يُفسر السلوك الإنساني من خلال دراسة الدوافع الداخلية للنفس ومُحركات الفعل الإنساني — التي تعكس السلوك — من غرائز وعواطف ومشاعر تنبع من خبراتنا وأفكارنا عن ذواتنا وعن العالم؛ فيكون الفعل الإنساني مختلفًا عن الحيواني، فيتميز الفعل الإنساني بأنه محكوم بالإرادة الأدبية النابعة من الضمير والعقل، وما غُرس فينا من تقاليد وتعلمناه من أخلاق تقود سلوكنا ناحية المُثل العليا، بالإضافة إلى ما فُطر عليه الإنسان من مشاعر كالرحمة والإيثار والحب بأنواعه. ويبين المُؤلف في هذا الكتابِ السلوكَ الحسن، وتعريفه، وتحديد ماهية الفضائل والرذائل، وما الذي يضبطها من شرائع وقواعد وقوانين للثواب والعقاب تحفظ بُنيان المجتمع، وتحمي حقوق أفراده، كما يتطرق لكيفية التشريع، والأسس التي توضع على ضوئها التشريعات لتحقيق ما أسماه ﺑ «الرُّقِي الأدبي»؛ حيث نُحسِّن سلوكياتنا باستمرار للوصول للكمال المُطلق، كما يعتقد المُؤلِّف.
نقولا حداد
كثيرًا ما نسمع أو نقرأ أو نشاهد أناسًا يتحدثون عن أهمية الثقافة ودورها في إحياء الفرد، إلَّا أن قليل منا من يتذوق هذا المعنى عن حق، فالأمر أشبه بشيخ يعظ طفلًا، حيث يتلقى الطفل المواعظ، فتصل إلى مسامعه كلمات وألفاظ، في حين لا يُلقيها الشيخ عليه كذلك فقط، بل يستدعيها من بواطن الخبرة وجدانًا ومعنًى، وهيهات المسافة ما بين اللفظ والمعنى، وبين الكلمة والوجدان، وتكمن مزيّة هذا الكتاب في أنه لا يسهب في الشرح النظري لأهمية الثقافة، بل يحاول أن يضع الإنسان أمام التجربة الثقافية؛ ليمارسها بشكل عملي، فيتذوقها ولا يتلقاها.
سلامة موسى
التربية ما بين التعلم والتعليم: التعليم في التربية، هو الذي يعطي التلميذ الكفايات المعرفية، فيحوِّله موظفًا في خدمة غيره. بالمقابل يركز التعلم على تكوين البنية الذهنية- الانفعالية لدى المتعلم، فيصير إنسانًا حرًا. هدف التربية إلأساس الارتقاء المعرفي، هي مهنة ومهارات وإعداد متخصص، ينبغي أن تتقنها السلطة والأسرة، لكن دورها الأساس ينبغي أن يكون في المدرسة. لأنَّ التربية هي التي تبني مستقبل الشعوب إنطلاقًا من تكوينها بنية المتعلم المعرفية، فإما تبني تفكيرأ تسليميًا تصل إلى مجتمع سلفي، أو تعلمًا حرًا بواسطته نبني مجتمعًا ديمقراطيًا لمواطنين أحرار. د. نسيم يوسف عون. أستاذ مساعد في كلية الآداب والعلوم الإنسانية- الجامعة اللبنانية. درّس في كلية التربية في الجامعة نفسها. متقاعد، لا يزال يشرف على رسائل الماجستير في الجامعة اللبنانية وفي الجامعة الإسلامية. حائز على إجازة في اللغة العربية من الجامعة اللبنانية، وعلى الماجستير في الأدب المقارن من جامعة موسكو الحكومية، وعلى شهادة الدكتوراه من معهد الاستشراق- أكاديمية العلوم السوفياتية. يهتم بالألسنية، وبعلم النص، وبعلاقة اللغة في المعرفة. من مؤلفاته: الألسنية محاضرات في علم الدلالة . عن دار الفارابي ط. أولى 2005 نافد. اللغة في المعرفة: أبحاث في الأساس اللغوي في الأدب. عن دار الفارابي. ط. أولى 2013.
د. نسيم عون
تعتبر معرفة مبادئ النمو الطبيعي للمعاقين بصريا أمر ضروري، فعملية النمو والتطور لدى كل الأطفال متشابهة في كونها تمر بمراحل يمكن تحديدها والتنبؤ بها، وهي فريدة بمعنى أن معدل التقدم يختلف من طفل لآخر. وهذا الأمر ينطبق على المعوقين بصريا كغيره من الأفراد.
فرحان محمد الياصجين
لا تزال المثلية من المحظورات في البلدان العربية. فيما يعترض عليها رجال الدين لكونها خطيئة شنيعة، تمتنع الصحف عن الحديث عنها مباشرة وتتناولها بأسلوب يكتنفه الغموض، فتشير إلى ;ممارسات مخجلة; و;سلوك منحرف;. وبرغم القبول المتنامي للتنوع الجنسي في أماكن مختلفة من العالم، فإن المواقف منه باتت في الشرق الأوسط أكثر تصلباً. يرسم براين ويتاكر صورة أشخاص يعيشون حيوات سرية يعتريها الخوف في كثير من الأحوال، صورة أبناء وبنات يتعرّضون للضرب وتنبذهم عائلاتهم أو يرسلون لتلقي علاج نفساني ;ليبرأوا;، صورة رجال يُحتجزون ويُجلدون لتصرّفهم كالنسوة أو آخرين قد سجنوا فقط لأنهم حاولوا العثور على الحب عبر الإنترنت. في خضمّ الحديث عن إصلاح في الشرق الأوسط، تبقى المثلية إحدى المسائل التي يفضّل تقريباً معظم الأفراد في المنطقة تجاهلها، ومع ذلك ثمة حيّز ضيق من التغيير والتسامح. الحب الممنوع، المُفيض في المعلومات والمكتوب بأسلوب جذاب، يلفت إلى هذا الموضوع الشديد الأهمية وإن بعد تأخير طويل.
براين ويتاكر
الكتاب عن قضية التنوع والتعايش، وهو موضوع هام، وخاصّة أنّه يعنى بالدعوة إلى الحوار والتفكير والتعايش، ويطرحها في إطار موضوعي ومنطقي، يجعلك تشعر وأنت تقرأ الكتاب، بأن المؤلف قد بذل جهداً موفقاً ، ووضع فيه عصارة فكرة، وزبدة من تجاربه، وجمع فيه ألواناً من المعرفة، ثم صاغ ذلك بأسلوب راقٍ، وتسلسل بديع. وهو كتاب في موضوعه جدّة، وفي عرضه سلاسة، يشعرك كأنك كنت تفكر بنفس طريقة المؤلف، ويأخذك في عرض جميل، يعرض خلاله نماذج من القضايا الهامة التي يطرحها الكتاب، ويجعلك كأنك تقرأ أفكارك فيه. إنّ الكتاب مركز، لدرجة أنّ كل فصل يصلح كتاباً مستقلاً بذاته.
حسن الصفار
لغة الجسد لغة قائمة بحد ذاتها، لها نماذجها المعيّرة والمستقلة عن لغة اللسان وإن ترافقت معها في كثير من الأحيان. يستعمل الناس الإشارات والحركات الجسدية، إما كمرادف لما يقولونه شفوياً، وإما لإثارة الشك والريبة، أو لإخفاء شعور باطني، أو للإيحاء باتجاه معيّن. وعموماً يمكن تصنيف لغة الجسد في بابين: الوضع الذي يتخذه الجسد ككل أثناء عملية التفاعل بين الناس، ومن ثم عالم الحركات والإشارات الجسدية الواسع. ويتمحور الباب الأول حول المدى التفاعلي والجنسي وحول استراتجية الجلوس والتعامل الآني بين الناس. ويتمحور الباب الثاني حول الرموز الجنسية وعدد كبير من الأمزجة والطبائع والحالات النفسية. ومن الملاحظ أن الكثير من الحركات والإشارات الجسدية التي تفيد معنى الجنس تفيد أيضاً معنى التسلط والهيمنة، الأمر الذي أضفى على الحب معنى خاصاً في المجتمع العربي. فالحب عندنا يسير في اتجاه واحد؛ هو خاصة النساء لا الرجال. والرجل الرجل هو من يحاول تجنّب الوقوع في حبائل الحب. فإن حدث ووقع أحدهم في الحب نُعت بحبّه، كمجنون ليلى، لقبه ;ليلى; بدافع حبه لها.
فؤاد إسحق الخوري
يمرّ التعليم العالي في السعودية بمرحلة مخاض عسير. فرغم الإنجازات التي تحقّقت في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، لا يزال هذا النظام عاجزاً عن المنافسة والتأثير في نهضة الوطن، وتقدّم الاقتصاد، وخدمة التنمية. والجهود المبذولة لم تلامس القضية الأساسية التي يطرحها هذا الكتاب، وهي استقلالية الجامعات، وتطوّر هويّتها ورسالتها وأهدافها. يرى المؤلّف أن النظام الحالي لمجلس التعليم العالي والجامعات الصادر قبل حوالى عشرين عاماً، أسهم في طمس هوية الجامعات، وخنق فرص التنوّع والاختلاف بينها. ويقدّم هنا رؤية لنظام جديد للتعليم العالي تتجاوز الممارسات الراهنة، والفكر الإداري المسيطر، وتتوافق مع التطوّرات الحديثة في مسيرة التعليم العالي على الساحة الدولية، كما يأمل أن يحثّ الجامعات على تحديد طبيعة علاقتها بالدولة ومؤسّساتها، وصياغة علاقتها بالجامعات الأجنبية وبرامجها وبمؤسّسات الثقافة والفكر داخل البلاد وخارجها.
أحمد العيسى
عندما ننام في حُلم طويل نحتاج إلى مدافع لهزيمة ما توقظنا على حقيقة الواقع. هذا ما تقوله المؤلّفة في تقديمها لمجموعة المقالات التي يتضمّنها هذا الكتاب. والحقيقة التي تكشف عنها متعدّدة الأوجه والمجالات: فمن الظلم اللاحق بالمرأة ابنةً وزوجةً وأمّاً؛ إلى معاناة المواطن العادي في تدبير شؤونه اليومية؛ إلى الآمال والأحلام الوطنية المسروقة؛ إلى كثير من المواقف والحكايات الواقعية الحافلة بالدروس والعِبَر. ... لكن ثمّة نوافذ للأمل تطلّ منها المؤلّفة على ذكرياتها الجميلة: في البيت الذي نشأت فيه، وفي مدينة زحلة حيث تفتّحت موهبتها الأدبية، وفي لبنان الذي أحبّته وتألّمت معه في محنته وتضامنت معه في مقاومته.
ميادة كيالي
لقد خلق الله الانسان قادراً على صنع التاريخ وكرمه على سائر المخلوقات وسخر كل شىء فى الكون لخدمته، ووجه الله سبحانه وتعالى الإنسان إلى الأخذ بالأسباب فى طلب الرزق فقال تعالى "وامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور" فالأخذ بالأسباب سنه ربانية يجب علينا الإجتهاد فيها وليس الإعتماد عليها, لأن السبب لا ينفع ولايضر إلا بمشيئة الحق سبحانه وتعالى. من أهم مفاتيح النجاح هو تحديد الهدف. من المعلوم أن علم التطوير الذاتي ما زال حديث عهد بالبيئة العربية، رغم أن الغرب قام ببلورته منذ زمن بعيد. ومن مبادئ هذا العلم، أنك لكي تحقق النجاح، فلابد أن تحدد هدفك بوضوح وبدقة، وأن تضع الزمن المناسب لتحقيق هذا الهدف. ولكي يكون الهدف قابلا للتحقيق، فلابد أن يكون واقعيا، متناسبا مع قدراتك. يقول تشارلز في كتابه الذات العليا: بدون أهداف ستعيش حياتك منتقلا من مشكلة لاخرى بدلا من التنقل من فرصة الى اخرى، كما أن الإنسان بدون هدف كالمركب بدون دفة سينتهي الأمر بهما بالاصطدام بالصخور. لا محالة.
د.هاشم رضا
Copyright©2020 China Intercontinental Press. All rights reserved
京ICP备13021801号