ابن أبي حصينة
1
شعار
2
هَلْ بَعْدَ شَيْبِكَ مِنْ عُذْرٍ لِمُعْتَذِرِ
3
لأَيَّةِ حالٍ حُكَّموا فِيكَ فَاشْتطُّوا
4
سَقى مَحَلاً قَدْ دَثرْ
5
سأَلْنا الرَّبْعَ لَوْ فَهِمَ السُّؤالا
6
قَدْ كُنْتَ لَسْتَ بِناطِق فَتَكلَّمِ
7
رُبُوعٌ لَكُمْ بالأَجْرعَيْنِ وَأَطْلالُ
8
لِسَيْفِكَ بَعْدَ اللهِ قَدْ وَجَبَ الحَمْدُ
9
خَيْرُ المَواطِنِ حَيْثُ هذا الأَرْوَعُ
10
رَبْعٌ خَلا بِالْغَوْرِ مِنْ سُكانِهِ
11
لا تُسِرفي في هَجْرِهِ وَصُدُودِهِ
12
لا تَحْسَبي شَيْبَ رَأْسي أَنَّهُ هَرَمُ
13
رَبْعٌ تَعَفَّتْ بِاللِّوى عُهُوُهْ
14
وَقَفْنا فَكَمْ هاجَ الوُقُوفُ عَلَى المَغْنى
15
إِذا العارِضُ الوَسْمِيُّ جادَ فَأَسْبَلا
16
ما ضَرَّ مَنْ حَدَتِ النَّوى أَجْمالَها
17
يا ظَبْيَ ذاكَ الأَجْرَعِ المُنْقادِ
18
أَلَمَّ الخَيالُ بِنا مَوْهِنا
19
أَيُّ المُلوكِ سَعى فَأَدْركَ ذا المَدى
20
أَلا ما لِقَلْبي كُلَّما ذُكِرَتْ هِنْدُ
21
عِشْ لِلْمَكارِمِ يا كَريمَ المَغْرَسِ
22
يا مَلِكاً عَطَّلَتْ مَكارِمُهُ
23
لَجَّ بَرْقُ الأَحْصِّ في لَمَعانِهْ
24
جَزِعْتَ وَما بانُوا فَكَيْفَ وَقَدْ بانُوا
25
لَمِنْ دِمْنَةٌ مِثْلُ خَطِّ الزَّبورِ
26
عِشْ مِنْ صُروفِ الدَّهْرِ في أَمَانِ
27
سَقَتْ أَنْدِيَةُ القَطْرِ
28
أَبَلّ خَيْرُ المُلُوكِ مِنْ أَلَمِهْ
29
يا خَليلَيَّ هَلْ تُجيبُ الطُّلولُ
30
لا زالَ سَعْيُكَ مُقْبِلاً مَقْبولا
31
لا زالَ سَعْيُكَ مَقْروناً بِهِ الرَّشَدُ
32
لَوْ شِئْتِ أَقْصَرْتِ مِنْ لَوْمي وَمِنْ عَذَلي
33
جَميلُكَ لا يَجْزِيهِ شُكْري وَلا حمْدي
34
بِصِحّةِ العَزْمِ يَعْلُو كُلُّ مُعْتَزِمِ
35
سَلامٌ يُثْقِلُ البُزْلَ النَّواجي
36
هُمُو ضَمِنُوا الوَفاءَ فَحينَ بانُوا
37
لوْ أَنَّ مَنْ سَأَلَ الطُّلولَ يُجابُ
38
طَرَقَتْ بَعْدَ مَوْهنٍ أَسْماءُ
39
سَرَيْنا وَهَضْبٌ مِنْ سَنِيرٍ أَمامَنا
40
بَيْن اللوى وَحَزِيزِ الأَجْرَعِ العَقِدِ
41
صَبا قَلْبي إِلى زَمَنِ التَّصابي
42
زارَتْكَ بَعْدَ الكَرى زُوْراً وَتَمْوِيها
43
لَقَدْ أُيِّدَتْ كَفٌّ لَها مِنْكَ ساعِدٌ
44
طَيْفٌ أَلَمَّ قُبَيْلَ الصُّبْحِ وَانْصرَفا
45
أُهاجَتْكَ أَطْلالُ الكَثيبِ الدَّوارِسُ
46
أَهْلاَ بِطَيْفِ خَيالِها المُتَأَوِّبِ
47
أَبى لَكَ اللهُ إلاّ رِفْعَةَ الأَبَدِ
48
أَضْحتْ حِبالُكِ يا سُمَيَّ رِثَاثَا
49
أَهاجَكَ بِاللِّوى الرّبْعُ الخَلِيُّ
50
كُلَّ يَوْمٍ لَنا هَناءٌ جَديدٌ
51
أَوَجْهُك أَمْ بَدْرٌ مِنَ الغَرْبِ لائِحُ
52
أَلَمَّتْ حِينَ لاوَمَنِي الهُجُودُ
53
خَيْرُ الأَحادِيثِ ما يَبْقى عَلَى الحِقَبِ
54
مَا قُدِّمَ البَغيُ إلاّ أُخِّرَ الرَّشَدُ
55
أَجَدَّ الصَّبْرُ بَعْدَكُمُ امْتِناعا
56
عِدِينِي مِنْكِ هَجْراً أَو فِراقا
57
لَقَدْ أَوْدَعُوهُ لَوْعَةً حِينَ وَدَّعَا
58
أَبى قَلْبُهُ مِنْ لَوْعَةِ الحُبِّ أَنْ يَخْلُو
59
عُوجَا نُحَيِّ رُبُوعاً غَيْرَ أَدْرَاسٍ
60
هَاجَ الوُقُوفُ بِرَسْمِ المَنْزِلِ الخَالِي
61
هَلْ تَعْرِفُ الرَّبْعَ الَّذِي تَنَكَّرَا
62
سَلاَمٌ كَنَشْرِ المِسْكِ فُضَّ خِتَامُهُ
63
زَارَهُ الطَّيْفُ زَوْرَةً في مَنَامِهْ
64
عِشْ مُهنَاً بِكُلِّ خَيْرٍ مُمَلاَّ
65
طَرَقَتْ أُمَامَةُ وَالعُيُونُ نِيَامُ
66
لَوْ كانَ يَنْفَعُ في الزَّمَانِ عِتَابُ
67
كُفِيتَ العِدى وَوُقيتَ الرَّدى
68
لاَ زَالَ يَرْفَعَكَ الحِجَى وَالسُّؤْدَدُ
69
يَا لَيْلُ طُلْتَ وَطَالَ الوَجْدُ وَالكَمَدُ
70
أَحِلْماً تَبْتَغي عِنْدَ الوَدَاعِ
71
أَحْسَنْتَ ظَنَّك بِالإلهِ جَميلاَ
72
دَلِيلٌ عَلَى إقْبَالِكَ السَّلْمُ وَالحَرْبُ
73
رَأَيْتُ مُلُوكَ الأَرْضِ في كُلِّ بَلْدَةٍ
74
بَرْقٌ تَأَلَّقَ في الظَّلامِ وَأَوْمَضَا
75
سَقى الطَلَلَيْنِ بَيْنَ المَنْحَرَيْنِ
76
ذَكَرَ الشَّبَابَ فَهَاجَهُ التَّذْكارُ
77
عُجْ بِالدِّيَارِ دَوَارِسَ الأَعْلامِ
78
عَرِّجْ فَحَيِّ مَنَازِلَ الأَحْبَابِ
79
أَبى القَلْبُ إلاَّ أَنْ يَهِيمَ بِهَا وَجْداً
80
يَا مَنْزِلِ الأَحْبَابِ كُنْتَ أَنِيسَا
81
سَقى اللهُ بِالأَجْرَ عَيْنِ الدِّيَارَا
82
سَلِ المَنْزِلَ الْغَوْرِيَّ أَيْنَ خَرَائِدُهْ
83
يَا مَنْ مُلُوكُ الدُّنْيَا لَهُ تَبَعُ
84
أَقُولُ وَقَدْ أَشْرِفْتُ ذَاتِ عَشِيَّةٍ
85
كَمْ تُكْثِرَانِ العَذْلَ وَالتَّفْنِيدَا
86
مَالي وَلِلْفَصَحَاءِ لاَ تَتَكَلَّمُ
87
بي مِنْ رَسِيسِ الحُبِّ مَا تَرَيَانِ
88
يَهْنِي إمَامَ الفَضْلِ فَضْلُ إمَامِهِ
89
مَا العِزُّ إلاَّ في عَوَالي الرِّمَاحْ
90
قُلْ لِلْغَمَامِ إذَا اسْتَهَلَّ صَبيِرُهُ
91
ذَرِي عَذْلي فَشَانُكِ غَيْرُ شَاني
92
لَكِ الخَيْرُ هَلْ أَنْسَاكَ شَحْطُ النَّوى عَهْدَا
93
أَتَهِيمُ بِسَاكِنَةِ البُرَقِ
94
صِيَامُكَ لِلْمُهَيْمِنِ ذِي الجَلاَلِ
95
جَادَتْ يَدَاكَ إلى أَنْ هُجِّنَ المَطَرُ
96
وَلَيْلَةٍ غَابَتْ بِهَا النُّحُوسُ
97
أَجِدَّكُمَا لَوْ أَنْصَفَ الصَّبَّ عَاذِلُهُ
98
عِشْ مَدى الدَّهْرِ ظَافِراً بَالأَمَانِي
99
أَمَا إنَّهُ لَوْلاَ الحِسَانُ الرَّعَابِيبُ
100
أُنْظُرِ إلى الغَيْثِ الَّذِي نَطَفَا
101
لاَ زِلْتَ حِلْفَ سَعَادَةَ وَبَقَاءِ
102
عِشْ حِقْبَةً لاَ تَنْتَهِي بَلْ تَبْتَدِي
103
أَمْرَضَتْنِي مَرِيضَةُ اللَّحْظِ سَكْرى
104
قَدِمْتَ سَعِيداً فَائِزَاً خَيْرَ مَقْدَمِ
105
ذِكْرُ الصِّبَا بَعْدَ شَيْبِ الرَّاسِ تَعْلِيلُ
106
أَهَوىً وَحَرُّ جَوىً بِكُمْ وَفِرَاقُ
107
مِنْكَ الجَمِيلُ وَمِنِّي الشُّكْرُ
108
أَهَاجَ لَكَ التَّبْرِيحَ إيمَاضُ بَارِقِ
109
مِنَّا الثَّنَاءُ وَمِنْكَ الصَّيِّبُ الغَدِقُ
110
سُقِيتَ الحَيَا أَيُّهَا المَنْزِلُ
111
أَمَّا الإمَامُ فَقَدْ وَفى بِمَقَالِهِ
112
قَدْ كَانَ صَبْرِي عِيلِ فِي طلَبِ العُلا
113
ظَهَرَ الهُدَى وَتَجَمَّلَ الإسْلاَمُ
114
دِيَارُ الحَيِّ مُقْفِرَةٌ يَبَابُ
115
سَرى طَيْفُ هِنْدٍ وَالمَطِيُّ بِنَا تَسْرِي
116
صَبَرْتَ عَلَى الأَهْوَالِ صَبْرَ ابْنِ حُرَّةٍ
117
لَوْ أَنَّ دَاراً أَخْبَرَتْ عَنْ نَاسِهَا
118
كُفِّي مَلاَمَكِ فالتَّبْرِيحُ يَكْفِينِي
119
دَارٌ بَنَيْنَاهَا وَعِشْنَا بِهَا
120
أَتَجْزَعُ كُلَّمَا خَفَّ القَطِينُ
121
أبَت عَبَرَاتُهُ إلاَّ انْهِمَالاً
122
مَنْ عَظِيمِ البَلاَءِ مَوْتُ العَظِيمِ
123
أَمِثْلُ قِرْوَاشٍ يَذُوقُ الرَّدى
124
هَوى (الشَّرَفُ العَالِي) بِمَوْتَ أَبِي يَعْلى
125
اَلعِلْمُ بَعْدَ أَبي العَلاَءِ مُضَيَّعُ
126
أَشَدُّ مِنْ فَاقَةِ الزَّمَانِ
127
بَكَتْ عَلَيَّ غَدَاةَ البَيْنِ حِينَ رَأَتْ
128
لاَ تَخْدَعَنَّكَ بَعْدَ طولِ تَجَارِبٍ
129
إذَا المَرْءُ لَمْ يَرْضَ مَا أَمْكَنَهْ
130
اَلدَّهْرُ خَدَّاعَةٌ خَلُوبُ
131
لَقَدْ أَطَاعَكَ فِيهَا كُلُّ مُمْتَنعٍ
132
【Log in now】