قدَّم الشيخ المستنير «رفاعة الطهطاوي» في هذا الكتاب أفكاره الأساسية في إصلاح المجتمَع وتنويره، بحيث يُمْكن اعتباره كِتابًا في التثقيف السياسي، هَدَفُه شحْذ الهمة الوطنية وإذكاء الروح المصرية من جديد. وقد رأى رفاعة أن قضية التمدن أو تحديث المجتمع المصري وتطويره تتم من خلال إصلاح بعضٍ من عاداته، حيث إن التمدن يتحقق من خلال تهذيب الأخلاق وبثِّ الفضائل بين أفراد المجتمَع، وكذلك توفير وتطوير ما أسماه ﺑ «المنافع العمومية» الممثَّلة في الخدمات العامة التي تُقَدِّمها الدولة، والصناعة والزراعة والتجارة، بحيث تفيد كافة المصريين دون تمييز، كما نبَّهَ أن عملية التمدن يجب أن يشترك فيها الجميع، كل حسب طاقته، كذلك يشير إلى مسئولية البعض عن دفع عجلة التمدن كالأمراء والمثقَّفِين، أو من يُسَمَّوْا بالنخبة، من خلال دَعْمهم لمشروعات التعليم والثقافة مادِّيًّا ومعنويًّا.
رفاعة رافع الطهطاوي
إذا كانت اللغة العربية بلفظها الفصيح قد سَلِمَت لشعراء العرب القدامى حتى عُدَّت أشعارهم حججًا لُغويَّة، فإنَّ في بعض شعرهم تعبيرات خرجت معانيها عن الاستقامة، وهو ما يعُدُّه مؤلِّف هذا الكتاب أوهامًا يَبِين خطؤها وضلالها. وقد قسَّم «أحمد تيمور» تلك الأوهام إلى ستة أقسام، وذلك تبعًا لنوعها ومنشَئِها، فبيَّن أخطاءً ناجمة عن الجهل بالموصوف، كأن يصف بدويٌّ حياة حضريٍّ أو العكس، وأخطاء سببها الفشل في وصف المعلوم وصفًا صحيحًا، ومبالغات شديدة تضرُّ بالمعنى فينقلب خلاف ما أراد الشاعر … هكذا يشيرُ المؤلِّف إلى عديد من بواعث الوهم، ممثِّلًا لكل منها بعدد من الأمثلة من أشعار العرب، موضِّحًا العلَّة فيها وتعليقات النقد عليها، ويختم كتابه بقِسم خاصٍّ بأوهامِ الشعراء المولدين، والتي أصابت بعض معانيهم في مقتل.
أحمد تيمور باشا
يتضمن هذا الكتاب لمؤلفه أحمد تيمور الكثير من الآراء والأحاديث والنوادر والأشعار التي دارت حول الحب والجمال، حيث يستعرض الكتاب صفات الحب وأغراضه وأنواعه، ويتناول مختارات وطرائف مما قيل في العشق والجمال والغزل، كما يشتمل على نوادر فائقة للشعراء العشاق. ومن الجدير بالذكر أن تيمور باشا لم يستثن أحد من هذا الموضوع، حيث تطرق إليه عند الأنبياء والخلفاء والشعراء والسلاطين والفقهاء والمتصوفين. وليس من الغريب أن يبدي رجل بقامته وهو الأديب والعالم والحجة في اللغة إعجابه بالحب والجمال على الرغم من اشتهاره بالوقار والمحافظة على التقاليد الدينية والاجتماعية، فقد سبقه الكثيرين من أكابر العلماء والأدباء ممن عنوا بذات الموضوع.
أحمد تيمور باشا
«نماذج بشرية» هو كتابٌ يحملُ بين طياته أقصوصاتٍ تنطقُ شخوصها بالنبض الواقعي للحياة؛ فالكاتب يستقي مادته القصصية من الدفتر الواقعي للحياة الإنسانية، ولا ينزع في هذه الأقصوصات إلى الخيال؛ ولكنه ينتزع من مختلف الطبقات نماذجًا حيةً انتخبها من بين أروقة المجتمع الذي يحيا فيه؛ لكي يمدَّ جسورًا وثيقة الصلة بجذور الواقع، وقد برع الكاتب في تأصيل مفهوم الواقعية بأدواتٍ تنسج الواقع بخيوطٍ من دعائم بنائه؛ فقد جاءت كلماته وشخصياته خير معبرٍ عن المذهب الواقعي في الحياة الإنسانية؛ فشخصياته القصصية تقوم مقام التوثيق الدرامي الذي يعرض مشاهد الحياة عَبْرَ عروضٍ يجسدها أشخاص ينتمون إلى نسيج الواقعية الأصيل ولا ينفصلون عنه.
أحمد رضا حوحو
يعدُّ هذا الكتاب وصفًا للرحلة التي قام بها أحمد زكي باشا إلى أوروبا بغرض حضور مؤتمر المستشرقين في لندن، والذي رُشِّحَ إليه من قِبَلِ الخديوي. وقد برع الكاتب في رسم الصور الجمالية لكلِّ بلدَةٍ زارها، وكأنه يُقاسمنا جمال الدنيا بعينيه، حيث يشعرنا أننا نُقاسمه هذا الجمال حين يكتب عن المقومات الاجتماعية والعمرانية للحضارة الأوروبية، مُبْدِيًا إعجابه بالنهضة التقدمية التى وصلت إليها أوروبا آنذاك. وقد قدَّم لنا أحمد زكي باشا في كتابه هذا أمثلةً كثيرة من تاريخ الأندلس، كما ضمَّ أبحاثًا تختص بالأسماء الأندلسية، وأصولها الإسبانية والعكس، كما وضَّح فوائد السفر، وتحدث عن مكانة المرأة في عددٍ من البلدان التي زارها.
أحمد زكي
يتجوَّل الكاتب بقارئه في رحلةٍ باريسية يجعلُ فيها الثقافة البصرية هي الجارحة الأصيلة في تصوير ما حوله؛ فهو يَعْتمدُ في هذا الكتاب على اللغة القائمة على ثقافة البصر بأسلوبٍ يتحرَّرُ فيه من المحسنات البديعية، ويستلهم نبض اللحظة الحالية في كِتَابَةِ رحلته. كما يَعْمدُ في كتابه إلى تصوير خَلَجَات النفس الإنسانية للقارئ؛ حِرْصًا منه على تحقيق فكرة حضور المتلقي، كما يحرص على تزيين مشاهد رحلته الباريسية باستدعائه للصور الشعرية المُنْتَخَبَةِ من التراث. وقد برع في تصوير ملامح الفن الباريسي المُجَسَّدِ في الطراز المعماري والعمراني لكنائسها وشوارعها.
أحمد زكي
تقدم لنا هذه القصة نمطًا جديدًا من الحب الذي لا يحتكم إلى الغريزة وحدها؛ فالحب في هذه القصة حب أفلاطوني تتجلَّى رومانسيته في صومعة العلم. فأحداث القصة تتألف من البطلة « بثينة» وابن عمها أمين الذي أحبها بذكاء العالِم لا بعنفوان المحب. فبثينة فتاة تمتلك نموذجًا خلّابًا لأنوثة مهذبة؛ فهي مغرمة بالمطالعة والموسيقى، وتحيا في عالمٍ من الأخيلة الشعرية الجامحة، وتعيش أسيرةً لها، ولا ترى معشوقًا سواها؛ ولا ترى في الحياة الزوجية سبيلًا لتحقيق أحلامها؛ وهذا ما جعلها تغضُ الطَرْف عن ابن عمها الذي تخرَّج في جامعة كاليفورنيا، وتخصص في الصناعات الزراعية؛ وهفت نفسه للزواج بها؛ ولكنه استطاع أن يجتذبها له بمنطق العلم، فاصطحبها إلى مَنْحَلِهِ الذي يُجْرِي فيه أبحاثه الزراعية؛ فتعرفت على الحياة التي يحياها النحل، وفطنت إلى أهمية الزوج والزوجة في بناء هذه المملكة، وأثمرت هذه الرحلة عن زواج أمين بمحبوبته بثينة.
أحمد زكي أبو شادي
«سيرانو دي برجراك» هي مسرحية تجسدُ في جوهرها ضربًا من ضروب الكوميديا البطولية التي تختزلُ كل المكارم الأخلاقية والفرائد الإنسانية في كلمتين هما: التضحية، والإيثار؛ فالكاتب يضرب في هذه المسرحية أروع الأمثلة التي تجسد مغزى القدسية في الحب؛ من خلال قصة البطل المحب «سيرانو دي برجراك» الذي أُوْلِعَ بابنة عمه الجميلة «روكسان» التي أُلِفَت أنسجة رِقَّتها من حبها للشعر، والأدب، وقد أجاد سيرانو دي برجراك تلك الفنون التي أحبتها؛ ولكنه كان دميم الهيئة، فجمع في شخصه تركيبةً مؤلمة من الذهن اللامع بوميض الشعر والأدب، والقدر السيء المتجسد في قبح الهيئة. فأراد البطل أن يُكمل الصورة الجمالية فاستعار لإكمالها صديقه الوسيم «كرستيان» الذي امتلك الجمال الآثِر، وافتقر إلى اللفظ الجميل الشاعر؛ فأعار له البطل وريقات في صورة رسائل شاعرة يرسلها إلى محبوبته، فافتُتِنت بكرستيان؛ لأنها وجدت فيه الفارس المُعبرِ عن حُلمها الطموح. ويرى الناقد الكبير «اميل فاجيه» أن الكاتب قد اجتاز عنصر الزمن في ثلاثة قرون جمعت بين الخيال والفكاهة اللفظية واللطافة المعنوية؛ فحق لها أن تكون ملهاةً ملحمية كما وصفها صاحبها.
إدموند روستان
منذ ظهورها عام ١٨٨٤ سحرت رواية «الأرض المسطحة: قصة خيالية متعددة الأبعاد» القراء والعلماء على السواء وبهرتهم بمزجها الإبداعي بين الواقع والخيال، ومع أنها تبدو للوهلة الأولى أداة ذكية لتعليم مبادئ الرياضيات والعلوم، إلا أن النظرة المتعمقة تُظهر أنها تجربة أدبية ممتعة تحفز العقل، وتسخر الرواية على لسان بطلها من المجتمع الفيكتوري الذي كان في ذلك الوقت نهبًا لرياح التغيير. كانت رواية الأرض المسطحة لمدة تربو على قرن كامل مصدرًا للإمتاع والإلهام ولا زالت حتى الآن تتمتع بمكانتها المستحقة في التاريخ الأدبي والعلمي والفلسفي، وهي تحلق بالقراء في عالم الخيال دون أن يبرحوا أماكنهم.
إدوين إبوت
«تَذْكِرَة الكاتب» هو كتابُ يهدف إلى تهذيب ألسنة أهل اللغة عن طريق تنبيههم إلى الأخطاء التي ذاع استخدامها، وشيوعها بين أوساط الكُتَّاب والشعراء، وهم الفئة التي تُوصَفُ بأنها المتحدث الرسمي باسم الثقافة، واللغة، والأدب، واصطفاء الكاتب لهذه الفئة التي تجسد قمة الهرم الثقافي في مجتمعاتها هو أفصح برهانٍ على خطورة هذه الأخطاء التي تُسْهِمُ فدَاحتها في هدم الصرح اللغوي الشامخ. ويتناول الكاتب في مؤَلَّفِهِ العوامل التي تؤدي إلى استدراج الكُتَّاب نحو الأخطاء اللغوية، ومَنْ يقرأ هذا الكتاب يجد أن الكاتب قد وفِّقَ في استيفاء الكثير من الأخطاء اللغوية بحثًا، وكأنه أوجَدَ بهذا الكتاب قاموسًا من الصواب اللغوي الذي يُحافظ على نفائس اللغة ومقدراتها. ومن الجدير بالذكر أن داغر من أوائل من دعوا لإنشاء مجمع للغة العربية من أجل الحفاظ على مُقدَّراتِ جمالها.
أسعد خليل داغر
Copyright©2020 China Intercontinental Press. All rights reserved
京ICP备13021801号