استطاع «العقاد» عرض الإسلام بخطابه العالمي الشامل للأمم جميعًا فلا يفرق بين جنس أو لون أو لغة، وأنه دين متفرد بين جميع الأديان، فاكتسب عراقة الحضارة التي جمعت كل الأمم تحت لواء واحد بعد أن فرَّقتهم الشعائر والقبائل والملل. في هذا الإطار يعرض الكاتب عبر مجموعة من المقالات لدور وإسهامات الإسلام في الحضارة الإنسانية؛ بتقديمه براهين الإيمان وانتشاره في أوساط العالم أجمع، ودوره في تحقيق التوازن بين العلم والإيمان، وانهيار وإفلاس القِيَم المادية والشيوعيَّة والإلحاد أمامه، مؤكِّدًا على أن التاريخ الإنساني إنما هو طريق الإنسانية جمعاء إلى الله، وأنه لا طريق سواه ولا سبيل غيره.
عباس محمود العقاد
وضع الكاتب هنا يده على سببين مهمين من أسباب حالة التأخر التي أصابت الأمة الإسلامية بعد أن سادت العالم، ألا وهما؛ جهل المسلمين بحقيقة الرسالة التي يحملونها، وعجز علماء الدين عن التبليغ عنه بصورة صحيحة. وهو بجرأته المعهودة، وبطريقته المُباشرة التي لا لَبْسَ فيها، يشرح بعض أحكام الإسلام التي لا غِنى لمسلم عن معرفتها، ويَرُدُّ على الكثير من الادعاءت الباطلة التي يروِّجها الغربيون عن الإسلام وأحكامه وشريعته. فتجد فيه توضيحًا للشباب لكثير من المفاهيم المغلوطة عن الإسلام، وتحفيزًا للعلماء على أن يُغَيِّروا من طريقتهم في عرض الإسلام، وأن يتفانوا في خدمته.
عبد القادر عودة
عني «محمد كرد علي» في مُعظم كتاباته بقضية دحض الشبهات وإثبات زيف الأباطيل التي روَّجها المستشرقون عن الحضارة الإسلامية، ونحن هنا بصدد سلسلة محاضرات ألقاها بقاعة الجمعية الجغرافية الملكية بالقاهرة في رمضان عام ١٣٥٢ﻫ، موضوعها «براعة الإدارة في الإسلام»، ويتعرض فيها لتاريخ الإدارة في العصور الإسلامية بدايةً من عهد الرسول، وإدارته لمراحل الدعوة سواء السرية أو الجهرية، وكذلك بعد الفتح، كما يُبرز نجاح الخلفاء الراشدين في إدارة الدولة الإسلامية بعد وفاة الرسول، وصولًا إلى عهد العباسيين، ويثبت كذلك الابتكارات التي أحدثها المسلمون في نُظُم الفرس والروم الإدارية بعد فتحهم لممالكهم.
محمد كرد علي
هذه فصول مترجمة من كتاب العلامة المستشرق «دوزي» وقد آثرنا نقلها إلى العربية لتبيان وجهة تفكير عالم أوروبي كبير، وهي — وإن خالفت آراءنا أحياناً في بعض مناحيها — جديرة أن تقرأ بعناية فائقة، فليس كل ما لا نرضاه من الآراء خليقًا بالطرح والإهمال. وإذا كان العلامة «فخر الدين الرازي» يقول في مقدمته لشرح «الإشارات» لابن سينا: «إن التقرير غير الرد، والتفسير غير النقد»، فما أجدرنا أن نقول بدورنا: «والترجمة أيضاً غير النقد»، لهذا اقتصرت على نقل آراء ذلك المستشرق بلا مناقشة أو تعليق إلا ما يقتضيه المقام من توضيح لما أعتقد أن أكثر القراء في حاجة إليه.
رينهارت دوزي
هو كتاب يصوِّر لنا أحمد أمين فيه صورة الإسلام عبْر مرايا العصور المتعاقبة؛ ويوضح لنا أهمَّ الركائز الأصولية، والمبادئ التشريعية التي يقوم عليها الإسلام وعوارضه في عصوره المختلفة حتي يومنا هذا، وقد كانت هذه النظرة باعثًا قويًّا على وضعه للكتاب تحت مظلَّة هذا العنوان، ويُبرز لنا الكاتب الإسهامات الإنسانية للحضارة الإسلامية التي تميَّزت بها على غيرها من الحضارات الأخرى، ومَنْ يقرأ هذا الكتاب يجد أنَّ الكاتب قد استقصى أحوال الدولة الإسلامية على اختلاف أزمانها؛ وبالتالي كُفل لهذا المُؤَلَّف أن يكون صورةً تحمل من التوثيق التاريخي، والثراء الديني ما يجعله كفيلًا بأن يوضع في زُمْرَة المؤلَّفات التاريخية المهمة.
أحمد أمين
يحاول العقاد في هذا الكتاب الإجابة على سؤالين غاية في الأهمية؛ هل يتفق الفكر والدين؟ وهل يستطيع الإنسان العصري أن يقيم عقيدته الإسلامية على أساس من التفكير؟ يجيب العقاد بنعم؛ فيذكر آيات القرآن الداعية للتفكُّر، التي عظَّمت شأن العقل (وسيلة التفكر)؛ ويُنوِّه إلى أن القرآن الكريم لا يذكر العقل إلا بالتعظيم، ويدعو للرجوع إليه، بل يصل إلى نتيجة مفادها: أن التفكير وإعمال العقل فريضة إسلامية، وكيف لا وهو دين يخلو من الكهانة والوساطة بين العبد وربه؟! حيث يتجه الخطاب القرآني إلى الإنسان الحر العاقل ليحثه على أن يتفكر في آيات الله بالكون ونفسه؛ ليدرك حقيقة وجوده.
عباس محمود العقاد
بلغت مدَّة الحكم الإسلامي ﻟ «الهند» أكثر من عشرة قرون، أسَّس المسلمون خلالها واحدة من أرقى الحضارات الإنسانيَّة في شبه القارة الهنديَّة. ساهموا في لغاتها، فأضافوا لها اللغة «الأُردية» برسم حروفها العربية، تلك اللغة التي صارت لغة الأدباء والشعراء، وساعدت على الحَراك والتواصل بين أقطار البلاد، وبين الثقافة الهنديَّة وثقافات الشرق. ساهموا في حضارة بلادهم؛ شعرًا وأدبًا، فنًا ومعمارًا وتقدُّمًا في صنوف العلوم النظريَّة والتطبيقيَّة، في حِقبة تاريخية عمَّها الرخاء والازدهار. ترك مسلمو «الهند» موروثًا قيِّمًا للحضارة الهنديَّة والحضارة الإسلامية ككلٍّ. يأخذنا «عبد الحي الحُسني» في رحلة تاريخيَّة لاستكشافه؛ يُعرِّفنا بأعلامه، وإسهاماتهم الجليلة في مختلف المجالات.
عبد الحي الحُسني
يحاول هذا الكتاب أن يرد أسباب الرجعية والجمود والتخلف التي وُصمت بها المرأة الشرقية إلى السياقات السياسية والاجتماعية والثقافية التي نشأت فيها، وهو بالمقابل يحاول أن ينفي فكرة اتصال ذلك بالدين. لذلك يعمل مؤلف هذا الكتاب على استدعاء الحقائق التاريخية للبرهنة على تلك الرؤية. فيكشف عن وضع المرأة في العصر الجاهلي ويقيم مقارنة بينه وبين عصر صدر الإسلام، ثم يبين لنا أن هذا الوضع لم يدم طويلًا؛ فمع تسلط الأتراك على الحكم في العصر العباسي، تدهورت مكانة المرأة، وعادت إلى غرفة الحريم من جديد، وتتابع التدهور حتى أُلغيت الخلافة العثمانية.
أحمد أجاييف
وضع «تولستوي» هذا الكتاب دفاعًا عن الحق في مواجهة التزوير والتلفيق اللذين لَحِقَا بالدين الإسلاميِّ والنبي محمد— صلَّى الله عليه وسلَّم — على يد جمعيات المبشِّرين في «قازان»، والذين صوَّروا الدين الإسلاميَّ على غير حقيقته، وألصقوا به ما ليس فيه. فقدَّم تولستوي الحُجَّة وأقام البرهان على المدَّعين عندما اختار مجموعة من أحاديث النبي، وقام بإيرادها بعد مقدِّمة جليلة الشأن واضحة المقصد قال فيها إنَّ تعاليم صاحب الشريعة الإسلاميَّة هي حِكم عالية ومواعظ سامية تقود الإنسان إلى سواء السبيل، ولا تقلُّ في شيء عن تعاليم الديانة المسيحيَّة، وإنَّ محمدًا هو مؤسِّس الديانة الإسلاميَّة ورسولها، تلك الديانة التي يدين بها في جميع جهات الكرة الأرضية مئتا مليون نفس (آن تأليف الكتاب). وقد وعد تولستوي في آخر كتابه بأنه سيؤلف كتابًا كبيرًا بعنوان «محمد» يبحث فيه المزيد من الموضوعات.
ليو تولستوي
«دول العرب وعظماء الإسلام» هو أيقونة بارزة في تاريخ الأدب العربي، ودرة في تاج الأدب والشعر، تقع في أكثر من ألفي بيت، اتخذ أمير الشعراء فيها من كريم الشعر والبيان، ونظم الكلام، عينان في التاريخ تجريان، ابتعث بهما ماضي قد ولاه الزمان، وحلق حتى العنان، في سيرة خير الأنام، محمد صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين. واستكمل شوقي في كتابه متتبعا سير الرجال ومسيرة التاريخ في الإسلام بذكر دول العرب في العصور الأموية والعباسية والفاطمية. ومن الجدير بالذكر أن شاعرنا نظم هذه الأبيات، وقرض هذه الأشعار، وصاغها ألفظا ومعان ومبان، حين كان يتجرع مرارة البعد، وغصة الفراق، وألم الغربة، بعد أن أمر الإنجليز بنفيه من وطنه مصر، بمجرد تولي حسين كامل سلطنة مصر بعد خلع الخديوي عباس الثاني إبان الحرب العالمية الأولى، فاختار شوقي أن يذهب إلى ربوع الأراضي الأندلسية وبالتحديد برشلونة.
أحمد شوقي
Copyright©2020 China Intercontinental Press. All rights reserved
京ICP备13021801号