص في النقد الثقافي والسرديات، ومهتم بقضايا البيداغوجيا والديدكتيك. صدر له، النقد الثقافي: من النسق الثقافي إلى الرؤيا الثقافية (2014)؛ الأنساق السردية المخاتلة: شعرية السرد، تذويت الكتابة، مركزية الهامش (2017).إصلاح الساسة: الحزب الوطني والإخوان والليبراليون
هو رسالة وجهها الكاتب أستاذ العلاقات الدولية إلى القيادات الفكرية والثقافية والسياسية، من خلال مقالات نشرها فى صحف متعددة، من أجل التواصل والحوار مع هذه القيادات..لذا يعد هذا الكتاب من أهم الكتب في التحليل السياسي للمجتمع المصري التي صدرت في السنوات الأخيرة ان لم يكن أهمها على الاطلاق، لأنه يتعرض لثلاث من أهم القوى السياسية في مصر "الحزب الوطنى"، "الإخوان المسلمون"، "الليبراليون" ، ويستمد الكتاب أهميته في توقيت صدوره حيث إنه شاهد على تلك المرحلة المهمة من تاريخ مصر التى أعقبها ثورتان.دور النخبة السياسية الفلسطينية في تكوين رأس المال الاجتماعي
برز مصطلح رأس المال الاجتماعي في العقدين الأخيرين، إلّا أن أول استخدام له ظهر قبل ذلك، وأعاد روبرت بوتنام تداوله في التسعينيات، وساهم في نشره السريع عندما اعتبر أن له آثارًا إيجابية في التنمية والديمقراطية، ولا سيما بالنسبة إلى بعض مؤشراته، كالثقة والتعاون والشبكات التي تساعد في تكوينها روابط المجتمع المدني التي تعمل باعتبارها مدرسة للديمقراطية. فهو يعتبر أن الروابط المجتمعية، وتحديدًا روابط المجتمع المدني، أدّت دورًا في تشكيل رأس المال الاجتماعي، وخصوصًا بالنسبة إلى معايير الثقة والتعاون، ويرى أن تراجع عدد روابطه مؤشر على انحدار رأس المال الاجتماعي وتراجع الديمقراطية، الأمر الذي انتقده بعض الباحثين الذين اعتبروا أن روابط المجتمع المدني وزيادة عددها ليست دليلًا على الديمقراطية، إذ قد يزداد عدد هذه الروابط وتتراجع الديمقراطية في الوقت نفسه. ووجدوا أن هناك عوامل ذات شأن مهم تؤثر في تكوين رأس المال الاجتماعي من حيث تأثيره في الديمقراطية، كالدولة والمؤسسات السياسية والسياسات العامة ونوع النظام السياسي.أسرار عمان: تحقيقات في ذاكرة المدينة
إنه كتاب تميز بالبحث الشخصي الميداني الحديث، وبالمقابلات مع ناس عمان، وبالدراسة والاطلاع على المراجع والكتب عن عمان التاريخية والمعروفة بالمحبة والإخاء، وجمال نفوس الناس فيها وتاريخ وذكريات الأمكنة في عمان وجمالياتها المميزة.محاكمة الرئيس
يقدم الكتاب دراسة ثرية لقضايا تتعلق باللحظة الراهنة، وخاصة فيما يتعلق بقانوني محاكمة الرئيس ومحاكمة الوزراء، اللذين يطفوان على السطح كلما دار الحديث عن أخطاء القيادة السياسية أو فساد المجموعة الوزارية. يبدو الكتاب معنيـًا بتفصيل أكبر على هذين القانونين الغائبين، وسط جدل تتسع دوائره عن قوانين بديلة لمواجهة هذه الثغرة الخطيرة. لم يترك المؤلف أيـًا من العهود السابقة منذ عهد محمد علي باشا، إلا ودرس فيه صلاحيات الحاكم ومسؤولياته والفجوات الحاصلة نتيجة غياب قوانين المحاسبة والمساءلة، أو تغييبها. ويركز الكتاب بدرجة أكبر على عهد مبارك بوصفه نموذجـًا للمحاسبة الدستورية والمساءلة القانونية التي كان متوقعـًا أن تُفضي إلى غير ما آلت إليه الأمور. وعبر خمسة فصول تحمل عناوين "الثغرة، النكتة، الإجهاض، الغدر، الجمود"، يتناول الكتاب بالأسماء والتواريخ والتفاصيل محاكمات الوزراء في مصر طوال ما يزيد على ستة عقود مضت.الثورة والمؤامرة
كانت الصورة لمعجزة الثورة في الثمانية عشر يومًا الأولى - والتي التحمت فيها جموع المصريين في توافقية وطنية مبهرة - بلاغًا بالتغيير الثوري في مصر الذي يسترد به الشعب حقوقه وكرامته، وتستعيد به الدولة قدرتها على أن تحتل مكانتها التي زُحزحت عنها بفعل فاعل.المجتمع والإسلام والنخب الإصلاحية في تونس والجزائر
ينخرط هذا الكتاب في نطاق جهد يرمي إلى استجلاء علاقة النخب الدينية بالمسعى الإصلاحي؛ إذ يمثل هذا الأمر موضوعًا جديرًا بالبحث بالنسبة إلى من يروم التعمّق في وجوه العلاقة بين الإسلام والحداثة، وفي نتائج الاختراق الذي حققته هذه الحداثة لحضارة ومجتمعات عاشت طويلًا على مقدس ديني، أقامت معماره وأثثته ثم جعلت منه معيارها في رؤية الكون وإدارة العلاقات الاجتماعية، قبل أن تصطدم بحداثة صدّعت بنيانها وزعزعت كثيرًا من وثوقياتها، وفرضت عليها طرح تساؤلات موجعة. بالتالي، يدرس الكتاب التيارات والنخب الإصلاحية الإسلامية، باعتبارها التعبير الرئيس خلال القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين، عن حيثيات الالتقاء بين الموروث الإسلامي والحداثة، بما مارسته من جاذبية وما أثارته من مخاوف، ولاسيما أنها وردت مسلحة بالقوة الاستعمارية.ميلاد حياة قمر 17
يناقش "قمر 17" بشكل مباشر المشاكل التي يواجهها الإنسان سواء في مواقفه اليومية، أو المشاكل الحياتية العامة، محاولا تقديم حلول متعددة لها ، منها ما هو روحاني يُشعر النفس بالهدوء والأمل، ومنها ما هو عقلاني. ويدعو النفس إلى التفكير والتأمل، رغم آلام الجسد، واصطخاب الوعي والوجدان؛ لارتقاء بالذات المبدعة إلى أعلى درجاتها. ويصور بجمالية فنية هما إنسانيا، وجرحا بشريا عميقا بدأ من الماضي ليصل إلى الحاضر، متضمنا مأساة نعاين فيها مكابدة الاندماج، وصخب التمرد والثورة، وظلم الآخر، والتوق إلى مجتمع يخلو من الظلم! ويزدان الكتاب بالآيات القرآنية، والأحديث النبوية، والأشعار، والمقولات المأثورة، التي تدعم الحقائق والمعلومات، والموضوعات المتعددة الواردة في الكتاب، مثل التعامل بايجابية مع المراهقين والمراهقات، ومع مشاكلهم واحتياجاتهم، واكتشاف الإبداع بداخلهم، والمواهب التي يتمتعون بها وإشراكهم في المناقشات، واتخاذ القرارات، والاهتمام بهواياتهم، وخاصة وسط تدهور القيم في المجتمع. "قمر 17" يركز على العيش بسعادة، والعمل على توفير أسبابها، وظروفها لنا، وللآخرين، فالحياة قصيرة، وبها من المرارة الكثير، لذا علينا أي لحظة سعادة مهما كانت قصير. ويبين أفضل الطرق لاختيار الزوجة، وتعزيز الحبّ معها، لبناء مجتمع صالح تسوده المحبة، واحترام الآخر. كما يبين علاج كثير من الأمراض الاجتماعية كالنفاق، والكذب، والحسد، والإصابة بالعين . ويقدم "قمر 17" موضوعاته بتدفق سردي الإبداعي..يمدنا بعوالم تشدنا إليها الصور واللغة والتفاصيل الموظفة؛ لإبراز مجموعة من المكونات: شخصيات، زمان، مكان، أحداث. في "قمر 17" تجربة إنسانية غنية يتداخل في نسيجهها المعرفي الحكاية والقصة، والسيرة الغيرية، مع التحليل الاجتماعي، والرؤية المجتمعية الناقدة والمنتقدة، والحاملة للنفس النفسي، والسبر في اللاشعور، ورفض المصادرة والوصاية، وكل مظاهر التسلط والقهر... والتمرد على كل القيم الرافضة للآخر، القامعة لحريته.حرية - مساواة - كرامة إنسانية
عندما صدحت الحناجر بميدان التحرير بشعار «عيش، حرية، كرامة إنسانية»، فإنها كانت تضع مثالية العدالة الاجتماعية وكمال المجتمع العادل في قلب مطالب الثورات وأهدافها. فالحراك العربي المعاصر ينادي في جوهره بمدينةٍ فاضلة تضمن «العيش» للجميع، كنايةً عن مستوى التنمية الاقتصادية والرفاهية الذي يضمن إشباع الحاجات الإنسانية لدى عموم المواطنين، على الأقل في مستوياتها الدنيا. وهي مدينة فاضلة تضمن «الحرية» للجميع، متمثلةً في فهمها الحقيقي في القدرة - المتكافئة قبليًا بين الأفراد - على الاختيار الحر بين أنماط الحياة الممكنة وعلى الفعل والإبداع، ومن ثم على التنمية والتطوير. كما أنها مدينة فاضلة تحقق «الكرامة الإنسانية» للجميع، من حيث تمثل جميع الأفراد في المجتمع احترام الذات وتقديرها؛ وهو ما يتجلى أيضًا عبر شعارٍ آخر مركزي في الحراك العربي المعاصر: «ارفع رأسك!».المتلاعبون بالعقول: سقطات الإعلام في مصر
غير خافٍ على أحدٍ حجم السقطات المرتكبة باسم حرية الإعلام والتعبير عن الرأي، بالإضافة إلى الابتعاد عن المهنية، والترهل الذي ينخر في مفاصل الفضائيات المصرية على وجه الخصوص، وسط غياب -مع سبق الإصرار والترصد- للمعايير والمجالس والهيئات التي تراقب وتحاسب وتنظم هذه المهنة بأسلوب حازم وفعال. من هنا، كان هذا الكتاب محاولة لرصد الملاحظات المهنية على الأداء الإعلامي؛ المطبوع والمرئي بل والمسموع كلما وجدنا إلى ذلك سبيلاً، كي نبدأ رحلة النقد الذاتي وتصويب المسار وتعديله وفق المعايير الحاكمة لأخلاقيات المهنة ومواثيقها الدولية المتعارف عليها.الإسلام والإنسان
حاز جائزة الشيخ زايد للكتاب 2017، فئة التنمية وبناء الدولة الفوضى الفكرية العارمة في قراءة الإسلام وتطبيقه، تستدعي وضع التراث جانباً والبدء من النصّ المؤسِّس للدين ألا وهو كتاب الله. يتناول هذا الكتاب الأسس الثابتة للإسلام، الإيمان، المواطنة، والولاء الديني، معتمداً قاعدة الترتيل منهجيّةً له. والترتيل في رأي الدكتور شحرور هو نظم الموضوعات الواحدة الواردة في آيات مختلفة في نسق واحد، وكذلك مبدأ رفض الترادف في فهم نصوص كتاب الله، وتفسير نصوص الكتاب بعضها ببعض.الإعداد على البحث وإنتاج المعارف العلمية
صدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات كتاب الإعداد على البحث وإنتاج المعارف العلمية: حالة معهد العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية، وتتناول فيه الباحثة اللبنانية هلا عواضة مسائل متعلقة بتكوين طلاب معهد العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية في مرحلة الدكتوراه، وتستطلع نتاجهم البحثي باعتباره تتويجًا لعملية الإعداد على البحث، لتحديد نوعية المعرفة المنتَجة، وتسعى إلى تقديم صورة عن واقع التكوين في مؤسسة ملحقة بالسلطة السياسية الطائفية. ويتألف الكتاب (432 صفحة بالقطع الوسط، موثقًا ومفهرسًا) من ثلاثة أقسام رئيسة. الإعداد على البحث ومقدماته النظرية في القسم الأول، "الإعداد على البحث ومقدماته النظرية"، ثلاثة فصول. وتمهد المؤلفة في الفصل الأول، "الإعداد على البحث قضية للدراسة"، لموضوع بحثها من خلال إطلالة سريعة على أدبيات تناولت مسألة التعليم العالي في لبنان والعالم، مشيرةً إلى مقاربات مختلفة تناولت مسألة الإعداد على البحث في مرحلة الدكتوراه، وهذه المقاربات غَيّبت مسألةَ التكوين على البحث بصفتها مسألة خاصّة ومهمّة للدراسة في هذه المرحلة؛ إذ كانت أغلبية الطروحات تتناول مسألة الإعداد على نحو ثانوي ولم تُدرَس في حدّ ذاتها. وتبحث المؤلفة في الفصل الثاني، "العلوم الاجتماعية - الإرث الغربي والمحددات المحلية"، في الشروط المحلية لتوطّن علم الاجتماع ومؤسساته في لبنان مقارنةً بمصر والمغرب، وتُبيِّن أن علاقة العلوم الاجتماعية و/أو علم الاجتماع في تجربتَي مصر والمغرب كانت على حافتَي نقيض؛ إذ قبضت الدولة المصرية على العلم الوافد واستخدمته في تشريع سياساتها الاجتماعية، في حين قطع المغرب الطريق على مؤسسات علم الاجتماع تخوفًا منها. في الفصل الثالث، "الإطار المفاهيمي والمنهجي للبحث"، تتبنى المؤلفة توليفة نظرية تتيح ربط العلاقة بين الحقل الأكاديمي من جهة، وحقل السلطة من جهة أخرى، كما تقدم الآلية المنهجية التي ارتأت أنها ملائمة، عبر توليف المقاربتين الكمية والنوعية، إنْ لناحية جمع المعطيات أو لناحية معالجته، وفي هذا السياق تقول: "شكّلت التوليفة النظرية التي قامت على ربط العلاقة بين الحقل الأكاديمي من جهة، وحقل السلطة من جهة أخرى، مفتاحًا نظريًّا للفهم. شكّلت النظرية الصراعية عونًا لنا في هذا الخصوص، في الوقت الذي شكّل عمل بورديو عن الحقل الأكاديمي ورساميله المتنوعة هو الآخر رافدًا مهمًّا لتفسير ديناميات هذا الحقل، إذ سمح هذا العون النظري بالكشف عن إواليات المؤسسة الجامعية ودينامياتها من جهة، وكشف استراتيجيات فاعليها من جهة أخرى". معهد العلوم الاجتماعية وخياراته المصيرية في القسم الثاني، "معهد العلوم الاجتماعية وخياراته المصيرية"، فصلان. وفي الفصل الرابع، "معهد العلوم الاجتماعية: التأسيس والتوسّع والانشطار وإعادة التموضع"، تعرض المؤلفة أهم المحطات التي خبرها المعهد منذ التأسيس وانخراطه في ورشة تأكيد خياره الأكاديمي والبحثي حتى الخضوع للتعليم الجماهيري، قاصدةً "التثبت من صلاحية الفرضيتين الأولى والثانية لبحثنا اللتين تتكلّمان عن اقتحام السلطة السياسية الطائفية المجال العام، وإعادة توزيعه بما يتلاءم مع مصالحها، في مقابل تراخي فاعلي الحقل الأكاديمي أمام إلحاقهم بحقل السلطة على رغم التداعيات المتعددة لذلك التوجّه على التعليم والبحث. وشكَّل التعليم الجماهيري، فرضيتنا الثانية، محورَ اهتمامنا، نظرًا إلى ما لتزايد الطلب الاجتماعي على التعليم من أثر في بنية المؤسسة". أمّا في الفصل الخامس، "موقع المعهد بين الإغراق في المحلية وهامشية اندراجه في عولمة التعليم"، فتهتم المؤلفة بإبراز الصراعات التي قام بها فاعلو الحقل الأكاديمي لإعادة صوغ هوية المعهد الأكاديمية عبر الخوض في غمار تعديل المناهج والبرامج. ولقد قُرئت هذه الصراعات في ضوء فرضيتها التي تشير إلى أنَّ العملية الأكاديمية لا تتم في لبنان بمعزل عن سياق عولمة التعليم. وتخلص المؤلفة إلى استنتاج مفاده وجود تيارين متصارعين شكّلت البرامج والمناهج عدّة الصراع لديهما، كما تشير إلى غياب التكوين على البحث عن فاعلي الحقل الأكاديمي، بحيث لم يشكّل هذا المكوّن بالنسبة إليهم همًّا للصراع بصورة صريحة ومحددة. الإشراف على البحث والنتاج المعرفي في القسم الثالث، "معهد العلوم الاجتماعية: الإشراف على البحث ونتاجه المعرفي"، فصلان أيضًا. وفي الفصل السادس، "الإشراف على البحث من خلال أعين فاعليه"، تقول المؤلفة إن الإشراف على البحث وتتبع آلياته يشكّلان همَّها الأول، إضافة إلى تكوين صورة عن أثر هذه العملية في مَن خضع لها من الطلاب/ الخريجين، حيث تُعرضُ نتائج الإشراف على أطروحات الدكتوراه بإجراء عملية تقاطع للمعطيات الكمية المستخلصة من نتائج الاستمارة التي طاولت خريجي المعهد مع معطيات المقابلة النوعية التي أجريت مع ستة عشر أستاذًا مشرفًا على الدكتوراه. وتفند عيوبًا طاولت التكوين المنهجي والبحثي، كاستقالة الإدارة الجامعية من القيام بواجباتها، والتراخي، وخرق أبسط القواعد الأكاديمية كالإشراف على أعداد كبيرة من الطلاب وتمرير أطروحات لطلاب لا تتّصف بالمعايير العلمية. وبحسبها، ساهم طلاب معهد العلوم الاجتماعية عمومًا في هذا المسار التنازلي "نظرًا إلى عدم تطلبهم وتدنّي توقعاتهم مما يريدونه من تخصّصهم في المعهد". في الفصل السابع (الأخير)، "نماذج تحليلية للمقاربات المنهجية في أطروحات الدكتوراه 1990–2011"، تُعنى المؤلفة بتحليل نماذج من أطروحات الدكتوراه لقياس نجاعتها المنهجية، كما تعمل على قياس نجاعة المسار المنهجي لأربعين أطروحة دكتوراه اختيرت من نتاج الخريجين على مدى عشرين عامًا من التكوين على البحث، وتنتهي إلى تحديد أهم معالم القصور المنهجي التي عانتها هذه الأطروحات. وتستنتج المؤلفة أنه لم ينشأ في معهد العلوم الاجتماعية منذ البدء في عملية التكوين على البحث في شهادة الدكتوراه تقليد مؤسسي راسخ على البحث؛ إذ تقول: "والدليل على ذلك هو التقيّد الشكلي لبعض نماذج الأطروحات بالمسار البحثي، إضافة إلى المحاولات الحثيثة عند البعض، على الرغم مما اعترى هذا المسار من خلل في بناء العناصر المنهجية، والأهم من هذين الشكلين هو تغاضي البعض الآخر عن التزامه".بين حبال الماء
في طفولته، شاهد "تموز" فيلماً عن حياة فتىً صغير، ومن خلاله فوجئ كم تستطيع السينما نقل حيوات البشر وتفاصيلهم: "هناك بعيداً من يعيش مثلي تماماً!"، ومنذ ذلك الوقت صار مغرماً بالأفلام، وتحوّل أبطالها أصدقاءً يعيش معهم. في شبابه سافر إلى دُبَيّ، ليجمع المال ويحقّق حلمه بدراسة السينما، لكنه انغمس في عوالم الجنس والمال وابتعد عن حلمه، إلى أن اندلعت الثورة ثم الحرب في سوريا، فاستيقظ من كابوسه وأدرك أن مئات الأفلام بانتظاره في وطنه ليوقظها من سباتها. "بين حبال الماء" رواية في عشق السينما، تدمج فيها "روزا ياسين حسن"، بتقنيّة فريدة، الواقع بالأفلام، فنكاد لا نميّز بين الواقع والتخييل، نقابل شخصياتٍ أحببناها، ونقرأ عباراتٍ سمعناها، ونعيد رسم مشاهد أُعجبنا بها...في الثقافة والخطاب عن حرب الثقافات - حوار الهويات الوطنية في زمن العولمة
في هذا الكتاب، نقترح مقاربة تحليلية ونقدية لإشكالية الثقافة في الفكر المعاصر، وللمفاهيم المتفرِّعة عنها، الحديثة النشأة. نعني بذلك مفاهيم معيَّنة بالذات مثل: الهوية الثّقافية، المثاقفة، الهيمنة الثّقافية، العولمة الثّقافية، الصّراع والحوار بين الثقافات، الديمقراطية والحقوق الثّقافية. إن الاهتمام بهذه الإشكالية يتنامى باستمرار في فضاءات الفكر المعاصر، الغربي منه والعربي. وهذه الظاهرة اللافتة للنظر يمكن تفهُّمها إذا تذكَّرنا أن الدلالات الغنية التي اكتسبها مفهوم الثقافة حديثًا، جعلت منه مفهومًا مثيرًا للجدل، يتداخل مع كثير من القضايا الفكرية والفلسفية؛ ففيه، ومن خلاله، تجتمع اليوم، في مُركَّب واحد أسئلة الهوية الثابتة والمتغيِّرات؛ أسئلة الاختلاف والوحدة والتعدُّد؛ أسئلة الاستبداد والديمقراطية، أسئلة الحتمية والحرية، أسئلة الجمود والتطور والإبداع.إصلاح التعليم في السعودية: بين غياب الرؤية السياسية وتوجس الثقافة الدينية وعجز الإدارة التربوية
يحتاج النظام التعليمي في المملكة العربية السعودية إلى إصلاح جذري يرتكز على القيم الثقافية الأصيلة مع مراعاة المتغيّرات التي طرأت على تلك القيم من خلال عقود من التنمية والتحضّر. هذا ما يخلص إليه هذا الكتاب الذي يتناول قضية إصلاح النظام التعليمي في المملكة العربية السعودية تناولاً نقدياً، ويعرض الأسباب الرئيسة التي يرى أنها تعيق مشاريع إصلاح النظام التعليمي وتقف وراء إخفاقه في إنتاج أجيال متعلّمة تعليماً عصرياً وقادرة على مواجهة تحدّيات الحاضر والمستقبل. ويدعو إلى وضع حدّ لثقافة التشكيك والتوجّس والخوف من التغيير والتجدّد. +++ كتاب يثير موضوعاً حساساً يمكن أن يسهم في كسر الجمود الذي يصيب نقاشات المثقّفين عند تناول قضايا تمسّ ما يسمّى الثوابت السياسية أو الدينية أو الثقافيّة في المملكة.مقدّس وعلماني: الدين والسياسات في العالم
توقع كبار المفكّرين في القرن التاسع عشر أن تخفت أهمية الدين بالتدرج مع ظهور المجتمع الصناعي. وساد اعتقاد في العلوم الاجتماعية خلال معظم القرن العشرين أن الدين يحتضر، في حين برزت حاجة إلى تجديد النظرية التقليدية في العلمَنَة، لأن الدين لم يختف، ومن المرجح ألا يختفي. لكن على الرغم من ذلك، ينجح مفهوم العلمنة في التقاط جزء أساسي من مسار الأمور. يعمل هذا الكتاب على تطوير نظرية الأمن الوجودي، ويبرهن أن الجموع في المجتمعات الصناعية التقليدية كلها، في الأقل نظريًا، كانت تتحرك صوب توجهات أكثر علمانية، خلال نصف القرن المنصرم، علمًا أن العالم بمجمله يضم الآن أيضًا عددًا أكبر ممن لهم وجهات نظر دينية تقليدية. تتوسع الطبعة الثانية من الكتاب في تقديم دلائل جديدة تستند إلى مسوح ميدانية محدَّثة أنجزتها مؤسسات بارزة في هذا الميدان مثل «استطلاع غالوب» و«استقصاء القيم العالمي» و«استقصاء القيم الأوروبي» في عدد وافر من الدول. وتثبت البيانات التي يعالجها الكتاب أن التدين يواصل تجذره في المجموعات السكانية الأكثر هشاشة، خصوصًا في الأمم الفقيرة والدول الفاشلة، مثلما تثبت حدوث تأكّل ممنهج في الممارسات والقيم والمعتقدات الدينية بين الشرائح الأكثر ازدهارًا في الدول الغنية.الصراع الطبقي في سورية
المفقرون يخوضون صراعاً طبقياً ضد الطبقة السيطرة، الطبقة التي تتسم بطابعها الريعي المافياوي، والتي تعتمد بنية سلطوية بالغة الفظاظة والعنف. رغم فوضى التنظيم لدى هؤلاء، وغياب الرؤية الفكرية الواضحة، والأحزاب التي تعبّر عنهم، كذلك النقابات واللجان والهيئات والتجمعات. هذه الوضعية الأخيرة هي التي سمحت بتغلغل أفكار ورؤى وأيديولوجيات مضادة لمصالحهم، وإلى المقدرة على إظهار الثورة في شكل أصولي سلفي «جهادي». دون أن نتجاهل أنْ ليس كل الثورة هي كذلك، بل أن الكتل الأكبر هي لصنف آخر يتسم بالبساطة، وعدم معرفة كيف يخوض الصراع، وبالفوضوية.الموت على كنبة مريحة: كيف ننجو من الحياة الحديثة
نحن أجسامٌ قديمة في عالم حديث، والأمور ليست على ما يرام. صحيحٌ أنّ الحياة أصبحت أكثر راحةً وأقلّ صعوبةً، لكننا أصبحنا أكثر سمنةً واكتئاباً وإدماناً على الأدوية. أطعمة مصنّعة تجعلنا مرضى. بيئات محايدة حرارياً تجعلنا هشّين. عالمٌ رقمي يجعلنا منفصلين جسدياً... من الواضح أن هناك خللاً في الحياة المعاصرة. يقدّم هذا الكتاب تدريباتٍ ونصائح علميّة في الطّعام والنّوم والرّياضة والاستحمام... للحفاظ على صحّتنا النفسيّة والجسديّة والازدهار في العالم الحديث.حروب الهوانم
يتناول الكتاب علاقة المرأة بالسلطة والحُكم؛ إذ لم تكن نساء مصر بعيداتٍ عن حكايات القصر ومؤامراته ودسائسه، بل إنهن لعبن أدوارًا بالغة الدقة والخطورة في تشكيل التاريخ.مفهوم المكان في الشعر الفلسطيني
يتعمّق الكتاب في أسلوب بناء المكان، والكشف عنه، وبيان أثر صوغ هذه الأماكن على ما تطرحه من أفكار ودلالات، وفي مميّزات الهويّات الفرديّة والجمعيّة للشاعر، ويرصد تحوّلات الهويّة ضمن البنية المكانيّة في الشعر. فضلًا عن ذلك يكشف الكتاب عن العلاقة القائمة بين مفهوم المكان الشعريّ وموقف الشاعر من وظيفة الشعر. كما يرصد مفهوم المكان ودلالاته في الشعر الفلسطينيّ النسويّ في الداخل، والوقوف على أبرز خصائصه. بالإضافة إلى ذلك، يرصد الكتاب أوجه الشبه والاختلاف بين البنية المكانيّة في الشعر الفلسطينيّ في الداخل، والبنية المكانيّة في بعض النماذج من آداب الأقلّيّات، ويكشف عنها، حيث إنّ الفلسطينيين في الداخل، أو ما يعرف أيضًا بفلسطينيّي 48، أصبحوا أقلّيّة في وطنهم بعد هذا العام نتيجة لسيرورات الهجرة والتهجير لهم، ولحركة الاستيطان الإسرائيليّ على السواء. وأخيرًا يرصد الكتاب أوجه الشبه والاختلاف بين البنية المكانيّة الشعريّة لفلسطينيّي الداخل، والبنية المكانيّة في بعض النماذج من الشعر في العالم العربيّ، والوقوف على أبرز جوانبها. علاوة على ذلك، يرصد الأساليب الفنيّة الشعريّة الموظّفة والكشف عن العلاقة بينها وبين مفهوم المكان .في الثورة والقابلية للثورة
يقول أرسطو في كتابه السياسة إن أنماط الحكم كلها معرَّضة للثورة، بما فيها نمطا الحكم الأساسيان: الأوليغاركية والديمقراطية، وكذلك ما يسمّيه نظام الحكم المتوازن، أو الدستوري، أو الأرستقراطي؛ والمصطلحات الثلاثة تكاد تكون عنده مترادفاتٍ. ورأى أرسطو أن في الأوليغاركية والديمقراطية عناصر من العدالة، ولكن كلًا منهما يصبح معرّضًا لخطر الثورة عندما لا يتلاءم نصيب الحكّام أو الشعب من الحكم مع تصورهم المسبق عنه. ولا بدّ من أن نضيف إلى استخدام أرسطو مفهوم «التصور المسبق» هذا، أننا أصبحنا نعرف أيضًا أنه التصور الذي أدّى إليه النظام القائم نفسه. فالنظام القائم هو المساهم الرئيس في صوغ توقعات الناس من نصيبهم في الحكم.الجماليات في الإعلام التلفزيوني
وصف كثيرون هذا العصر بـ "عصر الصورة". ولا شك أن الثورة العلمية الهائلة التي عصفت بالعالم كله منذ نحو خمسين سنة غيّرت جذريًا الفضاء الإعلامي، وأثرت بشكل انقلابي في جميع وسائل الاتصال وتقنياتها وجمالياتها وقدراتها على جذب الجمهور إلى الترفيه والمتعة، وإلى المنفعة أحيانًا. وهذا الكتاب دراسة في جماليات الإعلام التلفزيوني وإمكاناتها في تزيين الرسائل الإعلامية كي تصل إلى المتلقي بأكبر قدر من الجاذبية البصرية. وحاول الكتاب، علاوة على ذلك، تجميع عناصر الجماليات في نطاق نظري ليتيح للعاملين في البرامج التلفزيونية الاستناد إلى مادة علمية وإلى منظومة إرشادية كي يتمكنوا من توجيه الأداء الإعلامي نحو تقنيات الجمال والاستفادة منها في صنع البرامج.سيناء، ارض المقدس والمحرم
وضعها كمكان داخل الدولة « سيناء » يستعرض الكتاب بداية الأصل التاريخي لاسم المصرية، مع إلقاء الضوء على الجزء التاريخي الديني لأرض سيناء المقدسة منذ عهد الأنبياء، وأهم الأماكن المقدسة بها، وينتقل إلى استعراض تاريخي يتناول كيف كانت سيناء بوابة الدخول والخروج لمصر ومقبرة للغزاة، بداية من عصر محمد علي ثم الاحتلال البريطاني والحرب العالمية الأولى ونصل حتى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي - ومرورًا بالأطماعالعسكر والدستور في تركيا
في الوقت الذي يشغل فيه «النموذج التركي»، لاسيما عقب الثورات العربية، حيزًا كبيرًا من نقاشات النخبة في العالم العربي؛ من مثقفين وسياسيين، بل عسكريين أيضًا - يأتي هذا الكتاب ليعرض لنا العلاقة الأبوية بين العسكر والدستور في تركيا، ويحلل الظروف التاريخية والسياسية والاجتماعية لهذہ العلاقة، ويطرح رؤى لما قد تكون عليه في المستقبل. لا لشرح الحالة التركية فحسب، ولكن أيضًا لفهم أبعاد عملية وضع الدستور في مصر الآن.مبادئ علم الاجتماع الاقتصادي
صدر عن سلسلة "ترجمان" في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات كتاب مبادئ علم الاجتماع الاقتصادي، وهو ترجمة جهاد الترك العربية لكتاب ريتشارد سويدبرغ Principles of Economic Sociology (راجعه عمر سليم التل). يقول المؤلف في مقدمته للكتاب إن الهدفين الرئيسين من تأليفه يتمثلان في إدخال منظور جديد إلى علم الاجتماع الاقتصادي، "إضافةً إلى بسط مفاهيمه الأساسية، وأفكاره، واستنتاجاته. إن المنظور الجديد الذي أرغب في تقديمه يركز على نطاق هذا المجال المعرفي؛ إذ ينبغي في علم الاجتماع الاقتصادي ألا يكون اهتمامه محصورًا في تأثير العلاقات الاجتماعية على الأفعال الاقتصادية (الذي هو محل عنايته الرئيسة الآن)، ولكن أن يجعل المصالح محل عنايته أيضًا، وأن يسعى بشكل أعم إلى تثبيت التحليل عند مستوى المصلحة". مؤلفات في علم الاجتماع الاقتصادي يتألف الكتاب (636 صفحة بالقطع الوسط، موثقًا ومفهرسًا) من 12 فصلًا. في الفصل الأول، "المؤلفات الكلاسيكية في علم الاجتماع الاقتصادي"، يعرض سويدبرغ ما يسميه التراث المكتوب الغني والنابض في علم الاجتماع الاقتصادي، "الذي بدأت تباشيره تلوح على مقربة من منعطف القرن العشرين وتستمر حتى اليوم. وقد أثمر هذ التراث المكتوب عددًا من المفاهيم والأفكار المفيدة إضافةً إلى نتائج مثيرة للاهتمام". ويرى المؤلف أنه لإنتاج علم اجتماع اقتصادي قوي، "يجب علينا دمج تحليل المصالح الاقتصادية مع تحليل آخر للعلاقات الاجتماعية. وانطلاقًا من هذا المنظور، يمكن، والحال هذه، فهم المؤسسات باعتبارها تشكيلات متميزة من المصالح والعلاقات الاجتماعية، والتي لها من الأهمية الاعتيادية بحيث يفرضها القانون. وهناك أعمال كلاسيكية عدة في علم الاجتماع الاقتصادي - كما سأحاول أن أثبت - تتشارك في هذه النظرة إلى الحاجة لاستخدام مفهوم المصلحة في تحليل الاقتصاد". ويقول المؤلف في الفصل الثاني، "علم الاجتماع الاقتصادي المعاصر"، إن ثمة تقليدًا مميزًا لعلم الاجتماع الاقتصادي، أسفر عن سلسلة من المؤلفات التي تعالج المسائل الاقتصادية من منظور سوسيولوجي، كانت قد أنجزت خلال فترة من الزمن طويلة نسبيًا. ومع ذلك، فإن علم الاجتماع الاقتصادي المكتوب ليس اصطلاحًا حسن التكامل والائتلاف؛ بمعنى أن المؤلفات اللاحقة تنطلق من حيث توقفت مثيلاتها الأقدم، "ويمكن العثور في اصطلاح علم الاجتماع الاقتصادي المكتوب على وفرة من الأفكار التي تقترح كيفية استخدام مفهوم المصلحة؛ إذ يقترح فيبر أن هناك مصالح مادية وأخرى معنوية/ مثالية؛ ويرى غرانوفيتر أن الأفعال الاقتصادية مدفوعة بمزيج من المصالح الاقتصادية والاجتماعية؛ بينما يعتبر بورديو أن لكل حقل مصالحه الخاصة به". في التنظيم الاقتصادي في الفصل الثالث، "التنظيم الاقتصادي"، يجد سويدبرغ أن ثمة منافع معينة في استخدام مفهوم التنظيم الاقتصادي بالمعنى التقليدي، وكذلك بالمعنى الواسع، أي بوصفه مرادفًا للتنظيم العام للاقتصاد. ويذهب إلى إمكانية فهم الرأسمالية بوصفها شكلًا من أشكال التنظيم الاقتصادي والاجتماعي، الذي يتسم بحقيقة أن الربح أحد أهدافه، وليس الاستهلاك وحده؛ وأن الربح ينبغي أن يعاد استثماره دائمًا في إنتاج جديد. كما يرى أن المناطق الصناعية وعملية العولمة مثالان من أمثلة التنظيم الاقتصادي بالمعنى الواسع. كما أن للأدبيات المتعلقة بالمناطق الصناعية أهمية فائقة لعلم الاجتماع الاقتصادي. أما في الفصل الرابع، "الشركات"، فيقول المؤلف إنه لإحداث تطوير واقعي ودقيق في علم اجتماع الشركات، يغدو تعزيز علم الاجتماع الاقتصادي بطرائق عدة أمرًا على قدر من الأهمية؛ لذا ينبغي لعلم الاجتماع الاقتصادي أن يفارق النزعة الحالية في نظرية التنظيمات المتمثلة في مساواة الشركة بسائر التنظيمات الأخرى، "وفي هذا، ثمة حاجة إلى معرفة تاريخية أفضل حول ظهور مختلف أنواع الشركات، ليس أقلها الشركات العائلية التي أهملت بغير حق في علم الاجتماع الاقتصادي. كما يجدر إيلاء المزيد من الاهتمام لدور العمل اليومي داخل الشركات، وحول هذه المسألة، يمكن استخدام علم الاجتماع الصناعي الذي كان سائدًا في خمسينيات القرن العشرين، كأنموذج للمحاكاة". مقاربات مختلفة للأسواق في الفصل الخامس، "المقاربات الاقتصادية والسوسيولوجية للأسواق"، يناقش سويدبرغ نظريات مختلفة حول الأسواق. يقول: "كانت عناية علماء الاجتماع بالأسواق أقل من عناية علماء الاقتصاد بها على نحو ملحوظ. وعلى الرغم من ذلك، ظهرت نظريات عدة حول الأسواق، من قبيل فكرة فيبر عن الأسواق بوصفها منافسة في المبادلة، وأنموذج W(y) لهاريسون وايت، والأسواق بوصفها شبكات، وفكرة أن الأسواق يمكن صياغتها مفاهيميًا كجزء من حقل. كما نوقشت أفكار مختلفة حول الطريقة التي يمكن أن تحدد الأسعار من خلالها وتحلل من وجهة نظر سوسيولوجية، بدءًا من فيبر حول دور السلطة في تحديد الأسعار، وصولًا إلى فكرة فليغشتاين أن المؤسسات التجارية تحاول تجنب المنافسة وتسعى إلى استقرار الأسعار. ومع ذلك، يبقى ثمة عمل وافر ينتظر الإنجاز قبل أن نتمكن من القول إنه أصبح لدينا طائفة كافية من الأدبيات السوسيولوجية حول الأسواق، بما فيها تكوين الأسعار". ويدعو المؤلف، في الفصل السادس، "الأسواق في التاريخ"، إلى إدخال مفهوم المصلحة ضمن التحليل، حيث يعمد إلى إيضاح الرصانة المحتملة لهذا المفهوم بمساعدة من مواد تاريخية. وهو يقول إن المصلحة، باختصار، "هي في صلب ما يجعل أسواق العمل مختلفة، إلى حد بعيد، عن أسواق أخرى، لأن هذه هي الأسواق الوحيدة التي تكون فيها السلعة المبيعة هي نشاط الكائن البشري. إن ما يجري الاتجار به في أسواق العمل يختلف عن الأشياء الجامدة العادية التي تجرى مبادلتها في السوق، لأن هذا النوع من الاتجار يتميز بمصالح هي من نسج ذاتها، ذاتية مغايرة، وروابط مع أناس آخرين. إن نظرة الشخص إلى ما يعتبر ثمنًا عادلًا قد يؤثر أيضًا على إنتاجيته، وكذلك الأمر بالنسبة إلى روابطه بالآخرين". كما يعرض لأنماط الأسواق على مدار التاريخ. اقتصاد وسياسة وقانون كان الفصل السابع، "السياسة والاقتصاد"، مجالًا يجادل فيه سويدبرغ لإثبات الحاجة إلى علم اجتماع اقتصادي للسياسة. ومن الأشكال التي ينبغي لهذا النوع من التحليل اتخاذها علم الاجتماع المالي ودراسات حول مختلف محاولات القوى السياسية توجيه الاقتصاد، سواء من جانب الدولة أو من جانب جماعات المصالح. ويرى أنه يمكن تعلم الكثير عن دور الدولة في الاقتصاد، من علم الاقتصاد ومن الأدبيات السوسيولوجية. بالنسبة إلى الأول، فقد جرى التطرق إلى "الواجبات الثلاثة للعاهل ذي السيادة" وفقًا لآدم سميث، وعلم الاقتصاد المؤسسي لجيمس بوكانان، والنظرية النيوكلاسيكية للدولة لدوغلاس نورث. وفي علم الاجتماع، ثمة نظرية الهيمنة لفيبر، إضافة إلى مواد أخرى حديثة، مثل أفكار فليغشتاين حول مركزية الدولة في الحياة الاقتصادية. ويناقش سويدبرغ في الفصل الثامن، "القانون والاقتصاد"، تجاهل علماء الاجتماع الاقتصادي دور القانون في الحياة الاقتصادية، ويقول إن اتجاهًا كهذا يحتاج إلى تصحيح، "وفي المعتاد، ثمة بعد قانوني للظواهر الاقتصادية، وهذا من شأنه أن يدخل طبقة جديدة ضمن التحليل. وقد وضعت مخططًا تمهيديًا لأجندة تتعلق بعلم الاجتماع الاقتصادي للقانون، تتركز حول مؤسسات من قبيل: الملكية، والميراث، والشركة بوصفها فاعلًا قانونيًا. وأشدد على مسألة أن القانون قد يعرقل النمو الاقتصادي أو يبطئه أو يسرعه". كما يجد أن دراسة القانون وعلم الاقتصاد متقدمة في كثير من الجوانب على علم الاجتماع الاقتصادي المتعلق بالقانون، ويمكنها، تاليًا، أن تكون مصدر إلهام على غرار دراسات محددة في القانون والمجتمع وفي علم اجتماع القانون. ثقافة وتنمية وثقة واستهلاك في الفصل التاسع، "الثقافة والتنمية الاقتصادية"، يناقش سويدبرغ مفهوم الثقافة؛ فيشير إلى أنه في وقت يعنى علماء الاقتصاد بالمصلحة الذاتية ويهملون الثقافة، يفعل بعض علماء الاجتماع الاقتصادي النقيض تمامًا. لكنّ الثقافة والمصالح ليستا نقيضين، "وإنما ينتميان معًا في نوع التحليل الذي أرى أنه ينبغي على علم الاجتماع الاقتصادي أن يعززه". ويعرض المؤلف طرائق مختلفة لكيفية صوغ نظرية تثبت أن الثقافة والمصالح تتبادلان الانتماء، بما في ذلك الطريقة التي يمكن العثور عليها في الفقرة الشهيرة لفيبر حول عمال تحويل السكك الحديد. ففي نظره، وفقًا لهذا الأنموذج، تعمل المصالح على دفع أفعال الناس، بينما تقوم الثقافة (ولنقل في شكلها الديني) بتزويدهم بالوجهة العامة. ويواصل المؤلف، في الفصل العاشر، "الثقافة والثقة والاستهلاك"، تحليل الثقافة والاقتصاد امتدادًا للفصل التاسع. وقد حاجّ ليثبت أن نقلة حدثت في علم الاجتماع الاقتصادي خلال العقود الخمسة الماضية، بدءًا من معالجة دور الثقافة، في الأساس، في التنمية الاقتصادية، وصولًا إلى تفحّص دور الثقافة في الحياة الاقتصادية، على نحو عام. وهو يرى أن الاستهلاك، مثل الثقة، ينتمي إلى الثقافة إلى حد أنه يجسد شيئًا يقدّره الناس. وفي حين تطورت دراسة الاستهلاك، منذ فترة طويلة، على نحو مستقل عن علم الاجتماع الاقتصادي، فقد حان الوقت لتبذل محاولة لدمجه في علم الاجتماع الاقتصادي. جندر واقتصاد وأسئلة أخرى في الفصل الحادي عشر، "الجندر والاقتصاد"، يشير سويدبرغ إلى أنه جرى تجاهل الجندر على نطاق واسع في علم الاجتماع الاقتصادي الراهن، على الرغم من أن باحثين من مختلف العلوم الاجتماعية أنتجوا مادة ضخمة يمكن الاستناد إليها. ويرى المؤلف أن علم الاجتماع الاقتصادي ينبغي له معالجة المسألة المتعلقة بكيفية دمج الأجزاء ذات الصلة من هذه المادة الضخمة. ويقترح أن يصار إلى الاعتناء بالأفكار الثلاث التالية نظرًا إلى أهميتها البارزة: الاقتصاد المنزلي (المتركز حول فكرة توحيد المصلحة العائلية)؛ والنساء والعمل في سوق العمل (وهي متركزة حول فكرة المصالح النسائية المستقلة)؛ ودور العواطف في الاقتصاد. ويذهب إلى أنه ينبغي ألا ينظر إلى العواطف باعتبارها أمرًا يعيق طرائق عمل الاقتصاد الاعتيادية، والتي هي وجهة نظر شائعة اليوم، ولكن باعتبارها جزءًا لا يتجزأ من الفعل الاقتصادي. أما الفصل الثاني عشر والأخير، "معضلة الهرة وأسئلة أخرى موجهة إلى علماء الاجتماع الاقتصادي"، فكان مجالًا يطرح سويدبرغ فيه مسائل أربعًا أساسية، تحتاج إلى مناقشة بحسب ما يراه موضوعات مهملة، حاليًا، في علم الاقتصاد الاجتماعي، "غير أنها ينبغي أن تكون جزءًا منه، وكيفية معالجة المسألة المتعلقة بالانعكاسية في علم الاجتماع الاقتصادي، مزايا استخدام مفهوم المصلحة في علم الاجتماع الاقتصادي وعيوبه، وأي دور بمقدور علم الاجتماع الاقتصادي تأديته بوصفه علمًا لوضع السياسات".العلماء والسلطة في عُمان
يُبيّن أن هناك نزعة سياسية ترسخت تاريخيًا لدى العلماء والفقهاء في عُمان، وهي أن أمر الحكم والسلطة هو أساسًا عند العلماء، ولا يخرج عن دائرتهم، إلا إذا أعطوا مشترك أدائهم لواحد منهم، يختارونه قويًا عدلًا، حيث كانوا يقولون: صار أمر عمان في أيدي علمائها منذ قديم الزمان. ووفقًا لهذه النزعة السياسية التي تسعى إلى ترسيخ مبدأ الحق السياسي، ظلوا يدافعون عن هذا الحق عبر تاريخها. يحاول الكتاب فهم عوامل تلك النزعة، والأساس النظري الذي تستند إليه، وفهم مسار العلاقة السياسية بين العلماء والسلطة في التاريخ العماني منذ منتصف القرن الثامن عشر وحتى مطلع العقد الثاني من القرن العشرين. المؤلف: كاتب وباحث من سلطنة عمان. حاصل على دكتوراه الفلسفة في التاريخ من جامعة السلطان قابوس. من اهتماماته البحثية التاريخ الاجتماعي والتاريخ الثقافي وصورة الآخر في الثقافة العمانية. له العديد من المقالات والدراسات، منها: "اتفاقية السيب 1920م: قراءة في المضامين السياسية والاقتصادية" (2016)؛ "نظام التغريق في التاريخ العماني بين الظرف السياسي والأثر الاقتصادي 1482-1915م" (2017)؛ "المجتمع والسياسة في عمان من خلال جوابات الإمام محمد بن عبد الله الخليلي" (2018). من مؤلفاته الأوروبيون في مدونات التراث العماني 1498-1950م (2021).أوراق سعدون حمّادي
يضم مذكرات ويوميات ووثائق وأوراق السياسي العراقي الراحل سعدون حمّادي، أحد أبرز قادة ومسؤولي الدولة العراقية (1968-2003). ويقتصر الجزء الأول منه على يومياته ومذكراته التي خلفها لعائلته بخط يده. فعلى الرغم من أن السنوات الأخيرة شهدت ظهورَ مذكرات وأعمال لأشخاص قياديين في حزب البعث العربي الاشتراكي، بدرجات مختلفة، فإن ما يرد في هذه المذكرات عن حياة الحزب له أهميته الخاصة، لأن حمّادي رافق الحزب وقياداته الأولى، منذ التأسيس، ليس في العراق فحسب، بل كذلك في سورية ولبنان والأردن، وظل مرافقًا له عبر عقود مختلفة. والحديث، هنا، ليس عن قيادي حزبي عادي، بل عن مثقف بارز. ومن هنا، نجده يركز، في هذه المذكرات، لا على الأدوار السياسية فقط، بل كذلك على الأدوار الثقافية، التي يعطيها مساحة لافتة. يمكن القول إن هذه المذكرات هي "مذكرات دولة"؛ إنها ليست مجرد وثائق شخصية، بل هي وثائق الدولة العراقية نفسها، ولا سيما أنه أشرف وتولى مسؤولية إدارة اثنين من أهم ملفات الدولة: الطاقة، والعلاقات الخارجية. من هنا، انطلاقًا من هذه النقطة، نحسب أن هذه المذكرات وما تحفل به من وثائق سوف تصدر لاحقًا في أجزاء أخرى، تضاهي أي خزانة تجمع وثائق للدولة العراقية، في أي مكتبة أو مؤسسة في العالم. تأليف: سياسي ورجل دولة عراقي، ولد في مدينة كربلاء، وانضم إلى حزب البعث العربي الاشتراكي عام 1949، حين كان يدرس في الجامعة الأميركية في بيروت. وبذلك، يعد حمّادي من مؤسسي الحزب في العراق. حصل على شهادة الدكتوراه في الاقتصاد الزراعي من جامعة ويسكونسن - ماديسون في الولايات المتحدة عام 1957، وعمل بعد عودته أستاذًا في كلية الزراعة بجامعة بغداد. تولى مناصب قيادية عليا في الحزب، فأصبح عضوًا في القيادة القطرية. وفي عام 1963، أصبح وزيرًا للإصلاح الزراعي. تسلم رئاسة شركة النفط الوطنية عام 1968. وفي عام 1970، أصبح وزيرًا للنفط. وقد شهدت فترة إدارته الوزارة تأميمَ النفط العراقي (1972-1973). وفي عام 1974، تولى منصب وزير الخارجية حتى عام 1983. أصبح في الثمانينيّات نائبًا لرئيس الوزراء، ثم رئيسًا للوزراء (1991). تولى في التسعينيات رئاسة المجلس الوطني لعدة دورات. يعد حمّادي من المنظرين الأيديولوجيين للحزب، وله إسهامات فكرية عدة. اعتقل غداة الاحتلال الأميركي للعراق، ليغادر البلاد بعد إطلاق سراحه، وينتقل للإقامة في قطر منذ مطلع عام 2005. بعد وفاته، صدرت الأعمال الكاملة للدكتور سعدون حمادي عن مركز دراسات الوحدة العربية (2008).المنظمة المتعلمة
في العنصرية الثقافية
يعالج مسألة تحوّل العنصرية في العقود الأخيرة من العنصرية العرقية القائمة على افتراض وجود أعراق متمايزة، لكل منها صفات ثابتة ومتوارثة، ويفسَّر بها اختلاف أحوال الدول والشعوب والجماعات، إلى العنصرية الثقافية التي تقسّم البشر إلى ثقافات متمايزة، لكل منها صفات ثابتة ومتوارثة، ويفسَّر بها ما كان يفسّر بالأعراق من قبل. يشرح الكتاب أن العنصرية الثقافية تقوم على ركيزتين: تحديد صفات جوهرانية ثابتة لثقافة شعب أو جماعة معينة، ثم نقل هذه الصفات وتعميمها على جميع المنتسبين إلى تلك الجماعة بحكم الولادة. يتتبع الكتاب طروحات العنصرية الثقافية في النظرية السياسية، ولا سيّما في نظريات التحديث وصدام الحضارات ونهاية التاريخ. ثم ينتقل إلى نظريات المؤامرة الرائجة لدى تيارات اليمين المتطرف، ومنها نظرية "أورابيا" و"الاستبدال العظيم". بعد ذلك، يستعرض نماذج أدبية تناولت مسألة الهجرة بصورة ديستوبية، ويقدّم عرضًا بانوراميًّا للروايات التي صدرت بعد 11 أيلول/سبتمبر، وتناولت مسألة الإرهاب كثيمة رئيسة. وأخيرًا، يبيّن الكتاب خطورة العنصرية الثقافية، وكيف تُستخدم لتحقيق غايات سياسية، ومن أجل تأبيد علاقات السيطرة والهيمنة والاستغلال.الرجل الأصم والمرأة العمياء
"كم نظلمك ايها الحب!! ليست المعضلة في عدم الزواج و العنوسة .. المشكلة في نسب الطلاق المرتفعة .. المشكلة الحقيقة تكمن في غياب الحب ! نحن نفتقده بشدة في حياتنا اليومية .. يقول وليام شكسبير " تكلم هامساً عندما تتكلم عن الحب" قد يكون السبب ان هناك كثيرين سوف يحسدونك لان الحب لا يقدر بثمن"كيف تتعامل مع التأتأة؟
الخلل في النطق أو التأتأة لا يقتصر على الصغار والأطفال، بل يتعدّاهم إلى البالغين أيضاً الذين يجب أن يخضعوا لاختبارات دورية بهدف تحديد مركز الصعوبة، وتقديم المساعدة للانتقال من التأتأة إلى النطق الصحيح. تقدّم المؤلّفة برنامجاً مفصّلاً لعلاج التأتأة، من خلال تحديد المشكلة علمياً وتفسير أسبابها وعوارضها بالاستناد إلى مراجع عديدة، واقتراح الحلول العملية التي تسهم في الشفاء. كما تركّز على إعادة دمج المتلعثمين في مجتمعاتهم، وتحثّ المحيطين بهم على تفهّمهم وتقبّلهم ومساعدتهم لكي يتخطّوا وضعهم. يسهّل هذا الكتاب مهمّة العاملين في هذا المجال، وينبّه الأهل إلى الصعوبات التي يواجهها المتلعثم الصغير، وعلى دورهم في تفعيل العلاج وصولاً إلى الشفاء.حوارات لقرن جديد
يكشف هذا الكتاب طبيعة التغيرات التي انتابت علاقة الإبداع بالواقع الحضاري الذي تصدر عنه. ولعل الرابط بين هذه الحوارات هو الكشف عن التغيرات التي يشهدها العالم من خلال الوعي الدائم بعملية التفاعل بين رؤية الكاتب واستراتيجيات الإبداع لديه ومختلف مكونات الإطار المرجعي الذي يتعامل معه. يضم الكتاب حوارات مع ثمانية روائيين عالميين، من أجيال وعوالم مختلفة، لكنهم يلتقون في أنهم تفاعلوا مع لحظتهم وكتبوا لها وعنها، بل إن بعضهم كابد من أجل ذلك مكابدات كادت أن تودي بحقه في الحياة أصلًا، بالنظر إلى خوضه فيما يعتبره قانون بلاده خطًا أحمر. هؤلاء الروائيون هم: التركي أورهان باموق، واللبناني أمين معلوف، والكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز، والكورسيكي فيراري جيروم، والإيطالي أمبرتو إيكو، والصيني داي سيجي، والإيفواري أحمدو كوروما، والبيروفي ماريو فارغاس يوسا. حاولت الحوارات التي أجرتها نخبة من الصحف والمجلات الوازنة في العالم، وترجمها محمد الجرطي، أن تقبض على "الأدب بين التخييل الذاتي والتخييل التاريخي"، وهو العنوان الفرعي للكتاب، من خلال تجارب استطاعت أن تقنع العالم بنصوصها، في لغاته الواسعة والمحدودة، وتساهم في تشكيل وعيه الأدبي والوجودي، رغم كل الإكراهات التي اعترضت سبيلها في ذلك، فأثرت فيه مثلما أثر فيها. يقول أورهان باموق سليل مدينة إسطنبول (1952) إنه تمت ملاحقته أمام القضاء التركي بتهمة إهانة الدولة وشخصية كمال أتاتورك، وفق الفقرة 301 من القانون المعمول به، لكن القضاء خضع للضغوط الدولية وتم تخفيف الحكم عام 2006، غير أن تهديدات جادة بقيت تلاحقه، مما حمله على المغادرة إلى الولايات المتحدة. يعترف صاحب "اسمي أحمر" بأنه كتب مقالات سياسية حماسية بطلب من بعض الساسة، لكنه سرعان ما تفطن إلى خطأ الخطوة وأعرض عنها. "كنت أعتقد أن تركيا وأوروبا قادرتان على العيش في وفاق، ثم أدركت أنه لا جاذبية بينهما، فقررت أن أتفرغ لرواياتي". يضيف: "لقد تغير مزاجي وحالتي الوجدانية، وما يهمني الآن هو استكشاف التغييرات". من جهته يقول أمين معلوف (1949) إن لبنان بات يعيش تحت "توازن غير مستقر"، إذ يتميز بلحظات من الصراع ثم المصالحة المؤقتة، تأثرًا بما يجري في محيطه. "أنا من أنصار أن نكافح من أجل هوية لبنانية غير مخترقة، لكنني ألاحظ أن الغلبة باتت لقادة الفصائل والزعماء الدينيين". وأقر صاحب جائزة الكونغور كبرى الجوائز الأدبية الفرنسية، بأن جهوده في التقريب بين الشرق والغرب تتجه نحو الإخفاق، "لكنني أقاوم بإصرار رغم كل شيء، وأقول إن العالم غير قابل للاستسلام لهذه الصراعات إلى الأبد". ولم يخف خليفة كلود ليفي ستروس في الأكاديمية الفرنسية أنه عاش أحداث الربيع العربي بنشوة منذ اليوم الأول، مستشهدًا بمقولة لهولدرين "حيث يوجد الداء الأسوأ يوجد الدواء المنقذ".الدولة: نظريات وقضايا
صدر عن سلسلة "ترجمان" في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات كتاب الدولة: نظريات وقضايا، وهو ترجمة أمين الأيوبي العربية لكتاب The State: Theories and Issues الذي حرره بالإنكليزية كولِن هاي ومايكل ليستِر وديفيد مارش. يعرض الكتاب نطاقًا واسعًا من آراء مجموعة من المرجعيات الأكاديمية في مضمار العلوم السياسية، ومقاربات نظرية رئيسة متباينة لدراسة الدولة، إضافةً إلى القضايا البارزة المتنازع عليها في ما يتعلق بالعولمة، والأشكال الجديدة للحكم، والتغيير الحاصل في الحدود ما بين العمومي والخصوصي، علاوة على التغيرات التي طرأت على سلطة الدولة وقدراتها، فضلًا عن تعريفها ومفهومها والتطورات الأخيرة التي طرأت على نظرية الدولة. يتألف هذا الكتاب (544 صفحة بالقطع الوسط، موثقًا ومفهرسًا) من مقدمة واثني عشر فصلًا وخاتمة. في المقدمة، "نظريات الدولة"، يعرض هاي وليستِر تعريفًا للدولة ومفهومها، والتطورات الحديثة في نظرية الدولة، وما بعد الدولة، كما يقدمان عرضًا موجزًا للكتاب. تعددية ونخبوية يشدد مارتن سميث، في الفصل الأول، "التعددية"، على أن نظرية التعددية كانت، ولما تزل، منظورًا عظيم التأثير في التحليل السياسي عمومًا، وفي نظرية الدولة خصوصًا، مشيرًا إلى أن التطورات الحديثة في الفكر التعددي وجوهر الاستقرار من صميم المقاربات التعددية. ويتميز هذا الجوهر بتشديد مستمر على مركزية المجموعات، إيمانًا بتقييد سلطة الدولة وفهم السلطة بأنها معممة. ويسلط سميث الضوء على ضعف إخفاق النظرية في إثبات أن الدولة مثار إشكاليات، وميلها المتأصل إلى النظر إليها من منظور حيادي. المفارقة هي أنه إذا كان يُنظر إلى الدولة دائمًا على أنها تمثل النقطة المرجعية المركزية في نظرية الدولة ونقطة انطلاق لجميع النظريات الأخرى، فإن مفهوم التعددية للدولة في حد ذاته لا يتمتع بالتفسير الكافي. أما في الفصل الثاني، "النخبوية"، فيسعى مارك إيفانز إلى استطلاع كيفية تطوُّر جوهر نظرية النخبة، محددًا سلسلة اقتراحات أساسية، منها: يمثل الحكام مجموعة متماسكة ويُنتقون على أساس إمكان حصولهم على موارد اقتصادية أو سياسية أو أيديولوجية، ويعملون ضمن منطقة، وهم معزولون عن المحكومين. وردًّا على الانتقاد النظري والإمبريقي من بعض الوجوه، وبسبب التغيرات التي طرأت مؤخرًا على البنى السياسية والاقتصادية العالمية من وجوه أخرى، يشير إيفانز إلى أن هذه الاقتراحات تغيرت؛ فالنخب السياسية المعاصرة منخرطة في منافسةٍ في ما بينها على أساس نطاق واسع من الموارد. وفي تشديد على التطورات المعاصرة، يختتم إيفانز الفصل بمعاينة النظريات التي تسعى إلى تحليل صور النخب ووظائفها على مستويات الحكم المختلفة. ماركسية واختيار عام يتحدث كولن هاي في الفصل الثالث، "(ما المقصود بالماركسية) نظرية ماركسية للدولة؟"، عن النظريات الماركسية الخاصة بالدولة، منطلقًا من أن كارل ماركس لم يطوّر بنفسه نظرية دولة متماسكة ومنهجية. ويتابع هاي تطورَ هذه النظرية الماركسية بدءًا بشذرات تأملات ماركس في الدولة، عبر الابتعاد عن النزعة الاقتصادية التي استهلها غرامشي، من خلال النقاش الدائر بين البنيوية والقصدية، وانتهاءً بالتعبيرات لبلوك وجيسوب. ويختم هاي هذا الفصل الذي يطور موضوع التغير ضمن المقاربات الأنموذجية وبينها في التعامل مع مفهوم الدولة، بالمجادلة أنه يمكن المقاربة الماركسية تقديم الكثير، على الرغم من المزاعم التي تحكي عن أفول الدولة والماركسية. ويقول أندرو هندمور في الفصل الرابع، "نظرية الاختيار العام"، إن نظرية الاختيار العام ترى الدولةَ من منظور الفشل، باستخدام طرائق اقتصادية وبالاعتماد أساسًا على افتراض أن الأفراد استغلاليون ونفعيون. ويجادل منظّرو الاختيار العام بأن مفهوم الدولة باعتبارها حارسة المصلحة العامة ما هو إلا خرافة، لأن الجهات الفاعلة من الدول تسعى - مثل سائر الأفراد - وراء مصالحها الذاتية بطريقة عقلانية. ويعرض هندمور في هذا الفصل عددًا من الأمثلة عن الطرائق التي أشار منظّرو الاختيار العام من خلالها إلى أن هذه الأعمال النفعية التي تقوم بها الجهات الفاعلة من الدولة تؤدي إلى إخفاق الدولة. مؤسساتية ونسوية ترى يفيان شميت في الفصل الخامس، "النظرية المؤسساتية"، أنه ربما يمكن اعتبار النزعة المؤسساتية الجديدة ردة فعل على افتراضات نظرية الاختيار العام وثورة السلوكيين في ستينيات القرن الماضي. وقد سعت تلك النزعة إلى إعادة تأهيل الدولة، ومثّلت من بعض النواحي استمرارًا لمحاولة بدأت في ثمانينيات القرن الماضي لإعادة الدولة إلى التحليل السياسي. وكما تجادل شميت، عوضًا عن اختزال العمل السياسي في مكوناته الفردية، سعى أصحاب هذه النزعة إلى تحليل العنصر الجَمْعي للعمل السياسي. ويوجد بالطبع نطاق منوع من النزعات المؤسساتية الجديدة التي تهتم بها شميت: النزعة المؤسساتية للاختيار العقلاني، والنزعة المؤسساتية التاريخية، والنزعة المؤسساتية السوسيولوجية، والنزعة المؤسساتية الاستطرادية. وتتفاوت هذه الاتجاهات في طريقة مقاربتها هذه الرؤية، لكنها تقتسم اهتمامًا بكيفية تكييف المؤسسات للأفعال الفردية، من خلال ترتيبات تحفيزية أو تركات تاريخية أو أعراف تاريخية و/ أو استطرادية. أما في الفصل السادس، "النظرية النسوية"، فتتحدث يوهانا كانتولا عن النسوية، مشيرةً إلى أنه كثيرًا ما عاب الحركةَ النسوية موقفُها الغامض من الدولة. وامتدادًا لفصول أخرى، يجري التشديد على تنوع وجهات النظر النسوية حيال الدولة. كما يشير الفصل إلى ثنائية "الداخل والخارج"، إذ تخضع القدرة التحريرية عند الدولة للنقاش، ولا سيما بين من يرون الدولة حيادية بالضرورة ومن يرونها سلطوية بالضرورة. وسعت مجموعة من المؤلفين في القضايا النسوية إلى تجاوز هذا التباين الصارخ، منهم المؤلفون في دول الشمال الذين يرون فروقًا بين عمليات الدولة ونتائجها بالنسبة إلى المرأة، خصوصًا على صعيد الفروق في الحقوق الاجتماعية. وقد رفض أنصار الحركة النسوية في مرحلة ما بعد البنيوية إجمال توصيفات الدولة، وسعوا في المقابل إلى الإشارة إلى طبيعتها المميزة. خضراء وما بعد بنيوية كان لمنظّري حركة الخضر، في الفصل السابع، "النظرية الخضراء"، مثل نظرائهم في الحركة النسوية، موقفٌ غامض بعض الشيء تجاه الدولة. لكن يجادل ماثيو باترسون وبيتر دوران وجون باري بأن ذلك الوضع تغيّر مع سعي منظّري حركة الخضر إلى المشاركة في إرساء افتراضات وممارسات أساسية متلازمة مع التنمية غير المستدامة. ويمضون في عرض طائفة من انتقادات الخضر للدولة؛ انتقادات تركز على أسباب إنتاج الدولة الحديثة ديناميات غير مستدامة بيئيًّا وكيفية إنتاجها وتوطيدها. لكن يرفض باترسون ودوران وباري وجهة النظر الفوضوية بيئيًّا التي فحواها أن الدولة عصية على الإصلاح في كل زمان ومكان، ويعاينون كيفية سعي المنظّرين إلى "خوضرة" الدولة، مشدّدين على إحداث تغيير حقيقي في المجتمع، وعلى إجمال توصيفات الدولة، مرددين صدى التطورات التي شهدتها النظريات الأخرى. ويجادل ألن فينلايسون وجيمس مارتن، في الفصل الثامن، "ما بعد البنيوية"، بأن هدف ما بعد البنيوية هو التحقيق في اللغة السياسية وفي الخطاب السياسي لجمع بعض مكوناته وقواعده وكيفية إضفاء الطابع المؤسسي عليه، لفتح ما كان مغلَقًا، وبذلك تتمّ إتاحة مجموعة من البدائل. ويشدد فينلايسون ومارتن في موضوع الدولة على كيفية تشكيك ما بعد البنيوية في الدولة ذاتها، مجادلَين بأن تثبيت الدولة أو تعريفها نشاطٌ سياسي، أي إن الدولة هي حصيلة سياسات وليست أمرًا يُستعان به في تفسير السياسات. في حين يشدد عملُ فوكو في ميدان فن الحكم وتحليله على كيفية توزيع السلطة على شرائح المجتمع باعتبار الدولة والحكومة غير محتوَيتين في حيز واحد، بل يمتد كلٌّ منهما عبر السلطة/ شبكات الاتصال المعرفية. عولمة وتحول يعاين نيكولا هوثي وديفيد مارش ونيكولا سميث في الفصل التاسع، "العولمة والدولة"، كيفية تأثير العولمة في الدولة، إذ يُزعَم على نطاق واسع أن العولمة قادت إلى إضعاف الدولة القومية؛ ففي عالم يزداد تشابكًا، يُزعَم أن الأعمال التي تؤديها الدولة باتت محصورة على نحو مطّرد. لكن، بعد عرض أهم المؤلفات التي تتحدث عن العولمة، يلاحَظ أنه في وقت تحدث فيه تغيرات في الاقتصاد العالمي، يُخفَّف من وَقْعها بالتركيبة الاقتصادية والسياسية المؤسسية العاملة في سياقات معينة. وبناءً عليه، فإن النتائج المترتبة على عملية العولمة غير متسقة أبدًا، وهذا بدوره يستلزم رفضًا لنوع التوصيفات المُجمِلة للعواقب المحتومة للعولمة التي هيمنت على المناقشة. وفي الفصل العاشر، "تحوُّل الدولة"، يعرض غيورغ سورنسن النقاشات الدائرة بين أولئك الذين يرون أن الدولة في طريقها إلى الانحسار والذين يرون أنها ستبقى قوية، وبين موقف مركَب ثالث يشير إلى تغيُّر الدولة وفقدانها بعضًا من نفوذها واستقلاليتها وترسُّخ نفوذها في نواحٍ أخرى في الوقت عينه. ويعاين سورنسن التحول الذي تشهده الدولة في ناحيتَي الاقتصاد والسياسة الأساسيتين وتحولها على صعيد مفهومَي الجماعة والسياسة الأساسيين، وهذا ما يشير إلى أننا نشهد تغيرًا من الدولة الحديثة كما يسميها إلى دولة ما بعد الحداثة. ويذكّرنا بأسلوب نافع مفاده أن المواقف من تحول الدولة تتأثر بقوة بنظريات الدولة المختلفة التي تصوغ تلك المواقف. حوكمة وحكومة يرى براينارد غاي بيترز وجون بيير في الفصل الحادي عشر، "الحوكمة والحكومة والدولة"، أن ما يحصل هو تحوُّل في مركزية الحكومة في الحوكمة، وفي كيفية عمل الحكومة، ضمن هذا الترتيب الجديد. ويدعوان إلى تقديم الأولوية التحليلية للدولة وأهميتها المستمرة على تحليل دور مؤسسات الدولة في الحوكمة. ويجادلان بأن الدولة تكيّفت بما يتلاءم مع نمط حوكمة مختلف، وهو نمط ذو سيادة مختلطة أو مزدوجة يستخدم الأدوات المختلفة لتنفيذ السياسة واللامركزية. وعوضًا عن تقليص دور الدولة في الحوكمة، ربما تجسِّد هذه التغيرات إعادةَ تأكيد تأثير الدولة، أي إن الدولة تمارس صلاحياتها بطرائق مختلفة. أما في الفصل الثاني عشر، "العام/ الخاص: تخوم الدولة"، فيشير ماثيو فلندرز إلى أن الدولة موسومة بالانقسام والتفكك، ويتطرق إلى الأخطار المحتملة إذا نظرنا إلى الدولة باعتبارها كيانًا متجانسًا. ثم يعاين المجالَ الأرحب للحوكمة العامة الموكَلة أو الموزعة، أي المنطقة الرمادية التي تمثل فيها الشراكات بين القطاعين العام والخاص ناحية مهمة. وفي الخاتمة، يسعى محررو الكتاب إلى تحديد بعض الموضوعات الشائعة والقضايا التي استجدت في الفصول السابقة، ويعودون إلى موضوع التقارب بين نظريات الدولة التي نوقشت في الطبعة الأولى لكتاب النظرية والطرائق لمارش وستوكر. وفي الاستنتاجات، يعيدون دراسة القضية ليحددوا إن كان يمكن ملاحظة مثل هذا الميل عند دراسة نطاق أوسع لوجهات النظر المتصلة بالدولة.